لان تفسيرها قد يلحظ فيه المفسر لها ماتت ما يتعلق او من تعلقت به الرحمة وقد يلحظ في ذلك المخلوق. ولهذا ضل من ضل من المبتدعة حيث فسروا الرحمة ب بذكر ما يحصل به العبد او بذكر ما يورث في العبد المحبة لله وهو ربوبية الله جل وعلا للعالمين وذكر بعدها ما يبعث الرجاء في القلب لقوله الرحمن الرحيم ثم ذكر ما يبعث الخوف المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد بن ابراهيم بن عبداللطيف ال الشيخ. دروس من تفسير القرآن الكريم تفسير سورة الفاتحة الدرس الثاني بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم المالك يوم الدين الحمد لله ذي المحامد كلها الرجل المستقبل من فضائل كلها ولم يعلم كل هذا له الحمد في الاولى والاخرة وله الحكم واليه ترجعون فحمده الازمنة واستغرق حمده الامكنة فان من شيء الا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبد الله ورسوله وصفيه وحليله وخيرتهم من خلقه صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه الى يوم الدين اما بعد فقد مر معنا فيما سبق تفسير الاستعاذة وتفسير قوله تعالى ما من اسماء الله الحكمة وهما في هذا الموضع من خلف العربية مع ثاني بسم الله نعتان للفظ الجلالة الله فهما نعفان لله المدلول عليها باسم الجلالة الله والحمد لله رب العالمين معكم اول الرحمن ماتان الرحيم معكم ثالث مالك يوم الدين معك الرابع والرحمن الرحيم اثنان من الاسماء الحسنى تضمن صفة الرحمة لله جل وعلا وتضمن بسم الله الرحمن لصفة الرحمة ابلغ واعظم واوصى متعلقا من تعلق من تظمن اسم الله الرحيم لتلك الصفة وقد مر معنا ان الرحمن هو المتخذ بالرحمة الواسعة التي فارقت الازمنة في الدنيا والاخرة فالرحمة من صفات الله الذاتية والرحيم فمن صفة الرحمة المتعلقة بالاخرة وعلى هذا دلت تفاسير السلف كما شاف ذلك ابن كثير رحمه الله من ان الرحمن هو رحمن الدنيا والاخرة الرحيم رحيم الاخرة فالله جل وعلا موصوف بانه قال جل وعلا وسعت قال جل وعلا رحمتي وسعت كل شيء فرحمته جل وعلا وسعت كل شيء ولفظ شيء اسم لما يصح ان يعلم ورحمته جل وعلا وسعت كل شيء ومعلوم ان قوله العالمين فيما سبق من كلامنا عليه انه جمع العالم والعالم هذا سميت به انواع انواع العوالم لان بها علم ان الله جل وعلا هو الخالق المتفرد بالخلق والرزق والاحياء والاماتة وانواع معاني بددية فهذا وجه مناسبة لذكر بسم الله الرحمن بعد قوله رب العالمين وذلك انه متذمن لصفة الرحمة التي تعلقت بكل شيء ان في الدنيا واما في الاخرة اما في الدنيا فان متعلق الرحمة ان متعلق الرحمة كل شيء. كما قال ورحمتي وسعت كل شيء و رحمة الله جل وعلا ظاهرة في انها شملت العرش ومن حضر العرش ومن حوله والكرسي وما تحته فالسماوات انما قامت برحمة الله جل وعلا. ومن في السماوات وما في السماوات انما قام برحمة الله جل وعلا بعضنا للسماوات ومن فيها وما فيهن عن رحمة الله جل وعلا طرفة عين ان الله يمسك السماوات والارض ان تزولا ولئن زالت ان امسكهما من احد من بعدك ما في السماء الدنيا من انواع العوالم من انواع مواقع من الاحياء وما فيها من انواع ما خلق الله جل وعلا مما نعلم من الهواء ونحوه ومنا لا نعلم كل ذلك من رحمة الله جل وعلا بالمخلوق نفسه ومن رحمة الله جل وعلا بمن يستجيب وينتفع بتلك المخلوقات اذا نظرت الى الارض بانواعها من جبل واد وسهل وحزنا وشجر وجميع معانيها فانما هي برحمة الله جل وعلا. كل هذا يدل عليه هذا الاسم الرحمن ولهذا قال رب العالمين الرحمن لان رحمته تعلقت بكل العالمين نعم اذا نظرت بموت البحر بموت البحر وبالبحر نفسه والى البحر نفسه والى انواع ما في الارض مما تحت الارض من الاحياء وما فيها من انواع مخلوقات الله جل وعلا الحية وغير الحية كل انما يعيش برحمة الله جل وعلا وهذا يبلغ مبلغا عليما في قلب العبد في معرفة اثار الرحمة واثار اسم الله الرحمن بقدر ذلك بل حكى ابن جرير رحمه الله تعالى في