واسماعيل ابن مسلم بكل ما فيه وروي عنه جماعة كثيرة من اهل العلم طواعا وروى عنه جماعة كثيرة من اهل العلم وفيه من الفقه انه لم يأمره الا بكفارة واحدة المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد بن ابراهيم بن عبداللطيف ال الشيخ دروس من تفسير القرآن الكريم تفسير سورة المجادلة الدرس الثاني. بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله. اللهم اغفر لنا ولشيخنا والحاضرين. امين. ولا نصنف رحمه الله تعالى نفعنا بذنوب الدارين امين. قوله تعالى والذين يظاهرون من نسائهم ثم يعودون لما قال لقوله تعالى ثم يعودون لما قالوا قال بعض الناس العود هو ان يعود الى لكم هذا الباطل هو اختيار ابن حزم. وقول داوود حكاه ابو عمر ابن عبد البر عن من اشد والظاء فرقة من اهل الكلام. وقال الشافعي رحمه الله تعالى وهو ان يمسكها بعد المظاهرة زمانا يمكنه ان يطلق فيه كيف لا يطلق؟ فقال ابن حنبل رحمه الله تعالى وهو ان يعود الى الجماع او يعزم عليه فلا تحل له حتى يكفر بهذه الافكار وقد حكى عن ما لك انه العزم على الجماع او الامساك وعنه انه الجماع. وقال ابو حنيفة رحمه الله هو ان يعود الى الظهار بعد تحريمه. ورفع ما كان عليه امر الجاهلية ومتى ظاهر الرجل من امرأته فقد حرمها تحريما لا يرفعه الا شفارة. واليه ذهب اصحابه والليث ابن سعد وقال هي عطاء عن سعيد بن الزبير ثم يعودون لما قالوا يعني يريدون ان يعودوا بالجماع الذي حرروه على انفسهم فقال الحسن البصري يعني الغشيان بالفرج وكان لا يرى بأسا ان يخشى فيما دون الفرج قبل ان يكفر. وقال علي ابن ابي طالب حسن بن عباس رضي الله عنهما من قبل ان يتماسى المس النكاح. وكذا قال عطاء للزهري وقتادة ومقاتل بن حيان وقال الزهري ليس له ان يقبلها ولا يمسها حتى يكبر وقد رواه السنن من حديث اجتماع عن ابن عباس رضي الله عنهما ان رجلا قال يا رسول الله اني ظاهرت لامرأتي فوقعت عليها قبل ان فقال ما حملك على ذلك يرحمك الله؟ قال رأيت ادخالها في ضوء القمر قال فلا تقربها حتى تفعل ما امر ما امرك الله عز وجل وقال الترمذي وحسن غريب حسن غريب صحيح. ورواه ابو داوود والنسائي من حديثه حكمة مرسلة. قال النسائي وهو اولى بالصواب قوله تعالى ها هنا الرقبة مطلقة غير مقيدة بالايمان في كفارة القتل مقيدة بالايمان. فحمل الشافعي رحمه الله ما اطلق هنا على ما قيد هناك لاتخاذ الموجب وهو عتق الرقبة حاد في هذا الموجب وهو عتق الرقبة واعتقد في ذلك ما رواه عن ما لك بسنده عن معاوية ابن الحكم في قصة جارية السوداء وان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اعتقها فانها مؤمنة. وقد رواه احمد في مسنده مسلم في صحيحه قال الحافظ ابو بكر البزار هددنا يوسف بن موسى حدثنا عبدالله بن نمير الاسماعيلي بن مسلم عن يسار بن عوف بن دينار عن عن ابن عباس رضي الله عنهما قال اتى رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل فقال اني ظاهرت من امرأتي ثم وقعت قبل ان اكفر. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم الم يقل الله تعالى من قبل ان يتماسى؟ قال اعجبتني. قال امسك حتى تكبر ثم قال البزار لا يروى عن ابن عباس باحسن من هذا فقوله تعالى ذلكم توعدون به اي تزجرون به. والله ما تعملون خبير اي خبير بما يصبحكم عليم باحوال وقوله تعالى فمن لم يجد فصيام شهرين متتابعين من قبل ان يتماسى ومن لم يستطع فاطعام ستين مسكينا قد تقدمت الاحاديث الامرة بهذا على الترتيب. كما ثبت في الصحيحين قصة النبي جامع امرأته في رمضان. ذلك لتؤمنوا بالله اي شرعنا اي شرعنا هذا لهذا. فقوله تعالى وتلك حدود الله اي محارمه فلا فلا تنتهكوها. فقوله تعالى وللكافرين عذاب اليم اي الذين لم يؤمنوا ولا التزموا باحكام هذه الشريعة. لا تعتقدوا انهم ناجون من البلاء. كلا ليس الامر كما زعموا ان لهم عذاب اليم اي في الدنيا والاخرة بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين الصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم انا نسألك علما نافعا وعملا صالحا وقلبا خاشعا دعاء مسموعا ربنا لا تكلنا لانفسنا طرفة عين واغفر لنا ذنوبنا واسرافنا في امرنا وثبت اقدامنا صرنا على القوم الكافرين اما بعد فهذه صلة لما سبق من تفسير صدر سورة المجادلة قال الله جل وعلا هنا والذين يظاهرون من نسائهم ثم يعودون لما قالوا وتحرير رقبة من قبل ان يتماسى ذلكم توعظون به والله بما تعملون خبير قوله جل وعلا والذين يظاهرون من نسائهم ثم يعودون لما قالوا العود هنا سمعت كلام بكثير باختلاف اهل العلم في تفسير العود واغرب هذه الاقوال مذهب الظاهرية وهو ان العود بمعنى ان يعود الى ازدهار مرة اخرى يعني كانه لا تجب عليه الكفارة الا اذا ظاهر مرة اخرى وذلك اخذا منهم بظاهر قوله ثم يعودون لما قالوا اخذوا ان معنى القول هنا والرجول الى الظهار مرة اخرى لقوله تعالى قبل ذلك وانهم ليقولون منكرا من القول وزورا فاثبت لهم قولا ثم قال ثم يعودون لما قال واهم هذه الاقوال قول الامام احمد رحمه الله تعالى لان العود لما قالوا هو الجماع ان العود والرجوع عاد بمعنى رجع وهذا لما قال يعني رجع عما قال فتكون اللام هنا بمعنى عن فيكون العود هنا يعني رجع عن تحريم ما حرم بارادته الجماع فيكون اذا عزم على الجماع او اراده فانه يجب عليه ان يكفر قبل ان ينسى امرأته وعنده سواء كان ذلك بجماع كامل ام بتلذذ كامل بما دون الجماع وهذا القول والاصح من هذه الاقوال التي سمعت التي سمعت فيها اختلاف اهل العلم وذلك لان العود هنا بمعنى الوقت لا بمعنى الامساك قد ذكر لك ايضا ان الكفارة لا تتكرر فيما اذا جامع قبل ان يكفر لو جامع قبل ان يكفر فيأثم ويجب عليه في ذمته الكفارة ولا تتكرر الكفارة الا اذا ظاهر ثم كفر ثم عاد فظاهر فانه يجب عليه لكل ظهار كفارة اخرى قال جل وعلا اتحرير رقبة والرقبة هنا طاهر اقلاع لان الرقبة مثبتة في سياق الامر والنكرة في سياق الاثبات افيد الاقلاع النكرة لها احوال في دلالة لفظها على الاحكام الشرعية فان اتت النكرة في سياق الاثبات خاصة الامر فانها تفيد الاطلاق كما لو قلت حرر كتابا او اتي كأسا