الا متاع الظهور. هذه الاية اصل في ان الدنيا محقرة عند رب العالمين. وانها مزهد فيها وانها ليست بدار قرار وانما هي دار الرهب وانه لا يغتر فيها الا المغرور كقوله جل وعلا ثم قست قلوبكم من بعد ذلك فهي كالحجارة او اشد قسوة قوله فهي كالحجارة يعني هي مثل الحجارة. دل على انها بمعنى مثل انه عطف عليها اشد المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد بن ابراهيم بن عبداللطيف ال الشيخ دروس من تفسير القرآن الكريم. تفسير سورة الحديد. الدرس الثامن. العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. قال الحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى وقوله تعالى والذين امنوا بالله ورسله اولئك هم الصديقون هذا تمام الجملة وصف المؤمنين بالله ورسله بانهم صديقون. قال الاودي عن ابن عباس قوله والذين امنوا بالله ورسله اولئك هم الصديقون هذه مفصولة والشهداء عند ربهم لهم اجرهم ونورهم. وقال ابو الضحى اولئك هم الصديقون ثم استأنف الكلام فقال والشهداء لربهم هكذا قال مسروق الضحاك ومقاتلهم وحيانا ومقاتل بن حيان وغيرهم وقال اعمل سبحان هذه الضحى عن مسروق عن عبد الله في قوله اولئك هم الصديقون والشهداء عند ربهم قال هم ثلاثة اصناف يعني والصديقين والشهداء كما قال تعالى ومن يطع الله والرسول فاولئك مع الذين انعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين ففرق بين الصديقين والشهداء فدل على انهما صنفان ولا شك ان الصديق اعلى مقام من الشهيد. كما رواه الامام ما لك انس رحمه الله وفي كتابه الموطأ عن صفوان بن سليم عن عطاء ابن يسار عن ابي سعيد الخدري ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان اهل الجنة ليتراءون اهل الغرف من فوقه كما يتراءون الكوكب الذري الرابع في الافق في الافق من المشرق او القول المغرب بتفاضل ما بينهم. قالوا يا رسول تلك منازل الانبياء لا يبلغها غيرهم. قال بلى والذي نفسي بيده رجال امنوا بالله وصدقوا المرسلين اتفق البخاري ومسلم على اخراجه من حديث مالك به وقال اخرون بل المراد من قوله اولئك هم الصديقون والشهداء عند ربهم فاخبر على المؤمنين بالله ورسله لانهم صديقون وشهداء الجاهدين ثم قال ابن جرير حدثني صالح ابن حرب ابن حرب ابو مأمن قال حدثنا اسماعيل ابن يحيى قال حدثنا ابن عجلان عن زيد ابن اسلم عن البراء ابن عازب قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول المؤمن امتي شهداء قال ثم ترى النبي صلى الله عليه وسلم هذه الاية والذين امنوا بالله ورسله اولئك هم الصديقون والشهداء عند ربهم. هذا حديث غريب وقال ابو اسحاق عن عمرو عن عمرو بن ميمون في قوله والذين امنوا بالله ورسله اولئك هم الصديقون والشهداء عند ربهم لهم اجرهم ونورهم يجيئون يوم القيامة معا كالاسلام وقوله والشهداء عند ربهم اي في جنات النعيم كما جاء في الصحيحين. ان ارواح الشهداء في حواصل طير قبل تسرح في الجنة. حيث شاءت ثم تأوي الى تلك القناديل فاطلع عليهم ربك اطلاعا فقال ماذا تريدون؟ فقالوا نحب ان تردنا الى الى الدار الدنيا فنكتب كما قتلنا اول مرة فقال اني قضيت انهم اليها لا يرجعون. وقوله لهم اجرهم ونورهم اي لهم عند ربهم اجر ونور عظيم. يسعى بين ايديهم وهم في ذلك يتفاوتون بحسب ما كانوا في الدار الدنيا. من الاعمال كما قال الامام احمد حدثنا يحي واسقاط قال حدثنا ابن قال حدثنا عن ابن دينار عن ابي يزيد الخولاني قال سمعت فضالة ابن فضالة ابن عبيد يقول سمعت عمر ابن الخطاب يقول سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول الشهداء اربعة رجل مؤمن جيد الايمان لقي العدو فصدق. صدق الله فقتل. فذلك الذي ينظر الناس اليه هكذا ورفع رأسه حتى سقط فلنسوة الله صلى الله عليه وسلم او قلنسوة عمر والثاني مؤمن لقي العدو فكأنما يضرب ظهره بشوك الطلح. جاءه سهم ضرب فقتله فذاك في الدرجة الثانية. والثالث رجل مؤمن خلق عملا صالحا واخر سيئا. نحو العدو فصدق الله وذاك في