في هذه الاية وانه مطلوب مقصود قال سبحانه وفي اموالهم حق وهذه الاية مكية كما هو معلوم وهذا دليل على ان في كل مال حقا وانه كان ذلك قبل فرض الزكاة ففي كل مال حق وعلى كل مسلم حق في ماله غير الزكاة والزكاة نوع من الحق الواجب الذي يجب اداؤه للاصناف المذكورة لكن في المال حق ايضا سوى الزكاة وذلك الغلام العليم هو اسحاق عليه السلام وكل موطن في القرآن وصف فيه ولد ابراهيم لانه عليم فالمراد به اسحاق وكل موطن في القرآن وصف فيه ولد ابراهيم بانه حليم فانه المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد بن ابراهيم بن عبداللطيف ال الشيخ دروس من تفسير القرآن الكريم تفسير سورة الذاريات. الدرس الاول سمي الله اعوذ بالله من الشيطان بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه وسلم. قال المصنف رحمه الله تعالى تفسير سورة الذاريات وهي مكية بسم الله الرحمن الرحيم والذاريات ذروى فالحاملات وطرا فالجاريات يسرا فالمقسمات امرا انما توعدون لصادق وان الدين لواقع. والسماء ذات الحبر. انكم لفي قول مختلف يبحث عنكم الكفت. قتل الخراسون الذين هم في غمرة ساهون يسألون ايانا يوم الدين يومهم على النار يفتنون ذوقوا فتنتكم هذا الذي كنتم به تستعجلون قال شعبة ابن الحجاج عن سماك ابن خالد ابن عرعر سماك عن سماك ابن خالد ابن عرعرة انه سمع علي رضي الله عنه وشعبة ايضا عن القاسم ابن ابي بزة عن ابي الطفيل انه سمع علي رضي الله عنه وثبت ايضا من غير وجه عن امير المؤمنين علي ابن ابي طالب رضي الله عنه انه صعد منبر الكوفة فقال لا تسألوني عن اية في كتاب الله تعالى ولا عن سنة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. هي عندك عن معك عن خالد كيف سماك ابن خالد؟ عن خالد؟ عن سماك عن خالد عن الظاهر سماكه سماك ابن حرب وراجعوا ايضا عن شعبة يروي عن سماكه يصل الى علي في الغالب اثنين ظاهرنا عنسي ما كان خالد. نعم. فقال لا تسألوني عن اية في كتاب الله تعالى ولا عن سنة عن رسول الله صلى الله وسلم الا انبئتكم بذلك فقام اليه ابن الكواك فقال يا امير المؤمنين ما معنى قوله تعالى والزاريات مروى قال علي رضي الله عنه الريح قال فالحاملات بترا قال علي رضي الله عنه قال علي رضي الله عنه السحاب قال الجاريات اسرائيل قال رضي الله عنه والسكن قال فالمقسمات امرا قال رضي الله عنه الملائكة وقد روي في ذلك حديث مرفوع فقال ابو بكر البزار حدثنا ابراهيم بن هاني قال حدثنا سعيد بن سلمان العطار قال حدثنا ابو بكر بن ابي صبرة عن يحيى بن سعيد عن سعيد لابن المسيب قال جاء صبيغ للتميمي الى عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال يا امير المؤمنين اخبرني عن عن الزاريات مروى فقال رضي الله هي الرياء ولولا اني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وطوله ما قلته. قال فاخبرني عن امرا. قال رضي الله عنه هي الملائكة ولولا اني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوله ما قلته قال فاخبرني عن الجاليات يسراك. قال رضي الله عنه هي السفن ولولا اني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوله ما قلته ثم ثم امر بضربه فضرب مائة وجعل في بيت فلما بريء دعا به كيف ضربه مئة اخرى وحمله على قتل وكتب الى ابي موسى الاشعري رضي الله عنه امنع الناس من مجالسته فلم يزل كذلك حتى اتى ابا موسى رضي الله عنه فحلف بالايمان المغلظة ما يجد في نفسه مما كان يجد شيئا. فكتب في ذلك الى عمر. رضي الله عنه فكتب عمر ما ايصاله الا قد صدق. فخلي بينه وبين مجالسة الناس. قال ابو بكر البزار فابو بكر بن ابي صبرة لين المسلم ليس من اصحاب الحديث. قلت فهذا الحديث ضعيف ضعيف رفعه واقرب ما فيه انه موقوف على عمر رضي الله عنه. فان قصة صديق بن اسم المشهورة فان قصة صديق بن عسل المشهورة مع عمر رضي الله عنه وانما ضربه لانه ظهر له من امره فيما فيما يسألك عن مثل وعنادة والله اعلم. وقد ذكر الحاكم ابن عساكر هذه القصة في ترجمة صديق مطولة. وهكذا فسرها الناس وابن عمر رضي الله عنهم ومجاهد وسعيد ابن الجبير والحسن وفتادة والسدي وغير واحد. ولم يحكم جرير وابن ابي حاتم غير ذلك وقد قيل المراد بالذاريات كما تقدم وبالحاملات ذكرى السحاب كما تقدم لانها تحمل الماء كما قال زيد بن عمرو بن مكيف واسلمت نفسي لمن اسلمت لكل مزن تحمل عبدا زلالا عبا زلالا. فاما الجاليات يسرا فالمشهور عن الجمهور كما تقدم انها السفن تجري في الماء جريا سهلا وقال بعضهم هي النجوم تجري يسرا يسرا في افلاكها ليكون ذلك ترقيا من الادنى الى الاعلى الى ما هو اعلى الرياح فوقها السحاب والنجوم والمقسمات امرا الملائكة فوق ذلك تنزل باوامر الله الشرعية والكونية وهذا قسم من الله عز وجل على وقوع المعاد. ولهذا قال تعالى انما توعدون لصادق اي لخبر صدق. وان الدين وهو الحساب لواقع لكائنا لا محالة. ثم قال تعالى والسماء ذات الحبب. قال ابن عباس رضي الله عنهما ذات الجمال والبهاء بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن اهتدى بهداه اما بعد فهذه السورة كلها مكية ويدل على ذلك ما اشتملت عليه فان السور المكية تشتمل على تقرير التوحيد والميعاد والنبوات التوحيد تارة يكون لكي توحيد الربوبية وتارة يكون بذكر توحيد الالهية وصدر هذه السورة ومطلعها وهو قوله جل وعلا والذاريات ذروا فالحاملات وقرا فالجاريات يسرا وفسرت كما سمعت بان الذاريات هي الريح وان الحاملات هي السحاب وان الجاريات ما ذكر هو المقسمات