اما الاية فلم يقع بهذا التحدي لكنها سميت اية اه والاية ما ذكرت لك في تاريخها تنطبق على كل جملة من جمل القرآن فان كل قطعة او جملة سميت اية والمقطع هذا سمي اية اه فيه الدلالة الواضحة بينة على ان هذا من كلام الله جل وعلا على ان فيه من الدليل على وحدانية الله او على صدقه نبيه او على ان هذا القرآن من عند الله جل وعلا المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد بن ابراهيم بن عبداللطيف ال الشيخ دروس من تفسير القرآن الكريم. تفسير سورة الحديد. الدرس السابع. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم الهمنا رشدنا وقنا شر انفسنا وفلنا ولشيخنا والحاضرين. قال الحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى وقد قال ابن ابي حاتم حدثنا ابي قال حدثنا هشام ابن عمار على قول الله تعالى اعلموا ان الله يحيي الارض بعد موتها قد بينا لكم الايات لعلكم تعقلون وقد قال ابن ابي حاتم حدثنا ابي قال حدثنا هشام ابن عمار قال حدثنا شهاب بن فراش قال حدثنا قال حدثنا حجاج بن دينار عن منصور ابن المعتمر عن الربيع ابن ابي عميلة الفزاري قال حدثنا عبد الله ابن مسعود حديثا ما سمعت اعجب الي منه الا شيئا من كتاب الله او شيئا قاله النبي صلى الله عليه وسلم قال ان بني اسرائيل لما طال عليهم الامد فقست قلوبهم اخترعوا كتابا من عند انفسهم استهوته قلوبهم واستحلته السنتهم واستلذته وكان الحق يحول بينهم وبين كثير من شهواتهم فقالوا تعالوا ندعو بني اسرائيل الى كتابنا هذا. فمن تابعنا عليه تركناه. ومن كره ان يتابعنا قتلناه ففعلوا ذلك وكان فيهم رجل فقيه. فلما رأى ما يصنعون عمد الى ما يعرف من كتاب الله فكتبه في شيء لطيف ثم ادرجه فجعله في قرن ثم علق ذلك القرن في عنقه. فلما اكثروا القس قال بعضهم لبعض يا هؤلاء قد افشيتم القتل في بني اسرائيل فادعوا فلانا فاعرضوا عليه كتابكم فانه ان تابعكم فسيتابعكم بقية الناس وان ابى فاقتلوه فدعوا فلانا ذلك الفقيه فقالوا اتؤمن بما في كتابنا هذا؟ قال وما فيه. اعرضوه علي فعرضوه عليه الى اخره ثم قال وتؤمن بهذا؟ قال نعم امنت بما في هذا واشار بيده الى القرض فتركوه فلما مات ففتشوه فوجدوه معلق معلقا ذلك القرن فوجدوا فيه ما يعرف من كتاب الله. فقال بعضهم لبعض يا هؤلاء ما نسمع هذا اصابه فتنة ما كنا نسمع هذا اصابه فتنة فافترقت بنو اسرائيل على اثنتين وسبعين ملة وخير ملة اصحاب ذي القرن. قال ابن مسعود وانكم اوشك بهم ان بقيتم او بقي من بقي منكم ان تروا امورا تنكرونه لا تستطيعون لها غيرا فيسحب المرء منكم ان فبحسب المرء منكم ان يعلم ان يعلم الله من قلبه انه لها كاره وروى ابو جعفر الطبري قال حدثنا ابن حميد قال حدثنا جرير عن مغيرة عن ابي معشر عن ابراهيم قال جاء عفريت بن العرقوب الى ابن مسعود وقال يا ابا عبدالله كلها يا ابا عبد الله هلك من لم يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر. فقال عبدالله هلك من لم يعرف قلبه قلبه معروفا ولم ينكر قلبه من كرر ان بني اسرائيل لما طال عليهم الامد وقست قلوبهم اخترعوا كتابا من بين ايديهم وارجلهم استهوتهم قلوبهم تحلته السنتهم وقالوا نعرض بني اسرائيل على هذا الكتاب. فمن امن به تركناه ومن كفر به قتلناه قال فجعل رجل منهم كتاب الله في قرن ثم جعل القرن بين سندوتيه. فلما قيل له اتؤمن بهذا؟ قال امنت به ويوبئ الى بيناتهن دوتيه وما لي لا لا اؤمن بهذا الكتاب. فمن خير مللهم اليوم ملة صاحب القرن. وقوله تعالى اعلموا ان الله يحيي الارض بعد موتها قد بينا لكم الايات لعلكم تعقلون. فيه اشارة الى ان الله تعالى يلين القلوب وبعد قسوتها ويهدي الحيارى بعد ضلتها ويفرج الكروب بعد شدتها فكما يحيي الارض الميتة المذنبة الهامدة غيث الهتان الوابل كذلك يهدي القلوب القاسية ببراهين القرآن والدلائل. ويولج اليها النور النور بعد ان كانت بلدا لا يصل اليها الواصل. فسبحان الهادي لمن يشاء بعد الضلال. والمضل لمن اراد بعد الكمال الذي هو لما يشاء فعال وهو الحكيم العدل في جميع الفعال اللطيف الخبير الكبير المتعال بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله. والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه اما بعد فيقول الله جل جلاله الم يأن للذين امنوا ان تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق ولا يكونوا كالذين اوتوا الكتاب من قبل فقال عليهم الامد فقست قلوبهم. وكثير منهم فاسقون. اعلموا ان الله يحيي الارض بعد موتها قد بينا لكم الايات لعلكم قد بينا لكم الايات ان كنتم تعقلون قد بينا لكم الآيات لعلكم تعقلون هاتان الايتان مترابطتان لان الثانية يا تعليل وفتح لباب تأمل والتدبر بما يصلح القلوب فلما ذكر الله جل وعلا ان القلوب تقسو وان اهل الكتاب من قبلنا قال عليهم الامد فغيروا في كتابهم واحدثوا ما احدثوا من البدع في اصل دينهم وفي فروعه تعاقبهم الله جل وعلا بقسوة القلوب اذا كانت كالحجارة او كانت اشد قسوة من الحجارة وان بعضهم لم يأمر بعضا بالخير بل كان كثير منهم فاسقون بل كان كثير منهم فاسقين لم ينصحوا ولم يرشدوا ولم يعلم ما تكون به حياة القلوب وطال الامد فقست القلوب ذكر الله جل وعلا بعد ذلك ان هذا الذي اصاب اهل الكتاب يخشى ان يصيب هذه الامة لان قسوة القلب انما تأتي عن اسباب ثم ضرب مثلا لذلك الارض الميتة التي لا حياة فيها وهي شبه القلب القاسي الذي لا يهتز عن ايمان ولا يثمر عن يقين واعمالا صالحة بل هو مجدب لا ينتج خير ولا يبقي اثرا وذكرا وهذا الخطاب في قوله اعلموا لاهل الايمان الذين خاطبهم بقوله الم يأن للذين امنوا ان تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق وان العبد المؤمن اذا كان في قلبه بعض القسوة او مشيته القسوة او جاءه الاعراب فان حياة القلب ليست بالامر العتيق فالله جل وعلا هو الذي يحيي القلوب اذا بذل العبد الاسباب وضرب مثلا هنا وقال اعلموا ان الله يحيي الارض بعد موتها ووجه الشبه ما بين الارض الميتة والقلب القاسي اما القلب القاسي لا يستفيد منه احد وليس فيه دين بل