الدرجة ثالثة والرابع رجل مؤمن اسرف على نفسه اسرارا كثيرا لقي العدو فصدق الله حتى قتل فذلك في الدرجة الرابعة. وهكذا رواه علي بن عن ابي عن ابي عن ابي داوود الطيابسي عن ابن المبارك عن ابن ما هيئة وقال هذا اسناد مصري مصري صالح. ورواه الترمذي من حديث ابن لهيئة وقال الحسن غريب وقوله والذين والذين كفروا وكذبوا باياتنا اولئك اصحاب الجحيم لما ذكر السعداء ومآلهم عطف بذكر الاشقياء وبين حالهم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن اهتدى بهداه اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وايا لنا من امرنا رشدا. اما بعد هذه الاية من هذه السورة سورة الحديد يقول الله جل وعلا فيها والذين امنوا بالله ورسله اولئك هم الصديقون والشهداء عند ربهم لهم اجرهم ونورهم في هذه الاية ذكر للمؤمنين بالله جل جلاله. والمؤمنين برسله وان هؤلاء اذا كملت درجة ايمانهم وصلوا الى مرتبة الصديقية التي هي من اعلى مراتب الايمان بل اعلى مراتب الايمان في هذه الامة والصديقون هم جمع صديق. وهو الذي عظم صدقه الصديق مبالغة من صادق او مصدق وهذه انما تنبغي لمن كمل تصديقه بالله جل وعلا وبما اخبر الله جل وعلا به عن ذاته جل جلاله وعن امور الغيب وعن ما سبق وعما سيأتي فهم مصدقون بذلك تصديقا عظيما شديدا كانهم يرونه والتصديق هذا يتفاوت الناس فيه ليسوا فيه على مرتبة واحدة فمنهم من يكون تصديقه اه قويا شديدا ومنهم من يكون اقل من ذلك ولهذا سمعت الخلاف في حل الصديقون غير الشهداء ام ان الصديقون والشهداء طائفة واحدة؟ على قولين معروفين عند السلف هذه الآية و سبب الخلاف في ذلك امران. الاول ان الشهادة تختلف عن مرتبة الصديقية هذه الشهيد غير الصديق لا من جهة اللفظ ولا من جهة المعنى ولا من جهة ايظا ما جاء في النصوص ذكر الصديقين فيه وذكر الشهداء كما قال جل وعلا في الاية الاخرى في سورة النساء ومن يطع الله والرسول فاولئك مع الذين انعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن اولئك رفيقا. ذلك الفضل من الله وكفى بالله عليما والاصل في الواو انها للمغايرة ويرى تلفيقات في هذه فيكون الصديقون ويرى في الشهداء والسبب الثاني ان سياق الاية فيه ما يشعر المفارقة ما بين الصديقين والشهداء فجعل خبرا فجعل الصديقين في خبر وجعل الشهداء في خبر فقال والذين امنوا بالله ورسله اولئك هم الصديقون وقال بعدها والشهداء عند ربهم لهم اجرهم ونورهم. فتلك جملة وهذه الجملة والسياق يشعر ان الجملتين خبريتان كل واحد منهما مستقلة عن الاخرى. ولهذا عطف بعدها فذكر فئة الكفار فقال والذين كفروا الى اخره قد ساق لك ابن كثير شيئا من مما يشهد لهذا وهذا ومن قال ان الصديقين هم الشهداء فهذا محمول على ان الشهيد في هذا المقام لما استشهد صار صديقا. لانه اثبت تصديقه العظيم واثبت شهادته الصدق بان بذل دمه في سبيل الله جل وعلا وهذا يدل عليه الحديث الذي ساقه الكثير عن فضالة ابن عبيد عن عمر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهناك من يحمل ايضا الشهداء هنا ليسوا جمع شهيد وانما هم جمع شاهد فانه يأتي من كل امة شهيد يعني شهيد لا من الشهادة في الدنيا وهي القتل في سبيل الله وانما هي بمعنى الشهادة بانه يشهد انما يشهد على الاقوام اخ. خيركم واحيانا وافضلهم. كما قال جل وعلا كيف اذا جئنا من كل امة بشهيد وجدنا بك على هؤلاء شهيدا فكل امة لها شهيد يشهد عليها قد قال جل وعلا في اخر سورة زمر ووضع الكتاب وجيء بالنبيين والشهداء وقضي بينهم بالحق وهم لا يظلمون الشهداء هنا هم الذين يشهدون على ما فعل اقوامهم من خير الهوشر فيشهدون للمرسلين بالبلاء ويشهدون على الامة لانها بلغت هذا يكون حينئذ العطف بالواو كونوا عطف مغايرة الصفات وليس بعطف مغايرة ده وقت واذا تأملت الاية لم تجد فيها ما يرجح احد الجهتين فان هذا فانها ليست قومية متقاربان من قال بالتفريط فله دليله ومن قال بانهما فئة واحدة فله دليله ايضا وبقاؤها على ما يحتمل القولين او