المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد بن ابراهيم بن عبداللطيف ال الشيخ. دروس من تفسير القرآن الكريم تفسير سورة الرحمن الدرس الرابع سمي الله الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم الهمنا رشدنا وقنا شر انفسنا وكلنا وشيخنا والحاضرين الامام الحاكم رحمه الله تعالى في تفسير قول الله تعالى ولمن خاف مقام ربه جنتان فبأي الاء ربكما تكذبان اثنان فبأي الاء ربكما تكذبان فيهما عينان تجريان فباي الاء ربكما تكذبان فيهما من كل فاكهة زوجان فباي الاء ربكما تكذبان؟ قال ابن شودب وعطاء الخرساني نزلت هذه الاية ولمن خاف ما ربه جنتان في ابي بكر الصديق. وقال ابن ابي حاتم حدثنا ابي قال حدثنا محمد بن مصفى قال حدثنا بقية عن ابي بكر ابن ابي مريم عن عطية ابن قيس في قوله تعالى ولمن خاف مقام ربه جنتان نزلت في الذي قال احرقوني بالنار لعلي اضل الله قال تاب يوما وليلة بعد ان تكلم بهذا فقبل الله منه وادخله الجنة. والصحيح ان هذه الاية عامة كما قاله ابن حبات وايضا يقول الله تعالى ولمن خاف مقام ربه بين يدي الله عز وجل يوم القيامة ونهى النفس عن الهوى ولم يطع لا اثر الحياة الدنيا وعلم ان الاخرة خير وابقى. فادى فرائض الله واجتنب محارمه فله يوم فله يوم القيامة فله يوم القيامة عند ربه جنتان كما قال البخاري رحمه الله حدثنا عبد الله بن ابي الاسود قال حدثنا عبد العزيز بن عبد الصمد العمي العمي قال حدثنا ابو ابو عمران الجوني عن ابي بكر بن عبد الله بن قيس عن ابيه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال جنتان من فضة انيتهما وما فيهما وما فيهما وجنتان من ذهب انيتهما وما فيهما وما بين القوم وبين ان ينظروا الى ربهم عز وجل الا رداء ابرياء على وجهه في جنة عدن. واخرجه بقية الجماعة الا ابا داود من حديث عبد العزيز به عبد العزيز به وقال حماد بن سلمة عن ثابت عن ابي بكر ابن ابي موسى عن ابيه قال حماد ولا اعلمه الا قد رفعه في قوله تعالى ولمن خاف مقام امر ربه جنتان وفي قوله ومن دونهما جنتان جنتان من ذهب للمقربين وجنتان من ورق لاصحاب اليمين. وقال ابن جرير حدثنا زكريا بن يحيى بن ابان المقري المقري قال حدثنا ابن ابي مريم قال اخبرنا محمد ابن جعفر عن محمد ابن حرملة عن عن عطاء عن عطاء ابن قال اخبرني ابو الدرداء ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ يوما هذه الاية ولمن خاف مقام ربه جنتان فقلت وان زنا وان سرق قال ولمن خاف مقام ربه جنتان فقلت وان زنا وان سرق؟ فقال ولمن خاف مقام ربه جنتان. فقلت وان زنا وان سرق يا رسول الله فقال وان رغم انف ابي الدرداء. رواه النسائي من حديث محمد بن ابي حرملة به. وروى النسائي ايضا عن مؤمن ابن هشام عن اسماعيل اين عن الجريري عن موسى عن محمد ابن سعد ابن ابي وقاص عن ابي الدرداء به وقد روي موقوفا على ابي الدرداء وروي عنه انه قال ان من خاف مقام ربه لم لم يزني ولم يسرق. وهذه الاية عامة في الانس والجن. فهي من اذل دليل على ان الجن