التفسير الاتفاق على تعلق على تعلق الرحمة التي باسم الله الرحمن بي الدنيا والاخرة. واما اسم الله الرحيم فهو متعلق الاخرة فلهذا نقول ان شمول الحاضر لرحمة الله جل وعلا او ان شمول الرحمة للكفار انما هو في هذه الدنيا فهم داخلون في متعلق الرحمة في قوله الرحمن الكافر مرسوم في هذه الدنيا بانواع الرحمة قال جل وعلا ومن كفر فيمتعه قليلا الكافر يمسح في الدنيا بانواع النفع ويعيش عيشة ربنا كانت هنية طيبة وهو كافر يحمل الشرك بالله يحمل الكفر بالله جل جلاله والعياذ بالله ولكن رحمة الله جل وعلا اما في الدنيا كل خير واما في الاخرة فان اسم الرحمن يشمل رحمة الله جل وعلا للمؤمنين في الاخرة لانه في الاخرة الرحمة بالمؤمنين قال جل وعلا فكان بالمؤمن اصيلا وقال الرحيم والرحيمة الرحيم بالمؤمنين في الاخرة وها هنا وقع اسرار في المعنى مع تنوع اللفظ الرحمن يدل على رحمة الله جل وعلا بالمؤمنين في العشر وعلى رحمة الله جل وعلا بالمؤمنين في الدنيا الرحيم يدل على رحمة الله جل وعلا بالمؤمنين في الاحزاب فتكرر ذكر رحمتي المؤمنين فتكرر ذكر رحمة الله للمؤمنين في العطاء بسم الله الرحمن وبسم الله الرحيم وتكرر ذكر رحمة الله جل وعلا بالمؤمنين في الدنيا الرحمة الخاصة بهم لقوله رب العالمين وقوله الرحمن ولهذا قال اهل العلم ان هذين الاثنين الرحمن الرحيم يفتحان لمن عقل اوسع ابواب المحبة لله جل وعلا ويستحال لمن عقل اوسع ابواب الرجاء لله جل وعلا وقد قال الله جل وعلا في الحديث القدسي انا عند ظن عبدي بي فليظن بي ما شاء وذكرت لكم في مسألة ان قوله رب العالمين يفتح باب المحبة وان قوله هنا الرحمن الرحيم يفتح باب الرجاء في الخلف و نبحث الاسماء والصفات يبحثه كثير من المفسرين في هذا الموقع و الذي نذكر منه هو ورحمة الله جل وعلا وتقرير اثباتها وذلك ان الرحمة معنى قام بالله جل وعلا الرحمة صفة ذاتية فقط الرحمة وما كانت من جنسها بنقول جميعا افرادها وذلك معاني لان المعاني الكلية معاني الكلية هذه لا توجد على وجه كلي الا في الاذهان. اما في الواقع في الوجود في الخارج خارج الذهن فانما توجد مضاعفة توجد منسوبة فيقال رحمة العبد رحمة الوالد بولده رحمة الام بوليدها رحمة الله بخلقه ونحو ذلك. ولهذا ما كان من المعاني الكلية فانه يأثر تفسيره بتفسير جامع يفلح لما يتعلق بالمخلوق ولما يتعلق بالخالق ولهذا كثير من العلماء اذا اتى ذكر تفسير الرحمة او نحوها من المعاني التي هي صفات لله جل وعلا فانهم يقولون ان الرحمة صفة ولا يدخلون في تفسيرها وهذا معنى قول السلف ام الروها كما جاءت الرحمة في المخلوق. فقال الرحمة المعقولة الى ميل القلب الرحمة المعقولة لميل القلب لمن يرحم ميل القلب لمن يرحم وهذا التسبيح انما نظروا اليه من جهة تعلقه بالبشر وهذا من الاغلاط الكبيرة في تفسير هذه المعاني صفات التي هي ليست زواج يمكن ان تحد انما هي المعاني ففسروها ببعض من تعلقت به وهو المخلوق. ولما استحضروا ذلك قالوا اذا لا تفلحوا لله جل وعلا وهم لم يكسروا الرحمة من جهة المعنى الكلي العام الذي يصلح لكل من التخط بها. وانما تذكروها ببعض من التقط بها وهو المخلوق. ثم سعوا في نفسها ان من اتخذ بها ايضا وهو الخالق سبحانه ولهذا يحرفون ويقولون ان الرحمة هي ارادة الاحسان الى الغيب وهم اعمى والطلابية ونحوهم ومن صادفهم هؤلاء اذكروها بهذا التفسير لان الارادة عندهم لتكن دل عليها العقل وهم يثبتون سبع حصان وكل صفة في القرآن ليست من الصفة السبع التي يثبتونها لدلالة العقل فانهم يرجعون تفسيرها في القرآن الى احد الصفات السبع المذكورة عندها بدلاوة العقل فيقولون هنا الرحمة ارادة الكفار الغضب ارادة الانتقام الربا ارادة الانعام ونحو ذلك فهم يفسرون هذه بالارادة لان الارادة احد الصفات الصبر التي يفلسونها. وهذا مقصود منهم الى انها في هذه الاية وما شابه ذلك ان ذلك مجاز مجازا عن الاحسان او ارادة الاحسان وها هنا تنبيه في هذا