فبها السكينة سعداء والنافع الى اخره وذكروا ايضا ان من المفارقات ما بين خلق الانسان خلق الجن يعني من الطين ومن النار ان النار تؤثر في الطين نار تؤثر في الطين المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد بن ابراهيم بن عبداللطيف ال الشيخ. دروس من تفسير القرآن الكريم تفسير سورة الرحمن الدرس الثاني فاذا لم تقع في صدفة من نبذتها عنبرة وروية من غير وجه عن ابن عباس المحور وقدها في حاله حدثنا احمد بن سنان قال حدثنا عبد الرحمن بن من قال حتى ثلاثة ايام عن الاعمدة عن عبدالله بن عبدالله عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال اذا امطرت السماء فتحت الاصداق فتحت الاصداق في البحر افواها فما وقع فيها يعني من قبل فهو اللؤلؤ اسناده صحيح. ولما كان اتخاذ هذه الحلية نعمة على اهل الارض امتن بها عليهم فقال فبأي آلاء ربكما تكذبان فقوله تعالى وله الجوارب منشآت يعني السفن التي تجري في البحر قال مجاهد ما رفع قلعة من السفن ما رفع قلعة من السفن فهي منشآت وما لم يرفع قلعة فليس بمنشآة. وقال قتادة ليست هكذا ايه قال مجاهد ما رفع طبعة من السوق وما لم يرفع ايش معنى القلعة نعم تبي لها مراجعة سيما رفع هنا تراجعه نعم وقال قساده المنشآت يعني المخلوقات وقال غيره المنشأة المنشآت بكسر شين يعني البادئات في الاعلام اي كان في ذلك في كبرها فيها من المكاتب والمكاسب المنقولة من فطر بلا قطب واقليم الى اقليم. مما فيه صلاح للناس في جلب ما يحتاجونه. بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له اله الاولين والاخرين واشهد ان محمدا عبد الله ورسوله. هو المصطفى الامين والمبعوث رحمة للعالمين عليه الصلاة سلام. اما بعد فاسأل الله جل وعلا ان يجعلني واياكم من اهل القرآن ممن ينتفع بتفسير كلام الله تعالى وممن يتدبر القرآن لان حقيقة العلم بالقرآن انما هي العلم بتفسير بتفسير معاني كلام الله جل وعلا فان يقول الله جل وعلا في هذه السورة سورة الرحمن ذاكرة انواع خضرته وانواع منه على عباده خلق الانسان من صلصال كالفخار. وخلق الجان من مارج من نار. فبهي الاء ربكما الانسان المراد به هنا ادم عليه السلام انه هو الذي تنقل خلقه بين انواع من الطرائف والاكواب التي فيها خلقه من طين. وتسوية صورته. من الفخار ادم عليه السلام خلق على هذا الوصف يعني من الطين من جهتها اصل التركيب الذي تركب منه بدنه ومن التراب والطين ولهذا ينحل بعد الموت وفقد الحياة ينحل الى التراب تختلط اجزاؤه بالتراب لان اصله منه الله سبحانه من عجيب صنعه انه ابتدع خلق الانسان من طين كما قال سبحانه في اية الصيدة وبدأ خلق الانسان من طيبه. وبدأ خلقه يعني خلق الانسان من الطيب ثم مر بالطين هذا انواع واطوار حتى نفخ الله جل وعلا بهذا المخلوق فصار بشرا سويا كما قال سبحانه فاذا سويته يعني خلقا وتصويرا ونفخت فيه من روحي تقع له ساجدين ومن تعم ابتداء خلق ادم عليه السلام على هذا النحو وان الله جل وعلا ركبه من ماء وطين واه بعد نفخ الروح صار بشرة سوية على هذا النحو العجيب من التركيب فانه لا شك يوقن ان الذي جعل الانسان هكذا هو رب العالمين. وانه سبحانه هو هو الخالق الذي انعم على الانسان بخلقه في احسن تقويم وانعم عليه بان جعله وسوى الصورة منفوخا فيه من من رح الله جل وعلا هذه السورة سورة الرحمن بها تمداد رحمة الله جل وعلا بعباده في الدنيا والاخرة والنعم بانواعها من فروع الرحمة. ومن اثار الرحمة ولهذا كثر في هذه السورة التأكيد على الاقرار بنعم الله وعدم التكذيب بها في قوله فبأيها الاء ربكما تكذبان لان الآلاء التي هي النعم من اثار رحمة الله جل وعلا بعباده ورحمة الله جل وعلا بعباده في انعامه عليهم يكون فيما سخر لهم فيكون في حسن خلقهم ويكون فيما يجازيهم به المعاد من دخول الجنة والبعد عن النار فهذه الاية فيها ذكر ما امتن الله به على نوعي المكلفين الانس والجن فذكر ان خلق الانسان من صلصال كالفخار والانسان ابتداء خلقه يمر كما ذكرت باطوار من الطين ومن الحمائر المسجون ومن الصلصال كالفخار ليقبل التشكيل. البخار مشكل كما يريده من يشكله الحمام يختفي من الحمض ربنا جل وعلا بان نفخ فيه الروح هذه الحالة هي عكس حالة الممات فان لسانه اذا قضى الله عليه الموت فاول ما يخرج منه روحه التي هي ما دخلت فيه ثم اذا كانت الارض فيه ابواب قبل ان لديك الوقت تقلب في ادوار هي عكس الاطوار حتى ينتهي الى ويكون ثم بعد ذلك يبدأ منها هذا هنا بدأنا اول في شرح خلق الله جل وعلا جعله مستترين عن الانسان وهذا الاستتار لاجله سموا جنا. لان مادة الجن