يدخلون اذا امنوا واتقوا ولهذا امتن الله تعالى على بهذا الجزاء فقال ولمن خاف مقام ربه جنتان فبأي الاء بربكما تكذبان ثم نعت هاتين الجنتين فقال ذواتا افنان اي اغصان النظرة نظرة حسنة تحمل من كل ثمرة نضجة فائقة فباي الاء ربكما تكذبان. هكذا قال عطاء خرساني وجماعة ان الافنان اغصان الشجر يمس يمس بعضها بعضا. وقال ابن ابي حاتم حدثنا ابي قال حدثنا عمرو بن علي قال حدثنا مسلم بن قتيبة. قال حدثنا عبد الله بن نعمان. قال سمعت عكرمة متى يقول ذواتها افنان يقول بل الاغصان على الحيطان الم تسمع قول الشاعر ما هاج شوقك من هديل حمامة تدعو على فنن تدعو ابا طرفين او صادق طاويا لا مخلبين من الصقور قطامة وحكى البغاوي عن عن مجاهد وعكرمة والضحاك والكلبي انه الغصن المستقيم. وحدثنا ابو سعيد الاشد قال حدثنا عبد السلام ابن حرب قال حدثنا عطاء ابن عن سعيد ابن جبير عن ابن عباس ذوات افنان ذوات الوان. قال وروى وروي عن سعيد ابن جبير والحسني حسن والسديك قال وروي عن سعيد بن جبير والحسن والسدي وقصيف والنظر بن ابن عدي وابي سنان مثل ذلك ومعنى هذا القول ان فيهما فنونا من الملاذ واختاره ابن جرير قال عطاء كل غسل يجمع فنونا من الفاكهة وقال ربيع ابن انس ذوات افنان واسعة الفناء وكلها هذه الاقوال صحيحة ولا منافاة بينها والله اعلم. وقال قتادة ذوات افنان يعني بسعتها وفضلها ومزيتها على سواها وقال محمد ابن اسحاق عن يحيى ابن عباد ابن عباد ابن عبد الله ابن الزبير عن ابيه عن اسماء بنت ابي بكر قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر سدرة المنتهى قال يسير في ظل الفنن منها الراكب مئة سنة او قال يستظل في ظل في ظل الفنن منها مئة راكب فيها فراش الذهب كأن ثمرها القلال. رواه الترمذي من حديث يونس ابن بكر. وقال حماد ابن سلمة عن ثابت عن ابي بكر ابن ابي موسى عن ابيه قال حماد. ولا اعلمه ولا الا قد رفعه في قوله ولمن خاف مقام ربه جنته وفي قوله ومن دونهما جنتان قال جنتان من ذهب للمقربين وجنتان من ورق لاصحاب اليمين. فيهما عينان تجريان اي مسرحان بسقي تلك الاشجار والاغصان فتثمر من جميع الالوان. فباي الاء ربكما تكذبان؟ قال الحسن البصري احداهما يقال لها تسنيم واخرى السلسبيل وقال عطية احداهما من ماء غير اسن والاخرى من خمر لذة للشاربين. ولهذا قال بعد هذا فيهما من كل فاكهة زوجان اي من جميع انواع الثمار مما يعلمون وخير مما يعلمون ومما لا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر فباي الاء ربكما تكذبان؟ قال ابراهيم الحكم ابن ابان عن ابيه عن عكرمة عن ابن عباس ما في الدنيا ثمرة حلوة ولا مرة الا وهي في الجنة حتى الحنظل وقال ابن عباس ليس في الدنيا مما في الاخرة الا الاسماء يعني ان بين ذلك بولا عظيما وفرقا بينا في التفاوض بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم نسألك علما نافعا وعملا صالحا اللهم فتقبل منا واجب سؤالنا يا كريم. اما بعد فهذه الايات العظيمة من هذه السورة الكريمة سورة الرحمن