لا ظهور فائدة التنوير و تعدد التفسير على فهم الاية قال جل وعلا والذين امنوا بالله ورسله معلوم ان الايمان يتفاضل الناس فيه الايمان بالله يتفاضل الناس فيه وكذلك الايمان بالرسل تفاضل الناس فيه قال اولئك هم الصديقون آآ الصديقون يتفاوتون في درجة الكمام. واذا كان تصديق كما هو معلوم في القلب فان التصديق يكون في القلب ويكون ايضا في العمل فلا ينعزل العمل عن انه يكون تصديقه اما بانه اثر لتصديق القلب ملازم له لا ينفك عنه او انه من التصديق وجزء منه باعتبار التصديق الشرعي للتصديق اللغوي. ولهذا قال جل وعلا في سورة الصافات لما اخبر عن قصة ابراهيم عليه السلام مع ابنه اسماعيل قال سبحانه اني يا بني اني ارى في المنام اني اذبحك. انظر ماذا ترى. قال يا ابتي افعل ما تؤمر ستجدني ان شاء الله من الصابرين قال جل جلاله فلما اسلم وتله للجبين حصل الفعل اسلم واستسلم لله جل وعلا ولامره واستسلم ايضا هذا يقتل او يذبح وذاك مذبوح فلما اسلم وتله للجبين وناديناه ان يا ابراهيم قد صدقت الرقية فدل على انه حصل التصدير بعد مباشرة العمل. لهذا قال طائفة من اهل السنة ان التصفيق اللغوي غير التصديق الشرعي التصنيف اللغوي هذا هو تصنيف القلب مجردا. بمعنى انه يصدق الخبر ولا يكون عنده ريب فيما اخبر به من حيث اعتقاد القلب واما التصديق الشرعي فانه ينضم الى ذلك عمل العمل الذي يدل عليه تصديق. استدلوا بهذه الاية فقوله هنا والذين امنوا بالله والرسل اولئك هم الصديقون. دليل على ان الصديقين بلغوا اعلى المراتب لانه جعلوا تصديقهم عملا واعتقادا وقولا كما هي حال صديقي هذه الامة كابي بكر رضي الله عنه و عمر وعثمان والعشرة ونحوه والايمان بالرسل يعنى به الايمان بالرسل البشريين الذين جاؤوا بالرسالات ليه؟ لبني الانسان والايمان بهم و ركن من اركان الايمان كما هو معلوم قوله والذين امنوا بالله ورسله يشمل اركان الايمان الستة ثم قال اولئك هم الصديقون هذه فيها من جهة البلاغة رفع لمنزلتهم لما جاء بأولئك لانه وصل الخبر والذين امنوا بالله ورسله هم الصديقون لما جاء باولئك دل على رفعة منزلته وعظم شأنهم عند مولاهم جل جلاله وقوله والشهداء عند ربهم كما ذكرت لك فيها وجهان من الاعراب الاول ان تكون الواو عاطفة تعطف الشهداء على الصديقون فيكون الكلام اولئك هم الصديقون والشهداء عند ربهم. يعني هم الصديقون عند ربهم وهم شهداءه عند ربهم الوجه الثاني ان تكون الواو هنا استئنافية فيكون المعنى والشهداء الشهداء مبتدأ عند ربهم لهم اجرهم ونورهم وتكون جملة لهم اجرهم ونورهم آآ هي في الخبر والشهداء كما ذكرت لك جمع شهيد والشهيد هو الشاهد وقد تكون الشهادة بالقول وقد تكون الشهادة الفهم عمل فالشهادة بالقول هي ان يشهد على غيره الشهادة بالفعل هي ان يراقع الدم في سبيل الله تعالى ولفظ الشهيد من الالفاظ التي جاءت بعد الشريعة والعرب لا تسمي من قتل في المعركة شهيدا لانه لا يدل على انه شهد عندهم على شيء هذا الذي استشهد في سبيل الله صار شهيدا شاهدا بدمه وشاهدا بما بذل على انه يريد الدار الاخرة على ان الجنة حق والنار حق على ان هذا الدين حق ولهذا عظم اجرهم لان دلالتهم ونفعهم تصديقهم وايمانهم صار في مرتبة رفيعة واما الشهادة القولية المقصود بها هنا الشهادة في الاخرة. وهي ان عسى الشهداء يشهدون على اممهم على اقوامهم وفي الحديث الصحيح الذي رواه مسلم في الصحيح وغيره ان النبي صلى الله عليه وسلم على ان اللعانين لا يهونون سفعاء ولا شهداء يوم القيامة كلمة عند هنا والشهداء عند ربهم عند هذه من اهل العلم من استدل بها على علو الله جل جلاله لان الاندية هنا في عندية علو لانها تقتضي في هذا المقام رفع درجة الشهداء وكما جاء في الحديث ارواح الشهداء في جوف الطير الخضر تسرح في الجنة ثم تأوي الى قناديل معلقة العرش وقوله لهم اجرهم ونورهم مر معنا في هذه السورة عدة مرات ان الاجر هنا على حقيقته وهو ما يعطاء الانسان مقابل عمله وان كان لا يأخذه الا برحمة الله جل وعلا