بسورة من مثلك قال الله جل وعلا فذكر فما انت بنعمة ربك بكاهن ولا مجنون ام يقولون سائر نتربص به ريبا المنون قل تربصوا فاني معكم من المتربصين هذه الايات ويطلق الريب بمعنى الحاجة لي ريب في كذا ان لي حاجة في كذا كما قال الشاعر قضينا من تهامة كل غيب وخيبر ثم اجمعنا السيوف معنى الحال يعني قضينا من تهامة كل حاجة وفي هذا الموطن فسر لان الريب اذا اضيف الى المنون يعنى به الحاجة وهذه الحاجة اذا كانت في موقع التعدي كما هنا نتربص به ريب المنون يعني حاجة على هذا و الريب في قوله نتربص به ريب المنون الريب يطلق على معان في القرآن ومنها اصل معنى الريب وهو الشك كما في قوله ذلك الكتاب لا ريب فيه المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد بن إبراهيم بن عبد اللطيف آل الشيخ. دروس من تفسير القرآن الكريم تفسير سورة الطور الدرس الثاني. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين قال ابن كثير رحمه الله تعالى في قوله تعالى وامددناهم بفاكهة ولحم مما يشتهون يتنازعون فيها كأسا لا لغو فيها ولا تأثيم ويطوف عليهم غلمان لهم كأنهم لؤلؤ مكنون. واقبل بعضهم على بعض يتساءلون. قالوا انا كنا من قبل في كنا قبله انا كنا قبل في اهلنا مشفقين. فمن الله علينا ووقانا عذاب السموم. انا كنا من قبل ندعوه انه هو البر الرحيم سبحانه اخبروا تعالى عن فضله وكرمه وامتنانه ولطفه بخلقه واحسانه. ان المؤمنين اذا اذا اتبعتهم ذرياتهم في في الايد الايمانية يلحق يلحقهم بابائهم في المنزلة وان لم وان لم دابا احمد قال ابن تيمية رحمه الله في قوله قال وقوله بفاكهة ولحم ما يشتهون. اي والحقناهم بالفواكه واللحوم من انواع ما يستطاب الانتهاء وقوله يتنازعون فيها كأس ايتعاطون فيها كأسا اي من الخمر قال هم ضحاك ولا تأثير اي لا يتكلمون فيها بكلام ماز اي هبيان ولا اثم اي فحص كما نتكلم به من اهل الدنيا قال ابن عباس اللغو الباطل وتقسيم الكذب وقال مجاهد لا يستبون ولا يؤثرون وقال قتادة ان ذلك في الدنيا مع الشيطان. فنزل الله خمر الاخرة عن قاذورات الخمر الدنيا وازاها واذاها كما تقدم فنفى عنها صداع الرأس ووجع البطن وازالة العقل بالكلية. واخبر انها لا تحملهما على الكلام الفارغ عن الفائدة المتضمني هذيان وفحشاء واخبر بحسن منظرها وكل طعمها واخبرها فقال رضاء لذة للشاربين ما فيها غول ولا هم عنها يذبحون وقال لا يخدعون عنها ولا يلزقون ولا يزيفون ولا ينزفون وقال ها هنا يتنازعون فيها كأسا لا لغو فيها ولا تأثير وقوله تعالى اخبار عن قدمهم وحسبهم في الجنة كانهم اللؤلؤ الرطب الركن المكنون في حسن نبهائهم ونظافتهم وحسن ملابسهم كما قال تعالى ويطوف عليهم ولدان مخلدون باكواب باكواب من ابائيق وكأس من بعيد وقوله تعالى واقبل بعضه على بعضه اي اقبلوا يتحادثون ويتساءلون عن اعمالهم واحوالهم في الدنيا وهذا كما يتحدث اهل الشراب على شرابهم الى اخلاقهم الشراب بما كان من امرهم قالوا انا كنا قبل في اهلنا مشركين. اي كنا في الدار الدنيا ونحن بين اهلنا خائفين من ربنا مشفقين من عذابه وعقابه. فمن الله وعلينا ووقانا عذاب السموم. كيف تصدق علينا واجارنا مما نخاف؟ انا كنا من قبل ندعوه اي نتضرع اليه فاستجاب لنا واعطانا سؤالنا انه هو البر الرحيم. وقد ورد في هذا المقام حديث رواه الحافظ ابو بكر البزار في مسنده فقال حدثنا سلمة ابن انا سعيد قال حدثنا سعيد بن دينار قال حدثنا الربيع عن انس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا دخل اهل الجنة الجنة اشتاقوا الى الاخوان فيجيء في سرير هذا مفاجئ وسريره حتى يحال سريره هذا يتحدثان فيستكئ هذا ويستكئ هذا فيتحدثان بما كان في الدنيا فيقول احدهما لصاحبه يا فلان تدري اي يوم غفر الله لنا يوم كنا في موضع كذا وكذا فدعونا الله عز وجل فغفر لنا ثم قال بزار لا نعرفه يروى الا في هذا الاسناد قلت وسعيد بن دينار الدمشقي قال ابو حاتم ومجهول وشيخ ربيع ابن قبيح وقد تكلم فيه غير واحد من جهة حفظه وهو رجل الثقة في نفسه. وقال ابن ابي طالب حدثنا عمرو ابن عبد الله الاودي. قال حدثنا وكيع عن الاعمد عن ابي الضحى عن مسروك عن عائشة انها صنعت هذه الاية من الله علينا ووقاها عذاب السموم انا كنا من قبل ندعوه انه هو البر الرحيم. فقالت اللهم من علينا وقنا انك انت البر الرحيم قيل للاعلى في الصلاة؟ قال نعم بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه اللهم نسألك علما نافعا وعملا صالحا وقلبا خاشعا نعوذ بك اللهم من الرياء والسمعة ونعوذ بك مما استعاذ بك منه الانبياء والصالحون اما بعد فقول الحق تبارك وتعالى في هذه السورة العظيمة سورة الطور وامدزناهم بفاكهة ولحم مما يشتهون يتنازلون فيها كأس لا لغو فيها ولا تأثيم قوله وامددناهم بفاكهة ولحم مما يشتهون. هذا فيه ذكر لجنس اللذة المهاتر والمشارب فان انواع اللذات الحاصلة في الدنيا تم جنسها يحصل في الجنة. الانسان في الدنيا والكبد بالطعام ويلتز بالشراب فيلتذ بما يرى فيرى ويلتذ بما يسمع يلتز ببعض ما يرى ويلتز ببعض ما يسمع وهي تلتذ نفسه برؤية تميزه عن غيره وتلتد نفسه باهله وتلتز نفسه بخدمه وتلتز نفسه ايضا ولده الى غير ذلك من انواع وصول اللذات في الدنيا. الله جل وعلا جعل الدنيا فيما فيها من جنس اللذات وفيها وفيما فيها من جنس العذاب والعقوبة والمؤذيات جعل ذلك جنسا لما في الاخرة اللذات في الدنيا في الاخرة لذات اعظم منها واجل والسيئات والمؤذيات في الدنيا في الاخرة ما هو اعظم منها واقبح فاذا رأيت لذة في الدنيا او سمعت بها او تلذذت بها على اي وجه كانت فاعلم ان في الاخرة ما هو اعظم منها وكذلك اذا مر بك مؤذن في الدنيا باي انواع الاذى النفسي والحسي من جهة الرؤية ومن جهة في السماء اي نوع من انواع المؤذيات ففي الاخرة ايضا اعظم منه واقبح من انواع المرضيات في النار ولهذا لما سئل بعض اهل العلم فقيل له ان في الدنيا من انواع المخلوقات ما هو مؤذن للانسان ولا نفع فيه فما الحكمة في وجودة قال لتتذكر بالمؤذيات انواع النكال في الاخرة فاذا رأيت لذة في الدنيا فهي تذكير باللذة الدائمة في الجنة. واذا رأيت مؤذيا في الدنيا فهو تذكير بالمؤذيات في الاخرة هذا يجعل قلب المؤمن حيا دائما فيما يرى مما يسره وفيما يرى مما يسوغه. فيتذكر بما يسره نعيم الجنة ويتذكر بما يسوؤه وما ينغص عليه عيشه العذاب في الاخرة والله جل وعلا هنا قال وامددناهم بفاكهة ولحم مما يشتهون. وهذا من انواع المطعومات الذي تحصل به اللذات المطعومة ثم قال في انواع المشروبات قال يتنازعون فيها كأسا لا لغو فيها ولا تأثير وقال ويطوف عليهم علمان لهم. كأنهم لؤلؤ مكنون. هذا نوع من اللذات. الى اخره. وقبلها في لذات الاولاد حتى قال بعض الناس لما تفاوت الناس في المنزلة في الجنة اقل من مناسبة هذا التفاوت العظيم في الجزاء في الاخرة ان اهل الجنة ليتراءون اهل الغرف كما تراعون الكوكب الدري في السماء فقال بعض اهل العلم في جواب هذا السؤال قالوا لان رؤية القاصر من تمام لذة الكامل الله جل وعلا جمع لاهل الجنة انواع اللذات حتى انه في الدنيا كما يلتذ الغني او او السيد او الكبير يلتذ برؤية من هو اقل منه فكذلك في الجنة يحصل له هذه اللذة. فما من لذة في الدنيا الا وفي الاخرة يعني في الجنة ما هو اعظم منها. بل وما قبل الجنة الفزع في الدنيا والامن في الدنيا ثم مثال له في عرصات القيامة المقصود ان هذا تذكير بالجنس وفي القرآن تنتبه لهذا كثيرا فانه في الايات يذكر جنس اللذات بانواعها فتحيط بانواع اللذات في الموطن. هم. وتارة تذكر طائفة من اللذات. ولا تذكر طائفة لمناسبة المقام ففي بعضها يذكر شيء ولا يذكر نوع اخر لاجل مناسبة المقام هنا قال جل وعلا وامددناهم بفاكهة ولحم مما يشتهون يتنازعون فيها كأسا لا لغو فيها ولا تأثيم قوله كأسا لا لغو فيها ولا تهتيم اسرت بانها الخمر هذا تفسير صحيح لقوله لا لغو فيها ولا تأثيم نسبة اللغو ان يكون في الكأس قال لا لغو فيها يعني لا لغو في الكأس ولا تأثيم في الكهف. ومعلوم ان ما هو في تلك من المشروب لا يوصف بانه لغو ولا يوصف بانه تأثيم انما هو وسيلة للغو ووسيلة للاثم والخمر يطلق عليها اثم باعتبار ما تؤول اليه اذا شرب كما قال الشاعر شربت الاثم حتى ضل عقلي كذاك الخمر تفعل بالعقول فقوله لا لغو فيها يدل على القاعدة المعروفة ان الوسائل لها احكام الغايات وكذلك لها اسم الغاية فيطلق على المبتدأ اسم المنتحى ويطلق على الوسيلة اسم الغاية باعتبار الاشتراك في الحكم فسميت الخمر اسم وسميت لغو وسميت تأثيم لانها كذلك وقوله جل وعلا واقبل بعضهم على بعض يتساءلون قالوا انا كنا قبل في اهلنا مشفقين يتساءلون عن اي شيء حلال ما وقع عليه السؤال وذلك لعظمته وانه في العلم به في مقام المعروف لفظا وحسا وحاضرا فلا يحتاج الى التنصيص عليه. لمقام ظهوره وبيانه ولعدم الحاجة اليه. قال يتساءلون يعني يتساءلون عما هم فيه من النعيم كما في مواضع يحذف المفعول سواء كان مما يتعدى اليه الفعل بنفسه او بحرف الجر يحذف للغاية منها ما ذكرت لك وهذا هو الذي يناسب هذا الموضع. فقوله واقبل بعضهم على بعض يعني اهل الجنة يتساءلون يعني كيف دخلنا الجنة ما الذي عملناه فقال بعضهم اه كذا وقال بعضهم كذا مما قص الله جل وعلا علينا هنا فقال سبحانه قالوا انا كنا قبل في اهلنا مشفقين فذكروا اعظم صفة من صفات اهل الجنة وهي انهم كانوا في الدنيا مستقيم وهذا يبين لك عظم كان الخوف والاشفاق من عذاب الله جل وعلا فانه لا يجتمع ذكاء النفس مع الامن. لا يجتمع طيب النفس وذكاؤها وتقربها الى الله جل وعلا. مع عدم الخوف من الله جل بل كل عبد من عباد الله من المقتصدين او من المسابقين بالخيرات