باللغة تقال فيما استتر لهذا اطلق على الملائكة انهم جن ايضا لقوله تعالى وجعلوا بينه وبين الجن نسبا يعني الملاح ولقد علمت الجنة هذا في احد قوليات في سورة الصافات فالجن سموا بذلك اجتهاد الاعين اعين الانسان ولعدم رؤيته خلق الجن كان قبل خلق الانسان كانوا متقدمين وفي قول جمع من اهل التفسير انهم كانوا يسكنون الارض قبل الانسان يعني ذكروا اشياء في ذلك قد يكون بعضها من الاسرائيليات المقصود بقي من الجن ابليس فرفع الله جل وعلا مكافحة له مع ملائكته كما قال سبحانه الا ابليس وسجد الملائكة الا ابليس كان من الجن ففسق عن امر ربه في سورة الكهف اه كان من الجن يعني من الجن الذين هم في الارض خلق الله الجن من النار بهذه الاية قال من مارج من نار والمارد تلف فيه يعني من السلف الى اقوال. كما سمعت منها قول الضحاك عن ابن عباس انه قال من مارد من نار الذي هو طرف اللهب وقالوا وكان طائفة ان المارد من النار هو لهب النار. قال اخرون هو خالص اللهب يعني اصله يعني اصله وما اه يشتد من اللهب. وهذا الاختلاف ذكرنا لكم مرارا ان اصل الاختلاف في التفسير راجع الى النظر بالمعنى اللغوي تارة وتارة الى ما جاء في القرآن من الادلة الاخرى في الموضوع نفسه وتارة بالنظر الى السنة فتفسير الاية ينظر فيها المفسر تارة الى دلالة لغوية ومن نظر الى الدلالة اللغوية قال المارج هو طرف اللهب لما لان طرف اللهب يهتز المروج او مرج كما ذكر هنا مشرق الصيف ومشرق الشتاء يعني انه اخر مكان تصل اليه الشمس من جهة المشرق او من جهة الشمال في الصيف واخر مكان تصل اليه الشمس من جهة الجنوب في الشيء يمرج فهو مارج اذا كان فيه اهتزاز ولذلك جاء في الاية التي بعدها مرج البحرين يلتقيان يعني لان هذا يدخل في هذا وهذا يدخل في هذا فيكون بينهما اهتزاز ليس فيه سد واضح ان هذا نهاية الماء الحلو هو هذا ونهاية الماء وهذا وانما يزيد يدخل هذا كهرب ويزيد هذا الكهرب ونحو ذلك مما يشبه الاهتزاز في اللسان اه كما سيأتي فاذا نظر الطائفة الى المعنى اللغوي فقالوا المروج الاهتزاز لهذا سميت الارض المهتزة بالنبات خروج بعدلها بالنبات وعدم الدخول. ثباتها على حالة واحدة. فهذا من اسباب الخلاف في التفسير وتعجب الاخوان السلف اه وهي كما تعلمون من انواع اختلاف تنوع منها اختلاف الثبات لان الاصل واحد وهو انهم يفسرون ما دل عليه قوله من مارج من نار مع اتفاقهم على فصل الماء ثبت عن النبي عليه الصلاة والسلام كما رواه مسلم في الصحيح حديث عائشة رواه غيره نقله ابن كثير هنا ان النبي عليه الصلاة والسلام قال خلقت الملائكة من نور وخلقت الجان من نار وخلق هذا مما وصف له في رواية الامام احمد وخلق الجان من مارج من نار في هذا الحديث نفسه والمعنى متقارب الخلق من النار قد يكون من اصلها وقد يكون من اطرافها ذكر الائمة ائمة التفسير عند قوله تعالى انا خير منه خلقتني من نار خلقته من طين ان النار فيها القوة والذكاء يعني والاشتداد والعنفوان واما الطين فيه الهدوء والسكينة لهذا صار من وصف ابليس الكبر والطيش والعجلة. وكان من وصف ادم الهدوء والسكينة و التواضع وعدم الكبر فبين الطين والنار مفارقات الصفات واصل التكوين كما ذكرنا لك لما كان مختلفا فان صفات ادم غير صفات صفات الانسان غير صفات الجن. لاجل ان اصل التكوين مختلف. فلا بد ان يكون ثم مدد من اصل التكوين. وهذا طبيعة الانسان حتى ذكر الائمة ائمة التفسير عند قوله تعالى انا خير منه خلقتني من نار خلقته من طين ان النار فيها القوة والذكاء يعني والاشتداد العنفوان واما الطين فيه الهدوء والسكينة لهذا صار من وصف ابليس الكبر والطيش والعجلة وكان من وصف ادم الهدوء والسكينة و التواضع وعدم الكبر فبين الطين والنار مفارقات والصفات واصل التكوين كما ذكرنا لك لما كان مختلفا فان صفات ادم غير صفات صفات الانسان غير صفات الجن لاجل ان اصل التكوين مختلف فلا بد ان يكون ثم مدد من اصل التكوين وهذا طبيعة الانسان حتى فيما يمده به من اغذية فانه يختلف باختلاف هذه الاغذية. لهذا صح عن النبي عليه الصلاة والسلام انه قال السكينة اهل الغنم والجفاء والغلظة في اهل الابل وذلك لان صفات الابل فيها الجفا والطلبة اه مخالفة السكينة واما الغنم تتنوع حالة الطين بحسب ما يناله حسب ما يناله من النار لهذا جعل الله جل وعلا من تأثير الجن الخفي على الانسان انه يغيره لا شك ان تقارب الجن من الانسان وان لم يكن تقاربا ما بين النار والطين يعني على الحقيقة لكن باعتبار الاصل فيه هذا المعنى يعني سرعة تأثير النار في الطين من جهة القسوة والغلظة والطين في اصله سهل تركيب لين غير طائف متماسك الى غير ذلك من الصفات وانظروا بقية الكلام على ذلك في آآ اول سورة البقرة والاعراف قال جل وعلا بعدها فباي الاء ربكما تكذبان؟ يعني ايها الجن والانس فباي نعم الله جل وعلا الذي رباكم بهذه النعم من اصل خلقكم الى معادكم باي هذه الآلاء تكذبون تكذبان يعني جنسين جنس الانس وجنس الجن رب المشرقين ورب المغربين المشرق والمغرب ما هو مكان الشروق شروق الشمس ومكان غروب الشمس والايات ذكر فيها تارة المشرق والمغرب مفردا وذكر تارة التثنية كما في هذه الاية رب المشرقين ورب المغربين وذكرت ذكر تارة في الجمع فلا اقسم رب المشارق والمغارب وهذا في اه اصله من المشرق اذا اطلق مفردا فيراد به الجنس يعني جنس المكان الذي تشرق منه الشمس واذا كني فيراد منه شتاء صار مشرقين ومغربين يعني اه من جهة اخر ما تصل اليه هنا واخر ما تصل اليه هنا. تكون المشارق والمغارب بين المشرقين وبين المغربين فبأي الاء ربكما تكذبان لان شروق الشمس وغروبه لان شروق الشمس وغروبها نعمة. ولكن من النعم العظيمة والهلاء الجسيمة ان يكون ثم مشرقان. مشرق صيف وما شرب شتا وان الشمس تتنقل بين هذين وان يكون ثم مغربان لهذا ذكر هنا ذكر الالام فباي الاء ربكما تكذبان؟ ذكرها بعد ذكر المشرقين والمغربين. لان النعمة بحصول مشرق صيفي مشرب شتائي تنقل الشمس بين هذين نعمة ظاهرة بينة للانسان فان الشمس لو استمرت في مكان واحد لا تنتقل عنه فكان هذا في هذا لكان في هذا اضرار بالانسان وعدم حصول مصالح كثيرة له. قال جل وعلا بعدها مرج البحرين يلتقيان بينهما برزخ لا يبغيان. مرج البحرين مرج هذه اه فعل ماضي فاعله الله جل وعلا يعني مرج الله البحرين. كما قال في اية القرآن وهو الذي مرج البحرين هذا هلب فرات سائل وشرابه وهذا ملح دجاج فهو سبحانه الذي مرج آآ بعض الناس يتصور انه مرج البحرين يعني ان ان البحرين لهما شيء يسمى مرج او نحو ذلك. وهذا المرج لا يلتقي آآ بين هذا وهذا كما ظنه يعني من لم يفهم هذا من جهة تركيب اللغة او يعني ما لها اساس فقوله هنا مرج البحرين يعني ان الله جل وعلا مرجهما كما ذكرت لك. فجعل مكان اتصالهما بالماء في مرج يعني في اختلاط واهتزاز. فاصل مادة المرج في اللغة تدل على عدم ثبات واختلاط كما ذكرت لك واهدي قزاز ونحو ذلك. ولهذا يقال اه للفتن والقتل هرج ومرج انها فيها دخول وخروج واهتزاز وعدم استقرار لا يعرف يعني سببه. والانسان آآ عن الجان الجان اه خلقت من مارج كما ذكرنا لك من طرف اللهيب لاجل انه مهتز كذلك العرض ايضا تصبح مروجا اذا صارت فيها النبات يهتز ولا تثبت على حال. والحاجز هذا الذي بين البحرين صوروه في الصور الحديثة يعني في نقطة اتصال البحر بالنهر اذا اذا اتى النهر يصب في البحر فان الله جل وعلا جعل هناك نقطة دخول البحر يدخل الى شيء من من النهر والنهر يدفع ذلك ومستمر السيلان مستمر المشي الى البحر. هذه النقطة نقطة الالتقاط للدخول والخروج هي شبيهة بلهب النار في امتدادها تارة وفي انبساطها او في آآ الهة ثار ثارت تزيد صرت مثل اللهب الممتد الطويل وتارة يعني كما صوروها بالصور من فوق لان الموية يتضح الفرق ما بين هذا وهذا باللون بالعمق او بالتداخل تارة ينخفض ويمتد ينخفض وينتهج. فهو شبيه بمارج النار الذي هو طرف اللهيب المهتز. فالله سبحانه البحرين يعني جعل هذا يدخل في هذا وجعل الماء يعني جعل المالح يدخل قليلا في آآ حلو الانهار وجعل الانهار تصب في البحار لكن بينهما برزخ لا يبغيان. فهذا لا يبغي على هذا بحيث ان الحلو تأثر بالمالح. وكذلك اه لا يبغي الحلو على المالح في غير طعمه المالح بقي مالحا منذ خلق الله جل وعلا البحر مع كثرة مصب الانهار في البحار هذه الانهار الحلوة الماء دائما الحب في في البحار لكن لم تتغير ملوحتها. ولم تتأثر الكائنات الحية التي تعيش في البحار التي تسخن للانسان وهذا من عجائب صنع الله جل وعلا ونعمته بعباده ورحمته بهم ايضا. لهذا الاية هذي فيها امتنان للعباد بقوله مرج البحرين يلتقيان. وقول ابن جرير الذي ساقه ابن كثير لا شك انه آآ ليس صواب كما ذكر الحافظ ابن كثير لان المقصود بالبحرين في هذه الاية و بحر الحلو وهي الانهار والبحر المالح التي هي البحار المعروفة قال سبحانه بعدها يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان. يخرج منهما يعني من البحرين. اللؤلؤ والمرجان. ومما اعتاده الناس وعرفوه بالواقع ان البحر الحلو لا يخرج مهيان الانهار والبحيرات الحلوة لا تخرج منها الا الة والاصداف ولا يخرج منها المرجان. ولهذا هنا سؤال معروف مشهور عند العلماء كيف قال هنا يخرج منهما؟ مع ان الذي يخرج منه اللؤلؤ والمرجان هو البحر المالح دون البحر الحلو. وقد ذكر ابن كثير هنا جوابا عن هذا السؤال وهو ان المخرج اذا كان من احدهما فانه يصح انه خرج منهما. لان المثنى اذا كان الفعل ينسب الى احد الاثنين فانه ينسب اليهما معا ويراد منه انه واقع من احدهما. وذكر لك الدليل على ذلك في قوله تعالى يا معشر والجن والانس الم يأتكم رسل منكم يقصون عليكم اياتي سورة الانعام مع ان المتفق عليه عند المحققين من العلماء والائمة ائمة الاسلام ان الجن ليس منه هم رسول وليس منهم نبي وانما الانبياء والرسل من الانسان وهذا الظاهر الذي ذكر اعترض عليه طائفة من العلماء بانه لا يمتنع ان يكون اللؤلؤ والمرجان يخرج من البحر المالح ومن الانهار. والبحار الحلوة يعني البحيرات وايدوا هذا بظاهر اللفظ قول يخرج منهما يعني من هذا وهذا. قوله مرج البحرين ثم يخرج منهما يدل على ان الخروج يعني على حسب هذا القول يكون من البحرين هذا لا يصدق عليه انه من احد البحرين دون الاخر وقالوا ان آآ اية الانعام الم يأتكم رسل منكم ويعنى بها من الانس ان هذا ليس متفقا عليه لان كلمة رسل لا يعنى بها انها رسل من الله جل وعلا بل المنذر رسول كما قال جل وعلا في ذكر الجن الذين سمعوا رسالة محمد عليه الصلاة والسلام والقرآن ثم ولوا الى قومهم منذرين في قوله في سورة الاحقاف واذ صرفنا اليك نفرا من الجن يستمعون القرآن فلما حضروه قالوا انصتوا فلما قضي ولوا الى قومه منذرين والمنذر يحمل رسالة لهذا قالوا انه لو حتى في اية الانعام الم يأتكم رسل منكم يعني بهم النذر ولا يعني انهم هم رسل من الله جل وعلا بل انهم نذر ينذرون ويبشرون وكذلك اية سورة الشورى ايضا تدخل في هذا وهي قول الله جل وعلا بذكر السماوات والارض وما بث فيهما من دابة وهو على جمعهم اذا يشاء قدير. وما بث فيهما يعني في السماوات والارض وقالت طائفة ان الدواب انما هي في الارض دون السماء. ونحو ذلك مما له امثلة في هذا والذي يظهر ان ظاهر الاية هذه ان الخروج من البحرين جميعا قد يكون الخروج من النهر خروج اللؤلؤ من النهر او خروج المرجان من النهر نادر ولكن فيه امتنان بانه يحصل هذا وقد يكون في بعض الاماكن دون بعض. وان قلنا انها من احدهما دون الاخر كما قال ابن كثير يعني من المالح دون غيره هذا قول مشهور عند المفسرين عامة اهل العلم المرجان فسره هنا بانه صغار اللؤلؤ او كبار اللؤلؤ او انه الجوهر الاحمر ليسمى مرجان ايضا وتفسيرا بانه صغار اللؤلؤ او كبار اللؤلؤ هذا ليس بجيب لان الله جل وعلا ذكر منته على عباده بذكر خروج نوعين من الجواهر والحلية التي يتحلون بها وهي خروج اللؤلؤ وخروج المرجان لو كان المرجان من جنس اللؤلؤ لصار الانعام فيه تكرير والاصل خلافه. هذا قال هنا يخرج منهما اللؤلؤ. وهذا جنس يشمل جيد اللؤلؤ ويشمل رديء اللؤلؤ ويشمل الصغير والكبير المرجان ليس صغار اللؤلؤ وليس كبار اللؤلؤ وانما هو حلية حمراء معروفة تسمى بهذا الاسم ويدل عليه ايضا ان اصل التسمية مرجان يعني في ترجمتها او في تعريبها مرجان فيها المرج الذي ذكرته لك وهو الاختلاط والمرجان لونه اه ليس واحدا بخلاف يعني ليس نقيا واحدا لا شائبة فيه لا اختلاط فيه. بخلاف اللؤلؤ فانه يعني اللؤلؤ الطبيعي فانه متقارب اللون لا اختلاط فيه قال بعدها وله الجوار المنشآت في البحر كالاعلام. فباي الاء ربكما تكذبان ايضا من نعم الله ورحمته بعباده انه سخر لهم الجواري هي السفن الكبيرة المصنوعة المنشأة في البحر كأنها الجبال ولا شك ان المنة بهذه كبيرة ولكن كيف حصلت المنة حتى اظاف الله جل وعلا السفن هذه الى نفسه بقوله وله هم الذين يملكونها لكن قال وله فاظافها الى نفسه جل وعلا يعني ملكا لان حقيقة تسخير هي منة من الله جل وعلا ابتداء وانتهاء السفينة او الجوارح هذه الكبيرة التي في البحر كأنها الجبال وخاصة في الزمن الماضي التي تعتمد على الاشرعة واتجاه الهوى الى اخره. الانسان لم يصل الى صنع السفينة بنفسه. وانما اول من صنع السفينة نوح عليه السلام تعليم الله جل وعلا له كما قال سبحانه وحملناه على ذات الواح ودسر. وهي السفينة. وكانت فلكا عظيما ركب فيه نوح ومن معه. بتعليم جل وعلا كما قال في سورة نوح ويصنع الفلك وكل ما في سورة هود ويصنع الفلك وكلما مر عليه ملأ من قومه سخروا منه قال ان تسخروا منا فانا نسخر منكم كما تسخرون. ويصنع الفلك ما يدرون ايش يعمل لان الله اوحى اليها ان اصنع هذا واصنع الفلك باعيننا ووحينا اه فهذه منة ان ابتداء صنع الفلك هو كابتداء خلق الدابة التي تركب عليها من الحمير والبقال والجمال الى اخره. فالجميع بابه