هو مجدب من الخير نفعه لصاحبه همه دنياه ليس فيه احسان للخلق ولا فيه نظر في عواقب الامور والارض الميتة لا يستفيد منها الا صاحبها او من سار فيها يعني على راحلة ونحو ذلك ولا يستفيد منها الانسان في نزول ولا البهائم في اكل وليس فيها ماء تكون به الحياة وهذا التمثيل تمثيل الحياة بالماء وبالارض الحية وتمثيل قسوة القلوب بالجذب جاء في غير هذه الاية كقوله جل وعلا وفي الارض قطع متجاورات وجنات من نخيل واعلاف. وزرع ونخيل صنوان وغير صنوان يسقى بماء واحد ونفضل بعضها على بعض في الاكل. ان في ذلك لايات لقوم يعقلون. قال وفي الارض قطع متجاورات اهذه قطعة مجدبة وهذه قطعة مثمرة او منتجة سهلة تنبت ذرعا وتحفظ ماء وهذه سبقة وهذه قيمة جيدة وهكذا وهذا مثال للقلوب التي نزل عليها وحي الايمان منها ما اثمر وانتج ومنها ما كان اجادل لا ينفع ولا يستفاد منه فقوله هنا جل جلاله اعلموا ان الله يحيي الارض بعد موتها هذا دعوة. دعوة لكل صاحب قلب قاس لم يأن بذكر الله وما نزل من كتابه ان يتدبر في نفسه وان يعلم ان القلب الذي يبث ولا ثمر فيه ولا يهتز عن ايمان وحب لله جل وعلا ورسوله وحسن توكل على الله جل جلاله انه يمكن ان يحيا بذكر الله وبما نزل من الحق وهو القرآن والقرآن مشبه بالماء في في القرآن في ايات كثيرة. هم. والارض مشبهة او القلب مشبه بالارض في ايات كثيرة لهذا حياة القلوب هو كحياة الارض حياة الارض بالماء المطر بالغيث حياة القلوب انما هي بذكر الله جل جلاله الخشوع اه له بتدبر كتابه وبعبادته جل جلاله قوله سبحانه هنا اعلموا ان الله يحيي الارض بعد موته يسعى في سبيل لين قلبه وحسن ايمانه وذلة القلب وخلقه لربه جل وعلا فها هو ينظر الى الارض كيف تحيا ينزل الله عليها الماء تخرج الكلأ والنبات الذي يغتدى منه والذي يسر الناظرين ويكون به الفائدة في القريب وفي المهام للناس وما ينتج من ذلك من خير كثير وقوله سبحانه اعلموا الامر هنا فيه تأكيد لهذا العصر العظيم وكون الارض الميتة يحييها الله جل وعلا هذا امر ظاهر معروف لكنه لفت الانظار اليه مؤكدة فانه لا مفر من ذلك ان الله جل وعلا يحيي القلوب القاسية بنور الايمان والذكر والقرآن فقال فما اعلم ان الله يحيي الارض بعد موتها. وهذا فيه دفع مع التأكيد في دفع للريب وللسلام وهذا اصل لان من امر بعلم بعلم شيء كان معلوما عنده انه يستفاد منه فائدتان اولى التأكيد والثانية دفع الشك والريب عن هذا الاصل واحياء تذكر تلك وتدبر لها قوله مثلا واعلموا ان الله غفور رحيم واعلموا ان الله شديد العقاب ونحو ذلك مما هو معلوم لدى المؤمن قوله سبحانه اعلموا ان الله يحيي الارض حياة تكون بحياة الظاهر بحياة الباطل واكمل الحياة هي حياة الباطن حياة الظاهر مؤقتة يأتيها ما يأتيها فيزيلها اما حياة الباطل من حياة القلب حياة الروح هذه هي الحياة الحقيقية ولذلك جعل الله جل وعلا المؤمن حيا والكافر ميتا او ميتا فقال سبحانه مثلا لينذر من كان حيا ويحق القول على الكافرين قال جل وعلا اومن كان ميتا فاحييناه جعلنا له