وبفضل كتاب محض المقابلة والنور هنا ذكر في عدة ايات في هذه السورة وفي غيرها وذكرنا لك ان النور يتفاوت الناس فيه فمنهم من يعطى نوره في ابهامه منهم من يعطى نوره ومنهم من يعطى نوره كالضيع الواسع وهكذا حسب درجاتهم في دينهم نعم قال الله تعالى اعلموا انما الحياة الدنيا لعبوا ولهم وزينة وتفاخر بينكم وتكاثروا في الاموال والاولاد كمثل غيرهم نباته ثم يهيج فتراه مصفرا. ثم يكون حطاما وفي الاخرة عذاب شديد ومغفرة من الله ورضوانه. وما الحياة سابقوا الى مغفرة من ربكم وجنة عرضها كعرض السماء والارض. اعدت للذين امنوا بالله ورسله ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم. يقول تعالى موهنا امر الحياة الدنيا ومحقرا لها. انما الحياة الدنيا ولهم وزينة وتفاخر بينكم وتكاثر بالاموال والاولاد اي انما حاصل امرها عند اهلها هذا كما قال زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة والانعام والحر. ذلك متاع الحياة الدنيا والله عنده حسن المآل. ثم ضرب تعالى مثل الحياة الدنيا في انها زهرة ربانية ونجمة جائرة فقال كمثل غيث وهو المطر الذي يأتي بعده قنوط الناس كما قال وهو الذي ينزل الغيث من بعد ما قنطوا وقوله اعجب الكفار نباته اي يعجب الزراع نباته نبات ذلك الزرع الذي نبت بالغيب وكما يعجب الزراء ذلك كذلك تعجب الحياة الدنيا الكفار فانهم احرص شيء عليها وامير الناس اليها. ثم يهيج فتراه مصفرا ثم يكون حطاما ان يهيجوا ذلك الزرع فتراه مصفرا بعدما كان خضرا نظرا. ثم يكون بعد ذلك كله الى ان يصير يبسا متحطما. هكذا الحياة الدنيا تكون اولا شابة ثم تجتهد ثم تكون عجوزا شوهاء والانسان كذلك يكون في اول عمره وعنفوان شبابه غظا طريا لين العطاء فهي المنظر ثم انه يشرع في الطفولة فتتغير طباعه وينفذ بعضه وينفذ بعض قواه ثم يثمر ثم يكبر فيصير شيخا كبيرا ضعيفا القوى. قليل الحركة يعجزه الشيء اليسير. كما قال تعالى الله الذي خلقكم من ضعف ثم جعل من بعد ضعف قوة ثم جعل من بعد قوة ضعفا وشيبة يخلق ما يشاء وهو العليم القدير ولما كان هذا المثل دالا على زوال الدنيا وانقظائها وفراغها لا محالة. وان الاخرة كائنة لا محالة. حذر من امرها ورغب فيما فيها من تخيل وقال وفي الاخرة عذاب شديد ومغفرة من الله ورضوانه. وما الحياة الدنيا الا متاع الغرور. اي وليس في الاخرة الاتية القريبة الا فان هذا وان هذا اما عذاب شديد واما مغفرة من الله ورضوان وقوله وما الحياة الدنيا الا متاع الغرور اي هي متاع فان هي متاع فان لمن ركن اليه اي هي متاع بان ضار بمن ركن اليه. فانه يغتر فانه يغتر بها وتعجبه حتى يعتقد انها حتى يعتقد انه لا دار سواها ولا معاد ورائها وهي وهي حقيرة بالنصف وهي حقيرة قليلة بالنسبة الى الدار الاخرة. قال ابن جرير حدثنا علي بن حرب الموصلي قال حدثنا المحاربي قال حدثنا محمد بن عمرو عن ابي سلمة عن ابي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم موضع موضع صوت في الجنة خير من الدنيا وما فيها. اقرأوا وما الحياة الدنيا الا متاع الغرور. وهذا الحديث ثابت في الصحيح هذه الزيادة والله اعلم. وقال الامام احمد يعني ما في الصحيح لموضع صوت احدكم في الجنة خير من الدنيا وما فيها وقال الامام احمد حدثنا ابن نمير ووكيل كلاهما عن الاعمش عن شقيق عن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الجنة اقرب الى احدكم من شراك نعله والنار مثل ذلك انفرد باخراجه البخاري وفي الرقائق من حديث الثوري عن الاعمش وبهذا الحديث دليل على اقتراب الخير والشر من الانسان. واذا كان الامر كذلك فلهذا حثه الله على فلهذا حثه الله على المبادرة الخيرات بفعل الطاعات وترك المحرمات التي تكفر عنه الذنوب والزلات وتحصل له الثواب وتحصل له الثواب والدرجات فقال تعالى سابقوا الى مغفرة من ربكم وجنة عرضها كعبد السماء والارض والمراد جنس السماء والارض كما كما قال في الاية الاخرى اخرى وسادة من ربكم وجنة عرضها وسارعوا الى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات السماوات والارض اعدت للمتقين. وقالها هنا اعدت للذين امنوا بالله ورسله ذلك ووالله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم اي هذا الذي اي هذا الذي اهلهم الله له. اي اي هذا الذي اهلهم الله له هو من فظله ومنة عليهم واحسانا اي هذا الذي اهلهم الله هو من فضله ومنه عليهم واحسانه اليهم. كما قدمنا في الصحيح ان فقراء المهاجرين قالوا يا رسول الله ذهب اهل بالدرجات العلى والنعيم المقيم. قال وما ذاك؟ قالوا يصلون كما نصلي ويسلمون كما نصوم. ويتصدقون ولا نتصدق ويعتقون ولا قال افلا ادلكم على شيء اذا فعلتموه سبقتم من بعدكم ولا يكون احد افضل منكم الا من صنع مثل ما صنعتم تسبحون وتكبرون وتحمدون دبر كل دبر كل صلاة ثلاثا وثلاثين قال فرجعوا فقالوا سمع اخواننا اهل الاموال ما فعلنا ففعلوا مثله. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء قال الله جل وعلا هنا اعلموا انما الحياة الدنيا لعب وله وزينة. وتفاخر بينكم وتكاثر بالاموال والاولاد. كمثل غيث اعجب الكفار نبات ثم يهيج فتراه مصفرا ثم يكون حطاما وفي الاخرة عذاب شديد ومغفرة من الله ورضوان وما الحياة الدنيا اما العاقل البسيط الذي نفذ الايمان الى قلبه فانه لا يغتر بهذه الحياة الدنيا مهما بلغت زينتها مهما بلغ ابتزازها ومهما بلغت نظرتها لهذا قال جل وعلا اعلموا انما الحياة الدنيا لعب وله وزينة الى اخر الاية. وفي قوله اعلموا هنا ما يفيد تنبيه على المراد من هذا المثل على المراد من هذا الخبر وعلى الحكمة منه وهو انه يستيقظ الانسان من غفلته من اعجابه بهذه الدنيا وركونه اليها الى انها لاعب وله وزينة ولا شك ان اللعب غير محمود آآ عند عقلاء الناس واللهو ايضا غير محمود عند عقلاء الناس. واما في الزينة هي متاع يذهب ليس بثابت وذكر جل وعلا بعدها المثل هذا الامر في قوله اعلموا مفيد الى لفت النظر الى الحقائق وان الانسان ينبغي له ان يدرك العلم الذي وراء ما يجري يعني اطلبوا العلم. والعلم هو الحقيقة الموافقة للواقع. فهل الحقيقة الموافقة الواقع ان هذه الحياة هي المقصودة على الحقيقة الموافقة الواقعة ان هذه الحياة باقية وانها تطلب مطلقا وانها تؤثر على دار باقية لا شك ان العلم الذي ينتج عن فكرة وتأمل وتدبر يفيض على صاحبه اعتقادا ويقينا انه لا يغتر بهذه الدنيا الا مغرور وانه لا يلتفت اليها التفات قلب الا مخذوع. وان العاقل الذي وفقه الله جل وعلا فانما يأخذ من دنياه لاخرته وتكون في يده عونا له على ما يستقبل في الدار الاخرة قال جل وعلا اعلموا انما الحياة الدنيا. وان معنى حصر يعني حقيقة الحياة الدنيا لمن ارادها انها لعب ولهو وزينة وتفاخر وسماها دنيا لامرين الاول الدنيا من الدنو فهو انها قريبة لملابستها للانسان وان الانسان يعيش فيها والاخرى متأخرة فصارت هذه قريبة وتلك بعيدا او هذه اولى وتلك متأخرة والثاني انها دنيا من الدناءة الذي ذكرها طائفة من اهل العلم انها دنيا من دنائتها وحقارتها ووضاعتها قد جاء في الترمذي وفي غيره الدنيا ملعونة ملعون ما فيها الا ذكر الله وما والاه. وعالم ومتعلما هذا يدل على انها ليست عند الله بشيء كما جاء ايضا في الحديث الاخر الصحيح لو كانت الدنيا تعدل عند الله جناح بعوضة لما سقى كافرا منها شربة ماء ولكنها دار كما وصفها الله جل وعلا هنا لعب وله وزينة وتفاخر واللعب هو ما يتسلى به لتمضية الوقت واللهو هو ما ينهو به الانسان منك لهويه مع اهله او لهوه بما يتم نفسه مع فرسه او مع اه اولاده او نحو ذلك او له مع من يلهو معه. وكما جاء في الاثر كل لهو يلهو به المرء فهو باطل الا ملاعبته لاهله او تأديبه لفرسه او رميه بقوسه هذا يدل على ان اللهو في الجملة ليس بممدوح بل هو مذموم. لهذا طائفة من الفقهاء يرون ان كل امر من اللهو فانه اما مكروه واما محرم فلا يوصف شيء من اللهو بانه محمود. ان هذه الثلاثة او ما جاء او ما كان في معناه والزينة الزينة هي ما يضاف الى الشيء من