وتحقيق الاحسان في العمل والاعتقاد والمقال. بين جل وعلا ايضا في سورة النساء هؤلاء على وجه التعيين الذين انعم الله عليهم على وجه التعيين. وقال سبحانه ومن يطع الله والرسول فاولئك المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد بن ابراهيم بن عبداللطيف ال الشيخ. دروس من تفسير القرآن الكريم تفسير سورة الفاتحة الدرس الثالث بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين حق الحمد وعظمه واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبد الله ورسوله وصفيه وخليله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا نسأل الله ان يهدينا واياكم صراطه المستقيم وان يجعلنا من الذين انعم الله عليهم وان يحشرنا في زمرة النبيين والصديقين والشهداء والصالحين اللهم لا تكلنا لانفسنا طرفة عين من علينا ولا تكلنا لانفسنا في اي امر من امورنا يا اكرم الاكرمين اللهم صحح مقالنا صحح شعالنا وصحح نياتنا واجعل كل ذلك خالصا لوجهك على سنة نبيك يا اكرم الاكرمين اما بعد فقد وقفنا عند قوله جل وعلا في سورة الفاتحة اهدنا الصراط المستقيم وبينا معنى الهداية وكون هذه الهداية في الصراط المستقيم وان قوله اهدنا فيه تنبيه لان هذا القائل يقول هذه الاية ومعه غيره من اخوانه المؤمنين بهذا تنبيه على ان هذه الصورة وهي سورة الفاتحة اذ كانت من القراءات الواجبة في الصلاة ان الصلاة التي تتلى فيها هذه الفاتحة انها واجبة اعني صلاة الفرض وهي صلاة الجماعة لانه قال اهدنا هذا تنبيه على ان ذلك انما يقع لمن كان معه غيره واما صلاة النفل فهي سبع لذلك وقد تقع جماعة وقد لا يكون ذلك. والحكم اذا دار بين الفرض والنفل فانه تغلب الفرض في مسائل كبيرة كما هو معلوم. قوله هنا اهدنا الصراط المستقيم. الصراط باللغة فما اجمع عليه اللغويون وحكى عليه الاجماع ابن جرير الطبري رحمه الله تعالى انه الطريق الواضح المستقيم الذي يجمع كثرة من السالكين فيه. واستشهد لذلك بقول تائب امير المؤمنين على صراط اذا ود الموارد مستقيم وهذا كما ذكر العلماء جاء مفصلا في الادلة الشرعية في الكتاب والسنة اعني معنى الصراط. وقد جمع ذلك ابن القيم وغيره حيث قالوا ان الصراط لا يسمى صراطا مستقيما حتى يجمع بين خصاله منها ان يكون واحدة في ايصاله للمقصود والثاني ان يكون اقصر طريق واصح طريق للايصال المقصود واستدل لذلك بلفظ المستقيم. فان المستقيم هو خلاف المائل والمائل اطول من المستقيم. فكان في دلالة قوله مستقيم اهدنا الصراط المستقيم في هذا الناس بالصراط انه اقصر طريق يوصل الى المقصود ومعنى ذلك ان غيره من الطرق انما هي سبل منحرفة معوجة لا توصل الى المقصود على الوجه الذي رضيه من نصب هذا الصراط. وكذلك لا يسمى صراطا مستقيما لا اما صراطا حتى يكون واسعا يكثر سالكوه وهذا لا شك فيه تنبيهات كثيرة على ان هذا الصراط كثر سالكوه وان الذي يسلكه وان كان في زمنه وحده فانه ليس بوحده بالنظر الى كثرة من سلكه ولهذا قال بعدها صراطه صراط الذين اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين انعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين فهي فهو صراط كثر السالكون فيه. ولو كان المرء في يومه او في زمنه لا يرى سالكا