وتشتكي الى الله والله يسمع تحاوركما. ان الله سميع بصير قوله قد سمع قد هنا للتحقيق ان قد اذا دخلت على الماضي فهي للتحقيق واذا دخلت على المضارع فانها للاحتمال واني نازعته في شيء فغضب فقال انت علي كظهر امي ولم يرد به الطلاق. ولي منه عين او عينان. فقال ما اعلمك لقد حرمت عليه فقالت اشكو الى الله ما نزل بي الا اذا كانت مراء ولهذا ذم في القرآن الجدل واما المجادلة في الحق فانها او للوصول الى حق فانها لا بأس بها قال جل وعلا ما ضربوه لك الا جدلا لا بأس به بل هذا من حرصها على دينها وعلى نفسها وعلى زوجها وصبيتها وابتدأ الله جل وعلا هذه السورة العظيمة بقوله قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها بل هم قوم خصمون فذكر الجدل على سياق الذنب وقال وجادلهم بالتي هي احسن فامر بالمجادلة على هذا الوصف وهو ان تكون بالتي هي احسن فاذا مرادة المرأة في شأن دينها المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد بن ابراهيم بن عبداللطيف ال الشيخ دروس من تفسير القرآن الكريم. تفسير سورة المجادلة الدرس الاول بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم الهمنا رشدا او قنا شر نفوسنا واغفر لنا ونشركنا والحاضرين. قال الحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى تفسير سورة المجادلة او المجادلة وهي مدنية. بسم الله الرحمن الرحيم. قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي الى الله. الله يسمع تحاوركما. ان الله سميع بصير. قال الامام احمد حدثنا معاوية قال حدثنا الاعمش عن تميم ابن سلمة عن عروة عن عائشة قالت الحمد لله الذي وسع سمعه الاصوات. لقد جاءت المجادلة الى النبي صلى الله عليه وسلم تكلمه وانا في ناحية البيت ما اسمع ما تقول. فانزل الله عز وجل قد سمع الله قول التي تجادله في زوجها الى اخر الاية. وهكذا رواه البخاري في كتاب التوحيد تعليقا. فقال وقال الاعمش عن تميم ابن سلمة عن عن عائشة فذكره واخرجه النسائي وابن ماجة وابن ابي حاتم وابن جرير من غير وجه عن الاعمش به وفي رواية لابن ابي حاتم عن الاعمش عن تميم ابن سلمة عن عروة عن عائشة انها قالت تبارك الذي اوعى سمعه كل شيء اني فاسمع كلامه كله كله قالت تبارك الذي اوعى سمعه كل شيء. اني لاسمع كلام خولة بنت ثعلبة ويخفى علي بعضه. وهي تشتكي زوجها الى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي تقول يا رسول الله اكل ما لي وافنى شبابي ونثرت ونثرت او بطني حتى اذا كبرت سني وانقطع ولدي ظاهر مني اللهم اني اشكو اليك قالت فما برحت حتى نزل جبريل بهذه الاية قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها. قالت وزوجها اوس بن الصامت وقال ابن لهيعة عن ابي الاسود عن ابي الاسود عن عروة عن اوس ابن الصامت وكان اوس امرأ به به لمم. فكان اذا اخذه لممه واشتد به يضاهي من امرأته واذا ذهب لم يقل شيئا. فاتت رسول الله صلى الله عليه وسلم تستفتيه ذلك وتشتكي الى الله فانزل الله قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي الى الله الان. وهكذا روى هشام ابن عوض عن ابيه ان رجلا كان به لمم فذكر مثله وقال ابن ابي حاتم حدثنا ابي قال حدثنا موسى ابن اسماعيل ابو سلمة قال حدثنا جرير يعني ابن حازم قال سمعت ابا يحدث قال لقيت امرأة عمر يقال يزيده. نعم قال سمعت ابا يزيد يحدث قال لقيت امرأة عمر يقال لها خولة بنت ثعلب نعم اتفضل. نعم قال لقيت امرأة عمر يقال لها خولة بنت ثعلبة وهو يسير مع الناس فاستوقفته فوقف لها ودنى منها واصغى اليها رأسه ووضع يديه على منكبيها حتى قضت حاجتها وانصرفت. فقال له رجل يا امير المؤمنين حبست حبست رجالات قريش على هذه العجوز؟ قال ويحك وتدري من هذه؟ قال لا قال هذه امرأة سمع الله شكواها من فوق سبع سماوات. هذه خولة بنت ثعلبة. والله لو لم تنصرف عني الى الليل ما انصرفت عنها حتى تقضي حاجتها الا ان تحضر صلاة فاصليها. ثم ارجع اليها حتى تقضي حاجتها. هذا منقطع بين ابي يزيد وعمر وعمر بن الخطاب وقد روي من غير هذا الوجه وقال ابن ابي حاتم ايضا حدثنا حدثنا المنذر بن شاذان قال حدثنا يعلى قال حدثنا عن عامل قال المرأة التي جادلت في زوجها خولة بنت الصامت وامها معاذة التي انزل الله فيها ولا تكرم بداياتكم على البغاء ان اردن تحصنا. صوابه قولة امرأة اوس ابن الصامت قال في تفسير قوله تعالى الذين يظاهرون منكم من نسائهم ما ظن امهاتهم ان امهاتهم الا الله ولدنهم وانهم ليقولن منكرا من القول وزورا. وان الله عفو غفور. والذين يضاهرون من نسائهم ثم يعودون لما قالوا فتحرير رقبة من قبل ان يتماسى. ذلكم توعظون به. والله بما تعملون خبير. فمن لم يجد فصيام شهرين متتابعين من ان يتماسى فمن لم يستطع فاطعام ستين مسكينا ذلك لتؤمنوا بالله ورسوله وتلك حدود الله للكافرين عذاب اليم قال الامام احمد حدثنا سعد بن ابراهيم ويعقوب قال حدثنا ابي قال حدثنا محمد ابن اسحاق قال حدثني مع ابن عبد الله ابن حنظلة عن يوسف عن يوسف ابن عبد الله ابن سلام عن خويلة بنت ثعلبة قالت في والله وفي اوس ابن انزل الله صدر السورة المجادلة. قالت كنت عنده وكان شيخا كبيرا قد ساء خلقه. قالت فدخل علي يوما فراجعته بشيء فغضب فقال انت علي كظهر امي. قالت ثم خرج فجلس في في نادي قومه ساعة. ثم دخل عليه فاذا هو تريدني عن نفسي؟ قالت قلت كلا والذي نفسك ويلة بيده لا تخلص الي. وقد قلت ما قلت حتى يحكم الله ورسوله فينا بحكمه قالت فواتبني فامتنعت منه فغلبته بما تغلب به المرأة الشيخ الظعيف فالقيته عني. قالت ثم خرجت الى بعض جاراتي فاستعرت منها ثيابا ثم خرجت حتى جئت الى رسول الله صلى الله عليه وسلم. فجلست بين يديه فذكرت له ما لقيت منه وجعلت اشكو اليه ما القى من سوء خلقه قالت فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يا خويلة ابن عمك شيخ كبير فاتقي الله فيه قالت فوالله ما برحت حتى نزل في القرآن فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يا خويلة فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم نعم قالت فما برحت حتى نزل في قرآن فتغشى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما كان يتغشاه ثم سري عنه فقال لي يا خويلة قد الله فيك وفي صاحبك قرآنا ثم قرأ عليه قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي الى الله والله يسمع ان الله سميع بصير الى قوله تعالى وللكافرين عذاب اليم. قالت فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم مرهبا يعتق رقبة. قالت فقلت يا رسول الله ما عنده ما يعتق. قال فليصم شهرين متتابعين. قالت فقلت والله انه لشيخ كبير ما له من صيام. قال فليطعم ستين مسكينا وسقا من تمر. قالت فقلت والله يا رسول الله ما ذاك عنده؟ قالت فقال رسول الله فانا سنعينه بفرق من تمر. قالت فقلت يا رسول الله وانا ساعينه بفرق اخر. قال قد اصبت واحسنت فاذهبي تصدقي به عنه ثم استوصي بابن عمك خيرا. قالت ففعلت ورواه ابو داوود في كتاب الطلاق من سننه من طريقين عن محمد ابن اسحاق ابن يسار وابن يسار به وعنده قولة بنت ثعلبة. ويقال فيها خولة بنت ما لك بن ثعلبة. وقد تصغر فيقال ولا منافاة بين هذه الاقوال فالامر فيها قريب والله اعلم هذا هو الصحيح في سبب نزول هذه السورة. فاما حديث سلمة بن صخر فليس فيه انه وكان سبب النزول ولكن نعم نعم هو يقصد الايات التي الان قال فاما حديث سلمة بن صخر فليس فيه انه كان سبب النزول. ولكن امر بما انزل الله ولكن امر بما انزل الله في هذه السورة من العتق او الصيام او الاطعام. كما قال الامام احمد حدثنا يزيد ابن هارون قال اخبرنا محمد ابن اسحاق ابن يسار محمد ابن عمرو ابن عطاء عن سليمان ابن يسار عن سلمة بن صخر الانصاري قال كنت امرأة قد اوتيت من جماع النساء ما لم يؤت غيري فلما دخل كنت امرأة قال كنت امرأ قد افيد من جماع النساء ما لم يمت غيري فلما دخل رمضان تطهرت من امرأتي حتى ينسلخ رمظان فرقا من ان في ليلتي شيئا فاتتابع في ذلك الى ان يدركني النهار؟ وانا لا اقدر ان انزع فبينما هي تخدمني من الليل اذ تكشف لي منها شيء فوتب فلما اصبحت غدوت على قومي فاخبرتهم خبري وقلت انطلقوا معي الى النبي صلى الله عليه وسلم فاخبروه بامري. فقالوا لا والله لا نفعل نتخوف وان ينزل فينا او يقول فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم مقالة يبقى علينا عارضا. ولكن اذهب انت فاصنع ما بدا لك. قال فخرجت حتى اتيت النبي صلى الله عليه وسلم فاخبرته خبري فقال لي انت بذاتي. فقلت انا بذاك. فقال انت بذاك فقلت انا بذاك. قال انت بذاك؟ قلت نعم ها انا فامضي في حكم الله عز وجل فاني صابر له. قال اعتق رقبة. قال فضربت صفحة رقبتي بيدي وقلت لا والذي بعثك بالحق ما اصبحت املك غيرها قال فصم شهرين متتابعين. قلت يا رسول الله وهل اصابني ما اصابني الا في الصيام؟ قال فتصدق فقلت الذي بعثك بالحق لقد بتنا ليلتنا هذه وحشية ما لنا من ما لنا عن شاه. قال اذهب نعم قال فقلت والذي بعثك بالحق لقد بتنا ليلتنا هذه او وحشة ها الا والذي بعثك بالحق لقد بتنا ليلتنا هذه وحشا ما لنا عشاء. قال اذهب الى صاحب صدقة بني زريق فقل له فليدفعها اليك فاطعم انت منها وصفا من ذنب ستين مسكينا ثم استعن بسائره عليك وعلى عيالك. قال فرجعت الى قومي فقلت وجدت عندكم الضيق وسوء الرأي ووجدت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم السعة والبركة. قد امرني بصدقتكم فادفعوها الي فدفعوها فدفعوها الي. وهكذا رواه ابو داوود وابن ماجة واختصر الترمذي وحسنه وظاهر السياق ان هذه القصة كانت بعد قصة اوس بن الصامت وزوجته خويلة بنت ثعلبة كما دل عليه سياق تلك هذه بعد التأمل. قال قصيف عن مجاهد عن ابن عباس اول من اظهر من ظهر من امرأته اوس ابن الصامت. اخو عبادة ابن الصامت وامرأته خولة ثعلبة ابن مالك فلما ظهر منها خشيت ان يكون ذلك طلاقا فاتيت فاتت خشية ان يكون ذلك طلاقا فاتت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت يا رسول الله ان اوسا ظهر مني وانا ان افترقنا هلكنا. وقد نثرت بطني منه وقد صحبته وهي تشكو ذلك وتبكي. ولم يكن جاء في ذلك شيء فانزل الله تعالى قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي الى الله الى قوله تعالى وللكافرين عذاب اليم. فدعاهم رسول الله صلى الله عليه واله وسلم فقال اتقدر على رقبة تعتقها؟ قال لا والله يا رسول الله ما عليها قال فجمع له رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى اعتق عنقه ثم راجع اهله رواه ابن الجليل ولهذا ذهب ابن عباس والاكثرون فاعتق عنه النار حتى اعتق عنهم. ثم راجع اهله. رواه ابن جرير ولهذا ذهب ابن عباس والاكثرون الى ما قلناه والله اعلم. فقوله تعالى الذين اعتق عنه اه لها احتمالان اول ان يكون المقصود اعتق عنه رقبة والثاني يكون المقصود اعتق عنه اي كفرها كفارة التي امر الله جل وعلا بها وهي الاطعام. والاحتمال الثاني اولى ان يحمل عليه آآ ولا يحمل على معنى العتق الاصلي لتتوافق الرواية مع الروايات الاخرى وان كان المعنى اعتق عنه يعني اعتق عنه رقبة هذا ليس بمحفوظ معروف انه لم يكن اه عنده شيء وان النبي صلى الله عليه وسلم اعطاه آآ طعاما ليتصدق قال فقوله تعالى الذين يظاهرون منكم من نسائهم اصل الظهار مشتق من الظهر. وذلك ان الجاهلية كانوا اذا ظاهر احدهم من امرأته قال فلها انت علي كظهر امي ثم في الشرع كان الظهار في سائر الاعضاء قياسا على الظهر هكذا قال غير واحد من السلف قال ابن على ظهره وكان الظهار عند الجاهلية طلاقا فارقص الله لهذه الامة وجعل به كفارة ولم يجعله وطلاقا كما كانوا يعتمدونه في جاهليتهم. هكذا قال غير واحد من السلف. قال ابن جرير حدثنا ابو طريف قال حدثنا عبيد الله بن ابن موسى عن ابي ابي حمزة عن عكرمة عن ابن عباس قال كان الرجل اذا قال لامرأته في الجاهلية انت علي كظهر امي حرمت علي. فكان اول من ظاهرة في الاسلام اوس وكان تحته ابنة عم له يقال لها خويلة بنت ثعلبة فظهر منها فاسقط في يديه وقال ما مراد ما اراد الا قد حاممت عليك وقالت له مثل ذلك. قال فانطلقي الى رسول الله صلى الله عليه واله وسلم فاتت رسول الله صلى الله عليه وسلم فوجدت عنده ماء ماشطة تمشط رأسك. فقال يا خويلة ما ما امرنا في امرك بشيء؟ فانزل الله ما امرنا. ما امرنا نعم ما امرنا في امرك بشيء فانزل الله على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا خويلة ابشري. قالت خيرا قال فقرأ عليها قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي الى الله والله يسمع تحاوركما الى قوله تعالى والذين يظاهرون من نسائهم ثم يعودون لما فتحليل رقبة من قبل ان يتماسى. قالت واي رقبة لنا؟ والله ما يجد رقبة غيري. قال فمن لم يجد فصيام شهرين متتابعين قالت والله لولا انه يشرب في اليوم ثلاث مرات فذهب وصوك. قال فمن لم يستطع فاطعام ستين مسكينا. قالت من اين ما هي الا اكلة الى مثلها. قال فدعا بشطر وصف ثلاثين ساعة. والوصف ستون ساعة فقال ليطعم ستين مسكينا وليراجعك. وهذا اسناد جيد قوي وسياق غريب فدعا بشطر وصف ثلاثين صاعه والوصف ستون ساعة فقال ليطعم ستين مسكينا وليراجعك وهذا اسناد جيد قوي وسياق غريب. وقد روى وقد روي عن ابي العالية نحو هذا. وقال ابن وقال ابن ابي حاتم حدثنا محمد بن عبد الرحمن الهروي قال حدثنا عن ابن عاصم عن داوود ابن ابي