هذا فيه اطلاق يعني اي كتاب او اي ما اسف وقوله هنا تحت تحرير رقبة يعني فليحرر رقبة هذا يفيد الاطلاق كما ذكر لك ابن كثير في هذا المقام والحال الثاني ان تكون النكرة جاءت في سياق النفي ومجيئها في سياق النفي كيد الهموم الشمولية يعني المستغرق بافراده صارت عندنا هنا نكرة في سياق الاثبات تفيد الاطلاق والمطلق عمومه بدلي والنكرة في سياق النفي او النهي او الشرط فان هذه تفيد العموم شمولي واذا كان كذلك اهنا اطلقها من القيد والشرط فيصدق عليه ان تكون الرقبة اي رقبة صغير او كبير ذكر او انثى مسلم مؤمن مؤمنة يعني الرقبة او غير مؤمنة او كان وهذا ذهب اليه طائفة من اهل العلم بان الرقبة هنا لم توصف يصح ان تكون اي رقم والجمهور على ان الرقبة هنا اطلقت لكنها قيدت في كفارة القتل ومجرى الكفارات مجرى واحد كفارات لا اختلاف بينها من جهة المعنى لان المقصود من الكفارة ابرئة المسلم من اثر الذنب الذي عمله والمنكر الذي غشاه واذا كان المعنى هو رفع تبع عليه هذا غير متعلق بالاخرين فان الحكم واحد فلما قيد في اية القتل كان التقييد سعاريا في كل مسائل الكفارة بس كفارة اليمين كفارة الجماع في رمظان وكفارة بها ونحو ذلك قوله جل وعلا من قبل ان يتماسى المسيس هنا المراد به الجماع وهل دواعي الجماع ومقدمات الجماع لها حكم الجماع هذا فيه خلاف مر معنا فيما سبق في كلام ابن كثير قال بعدها ذلكم توعظون به والله بما تعملون خبير ذلكم اللام هنا هيلام البعد كما هو مقرر في النحو لان الكاف للاشارة ملحقة اسم الاشارة كافل الخطاب الملحقة باسم الاشارة واللام للبعد والبعد نوعان بعد لفظي وقعد معنوي اما البعد اللفظي بان يكون المشار اليه بعيدا عن بعيدا عن مكان او زمان اللفظ يعني مثلا نقول ذلك في مكة نقول ذلك قبل مئة سنة هنا بعد في المكان او بعد في الزمان والقسم الاخر ان يكون البعد معنويا والمقصود عند علماء المعاني البلاغة من البعد المعنوي مع قرب اللفظ ان يكون فيه رفع واهتمام وتأكيد بما جرت الاشارة اليه هنا هو قريب قال فتحرير رقبة من قبل ان يتماسى ثم قال ذلكم توعظون به مع قربه لكن لاجل رفع مكانة ما ذكر والتأكيد عليه والاهتمام به ويقول ابن مالك رحمه الله في الالفية ولد البعد باسم الاشارة ايش ولدى البعد انطقا باللام بالكاف حرفا دون لام او معه والوعظ الوعظ هو تحريك القلب بعمل الخير وفي الكتاب والسنة يشمل الوعظ قل ما في الكتاب او السنة من عقيدة او شريعة او احكام او اداب او ترغيب او ترهيب فلفظ الوعظ عام يشمل كل ما فيه تخويف وتقريب من الله جل وعلا قال سبحانه سواء علينا اوعظت ام لم تكن من الواعظين ان هذا الا خلق الاولين وما نحن بمعذبين قال جل وعلا في وصف القرآن يا ايها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين وهذه الموعظة هي القرآن القرآن موعظة لان توحيد الله جل وعلا يقيم الخوف من الله جل وعلا والعمل بما يرضيه ولان الاحكام الشرعية التفصيلية كذلك ان الاخلاق والاداب والسلوك كذلك ولان الترغيب والترهيب ايضا كذلك فالوعظ اذا يشمل ذلك جميل فقوله