نورا يمشي به في الناس كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منه صح عنه عليه الصلاة والسلام انه قال مثل الذي يذكر الله والذي لا يذكر الله كمثل الحي والميت تدل على ان حياة النفس حياة القلب والمقصود وهو الذي يصح ان تنسب له الحياة والارض التي لا نبات فيها ولا ماء ولو كان فيها بعض حياة لكننا ارض ميتة لان اعطنها ليس فيه ماء ولان ظاهرها لم يستفد من باطنها في اخراج مكنوناته وهذا يعني ان مفهوم الحياة والموت انه مفهوم شرعي. وليس مفهوما اجتهاديا يعني باعتبار الظاهر او بحسب ما يظهر للناس وانما هو مفهوم شرعي فالقرآن به كثير من الايات التي ذكرناها كغيرها فيها تنبيه على ان الحياة هي حياة القلب وان المؤمن الحق هو الحي وان الصالح من عباد الله والحي وان غير هؤلاء فيهم من الموت نصيب اما ان يكون موتا كاملا لحامي الكافرين او موتا ناقصا كحال المعرضين او المقصرين او الذين قست قلوبهم قوله قد بينا لكم الايات لعلكم تعقلون الايات اولا قوله قد بينا قد هنا للتحقيق يعني تحقق تبيين الايات قوله بينا هذا من البينة يعني قد ظهرت البينات قامت البينات والدلائل له والبينة هي ما يبين الحق ويظهره سواء كان من الدليل المسموع او كان من الدليل المرئي او كان من الدليل المدرك بالقلب والتذكر والاعتبار وهذه هي انواع البينة في القرآن بينات سماعية بينة تثبت عن طريق السمع يعني بينة تثبت عن طريق العين والرقية والثالث بينة تثبت عن طريق تأمل والادراك والتفكر وعاف ما هي ايات الانبياء كما سيأتي وبينات الانبياء عن احد هذه الطرق اما المسموع واما المرء واما المدرك في القلب والعقل قوله قد بينا لكم الايات في بعض الايات قد بينا الايات وهنا قال قد بينا لكم الايات ونحوها في حياتنا مماثلة اما الفرق او ما الفائدة في المجيء لكم في بعض الايات؟ وعدم مجيئها بايات اخرى لام هنا في قوله لكم هذي اظهر انها لام التعليل يعني من اجلكم قد بينا ايات من اجله قد بينا الحياة لعلة انكم تدركونها والايات جمع اية والاية هي الدليل الواضح الذي يدل على مضمونه بلا ريب يعني البينة اضعف من الاية لكن الاية هي والبرهان اعظم ان البرهان ما كان كبرهان الشمس وهو شعاع بها الذي يكون اول ما تخرج فانه ظاهر لانه على ان الشمس اشرف ولذلك سميت الحجة القاطعة برهانا لاجل انها تظيع الذي لا يستطاع رده والاية هي الدليل كما ذكرت لك البين الواضح الذي لا لبس فيه الذي يدل على مضمونه او على مقتضى والايات والبراهين اعطاها الله جل وعلا الانبياء ومنها ايات كما ذكرنا في البينة ايات سماعية منها ايات مرئية ومنها ايات لله جل وعلا مدركة فمن الايات السمعية اية القرآن الكريم مذهبها سميت الاية بانها دليل واضح ظاهر لا ريب فيه ولا شك على مضمونه وعلى ما اشتملت عليه. هذه الجملة التي سميت اية هذه اية مسموعة والقرآن كله اية وكل سورة منه اية يعني لنبينا عليه الصلاة والسلام وكل اية منه اية وان كان العلماء يقولون لم يقع التحدي باية انما وقع التحدي في القرآن بالقرآن كله