هند عن ابي العالية قال كانت خولة بنت دليج تحت رجل من الانصار وكان ضرير البصر فقير خيرا سيء الخلق وكان طلاق اهل الجاهلية اذا اراد الرجل ان يطلق امرأته قال انت علي كظهر امي وكان لها منه عين او عينان فنازعته في شيء فقال انت عيني كظهر امي. فاحتملت عليها ثيابها حتى دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم وهو في بيت عائشة وعائشة تغسل شق رأسه فقدمت عليه فقدمت عليه ومعها عينها. فقالت يا رسول الله ان زوجي ضرير البصر فقير لا شيء له سيء الخلق ما نزل بي وابى صبيتي قالت قال قالت ودارت عائشة فغسلت شق رأسه الاخر فدارت معها فقالت يا رسول الله زوجي ضرير بصر زوجي ضرير البصر فقير سيء خلق وانني منه عين لم عينين واني نزعته في شيء فغضب وقال انت علي كظهر امي ولم يرد به الطلاق قالت فرفع الي رأسه قال ما اعلمك الا قد حرمت عليك. فقالت اشكو الى الله ما نزل بي وابى صبيتي. قالت رأت عائشة وجها ما نزل بي بيهب يا سفيان لا ثم ماذا نزل حافظ صبية وانها ابي قالت فقالت اشكو الى الله ما نزل بي كلها وبابي سبيتي قالت قال ورأت عائشة وجه النبي صلى الله عليه وسلم تغير فقالت لها وراءك وراءك فتنحت فمكث رسول الله صلى الله عليه وسلم في غشيانه ذلك ما شاء الله فلما انقطع الوحي قالت يا عائشة قال يا عائشة اين المرأة؟ فدعتها فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم اذهبي فاتيني فاتيني بزوجك فانطلق التسعة فجاءت به فاذا هو كما قالت ضرير البصر فقيرا فقير سيء الخلق. فقال النبي صلى الله عليه وسلم استعيذ بالله العليم بسم الله الرحمن الرحيم قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها الى قولك والذين يظاهرون من نسائهم ثم يعودون لما قالوا قال النبي الله عليه وسلم اتجد رقبة تعتقها من قبل ان تمسها؟ قال لا. قال افتستطيع ان تصوم شهرين متتابعين؟ قال والذي بعثك بالحق اني اذا لم اكل مرتين والثلاث يكاد ان يعشو بصري. قال افتستطيع ان تطعم ستين مسكينا؟ قال لا الا ان تعينني. قال فاعانه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال اطعم ستين مسكينا. قال وحول الله الطلاق فجعله وهارا. رواه ابن دري عن ابن المثنى عن عبد الاله عن داوود قال سمعت ابا العارية فذكر نحوه باقصر من هذا السياق. وقال سعيد بن جبير كان الايلاء والظهار من طلاق الجاهلية. فوقت الله بناء اربعة اشهر وجعل في الظهار الكفارة رواه ابن ابي حاتم بنحوه. وقد استدل الامام ما لك على ان الكافر لا يدخل في هذه الاية بقوله منكم للمؤمنين واداب الجمهور بان هذا خرج مخرج الغالب فلا مفهوم له. واستدل الجمهور عليه بقوله من نسائهم على ان قال وقد استدل الامام مالك على ان الكافر الكافر لا يدخل في هذه الاية بقوله منكم فالخطاب للمؤمنين واجاب الجمهور بان هذا مخرج الغالب فلا مفهوم له. واستدل الجمهور عليه بقوله من نسائهم على ان الامة لا ظهر منها. ولا تدخل في هذا الخطاب وقوله تعالى ما هن ام من امهاتهم الا الذي ولدنهم اي لا تصير المرأة في قول الرجل انت علي كامي او مثل امي او كظهر امي وما اشبه ذلك لا تصير امه بذلك انما امه التي ولدته تصير ثم لا تصير زوجته امه قال لا تصير امه بذلك انما امه التي ولدته. ولهذا قال تعالى وانهم ليقولون منكرا من القول وزورا اي كلام فاحشا باطلا. وان الله