جل وعلا هنا ذلكم توعظون به يشمل هذا الوعظ الحكم الذي مر باعتبار الحكم يقرب الى الله جل وعلا فيما اذا كفر والنهي عن الظهاط والكفارة وطلب براءة الذمة هذا كله يقيم الوعظ في القلب وكذلك التخويف من الله جل وعلا بانه بان الذي غسى ذلك غشى منكرا من القول وزورا كذلك تخويف هذا تقييم الوعظ القلب الواعظ في قلب المسلم وخوفه من الله جل وعلا ورعايته لحقه سبحانه وتعالى وقوله والله بما تعملون خبير هذا الختام به تحريك لايمان المؤمن باسماء الله جل وعلا وصفاته بان يراقب الله جل وعلا قبل ان يفعل الشيء في المنكر وان يخافه ويتقيه فاذا فعل وجب عليه ان يبادر الى كفارة ان كان في ذلك كفارة او الى استغفار او توبة او اناء ثم قال جل وعلا في الاية بعدها فمن لم يجد فصيام شهرين متتابعين من قبل ان يتماسى فمن لم يستطع فاطعام ستين مسكين وهذا ظاهر كما مر معنا في الاحاديث اول السورة بان الصيام في حق القادر صيام شهرين متتابعين هذا في حق من يقدر عليه لكن هنا مسألة وهي هل يكتفى بظن المكلف في عدم استطاعته لان الله جل وعلا قال فمن لم يستطع اي طعام ستين مسكينا عدم استطاعة الصيام هل هي متروكة للمكلف في نفسه بمعرفته بنفسه ام انه لابد من شهادة طبيب او اكثر ثقة ظاهر من الادلة انه يكتفى بالاول وهو ان المسلم الراغب في الكفارة المتقي لله اذا قال انا لا اقدر هذا فوق طاقة انا جسمي يذهب لا استطيع المضي شهرين متتابعين بكبر سنه او لضعف بدنه فان هذا شيء بينه وبين الله جل وعلا ولا ينبغي في هذه الحال ان يتساهل المسلم او ان يكذب ايضا فيما في معرفته بنفسه ولا يشترط في ذلك شهادة او قول طبيب بمن ثقة بانه لا يستطيع واما الاطعام فمر معنا انه بكل مسكين نصف صعب فيكون اطعام ستين مسكينا لاطعامهم بثلاثين صاعا على جاء في الاحاديث السابقة اه بما فيه الكفاية نعم نعم ايام التشويق يصومها يعني يستثنى من ذلك يوم العيد فقط لان ايام التشريق اذن بصيامها لمن لم يجد الهدي من كان عليه كفارة واجبة فلا بأس بصيامه فيه بمعنى انها لا تقطع فتعبد قال الله تعالى ان الذين يحادون الله ورسوله كما كبت الذين من قبلهم. وقد انزلنا ايات من بينات وللكافرين عذاب مهين يوم يبعثهم الله جميعا فينبئهم بما عملوا احصاه الله ونسوه. والله على كل شيء شهيد. الم ترى ان ان الله يعلم ما في السماوات وما في الارض ما يكون من نجوى ثلاثة الا هو رابعهم ولا خمسة الا هو سادسهم ولا ادنى من ذلك ولا اكثر الا هو معهم اينما كانوا. ثم ينبئهم بما عملوا يوم القيامة. ان الله بكل شيء عليم يخبر تعالى عمن شاءوا الله ورسوله وعاندوا وعاندوا شرعه كما كبت الذين من قبلهم اي اهينوا ولعنوا وابخروا كما فعل بمن اشبههم ممن قبلهم. وقد فانزلنا ايات بينات اي واضحة لا يعالجها ولا يخالفها الا كافر ساجر وكابر. وللكافرين عذاب مهين مقابلة ما استكبروا عن اتباع شرع الله والانقياد والانقياد لهم والخضوع لديه ثم قال تعالى يوم يبعثهم الله جميعا وذلك يوم القيامة يجمع الله الاولين والاخرين في صعيد واحد بما عملوا اي فيخبرهم بالذي صنعوا من خير وشر. احصاه الله ونسوه. اي طبقه الله وحفظه عليهم. وهم قد نسوا وهم قد نسوا ما كانوا عملوا. والله على كل شيء شهيد. اي لا يغيب عنه شيء. ولا يخفى ولا ينسى شيئا. ثم قال تعالى مخبرا عن احاطته عن عن احاطة علمه بخلقه واطلاعه عليهم وسماعه كلامهم ورقيتهم وسماعه كلامه ورؤيته ورؤيته مكانهم حيث كانوا واين كانوا؟ فقال تعالى المتر ان الله يعلم ما في السماوات وما في الارض ما يكون من نجوى ثلاثة اي من سد ثلاثة الا هو رابعهم ولا خمسة الا هو وسادسهم ولا ادنى من ذلك ولا اكثر الا هو معهم اينما كانوا. اي اي مطلع اي مطلع عليهم يسمعك لا ما هو وسرهم ونجواهم ورسله ايضا مع ذلك تكتب ما يتناجون به مع علم الله به وسمعه له. كما قال تعالى الم يعلموا ان الله ونجواهم وان الله الهم الغيوب. وقال تعالى ام يحسبون انا لنسمع سرهم ونجواهم بلى ورسلنا لديهم يكتبون لهذا حكى غير واحد الاجماع على ان المراد بهذه الاية معية علمه تعالى ولا شك في ارادة ذلك ولكن سمعه ايضا مع علمه محيط بهم وبصره نافذ فيهم وهو سبحانه وتعالى مطلع على خلقه لا يغيب عنه لا يغيب عنه من اموره من امورهم نعم لا يغيب عنه من امورهم شيء ثم قال تعالى ثم ينبئهم بما عملوا يوم القيامة ان الله بكل شيء عليم. قال الامام احمد رحمه الله تعالى افتتحت الاية بالعلم. وفتح. فتح الاية بالعلم واختتمها بالعلم قال جل جلاله ان الذين يحادون الله ورسوله كبدوا كما كبت الذين من قبلهم وقد انزلنا ايات بينات وللكافرين عذاب مهين. يوم يبعثهم الله جميعا فينبئهم بما عملوا احصاه الله ونسوه. والله على كل شيء شهيد قوله هنا ان الذين يحادون الله ورسوله المحاد لله ولرسوله هو المعاند بالشرف المقيم العداوة لدين الله جل وعلا ولشرعه ولسنة نبيه صلى الله عليه وسلم الذي يبغض الدين و يقيم العداوة له او يسعى في ذلك فان هؤلاء يقال لهم المحادون لله ولرسوله وهم الكفار والمنافقون ايضا بل اهل النفاق في اهل الاسلام اظهروا في المحادة بخفاء ذلك من منهم يعني اخفاء المعاندة والمعارضة والمعاداة منه فهم في الحقيقة يسعون بمضادة الشرع ومعاندته ومشاقة الله ورسوله اكثر مما يسعى اليه الاعداء ظاهرون بان اولئك عداوتهم ظاهرة بينة مفضوحة واما المنافقون الذين يظهرون الاسلام ويبطنون غيره فيكونون مع المسلمين فان شأنهم قديم ولهذا قال الله جل وعلا هنا كبتوا كما كبت الذين من قبلهم يعني ان الكافرين والمنافقين ثبتهم الله جل وعلا وكبت معاندتهم للشرع ومشاقتهم لله ولرسوله كما كبت الذين من قبله وهم ليسوا بدع من المعادين ولا ببدء من المساقين بل سبقهم من شاق او سبقهم من عاد وقال جل وعلا وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا من المجرمين وكفى بربك هاديا ونصيرا فكل نبي كان له من يعاديه ولما اقام الله جل وعلا لرسوله صلى الله عليه وسلم العز والتمكين والدولة في المدينة ظهر صنف اهل النفاق عاملهم النبي صلى الله عليه وسلم بحسب ظاهرهم ووكل سرائرهم الى الله جل وعلا فكانوا ربما صلوا مع النبي صلى الله عليه وسلم. وربما