خارجه ويكون عرضا يأتي ويذهب يلابس ويمضي اللباس زينة المتاع زينة لهذا الحياة كلها صارت زينة لانها مثل اللباس يأتي ويخلف ويذهب والزينة في القرآن اه على العموم هي خارجة عن الذات فالذات يقال لها جميلة هذا جميل اذا كان في ذاته حسن اما اذا كان الجمال مجذوبا فانه يقال مزين زينة زين فصار زينته لهذا قال جل وعلا انا جعلنا ما على الارض زينة لها لنبلوكم ايكم احسن عملا وقال جل وعلا يا بني ادم خذوا زينتكم عند كل مسجد يعني لباسكم لهذا بالمناسبة في قوله جل وعلا في سورة النور ولا يبدين زينتهن الا ما ظهر منها والخلاف في الزينة هل هي الوجه او الكحل او الاشياء التي يزين بها او الزينة الامر يعني الوجه نفسه او اليدين او اه يعني ما هو داخل في جسد المرأة او ان الزينة هنا مجذوبة وهي الثياب وما قد يظهر من الزينة المجلوبة في المرأة من اوجه الترجيح الى انها اللباس والثياب وما اشبه ان الزينة في القرآن كله ليست في الذات وانما هي مجلوبة للذات مجلوبة للعين ليست منها مثل اللباس ونحوه الايات التي سمعتم كلها تدل على هذا كذلك الله جل وعلا جعل النجوم زينة للسماء انا زينا السماء الدنيا بزينتنا الكواكب الكواكب غير هي النجوم غير السما مجلوبة للتزيين هكذا اللباس وهكذا ما على الارض من شجر وانهار ونحو ذلك بجمال هذه زينة زينت ليألف الانسان ويستلذ بما فيه من الاخر. المقصود الحياة في الدنيا نفسها في هذه اية سماها الله جل وعلا زينة مما يدل على انها الحياة كلها زينة ما يدل على انها عرض المجلوب هو احق شيء بان يذهب مثل ما يذهب اللباس ومثل ما يذهب اي شيء زين به شيء اخر فهي بالنسبة للانسان زينة له لكنها ستذهب هات لا شك انها هزيلة لكنها زينة ذاهبة ان الزينة ليست على الاستقرار وانما هي على الذهب قال جل وعلا بعدها وتفاخر بينكم وتكاثر في الاموال والاولاد التفاخر هو المغالبة اما المال او بالجاه او بالولد او بما عند الانسان من المفاخر من النسب ونحو ذلك. يعني الحياة فيها مغانا فيها فخر وهذا يرتفع على على اخر بكذا وهذا يرتفع بكذا والمفاخرة مفاعلة تكون من الطرفين. يعني كل واحد يطلب فخره بشيء الحياة فيها اشياء كثيرة يطلب الناس الفخر بها والتفاخر في الجملة مذموم الا الايمان والتقوى والصلاح ومن انعم الله جل وعلا عليه بشيء فانه لا يدل ذلك على انه يفاخر به ويغالب غيره به فانما ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء قد كان هدي السلف رضي الله عنهم انهم كانوا اذا اوتوا شيئا من الدنيا فانهم يخشون على انفسهم لا يفاخرون به وانما يطلبون ان يكون في مرضاة الله جل جلاله وتكاثر في الاموال والاولاد التكاثر في الاموال هذا من طبيعة الانسان فحبب اليه المال وقل من يتخلص من حب المال قال جل وعلا زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة. وقال جل جلاله الهاكم التكاثر تكاثر في المال تكاثر في الولد التكاثر في انواع ما يتكاثر فيه. والاموال هنا جمع ماء وهو كل ما يتمول فالنقدان الذهب والفضة او العمل النقدية والاوراق الى اخره هذه كلها مانع. لانها تتمول لذلك العقار مال لانه يتمون. كذلك المزارع والزهور والثمار مال. كذلك بهيمة الانعام مالك. كذلك التجارات من حيث هي مال فالمال اسم لما يتمول هذا هو الذي يدل عليه الكتاب والسنة لان المال يشمل كل ما يتناوله الانسان. يعني يعده لمستقبله او يعده لقيمة فيه وهذا قد يدخل فيه الصور جديدة لم تكن في السابق لهذا الفقهاء والمجتهدون في هذا العصر اخذوا من هذا الاصل ان بعض الصور الحادثة في الفقه تعالج بهذا الفصل مثل العلامة التجارية مثلا بالعلامات التجارية والاختصاص التجاري ونحو ذلك هذه العلامات والاسمى والاسم التجاري المعين او الذي صار له شهرة هذا بحد ذاته يتمول لانه له قيمة وان كان شيئا عربيا اسم فمن اهل العلم من منعه قال لان هذا ليس بشيء على الحقيقة وليس بشيء يعني ما نسي عيني يدفع فيه ملايين اه الريالات مثلا. والصحيح وان هذا من الصور العصرية التي