المقام للمناسبة وهو ان المجاز كالصفات ممتنع باطل وذلك لان اهل المبادئ يعرفون المجاز بانه نقل اللفظ من وجهه الاول الى وضع ثان بمناسبة بينهما فهم يشترطون ان يكون الوضع الاول لللفظ معلوما ولهذا ينقلونه من الوضع الاول الى الوضع الثاني للمناسبة ودائما ان يكون الوضع الاول في اتصاف الله جل وعلا بالرحمة معلوما للمخلوق على وجه الخلق وانما يعلم منه ما دل بالمعنى يعلم بعض المعنى واما الرحمة بمعناها الكامل التي التي هي وصف لله فان هذا لا يعلم ولهذا امتنع ان يكون الوضع الاول معلوما. ولهذا بطل دعوى المزاج في كل اقتطاع. لان الوضع على حد تعريفهم ليس معلوما فيمتنع الانتقال كما هو قول المحققين من اهل اللغة وهذا التفسير فذهب كبيرة من العلماء هذه اشاعة بهذه المسألة العظيمة. قال سبحانه وبعد ذلك ما لك يوم الدين وهذا نعش بعد وفي الثالثة ما لك يوم الدين ما لك من اسماء الله جل وعلا فهو المالك سبحانه فهنا سمى الله جل وعلا نفسه في خمسة اثمان الاول انه الله الثاني انه الرب او رب العالمين الثالث انه الرحمن الرابع انه الرحيم الخالص انه مالك يوم الدين وهذه الاسماء الخمسة اذا تأملت تتضرع عنها من حيث المعنى لم الاسماء فقد ذكره له ان اسماء الله جل جلاله منها ما هو راجع الى معنى الجلالة ومنها ما هو راجع الى معنى الجمال ومنها ما هو راجع الى معنى الربوبية ومنها ما هو راجع الى معنى الالوهية و هنا الربوبية ذكر بقوله رب العالمين وذكرت بقوله مالك في يوم الدين. ونعوذ الجلال هنا ذكر بقوله ما لك يوم الدين. لان هذا اجلاله جل وعلا والهيبة منه والخوف والوجل منه وكذلك صفات الجمال بقوله الرحمن الرحيم. كذلك الصفات الراجعة للالوهية وذلك بذكر اسمه الله الذي هو اعظم الاسماء فاذا في هذه السورة اصول الاسماء الحسنى. كما يقوله ابن القيم رحمه الله تعالى وشيخه شيخ الاسلام وجماعات فسوره من المحققين في مسائل الاسماء والصفات هنا قال ما لك يوم الدين اولا من حيث صفة الله جل وعلا هذا يبعث ذكر انه مالك ليوم الدين يبعث ولا شك على الخوف لان يوم الدين هو يوم الجزاء يوم الحساب وسيأتي تفصيل ذلك ان شاء الله فقوله مالك يوم الدين هذا موركا للخوف لمن عقل ومن قالها يتذكر ما في قلبه من انواع الشبهات وانواع الشهوات التي منعت استسلامها او كامل لربه جل وعلا. فان كان يعقل ما يقول فسيورثه ذلك خوفا من ذلك اليوم الذي يحاسب الله جل وعلا فيه الخلاء ولهذا قال العلماء ان الله جل جلاله بدأ في هذه السورة بذكر القلب وهو قوله مالكي يوم الدين. فسيأتي عند قوله اياك نعبد ثبت هذه الثلاث نجتمع وفي هذه الايات المتتابعة قالوا هنا مالك يوم الدين. وقد قرأت ملك يوم الدين. ومالك من اسماء الله الحسنى وملك كذلك من الاسماء من اسماء الله جل جلاله وهناك فرق بينهما ومالك من الملك او من الملح وهو تملك الاشياء. وملك الاشياء بان تكون ملكا له. كما تعقل من قوله ملف البيت وملف الكتاب واما الملك فهو من الملك والملك معناه السيادة والتدبير والتطرف قد لا الملك او بالملك قد لا يكون مالكا للاعيان منهم ولكن ينقل فيها تصرفه ويسوسها ويدبرها. والله جل جلاله موصوف بالصفتين ومسمم بالاثنين وهذا ابلغ ما يكون فاذا تعلق قلب بشر بما يراه في ملوك الدنيا من سعة الملك والتدبير والامر والنهي والطاعة لهم وما يحدثون في ذلك من النعيم الهيبة او الانعام او نحو ذلك فانهم يتقاصرون مهما بلغوا في ذلك عن ان يكونوا مالكين وان يكونوا ملوكا وهنا قال مالك يوم الدين فهو يملكه ملكا وايضا هو ملك جل وعلا في ذلك اليوم فقوله هنا مالك فيه رعاية لهذا المعنى هو ان كل شيء في ذلك اليوم يملكه سبحانه ومعنى ذلك انه انما يرجع اليه له جل وعلا يتفرق فيه ينفذ فيه امره لا يتحرك ولا يدبر شيئا ولا يفعل شيئا الا من بعد اذنه فاذا كان فن التعلق من تعلق بغير الله جل وعلا فان قوله ما لك يوم الدين كما نبه امام الدعوة رحمه الله في تفسير هذه السور قال في هذا