الملائكة وهذا هو المشهور في تفسير هذه كما ذكر في اخر الكلام هو المشهور عن الصحابة وعن التابعين وهناك قول اخر وهو ان فهذه المقسم بها كلها الملائكة فالذاريات هي الملائكة والحاملات فهي الملائكة والجاريات هي الملائكة والمقسمات هي الملائكة جميعا وهذا من جهة النظر غير مدفوع لان مشركي العرب تعتقد في الملائكة انها بنات الله جل وعلا تعبد طائفة من العرب الملائكة ذكر ان الملائكة يأتمرون بامر الله جل وعلا وانهم مسخرون ل ما في هذا الملكوت من افعال وانهم موكلون بهذه الاعمال فيه اخراج لهم عما اعتقد اهل الجاهلية او بعض اهل الجاهلية فيهم وهذا كما ترى يكثر في سور كثيرة كقوله جل وعلا والنازعات غرقا الايات وكقوله جل وعلا والمرسلات عرفا الايات وكقوله جل وعلا والصافات صفا فالزاجرات زجرا وحتى ليات ذكرا. واشبه ذلك فالاول يعني على المشهور فسرت بذلك لما فيها من الدلالة على توحيد الربوبية لازمه ان يوحدوا الله جل وعلا بالهيته سبحانه والثاني فيه ابطال لعبادة الملائكة واعتقادا انهم الهة وانهم بنات الله جل وعلا فعلى كل الايات مشتملة على ذكر التوحيد سواء فسرت بالملائكة السحاب الى اخره يعني فسرت الذاريات من رياح الحاملات بالسحاب الى اخره او فسرت الجميع بالملائكة كما ذكرت انه قول له حظه من النظر هي مشتملة ايضا على ذكر التوحيد وقصة صبيغ بن عسل تميمي اليمامي قصة مشهورة معروفة والسؤال عن مثل هذه الايات مما يكون مشتبها على قارئ القرآن له حالان اما ان يسأل طلبا للفائدة واما ان يسأل تلبيسا على الناس وتعنتا بطلب معنى تلك الايات فان سأل طلبا للفائدة اجيبه لان رد المتشابه الى المحكم هو صنيع الراسخين في العلم واما ان سأل عن المتشابهات تلبيسا على الناس او تعنتا فانه يؤدب ولا يجاب الا يشرع في الحل والثانية ان يجاب من سأل تعنتا او تلبيسا او اورد الاسئلة او الشبه او المتشابهات على وجه التلبيس والتعنت لا على وجه طلب الفائدة فانه يزجر كما فعل عمر رضي الله عنه فاذا تحمل افعال عمر معه مع صبيغ وما جاء في غيرها انه ضربه وعلاه بالدرة على رأسه غير ذلك من الروايات على انه علم من حال صبيغ انه سأل تعنتا او سأل تلبيسا ومثل هذا يؤدب وقوله جل وعلا انما توعدون لصادق وان الدين لواقع انما توعدون هذا هو جواب القسم ومعنى جواب القسم يعني ما جيء بالقسم لاجله. والله جل وعلا اقسم بالذاريات واقسم بالحاملات واقسم بالجاريات واقسم بالمقسمات او اقسم بالذاريات وعطف البقية عليها فكان جواب القسم يعني الغرض الذي من اجله اقسم الله جل وعلا هو تحقيق الوعد الصادق وان يوم القيامة لا ريب فيه وهذا فيه ايضا دليل على ان تقرير التوحيد يلزم منه تقرير المعاد قال جل وعلا انما توعدون يعني من بعظ الناس بعد الموت وحسابهم ودخول المطيعين للرسل الجنة ودخول المعرضين عن ما جاءت به الرسل النار هذا الوعد صادق وان الدين لواقع يعني وان الحساب والجزاء لواقع والدين هنا بمعنى الجزاء والحساب كقوله جل وعلا مالك يوم الدين والدين تأتي في القرآن على انحاء متعددة منها هذا وهو ان الدين هو الجزاء وتأتي بمعنى الملة والشريعة كقوله جل وعلا ان الدين عند الله الاسلام وكقوله ومن يبتغي غير الاسلام دينا فلن يقبل منه واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبد الله ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا الى يوم الدين اما بعد ويأتي الدين ويراد به ما يدين به الناس ويلتزمون من الاحكام والاقوال والاعتقادات سواء فيما بينهم سواء كان حقا او باطلا وهذا فيه قول الله جل وعلا وما كان فيه قول الله جل وعلا ما كان ليأخذ اخاه في دين الملك وهذا كما يقال من الوجوه والنظائر بالقرآن. نعم. ثم قال تعالى والسماء اذا في قال ابن عباس رضي الله عنهما ذات الجمال والبهاء والحسن والاستواء وكذا قال مجاهد واكرمه وسعيد ابن جبير وابو مالك وابو صالح والسدي وقتادة وعطية ثم قال تعالى والسماء الحبوب قال ابن عباس رضي الله عنهما ذات الجمال والبهاء والحسن والاستواء. وكذا قال مجاهد وعكرمة وسعيد ابن جبير وابو مالك وابو صالح والسدي وقتادة وعطية العوفي والربيع بن انس وغيرهم. وقال الضحاك والمنهان ابن عمر وغيرهما وان يغمى مثل تجعل الماء والرمل والزرع اذا ضربته الريح فينسج بعضه بعضا طرائق طرائق فذلك قال ابن جميل حزتني يعقوب ابن ابراهيم قال حدثنا ابن عرية قال حدثنا ايوب عن ابي قلابة عن رجل من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال ان من ورائكم الكذاب مضل وان رأسه من وراء كذاب ان من ورائكم الكذاب فالمبلت وان رأسه من ورائه يطلبك الحبك. يعني بالحبك الجعودة وعن صالح ذات الحبوب الشدة. وقال فصيح ذات ذات الصفارة وقال الحسن ابن ابي حسن البصري ذات الحضور حبكت بالنجوم وقال قتادة انسان المهدان ابن ابي طلحة عن عمر البكاري عن عبد الله ابن عمر رضي الله عنهما والسماء ذات الحضور يعني السماء السابعة وكأنه الله اعلم اراد بذلك السماء التي فيها الكواكب الثابتة وهي عند كثير من علماء الهيئة في الفلك الثامن الذي فوق السابع والله اعلم وكل هذه الاقوال ترجع الى شيء واحد وهو الحسن والبهاء. كما قال ابن عباس رضي الله عنهما فانها من حسنها المرتفعة شفاف شفافة رقيقة شديدة البناء متسعة الارجاء انيقة به. مكللة بالنجوم الثوابت والسيارات. موشحة بالشمس والقمر والفواكه الزاهرات. نعم. وقوله وقوله قال انكم لفي قول مختلف اي انكم المشركون المكذبون للرسل لفي قول مختلف مقتدر. لا يلتفتوا ولا يجتمعوا. وقال