تتمول لها قيمة مالية ويتمولها الانسان اذا كان عنده شيء من ذلك او الشركة لها اسم مشهور وان هذا جزء من ماليتها قوتها. فلذلك لما كان مالا او لما كانت تتمول فيدخل في البيع. لان البيع مبادلة مال بمال وهذا ليس بمحرم الى اخره. في بحث فقهي آآ ليس هذا بمحله لكن المقصود ان قوله اثر في الاموال سابقا التكاثر في النعم يعني اه في بهيمة الانعام الغنم والبقر او الابل او تكاثر في بعض ما الذهب والفضة تكاثر مثلا في العقار او في الضيعات او نحو ذلك ولكن في العصر الحاضر ترى ان التكاثر صار في اشياء اخرى جديدة وهذا داخل في هذا العموم وتكاثر في اموال والاولاد ثم ضرب الله جل وعلا المثل الذي يدل على ان الدنيا ليست بشيء بمثل واضح ظاهر قال جل وعلا كمثل غيث اعجب الكفار نباته ثم يهيج فتراه مصفرا ثم يكون حطاما اه والمثل ظاهر سمعته من كلام ابن كثير ما يدل عليه لكن قوله كمثل غيث الكاف هنا كمثل غيث قال اعلموا انما الحياة الدنيا كذا وكذا ثم قال كمثل غيث فالكاف هنا هي اسم وليست بحرف يعني ان تقديرها مثلها مثل غيث والكاف تأتي بمعنى مثل قال فهي كالحجارة او اشد قسوة ويدل عليها ايضا قول الذي يدل على ان الدنيا ليست بشيء بمثل واضح ظاهر قال جل وعلا كمثل غيث اعجب الكفار نباته ثم يهيج فتراه مصفرا ثم يكون حطاما والمثل ظاهر سمعتم كلامه كثير ما يدل عليه لكن قوله كمثل غيث الكاف هنا كمثل غيث قال اعلموا انما الحياة الدنيا كذا وكذا ثم قال كمثل غيث فالكاف هنا هي اسم وليست بحرف يعني ان تقريرها مثلها مثل غيث والكاف تأتي بمعنى مثل كقوله جل وعلا ثم قست قلوبكم من بعد ذلك فهي كالحجارة او اشد قسوة قوله فهي كالحجارة يعني هي مثل الحجارة. دل على انها بمعنى مثل انه عطف عليها اشد قال فهي كالحجارة او اشد قسوة ويدل عليها ايضا قول كثير في بعض شعره لو كان في قلبي كقدر فلامة حبا لغيرك ما اتتك رسائله. قال لو كان في قلبي كقدري. وهنا لم يأتي اسم كان لو كان في قلبي كقدر غلامة. فاين سم كان صار في الاولى شبه جملة في قلبي لو كان في قلبي والثانية كقدر غلامة ايضا لو قلنا ان الكاف هنا هذا صارت شبه جملة لكن الكاف هنا بمعنى مثل وتكون هي خبر آآ هي اسم كان مؤخر. المقصود من ذلك الظاهر هنا في قوله كمثل انها مثلها مثل غيث اعجب الكفار نباته الى اخره. هذا المثل مضروب في القرآن في سور في عدة سور في لان الدنيا هذا مثلها قوة بداية وقوة واهتزام ونظرة وخبرة وثمر وجمال ثم بعد ذلك يبدأ الى الصراط ثم يموت فيكون هشيما تذروه الرياح قال جل وعلا بعدها وفي الاخرة عذاب شديد ومغفرة من الله ورضوان. قوله وفي الاخرة الظاهر ان الواو هنا استئنافية وان الانسب الوقف الا وقوله ثم يكون حطاما عدد من او في كثير من المصاحف اه وكتب الوقف والابتداء يجعلون الوصل هنا اولى يقولون ثم يعني يكون على حطامة اه الوصل اولى بحرف صيني وهذا لاجل ترتب الجمل والله هل هنا ان قوله وفي الاخرة بغير مرتب على ما قبله لهذا يكون هو من قبيل آآ التهديد والتخويف قال والترغيب؟ قال وفي الاخرة عذاب شديد ومغفرة من الله ورضوان. يعني في الاخرة عذاب ومغفرة فمن ادرك الحقائق علم ان الدنيا زائلة ومتاع الغرور والاخرة هي التي فيها العذاب الحقيقي كم؟ الدائم ولاهل الكفر وهي التي فيها المغفرة من الله والرضوان قال جل وعلا يعني التحليلات اللغوية كثيرة لكن نمر عليها باختصار وفي الاخرة الاخرة معروفة سميت اخرة لانها هي الحياة الاخرة مقابلة بالحياة الاولى وهي الدنيا والعذاب اسم لكل ما يؤلم واصله مأخوذ من العذب وهو الحبس. ولذلك سمي الماء الخالي من الشوائب والتراب ونحوهما سمي عذبا لصفائه لانه يؤخذ ويحبس في اناء كبير حتى يصفو مما يعلق به عادة وهنا سمي ما يؤلم عذابا كما قال الراقب وقاله غيره ايضا لانه حبس عن النفس ما يؤنسها وتمتد له وتنعم به وافاض عليها او داد ذلك مما يحقيها ويؤلمها يؤذيها ووسط العذاب هنا بانه شديد يعني ان تلك الافاضة من المؤلمات والمخفيات والنيل انها شديدة لان العذاب