لتعلق القلب بغير الله من الصالحين والانبياء وهنا قال ما لك يوم الدين فهو يملكه ملكا وايضا هو ملك جل وعلا في ذلك اليوم فقوله هنا مالك فيه رعاية لهذا المعنى وهو ان كل شيء في ذلك اليوم يملكه سبحانه فمعنى ذلك انه انما يرجع اليه له جل وعلا يتصرف فيه ينفذ فيه امره لا يتصرف ولا يدبر شيئا ولا يفعل شيئا الا من بعد اذنه فاذا كان تم التعلق بمن تعلق بغير الله جل وعلا فان قوله مالك يوم الدين كما نبه امام الدعوة رحمه الله في تفسير هذه السورة قال في هذا ابطال لتعلق القلب بغير الله من الصالحين والانبياء والمعبودين الذين انه الطامع في تفاهتهم فان الله جل جلاله قال في ذكر يوم الدين يوم لا تغني نفس عن مسخي شيئا والامر يومئذ لله نفس عنا الصوفية عينت عن اي نفس شيئا لا تنفعوها بشيء ولا تدفعوا عنها شيء. والملك والمالك لذلك هو الله جل وعلا. والامر يوم لله فهذا فيه اثبات لتعلق القلب بالله جل وعلا وحده. لانهم انما هم اجتمعوا في ان يكون اولئك يشفعون يقربونهم من الله وهذا كله باطل بقوله ما لك يوم الدين. يوم الدين يوم الدين لفظة او كلمة الدين جاءت في القرآن على معاني واصلها من اصلها في اللغة من العادة المتكررة قال الشاعر فقولوا وقد برأت لها ومني هذا دينه ابدا ودين لهذا ذكر شيخ الاسلام في قاعدة له في معنى الدين ان اصل الدين في اللغة وهذا الكلام الصحيح لا تقل لاحوال العلماء العربية ان اصله العادة المتكررة وسمي ما يجعله المرء في قلبه من العقائد او ما يجعله المرء على لسانه من الاقوال او ما يعمله بجوارحه من العبادات سمي مجموع هذا دينا لانه يفعل على وجه العادة والتطرف لانه دين يتكرر من بالفعل هذا احد فالدين يراد به ما يلتزمه المرء من الاعتدال او القول او العمل ان الدين عند الله الاسلام ايضا يطلق الدين ويراد به الجزاء وذلك في ايات منها هنا قوله مالك في يوم الدين ومنها قوله تعالى يومئذ يوفيهم الله دينهم الحق. يعني جزاءهم الحق فالدين يأتي في القرآن بمعنى الجزاء في حياة كثيرة وهناك صلة بين نعمة بمعنى الجزاء والعصر اللغوي الذي هو العادة او شيء متكرر ووجه اختلاف وجه اختلاف ان الجزاء يتقرب بتكرر العمل ويطلق على الجزائر المتكرر دينا اذا كان اصله الذي يجازى عليه متكررا متنوعا قال هنا ما لك يوم الدين وهو يوم الجزاء والحساب واه يوم الدين من اسماء يوم القيامة وليوم القيامة اسماء كثيرة في القرآن معلومة يوم الدين ليوم القيامة المقصود منه يوم يقوم الناس لرب العالمين. مع ان يوم القيامة يشمل ما بين النفخة الاولى يشمل ما بين النفخة الاولى في السور الى ان يدخل اهل الجنة الجنة وهب النار نعم هذا كله يوم القيامة. من النفخة الاولى الى ان نفهم الثانية وما بعدها الى دخول اهل الجنة الجنة ودخول اهل النار النار. فكل ما يحدث في الذاك فالمالك له الله جل جلاله كما قال سبحانه لمن الملك اليوم لله الواحد القهار اليوم تجزى كل نفس بما فقدت لا هم مليان ان الله سريع الحساب اذا كان كذلك قوله هنا مالك يوم الدين انما يؤمن به يوم الجزاء وهو يوم يقوم الناس لرب العالمين يعني حين يصلون الى حين يصلون الى ارض المحشر فهناك الملك يومئذ لله وحده لا شريك له وما قبل ذلك لا شك الملك لله. فما فائدة التخصيص الله جل جلاله مالك للدنيا وللاخرة. مالك لما كان قبل النسخة الاولى وما بعدها ولما قبل النسخة الثانية وما بعدها فما فائدة التحقيق بيوم الدين فائدة التخصيص اما يوم الدين هو يوم المجادلة يوم الحساب يوم يوفى كل عام عمله يوم توقع كل نفس لعل وهذا تتعلق به النفوس واذا كان كذلك فان من كان مالكا لليوم الذي يوفى فيه العامل عمله يحدث له تعلقا به من جهة النظر الى ذلك اليوم فيكون قدمها في قلبه بين نظره في الدنيا ومحبته في الدنيا وعبادته في الدنيا وبين تعلق قلبه في الاخرة فهو اذا قرر هذا نظر الى هذا المعنى ايضا من عودة التحقيق ان قوله ما لك يوم الدين في مقام ان يحضر في قلب العبد