له الا هو فان هذا الصراط واسع قد سلكه فئام كثيرة من اولياء الله ومن المطيعين له ولرسله كذلك قال جل وعلا في وصف إبراهيم عليه السلام ان إبراهيم كان امة وهو امة يعني امام يعني اماما مقتدى به في الخير. وقال امام هذه الدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى ان قوله امة يعنى به مع كونه اماما يقتدى به في الخير الكثرة. وقال في تفسيرها ان ابراهيم كان امة لئلا اوحش سالك الطريق من قلة السالكين فلو لم يجب المؤمن الذي يدعو بهذا الدعاء اهدنا الصراط المستقيم الا ان يكون معه انبياء الله ورسل الله عليهم صلوات الله وسلامه لكفى بذلك يقينا له ولكفى بذلك اناثا له فهذه من صفات الصراط المستقيم وقوله هنا اهدنا الصراط المستقيم ان الصراط ينسب الى الله جل وعلا تارة كما في قوله ان ربي على صراط مستقيم وكما في قوله صراط الله ينسب او يضاف تارة الى السالكين فيه كما قال هنا صراط الذين انعمت عليهم فالاضافة الاولى انما هي بالنظر الى الذي نصبه ووضعه والاضافة الثانية هي بالنظر الى من سلكه له سبيلا له وكفى بهذا طمأنينة للعبد المؤمن لانه اذا نظر الى ان هذا الصراط الذي سلكه الذي نصبه وجعله طريقا موصلا للحق موصلا للمراد هو الله جل وعلا والله جل وعلا عليه ربنا جل وعلا على صراط مستقيم. وان السالكين فيه هم صفوة خلق الله كان ذلك في قلبه اعظم ما يكون من التثبيت ومن احداث اليقين وضرب الطمأنينة. وهذا كما ترى فيه انواع من الفواكه ولا شك قال جل وعلا بعدها صراط الذين انعمت عليهم وهذا الصراط عرف في الاية الاولى لقوله اهدنا الصراط المستقيمة ونعت بانه مستقيم والتعريف تعريف في قوله اهدنا الصراط هذا اما للعهد يعني الصراط المعهود واما ان يكون التعريف لبيان حقيقته هذا موجودا في اللغة وهذا موجود في اللغة ثم اكد ذلك وعرفه اكثر بعد التعريف السابق بالاضافة التي تقتضي التاريخ والتخصيص فما هو مقره في موضعه في علوم العربية؟ فقال صراط الذين انعمت عليهم الله جل وعلا ذكر انه الصراط وانه المستقيم وعرفه اكثر بانه صراط الذين انعم الله عليه فقال اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين انعمت عليهم وهذا له فائدة وهو ان الصراط من حيث معرفته على حقيقته قد يشتبه على كثير من الخلق. اي الصراط هو الحق اذا نظره من جهة حقيقته فاذا اشتبه عليه فثم تعريف اخر له على هذا الصراط وهو انه الصراط والسبيل الذي سلك فهو من انعم الله عليهم. وهذا لا يقع معه الاشتباه. لان من الناس من لا يحسن معرفة حقيقة الشيء من حيث هو لانه يحتاج الى علم والى نظر واستدلال. ولكن اذا نظر اليه من جهة من سلكه فانه يقع به تعريف اخاف وهذا من فوائد هذا التاريخ بعد التاريخ الله جل وعلا قال اهدنا الصراط المستقيم وهذا تعريف له لقوله الصراط يعني انه معروف معهود حقيقته. وقال بعدها صراط الذين انعمت عليهم اذا لم يصل الهد ولم يعرفه حقيقته التي قال فيها الصراط المستقيم فان حقيقته تعرف بالسالف فيه. فمن هو السالك بهذا الصراط الذي اذا وقع الاشتباه دلك على هذا الصراط الواحد الذي لا يتعدد. قال سبحانه صراط الذين انعمت عليهم. والذين انعم الله عليهم هم اهل تقواه اهل تحقيق الاسلام له. لان الله جل وعلا بين في سورة البقرة ان