او بعشر سور او بسورة كما قال جل وعلا قل لئن اجتمعت الانس والجن على ان يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا كقوله قل فاتوا بعشر سور مثله مفتريات كقوله اتوا بسورة من مثله وادعوا وهذا ان كنتم صادقين ما يثبت الحق ويظهره ويدل عليه ومن الايات المرئية مثلا لنبينا عليه الصلاة والسلام مثل انشقاق القمر ومثل نبع الماء بين اصابعه وهذا قد اعطاه الله جل وعلا ايضا عددا من الانبياء عيسى عليه السلام يحي الموتى باذن الله باذن الله عصى موسى عليه السلام واشبه ذلك مما يرى والثالث ايات مدركة والله جل وعلا اعطى بعض الانبياء ايات لكنها اية مدركة ليست الاية مرئية او مسموعة على كثير حتى ان هودا عليه السلام قال طائفة من اهل العلم انه لم يعطى اية ويستدلون على ذلك بقوله قالوا يا هود ما جئتنا ببينة وما نحن بتارة فالهتنا عن قولك وما نحن لك بمؤمنين ان نقول الا تراك بعض الهتنا دسوق قالوا ولم يأتي بالقرآن اية له والمقصود بذلك ان انه لم يعطى لم يذكر انه اوتي اية مسموعة او مبصرة لكن الاية المدركة التي تدركها النفس ويدركها القلب ويتفكر فيها العقل ظاهرة الى ان هذا الفرد الواحد معه من التأهيل والقوة ما يخالف الامة امة زمانه بكاملها ويعلن الحق ويتبرأ من معبوداتهم ولا يستطيع احد ان يؤذيه او ان يوصل اليه سوءا ثم مع ذلك فانه انتصر عليهم وغلبهم وهذا دليل تفكروا فيه ويتأمل فيظهر كونه آية وبرهانا المقصود ان قوله جل وعلا قد بينا لكم الايات انه يشمل الاية المسموعة والاية المرئية ويشمل الاية المدركة وفي هاتين الايتين في تلاتة جميعا فيها الاية المسموعة لقوله جل وعلا الم يهن للذين امنوا ان تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق وفيه الاية المرئية وهي انهم يرون اهل الكتاب كيف حرفوا كتابهم؟ وكيف غيروا سبيله وكيف بدلوا فقست قلوبهم وهم يرون قسوة قلوب اليهود وقسوة قلوب كثير من النصارى وانهم لم ينتفعوا بما عندهم بل كان كثير منهم موصوفا بالفسق والضلال. ثم الاية المدركة الاية المدركة التي اذا تأملها الانسان علم مضمونها او علم مقتضاها او ما دلت عليه وهي احياء الارض بعد موتها ونص عليها في هذه الاية واكد ثبت بقوله اعلموا ان الله يحيي الارض بعد موتها قد بينا لكم الايات لعلكم تعقلون وقوله هنا لعلكم تعقلون لعل هذه هي في الاصل الترجي والله جل وعلا يدعو عباده للعقد اذا كان ايه الاية كلمة لعل فانها اذا اضيفت الى الله جل وعلا فانها على سبيل التحقيق هي وعسى واذا جاءت في الاية للمخلوق فانها دعوة الى ما بعدها قال لعلكم تعقلون في دعوة العقل والتقوى الحفظ والتدبر تعقلون عقل هذا متعدي عقل المرء شيئا هنا المفعول آآ ليس موجودا على كثير من القرآن دائما يحدث مفعول تعقلون بقوم يعقلون ان في ذلك لايات قوم يعقلون واشباه ذلك فلماذا حذف اولا؟ ثم ما التقدير ثانيا اما حذفه فلسببين الاول ان السياق يدل عليه والثاني باعمال الفكر ايضا فيما طلب عقله وتفكر فيه المسألة الثانية المحلوف ما هو يقدر في كل اه اية او في كل جملة بما يناسبها قوله هنا لعلكم تعقلون يعني لعلكم تعقلون ما به سبب حياتكم نجاتكم وخشوع قلوبكم بذكر الله نعم قال رحمه الله في تفسير قول الله تعالى ان المتصدقين والمصدقات واقرب الله قرضا حسنا يضاعف لهم ولهم اجر كريم. والذين امنوا بالله ورسله اولئك هم الصديقون والشهداء عند ربهم لهم اجرهم ونورهم. والذين كفروا وكذبوا باياتنا اولئك اصحاب الجحيم. يخبر تعالى عما يثيب به المتصدقين والمتصدقات. باموالهم على اهل الحاجة والفقر والمسكنة اقربوا الله قرضا حسنا اي دفعوه بنية خالصة ابتغاء مرضات الله. لا يريدون جزاء ممن اعطوه ولا شكورا لهذا قال يضاعف لهم اي يقابل لهم الحسنة بعشر امثالها ويزاد على ذلك الى سبع مئة ضعف وهو فوق ذلك ولهم اجر كريم اي ثواب جزيل حسن ومرجع صالح ومآب حسن. وقوله تعالى والذين امنوا بالله ورسله اولئك هم الصديقون قال جل جلاله ان المصدقين والمصدقات واقرب الله قرضا حسنة يضاعف لهم ولهم اجر كريم هذه الاية كما سمعت في تفسيرها فيها التأكيد من الله جل جلاله. على ان الذي يبذل ماله يتصدق ويقرض الله قرضا حسنا بما فعل وما قدم وما تصدق وما انفق فانه يضاعف له ذلك والمضاعف هو الرب جل جلاله وليس لاضعافه سبحانه نهاية كما جاء في الحديث ما من احد يتصدق بصدقة من كسب طيب ولا يقبل الله الا الطيب الا وقعت في كبت الرحمن. فيربيها لاحدكم فما يربي احدكم فلوه حتى تكون كاعظم من الجبل وفي الحديث الاخر ان التضعيف الى عشرة اضعاف الى سبعمائة ضعف الى اضعاف كثيرة ثم وعده بان له الاجر الكريم الذي فاق جميع البذور وفي وصفه صار المتميز صار متميزا فيما يوصف به من كونه اجرا وثوابا وعاقبة وقوله هنا ان المصدقين والمصدقات متصدق اصلها متصدق والمصدقين والمتصدقات يعني المتصدقين والمتصدقات وفي القراءة الاخرى ومنها قراءة ابن كثير يا سبعية في القراءة الاخرى ان المصدقين والمصدقات من التصديق لا من الصدقة وقراءتان معناهما مختلف ودلالة ودلالتهما في هذا السياق ايضا مختلف اما المصدقين فانها من الصدقة هي قراءة اكثر من السبعة والصدقة هنا مناسبة لان الصدقة جاءت بعد ذكري حياة القلوب قسوة القلوب وضرب المثل لذلك صدقة بالمال الصدقة بجميع انواعها كما سيأتي هذه بها دين القلب تخلص القلب من الشح والرغبة فيما عند الله جل وعلا سيأتي ما في الصدقة بانواعها من الاثر على النفس وعلى الغير ان شاء الله اما تصفية ان المصدقين والمصدقات هذا ايضا مناسب لما قبله خلافا لمن قال انه لا يناسب الاية او لا يناسب ما قبلها لان الصدقة لان التصديق هو اساس الاستفادة من الانفاس والتسلسل الاستفادة من اوامر الله جل وعلا لما امر الله جل وعلا بذكره خشوع القلب له في قوله الم يأن للذين امنوا ان تخشع قلوبهم لذكر الله الصحابة رضخوا لذلك لا لكونهم نسخ متصدقين ولكن لكونهم مصدقين وهذا من فوائد تعدد القراءات من فوائد تعدد الاحرف السبعة في الاصل ان كل حرف من الاحرف السبعة او كل قراءة من القراءات الموجودة السبعة والعشر او القراءات المتواترة