واحد. ذلك المنة ظاهرة في ابتداء صنعها ثم في ان البحر يحمل هذه السفينة العظيمة التي هي كالجبل. ثم ايضا في الريح السهلة اليسيرة التي اذا قابلها الانسان ما ضرته لكن بتوجيه الاشرعة فانها تحرك هذا الجسم الثقيل العظيم. فاذا كل ما يتعلق بالسفن العظيمة هذه والكلفة العظيمة هو من الله جل وعلا منة ورحمة ونعمة للانسان. ولهذا اضافها الى نفسه جل وعلا بقوله وله الجوار المنشآت البحرية في البحر كالاعلام يعني اللام هنا لام الملك له سبحانه وتعالى وهذه فيها مزيد اظهار للنعمة ومزيد تقرير لخلو الانسان من الصنعة. وان الله جل وعلا هو الذي انعم ويسر ذلك البحر ترمي فيه المسمار ويذهب لكن ملايين او الاف الكيلوات او اكثر او ملايين ما ما ما تغوص في القاعة البحر عجيب من جهة يعني توزيعه في الارض ايضا من العجائب توزيع الماء في الارض كيف انه يمكن الوصول الى اي مكان عليه الصلاة والسلام تصلهم بضائع الهند المهند سيف سيف مصنوع في في الهند له صنعة خاصة وماض وقول اه كذلك يأتيهم الطيب من العود العلوة ومن المسك ونحو ذلك واعراضه هذا كيف يحمل؟ يحمل البحار كذلك تأتيهم الملابس خاصة وبعض الجلود الى اخره من من اماكنها عن طريق البحار. فعلى ضعف ذاك الزمان قدرات اهله المنة واضحة والنعمة عظيمة. فكيف بنا في هذا الزمان لما تصلك الاشياء الا عن طريق عن طريق البحار والان الانسان ان يتأمل نعمة الله جل وعلا عليه بالبحر وبالريح وبهذه السفن والمراكب. ويعلم ان اكثر الاشياء التي بين يديك الان ما تنتقل لا بالسيارات ولا طائرات بايش؟ انما هي بالسفن فقوله سبحانه هنا وله الجواري المنشآت في البحر كالاعلام فيه ايضا تذكير بالنعمة نعمة ما تنقله هذه سفن وهذا هذه الفلك وهذه الجوارح العظيمة التي تنقل الاشياء التي يعيشها الانسان عن لو توقفت السفن الناس اصابهم ظرر ظرر عظيم بل قد تهلك فئام منهم خاصة في المناطق التي ليس فيها اكتمال من جهة اسباب الحياة فنحمد الله جل وعلا على الائه ولا نكذب بشيء من الاء ربنا. فله الحمد سبحانه على ما اعطى وله الحمد سبحانه على ما سخر وله الحمد انا على ما جعل من الاء تسخيرا لنا ونسأله سبحانه ان يجعلنا من الشاكرين ما الجواري جمع جارية جواري جمع جاري ما قال ترى سورة الحاقة او في سورة المعالج ان لما طغى الماء حملناكم في الجارية انها تجري نعم لا شك ان من وجوه اعجاز القرآن انه اشتمل على ذكر اشياء في الخلق لم تعرف حقائقها التامة لاكثر الناس في الازمنة الاولى انما ظهرت في هذا الزمان العرب عرب قريش بل العرب جميعا والناس في ذلك الزمان من الروم والفرس الى اخره ما يعرفون حقائق صنع الله جل وعلا في ملكوته في السماء وفي الارض في القرآن جاءت ايات كثيرة فيها ذكر الامور الكونية سواء في السماء او في الارض ما يتعلق بالسحاب الهواء بالضغط بالجاذبية ما يتعلق العرض بالوديان الاشجار بالصخور بالمعادن أنواع كثيرة من ذلك فالقرآن ايات كثيرة لا شك تذكر خلق الله جل وعلا لهذه الأمور اتى اهل العصر ونظروا الى انه مما يقوي الحجة بالقرآن على اهل هذا الزمان الذي ابتسم اهله بالاهتمام بالامور النظرية العلمية انهم يذكرون هذه الاشياء وان القرآن ذكر فيه هذا وان الامور العلمية مسبوق الناس اليها قد ذكرت في القرآن الى اخره. والناس اهل الاعجاز العلمي او الذين يتكلمون في المحدثات العلمية هذه آآ ما بين متوسع جدا فيها لادنى دلالة او لتوهم دلالة وما بين منكر لها او انه يقول ليست هذه اصلا من التفسير والحق في ذلك هو الوسط وهو ان دلالة الاية اذا كانت ظاهرة على المراد فان القرآن نزل بلسان عربي مبين انحمل دلالته العلمية ونقول هذه هي الدلالة لكن بشرط الا تناقض ما اجمع عليه الصحابة رضوان الله عليهم. لان الصحابة لا يجمعون على خلاف الحق ما اجمع عليه الصحابة حجة فاذا كانت الاية محتملة والتفاسير فيها مختلفة او ما فيه نقل كثير عن الصحابة فيها فان تفسيرها بالاشياء العلمية بدلالة الاية الظاهرة عليها لا بأس به. النوع الثاني ان تكون الدلالة ضعيفة او الدلالة غير واضحة او محتملة فانها تفسيرها بالاشياء العلمية هذا اه لا شك انه حمل للقرآن على امور علمية لكن بدلالة ضعيفة وهذا غير صحيح من جهة اخرى هذي من جهة دلالة الاية لكن من جهة اخرى يحملونها يحملون الايات تارة على نظريات او انها ثبتت لكنها باقية على كونها نظرية. والنظرية لا يقطع بها. النظرية قابلة الاخذ والرث. لهذا هناك تفسيرات قديمة تغيرت طبية ونحو ذلك. فسرت بها ايات ثم ظهر بالنظريات العرص الان ان تلك النظريات القديمة ليست بقوية كما حدثني احد الاطباء بل انها يعني ضعيفة. فحمل