كثيرين ادعوا انهم سيدخلون الجنة من سائر الفرق والملل والمحل. فقال سبحانه وقالوا لن يدخل الجنة الا من كان هودا او نصارى تلك امانيهم قل هاتوا برهانكم ان كنتم صادقين ثم بين البرهان الذي يستحقه من يدخل الجنة وهي نهاية الصراط الجنة نهاية الصراط فهي الغاية التي شمر اليها المشمرون وساروا على هذا الصراط ليصلوا اليها بعد رضا الله جل وعلا وبعد رحمته. فقال بعدها قل هاتوا برهانكم ان كنتم صادقين. بلى يعني بلى سيدخل الجنة من اسلم وجهه لله وهو محسن يعني من جمع بين هذين الوصفين. تحقيق الاسلام الذين انعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين. وحسن اولئك رفيقا ذلك الفضل من الله وكفى بالله عليما. فبين ان الذين انعم الله عليهم والذين نسب اليهم هذا الصراط لانهم هم الذين سلكوه على نور من ربهم وعلى برهان صحيح من ربهم هم النبيون والصديقون والشهداء والصالحون. هؤلاء هم الذين انعم الله عليهم. فان كان العبد قد رأى النبيين فهذا بعضهم وان كان رأى الشهداء الذين قاتلوا لتكون كلمة الله هي العليا في سبيل الله فهذا هو صراطهم او رأى الصديق الذين صدقوا وجاؤوا بالصدق وصدقوا به. قالوا الصدق في قولهم واعتقادهم لم يعتقدوا خلاف الواقع. لم يقولوا خلاف الواقع لم يعملوا بخلاف ما يجب وهو الواقع فان هؤلاء هم الصديقون اذا لم ترى اولئك ولم ترى اولئك فابحث عن الصديق فان لم ترى اولئك فستجد الصالحين لا يخلو منهم زمان. وهم الذين قام بهم الصلاح وجماعه صلاح القلب بما قام به من الاعتقادات وصلاح القول بما قام به وصلاح القول بما قام باللسان من انواع الكلام الطيب وصلاح العمل الذي هو متابعة السنة. وهذا يوضح لك هذا الصراط بحيث انه لا يقع فيه اشتباه ابدا قال جل وعلا صراط الذين انعمت عليهم. ومنهم هم الذين اطاعوا الله جل وعلا ابو له ولرسله من اتباع الرسل ومقدم اولئك وائمتهم رسل الله وانبياؤه عليهم الصلاة والسلام قال الله جل وعلا هنا اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين انعمت عليهم هذا فيه اسناد الانعام الى الله وهذا فيه تنبيه فانهم سلكوا هذا الصراط ونسب الله جل وعلا بل اضاف الصراط اليهم بقوله صراط الذين انعمت انت عليه ومع انه اضاف الصراط اليهم في هذا موضع لكنه نبه على ان سلوكهم لهذا الصراط انما هو من جهة انعام الله عليهم لا من جهة انفسهم فقال صراط الذين انعمت عليهم وهذا فيه ابعاد للقلب عن الغرور بالنفس وعن الثقة بها وعن اعتقاد انه وصل الى الاستقامة او ثبت عليها او سيثبت عليها من طريق جهده واجتهاده ونفسه بل انه لا غنى للعبد عن الله طرفة عين. فالثابت لهذا الصراط ما سلكه الا بانعام الله عليه. فهو جل وعلا الذي الهدى اهدنا الصراط المستقيم وهو الذي دل عليه وهو الذي انعم به تلوكا يعني وفق اليه فمبتدأ الامر من الله ومنتهاه على الله والى الله والله جل وعلا بعد ذلك يثيب السائرين على الصراط وهذا اعظم ما يكون من الرحمة والكرم والمنة والاحسان والفضل يرشد اليه ويوفق اليه ويهدي اليه ثم بعد ذلك يثيب الحب وهو المنعم المتفضل. وهذا لا شك يجعل القلب في محبة بعد المحبة وفي تجرد بعد التجرد وفي حسن توكل على الله وتقويض الامر اليه وهظم للنفس عن حقوقها فالفاتحة هذه