فانه خائف وجل مشفق من عذاب الله سبحانه وتعالى. ولهذا ذكروا صفتهم الخاصة انهم كانوا في اهلهم مش مستقيم قال جل وعلا قالوا انا كنا قبل في اهلنا مشفقين وقوله في اهلنا تنبيه بالادنى على الاعلى لان الذكر الاهل او وجود المرء مع اهله مدعاة الاطمئنانه وهمه وعدم خوفه فذكر انهم كانوا مشفقين في حال وجوده مع اهله. فما معنى ذلك انه في غير هذه الحال التي هي حال له وحال الدعى على الطمأنينة هم اولى بالاشفاق. فمعنى هذا ان الاشفاق مداوم معهم دائما على خوف وعلى وجل لان ذكر الاهل او وجود المرء في اهله مدعاة لعدم خوفه اشفاقه كما ثبت في الصحيح ان رجلا شكى الى النبي صلى الله عليه وسلم ما يجد في قلبه فسأله لم فقال ان يا رسول الله اذا كنا عندك وجلت قلوبنا وكاننا نرى الجنة رأي عين واذا ذهبنا الى بيوتنا عافسنا النساء ولا هون مع الاهل قال النبي عليه الصلاة والسلام لو تدومون على ما انتم عندي لصافحتكم الملائكة في الطرقات ولكن ساعة وساعة وهذا في حال الاطمئنان كان اهل الجنة مشفقين وهذا يدل على عظم هذه الصفة وهي التي ينبغي على طالب العلم كل مسلم ان يتعاهدها في نفسه حالة الاشفاق والخوف لانه اذا عود نفسه عدم الخوف والتعبد بهذه العبادة العظيمة فان الشيطان يأتيه من جميع الابواب قال انا كنا فمن الله علينا ووقانا عذاب السموم المنة هي الاعطاء بلا مقابل فمن الله علينا ووقانا عذاب السموم يعني اعطانا هذه الجنة ووقانا عذاب السموم بلا مقابل يعني لم نعمل شيئا ولم نقدم شيئا به يحصل لنا دخول الجنة والنجاة من عذاب السموم وهذا ظاهر المعنى لان دخول اهل الجنة الجنة ونجاة اهل الجنة من النار هو بفضل الله جل وعلا وبرحمته وليس ذلك وليس ذلك لاجل اعمالهم وانما الاعمال بها رفعة الدرجات الاعمال بها رفعة المنازل واختلاف المنازل اما اصل دخول الجنة وقصد التزحزح عن النار فانما هو منة من الله جل وعلا اذ هذا الامر الجلل لا يقابله الاعمال التي يعملها العباد ولهذا ثبت في الصحيح انه عليه الصلاة والسلام قال لن يدخل احدا منكم الجنة عمله قالوا ولا انت يا رسول الله؟ قال ولا انا الا ان يتغمدني الله برحمة منه وفضل. فاصل دخول الجنة منة واصل التزحزح من النار منا لهذا في الف اية في ال عمران قال فمن زحزح عن النار وادخل الجنة فقد فات دخول الجنة ومنة من الله جل وعلا والاعمال ثبت من الاسباب وليست مقابل ليست بالمقابلة بدخول الجنة يعني ليست عوضا ليست الجنة عوض عن الاعمال لكن الاعمال سبب في دخول الجنة سبب في رحمة الله سبحانه وتعالى كما قال ادخلوا الجنة بما كنتم تعملوا وقوله سبحانه وتعالى انا كنا من قبل ندعوه انه هو البر الرحيم يعني بالدعاء هنا دعاء المسألة او دعاء العبادة فيشمل الحالين وقوله انا كنا من قبل ندعوه يعني نعبده او نسأله ان يعطينا الجنة وعن يبحثنا عن النار ولهذا كانت عائشة تسأل فهمت من الدعاء هنا دعاء المسألة وقوله ندعوه يشمل الحالين دعاء العبادة ودعاء المسألة انه هو البر الرحيم وقوله هذا هنا انه هو البر الرحيم هذا تعليق لان مجيء ان في مثل هذا المقام يفيد التهليل تعليل المنة عليهم تعليل دخولهم الجنة تعليل نجاتهم من النار تعليل هذا النعيم الذي هم فيه انه جل وعلا برق رحيم سبحانه وتعالى والبر هو الذي يعطي الى منا يعطي عطاء واسعا بلا منة فيه والرحيم معروف او المتصف بصفات الرحمة وقوله هنا انه هو البر الرحيم هذا الظمير ظمير الفصل هو يكثر في القرآن ضمير الفصل هو هذا يكثر في القرآن وهو ظمير لا محل له من الاعراب يؤتى به في الفصل ما بين الخبر والمبتدأ لازالة اشتباه الخبر بالنعل فمثلا هنا اصل الكلام الله البر الرحيم لو قال ان الله البر الرحيم لاستبأ ان تكون البر الرحيم نعم لله او هي خبر ما ندري مثلا تقول محمد القادم ما ندري هل تريد القادم تخبر عن محمد بانه القادم او تريد تصف محمد تنعته بانه القادم الخبر سيأتي محمد القادم عالم او تريد محمد هو القادم فيؤتى بضمير الفصل هنا من جهة النحو للفصل ما بين الخبر والمبتدأ لازالة اشتباه الخبر بالنعت هذا من جهات النحو ومن جهة البلاغة فان مجيء ظمير الفصل ما بين الخبث ما بين الخبر والمبتدأ او ما اصله او ما خبر ان واسمها او خبر كان واسم كان الى اخره هذا يفيد التأكيد وتحقق الصفة هذا كثير في القرآن فاذا اتى ظمير الفصل فانه يفيد التأكيد تأكيد الكلام وتحقق الصفة يعني تحقق الصفة التي في الخبر لي للمبتدأ مثلا في قوله جل وعلا الذين كذبوا شعيبا كأن لم يغنوا فيها الذين كذبوا شعيبا كانوا هم الخاسرين لاحظ الخاسرين خبر كان وهم جاء الظمير فصل لا محل له من العراق لا تقول كانوا هم الخاسرون كانوا هم الخاسرين وهم كأنها غير موجودة من جهة العراق فتسلم ما قبله على ما بعدها هنا تفيد تحقق تأكيد والوصف بالخسارة وتحقق هذا الوصف فيهما كانوا هم اظلم واطغى هنا انه