ذكر الله جل وعلا فيها ثمرة الايمان والخوف من الجليل سبحانه وتعالى فقال ولمن خاف مقام ربه جنتان واللام هنا في قوله ولمن خاف من قام ربه جنتان هي لام الاختصاص لان الجنة ملكا لله جل وعلا واما المخلوق المؤمن في الجنة الجنة له اختصاصا يعني خصه الله جل وعلا بها والخوف في قوله خاف مقام ربه الخوف درجات كما ان الثواب في الجنة ايضا درجات قد ذكر لك الحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى شيئا في سبب نزول هذه الاية انها نزلت في ابي بكر او نزلت في الرجل الذي خاف وهذه كلها لا تصح والصحيح ان هذه الاية عامة لا تخص بسبب نزول والا في الرواية في انها نزلت في ابي بكر رضي الله عنه مشهورة الخوف في قوله جل وعلا ولمن خاف مقام ربه جنتان الخوف المراد منه انه خاف الشرك بالله جل وعلا فوحد الرب سبحانه وتعالى يعني خاف اثر الشرك خاف عقاب الشرك خاف العذاب خاف الله جل وعلا ان ليغضب عليه اذا لم يطع رسوله عليه الصلاة والسلام صار اذا الخوف المراد به ان كل من يدخل الجنة فلا بد ان يكون خائفا من الله جل وعلا هذا هو الخوف الواجب على كل عبد فلا يحصل الاسلام ولا الايمان الا بخوف من الله سبحانه الذي هو اصل الخوف يعني مطلق الخوف فلا بد منه ولكن اهله بعد ذلك فيه درجات عظيمة يعظم في قلوب بعض العباد حتى يخاف ان يهم ان يهم بالشيء مما لا يرضي الله جل وعلا او ان يقصر في شيء امر الله جل وعلا به فالمقصود من ذلك ان الخوف في هذه الاية كما هو معتقد اهل الحق انه درجات ليس الناس فيه سواء وبعضهم اكثر واعظم فيه من بعض فالجنتان اختصهما الله جل وعلا لمن خاف لهذا ذكر لك ابن كثير رحمه الله ان جنتين لاهل اليمين وان جنتين للمقربين وكل من اهل اليمين والمقربين لابد له من خوفا من الله جل وعلا واهل اليمين منهم المقتصدون وايضا منهم من ظلم نفسه فغفر الله جل وعلا له وطهره الله سبحانه وتعالى لان اصناف الناس يوم القيامة ثلاثة اصناف صنفان في الجنة وصمت في النار اللذان في الجنة ما اخبر الله جل وعلا به في سورة الواقعة فذكر طائفة المقربين وذكر اهل اليمين يستبك ويكثر من دون نداوة وخير وثمر الى اخره ولهذا يكون ما بعدها كانه تفسير الخير الكثير الذي في الاشجار وفي الفنن حيث قال فيهما من كل فاكهة زوجان الى اخره وهذا هو الذي يدخل في قوله جل وعلا ثم اورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات باذن الله المقتصدون هم اعلى اهل اليمين مرتبة وايضا الظالم لنفسه غفر الله جل وعلا له او طهره بذنوبه عاقبه في الدنيا او في البرزخ او في عرصات القيامة او بعذاب النار او كفرت عنه سيئاته بانواع من المكفرات هؤلاء عندهم خوف من الله جل وعلا حملهم على الاسلام حملهم على محبة النبي صلى الله عليه وسلم وعلى طاعة الله جل وعلا في الجملة لهذا فان الخوف مقامات والجنان متنوعة واهلها ليسوا سواء في الجنة بل بعضها فوق بعض وعما قوله مقام ربه فابن كثير رحمه الله اعرض عن معنى مقام ربه يعني ما هو ما المراد بمقام مقام ربه الميم هنا او