انكم لفي قول مختلف. ايلتهم لا يلتئم ولا يجتمع. وقال قتادة انكم لفي قول مختلف ما بين مصدق بالقرآن ومكذب ومكذب به. يؤفق عند من اخذ اي انما يروج على من هو ظالم في نفسه لانه قول باطل عندما يقاد له ويضل بسببه عنه من هو مأكوف ضال. امر لا فهم له. كما قال تعالى فانكم وما تعبدون ما اسلم عليك الا من هو صاد جحيم. قال ابن عباس رضي الله عنهما والصديق يوقف عنه من تفش يضل عنه من ضل. وقال مجاهد يوفق وعنهم من افك يسأل عنه من اخل. وقال الحسن البصري يصرخ عن هذا القرآن من سدد به. وقوله تعالى مثل الخراسون انا مجاهد في كذابون قال وهي مثل التي في عبس قتل الانسان ما اكثره والخراصون الذين يقولون لا يبعث ولا يوقنون وقال علي ابن ابي طالب وقال علي ابن ابي طلحة عن ابن عباس رضي الله عنهما قتل الخراسون في لعل المرتابون وهكذا كان معاذ رضي الله عنه يقول في خطبته هلك المصابون وقال قتادة الفراصون اهل الغرة والجنون وقوله تبارك وتعالى الذين هم في غمرة ساهون قال ابن عباس رضي الله عنهما وغير واحد في الكفر والشك غافلون ناهون يسألون اياها يوم الدين وانما يقولون وهذا تكذيبا وعنادا وشكا واستبعادا. قال الله تعالى يومهم على النار يفتنون. قال ابن عباس ومجاهد والحسن وغير واحد يفتنون يعذبون كما يفتن الذهب على النار. وقال جماعة اخرون فمجاهد ايضا واكرم وابراهيم النخعي وزيد ابن اسلم يفتنون يطرقون فتنتكم. قال مجاهد حريقكم. وقال غيره عذابكم. هذا الذي كنتم به تستعجلون يقال لكم ذلك تصريحا وتوفيقا وتحفيرا وتصغيرا والله اعلم. نعم اعوذ بالله من الشيطان الرجيم كانوا وفي اموالهم حق الاسلام والمحروم وفي الارض ايات للمؤمنين. وفي انفسكم ابناء يقول تعالى انهم يوم معادهم يكونون في جنات وعيون بخلاف ما اولئك الاشقياء فيهم العذاب والنكار والحياة والاثمان لقوله تعالى ما اتاكم ربكم قال الجليل اي عاملين بما اتاكم الله من فرائض. انهم كانوا قبل ذلك مسلمين من قبل ان يفرض عليهم الفرائض كانوا المسلمين في الاعمال ايضا ثم روى عن صمود حجتنا مهران عن سفيان عن ابي عمر عن مسلم عن ابن عباس رضي الله عنه في قوله عاقبين ما اتاهم ربهم قالوا من فرائض انهم كانوا قبل ذلك محسنين قتل الفرائض يعملون وهذا الاسناد ضعيف ولا يصح عن الناس وقد رواه عثمان ابن عثمان ابن ابي شيخ عن معاوية ابن هشام عن سفيان عن ابي عمر البزاق عن ابي مسلم البطي عن والبطيء. عن سعيد بن تيم عن ابن عباس رضي الله عنه والذي اسر به ابن جرير به نظر لان قوله تبارك وتعالى اخذين كانوا من قوله في جنات وعيون فالمتقون كونهم في الجنات والعدود اخذين ما اتاهم ربهم اي من النعيم والسرور والغفران. وقوله عز وجل انهم كانوا قبل ذلك اي في وقوله جل جلاله كلوا واشربوا في الايام الخالية. ثم انه تعالى بين احسانهم بالعمل فقال جل وعلا كانوا قليلا المفسرون في ذلك على قوله احدهما ان ما نافيا تقديره كانوا قليلا لا يفجعون. قال ابن عباس رضي الله عنهما لم تكن ثوبي عليكم ليلة يأخذون منها ولو شيئا. وخالف ذلك عن مطبق ابن عبد الله قبل لجنة لا تأتي عليك الا يصلون فيها لله عز وجل. اما من اولها واما من اوسطها. وقال مجاهد قلما يقولون ليلا الصباح لا يتهجدون وكذا قال انس بن مالك رضي الله عنه وابو العارية كانوا يصلون بين المغرب والعشاء وقال كانوا لا ينامون حتى نصلي والقول الثاني انما كانوا قليلا من الميت ونومهم واختاروا وقال الحسن البصري كانوا قليلا من اللجنة تعود كادت من قيام الليل فلا ينامون من الليل الا قله ونشطوا ونشطوا فمدوا من السحر حتى كان الاستغفار بصحته وكان قتادة قال الاحنف بن قيس كانوا قليلا من الليل ما يخدعون كانوا لا ينامون الا قليلا ثم يقول لست من اهل هذه الاية وقال الحسن البصري انس ابن القيس يقول عرفت عملي على عمل اهل الجنة فهي قوم قد لا يونا يا قوم لا نبلغ امالهم كانوا قليلا من الليل لا يفزعون. وعرفت عملي على عمل اهل النار يقدمون لكتاب الله وبنفس الله يكذبون بالبعث بعد الموت وقد وجدت من خيرنا منزلة قوما خلقوا عملا صالحا واخر سيئا وقال عبد الرحمن ابن تيمية قال رجل بيت لابي يا ابا اسامة ستكن لا اجدها فيما ذكر الله تعالى ستر الله تعالى قوم فقال ونحن والله قليلا من الليل ما نقول. فقال له ابي رضي الله عنه مرة وقال عبد الله ابن سلام رضي الله عنه لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم سأل من جهة فلما رأيت وجهه صلى الله عليه وسلم عرفت ان وجهه ليس بوجه رجل كذاب انا اول ما سمعته صلى الله عليه وسلم يقول يا ايها الناس اطعموا الطعام وصلوا الارحام وابشروا السلام وصلوا بالليل والناس نيام تدخلوا الجنة بسلام. وقال الامام احمد حدثنا حسن بن موسى قال حدثنا ابن نبيه قال حدثني يحي ابن عبدالله عن ابي عبدالرحمن الحبني عن عن عمر رضي الله عنهما قال ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان تنتهي بغرفة يرى ظاهرها من باطنها وباطنها وباطنها من باطنها. فقال ابو موسى الاشعري رضي الله عنه بمن هي يا رسول الله؟ قال صلى الله واطعم الطعام وبات لله قائما والناس مياه وقال معمر لقوله تعالى كان كثيرا من الليل ما يصلون قال ابن عباس رضي الله عنهما وابراهيم النخعي كان قريبا من بينما يرجعون ما ينامون وقال الضحى انهم كانوا قبل ذلك محسنين كانوا قليلا. ثم ابتدأ فقال النبي ما يرجعون هم يستغفرون وهذا القول فيه بعد متأسف. وقوله عز وجل وبالاسحار هم يستغفرون. قال مجاهد وغير واحد يصلون وقال اخرون من قاموا الليل وافطروا الاستغفار الى الاسحار كما قال تبارك وتعالى والمستغفرين من اصحابه. فمن كان الاستغفار في صلاة فهو احسن عن جماعة من الصحابة رضي الله عنهم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله تعالى ينزل كل ليلة الى السماء الدنيا حيث ويقول هل من تائب فأتوب عليه هل من مستبقي فاغفر له؟ هل من سائر طريق رسوله؟ حتى يطلع الفجر. وقال كثير من المفسدين في قوله تعالى انه قال للملك سوف استغفر لكم ربي قالوا اقرهم الى وقت السحر وقوله تعالى وفي اموالهم الحق للسائل والمحروم لما وصفهم بالصلاة بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين فهذه الايات فيها صفة اهل الجنة فيها نعوتهم التي كانت سببا لدخولهم جنة الرحمن جل وعلا ووصفهم الله جل وعلا بعدة صفات فقال جل وعلا ان ان المتقين في جنات ونعيم. ان المتقين في جنات وعيون اخذين ما اتاهم ربهم انهم كانوا قبل ذلك محسنين واسم المتقين في القرآن يكون لمن ترك الشرك واخذ بالتوحيد هذا وادنى درجات التقوى وهي التي خطب فيها الناس جميعا في قوله تعالى يا ايها الناس اتقوا ربكم ان زلزلة الساعة شيء عظيم يعني اتقوه بتوحيده والكفر بالطاغوت والبراءة من الشرك واهله والمتقون ايضا هم من اتقوا الله جل وعلا بترك المحرمات وبالاقبال على ما فرض الله جل وعلا وايظا المتقون من هم سابق بالخيرات المتقي بالقرآن يشمل هذه الثلاثة جميعا قد يكون المتقي ممن قلط عملا صالحا واخر سيئا لكن هنا في هذه الايات خصهم قص المتقين بصفات المسابقين بالخيرات فقال جل وعلا ان المتقين في جنات وعيون يعني في جنات خاصة بمن هذا وصفه والا فمن المعلوم ان كل من وحد الله جل وعلا ترك الشرك بالله طاعة لله جل وعلا فانه من اهل الجنة بوعده الصادق جل وعلا وان تأخر دخوله اليها لكن هذا الذي ذكر جل وعلا هنا انما هو في ناس مخصوصين لهم منزلة خاصة في الجنة ولهذا نكر لفظ الجنات فقال ان ان المتقين في جنات وعيون ومن فوائد التنكير التعظيم وتفخيم الامر وتهويله لما هو عليه من عظم الشأن ورفعة المكانة وصف الله المتقين بقوله انهم اخذين ما اتاهم ربهم انهم كانوا قبل ذلك محسنين وقوله اخذين لاهل العلم فيها تفسيران منهم من قال ان الاخذ في الدنيا ومنهم من قال ان الاخذ للاخرة في الجنة وسياق الايات يدل على ان الاخذ في الجنة ولهذا قال انهم كانوا قبل ذلك يعني قبل اخذهم للنعيم كانوا محسنين انهم كانوا قبل ذلك محسنين ثم فسر واما الاصل في الدنيا فكما سمعت في التفسير فانه الاخذ بحقوق الله جل وعلا وحقوق عباده كما قال سبحانه خذوا ما اتيناكم بقوة وخذوا ما فيه ونحو ذلك فالاخذ اذا امر به فمعناه امتثال الامر واجتناب النهي قال سبحانه اخذين ما اتاهم ربهم واذا كان في الجنة هذا الاخذ فمعنى وصفهم بالاخذ انهم راضون به مطمئنون اليه انسون به على اخذين ما اتاهم ربهم يعني عن رضا وطمأنينة وشكر لله وحمده له وهذا يدل على انهم كانوا قبل ذلك خائفين الا يكونوا من اهل الجنة قال كانوا قبل ذلك محسنين والاحسان درجات وفسره هنا بانه بالمسابقة في اعمال صالحة فقال كانوا قليلا من الليل ما يهجعون وبالاسحار هم يستغفرون وقوله كانوا قليلا من الليل ما يهجعون كما سمعت ايضا اختلفوا فيها على قولين من راجع الى فهم معنى ما فمن قال انما نافية صار معنى الاية عنده انه لا بد ان يأخذ من الليل شيئا في راحة واجبة او مستحبة قال كانوا قليلا من الليل ما يهجرون يعني ذلك القليل لا يهجعون فيه فلا بد ان لهم شيئا من الطاعة في الليل والقول الثاني انما هنا مصدرية يعني كانوا قليلا من الليل فجوعهم يعني ان اكثر الليل يقومون فيه ويتعبدون الله فيه وهذه صفة النبي عليه الصلاة والسلام وصفة اصحابه في سورة المزمل كما بقوله جل وعلا ان ربك يعلم انك تقوم ادنى من ثلثي الليل ونصفه وثلثه وطائفة من الذين معك الاية وقوله جل وعلا وبالاسحار هم يستغفرون فيه ديك رومازية الاستغفار في السحر والسحر يشمل ما قبل اذان الفجر يعني ما قبل طلوع الفجر الصادق بقليل ويشمل ما بعده واصله من جهة ظيق التنفس ولهذا يعني من جهة الخفاء وضيق التنفس والليل له تنفس والصبح كذلك له تنفس فوقت دخول النهار في الليل واخذ النهار من الليل وابتداؤه ما يقارب ذلك هذا سحر فهو من الخفاء فاذا قارب فهو ذلك الوقت لهذا بعض اهل العلم يرى السحر ما قبل طلوع الفجر الصادق بقليل ومنهم من يرى انه ما بينه وبين صلاة الفجر وهذا على العموم فيه فضيلة الاستغفار في هذا الوقت واذا كان كذلك فان الاستغفار في هذا الوقت افضل من غيره لانه صفة اهل الايمان وقبل صلاة الفجر وبعد الاذان وما قبل الاذان بقليل افضل ما يعمل في هذا الوقت الاستغفار لان الله وصف اهل الايمان واهل الجنة بانهم يستغفرون في هذا الوقت فقال جل وعلا في سورة ال عمران والمستغفرين للاسحار وقال هنا وبالاسف وبالاسحار هم يستغفرون ولهذا قال جماعة من اهل العلم من المحققين ان الاستغفار في هذا الوقت افضل من قراءة القرآن فان قراءة القرآن افضل بعامة لكن قد يعرض على الاوقات ما يجعل شيئا فيها افضل من قراءة القرآن فما قبل الاذان بقليل وما بعد الاذان الى صلاة الفجر الافضل فيه الاستغفار والدعاء والتبتل الى الله جل وعلا والخشوع واشباه ذلك من الذكر وقوله وبالاسحار هم يستغفرون مجيء هم هنا بين الظرف او بين شبه الجملة والفعل يدل على تحققهم بهذا الوصف فانها مجيء الظمير في مثل هذا يدل على تحقق الوصف وتأكده فيه والاستغفار وطلبوا الغفور وهو ستر اثر الذنب والتقصير في الدنيا