نقول هذا صحيح وقد يضاف الى المعاني كقوله هنا بين يدي نجواكم وقد يضاف الى الذوات كقولهم بين يدي الجبل او بين يدي البيت والتحقيق فيه هل يتصف او لا يتصف يطلب من دليل خارج ومعلوم ان هذه لا تصلح على الافراد الا يقال يد النجوى ولا يقال يد الجبل ولا يقال يد البيت وانما يستعمل بين يديه للدلالة على القرب والمنزلة والرفعة لهذا الامر وهو كما بينته لكم في قوله الف لام ميم ذلك الكتاب لا ريب فيه مع انه يشير الى شيء تقرأه وبين يديك. هنا قوله ذلك يعني هذه الصدقة المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد بن ابراهيم بن عبداللطيف ال الشيخ دروس من تفسير القرآن الكريم تفسير سورة المجادلة. الدرس الخامس. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين. اللهم الهمنا رشدنا وقنا شر انفسنا واغفر لنا ولشيخنا والحاضرين. قال ابن كثير رحمه الله تعالى في تفسير قول الله تعالى يا ايها الذين امنوا اذا ناديتم الرسول فقدموا بين يدي نجواكم صدقة ذلك خير لكم واطهر. فان لم تجدوا فان الله غفور رحيم. اشفقتم ان تقدموا بين يدي نجواكم صدقات. فاذ لم تفعلوا وتاب الله عليكم فاقيموا الصلاة واتوا الزكاة واطيعوا الله ورسوله. والله خبير بما تعملون. يقول تعالى امرا عباده اذا اراد احدهم ان يناجي رسول الله صلى الله عليه وسلم ان يساره فيما بينه وبينه ان يقدم بين يدي ذلك صدقة تطهره وتزكيه وتؤهله لان يصلح لهذا المقام. ولهذا قال تعالى ذلك خير لكم واطهر. ثم قال تعالى فان لم تجدوا اي الا من عجز عن ذلك لفقره فان الله غفور رحيم. فما امر بها الا من قدر عليها. ثم قال قال تعالى ااشفقتم ان تقدموا بين يدي نجواكم صدقات اي اختم من استمرار هذا الحكم عليكم من وجوب الصدقة قبل مناجاة الرسول فاذ لم تفعلوا وتاب الله عليكم فاقيموا الصلاة واتوا الزكاة واطيعوا الله ورسوله. والله خبير بما تعملون نسخ وجوب ذلك عنهم وقد قيل انه لم يعمل بهذه الاية قبل نسقها سوى علي ابن ابي طالب رضي الله عنه قال ابن ابي نجيح عن مجاهد قال نأنه عن مناجاة النبي صلى الله عليه وسلم حتى يتصدقوا. فلم يناجه الا علي ابن ابي طالب طالب قدم دينارا صدقة تصدق به ثم ناجى ثم ناجى النبي صلى الله عليه وسلم فسأله عن عشر خصال ثم انزلت الرخصة وقال ليث ابن ابي سليم عن مجاهد قال علي رضي الله عنه اية في كتاب الله عز وجل لم يعمل بها احد من قبلي ولا يعمل بها احد بعدي كان عندي دينار فصرفته بعشرة دراهم فكنت فكنت اذا رسول الله صلى الله عليه وسلم تصدقت بدرهم فنسخت ولم يعمل بها احد قبلي ولا يعمل بها احد بعدي. ثم تلا هذه الاية يا ايها الذين امنوا اذا ناديتم الرسول فقدموا بين يدي نجواكم صدقة الاية. وقال ابن جرير حدثنا ابن حميد قال حدثنا مهران وعن سفيان مهران عن سفيان عن عثمان ابن المغيرة عن سالم ابن ابي الجعد عن علي ابن علقمة الانماري عن رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم ما ترى دينار؟ قال لا يطيقون. قال نصف دينار؟ قال لا يطيقون قال ما ترى؟ قال شعيرة. فقال له النبي صلى الله عليه وسلم انك لزهيد. قالت فنزلت ااشفقتم ان تقدموا بين يدي نجواكم صدقات قال علي فبي خفف الله عن هذه الامة. ورواه الترمذي عن سفيان بن وكيع عن يحيى بن ابي عن يحيى ابن ادم عن عبيد الله الاشجعي عن سفيان الثوري عن عثمان ابن المغيرة الثقفي عن سالم ابن ابن ابي الجعدي عن علي ابن قامت الانماري عن علي ابن ابي طالب رضي الله عنه قال لما نزلت يا ايها الذين امنوا اذا ناديتم الرسول فقدموا بين يدي نجواكم صدقة الى اخرها قال لي النبي صلى الله عليه وسلم ما ترى دينار؟ قال لا يطيقونه. وذكره بتمامه مثله. ثم قال هذا حديث غريب انما نعرفه من هذا الوجه. ثم قال ومعنى قوله شعيرة يعني وزن شعيرة من ذهب. ورواه ابو يعلى عن ابي بكر ابن ابي كيبة عن يحيى ابن ادم به وقال العوفي عن ابن عباس في قوله تعالى يا ايها الذين امنوا اذا ناديتم الرسول فقدموا بين يدي نجواكم صدقة الى قوله فان الله غفور رحيم. كان المسلمون يقدمون بين يدي النجوى صدقة. فلما نزلت الزكاة نسخ هذا وقال علي ابن ابي طلحة عن ابن عباس قوله فقدموا بين يدي نجواكم صدقة وذلك ان المسلمين اكثر المسائل على رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى شقوا عليه فاراد الله ان يخفف عن نبيه عليه السلام فلما قال ذلك جبن كثير من من المسلمين وكف عن المسألة فانزل الله بعد هذا ااشفقتم ان تقدموا بين يدي نجواكم صدقات فان لم تفعلوا وتاب الله عليكم فاقيموا الصلاة واتوا الزكاة فوسع الله عليهم ولم يضيق. وقال عكرمة والحسن البصري في قوله تعالى فقدموا بين يدي نجواكم صدقة نسقتها الاية التي بعدها ااشفقتم ان تقدموا بين يدي نجواكم صدقات الى اخرها. فقال سعيد ابن ابي عروبة عن قتادة ومقاتل ابن حيان سأل الناس سأل الناس رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى احفوه بالمسألة ففطمهم الله بهذه الاية فكان الرجل منهم اذا كانت له الحاجة الى نبي الله صلى الله عليه وسلم فلا يستطيع ان يقضيها حتى يقدم بين يديه صدقة. فاشتد ذلك عليه. فانزل الله الرخصة بعد ذلك فان لم تجدوا فان الله غفور رحيم. وقال معمل عن قتادة اذا ناديتم الرسول فقدموا بين يدي نجواكم صدقة انها منزوقة ما كانت الا ساعة من نهار. وهكذا روى عبد الرزاق قال اخبرنا معمر عن ايوب عن مجاهد قال علي ما عمل بها احد غيري حتى نسخت واحسبه قال وما كانت الا ساعة بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم تسليما مزيدا. اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا. وزدنا من العلم والعمل والتقوى انك على كل شيء قدير اما بعد فيقول الله جل جلاله يا ايها الذين امنوا اذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي فقدموا بين يدي نجواكم صدقة ذلك خير لكم واطهر فان لم تجدوا فان الله غفور رحيم هذا الخطاب والنداء من الله جل وعلا لجماعة المؤمنين فيه ادب من الاداب اوجبه الله جل وعلا عليهم وهي الا يكون نجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم ومناجاته ومسارته بالحديث كمناجاة سائر الناس بان المرء متى شاء سارة ومتى رغب فحدث بل