جاهدوا معه حكم النبي صلى الله عليه وسلم فيهم ان يعمل بظاهر حالهم فورثوا وورثوا ودفنوا في مقابر المسلمين كغيرهم باعتبار الحكم الظاهر لكنهم في الحقيقة كبتوا كما كبت الذين من قبلهم وقد سعوا بالايذاء وسعوا بالوقيعة عدة مرات كما سيأتي بهذه السورة قال جل وعلا وقد انزلنا ايات بينات وللكافرين عذاب مهين هنا بين جل جلاله ان انه انزل ايات بينات يعني براهين ودلائل واظحات لا ما اشتملت عليه من الدليل لا شك فيها ولا ريب ولكن الكافر والمحاد لا يستجيب لتلك الايات والبراهين والدلائل وانما يستجيب لهوى نفسه لذلك كان مستحقا للاهانة مستحقا للهوان في الدنيا والاخرة. قال سبحانه بعدها وللكافرين عذاب مهين يعني مهين في الدنيا ومهين ايضا لهم بالاخرة والعذاب هو ايصال ما يؤلم ايصال ما يؤلم بالنفس سواء كان الايصال البدن ام للروح واصل العذاب مأخوذ من العذب وهو الامساك العرب تقول عذبت الماء اذا او العربي يقول اذبت الماء اذا امسكه حتى تزول شوائبه وقالت وقالوا ايضا هذا ماء عذب اذا تركوه حتى ترسب الشوائب اللي فيه والاتربة ونحو ذلك في صفو الماء فيكون عذبا حقيقة اذا العذب بيبقى مصدر حقيقته الانسان لهذا قال بعض اهل العلم ان العذاب هو امساك ما يسر النفس وافاضة اضداد ذلك عليها وهذا يشمل في الحقيقة ما يؤلم البدن ويشمل ما يؤلم النفس فلا يقال ان الكافر لم يعذب في الدنيا في بدنه فقط ولذلك سلم من العذاب والاهانة هذا ليس بجيد بل للكافر متوعد والمنافق متوعد من الله جل وعلا بالعذاب المهين العذاب هذا هو المهين قد يكون البدن قد يكون النفس فهو افاضة ما يؤلم وما يؤلم انواعه كثيرة مما يؤلم النفس او يؤلم الجسد او هما معا قال تعالى بعدها يوم يبعثهم الله جميعا فينبئهم بما عملوا قوله يوم هنا قد تكون ظرفا لما قبلها يعني وللكافرين عذاب مهين يوم يبعثهم الله جميعا فيكون العذاب هنا في الاخرة والثاني ان تكون يوم هنا ظرف بفعل محذوف تقديره واذكر واذكر يوم يبعثهم الله جميعا. فينبئهم بما عملوا احصاه الله ونسوه. والله على كل شيء شهيد وعلماء التفسير قدرونا اذكر بانواع من الظروف التي تكون للامور الغيبية كقوله مثلا واذ قال واذ قال ربك للملائكة اني جاعل في الارض خليفة هنا واذ قال اذ نظرت يعني واذكر حين قال ربك للملائكة اني جاعل في الارض خليفة كقوله ايضا اذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم يعني اذكر حين تستغيثون ربكم فاستجاب لكم واذ قال ابراهيم رب اجعل هذا البلد امنا يعني واذكر اذ قال ابراهيم وحين قال ابراهيم ذلك اذا تبين ذلك فما فائدة ان يكون التقدير يذكر قال علماء المعاني من علماء التفسير معنى ذلك او فائدة ذلك راجعة الى امرين امر الاول هو استحضار تفاصيل ذلك بما جاء بالادلة الاخرى احضار تفاصيل ذلك بما جاء في الادلة الاخرى فكأنه يستعرظ جميع التفاصيل حين التدفق اذا تذكر شيئا استعرظ تفاصيله ويكون هذا الذي نص عليه من بين تلك التفاصيل مهما في هذا الموضع والفائدة الثانية ان يكون هذا التذكير او التذكر بشيء لم يحضره الانسان