الاخرى فان هذه تعطي معاني كثيرة مختلفة توسع دلالة القرآن توسع مدارك المؤمن فيما اخبر الله جل وعلا به او امر او نهى او حض عليه او حزن وقوله هنا ان المصدقين والمصدقات عن القراءة الاخرى هذي فيها ذكر تسقيط وان الله جل وعلا يضاعف يضاعف للمصدقين وهذا يوافق الاصل وهو ان طب عيد الذي اخبر به النبي صلى الله عليه وسلم ان المؤمن اذا جاء بالحسنة او تصدق فان الحسنة بعشر امثالها الى سبعمائة ضعف الى اضعاف كثيرة فهذا يختلف كما ذكرت لكم من قبل يختلف بحسب تصديق العبد ومقامهم في الايمان حسن يقينك بس وصدق توكله على الله جل وعلا ومحبته له. هذا يختلف اختلاف الناس. منهم من يعمل كثيرا لكن المضاعفة له قليلة ومنهم من يعمل قليلا ولكن ان ضاعفوا له الى اضعاف كثيرة لا يا رب يعلم لا يعلم كثرتها ولا عددها الا الله جل وعلا. لهذا ابو بكر الصديق رضي الله عنه قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم لو وزن ايمان الامة وايمان ابي بكر لرجح ايمان ابي بكر. قال احد القراء وهو شعبة وبصل قال ما سبقهم ابو بكر بكثرة صلاة ولا صيام ولكن بشيء وقر في قلبه هذا في الحقيقة مناسب لهذه الاية اه خلافا لمن زعم انه غير مناسب بل كل قراءة من القراءات اه تفيد معنى غير الذي في القراءة قوله هنا ان المصدقين والمصدقات هذا فيه ذكر التصديق واثر التصديق في حياة القلوب هذا ربط بالاية التي قبلها التصنيف في المضاعفة والاجر الكريم. وقوله ان المصدقين والمصدقات هذا فيه ذكر الصدقة والمتصدق والمتصدق هو الذي يكثر الصدقة والمتصدقات اللاتي يكثرن الصدقة والصدقة هنا ظاهر ان المراد منها صدقة المال ولكنها في القرآن اوسع ان هناك صدقة في الماء تم صدقة اللسان وثم صدقة الجوارح والمفاصل كما صح عنه عليه الصلاة والسلام انه قال على كل سلامى من الناس صدقة وذكر الحديث المعروف ثم قال في اخره ويجزئ عن ذلك السلامى اللي هي المفاصل مفاصل الانسان على كل منها صدقة يبذلها منها صدقات قولية منها صدقات عملية ومنها انفاق منها امر بالمعروف والنهي عن المنكر ومنها ذكر ثم قال في اخرها ويجزئ عن ذلك ركعتين يركعهما العبد من الضحى هذا فيه المعنى الواسع من الصدر هل هذه الاية المراد منها المعنى صدقة بالمال او الصدقة الصدقة بمعناها الواسع الاظهر ان المراد منها صدقة المال. لانه قال بعدها واقرب الله قرضا حسنة والقرض الحسن هذا انما يكون في بصدقة المال كما مر معنا في الايات التي قبلها من ذا الذي يقرض الله يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له وله اجر كريم بعد ان ذكروا النفقة في قوله لا يستوي منه من قبل الفتح وقاتل الى اخر الاية وقوله واقرب الله قرضا حسنا هذه جملة اعتراضية يعني اه جاءت بين الاسم والخبر ذكرت لكم فيما مضى معنى القرن ان الارض حقيقة وليس مجازا لان الله جل وعلا هو الذي سماه فرضا ولانه يعطى الانسان بدله يوم القيامة ويوفيه الله جل وعلا اجره ثم قال في اخر الاية وله اجر كريم واقربوا الله قرضا حسنا يضاعف له وله اجر كريم الاجر الكريم