القرآن على نظرية مجردة لم تصبح حقيقة علمية ثابتة لا مطعن فيها او لا الجدال فيها او لا تغير فيها فان فانه ايضا من التعدي على تفسير القرآن القرآن حق وما خلق الله جل وعلا في ملكوته ايضا حق. والحق لا يناقض الحق. بل يؤيده ويدل عليه. والقرآن ليس كتابا للامور العلمية ليس كتاب فلك ولا كتاب زراعة ولا كتاب تيولوجيا ولا كتاب القرآن كتاب وهداية كما قال سبحانه ان هذا القرآن يهدي للتي هي اقوى. قرآنا عجبا يهدي الى الرشد فآمنا به. القرآن نزل للهداية بهداية الناس. هذه الهداية تارة يكون من ادلتها الامور الكونية خلق الله جل وعلا والتدبر فيه وما خلق الله في السماوات وما خلق الله في الارض وانواع ذلك. فاذا كان على هذا النحو يفسر القرآن بالامور العلمية للدلالة على اعجازه اولا ثم ليكون المتلقي للقرآن اخذا هدايته وقويا في قبولها هذا لا بأس به لكن الناس مثل ما ذكرت لكم بعضهم يوغل ويزيد بعضهم اه يقول لا هذي الامور كلها يرفظها والصواب هو الوسط بين فئتين اللي بعده ايه هو يقول قلع او قلع وقد يكون قد تكون اقلع ها ما ادري ما انكر جمعها ماشي ارفع عليهم قال الحافظ رحمه الله تعالى في تفسير قول الله تعالى كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والاكرام فباي الاء ربكم وما تكذبان يسأله من في السماوات والارض كل يوم هو في شأن. فبأي الاء ربكما تكذبان؟ يخبر تعالى ان جميع اهل للارض سيذهبون ويموتون اجمعون. وكذلك اهل السماوات الا من شاء الله. ولا يبقى احد سوى وجه سوى وجهه الكريم. فان سوى سوى وجهه الكريم فان الرب تعالى وتقدس لا يموت بل هو الحي الذي لا يموت ابدا قال قتادة امبأ انبأ بما ثم انبأ ان ذلك كله فان وفي الدعاء المأثور يا حي يا قيوم يا بديع السماوات والارض يا ذا الجلال والاكرام لا اله الا انت برحمتك نستغيث اصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين ولا الى احد من خلقك. وقال اذا قرأت كل كل من عليها فان فلا تسكت حتى تقرأ ويبقى وجه ربك ذو الجلال والاكرام. وهذه الاية كقوله تعالى كل شيء هالك الا وجهه وقد نعث تعالى وجهه الكريم في هذا وقد نعت تعالى وجهه الكريم في هذه الاية الكريمة بانه ذو الجلال والاكرام اي هو اهل ان يجل ان يجل فلا يعصى وان يطاع فلا يخالف لقوله تعالى واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه وكقوله اخبارا عن المتصدقين انما نطعمكم لوجه الله. قال ابن عباس ذو الجلال والاكرام ذو العظمة والكبرياء. ولما اخبر تعالى عن تساوي اهل الارض كلهم في الوفاة وانهم سيصيرون الى الدار الاخرة فيحكم فيهم ذو الجلال والاكرام بحكمه العدل قال فبأي الاء ربكما تكذبان؟ وقوله تعالى نسأله من في السماوات والارض كل يوم هو في شأن وهذا اخبار غناه عما سواه وافتقار الخلائق اليه في جميع الانات. وانهم يسألونه يسألونه بلسان حالهم وقالهم وانه كل يوم هو في شأن. قال الاعمش عن مجاهد عن عبيد بن عمير كل يوم هو في سهل قال من شأنه ان يجيب داعيا او يعطي سائلا او يفك عنيا او يشفي سقيمه. وقال ابن ابي نجيح عن مجاهد قال كل يوم هو يجيب داعيا ويكشف كرب ويجيب مضطر والبقاء من صفات الله جل وعلا ذاتية اذ هو جل وعلا الاول والاخر والاول فليس قبله شيء وهو الاخر فليس بعده شيء البقاء لله وحده وكل مخلوق لا بد ان يحل عليه الصعب او الموت او الفناء ويغفر ذنبه وقال قتادة لا يستغني عنه اهل السماوات والارض. يحيي حيا ويميت ميتا ويربي صغيرا ويفك اسير وانتهى حاجات الصالحين وصديقهم ومنتهى شكواهم. وقال ابن ابي حاتم حدثنا ابي قال حدثنا ابو اليمان الحمسي. قال حدثنا جرير ابن عثمان عن هويد ابن ابن حبلة هو البزاري قال ان ربكم كل يوم هو في شأن فيعتق رقابا ويعطي رغابا ويقحم عقابه. وقال ابن جرير حدثني عبد الله بن محمد بن عمرو الغزي. قال حدثني ابراهيم بن يوسف في البريابي. قال حدثني عمرو ابن ابي اكل السكسكي قال حدثنا الحارث بن عبده بن عبدة بن رباح الغساني عن ابيه عن منيب بن عبدالله بن منيب الازدي عن ابيه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الاية كل يوم هو في شهر فقلنا يا رسول الله وماذا في الشأن؟ قال ان يغفر ذنبه ويفرج كربه ويرفع قوما ويضع اخرين وقال ابن ابي حاتم حدثنا ابي قال حدثنا هشام ابن عمار وسليمان ابن احمد الواسطي قال حدثنا الوزير ابن صبيح الثقفي ابو راف الدمشقي وسياق هشام قال سمعت يونس ابن ميسرة ابن حلبس يحدث عن ام الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم قال قال الله عز وجل كل يوم هو في شأن قال من شأنه ان يغفر ذنبه ويفرج كربه ويرفع قوما ويضع اخرين. وقد وقد رواه ابن عساكر من طرق متعددة عن هشام ابن عمار به ثم من حديث ابي الوليد ابن شجاع عن الوزير ابن صديق قال ورد فيما علقه الوليد ابن مسلم عن مطرف عن الشعبي ان ام الدرداء عن ابي الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم ذكره قال والصحيح الاول يعني اسناده الاول قلت وقد روي موقوفا كما علقه البخاري بصيغة الجزم فجعله من كلام ابي الدرداء الله اعلم وقال بنزار حدثنا محمد بن مثنى قال حدثنا محمد ابن الحارث قال حدثنا محمد ابن عبد الرحمن ابن البيلماني عن ابيه عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه واله وسلم كل يوم هو في شأن قال يغفر ذنبا ويكشف كربه. ثم قال ابن جرير وحدثنا ابو قريب قال حدثنا عبيد عبيد الله ابن موسى عن ابي حمزة الثماني عن سعيد بن جبير عن ابن عباس ان الله خلق لوحا محفوظا من درة بيضاء دفتاه ياقوتة حمراء قلمه نور وكتابه نور وعرضه ما بين السماء والارض. ينظر فيه كل يوم ثلاث مئة وستين نظرة. يخلق في كل نظرة ويحيي ويميت ويعز ويذل ويفعل ما يشاء تمام بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد ففي هذه السورة العظيمة سورة الرحمن يقول الله جل وعلا كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والاكرام وهذه الاية فيها بيان صفات الله جل وعلا التي هي صفات الكمال والجلال والجمال له سبحانه فقوله كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والاكرام بها ان البقاء والاخرية صفة لله جل وعلا وان الخلق مكتوب عليهم الفناء وان كل مخلوق لا بد ان يحل عليه الموت اما متقدما واما متأخرا ومن عليها يعني من على الارض كل من عليها يعني من على الارض لابد ان يحل عليه الفناء كما قال جل وعلا انك ميت وانهم ميتون والميت هو الذي سيموت او الذي مات فعلا والفناء كتب على الناس جميعا بل على الخلائق جميعا والفناء الذي سيحل بكل مخلوق هنا في هذه الاية جعل على من على الارض وهذا ليس له مفهوم بان من ليس على الارض فانه لن يكتب عليه الفناء وذلك لقوله بعدها ويبقى وجه ربك ذو الجلال والاكرام فبقاء وجه الله جل وعلا الكريم يعني بقاء ربنا سبحانه وتعالى. فكل من سوى الله جل وعلا فانه سيحل عليه الموت كما قال جل وعلا نهاية الزمر ونفخ في الصور فصعق من في السماوات ومن في الارض الا من شاء الله ثم نفخ فيه اخرى فاذا هم قيام ينظرون وكذلك في قوله جل وعلا لمن الملك اليوم لله الواحد القهار حيث ان الله جل وعلا يسأل بعد ان اهلك وامات ثم يجيب نفسه الكريمة جل جلاله وتقدست اسماؤه والاستثناء في قوله الا من شاء الله في اية الزمر اختلف فيه العلماء على اقوال ومن احسنها ان المستثنى هنا المراد به ارواح الشهداء فانهم لا يصعقون انه قال ونفخ في الصور فصعق من في السماوات ومن في الارض وقوله هنا جل وعلا كل من عليها فان ويبقى وجه ربك دليل على توحد الله جل وعلا في البقاء وفي الاية دليل على افتقار المخلوقات لله جل وعلا اذا الميت لا شك انه محتاج وانه ضعيف وانه لا يملك لنفسه ضرا ولا نفعا واما قوله ويبقى وجه ربك ذو الجلال والاكرام فان المراد ببقاء الوجه هنا بقاء الرب سبحانه وتعالى وانما ذكر الوجه على عادة العرب في ذكرها الوجه وارادتها الذات ووجه الله جل وعلا هنا صفة من صفاته الجليلة العظيمة واثبات صفة الوجه جاء في ايات كثيرة كقوله جل وعلا كل شيء هالك الا وجهه وكقوله سبحانه وتعالى فاينما تولوا فثم وجه الله على احد تفسيرين وفي مثل قوله جل وعلا انما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا نورا الوجه هو انه ما تحصل به المواجهة يعني بما لو حصل وهذا ينفي ان يكون شيئا كليا كما هي تعبيرات اهل الكلام وانما هو جل وعلا ذات متصفة من صفات جليلة كريمة. وفي قوله ربك بالخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم فيه التنبيه على ان الحاجة حاجة النبي عليه الصلاة والسلام لله جل وعلا اؤذن بحاجة من هو دونه لان ذكر الربوبية فيه ذكر تعلق الخلق بالله جل وعلا فلما ذكر ضعفهم لقوله كل من عليها فان نبه بالربوبية على ان الخلق متعلقون بالله جل وعلا ايجادا وعدم و تحقيقا لمصلحتهم ودفعا لما يضرهم ثم وصف وجهه الكريم بقوله ذو الجلال والاكرام وذو بمعنى صاحب يعني الوجه الذي صاحبه الجلال والاكرام وهو صفة للوجه لا صفة للرب لانه رفع قال ذو فتكون نعتا لوجه ويبقى وجه ربك ذو الجلال وليست صفة للرب ذي الجلال والاكرام ومعنى الجلال والاكرام هنا ما جاء في الحديث الصحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم قال في وصف الرب