المؤمن وهو يتلو هذه الاية ما يحصل في يوم الدين من جميع الاحوال لانه قال ما لك يوم الدين واليوم يحصل فيه جميع تلك الامور من وصول الناس الى المحفر بل وما قبل ذلك من قيامه من قبورهم بل وما قبل ذلك الى ان يدخل اهل الجنة الجنة واهل النار النار فكأن المتدبر المتأمل اذا قرأ ذلك استحضره بتفاصيله امامه. وهذا يبعث على خوف مجدد. غير الخوف الذي استفيد من قوله ما ولا شك وهذا يفيدنا في تفسير قوله اياك نعبد واياك نستعين وهذا هو الغرض هو الذي بفهمه وبتدبره يحصل المقصود لان الرسل انما بعثت لترشد العباد لعبادة الله وحده دون ما سواه وهنا قال اياك نعبد. فاولا اثنى على الله جل وعلا بانواع الثناء. ثم قال اياك نعبد. وهذا اول فعلا نعبد اياك واول امر في القرآن يا ايها الناس اعبدوا ربكم والعبادة هي المقصودة في هذا المقام لان الابتلاء انما حصل لعبادة الله جل وعلا هل يعبد العباد ربهم وحده دون ما سواه او يشركون به. فهنا في قوله اياك نعبد بعدما كبر لما قال اهل العلم لان العبادة لها حرفان ثلاثة العبادة لها اركان ثلاثة عبادة عبادة الله لها اركان ثلاثة بمجيئها مجتمعة تكون العبادة موجودة شرعا وتلكم الاركان الثلاثة هي الحب والخوف والرجاء فالعبادة انما تقوم اذا كان القلب محبا رابيا خائفا ارأيت المصلي مثلا اذا صلى فانه صلى وهو يلحظ محبته لربه جل وعلا وهو يلحظ رجاءه في ربه جل وعلا ان يتقبل منه وان يفيده. وهو يلحظ الخوف منه جل وعلا ان يعاقبه لو ترك الصلاة او فرط فيها في يوم الدين فهو العبادة انما تقوم على هذه الصلاة لابد من وجود الثلاثة اصل الحب اصل الرجاء اصل الخوف. فلو لم يوجد واحد منها صار في العبادة غير موجودة في الفرح وان وجدت واقعا لكنها شرعا ليست موجودة هنا ننبه لما قال هنا الحمد لله رب العالمين ذكرنا انه فتح باب المحبة قال الرحمن الرحيم فتح باب الرجاء قال مالك يوم الدين فتح باب الخوف فالعبد يقول اياك نعبد ان كان يعقل وقد قام في قلبه ما قام من المحبة والخوف والرجاء. فالله جل جلاله من رحمته بالعبد انه وجهه لقوله اياك نعبد وهو يخاطب ربه جل وعلا بعد ان ذكر الايات التي تبعث في قلبه المحبة والرجاء والخوف حتى يكون قوله ذلك قاسيا على وفق الشرف اياك نعبد هنا قال العلماء اياك هذا مفعول به مقدم وضمير منفصل قدم والاصل ان المفعول به يتأخر عن الفعل وهنا قدمه على الفعل وفي تقديمه على الفعل فوائد منها الحصر والقصر وهذا مقرب فيه علم المعاني من علوم البلاغة مبحث الحصر والقصر وكذلك في اصول الفقه في منحة مفهوم المخالفة قال اياك نعبد معناه قصر واحصر عبادتي بل نقصر ونحصر عبادتنا فيك قال بعض اهل العلم يفيد التخصيص وهو نفس وهو المعنى نفسه يعني نجعل عبادتنا مختصة بتوقف فقوله واياك نعبد هذا في توحيد العبادة العبادة ما هي العبادة باللغة الخضوع والذل او الذل وحده ولهذا قالوا بعير معبد اذا بلي بالقصران واخرج فصار دليلا بانفراده صار خاضعا ذليلا منفراده ومنه قول طرفة في معلقته الى ان تحانتني العشيرة كلها وافرزت اطراد البعير المعزز وقيل ايضا للطريق كما هو مشهور طريق معبد اذا ذل بكثرة وطأ الاقدام عليه ووضع الحوافر والمسير عليه. ومنه ايضا قول طرف الدين في معلقة نفسها قال تبالي في وصف نوق قال انعتاقا ناجيات واتبعت وظيفا وظيفا خوف مور معذب في مورد تاريخ معبد من كثرة ما وقع قال العلماء العبادة في الشرع غاية الحب مع غاية الذل كما ذكر ابن القيم في النونية وذكره غيره ايضا. شيخ الاسلام رحمه الله يعرف كما هو منشور العبادة بانها اسم جامع لكل ما يحبه الله جل وعلا من الاقوال والافعال الظاهرة والباطنة. اما الاصوليون فيعرفون العبادة بانها ما امر به من غير اضطراب وفي ولا اقتضاء عقليا وكل هذه صحيحة. تصدق على العبادة. فقوله هنا اياك نعبد يعني افرجك يعني نفردك بالعبادة دون ما سواه فلا يعبد الا انت وهذا فيه توحيد العبادة كما هو ظاهر اذا فالمشرك الذي اشرك بالله وهبد