لعفو غفور اي عما كان منكم في حال الجاهلية. وهكذا ايضا عما خرج من سبق اللسان ولم يقصد اليه المتكلم كما رواه ابو داوود ان رسول الله صلى الله عليه وسلم سمع رجلا يقول لامرأته يا اختي فقال اختك هي فهذا ولكن لم يحرمها عليه بمجرد ذلك. لانه لم يقصده ولو قصده لحرمت عليه. لانه لا فرق على الصحيح بين الام وبين غيرها من سائر المحارم من اخت وعمة وخالة وما اشبه ذلك وقوله تعالى والذين يظاهرون من نسائهم ثم يعودون لما قالوا بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما وعملا واغفر لنا ذنوبنا واسرافنا في امرنا واستر علينا عيوبنا يا اكرم الاكرمين اما بعد فهذا تفسير لصدر سورة المجادلة وهي اول جزء ثامن والعشرين من اجزاء القرآن الكريم وسميت بالمجادلة لانها اشتملت على قصة المرأة التي تجادل قال جل وعلا قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها واصل الجدل مرادة الكلام مأخوذ من الجدل وهو رد الشيء الى بعضه ولهذا سمي الحبل جبينا وسميت وقائر المرأة ايضا جدائل لان بعضها يرد الى بعض فالمجادلة عدم قبول الكلام ورد رده الى اوله يعني هذا يقول وهذا يرد لان الاصل في الاخبار او الاصل في الكلام تسليم فاذا صار فيه رد وعدم تسليم سمي مجادلة والمجادلة لا بأس بها لا تحرم ولا تكره او للتقليل او للتكسير تكون لمجرد الاحتمال في حال وللتقليل في حال وللتكثير في حال يدل على ذلك الصيام وهذه الاية سمعت الروايات المختلفة في سبب نزولها وما اخبر النبي صلى الله عليه وسلم المرأة به وما اخبر الرجل به ايضا زوج المرأة واستدل بقوله قد سمع قد سمع الله ان القرآن كلام الله جل وعلا تكلم به في وقت التنزيل لا في القدم والذين يجعلون كلام الله جل وعلا كلاما نفسيا ويقولون انه القي في روح جبريل عبر به هؤلاء يشكل عليهم وهم الجهمية شاعره ومن نحى نحوهم يشكل عليهم كثيرا قوله قد سمع لان قد سمع هذه للتحقيق وسمعه الان فان كان الكلام قديما فكيف يقول قد سمع فلازم ان يكون يكلم الله جل وعلا بهذا القرآن بحسب ما اراد الله جل وعلا من انزال فكلام الله جل وعلا جنسه قبيل. ولكن القرآن جديد حديث منزل من عند الله جل وعلا. كما قال سبحانه ما يأتيهم من ذكر من الرحمن محدث وقال في الاية الاخرى ما يأتيهم من ذكر من ربهم محدث هذا يدل على انه حديث محدث يعني حديث جديد ولهذا اعقب هذه الاية وجعل خاتمتها ان الله سميع بصير تأكيد ان سمعه سبحانه وتعالى لذلك بعد ان قالت ما قالت ولهذا قالت عائشة سبحان من وسع سمعه الاصوات لقد جاءت المجادلة تشتكي الى رسول الله صلى الله عليه وسلم وانا في ناحية البيت لا اسمع كلامي قال سبحانه قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي الى الله الزوج تطلق على الرجل وعلى المرأة وفي القرآن لم يقل للمرأة انها زوجة بل قيل هي زوج والرجل ايضا زوج وذلك لان كل واحد منهما يزاوج الاخر ويكون به زوجة وليس بفرط ولكن جاء في السنة تسمية المرأة زوجة كما في قوله عائشة زوجة نبيكم في الدنيا الاخرة وتشتكي الى الله رفع الشكوى الى الله جل جلاله من علامات الايمان ومن الاضطرار الذي يرجى معه جواب السؤال قال جل وعلا انما اشكو بثي وحزني الى الله الشكوى الى الخلق مكروهة او محرمة حسب الحال والشكوى الى الله جل وعلا فيما يلم العبد به مطلوبة لذلك فرج الله جل وعلا لها