مر معنا نكرره مرة اخرى كلمة كريم في القرآن وفي اللغة معناها ما فاق او ما زاد عن جنسه في صفات الكمال بحسب الكريم من النبات ما كان افضل ينسى كما قال جل وعلا في اول سورة السمراء وانبتت من كل زوج كريم حريم من النبات وما كان افضل جنس ما ينبت وعلى ظاهر فيما يخرجه الماء مطر من النبات فانه افضل من الجنس النبات الباقي اه او الدائن كذلك الانسان يقال هذا كريم اذا صار في امان وصفات يحمد عليها مثل ان يكون لا نجدة في المعروف ومثل ان يكون آآ يتصدق يبذل وجهه يبذل جاهه يبذل ماله يبذل ندى يسعى في الخير. ومنه ايضا ان يكون يقري الاطياف. لكن العرب خصت الذي يقري الضيف الكرم لان هذه كانت اعظم الصفات قل من اه يفعل ذلك وقيل هذا رجل كريم يعني فاق الناس في صفات الكمال البشري لانه آآ صار يكرم الاضياف الى اخره لكن كلمة كريم يعني هو افضل ما ما يكون. وهنا الله جل وعلا نعت الاجر ووصفه بانه كريم. قال ولهم اجر كريم والاجر الكريم يعني كيف اجر كريم الاجر من معنى الاية ولهم اجر فاق انواع الاجور في وصفه والاجر له جهتان. جهة كم؟ وجهة كيف؟ والاجر الذي وعد الله به عباده يكون ساق غيره او فاق جنس الاجور التي يتعاطى الناس كيفا وكمل عددا ووصلا والله جل وعلا هو الاعلم حدود ذلك جل جلاله تقدست اسماؤه هذا في الحقيقة فيه لطف الله جل وعلا بعباده و فيه رحمة الله بعباده وحسن اثابته لهم فانهم يعملون الاعمال القليلة ثم يعطون عليها الاجور الكريمة والمباركة وحسن الثواب واذا تأمل العبد وجد ان اصل انبعاث العمل في نفس المؤمن انما هو من الله جل وعلا. اصل النعاة العمل وحب الايمان وحب الله جل وعلا وحب رسوله صلى الله عليه وسلم. وتحقيق توحيد الله جل وعلا والقيام بالعبادات اصل ذلك من الله جل وعلا لهذا قال في اية سورة الحجرات بل الله يمن عليكم ان هداكم للايمان ان كنتم صادقين يمن عليكم يعني يعطي عطاء لا اه لم تأتوا منه بسبب والله جل وعلا يمن على العبد فمن بوجود الايمان ومن بانبعاث النفس في انواع الخير. ومع ذلك هو جل وعلا يضاعف للعبد لانه بدل الاسباب في ذلك ورغب فيه بطوعه واختياره والله سبحانه وتعالى يعين العبد ويوفقه والعبد اذا اراد سبب الخير واقبل عليه فان الله يعينه ويوفقه ومع ذلك يهجره ويثيبه ويرفع درجته ويضاعف له ويعطيه الاجر الكريم وصفه وفي ذاته فهل بعد هذا هل هذا الكرم كرم؟ وهل بعد هذه الرحمة رحمة؟ وهل بعد هذا الاحسان احسان والناس يحبون من يحسن اليه يحبون من الناس ان يبذل لهم من المعروف ولو شيئا ومن يحسن اليهم ولو شيئا ومن يتودد لهم ولو بشيء اليس الله جل جلاله تقدست اسماؤه؟ هو الاحق لحب العبد له وبذله له باقباله عليه باخلاص الدين له وعدم رؤية الاغيار وان يستعمل الاخلاص في كل احواله وكل اعماله وان لا يرى شيء من الدنيا يصرفه عن الله جل جلاله لا شك ان هذا بتعين وفي الايات هذه فتح لابواب تخيل للقلب من مصاريعها اعاننا الله واياكم على الحق والهدى وجنبنا قلوبنا القسوة جعلنا من المصدقين والمتصدقين انه سبحانه جواد الكريم