معه غيره اذا قال اياك نعبد يكون صادقا او كاذبا يكون كاذبا ولهذا الكفار والمشركون هم اعظم الكذبة على الله جل وعلا واعظم الكذبة على انفسهم لهذا قال تعالى في سورة الانعام انظر كيف كذبوا على انفسهم فهو يشرك بالله ومع ذلك يقول في الصلاة اياك نعبد انت عبثت دعوت غير الله وذبحت لغير الله واستغثت بغير الله ونحو ذلك فكيف لا تعقل معنا اياك نعبد وهذا من اعظم البلاء ان يكون الالف للقرآن او للفاتحة او لكلمة التوحيد او للشهادة بان محمدا رسول الله يمنع من تعقل معناها حتى غدا من يتكلم باللسان العربي لا يعقل معاني ما يتكلم به او ما يسمع من القرآن قال اياك نعبد وهذا فيه افراده جل وعلا بالالوهية. ثم قال واياك نستعين. وهذا فيه افراجه جل وعلا يا عمر وهنا قال العلماء واياك نستعين هذا اخر اخترة في الاستعاذ مع ان طلب العون طلب العون يقول من جهة الرفع فرجع الى معنى الربوبية وهنا قال اياك نعبد واياك نستعين بمناسبة عظيمة وغرض عظيم وذلك ان العبد الموحد الذي يقول اياك نعبد لا يمكنه ان يوحد الا بان يكون مستعينا بالله جل وعلا وحده الى والا فان الشياطين تصطلح وتستحوذ على البشر وهنا قال اياك نعبد واياك نستعين في اية واحدة محطوطة بالواو يعني اياك نعبد فلا نعبد الا انت وحدك دون ما سواك واياك وحدك نستعين في امورنا كلها واخصها عبادتك وحدك دون ما سواك وهنا يستحضر الموحد عظم حاجته الى ربه جل وعلا في ان يثبته على توحيده جل وعلا لانه لا يمكن ان يحدث على توحيد الله الا بعون من الله. فيذهب مع قول العبد في صلاته واياك نستعين يذهب كل اعجاب بس وتذهب كل ثقة بالنفس ويكون العبد مخليا نفسه وقلبه مع ربه جل وعلا وانه لا غنى له عن الله جل وعلا ولا بركة عين نعم ان افراد الله جل وعلا بالعبادة وافراده جل وعلا في طلب الاستعانة في جميع الامور هذا سر اعظم ومطلوب اعظم ولن تحقق له تحقق له الخير الاعظم. قال جل وعلا بعدها اهدنا الصراط المستقيم اهدنا الصراط المستقيم يهدنا يا الله يهدي دعاءك وهو كل امر وفعل الامر كما هو متقرر ان كان لمن هو ارفع من الهامر فانه يكون دعاة واذا كان لحريم فانه الكناف واذا كان لمن هو دونه صار امران. وهنا قوله اهدنا الصراط المستقيم. الله جل وعلا من رحمته بالعبد ان انزل هذا هذه الايات لكي ندعو بها. اهدنا الصراط المستقيم. والهداية هنا مطلوبة من الله جل وعلا حقيقة الهداية انها الدلالة والارشاد في اللغة هذا يعني دل وارصد وهي في نصوص القرآن اربعة انواع الهداية في القرآن اربعة انواع بداية غريبية بمعنى دلالة الله جل وعلا الخلق لما يصلح لهم غريزة وهذا كقوله جل وعلا الذي اعطى كل شيء خلقه ثم هدى. الثانية دلالة الهداية بمعنى الدلالة والارشاد لما يصلح في امر الدين الاولى غريبية ما يصلح في امر الدنيا. دلالة وارسال فيما يصلح في امر الدين. وهذه كما في قوله جل وعلا لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم وانك لتهدي الى صراط مستقيم. وكقوله ولكل قوم هاده نحو ذلك الثالث وهذه بداية الدلالة والارشاد يملكها الرسل يملكها العلماء يملكها الدعاة. الثالث من انواع الهداية في القرآن الهداية التي هي التوفيق والاحسان. نتيجة الدلالة ظل وارشد فهل يقبل ام لا يقبل؟ يحتاج في القبول الى توقيف فلهذا قيل هداية توفيق يعني نتيجة للهداية التي سبقت وهي بداية الدلالة والارشاد وهذه مثل ما في قوله ان فلا تهدي من احببت ولكن الله يهدي من يشاء يعني لا توفق من احببت ولكن الله يوفق من يشاء. هذا النوع الثالث. واما الرابع وهو اعظمها واجل وغاية جميع انواع الهدايات وهو الهداية الى طريق الجمع والهداية الى طريق النار. هداية المؤمنين الى طريق الجنة كما في قوله تعالى والذين قتلوا في سبيل الله فلن يضل اعمالهم فيهديهم ويصلح بالهم. قال العلماء قال عنهم انهم قتلوا. والذين قتلوا في سبيل الله فلم يضل اعمالهم. اقبال وهم قد قتلوا فالهداية ليست بداية الدنيا وانما هي