يعني في قوله مقام هذه ميم المصدر الميمي في بعض الاقوال يكون المعنى ولمن خاف قيام ربه هذا هو القول الاول فيها ولمن خاف قيام ربه ويعنى بقيام الله جل وعلا ما دل عليه قوله سبحانه افمن هو قائم على كل نفس بما كسبت يعني قيامه سبحانه وتعالى على كل نفس وانه الحفيظ جل وعلا وانه القيوم ذلك يفضي الى يعني معرفة ذلك والعلم به يفضي الى مراقبته سبحانه وتعالى فاذا يكون هنا القول الاول ان المقام بمعنى ايام الله جل وعلا على كل نفس فمن استحضر هذا وعظمه فانه يخاف الله جل وعلا فذكر الشيء كان القيام كسبب للخوف ان يخاف لاجل ان الله قائم على كل نفس استعظم ذلك واستحضره فخاف ربه جل وعلا من ان يقصر في فرائضه او ان يقتحم محارمه جل جلاله والقول الثاني ان معنى مقام ربه هو مقام العبد بين يدي ربه سبحانه فما دل عليه قوله جل وعلا يوم يقوم الناس لرب العالمين يعني خاف قيامه بين يدي الله جل وعلا وحساب الرب له سبحانه وتعالى والقول الثالث هو ان مقام الله بمعنى عظمة الله سبحانه وتعالى او ما يستحقه جل وعلا المقام يطلق ويراد به ما يستحقه صاحب المقام او عظمة المقام فيكون معنا ولمن خاف مقام ربه يعني لمن خاف عظمة ربه جنتان وهذه ثلاثة اقوال لاهل العلم وكلها متقارب دل عليه ما دل من ايات القرآن الكريم وقوي الاول بذكر الربوبية بعده لان قيام الله جل وعلا على كل نفس بما كسبت هذا من اثار ربوبيته سبحانه على عباده ولذلك هنا ذكر الربوبية بمناسبتها لهذا المعنى وهذا لا ينافي ايضا القولين الاخرين جنتان هاتان الجنتان ذكر لك ما رواه البخاري وغيره قال جنتان من ذهب انيتهما وما فيهما وجنتان من فضة انيتهما وما فيهما وليس بين القوم بين ان يروا ربهم جل وعلا الا ان يكشف الرداء او الحجاب الجنة معروفة لكن هنا وقفة لماذا قصة لماذا جعل للخائف من الله جل وعلا جعلت له جنتان وليست جنة واحدة هذا فيه التأمل من جهة الماء المعنى وليس ثم ما يقطع به في هذا الباب لكن ذكر بعض اهل العلم من جهة الحكمة او الدلالة لطيفة ان الخائف حمله خوفه على اصلاح باطنه وعلى اصلاح ظاهره على اصلاح باطنه خوفا من الله جل وعلا المطلع على القلوب وعلى اصلاح ظاهره خوفا من الله جل وعلا المحاسب للجوارح فجعل الله سبحانه وتعالى جزاءه نعيما في جنتين لظاهره وباطنه فباي الاء ربكما تكذبان استدل بهذا على ان الجن يدخلون الجنة وهو استدلال في محله الجن مكلفون فيدخلون في عموم الايات التي فيها وعد المكلف ان اطاع ربه جل وعلا بان يدخل الجنة وقال بعض العلماء ان الجن في الجنة يراهم الانس ولا يرون الانس بخلاف ما في الدنيا هذي تحتاج الى بحث في ثبوتها قال سبحانه ذواتا افنان ومعنى الفنن وهو الغصن المورق المثمر اه ذو الخير الكثير والاقوال فيه متقاربة فالعرب تقول للشجرة اه عظيمة الخير انها ذات اثنان والفنن الذي فيه ندى فيه طراوة والاثمار والايراق والظل والخير الاعطاء فهذا متقارب. فاذا ذوات افنان يعني ان الجنتين فيهما خير كثير والجنة هي كما سبق ان اوضحنا لكم هي المكان الذي كثرت