هو البر الرحيم ان الله هو السميع البصير بتحقق تأكيد الكلام والتعليم وتحقق الوصف فبهذا يتضح لك مثل هذا التعليل في دعائهم وعظم مناسبتهم انه انا كنا من قبل ندعوه انه هو البر الرحيم تتوسل الى الله جل وعلا بصفاته وليس فقط توسلا بالصفات لكن اكدوها واستعملوا الالفاظ الدالة على تحقق الصفة في الحق جل وعلا وعلى ثبوتها له ليكون اعظم في وسيلتهم ومعلوم ان الالفاظ هي قوالب المعاني واعظم لهذا اعظم ما يكون من الدعاء الذي يستعمله المؤمنون هو الدعاء المأثور لان فيه من المعاني البلاغية والمعاني الشرعية ما يعجز الناس عن انشاء دعاء يكون كاملا قويا عاما بليغا مثل الادعية في الكتاب والسنة لا من جهة انشائها ولا من جهة التعليلات نعم ايه ارفع صوتك هاي قاعدة يعلم ما اه على ايش اسماء الله جل وعلا اعلام وصفات اه استدلال صحيح والاستدلال صحيح لانها لو كانت اعلاما محضة ما صار فيها هذه الفائدة المجيئ هو اه في الكلام العربي كلها في الصفات دائما هو بتأكيد الوصف لان مجيء الفصل للتفريق ما بين الخبر والناس هذا استنتاج جزاك الله خير اللي بعده فذكره قال الله تعالى قال الله تعالى لك سبيل مثل ربك يقولون شاعر انك تربص به ويبينون تربى صوفين معكم من المتربصين انهار نورهم احلامهم بهذا ام هم قوم طاغون ام يقولون تقوله بل لا يؤمنون ويأتوا بحديث مثله كانوا صادقين يقول تعالى امر رسول الله صلى الله عليه وسلم سالفه الى عباده. ارفع يا شيخ قوله تعالى امر رسوله صلى الله عليه وسلم بان يبلغ رسالته الى عباده وان يذكرهم بما انزل الله عليه ثم نفى عنه ما يرميه به اهل البهتان والفجور فقال فذكر فما انت بنا في ربك بكاهن ولا مجنون بحمد الله بكاهن كما تقول الجهلة من كفار قريش والكاهن الذي يأتيه الرأي والذي يأتيه الزيت من الجان من كلمة يتلقاها من خبر السماء ولا مجنون وهو الذي يتخبطه الشيطان من المس ثم قال تعالى منكرا عليهم في قولهم للرسول صلى الله عليه وسلم هم يقولون شاعر نتربص به ريب المنون اي قوارع الذهب والمنون الموف هنا ننتظره ونصبر عليه حتى يأتيه حتى يأتيه الموت فنستريح منه منه ومن شأنه قال الله تعالى قل تربصوا فاني معكم من المتربصين انتظروا فاني منتظر معكم لتعلمون لمن تكون العاقبة والنصرة في الدنيا والاخرة قال محمد ابن اسحاق عن عبدالله بن ابي نجيب عن مجاهد عن ابن عباس رضي الله عنهما ان قريشا لما اجتمعوا في دار الندوة في امر النبي صلى الله عليه وسلم قال قائل منه قم احتسبوه في وساق وتربصوا به ريب من ولدي تبسوا لبثوه في وثاق وتربصوا به ريب المنون حتى يهلك كما حدث من كان قبله من الشعراء زهير والنابغة انما ما هو كاحدهم فانزل الله تعالى ذلك من قولهم ام يقولون شاعر نتربص به ريب المنون ثم قال تعالى ام تأمرهم احلامهم بهذا اي عقولهم تأمرهم بهذا الذي يقولونه فيك من الاقاويل الباطلة التي يعلمون في انفسهم انها كذب وزور ام هم قوم طاغون؟ اي ولكنهم قوم طاغون ضلال معاندون فهذا هو الذي يحملهم على ما قالوه فيك وقوله تعالى ام يقولون تقوله اي اختلقه وافتراه من عند نفسه يعنون القرآن قال الله تعالى لن لا يؤمنون اي كفرهم هو الذي حملهم على هذه المقالة. فليأتوا بحديث مثله ان كانوا صادقين. اي ان كانوا صادقين في قولهم فقوله فليأتوا بمثل ما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم من هذا القرآن فانهم لو لو اجتمعوا هم هم وجميع اهل الارض من الجن والانس ما جاءوا بمثله ولا بعشر سور من مثله ولا بسورة من فيها تقرير رسالة النبي صلى الله عليه وسلم وانه عليه الصلاة والسلام مرسل من ربه لا مرية في ذلك ولا اكتبها فيها دلائل النبوة وذلك ان المتقرر ان دليل نبوة نبينا صلى الله عليه وسلم راجع الى اشياء منها ان ما اتى به من القرآن ليس هو بكلام الشعرة كلام الكهنة ولا سلام الشعراء ولا كلام البشر وهذا ظاهر في الايات في اخرها فليأتوا بحديث مثله ان كانوا صادقين وفيهم الخطباء وفيهم الشعراء وفيهم الكهنة وفيهم هذه الناس فانهم لن يستطيعوا ان يأتوا بحديث مثله وهذا نوع من انواع الادلة والنوع الثاني من انواع ادلة في النبوة ان الله جل وعلا امر نبيه عليه الصلاة والسلام ان يتحداهم وان يقول لهم هذا الكلام ثم هم على جهادهم في دعو الرسالة وعلى ردها والسعي في جمعي ما يظنونه انه مبطل للرسالة مع تحديهم لم يأتوا من ذلك بل عجزوا ورجعوا القهقرة هذا دليل اخر لانهم لو كان عندهم شيء لبذلوه و قولنا لو كان عندهم شيء يعني عند الجن والانس جميعا لان من الانس كهنة والكهنة متصلون بالجن ولهذا قال جل وعلا قل لئن اجتمعت الجن والانس على ان يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأخذون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا والنوع الثالث من الادلة التي في هذا المقام ان النبي صلى الله عليه وسلم قيد به بانواع من الكيد لقتله بجباهه والله جل وعلا جعل له من كل ضيق مخرجا وهذا تأييد خاص له عليه الصلاة والسلام لانه مرسل لابلاغ رسالة ربه ولم يتم الابلاغ وقد قال جل وعلا لنبيه عليه الصلاة والسلام يا ايها الرسول بلغ ما انزل اليك من ربك وان لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس وهذه الاية مدنية كما هو معلوم ايه؟ انها من سورة المائدة وفي سبب نزولها لكن هذه عامة اذ ان المشركين فعلوا ما فعلوا بقتله عليه الصلاة والسلام ولكن لم يفلحوا حتى انه عليه الصلاة والسلام ذر عليهم شيئا من رمل في عيونهم فاغشيت ابصارهم فلم يبصروا شيئا كما قال جل وعلا في سورة يس وجعلنا من بين ايديهم سدا ومن خلفهم سدا فاغشيناهم فهم لا يبصرون والفعل القليل مثل هذا مع عظم الكيد لا يكاد لا يكون الا لنبيه والعلماء تكلموا كثيرا في دلائل النبوة وانواع براهين النبوة في كتبهم من اهل السنة ومن غيرهم المقصود ان هذه الايات اشتملت على هذه الانواع الثلاثة بوضوح من دلائل النبوة. قال جل وعلا فذكر فما انت بنعمة ربك بكاهن ولا مجنون وقوله بنعمة ربك الباء هنا هي الواقعة في خبر ليس ومفيدة للمصاحبة ولان ما هذه تعمل عمل ليس ما انت بنعمة ربك اه بكاهن وانا مجنون يعني الباء في بكاهن ولا مجنون واما باء الباء في قوله بنعمة ربك فهذه هي المصاحبة وهذه لها فائدة من جهة البلاغة ان نعمة ربنا ربك عليك قد اصبحت لصيقة بك فلا انفكاك نهى عنك ولا انتكاسة لك منها لان الاصل في الباء في اللغة ان تكون للالصاق ويصاق الذوات بالقرب والصاق المعاني بالملابسة واذا كان كذلك فمعنى الاية فما انت بكائن ولا مجنون لاجل ملابسة النعمة لك والصاقها بك وعدم التفاكها عنك ولا انتفاكها انفكاكك عنها واذا كانت نعمة الله جل وعلا موصولة بهذا فهذا يعني انه لن يضره شيء وهذا استئناف له عليه الصلاة والسلام وتثبيت لانه امر بالتذكير ومعلوم ما اصاب النبي عليه الصلاة والسلام في مكة من الشدة من المشركين و اشياء قوله بنعمة ربك فيها بحث من جهة ان النعمة اخف من الرحمة ف نعمة الله جل وعلا فرض من فروع رحمته سبحانه وتعالى ورحمة الله جل وعلا فيها العموم للجميع واما النعمة ففيها خصوص والنعمة هي من الله دائما ولكن هنا اظافها الى الربوبية تأكيد عظمها و انها من المتصرف المدبر لكل شيء والكهانة والجنون هذه تكلم عنها ابن كثير رحمه الله ومعلوم فعل الكهان وعسى ان المديونية المقصود بالمجنون هنا ما يشمل نوعين اول من به مس من جنون فينطق الجني على لسان الانس والثاني به جنون في عقله والمجنون في عقله قد يقول كلاما حسنا قد يقول كلاما مرتبا فيه حكمة كما قال في العرب خذ الحكمة من افواه المجانين والاول اظهر يعني ان المقصود من به مسحوق ان ان اكثر المفسرين المنون اذ هم محتاجون اليها والوجه الثاني ان ريب المنون كلمة تقال و الريب هنا بمعنى الشك وريب المنون قيل كذلك لان من عاين الموت اصابه تك واصابه القلق يعني ان كلمة ريب على معناها الاول او على المعنى الثاني. وهناك استعمالات للريب القرآن متعددة المقصود ان قوله ام يقولون شاعر نتربص به ريب المنون هذا قولهم قل تربصوا فاني معكم من المتربصين وهذا هو التهديد وعدم المبالاة الى ان قال جل وعلا في اخرها فليأتوا ام يقولون تقوله بل لا يؤمنون فليأتوا بحديث مثله ان كانوا صادتين وهذا يعنى به القرآن والقرآن تحدي به على ثلاث مراحل تحدي ان يأتوا بمثل القرآن كما في هذه الاية هذا في الاول في العهد المكي وتحدي بان يؤتى بمثل عشر سور وذلك في اواخر العهد المكي كما في سورة هود بعشر سور مثله مفتريات ومعلوم ان سورة الفود في اخر العام المكي وتحدي ايضا في ان يؤتى بسورة وهذا كله والسورة هنا السورة قصيرة او صورة طويلة وهذا كله مما لم يقدر المشركون عليه اذا تبين ذلك فها هنا بحث في مسألة اعجاز القرآن كما هو معلوم والبحث فيها يقول انها صنفت فيها مصنفات تكلم العلماء فيها كثيرا لكن ننبه الى ان اهل السنة والجماعة يقررون ان اعجاز القرآن يعني وجه او للقرآن اية وبرهانا من الله جل وعلا ومعجزا للخلق راجع الى ثلاثة اشياء اولا انه كلام الله وكلام الله جل وعلا لا يمكن ان يصوغ البشر مثله البتة لان كلام الله جل وعلا غير كلام الناس كما ان الناس متفاوتون في كلامهم فلا يمكن ان يأتي العامي بمثل كلام العالم ولا ان يأتي الجاهل بمثل كلام الاديب فهذا لسانه يختلف عن لسان هذا ولن يستطيع الهوام ولو اجتمعوا ان يأتوا بمثل كلام العلماء هذا بين البشر فكلام الله جل وعلا له خواصه وله ما يتصف به له صفاته وله خصائصه فاذا الوجه الاول من الاعجاز ان هذا كلام الله جل وعلا كلام الله لا يشتبه بكلام المخلوق ولا يمكن ان يشتبه فلو انسأ المخلوق كلاما لا يمكن ان يكون في كلام الله جل وعلا بل سلام الله سبحانه وتعالى صفته يعني هذا القرآن