السورة العظيمة فيها اصول العقائد فيها اصول السلوك فيها اصول الاحكام ولهذا صارت وسمي ام القرآن ولقد اتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم هي القرآن العظيم وهي السبع المثاني وهي ام الكتاب لما اشتملت عليه من اصول عظام. قال هنا صراط الذين انعمت عليهم. هؤلاء قيراطهم واحد واما غيرهم فهم على سبل كما جاء القرآن او كما يعبر بعضهم على شروط مختلفة لكنها شروط لا توصف بالاستقامة او هي سبل ليست بشرط اصلا قال سبحانه وان هذا صراطي اضافه الى نفسه وان هذا صراطي مستقيما فاتبعوه. ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله. ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون. فالصراط صراط الله وغير هذا الصراط سبل. على كل سبيل منها شيطان يدعو الناس الى ذلك السبيل. لا حصر لها ولا عدد تتنوع وتتفرع وتتشعب باختلاف الازمنة والامكنة ولكن صراط الله واحد اضافه الى نفسه لتعرفه واظافه الى اوليائه السالكين فيه لتعرفه. ثم بين ايضا ما به يعرف هذا الصراط وهو انه مخالف لطرق الهالكين فقال سبحانه بعدها غير المغضوب عليهم يعني غير الصراط. المغضوب عليهم. صراط الذين انعمت عليهم غير صراط المغضوب عليهم فما هو الراجح في هذا الموضع عند جمع من اهل التفسير. وقال بعض العلماء ان غير هنا استثنان مثل حاشا وغير حاشا واشباهها وغير تقول دخل الرجال غير محمد يعني الا محمدا هي للاستثناء فقالوا ان قوله غير المغضوب عليهم هذا استثناء عما سبق يعني صراط اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين انعمت عليهم لكن صراط الاستثناء منقطع لكن صراط المغضوب عليهم ولا الضالين لا نريده لا نبغيه لا نختاره وهذا فيه نظر من جهة عربية وفيه نظر ايضا من جهة المعنى المتقرر هنا والانسب هو الاول كما قرره المحققون وهو ان غير نعت لما قبلها غير المغضوب عليهم يعني غير صراط المغضوب عليهم وهنا على هذا التقدير هل يجعل للمغضوب عليهم قيراط هل يجعل لهم صراط ام انها سبل لهم هذا على خلاف. هذا الصراط يقع على المحمود من السبيل ام يقع على المحمود والمذموم من السبيل خلاف لغوي وكذلك اصطلاح او استعمال. وعلى هذا او هذا فاننا نقول ان المعنى غير صراط اذا كان صراط للمحمود والمذموم او يضاف الى المعنى غير سبيل الم المغضوب عليهم ولا الضالين. لان اللفظ اذا حذف فانه يصح ان يقدر مكانه لفظه ان صلح او مع ان لم يصلح اللفظ وهذه قاعدة تستفيد منها في المقدرات في التفسير في غيره. غير المغضوب عليهم ولا الضالين. المغضوب عليهم هم اليهود والضالون هم النصارى. صح بذلك الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. كما رواه الترمذي وغيره بل حكي اتفاق المفسرين على ان المغضوب عليهم هم اليهود والضالين هم النصارى. المغضوب عليهم اليهود لان الله جل وعلا وصفهم هذا القرآن بانه غضب عليه في غير ما آية كقوله تعالى فباءوا بغضب على غضب وكقوله تعالى وغضب الله عليهم ونحو ذلك وهم مع كونهم مغضوبا عليهم هم ايضا ضالون فلما وصف النصارى بالضلال مع انهم مغضوب عليهم ايضا ووصف اليهود بالغضب مع انهم ضالون ايضا قال العلماء لان اخص صفات اليهود انهم مغضوب عليه ولان اخص صفات النصارى انهم ضالون فوصف اولئك وهؤلاء باخص