اشجاره فالتفت وسترت اصحابها سترت اصحاب الجنة سترت الداخل فيها فهي ذوات افنان يعني ان شجرها في ثمنه واعصانه وفروعه ليس مما ذوات افنانهم فبأي الاء ربكما تكذبان فيهما عينان تجريان العينان في الجنة جريانها في هذه الاية المراد به جريان الماء وعما اه الخمر والعسل واشباه ذلك فتلك انهار قال جل وعلا في سورة القتال مثل الجنة التي وعد المتقون تجري من تحتها الانهار آآ مثل الجنة اوعد المتقون فيها انهار من ماء غير اس وانهار من لبن لم يتغير طعمه وانهار من عسل مصفى نهار من خمر لذة للشاربين مثل الجنة التي وعد المتقون فيها انهار من ماء غير اسن وانهار من لبن لم يتغير طعمه وانهار من خمر لذة للشاربين وانهار من عسل مصفى فهذه انهار مختلفة والنهر في شرقه للمكان وفي استقالته ويختلف عن العين فاذا تفسير الذي ذكر من ان العين اه يعني من ادخل الاية اية القتال هنا هذا ليس بجيد بل النهر شيء والعين شيء اخر العين هنا قال تجريان وفي الاية التي بعدها فيهما عينان مضاختان وآآ النبخ والجريان صفة للعين واما الانهار فهذه تأتي من من تحت العرش كما يأتي بيانه ان شاء الله تعالى قال فيهما من كل فاكهة زوجان آآ وقال في الاية الاخرى فيهما فاكهة ونخل ورمان فيهما من كل فاكهة هذه الفاكهة تعم جميع انواع ما يتفكه به والعرب تقسم الطعام الى قسمين الى طعام يتغذى به والى طعام يتفكه به والتفكه به يعني انه ليس باساسي بل هو لاجل تمام اللذة وتمام التنعم الله جل وعلا ذكر ان من تمام نعيم هؤلاء الذين خافوا الله جل وعلا وخافوا مقامه وجعل مثواهم جنته انهم لهم جنة لهم من كل فاكهة زوجان يعني من كل نوع من الفاكهة زوجان يعني نوعين هذا له الشأن وهذا له شأن وهذه الاشياء مثل ما مر معك في كلام ابن عباس انه قال بذكر بما جاء في الجنة انه قال ما في الجنة من دنياكم الا الاسماء هذا على حقيقته بان الاشتراك اللفظي ما بينما يوجد في الجنة وما يوجد في دنيانا انما هو اشتراك في اصل المعنى لتقريبه والا فان الحقيقة مختلفة امام لهذا قال ليس في ليس في الجنة من دنياكم الا الاسماء يعني ان الاسماء مشتركة والاسماء تحوي المعاني المعاني ايضا مشتركة لكن الحقائق او كمال المعاني مختلف تمام الاختلاف الجنة فيها انهار لكن انهار ليست كانهار الجنة وان كان اسم النهر يصدق عليها كذلك فيها اشجار لكن ليست كاشجار الدنيا وان كان اسم الشجرة يصدق عليها وكذلك فيها اه كذا وكذا من مما اعد الله فيها من النعيم لكنه آآ لا لكن ما في الدنيا لا يقرب من ذلك ابدا لهذا آآ ظل بعض المفسرين وذلك تبع للفلاسفة وتبع لبعض مناحي الضلال ان اذ قالوا ان نعيم الجنة انما هو تمثيل للنعيم والا فان حقائق هذه الاشياء ليست موجودة قول ابن عباس رضي الله عنهما ما في الجنة من دنياكم الا الاسماء يعني به الاشتراك اللفظي مع اصل المعنى ولا يعني به ان الاسماء مشتركة والمعاني مختلفة انما النهر هو النهر الغرف هي الغرف والشجر هو الشجر والثمر هو الثمر آآ الفاكهة هي الفاكهة يعني في اصل المعنى معروفة