وربما كان مثل هذه الاية يوم القيامة انه في مقام الشيء الذي وقع ومضى وحضره الانسان السيف اذا حضرته ووقع ومضى فانك تتذكره تذكرا جيدا بخيره وشره بانسه وعذابه بما له وما عليه فاذا كان الامر غيبيا مستقبلا وقيل لك اذكر ما يكون كذا وكذا فكأنك قد حضرته ومضى فيكون ابلغ باستحضارك ما في ذلك اليوم من اهوال عظيمة لهذا يكثر في القرآن الظروف المتعلقة بمحبوب يقدر لان الظرف العامل فيه ايه ما الذي يعمل بالظبط الظروف ما الذي يعمل فيها نحو طيب ها؟ تبغى درس النحو عشان نجاوب السؤال؟ نعم هو طبعا الفعل او ما يقوم عمل لكن هو الواقع فيه الواقع فيها هو العامل فيها فانصبه بالواقع فيه مظهرا كان او ايش لا في الالفية ولا في النحو. راجعوا هذي مسألة مهمة اخيرة هذه يعني الظروف ما الذي يعمل فيها لماذا نصبت تعلق ذلك بعلم المعاني راجعوها في كتب التفسير مهمة قد اشرت لك اشارة اذا. قال جل وعلا يوم يبعثهم الله جميعا اليوم بما عملوا من بعد المقصود به هنا الارجاع الى القيامة الكبرى قال سينبأهم بما عملوا العمل هنا يشمل الاعمال والاقوال ان القول حمل جهة التكليف والعمل ايظا الفعل هو عمل ايضا من جهة اللفظ قال احصاه الله ونسوه الاحصاء في قوله احصاه الله الاحصاء فسر بعدة تفسيرات اول منها ان يكون الاحصاء بمعنى الحقد يعني حفظه الله ونسوه والثاني ان يكون الاحصاء بمعنى الكتابة والتسجيل عليهم هذا يعني ان يكون في كتابك كقوله جل وعلا وكل انسان الزمناه طائره في عنقه ونخرج له يوم القيامة كتابا يلقاه منشورا. اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا والاخير بمعنى الاحصاء ان يكون بمعنى العد والتفصيل فيكون هذا منظور فيه الى عدها عليهم وتقريرهم على تفاصيل ما عملوا قوله ونسوه النسيان معناه الغفلة عما كان معلوما او ترك شيء والاعراض عن عمله فاذا نسي بمعنى غفل وذهل عما كان يعلمه او نسي بمعنى ترك والذي في هذه الاية احصاه الله ونسوه. المقصود به ايش المقصود به النسيان المعروف الذي هو الغفلة والذهول عما انا معلوما لديه واما النسيان الذي قد يضاف الى الله جل وعلا فانه بمعنى الترك كقوله جل وعلا نسوا الله انسيهم يعني ترك ان الله جل وعلا لا يجوز في حقه ان قوله ونسوه النسيان معناه الغفلة عما كان معلوما او ترك الشيء والاعراض عن عمله فاذا نسي بمعنى غفل وذهل عما كان يعلمه او نسي بمعنى تركه والذي في هذه الاية احصاه الله ونسوه المقصود به ايش المقصود به النسيان المعروف الذي هو الغفلة والذهول عما كان معلوما لديهم واما النسيان الذي قد يضاف الى الله جل وعلا فانه بمعنى الترك كقوله جل وعلا نسوا الله انسيهم يعني ترك لان الله جل وعلا لا يجوز في حقه ان يتعلق بعلمه نقص بوجه من الود. والله على كل شيء شهيد الشهادة هنا هي شهادة العلم والسمع والبصر التي تفضي بالمؤمن الى المراقبة وتكون حجة على الكافر والمحاد في كل حال ثم قال جل وعلا المتر ان الله يعلم ما في السماوات وما في الارض ما يكون من نجوى ثلاثة الا هو رابعهم ولا خمسة الا هو سادسهم ولا ادنى من ذلك