والاخرة لان الذنب له اثره في الدنيا بوقوع العقوبة او الخزي او ظهور اثر الذنب على العبد وله اثره في الاخرة بالعقوبة والنكال اذا رفق غفر الله جل وعلا للعبد فانه يمحو عنه اثر الذنب في الدنيا من العقوبة او الخزي او ما شابه ذلك ويمحو عنه اثر الذنب في الاخرة في العقوبة والعذاب او الخزي ايضا لهذا صار الاستغفار غير التوبة وهنا وصفهم بالاستغفار والاستغفار فيه معان كثيرة متعلقة بصفات الله جل وعلا وباسمائه آآ في الاستغفار اعتقاد اطلاع الله جل وعلا وعلمه بحال العبد وفي الاستغفار اطار العبد الى ربه جل وعلا علم العبد بان الله بيده كل شيء وفي الاستغفار اعتقاد اسم الله الغفار والرحيم وفي الاستغفار اعتقاد صفة الله جل وعلا بانه شديد العقاب وفي الاستغفار ايضا اعتقاد ضعف العبد امام ربه جل وعلا ما ثبت في الحديث الصحيح انه عليه الصلاة والسلام قال لو لم تذنبوا لا اتى الله بقوم يذنبون فيستغفرون فيغفر لهم وهذا لان الاستغفار فيه منه معرفة الله جل وعلا والعلم به وظهوره اثار اسمائه وصفاته ما ليس في غيره فهو من هذه الجهة ارفع من التوبة والتوبة اذا قرنت بالاستغفار كانت كمالا ولهذا عليه الصلاة والسلام كان يكثر ان يقول في المجلس الواحد رب اغفر لي وتب عليه رب اغفر لي وتب علي حتى عد له مئة مرة. وقال عليه الصلاة والسلام اني لاستغفر الله واتوب اليه في اليوم والليلة اكثر من مائة مرة عليه الصلاة والسلام. لذلك لعظيم علمه عليه الصلاة والسلام بما ينفعه بما ينفعه. وبما يكون منه عليه الصلاة والسلام تذللا لله وتعرضا لاثار الصلاة والسلام بما ينفعه بما ينفعه وبما يكون منه عليه الصلاة والسلام تذللا لله وتعرضا لاثار اسمائه وصفاته نعم الجزء المقسوم كما قلتوه بالساعد والمرحوم. اما السائل فمعروف. السؤال وله حق كما قال الامام محمود عبدالرحمن عن ابي رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم رضي الله وروى من حديث سيدنا محمد مرفوعا. رضي الله عنهما هو المحالف الذي ليس له في الاسلام احد يعني لا سهل له في بيت الماء ولا كسله ولا وخالق ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها سبحان الرحمن هو الذي لا يكون ايمان الا بعد. قال الله تعالى قد قال الله له تعالى ذلك. وقال ابو كلاب قال رجل من الصحابة رضي الله عنهم قال ابن عباس رضي الله عنهما ايضا وابراهيم وكان وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذا الحديث هو الذي بسم الله عمر رضي الله عنه وقال يقولون انه المحروم وقال شعبي سواء كان رضي الله عنه قال ان رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاءه وهذا مما وسعادة ولهذا قال عز وجل وفي انفسكم افلا تحسنون؟ ارفعينه انما خلق ثم قال تعالى فقال فلما رضي الله المجاهدون فقال على اذا ولد الخير وقوله تعالى انما وكان معاذ رضي الله عنه الى عدة اشياء يقول لصاحبه ان هذا الحكم السماعي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله جل وعلا والمحروم الاموال جمع مال وهي كل ما يتمول فليس خاصا النقدين او ما قام مقامهما من انواع العملات بل المال كل ما يتمول يعني كل ما يحفظه المرء ويعده لحاجته يدخل في المال في الحقار يدخل فيه المنقولات ويدخل فيه المطعومات يدخل فيه الملبوس واشبه ذلك واحوج ما يكون الناس الى المال الذي هو النقد فهذا ظاهر في دخوله من جهة اداء الحقوق الواجبة في المال من النفقة مثلا على الاهل والولد او على الاقارب الذين تجب نفقتهم عليه او على بذل الماعون او على الاعارة او ما اشبه ذلك مما هو مفصل في كتب الفقه وليس حق المال هو الزكاة فقط بل الزكاة نوع من انواع الحقوق لكنها هي ركن الاسلام وهي قرينة الصلاة والزكاة امرها عظيم من جهة نصابها ومن جهة النفقة في مصارفها الثمانية انك حددت في القرآن اما انواع النفقات الاخرى فهناك ما دل على وجوب النفقة في مثل قول الله جل وعلا والوالدات يرضعن اولادهن حولين كاملين لمن اراد ان يتم الرضاعة وعلى المولود له رزقهن وكسوتهن بالمعروف لا تكلف نفس الا وسعها لا تضار والدة بولدها ولا مولود له بولده وعلى الوارث مثل ذلك. فاوجب من النفقة في الرزق والكسوة على الوالد. وكذلك على الوارث حين حين لا ينفق الوالد او حين موته او ما اشبه ذلك وقوله هنا حق لم يجعله حقا معلوما. وفي اية المعارج جعله حقا معلوما. فقال وفي اموالهم حق معلوم للسائل والمحروم والاية مكية والحق المعلوم هو ما كان معلوما عندهم والعلم هنا اما علمه هو بما اخرجه من ما له فصار معلوما لديه بانه يخرج من ماله كل سنة كذا وكذا او يخرج لاهل الحاجات كذا من النسبة او من قدر المال فيصبح معلوما بالنسبة لديه او يكون معلوما بما هو مأمور به من جهة الشرع او بما جرى عليه العرف في مكة فالايات تدل على انه كان قبل نزول فرضية الزكاة كان هناك حقا معلومة وهذا الحق المعلوم اما بامر النبي صلى الله عليه وسلم واما بما دل عليه العرف في ذلك الزمان او بما علمه هو فاخرجه والزم نفسه به وهذا الحق المعلوم هو الذي فسر بانه الزكاة في مكة فانه يزكي ويطهر وهذا هو معنى قوله في سورة المزمل فاقيموا الصلاة واتوا الزكاة واقرضوا الله قرضا حسنا مع كون الاية مكية فذكرت فيها الزكاة والمراد بالزكاة تأتي هناك اخراج الحق المعلوم الذي في هذه الايات وفي اموالهم حق معلوم وفي اموالهم حق للسائل والمحروم وقوله فاقيموا الصلاة واتوا الزكاة وقوله للسائل والمحروم السائل معروف هو من يسأل يطلب حاجته والسائل قد يكون محقا وقد يكون