فالالفاظ في اللغة والاسماء مشتملة على معاني وهذه المعاني لا تشتركوا فيها حقائق الاشياء يعني ان الحقيقة مختلفة وهذا يظهر لك في اشياء من الدنيا فيسمى هذا عنب وذاك عنب مع اختلاف ما بينهما في الوصف ويسمى وهذا تمر او رطب وهذا رطب مع اختلاف ما بينهما في الوصف كذلك هذا حب وذاك حب مع اختلاف ما بينهما في الوصف. فاذا ربنا جل وعلا جعل في الدنيا مثالا لاختلاف الحقائق مع اختلاف الاسماء. مع اتحاد الاسماء اختلاف الحقائق مع اتحاد الاسماء وما في الغيب مما سمى الله جل وعلا واخبر عنه فان الاسماء مشتركة والمعاني ايضا مشتركة لكن تمام المعنى وحقيقة المعنى وحقيقة الشيء هذه تختلف اختلافا كبيرا فيبين لك قول ابن عباس رضي الله عنهما ان الدنيا فيها الاختلاف مع الاتحاد في الاسماء فكذلك ما في الجنة الاختلاف بينه وبين ما في الدنيا من النعيم واللذات وما خلق الله جل وعلا نعيم اختلاف عظيم جدا آآ لهذا نقول ان معتقد اكثر المنتسبين الى القبلة بل نعم اكثر المنتسبين الى القبلة جل المنتسبين الى القبلة هو ما ذكره ابن عباس هنا على هذا المعنى الذي ذكرت لكن هناك طوائف فسرت ذلك بالتمثيل وان المراد من هذه الاشياء انما هو تنشيط الانسان تنشيط المكلف للعمل لان هذه عنده هي اعظم اللذات وهذا من الباطل لانه يفضي الى الغاء دلالات الكتاب والسنة والى ان كل ما فيه فيها انما هو للتخييل وللوهب وهؤلاء مردود عليهم في ضمن الرد على اهل الوهم والتخييل الذين يزعمون ان كل ما ذكر الله جل وعلا من الغيب انما هو لاجل ان يحدث تخييل عند المكلفين فينشط في العمل وهذا من ابطل الباطل لان الله سبحانه وعداء ووعده حق ثم ان من القواعد المهمة بالشريعة في مقام الاستدلال وفي اثبات الاشياء ان كثرة الادلة في باب تفضي الى القطع ب دلالته على ظاهره وهذا يحتاج الى بيان وهو ان ما ذكر الله جل وعلا في القرآن من وصف الجنة ليس في اية واحدة او وصف النار وعذابها ليس في اية او في سورة او في عشر او في عشرين بل اكثر القرآن في ذكر الغيب ونعيم اهل الجنة ونعيم اهل النار ما يحصل في عرصات القيامة وكثرة الادلة وتنوع هذه الادلة يعطي ان الدلالة على وجود هذه الاشياء على ظاهرها ان الدلالة قطعية لان كثرة الادلة تقلل الاحتمال لهذا يعتني اهل السنة والجماعة بخاصة الباب الواحد بكثرة ايراد الادلة يذكرون في المسألة يعني من العقائد يذكرون دليلا ودليلين وخمسة وعشرة كل ما في الباب يذكرونه مع ان العقيدة تثبت بدليل واحد لاجل ان الخبر الحق جاء من الله جل وعلا لكن كثرة ايراد الادلة عندهم يقطع مورد الاحتمال الذي يحتج به الضالون او احتمال التأويل الذي نحى اليه طوائف وهذه مهمة في الرد على كل مخالف للحق في اي مسألة كثرة ايراد الادلة من الكتاب والسنة تضيق عليه باب الاحتمال فاذا اورد دليلا واحدا صاحب الحظ قد يتعرض له المخالف بالتعويل او بالاحتمال او بان دلالته كذا لكن اذا كانت الادلة كثيرة وهذا من الكتاب ومن السنة فان احتمالية قوة المعارض في التأويل او في عدم التسليم فان