ومعلوم ان القرآن كتاب هداية ولهذا الله جل وعلا حين تكلم به وجعل ما تكلم به من الوحي قرآنا فانه على ما يقدر عليه الانس والجن على ما يقدر عليه المكلفين من حيث الاستيعاب والفهم والا فكلام الله جل وعلا لا تحجه حدود لكن هذا اعلى ما يستوعبونه ولا يمكن ان يستوعبوا اكثر من ذلك. ولهذا لا زال العلماء يخرجون من كلام الله جل وعلا الدرر والهجائز في التفسير والمعاني تنقضي اجيال وامم وتفنى ولم يفطنوا لبعضنا في القرآن ثم يأتي من يفطن لذلك وهذا راجع الى جهات كثيرة جهات علمية وعملية كونية وشرعية الى الاقسام المعروفة في اعجاز القرآن النوع الثاني مما قرره اهل السنة في اوجه انجاز القرآن ان اعجازه جاء باللفظ والمعنى جميعا وليس اعجازه بالفاظ دون معاني ولا بمعان دون الفاظ بل اعجازه بالفاظه فالفاظه معجزة وبمعانيه فمعانيه ايضا معجزة فاتصال اللفظ باللفظ معجز وتركيب المعنى مع المعنى معجز لا يستطيع البشر على ذلك والثالث منها ما يسمى للنظم نظم القرآن وهو ايصال الالفاظ بعظها مع بعظ ترتيب المعاني بعضها على بعض واتصال الايات بعضها على بعض بعضها مع بعض وهذا النظم مما تناوله كثيرون واهل السنة يقررونه على ما ذكرت لك فاذا عندنا في اعجاز القرآن انواع عند اهل السنة وهذه متلخصة متلخصة في الثلاثة هذه اولا انه كلام الله كلام الله لا يمكن ان يشبه كلام المخلوق ففي التأثر به في سماعه للخشوع له له سلطان على النفوس لانه كلام الله والثاني انه انها جازه راجع الى الفاظه والى معانيه فالفاظه معجزة من حيث اتصال بعضها ببعض ومعانيه معجزة من حيث ترتب بعضها على بعض حيث دلالاتها والثالث من الاوجه عند اهل السنة النظم وهو اتصال الالفاظ بالالفاظ والمعاني بالمعاني والايات في الايات معلوم ان ترتيب الايات توقيف نعم قال الله تعالى ام خلقوا من غير شيء ام هم الخالقون؟ ام خلقوا السماوات والارض بل لا يوقنون؟ ام عندهم خزائن ربك؟ ام هم ام لهم سلم يستمعون فيه فليأتوا مستمع بسلطان مبين ام له البنات ولكم البنون؟ ام تسألهم اجرا فهم من مغرم مفصلون؟ ام عندهم الغيب فهم يكتبون ام ام يريدون كيدا فالذين كفروا هم المكيدون؟ ام لهم اله غير الله؟ سبحان الله عما يشركون قال ابن كثير هذا المقام في اثبات الربوبية وتوحيد الالوهية. فقال تعالى ام خلقوا من غير شيء هم الخالقون اي اوجدوا من غير موجد امهم اوجدوا انفسهم الى هذا ولا هذا بل الله بل الله هو الذي خلقهم وانشأهم بعد ان لم يكونوا شيئا مذكورا قال البخاري رحمه الله تعالى قال حدثنا الحميدي قال حدثنا سفيان قال حدثني عن الزهري عن محمد ابن ابن جبير ابن مطعم عن ابيه قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في المغرب بالطور فلما بلغ هذه الاية من غير شيء ام هم الخالقون؟ ام خلقوا السماوات والارض بل لا يوقنون؟ ام عندهم خزائن ربك؟ ام هم مسيطرون قال كاد قلبي ان يطير وهذا الحديث مخرج في الصحيحين من طرق عن الزهري به وجبير بن مطعم كان قد قدم على النبي النبي صلى الله عليه وسلم بعد وقعة بدر في فداء الاسارى وكان اذ ذاك مشركا فكان سماعه هذه الاية من هذه السورة من جملة ما حمله على الدخول في الاسلام بعد ذلك. هم. ثم قال تعالى ام خلقوا السماوات والارض بل لا يوقنون اي اهم خلقوا السماوات والارض وهذا انكار عليهم في شركهم بالله. وهم يعلمون انه الخالق وحده لا شريك له. ولكن عدم اتقانه هو عدم ولكن عدم ايقانهم هو الذي يحملهم على ذلك ام عندهم خزائن ربك ام هم المسيطرون؟ اي اهم يتصرفون في الملك وبيدهم مفاتيح الخزائن ام هم المسيطرون؟ اي المحاسبون للخلائق ليس الامر كذلك بل الله عز وجل هو المالك المتصرف الفعال لما يريد وقوله تعالى ام لهم سلم يستمعون فيه اي مرقاة الى الملأ الاعلى فليأتي مستمع بسلطان مبين اي فليأتي الذي يستمع لهم بحجة ظاهرة على صحة ما هم فيه من الفعال والمقال. اي وليس لهم اي وليس لهم سبيل الى ذلك فليس على شيء فليسوا على شيء ولا لهم دليل ثم قال منكرا عليهم فيما نسبوه اليه من البنات وجعلهم الملائكة اناثا واختيارهم لانفسهم الذكور على الاناث بحيث اذا فبشر احدهم بالانثى ظل ظل وجهه مسودا وهو كظيم هذا وقد جعلوا الملائكة بنات الله وعبدوه مع الله. فقال ام له البنات ولكم البنون وهذا تهديد شديد ووعيد اكيد ام تسألهم اجرا اي اجرة على على ابلاغك اياهم رسالة الله اي لست تسألهم على ذلك شيئا وهم من مغرم مثقلون اي فهم من ادنى شيء يتبرمون منه ويبدلهم ويشق عليهم؟ ام عندهم الغيب فهم يكتبون اي ليس الامر كذلك فانه لا يعلم احد من اهل السماوات والارض الغيب الا الله ام يريدون كيدا فالذين كفروا هم المكيدون يقول تعالى ام يريد هؤلاء بقولهم هذا في الرسول وفي الدين قرور الناس وكيد الرسول واصحابه فكيف انما يرجع وباله على انفسهم؟ فكيدهم انما يرجع وباله على انفسهم فالذين كفروا هم المفيدون قال تعالى ام لهم اله غير الله سبحان الله عما يشركون. وهذا انكار شديد على المشركين في عبادتهم الاصنام والانداد مع الله. ثم نزه نفسه الكريمة عما يقولون ويفترون ويشركون فقال سبحان الله عما يشركون هذه الحياة بانواع التوحيد الثلاثة توحيد الربوبية توحيد الالهية وتوحيد الاسماء والصفات وذلك ان قوله جل وعلا ام خلقوا من غير شيء ام هم الخالقون ام خلقوا السماوات والارض الا يوقنون عن عندهم خزائن ربك امهم المسيطرون ام لهم سلم يستمعون فيه؟ هذه في ذكر افراد الربوبية ومن المعلوم ان ويلزم من توحيده ان يوحد الله جل وعلا في الالهية. وان من وحد الله في الالهية فان توحيده ذاك متظمن ولو لم يذكر متظمن اقراره بان الله هو الرب وحده دون ما سواه لانه اذا عبد الله وحده دون ما سواه فمعنى ذلك انه موقن بان النفع له والضر عليه انما هو بيد الواحد الاحد الذي عبده وان مصيره ومرجعه الى هذا الذي عبده وهذا كثير في القرآن ومنها هذه الايات فذكر بعض افراد الربوبية بقوله ام خلقوا ام خلقوا من غير شيء ام هم الخالقون ام خلقوا السماوات والارض بل لا يوقنون في صفات الخلق وكذلك في صفة الرزق قال ام عندهم خزائن ربك هذه صفة الخير وكذلك ذكرت صفة القهر الملك ملك الملكوت تثبيت وقال امهم المسيطرون ثم ذكر صفة من صفاته وهي صفة العلو قال ام لهم سلم والسلم هو المعراج الذي يرقى الى السماء به ام لهم سلم يستمعون فليأتي مجتمعهم بسلطان مبين ثم ذكر ايضا صفات صفات له صفات تنزيهية فقال ام له البنات ولكم البنون على مما ينفع عن الله جل وعلا في كمال غناه وكمال قيوميته سبحانه الى اخر الايات فاذا اشتملت على نوعي التوحيد الربوبية والاسماء والصفات ولهذا قال في اخرها ام لهم اله غير الله سبحان الله عما يشركون بان نوعي التوحيد يستلزمان هذه النتيجة ام لهم اله غير الله والجواب انه لا اله لهم غير الله كما قال في سورة النمل سبحان الله عما لا اله مع الله بل هم قوم يعدلون لا اله مع الله الى اخر الايات مما فيه انكار اذا تقرر هذا ففي هذه الايات حث على تفكر في افراد الربوبية فقال جل وعلا ام خلقوا من غير شيء ام هم الخالقون والاستفهام هنا اما ان يكون للانكار او يكون للتقرير واذا كان للانكار انكار ظني طائفة انهم خلقوا من غير شيء واذا كان للتقرير فهو تقرير ضدي ما ذكر هنا وهو المعروف في الجواب ام خلقوا من غير شيء لا لم يخلقوا من غير شيء. امهم الخالقون؟ لا لم يخلقوا انفسهم ففيه تقرير ل القسم الثالث لان الاقسام بالصبر والتقسيم ثلاثة اما ان يقول الله جل وعلا هو الذي خلق والثاني ان يكونوا خلقوا انفسهم والثالث ان يكونوا خلقوا او جاءوا من غير شيء ومعلوم انهم اذا قالوا جئنا من غير شيء فهذا ينافيه الواقع. فهم جاؤوا من ماء مهيب وتخلق في رحم الام والثاني انهم خلقوا آآ انهم هم الخالقون هذا لا يدعونه لانفسهم فبقي الاحتمال الثالث وهذا نوع من الادلة القرآنية وهو ايثار المسائل بالصبر والتقسيم ومعلوم ان الصبر والتقسيم وهو ما يسميه بعض العلماء بدليل الترديد. هذا يصلح ان يكون دليلا مستقلا لان ابطال الاحتمالات غير الواقعة وايقاع الاحتمال الارجح هذا نوع من البرهان لهذا تجد في الفقه الذي هو من الظنيات نأتي للادلة ونقول هذا كذا وهذا كذا وهذا كذا يعني من حيث الادلة. هذا الدليل يرد عليه كذا وكذا فلا يصلح وهذا يرد عليه كذا وكذا فلا يصلح. والثالث هو الذي يصلح لقلة الايراد عليه قد ذكر الامام شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله ان معرفة الصواب المحض من الخطأ المحض هذا يدركه اكثر الناس الصواب المحض من الخطأ المحض واما معرفة اقوى الدليلين واقرب القولين للصواب مما يتنازع فيه من المسائل الاجتهادية ان هذا انما هو حظ العلماء لانهم هم الذين يرجحون هذا الدليل على غيره وهذا الاستدلال على غيره من جهة قوته وضعف ضعف مخالف ومن هنا لا يتصور ان ثم مسألة يعني من المسائل الفقهية العملية لا دليل عليها البتة وكذلك كثير من المسائل العلمية في العقائد وفي غيرها لكن اذا كان الايراد عليها كثيرا والايراد على غيرها قليلا فما كان الايراد على عليه كثيرا فهو ضعيف لانك لا تتصور في في العلم ان هناك مسألة القول فيها هو كذا لاجل عدم الدليل للقول المخالف البتة هذا غير موجود الا في مسائل نادرة وقليلة مما احدث من البدع او الاقوال التي لا اصل لها وقد يكون هناك دليل من القرآن او من السنة قد يكون هناك دليل من القواعد قد يكون هناك دليل من القياس الى اخره فشأن العالم ان يرجح اقوى الدليلين من الجهة الشرعية ان يرجح اقوى الاستدلالات من الجهة الوصولية ان يرجح اقوى الحكمين من الجهة الاجتهادية فاذا نظر نظرا شرعيا فرجح فهذا هو العلم ولهذا نقول انه في المسائل العملية مثل ما ذكرنا. اما في المسائل العلمية طبعا كانت