له عليه الصلاة والسلام المكانة العظمى والمنزلة الفضلى في المناجاة على سائر الخلق ولهذا جعل في قلوب المؤمنين تعظيما مناسبا لمقام النبوة في حال مناجاة النبي صلى الله عليه وسلم. فادبهم بهذا الادب الواجب ليبين لهم عظم مكانة النبي صلى الله عليه وسلم وعظم شأن مسارته وانه لا يصلح انهم اذا ارادوا ان يساروا او ان يناجوه ان يقدموا على ذلك بدون رعاية لحقه عليه الصلاة والسلام والادب الوفير معه والنداء باسم الايمان كما تقدم لكم مرارا يقتضي ان ما اشتمل عليه ما بعد النداء وعدد من الاداب او امر من امور الشريعة في العقيدة او في العبادة او في السلوك مما يجب او يستحب ان يؤتى وقوله جل وعلا هنا اذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجواكم صدقة فيه الامر بتقديم الصدقة والصدقة هنا جاءت في سياق جاءت نكرة في سياق الامر. فدل على انها مطلقة من القيد فيصلح للامتثال ان نوع من الصدقات من المتقرر في اصول الفقه ان النكرة في سياق الاثبات تفيد الاطلاق وتقييد المطلق يحتاج الى دليل اخر متصل او منقطع يعني متصل بالدليل الاول في غير لفظة اللفظة المنكرة او منقطع ليبين وجهه الثقيل وهذا كما في قوله فتحرير رقبة يعني فحرروا رقبته فجعل المأمور به تحرير رقبة وهذا اطلاق ثم قيدت بدليل منفصل بقوله فتحرير رقبة مؤمنة. فدل على ان الرقبة هنا قيدت بانها مؤمنة فلا يصلح ان يحرر رقبة كاف وهكذا هنا فاذا الذي مر معنا بتفسيرها عن بعض الصحابة رضوان الله عليهم بان الصدقة تكون دينارا او تكون درهما او نحو ذلك. هذا كله للاطلاق. لا على وجه الالزام. لاجل ان الاطلاق يصلح ان يكون المتصدق به درهما او ان يكون خمسة دراهم او ان يكون دينار وفي اثر علي الذي سمعته في التفسير انه قال لم يعمل بهذه الاية سواي كان عندي دينار فصرفته بعشرة دراهم الى اخره. هذا الصرف بعشرة دراهم يدل على ان هذه الاية نزلت مبكرة لان الصرف في عهد النبي صلى الله عليه وسلم في اول ما قدم المدينة سنوات الاولى كان الدينار بعشرة ثم بعد ذلك صار الصرف الدينار باثني عشرة طارت صرف الدينار باثني عشر درهم. ولهذا قال بعضهم كما سمعت نسختها البكاة على اعتبار ان الزكاة قرضت متأخرة بعض الشيء سيكون مأخذه من ذلك مأخذه لذلك وهو ان الزكاة نسختها وما روي في ذلك من ان الصرف كان كذا بكذا. هذا ما يظهر لي من وجه كون الزكاة اخذ بالك او من كون هذه الاية نزلت متقدمة. قوله جل وعلا فقدموا بين يدي نجواكم صدقة النجوى والنجاة هو الحديث مسارة والطلب مساغة ويقابله النداء النداء يكون على وجه العلن والنجوى تكون على وجه المسارة والخفاء قال جل وعلا واذكر في الكتاب موسى انه كان مخلصا وكان رسولا نبيا. وناديناه من جانب الطور الايمن وقربناه نجيا. ادل الفرق ما بين النداء والمناجاة قوله هنا بين يدي نجواكم كلمة بين يدي يعني ما كان قريبا مما بعدها كما يكون من ان يكون الانسان ما بين يديه ان يكون ما بين يديه قريبا منه. وهذه الاية ومثلها غيرها مما استدل به من المعتزلة والعشائرة وجماعة على ان اليد او ما بين اليدين قد يطلق على من على