هداية الاخرة. قال اهل التفسير سيهديهم الى طريق الجنة نسأل الله الكريم من فضله وكذلك الهداية الى طريق النار. قال جل وعلا فاهدوهم الى الجحيم والعياذ بالله وجعلناهم ائمة يدعون الى النار نسأل الله العافية. فهذه انواع اربعة انواع. فقول القائل اهدنا الصراط المستقيم اهدنا الصراط المستقيم يشمل جميعا يشمل الانواع الثلاثة. الثانية والثالث والرابع ولكل تفسير. اما الثاني وهو هداية الدلالة والارشاد. فالعبد انما قال ذلك بعد ان هدي يعني بمعنى انه بين له وارشد ودل على الاسلام. وهو المصلي يتلو هذه الاية وهو من اهل الاسلام. لكن يدخل في دعوة الداعي في قولك لربك اهدنا الصراط المستقيم اي دلنا وارشدنا على الصراط المستقيم كيف يكون ذلك لان امور الصراط المستقيم وافراده وانواعه كثيرة لا يمكن اخفائها وهذه يتنافس في معرفتها العلماء وكل عالم بمسألة قد جل وارشد الى هذه المسألة التي هي من مسائل الشرع الذي هو الصراط المستقيم. فقول القائل اهدنا صراط المستقيم يطلب من ربه ان يبين له ويدله على انواع امور انواع وامور الصراع بانواعها وافرادها وتعددها ولهذا يقول الداعي في دعائه اللهم ارنا الحق حقا وارزقنا السباع وان الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه الصراط المستقيم متعددة مستحبات مكروهات واجبات بانواعها محرمات انواع العلم بالله انواع العلم باحكامه انواع العلم باثار اسماء هذه وصفاته فيما لفوته امور كثيرة لا يمكن ان يحصيها محسن. فالسائل في قوله اهدنا يدعو ربه ان يبين له ذلك وهذه حاجة من اعظم الحاجة اعظم حاجة نحتاجها ان يبين لنا ذلك. لكن مع ذلك نسأل الله بالمعنى الثالث الذي هو بداية التوفيق والالهام. لان الدلالة والارخاء بدون توفيق ولا الهام ولا توحيد من الله حجة على العبد وليست حجة له. فقول القائل اهدنا الصراط المستقيم بعد ان سأل الله الدلالة والارشاد. فهو يسأل الله ان يوفقه لجميع افراد الصراط المستقيم. وسيأتي تفسير الصراط ان شاء الله تعالى كذلك المعنى الاخير الرابع من انواع الهداية. يهدنا الصراط المستقيم. الصراط المستقيم قال قرادة في الدنيا وصراط في الاخرة الصراط في الاخرة له وصف منصوب على نفع جهنم احب من السيف وادق من الشعر على على جنباته تلاليبك امثال شيخ السعدان ونحو ذلك مما جاء وصفه في السنة والله جل جلاله قال في سورة مريم وان منكم الا واردها ودون الصراط ودون الجسر ظلمة لا يبصر طريق الصراط الا من اعطي النور الذي يبصر به كما قال عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح ودون الجسر يعني الصراط الظلمة ان الكفار فهم في ظلمة لا يدرون اين الصراط وجهنم يجاء بها وجيء يومئذ لجهنم لها سبعون الف زمام تشحن وينصب عليها الصراط وتجعل حولها الظلمة فيأتي كفار يتهافتون فيها تهافت الفراش. وهذا الصراط الذي هو طريق الطريق من العرصات الى الجنة مكتوب على متن جهنم من وصفه انه ادق من الشعر واحد من السيف ودونه الظلمة فمن الذي يهدى ولهذا في عظم هذا الامر يقول الانبياء اللهم سلم سلم يجب يطحون قبل الصراط ويقول كل نبي اللهم سلم سلم اللهم سلم سلم فالامر شديد فيستحضر ربه جل وعلا بقوله اهدنا الصراط المستقيم يستحضر ذلك الصراط فتسمى صراط في الدنيا وهو ينتقل بقلبه الى صراط عاقلة يسأل الله ان يهديه ويدله ويرشده على طريق ذاك الصراط فيبصره ويمضي فيه على ما قدر الله جل وعلا له من السرعة والمضى. وهذه انواع من الدعاء لو حصلت للعبد لك ولهذا يقول العلماء ان احوج سؤال سأله العبد ربه جل وعلا هو هذا السؤال. اهدنا الصراط المستقيم. ومن رحمة الله جل وعلا بعباده المؤمنين انهم لا يعلمون وجعل لهم هذه الصورة التي فيها هذا السؤال العظيم الذي لا يعرف عظمه وقدره وحاجته حاجة العبد بل وحاجة العباد اليه الا من وفق وقليل ما حكم اهدنا الصراط المستقيم. الصراط المستقيم هنا المراد به صراط الدنيا وصراط الاخرة. اما صراط الاخرة فقد ذكرت لكم معناه اما