لما انزلت حاجتها بربها جل جلاله وتقدست اسماه قال سبحانه والله يسمع تحاوركما ان الله سميع بصير. تحاور والحوار هو مثل المجادلة ترد رد الكلام بعضه على بعض و بما ذكر من سبب النزول و الروايات الكثيرة التي سمعنا مشتملة على ان اهل الجاهلية كانوا يجعلون الظهار طلاقا فاذا ظاهر ومعناه انه طلق لانه لما شبه لما شبه زوجه بامه دل على رغبته في فراقها كما ان الطلاق تهل على رغبته في فراقها ولما وقعت هذه الحادثة جعل الله جل وعلا الظهار منكر وزور وليس للعبد الحق فيه ان يجعل زوجه كامه او ان يجعل زوجه كاخته او ان يجعل زوجه كعمته او خالته من المحرمات عليه على التعبير لان ذلك اه ليس لها فهو قال قولا باطلا ليس له اصل ولا يملكه فلذلك صار منكرا من القول وزورا منكر في نفسه وايضا زور باطل لا حقيقة له فجعل الله جل وعلا الظهار مكفر بالكفارة التي ذكرت والكفارة على الترتيب يجب فيها اعتاق الرقبة فان لم يجد والرقبة هنا مؤمنة كما دلت عليه اية كفارة قتل الخطأ فتحرير رقبة مؤمنة فان لم يجد فيصوم شهرين متتابعين فان لم يستطع فيطعم ستين مسكينا. لكل مسكين نصف صان من قوت من القوت الذي يستعملونه ونصف صاع في ستين معناه انها ثلاثون صاع والصاع ثلاثة من الكيلوات وصار الجميع تسعين كيلوه هذا بحق من لم يستطع ان يصوم هذا الذي حصل مع الرجل فانه صارت الكفارة في حقه ان يطعن الظهار له احكام كثيرة متنوعة مذكورة في كتب الفقه لكن الذي يهمنا منها بما ذكره ابن كثير رحمه الله مسائل المسألة الاولى ان ظهار الرجل من زوجه محرم ولا يجوز له وليس له الحق فيه واثم يرتكبه المسألة الثانية انه لا يقتصر ذلك على ظهار على ظهار على انظهار من زوجته بتشبيهها بامه. بل كل ذوات المحارم كذلك ثالث ان ملك اليمين ليست كالزوجة اذا كان له ملك يمين يطأها فحرمها فان تحريم ملك اليمين على الصحيح كما ذكر ليس كالزوجة وانما هو كتحريم ما احل الله جل وعلا له فكفارتها كفارة يمين كغيره المسألة الرابعة فيما اورده ابن كثير رحمه الله هنا ان قوله يعني استدل على ملك اليمين بقوله والذين يظاهرون منكم من نسائهم قوله منكم ايضا وهي المسألة الرابعة منكم هذا ظاهره انه من اهل الايمان فان ظاهر كافر لم يلزم بي هذه الكفارة لانه ليس منا هذا هو قول مالك كما ذكر و قول الجمهور ان قوله منكم ان هذا خرج مخرج الغالب والسبب سبب النزول يقتضيه ومن ومما هو مقرر في اصول الفقه ان اللفظ اذا خرج مخرج الغالب فانه لا مفهوم مخالفة له لان خروجه مخرج الغالب يصرف مفهوم المخالفة. هذا له نظائر والقرآن كقوله جل وعلا وان كنتم على سفر ولم تجدوا كاتبا فرهان مقبوضا. وهذا ذكر السفر لانه هو الذي يحتاج فيه غالبا لمثل هذا لكن ايضا اذا كان في الحضر فكذلك ومثله قوله جل وعلا وربائبكم اللاتي في حجوركم من نسائكم التي دخلتم بهن فاشترط ان تكون الربيبة في الحجر اجرت بفتح الحاء ويجوز ان يقال الحجر والربيبة في الحجر تحرم وكذلك اذا كانت بغير خير الحجم لان هذا خرج مخرج الغائب الا في قول لبعض السلف المقصود من هذا ان اللفظ اذا خرج مخرج الغالب فانه لا مفهوم مخالفة له بل يترك بدون مفهوم المخالف وقوله جل وعلا الذين يظاهرون منكم من نسائهم ما هن امهاتهم ان امهاتهم الا اللائي ولدنهم وانهم ليقولون منكرا من القول وزورا. وان الله لعفو غفور بهذه الاية تعريض