جل وعلا حجابه النور لو كشفه لاحرقت سبحات وجهه ما انتهى اليه بصره من خلقه الله جل وعلا حجابه النور وهو نور ووجهه نور ولو كشف الحجاب لاحرق ما انتهى اليه بصره من خلقه والجلال في اللغة هو التعظيم مع الخوف او التعظيم مع المهابة لذلك نقول صفات الجلال يعني الصفات التي فيها ذكر التي فيها عظمة الله جل وعلا وفيها كبرياؤه وفيها قهره ونحو ذلك فوجه الرب جل جلاله ذو العظمة لهذا ذكر ابن عباس تفسيرها بقوله ذو الجلال والاكرام يعني ذو العظمة والكبرياء واما الاكرام يعني من صاحبه الكرم ولا شك ان الله جل وعلا هو الكريم وان صفات الرب سبحانه وتعالى كريمة يعني لا تماثلها صفة بل هي البالغة في الكمال نهايته والبالغة في الجمال والجلال والكمال نهايته وهذا معنى الاكرام يعني البالغ في وصفه هذا نهاية الكمال فالصفة وهذا يشعر ايضا ظعف المخلوق فيما يتصف به من صفات واما قوله جل وعلا يسأله من في السماوات والارض كل يوم هو في شأن فذكر سبحانه انه لربوبيته وانه هو الواحد في ربوبيته وهو المدبر لهذا الملكوت فانه يسأل يطلبه خلقه ما يحتاجون اليه بامر دنياهم من صحة وسلامة وسعة رزق ولد ونحو ذلك وكذلك يطلبونه ما فيه سلامتهم عند اللقاء من مغفرة الذنب التجاوز والعفو وغير ذلك والسؤال سؤال الرب جل وعلا من اعظم العبادات ولهذا جاء في الحديث من لم يسأل الله يغضب عليه وسؤال الرب جل وعلا محبوب له العبد كلما كان اذل لله جل وعلا واكثر سؤال والحاح في الطلب من الكريم سبحانه كلما كان اقرب الى المولى جل وعلا واجابة السؤال من اثار الربوبية. ولهذا عم هنا فقال يسأله من في السماوات ومن في الارض ومن في السماوات هم الملائكة وما شاء الله من من الخلائق ومن في الارض هم جميع من في الارض من المسلمين والكفار ومن الصالحين ومن العصاة ومن الذين سددوا ومن المجترحين للسيئات لهذا في الاية عموم ان الجميع يسأل الرب جل وعلا والله سبحانه وتعالى يجيبهم لهذا صارت اجابة السؤال من اثار الربوبية فلا تختص بمسلم دون كافر بل الكافر يسأل ربه ويدعوه والله جل وعلا يعطي الكافر سؤاله ويعطي المشرك سؤاله وذلك لان اجابة السؤال ليست من اثار الالوهية ولكن من اثار الربوبية والربوبية عامة للجميع فالله سبحانه وتعالى هو رب الخلق اجمعين بهذا ابليس سأل ربه فاجابه الله جل وعلا في سؤال يعني لما سأل التأخير الى يوم القيامة لان اخرتني الى يوم القيامة لاحتنكن ذريته الا قليلا. قال اذهبت فمن تبعك منهم فان جهنم جزاء منكورا وغير ذلك من الايات قال رب انظرني الى يوم يبعثون قال انك من المنظرين والكافر ايضا يسأل ايجاب افراد الربوبية منها اجابة السؤال ومنها الرزق ان الله جل وعلا يرزق ومنها معافاة المرض. وقد يسأل الكافر ربه ان يعافيه من المرض فيجاب السؤال يسأل الكافر ربه جل وعلا ان يرزقه فيجاب في سؤاله سواء كان مضطرا او غير مضطر والاضطرار صفة زائدة فاذا قوله جل وعلا يسأله من في السماوات والارض هذا لاجل ربوبيته سبحانه لهم فان الجميع يتوجهون اليه بالسؤال وقوله كل يوم هو في شأن كل هذه لما اضيفت الى اليوم الذي هو ظرف الزمان انتصبت على الظرفية كما هو مقرر في موضعه في النحو وقوله كل يوم هو في شأن اه ذكر لك بعض الاثار في ذلك والاحاديث المرفوعة ان من شأنه سبحانه وتعالى ان يغفر ذنب الى اخره يعني كل يوم هو في شأن تنوع افعال الله جل وعلا من اعطاء الارزاق والمعافاة من الامراض ومغفرة الذنوب والصحة و اعطاء الولد والتيسير الى الخير وصرف الشر والاذى ونحو ذلك. والله جل وعلا يجيب من سأله فهو سبحانه وتعالى يدبر امر هذا الملكوت وامر الخلق فهو يأمر وينهى في ملكوته ويأمر بالاشياء الكونية العامة وكذلك يأمر بما فيه صلاح المخلوق وينهى عن ما عن اشياء في كونه وكذلك بما فيه صلاح المخلوق. الله جل وعلا افعاله في تدبيره لملكوته لا تنتهي وهذه مرتبطة بكلماته الكونية جل وعلا لهذا كلمات الله الكونية لا تنفذ ولو كان البحر يمده من بعده سبعة. ابحر ما نفذت كلمات الله كما قال جل وعلا قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربي لنفذ البحر قبل ان تنفذ كلمات ربي. ولو جئنا بمثله مددا كذلك قوله جل وعلا في سورة لقمان ولو ان ما في الارض من شجرة اقلام والبحر يمده من بعده سبعة ابحر ما نفدت كلمات الله يعني الكلمات الكونية لانه سبحانه كل يوم هو في شأن ويأمر وينهى يدبر امر هذا الملكوت فيغفر ذنبا ويجيب سولا ويعطي محروما ويشفي مريضا ينبت زرعا وينزل غيثا ويرسل عاصفا الى اخره فكل هذه بكلمات الله جل وعلا الكونية واوامره في ملكوته تنفذها ملائكة الرحمن جل وعلا فهو سبحان