درجات قال ومغفرة من الله ورضوانه يعني لاهل الجنة المغفرة كما ذكرت لك هي بمعنى ستر في الذنوب والخطايا والستر يكون بشيئين ستر بعدم المؤهلة بها والثاني ستر بعدم ظهور اثارها لان الذنوب والمعاصي لها اثار لا بد ان تقع لانك لان العاصي عصى ربه عصى المالك عصى سيد هذا الكون عصى الذي هو مدبر هذا الكون الذي يملكه. والاصل انه ادام هو الملك جل جلاله وهو الذي يملك هذا الملكوت فامره هو النافع ولا تجوز مخالفته في صغير ولا في كبير لانه هو المالك المتصرف والعبد لا يخالف سيده في شيء والا يكون اه معرضا للعقوبة. فاذا وقع الذنب فان العقوبة لابد ان تقع الا ان يمحو الله جل وعلا اثرها وقد اجاد العلامة ابن القيم رحمه الله في كتابه الداء والدواء او الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي في بيان اثار الذنوب والمعاصي في الاثار الكونية والاثار الذاتية في ذات الانسان والشرعية والكونية في حياة الناس باجمل. فالمغفرة هي ستر الذنب بمحوه وبعدم المؤاخذة او عدم ظهور اثره وعقوبته قال مغفرة من الله ورضواك وقوله من الله يشعر بالمنة والفضل وان المغفرة لا تكون الا من الواحد الاحد جل جلاله قال ورضوان والرضوان معروف وهو انه يرضى عليهم فلا يسخط بعدها ابدا لهذا جاء في الحديث ان اهل الجنة اذا دخلوا فيها قال لهم الله جل وعلا ان لكم موعدا عندي فقالوا الم تدخلنا الجنة وتنجينا من النار الم تبيض وجوهنا الم الالم فقال الله جل وعلا احل عليكم رضواني فلا اسخط عليكم بعدها ابدا هذا هو الرضوان العظيم. من الله جل وعلا رضي الله عنهم ورضوا عنه. قال سبحانه بعدها وما الحياة الدنيا الا متاع غرور هذه هي حقيقة الحياة انها متاع زائل لكن لمن يغتر اما العاقل فالمؤمن البسيط فانه لا يغتر بها وانما يأخذ منها لاخرته. ولذلك نظر طائفة من اهل العلم في في الزهد والمال وما يعطاه للانسان هل ينافي معرفة حقيقة الحياة والزهد فيها فمن اهل العلم سواء من السلف او من ارباب السلوك او من الشراح شراح الاحاديث اه في تعريف الزهد من قال ان الزهد هو التقلل من الدنيا الا بقدر الحاجة في ملحة بقدر الضرورة والزهد هو ترك الدنيا الا لما يحتاجه الانسان لاقامة حياته وهذا تعريف فيه قصور في فهم الزهد الشرعي وحال الصحابة وهم سادة الزهاد فيهم فيهم الغنى العظيم وفيهم الغنى المتوسط وفيهم من هو دون ذلك وفيهم الفقراء والمساكين كما هو معلوم وفيهم من ترك الدنيا رغبة عنها اصلا لهذا من احسن ما وقفت عليه من تعرف اهل العلم فيها وكلام شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله حيث قال ان الزهد المشروع هو ترك ما لا ينفع في الاخرة ترك ما لا ينفع في الاخرة وهذا يوافق الادلة ويوافق حال السلف لان ما لا ينفعك في الاخرة فان الزهد المطلوب هو ان تتركه الجهد المشروع ان تترك ما لا ينفعك بالاخرة فينفع في الاخرة احيانا المال اذا كان سيؤتاه العبد الصالح و يقوي به نفسه ويعد به العدة ويتصدق به ويواسي به و اشبه ذاك وينفع في الاخرة الجاه ايضا لمن استعان به على طاعة الله جل وعلا واعان فيه الملهوف والضعيف وقام بحقوقه وينفع في الاخرة ايضا النكاح والزواج اذا كان يريد منه امرا دينيا مشروعا وليس مجرد التلذذ ونحو ذلك. فاذا الزهد الزهد من حيث هو آآ ينبع من معرفة حقيقة الحياة وان الحياة الدنيا انما هي متاع الغرور كما قال الله جل وعلا فمن ادرك هذه الحقيقة زهد فيها ولم تكن الدنيا قط في قلبه وانما تكون في يده اذا اعطاه الله جل وعلا شيء منها يصرفها بما يحب الله ويرضى ولا تكون في قلبه قط لانها اذا كانت في القلب فان الاخرة هي درة الدنيا ولا يجتمع في القلب تمام محبة الاخرة وتمام محبة الدنيا بل هذه تنازع هذه ولابد اسأل الله جل وعلا ان يجعلنا واياكم ممن تبصر واعتبر وتذكر وتذكر وان يجعل قلوبنا معتبرة فان لله جل وعلا في خلقه عبرا وللقلوب في تأملها فيما حولها ذكرا وخبرا واثرا. اسأل الله جل وعلا ان لا يكلني واياكم الى انفسنا وان يرينا بصائرنا انه