غير محق فاذا كان محقا فما يفلح من رده اذا كان له حق بما اوجب الله جل وعلا واذا كان غير محق ايظا وظهر لصاحب المال ان هذا غير محق في سؤاله فهنا لا يجب عليه ان يعطيه لكن ان اعطاه دفعا لمذلة السؤال فهذا فيه خروج له مما توعد به من منع السائق والمحروم الصواب فيه وكل من حرم المال. اما بسبب من نفسه كاهل الحرف الذين لا يجدون كفايتهم. واما بسبب من غيره من كونه لا يعطى القريب الذي لا يعطيه قريبه او صاحب الحاجة الذي لا يعطيه اهل الاموال حاجتهم واشبه ذلك. او يدخل فيه اهل البيت الذين يمنعون ما وجب الله جل وعلا لهم او لا يعطون كما هو موجود في بعض البلاد انه لا يقام لهم بحاجاتهم فهؤلاء نوع من انواع المحرومين فيعطون من الصدقة. فكل من كان محروما من المال واكدهم من لا يسأل الناس شيئا فهؤلاء لهم حق خاص في ذلك كما وصف الله اهل الايمان بقوله وفي اموالهم حق للسائل والمحروم اما قوله جل وعلا وفي الارض ايات للموقنين فهذا ظاهر جدا لكوني الارض فيها انواع من الايات التي تدل على وحدانية الله جل وعلا في ربوبيته. وانه جل وعلا هو الذي خلقها وهو الذي مهد السبل فيها وشق اوديتها واقام جبالها جل وعلا واخرج اشجارها وثمارها سبحانه وتعالى. فمن تأمل في الارض وجد ان كل شيء فيها يدل على وحدانية الله جل وعلا. كما قال القائل وفي كل شيء له اية تدل على انه واحد وثبت عنه عليه الصلاة والسلام انه قال تفكروا في الاء الله ولا تفكروا في ذات الله فتهلكوا تفكر في الارض وما فيها هذا يحدث اليقين. كما قال سبحانه هنا وفي الارض ايات للموقنين يعني ان الموقن يستفيد من الايات. وكذلك النظر في هذه الايات يحدث اليقين اليقين سبب ونتيجة ايضا. فمن تأمل ونظر تيقن ومن تيقن فتأمل ومن تيقن تأمل ونظر فهي سبب ونتيجة ستكون اللام هنا غائية او تكون اللام هنا المعروفة يعني انها ايات لهؤلاء يعني هؤلاء هم المختصون بكون ما في الارض اية له لكونهم المنتفعين قال جل وعلا بعدها وفي انفسكم افلا تبصرون وهنا اختلف العلماء في الوقف على وجهين منهم من يجعل وفي انفسكم تابع لما قبلها في قوله وفي الارض ايات للموقنين وفي انفسكم. يعني وفي انفسكم ايات للموقنين. فيكون الوقف على انفسكم ومن اهل العلم من يرى ان تعلق البصر بما في الانفس فقال وفي انفسكم افلا تبصرون تكون جملة مستقلة يعني انه يطلب البصر والنظر والتدبر في الانفس وليس ما في الانفس ايات للموقنين فتلك ما في الارض هذا وهذا كلاهما صواب فانما في الانفس ايات للموقنين لان الله جل وعلا جعلها كذلك فقال ومن اياته منامكم بالليل والنهار وابتغاؤكم من فظله وقالوا من اياته ان خلق لكم من انفسكم ازواجا واشبه ذلك من النصوص وفي السماء رزقكم وما توعدون. فورب السماء والارض انه لحق انكم تنطقون. قوله وفي السماء رزقكم وما توعدون وما توعدون المقصود بها بها الجنة وفي السماء رزقكم يعني من المطر ومات توعدون ايضا باهل الايمان في من الجنة والنهيب وهذه استدل بها كثير من اهل العلم بل جمهور اهل العلم على ان الجنة موجودة الان في السماء للعلو وان النار موجودة في الارض في داخل الارض قال فورب السماء والارض انه لحق مثل ما انكم تنطقون. وهذا لا شك ان الواجب على اهل الايمان ان يتيقن وان يكون ما من حقائق الايمان انها حق لا مرية فيه قال فورب السماء والارض انه لحظ مثل ما انكم تنطقون. يعني ان القرآن حق مثلما انكم تنطقون وان ما في الجنة لاهل الايمان حق مثلما انكم تنطقون وان البعث حق وات مثل ما انكم تنطقون فهو حق لا مرية فيه كما لا مرية في من يحدثك وينضج امامك بالقلق. اعوذ بالله من الشيطان الرجيم هل اتاك حديث ضيف ابراهيم المكرمين؟ اذ دخلوا عليه فقالوا سلاما قال سلام قوم ينكرون. فراغ الى اهله فجاء بعجل سنين فقربه اليهم قال الا تأكلون فاوجس منهم خيفة قالوا لا تخاف الشروق بغلام عليم حتى اقبلت امرأته بصرة فصكت وجهها وقالت عجوز عقيم قالوا كذلك قال ربك انه هو الحكيم العليم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه وسلم. قال مصنفه رحمه الله تعالى فهذه القصة قد تقدمت في سورة في سورة هود والحجر ايضا. فقوله هل اتاك حديث ضيف ابراهيم المكرمي؟ اي الذين ارسل لهم الكرامة وقد ذهب الامام احمد وطائفة من العلماء الى وجوب الضيافة للنزيل. وقد وردت السنة بذلك كما هو واجب التنزيل وقوله تعالى فقالوا سلاما من قال سلام. نعم. الرب اقوى واثبت. للنصر. فرده افضل من التسليم ولهذا قال تعالى واذا قيلتم بتحية فحييوا باحسن منها او ردوها فالخليل اختار الافضل وقوله تعالى قوم منكرون وذلك ان الملائكة وهم جبريل وميكائيل واسرافيل قدموا عليه في صورة شبان عليهم مهابة عظيمة. ولهذا قال قوم منكرون. وقوله عز وجل فراغ الى اهله فان سن خفية في سرعة فجاء بعجل سمين اي من اختيار ما له. وفي الاية الاخرى فما لبث اي مشوي على الربو. وقربه اليهم اي ادناه منهم قال الا تأخذون طلبتكم في العبارة وارض حسنة؟ وهذه الاية انتظمت اداب الضيافة فانه جعل طعام من حيث لا يشعرون بسرعة ولم يمتن عليهم اولا ولم يمتن عليهم اولا. فقال نأتيكم بطعام بل جاء به بسرعة وخفاء. واتى بافضل ما وجد من ماله وهو تلاتين مسلمين مشوي فقربه اليهم لم يضعه. وقال اقتربوا بل وضعه بين ايديهم ولم يأمرهم امرا يشق على سامعه بصيغة الجزم من قال الا تأكلون على سبيل الارظ والتلطف؟ كما يقول القائل اليوم ان رأيت ان تتفضل وتحسن وتتصدق تفعل فجاء بعجل سمين يعني قد شوي وانتهي منه ويصلح للاكل والعجل معروف انه من البقر تقربه اليهم قال فقربه اليهم قال الا تأكلوه في قوله فقربه اليهم ان المستحب في وقوله تعالى فاوجس منهم كيف؟ هذا محال على ما تقدم في القصة في السورة الاخرى وهي قوله تعالى فلما رأى ايديهم لحسنوا اليه نشرهم واوجس منهم خيفا قالوا لا تخف انا اوصلنا الى قوم لوط وامرأته قائمة فضحكت اي استبشرت بها بهلاكهم لتمردهم وعتوهم على الله تعالى. فعند ذلك نشرت الملائكة باسحاق. ومن وراء اسحاق يعقوب. قالت يا ويلتى اريد وانا وهذا دعم الشيخ ان هذا لشيء عجيب. قالوا اتعجبين من امر الله؟ رحمة الله وبركاته عليكم اهل البيت انه حميد مجيد. ولهذا قال سبحانه وتعالى ها هنا وبشروه بغلام عليم. فالبشارة له هي بشارة لها. لان الولد منها فكل منهما بشر به وقوله تعالى فاقبلت امرأته ان سرت اي في صفة عظيمة ورنت. قال ابن عباس رضي الله عنهما ومجاهد وابو صالح والضحاك خزيب بن اسلم والثوري والسدي وهي قولها يا ويلة اسكت الجهاد هي ضربت بيدها على جبينها. قاله المجاهد وابن صابر. وقال ابن عباس رضي الله عنهما لطمتني تعجبا كما تتعجب النساء من الامر الغريب وقالت عجوز حكيم اي كيف الد وانا عجوز؟ وقد كنت في حال الصبا عقيما لا احمل. قالوا كذلك قال ربي انه هو الحكيم العليم ويعلمه بما تستحقون من الكرامة حكيم في اقواله وافعاله بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله واشهد ان لا اله الا الله واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا الى يوم الدين اما بعد فهذه الايات مشتملة على قصة ابراهيم عليه السلام مع اضيافه من الملائكة فقال جل وعلا هل اتاك حديث ضيف ابراهيم المكرمين هؤلاء هم الملائكة ارسلهم الله جل وعلا الى ابراهيم في سورة شبان حسان اللي طاف ليعظم بهم الابتلاء وصفهم الله جل وعلا بصفتين الاولى انهم ضيف والثانية انهم مكرمون واما كونهم ضيفا فان ابراهيم عليه السلام لم يكن يعلم حقيقة حالهم ولهذا استغرب انهم لا يأكلون ولو علم انهم من الملائكة لما قدم لهم شيئا كما قال هنا الا تأكلون لانهم لم تمتد ايديهم الى الطعام كما في اية هود فلما رأى ايديهم لا تصل اليه نكره وهوجس منه الخيفة قالوا لا تخف انا ارسلنا الى قوم لوط والوصف الثاني انهم مكرمون وهذا يتضمن رفعتهم عن جنسهم وتميزهم عن جنسهم انواع الصفات المحمودة لان الكريم والمتميز عن جنسه بانواع الصفات المحمودة وهذا يعني انهم مطهرون من الادناس ومن الصفات المذمومة التي تكون عادة الناس قال جل وعلا اذ دخلوا عليه واذ هنا بمعنى حين يعني هل اتاك حديثهم حين دخلوا عليه تهنى القصة بدأت بالدخول اذ دخلوا عليه فقالوا سلاما قال سلام وكلمة سلام هذه اسم مصدر بمعنى التسليم فتقول فيما يقاس سلم سلاما اي تسليما وطلق طلاقا اي تطليقا واشبه ذلك فنصبها على انها مصدر سلم سلام او نسلم سلاما فقالوا سلاما يعني نسلم سلاما هذا معناه يعني التعبير بالمصدر معناه الكمال يعني نسلم سلاما كاملا فلا يأتيك منا الا السلامة ولن يحصل لك منا الا السلام فقالوا سلاما قال سلام وهو رد عليهم بالرفع يعني الجملة الاسمية وهم سلموا عليه بالجملة الفعلية معلوم ان الجملة الاسمية تفضل الجملة الفعلية ولهذا قال لك ابن كثير ان الرفع افضل من النصب يعني ان الجملة الاسمية افضل من الجملة الفعلية في ذلك. لانها مفيدة لانواع من المعاني اعظم في هذا المقام من الجملة الفعلية قال سلام يعني قال سلام عليكم او عليكم سلام قوم منكرون لانه نكرهم لا يعرفهم ليسوا من اهل البلد وليس عليهم اثر سفر فاستغرب حاله قال فراغ الى اهله فجاء بعجل سمين كما ذكر ان الائمة كاحمد واهل الحديث يرون وجوه الضياع والضيافة تحصل بما فيه اطعام الظيف وايواءه ولو بدون ذبح ولكن ابراهيم عليه السلام اكرمهم بذبح عجل سميع وهذا الوجوب انما يكون في بلد ليس فيه اماكن ينزل بها الاضياف يعني في بلد ليس فيه خانات ولا فنادق واشباه ذلك. او اماكن معدة للاجرة. فان كان فلا وجوب الاستحباب. كما ذهب اليه احمد وجماعة من اهل الحديث قال فراغ الى اهله اطعام ان يقرب الطعام الى الضيف لا ان ينقل الضيف الى الطعام لان هذا من كمال الادب معه ان يقرب الطعام اليه لا ان يقال له انتقل من مكان الى مكان لعجل الطعام لكن جرت العادة عندنا فيما قبل ذلك انه ينقل ينقل الضيف الى مكان الطعام وهذا عرف لا حرج فيه لان الضيف لا يرى ان في هذا استهانة بحقه العرف عندهم انه ان من تمام الاكرام ان يقرب الطعام الى الضيف قال فقربه اليهم قال الا تأكلون فاوجس منهم خيفة يعني خوفا لانه رأى ايديهم لا تصل اليه قالوا لا تخف وبشروه بغلام اليم اسماعيل عليه السلام ولهذا كان الصحيح ان الذبيحة هو اسماعيل عليه السلام لا اسحاق كما جاء في حديث ضعيف ان النبي صلى الله عليه وسلم قال انا ابن الذبيحين يعني اباه عليه الصلاة والسلام واسماعيل عليه السلام فاسحاق يوصف بانه عليم اسماعيل يوصف بانه حليم لانه بلغ من حلمه ان قال لابن ابيه يا ابتي افعل ما تؤمر ستجدني ان شاء الله من الصابرين قال وبشروه بغلام عليم فاقبلت امرأة في صرة فصكت وجهها في صرة يعني في صرخة عظيمة كيف تلدوا وهي عجوز في صرة يعني صكة يعني صيحة عظيمة من الاستعجال استعجاب هذا الكلام فصكت وجهها من العجب وقالت عجوز عقيم يعني كيف تلد وهي قد عقمت ولا تصلح للانجاب فبينوا لها ان هذا امر خارق لما جرت به عادة النساء. فقال جل وعلا قالوا كذلك قال ربك يعني هكذا قال الله جل وعلا الذي يتصرف في الملكوت الذي هو ربك ورب كل شيء هكذا قال بانه سوف تلدين ابنا ويكون غلاما عليما قالوا كذلك قال ربك انه هو الحكيم العليم الذي بلغ من حكمته الذي بلغ من الحكمة مطلقها واعظم ما تدل عليه وكذلك علمه كامل بكل شيء سبحانه وتعالى لا يخفى عليه دبيب النملة السوداء على الصفاة السوداء في ظلمة الليل وهو سبحانه حكيم يقدر الامور ويضعها مواضعها اللائقة الغايات المحمودة منها نعم. قال فما خطبكم ايها المرسلون؟ قالوا انا ارسلنا الى قوم مجرمين. لنرسل عليهم حجارة من طين وسومتنا يا رب يخلي المسرفين فاخرجنا من كان فيها من المؤمنين فما وجدنا فيها غير بيت من المسلمين وتركنا فيها اية للذين يخافون العذاب الاليم قال الله تعالى مخبرا عن ابراهيم عليه الصلاة والسلام فلما ذهب عن ابراهيم الروع وجاءته البشرى يجادلنا في قوم لوط ان ابراهيم الحليم الله المنيب يا ابراهيم اعرب عن هذا انه قد جاء امر ربك وانهم اتيهم عذاب غير مردود. وقال ها هنا قال فما خطبكم والمرسلون اي ما شأنكم اتقين ما جئتم. قالوا انا ارسلنا الى قوم مجرمين. يأنون قوم لوط لنرسل عليهم حجارة من طين مسومة المعلمة عند ربك للمسلمين اي مكتسبة عنده باسماء باسمائهم كل حجر عليه اسم صاحبه. فقال في سورة العنكبوت قال ان فيها قالوا نحن اعلم بمن فيها لنجنه واهله الا امرأته كانت من الغادرين. وقال تعالى ها هنا فاخرجنا من كان فيها من المؤمنين وهم لوط واهل بيته الا امرأة فما وجدنا فيها غير بيت من المسلمين. احتج بهذه من ذهب الى رأي المعتزلة ممن لا نفرق بين مسمى الايمان والاسلام. لانه اطلق عليهم المؤمنين والمسلمين. وهذا الاستدلال ضعيف. لان هؤلاء كانوا قوما مؤمنين وعندنا ان كل مؤمن مسلم ولا ينعكس. فاتفق الاسمان فهنا لخصوصية الحال. ولا يلزم ذلك في كل حال. وقوله تعالى وتركنا فيها اية للذين يخافون العذاب الاليم اي جعلناها عبرة لما انزلنا بهم من العذاب واللسان وحجارة السجيل وجعلنا محلتهم بحيرة ملسنة خبيثة. وفي ذلك عبرة للمؤمنين الذين يخافون العذاب الاليم هذا الايات واضحة ولكن في قوله جل وعلا فاخرجنا من كان فيها من المؤمنين فيها دليل على انهم كانوا مؤمنين لان الله سبحانه اخرج من فيها من المؤمنين فدل على انهم مؤمنون ثم قال فما وجدنا فيها غير بيت من المسلمين يعني انهم مسلمون ايضا وهذا على القاعدة المعروفة ان من كان مؤمنا فانه مسلم لانهم وصفوا بالايمان الباطن ووصفوا بالاسلام وهذا اكمل ومن رأى من العلماء ان الايمان والاسلام شيء واحد بدلالة هذه الاية فهذا ليس جيد بل هو غلط لان الله جل وعلا في سورة الحجرات فرق ما بين الايمان والاسلام فقال سبحانه قالت الاعراب امنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا اسلمنا ولما يدخل الايمان في قلوبكم وقد ثبت في الصحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم اعطى عطاء فقال له احد الصحابة يا رسول الله اعط فلانا بل اني ما علمت انه مؤمن. نعم. يعني فان علمي فيه انه مؤمن. فقال النبي عليه الصلاة والسلام او مسلم فكرره عليه فقال النبي صلى الله عليه وسلم او مسلم فكرثه كرر ثالثة فقال او مسلم ثم قال اني لاعطي الى اخر الحديث المقصود ان الايمان والاسلام الصحيح انهما متغايران وان الاسلام اذا اجتمع مع الايمان فيعنى به العمل الظاهر مع اصل الايمان والايمان اذا اجتمع مع الاسلام فيعنى به الايمان الباطن مع اصل الاسلام وهذا ظاهر بين من قال ان الاسلام والايمان شيء واحد يقول كالبخاري وغيره من العلماء يقول ان الاسلام بنهاية الحجرات وفي غيرها لما فرق بينه وبين الايمان فانما سمي اسلاما بانه استسلام من القتل قالت الاعراب امنا قل لم تؤمنوا يعني لم يحصل لكم ايمان ولا اسلام على الحقيقة ولكن قولوا اسلمنا يعني استسلمنا خوفا من القتل هكذا يهولونها وهذا ليس به جيد لان حديث جبريل يرده حديث جبريل قال اخبرني عن الايمان اخبرني عن الاسلام ثم قال اخبرني عن الايمان تفرق ما بين الاسلام والايمان. فدل على ان الاسلام ليس هو الاستسلام من القتل وانما هو فعل الطاعات الظاهرة بالجوارح مع اصل الايمان. في بحث طويل معروف في هذه المسألة وقوله جل وعلا فما وجدنا فيها غير بيت من المسلمين وتركنا فيها اية للذين يخافون العذاب الاليم تركنا فيها يعني في هذه القرية اية لانهم عوقبوا الحجارة والحجارة كانت مسومة يعني معلمة فكل حجر عليه اسم صاحبه الذي سيصيبه لانهم كانوا يفعلون الفاحشة ومن هذا اختار كثير من اهل العلم ان من فعل فعل قوم لوط فانه يرمى بالحجارة حتى يموت لان الله جل وعلا ارسل اليهم الملائكة بالحجارة فقال سبحانه لنرسل عليهم انا ارسلنا الى قوم مجرمين لنرسل عليهم حجارة من طين مسومة عند ربك للمسرفين وهذا الدليل واضح الدلالة على ذلك وان من فعل فعل قوم لوط فانه يقتل لان اولئك عوقبوا بالقتل وهذا قول طائفة من اهل العلم وقال الجمهور ان من فعل فعل قوم لوط فانه كالزان فان كان طيبا قد عرف النكاح فانه يقتل وان كان غير محصن فانه يجلد وهذا هو الذي عليه مذهب الامام احمد وجماعة من الائمة وهو الذي عليه العمل بالمحاكم هنا نعم بموسى اذا ارسلناه الى فرعون بسلطان مبين تولى بركنه وقال ساحر او مكنون. لا خل نقف على قصة موسى طيب اللي بعدها الحموية بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على من خرج خرجت ولا لا الهالكين والله ما اعرف لكن الظاهر ظاهر الايات انها انها ما استثنيت وضرب الله مثلا للذين كفروا امرأة نوح وامرأة لوط كانتا تحت عبدين من عبادنا صالحين فخانتاهما فلم يغنيا عنهما من الله شيئا وقيل ادخلا النار مع الداخلين