ولا اكثر الا هو معهم اينما كانوا ثم ينبئهم بما عملوا يوم القيامة والله كل شيء عليم ان الله بكل شيء عليم. ذكر الامام احمد رحمه الله تعالى في رده على المهمية ان المعية واستدل لها بان الله ابتدأ هذه الاية بالعلم وختمها بالعلم قال الم تعلم ثم قال الم تعلم ان الله يعلم ما في السماوات وما في الارض ثم ختمها بقوله ان الله بكل شيء عليم. وهذا من التفسير بالسياق والتفسير بالسياق من اهم تفسيرات عند السلف من المفسرين وقوله هنا ولا ادنى من ذلك ولا اكثر الا هو معهم اينما كانوا. المعية هنا معية عامة للمؤمن وللكافر. وللصغير وللكبير. لهذا قال ما يكون من نجوى وثلاثة الا هو رابعهم ولا خمسة الا هو سادسهم. هذا يشمل الجميع. لهذا صارت المعية هنا هي المعية العامة. معية العلم والاحاطة. ومعية البصر النافذ والسمع بحيث لا يخفى على الله جل وعلا خافية. ومعية الله جل وعلا العامة لخلقه في تفسير السلف هي معية صفات وليست بمعية ذلك. بل انكروا وردوا على من فهم منها انها فيكون على حد قولهم يكون الله جل وعلا في كل مكان. هذا باطل وشد بعضهم رغبة في الخروج في شيء وسط بين هذا وهذا فقال هو في كل مكان مع كونه على العرش استوى هذا منسوب الى بعض المتقدمين ممن يتعاطون الكلام وقد ذكره الاشهاري في كتابه مقالاته الاسلاميين هشام ابن الحكم او نحو ذلك. فالمقصود ان الايات والسنة دلت على ان المعية العامة والخاصة لله جل وعلا انما هي معية الصفات. واما ذات الرب جل جلاله وتقدست اسماؤه تبارك وتعالى فهي كما وصف نفسه بقوله الرحمن على العرش استوى وانه سبحانه هو الكبير المتعال به واسمائه وصفاته وافعاله جل جلاله لهذا قد نفسر المعية العامة تفسيرا ببعض الصفات. ولا يكون تفسيرا مطابقا لكل ما اشتملت عليه المعية كذلك المعية الخاصة قد نفسرها ببعض الصفات ولا يكون تفسيرا مشتملا على كل ما تعنيه المعية الخاصة. فاذا قلنا مثلا ان الله مثلا هنا الا وهو معهم اينما كانوا هذه معية عامة بالاطلاع والاحاطة والسمع والبصر فهذه تفسير للمعية ببعض الصفات وقد يكون من ثم غيرها مما يقتضي احاطة والرقابة ونفوذ العلم ونفوذ الاضطلاع. ومعهم سبحانه بعلمه معهم سبحانه باحاطته معهم سبحانه باطلاعه معهم سبحانه بنفوذ سمعه ونفوذ بصره فيه ولهذا ابن كثير فيما سمعت قال يعني في اشارة انه ايضا سمعه كعلمه محيط بهم ونافذ فيهم وهذا لاجل ان التفسير ببعض الصفات لا يعني لا اقتصار على ذلك كذلك المعية الخاصة اذا قلنا ان الله جل وعلا مع خاصة المؤمنين كقوله ان الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون هؤلاء خاصة عباد الله. فمعية الله جل وعلا لهم معناها انه سبحانه وتعالى معهم بعلمه واحاطته ونصرته وتأييده وتوفيقه واعانته الخاصة ونحو ذلك ولكن هذا ليس تفسيرا بالمطابقة ولكن هو تفسير ببعض الصفات التي تدل عليها معية الله جل وعلا لخاصة العباد. اذا فالمقصود من ذلك ان المعية عند السلف بالاجماع انها معية صفات. سواء اكانت المعية العامة ام المعية الخاصة وليست بمعية ذاك القول بانها معية لكن