المؤمن اذا وقع منه ذنب تعريضه لعفو الله جل وعلا ومغفرته والعبد لا يسلم من ذنب وقل من يسلم منه بل انه لابد ان يذنب اما بصغيرة او بما هو اعلى منه وهذا علاجه ان ينيب العبد الى ربه ان يستغفر الله جل جلاله وان يتعرض لاثار اسماء الله وصفاته التي منها انه سبحانه عفو غفور هذا ملحظ اود ان تتنبهوا له وهو ختام الاسماء الحسنى بالايات ومناسبة الختام للاية وهذا في بعض الايات يكون واضحا لكن في بعضها يحتاج الى اعمال نظر وتأمل ومطالعة ما قاله العلماء في ذلك وفيها من الاسرار الشيء الكثير فمثلا عند قوله جل وعلا ان تعذبهم فانهم عبادك وان تغفر لهم فانك انت العزيز الحكيم لم يذكر هنا صفة المغفرة والرحمة وكذلك جاءت في سورة غافر في قوله جل وعلا الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ويؤمنون به ويستغفرون للذين امنوا ربنا وسعت كل شيء رحمة وعليما اغفر للذين تابوا واتبعوا سبيلكم وقهم عذاب الجحيم ربنا وادخلهم جنات عليهم التي وعدتهم ومن صلح من ابائهم وازواجهم وذرياتهم انك انت العزيز الحكيم فذكر هنا العزة والحكمة ان المقام مقام مغفرة وعفو وهذا به اسرار كثيرة يحسن بالعبد اذا تلى القرآن ان يتأملها لان فيها فتح للقلب بمعاني واثار الاسماء الحسنى والصفات العلى قال جل وعلا والذين يظاهرون من نسائهم ثم يعودون لما قالوا هذي ما انت عايزها الساعة تلاتة فلن نقف عند هذا نعم اذا كان ما يقصد به التحريم اذا كان ما يقصد به التحريم فهو غلط والغلط منه ما يصلح يقول لزوجته يا اخت لذلك ابراهيم عليه السلام لما قال زوجته انها اخته عدها من احدى تجب ان الكذبات نعم بسم الله عليه مثلا يلزم به تحرير او بالصيام نعم ما فهمتك هذا غالب الغالب لان الكافر ما هو بجاي يقول اه ليس بعد الكفر ذنب القاعدة ما هو بجاي يقول انا ظاهرت من زوجتي وش اسوي الغالب اللي يجي ويسأل ويطلب براءة ذمته من المؤمن ولذلك قال والذين يظاهرون منكم النساء قد يعلم نعم اي هذا للتكفير غير التكثير مثل ما قلت لك اه اه انها قد تكون للاحتمال المطلق قد تكون للتقليل يقول مثلا اتى هل سيأتي فلان؟ تقول انت قد يأتي يعني وقد لا يأتي هذا للاحتمال تريد التقليل؟ يعني تقول قد فلان قد يأتي قد ينجح هم هذا السياق يدل على انك اردت الاحتمال او التقليل لكن قد يأتي ايضا تدخل قد على المضارع ويراد به التكثير اه واحيانا يكون المضارع في معنى الماضي في دخول قد عليك ستكون للتحقيق ولذلك بعض اهل اللغة لا يقولون بالتكثير قل ما في يعني يا للتقليل يا لتحقيق اما ان يكون للتقليل واما ان يكون للتحقيق اذا دخلت على المبارك ونزل المضارع منزلة الماضي هم فانها تكون للتحقيق والاكثرون على انها تكون للتحقيق وتكون للتكسير. التحقيق في الماضي وفي المضارع والتكفير في احد والمعوقين منكم يعني اما ان تكون قد علم هم او قد يعلم الله المعوقين منكم باعتبار كثرة المعوقين فيكون علمه سبحانه وتعالى كثير بحسب كثرة المعوقين. هذا له بحث في العربية النحو آآ وفي علم حروف المعاني معروفة نعم يعني هذا هي ليست بخالة الخالة اخت الام اذا كان من باب الادب باب الادب لا بأس لكن هي ليست بحالة هي قالها اقتلهم اذا كان انه اذا ما قال هالكلمة بيترتب عليه اه اشياء غير طيبة فانها يعني لا بأس ان يستمر لكنها لا لا تستحمل الا اذا كان في حاجة نعم بيأتينا هذه