الصفات التي تضاف لهم. نعم اليهود ضالون ولكن اخص من ضلالهم انهم مغضوب عليهم ولهذا ذكر الله جل وعلا في كتابه الغضب عليهم في غير ما آية في آيات كثيرة والنصارى ضالون كما قال جل وعلا قل يا اهل الكتاب لا تغلوا في دينكم غير الحق ولا تتبعوا اهواء قوم قد ظلوا من قبل واضلوا كثيرا وضلوا عن سواء السبيل اية المائدة. الله جل وعلا وصف النصارى بانهم اهل ضلال. وهذا لانهم اخص بهم. فما هو الغضب او لمن وصف اليهود بانهم مغضوب عليهم؟ قال غير المغضوب عليهم قال العلماء ان المغضوب من حيث اللفظ اسم مفعول جاءت قبله الف والمتقرر ان اسم المفعول اذا جاءت قبله هل تكون تكون الف من موصولا كما قال ابن مالك في الالفية يقول وصفة صريحة صلة الف صفة صريحة يعني اسم الفاعل واسم المفعول. وصفة صريحة صلة الف وكونها بمعرض الافعال قل. قال غير المغضوب عليهم فهنا كانه قال غير الذين فغضب عليهم وهذا يعني ان اولئك الذين غضب عليهم انهم تغيير لان لانه عبر بالاسم الموصول الذي هو الف في اولها او تكون هل هنا للعهد مع كونها موصولة؟ يعني تفيد التعريف على اختيار بعض النحاس المقصود انه غضب على اليهود وسبب الغضب كما ذكر العلماء انهم علموا فخالفوا علموا علما بينا واقيمت عليهم الحجج المتنوعة وعلموا ذلك واستبانوه ووضح لهم ولكنهم خالفوا عن يقين وعن معرفة الذين اتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون ابناءهم وان فريقا منهم ليكتمون الحق وهم يعلمون حرموا الحلال وهم يعلمون انه حلال. حلوا الحرام وهم يعلمون انه حرام. غيروا حدود الله وهم يعلمون انها حدود الله. فوصفوا بانهم مغضوب عليهم. والغضب جاء على اليهود جميعا مع ان الذي فعل تلك الافعال انما هم علماؤهم وهذا يدل كما ذكره طائفة من اهل العلم على يدل على ان العامة تبع لعلمائها في الحكم وهذه مسألة مهمة قال هنا غير المغضوب عليهم. يعني غير الذين غضب عليهم. وسبب الغضب انهم علموا فخالفوا وقال عن النصارى الصفراء يعني ولا صراط الضالين. والظالين اسمه اسم فاعل الضلال جمع تصحيح للضال والضال اسم فاعل الضلال او اسم من قام به الضلال. والضلال الضلال اصله في اللغة النسيان قال جل وعلا ان تضل احداهما فتذكر احداهما الاخرى وقال سبحانه افإذا ظللنا في الأرض ائنا لفي خلق جديد. يعني نزلوا حالهم اذا انتهت لحومهم وعظامهم في الارض منزلة من نسي وتفرق. بحيث لم يعد شيئا مذكورا والضلال نسيان يعني اطلق على من خالف الحق عن غير علم ضالا لانه في مقام من تركه نسيانا له واعراضا عنه مع عدم علم به وهذا ظاهر بالصلة بين المعنى اللغوي والمعنى الشرعي. ولا الضالين وهم النصارى. لانهم تعبدوا بعبادات على جهالة ضلوا وهم ليسوا من الذين تعمدوا ذلك وقد اوضح الله جل وعلا هذا في سورة الحديث بقوله ورهبانية ابتدعوها ما كتبناها عليهم الا بابتغاء رضوان الله فما رعوها حق رعايتها. وهذا فيه التحذير من سبيلين وقع في هذه الامة السبيل الاول شابه اليهود السبيل الثاني سبيل من شابه النصارى. والناس الذين يتلون هذه الفاتحة في هذه الامة اما علماء واما متعبدون اما علماء فعلا او على حكم العلماء طلبة علم او منتسبين او نحو ذلك واما ليسوا بعلماء ولا بمنتسبين الى العلم هذان الصنفان في الامة ممن