في الصفات او في الربوبية او في الالوهية او في كثير من المسائل متصلة بهذه والوسائل اليها قد تجد اعتراضا قد تجد على ما يقوله اهل السنة اعتراظ ولكن الاعتراض على غيرهم اكثر بكثير جدا بل لا نسبة بين هذا وهذا يعني في بعض المسائل في تقريرات اهل السنة على مسائلهم قد يكون هناك اعتراض للمبتدعة وقد تأنس بعض العقول بهذا الاعتراض ولهذا راج كثير من الاعتراظات على كثير من الاذكيا راجت كثير من الاعتراظات على بعظ العلما الكبار سواء في مسائل توحيد العبادة والوسائل اليه او في الصفات او في دلائل النبوة او ما او في مسائل الايمان القدر في غيره ما السبب السبب ان لهم شبهة دليل ولكن هذا الدليل ليس هو الدليل الصحيح في نفس الامر. ليس هو الدليل الراجح في نفس الامر. ولهذا من اعظم ما تجعل نظرك منصبا اليه ان تفهم كيف يرجح بين الادلة كيف يرجح بين الاستدلالات والا فلا يتصور ان قولا من الاقوال لا دليل عليه البتة لا من النقل ولا من العقل لان الناس لابد انهم نشأوا عن برهان يعني لا يفترض هي منهم نشأوا عن هوى في مسائل الصفات ومسائل الايمان لا بل قالوا لا الدليل كذا فالمعتزلة وجهمية وكذا عندهم ادلة عقلية لكن هل الدليل في نفسه هو الصحيح ام لا؟ فلهذا نقول ان من احسن الاستدلالات استدلال القرآن في المسائل العلمية والمسائل العملية. بل هو احسن الادلة احسن الادلة هو القرآن واحسن اوجه الاستدلال هو القرآن كما قال جل وعلا ومن احسن وقال جل وعلا ومن اصدق من الله حديثة سبحانه وتعالى. الله نزل احسن الحديث كتابا متشابها في ادلته العلمية والعملية هو احسن الحديث سبحان من تكلم به ومن الادلة في القرآن الادلة العظيمة الصبر والتقسيم تحصر الاوجه ثم يقال هذا كذا وهذا كذا فيبقى الوجه الثالث ولو لم تكن الادلة عليه كاملة لكن يبقى هو لانه يقيني لهذا تجد ان بعض الذين تشككوا في خلقهم ومن الخالق وهل هم الذين خلقهم الله جل وعلا؟ لو تفكروا لوجدوا ان الاحتمالات لا بد ان تلغى ويبقى هذا الاحتمال يعني بالصبر والتقسيم هو الصحيح. كما قال جل وعلا هنا ام خلقوا من غير شيء ام هم الخالقون؟ ام خلقوا السماوات والارض بل لا يوقنون ما في. يعني يا اما ان السماوات والارض جاءت هكذا او انهم خلقوها او ان الله خلقها ما فيه ما في رابع يا من هجأت هكذا وهذا يترتب عليه اشياء اه يعني يمكن ان نقول انها جاءت هكذا لكن هل يعقل هل يعقل انها جاءت هكذا هل يعقل ان السماوات والارض على هذا النظام البديه؟ هكذا جاءت اتفاقا بما في خصائص الارض خصائص الشمس وخصائص القمر وما يحصل باهل الارض من التسخير في الشمس والقمر وبالنجوم وبالافلاك بشكل السماء وهذا الجمال الذي فيها وهذه الالوان وهذه الخصائص وقعت هكذا يضعف هل هم خلقوها؟ هذا باطل لانه لا احد يدعيه. لا شك انه يبقى ان الذي خلقه هو الله جل وعلا. وهذا كثير في القرآن يدعو الله جل وعلا الى التفكر في هذا قل انما اعظكم بواحدة انفقوه لله مثنى وفرادى ثم تتفكر وقوله مثنى وفرادى هذا فيه تنبيه الى ان الدلائل النظرية دلائل التي هي عن طريق النظر والاستبصار في الملكوت بل وفيما فيه برهان هذا اذا اجتمع الناس فيها انحرفوا فيها عن الصواب واذا رجع الواحد الى نفسه ادرك الصواب لان كما قرر العلماء السلوك والنفس العقلية الجماعية غير العقلية الفردية فان الانسان قد يكون له عقل في جماعة يعني من الناس في مجلس او في فئة او في مدرسة او في غيره يكون له عقل في الجماعة من جهة الحماس له لكنه اذا انفرد بنفسه وتأمل وجد ان البرهان ليس على هذا ولهذا دعا الله جل وعلا المشركين الى ان يكون برهانهم عن طريق التفكر اما مثنى اثنين يتنادون بالبرهان الصحيح واما فرادى واما العقلية الجماعية فانها تصرف عن الحق في كثير من الاشياء لانه يصبح المرء لا يفكر بعقله يفكر المرء بعقل غيره وغيره ايضا لا يفكر بعقله في حفل الغيب ثم يتحكم في المجموع اراء ليس لها خطب ولا ازمة وهذا الذي حصل مع اعداء الرسل فانهم اذا اجتمعوا قال لهم كلام واذا تفرقوا مثل ما حصل في قصة الثلاثة الذين سمعوا تلاوة النبي صلى الله عليه وسلم في مكة كل يقر ان هذا الحق بمفرده لكن لما اجتمعوا انكروا ذلك وهذا ايضا مما يحصل فيه معرفة يحصل به معرفة البرهان وهو ان لا يكون البحث فيه بحثا بعقلية تعددية بل بعقلية ارضية وهذا من فوائد هذه الاية والفوائد كثيرة في القرآن المسائل العلمية والعملية الشرعية والقدرية ونوه ذلك فالقرآن لا تنفذوه تنفذ خزائنه ولا يبلى على كثرة الرد سبحان من تكلم به نكتفي بهذا ننتقل لبالك نعم لا لا لسه الفنيين متائن اصول الدين فقل يقيني المية اذا ما صار فيها اجماع مبني على ما هو قطعي الدلالة فهذا يصير غير الفقه كما هو معلوم ون اصل صدقا الا المسائل المجمع عليها المتفق عليها التي لا خلاف فيها هذه فاكتسبت قطع ايه او ما هو معلوم الضرورة