صراط الدنيا فقد اختلفت اقوال المفسرين من السلف بمعناه فقال بعضهم صراط مستقيم هو القرآن وقال اخرون الصراط المستقيم هو الاسلام قال اخرون الصراط المستقيم السنة. وقال اخرون الصراط المستقيم اتباع النبي صلى الله عليه وسلم. قال العلماء كابن جرير وغيره وابن كثير الاسلام وجماعة كل هذه الاقوال مؤداها واحد لان من التزم بالقرآن التزم بالاسلام والتزم بالسنة واتبع النبي صلى الله عليه وسلم. فالعبد يسأل ربه ان يهديه صراط المستقيم في الدنيا يعني يهديه الى الاسلام يهيه الى القرآن. يهديه الى اتباع النبي صلى الله عليه وسلم. وها هنا سؤال معروف عند اهل التفسير وهو ان العبد المصلي قد هدي الى الاسلام هدي الى القرآن فكيف يسأل هذا السؤال؟ اهدنا الصراط المستقيم يعني ارشدنا ودلنا على الاسلام ارشدنا ودلنا على القرآن ارشدنا ودلنا على السنة ارشدنا ودلنا على ودلنا على اتباع النبي صلى الله عليه وسلم فكيف يكون وجه السؤال ها هنا قال العلماء ان هذا السؤال سؤال لطلب الثبات على الصراط لان المصلي قد حقق الثبات قد حقق الاسلام فهو يفعل ان يثبت عليه وهذا معروف في الاوامر. من امر بشيء قد تحقق به فان معنى الامر ايثبت عليه قال تعالى يا ايها النبي اتق الله اي اي اسكت على تقوى الله جل وعلا. يا ايها الذين امنوا امنوا يعني اثبتوا على الايمان. هكذا قال كثيرون من اهل العلم. وفي هذا الجواب نظر والصواب والاصح الثاني وهو ان الصراط المستقيم وان كان الاسلام او القرآن او السنة او اتباع النبي صلى الله عليه وسلم فان له تفاصيل. وذلك ان الصراط المستقيم واسع فيه امور وتفاصيل. فالاسلام ليس شيئا واحدا. وانما هو مبني على امور. مبني على اركان خمسة وله شعب كذلك الايمان مبني على اركان ستة وله شعب شعب عقدية وشعب قولية وشعب عملية وهكذا الاحسان ركن واحد وايضا هذا الركن له تعب وهكذا فامور الاسلام متعددة. ايات الله جل وعلا في القرآن التي هي فيها الاخبار الاخبار متعددة اخبر الله باشياء كثيرة في القرآن. الاوامر متعددة النواهي متعددة فحين يسأل يسأل الله جل وعلا ان يدله كما ذكرت لك انفا وان يوفقه لهذه التفاصيل جميعا وهو سؤال من جميع ما يدخل في امور الاسلام ولهذا ليس ثم احد مستغني عن هذا السؤال. العالم بل الانبياء يحتاجون هذا السؤال النبي صلى الله عليه وسلم كان يتلو ذلك وهو محتاج اليه الصحابة يتلون ذلك وهم محتاجون اليه. كل احد يتلو هذه الاية ويسأل الله ان يهديه الصراط المستقيم. بهذا المعنى بتفاصيله وانواعه وابراجه وكل احد بحاجة الى ذلك بحسب حاله. فاذا تلت هذه الاية لا يقول قائل او لا يقول الثالث انا من اهل الهداية فكيف اسأل فما هو سؤال ربما ذكر؟ لا انت في اتم الحاجة في ابلغ الحاجة في اعظم الاحتياج والفقر الى ان تسأل ربك ان يدلك على امور هذا الصراط المتنوع وان ويفهمك ذلك ثم يوفقك الى هذا في الدنيا بالتزامه ثم يعطيك جزاءه في الاخرة بالجواز على الصراط. فكلنا قال نحن بحاجة اليه من مسائل الصراط. يوظف ذلك ان الصراط في الاخرة لا يملي عليه الا من قوي يقين لا يمضي عليه بسرعة مضاء سريع الا من قول. وهكذا الناس يحثون في سرعتهم بقدر قوة يقينهم وثباتهم ومعرفتهم بهذا الصراط في الدنيا. فبقدر معرفته بالصراط في الدنيا وثباته عليه والتزامه ايه ده يكون على ذلك الصراط شأنه وحاله يوم القيامة. ولهذا قال العلماء ان ان في الدنيا تلاميذ فلا تعلق بالخلق وهي تلاميذ الشهوات والشبهات. كما ذكر ذلك ابن القيم في اول المدارس قال فتنبه اذا علقت بقلبك الشبهات او الشهوات تمسح وتذكر حين تقول اهدنا الصراط المستقيم ايش الكلاليب التي على جنبتي الصراط وقد قال نبينا عليه الصلاة والسلام فمن ماض يعني على الصراط ومن مسلم ومن مخدوش ومن مكردش في النار. ذلك. فبقدر تعلق التلاميذ في الدنيا وفي قلاليب الشبع الشبهات والشهوات يكون ذلك ان لم ان لم يغفر الله ويتجاوز عن عبده نسأل الله جل وعلا على السلامة والعافية