يتلو هذه الفاتحة ويحافظ عليها في صلاته ويتلوها. الله جل وعلا بعد ان ذكر الصراط ذكر وصف فهو باعتبار السالكين وذكر ما يتميز به هذا الصراط باعتبار الهالكين وهم الذين علموا فخالفوا العلم. نسأل الله جل وعلا العافية واتبعوا اهواءهم. والذين تعبدوا الله جل وعلا على جهل واذا تبين هذا فترجع الى هذه الثلاث ايات وهي قوله اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين انعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين فتلاحظوا ان هذا الدعاء مع ان الله جل وعلا هو الذي انزله ليرشد العباد اليه ويبين ويبين ويبين لهم هذا الطريق فهو جل وعلا ينبه العباد في دعائهم الى ما ينبغي ان يقوم بقلوبهم لان الداعي حين يدعو يستحضر ما يدعو به. فحين يقول اهدنا الصراط المستقيم يسأل الله الهداية لهذا الصراط هو تكلم ايضا بوصف هذا الصراط. يخاطب ربه بذلك بقوله صراط الذين انعمت عليهم معنى ذلك انه راغب في سلوك صراط المنعم عليهم. ايضا قال غير المغضوب عليهم ولا الضالين. يعني انه غير راغب ولا محبب ولا بقريب ولا يرغب بل يستعيذ بالله من صراط الذين خالفوا عن علم وصراط الذين تعبدوا على جهالة اترى ان هذه الايات اعطت الهداية للقلب من جميع جهاته بحيث انه لو تأملها اغلقت عليه مداخل الشيطان. لو تأمل هذا الدعاء على حقيقته استغلقت عليه مداخل الشيطان. فهذا الصراط اهدنا الصراط المستقيم باظافته الى الله وحاجة العبد الى هذه الهداية حيث سأل الله جل وعلا ذلك ثم من سلكه وهذا يعني انه يقوم بقلبه انه مع هؤلاء الذين انعم الله عليهم وهم اهل طاعة الله وطاعة رسوله واهل تقواه ثم بغضه وعدم رغبته وكراهته لصراط الذين علموا فخالفوا العلم والذين تعبدوا على جهالة وهؤلاء الاصناف وقعت هؤلاء الاصناف كبروا في هذه الامة جدا. اعني الذين تعبدوا على جهالة والذين علموا فتركوا العلم في العقائد وفي العبادات وفي يعني في في الفقه وفي السلوك الى اخره كذلك الذين تعبدوا على غير بصيرة. يشرع لمن اتم الفاتحة اذا كان في صلاة ان يقول بعدها امين وهذا مفاعل بمعنى التجد قد تكون ممدودة. آمين. وقد تكون مقصورة آمين وكلها لغة وهي صحيحة. وهي ليست من الفاتحة وانما هي دعاء بمعنى السجد المؤمن احد الداعيين يعني اذا قال الامام هذه الدعوات اذا سلا الفاتحة ودعا بهذه الدعوات فقال المؤمن بعده امين فكأنه شركه في الدعاء يعني كانه قال هذا الدعاء من اوله الى اخره لنفسه ومن معه. دليل ذلك قوله تعالى كي سورة يونس وقال موسى ربنا انك اتيت فرعون وملأه زينة واموالا في الحياة الدنيا. ربنا ليضلوا عن سبيلك ربنا اطمس على والهم واشدد على قلوبهم فلا يؤمنوا حتى يروا العذاب الاليم. هنا الدعاء من الذي دعاه موسى عليه السلام. قال جل وعلا في الاية بعدها قد اجيبت دعوتكما والداعي موسى قال المفسرون لان هارون امن. فقال امين بعد دعاء موسى. والمؤمن احد كأنه دعا الدعاء بمفرده له ولاخيه فالمؤمن احد الداعيين. ولهذا يحرم الخير من لا يؤمن في الصلاة من يدعو الامام بهذه الدعوات ثم هو لا يؤمن يحرم هذا الخير العظيم بهذا تنتهي هذه السورة وقد اطلنا فيها بعض الشيء لاهميتها ولافتتاح هذه الدروس. واما بقية التفسير فقد لا تكون على هذا النحو. وصلى الله وسلم