من لا يتصف بصفة اليدين وهذا كما في قوله هنا وكما في قوله جل وعلا قدم صدق عند ربهم ونحو ذلك مما يضاف فيه ما هو معروف انه صفة لما لا يصلح ان يتصف باليد او بالقدم او نحو ذلك فيكون تفسير اليد هنا او اليدين او ما بين اليدين او القدم او ما اشبه ذلك على مقتضى استعمال العرب في انه للشيء القريب منه الذي يكون بمثابة ما بين يدي الرجل. وهل يكون في ذلك عدم اثبات الصفة بما ورد في هذا وانه يمكن ان تكون الصفة المراد منها القرب او القدرة المتقدمة او القوة القريبة او نحو ذلك مما فسرت به اليد او ما يتقدم من القدرة كما ترى فيه القدم هذا كله مما اولت به ما الايات والاحاديث في صفة اليد او في صفة القدم هذا ليس بصحيح لا من جهة البحث اللغوي ولا من جهة استقراء ما ورد في الصفات من النصوص وذلك ان اليد او قوله قائل بين يدي الشيء كذا يعني ان يكون قريبا منه كقوله بين يدي الجبل بين يدي هنا النجوى بين يدي البيت ونحو ذلك وهنا ينظر فيه هل يصلح هذا ان يتصف بهذا الوصف ام لا ومعلوم ان هذه الاشياء المذكورة لا توصف بانها لها يد فلذلك يكون معنى بين يدي الجبل بين يدي النجوى وبين يدي البيت يكون معناه ما تقدم منه قريبا منه وهو هنا في حق الله جل وعلا نظرنا فوجدنا ان الامر محتمل ان يكون ما بين اليدين اما ان يكون صفة واما ان لا يكون صفة. فطلبنا نحو الدليل فوجدنا انه جاء باضافة اليد الى الله جل وعلا اضافة صفة الى موصوف وذلك لقول الله جل وعلا ما منعك ان تسجد لما خلقت يدي ومعلوم هنا ان من فسر اليدين بانها القوة او القدرة او نحو ذلك لا يستقيم التفسير هنا في هذه الاية لانه لا احد يقول ان لله جل وعلا قدرتين او قوتين خص بهما خلق ادم عليه السلام بل خلق ادم عليه السلام بارادة الله تعالى ومشيئته وبقوته سبحانه وكذلك في قوله يد الله فوق ايديهم. هنا اضافة مفرد الى الله جل وعلا فنظرنا ووجدنا ان الاظافة هنا لا تصلحوا الا ان تكون الصفة. كذلك قوله وقالت اليهود يد الله مغلولة غلت ايديهم ولعنوا بما قالوا بل يدعاه مبسوطتان ينفق كيف يشاء هذه الاية يداه مبسوطتان لا يمكن ان تحمل الا على الصلة. فاذا نقول هنا ما استدل بهذه الاية وامثالها عليه من ان لفظ اليدين قد يضاف الى غير متصف باليدين ولما نظرنا في صفات الله جل وعلا وجدنا استعمال صفة اليد بالتثنية وبالافراد بما يمنع ان يكون المراد منه ما تقدم قريبا منه دون تحقيق الصفة وهذا ايضا يقال في قوله لهم في قوله في اول سورة يونس قدم صدق عند ربهم. يعني ما تقدم من صدقهم قال جل وعلا فقدموا بين يدي نجواكم صدقة والصدقة هي نفقة او يعني مال يخرج تقربا الى الله جل وعلا يعطى المحتاج وسميت سمي هذا المال المنفق صدقة لان فيه دلالة على صدق صاحبه وتخلصه من الشح طلبا لرضاء الله جل جلاله. ذلك خير لكم واطهر ذلك اللام فيها اشارة الى شيء بعيد لان اللام يؤتى بها بالاشارة الى البعيد فما هو معروف في بحث اسماء الاشارة في النحو وهنا المشار اليه قريب. يعني هذه الصدقة او هذا التقديم خير لكم واطهر فلماذا استعمل ما يدل على البعد؟ هذا ليس المقصود منه البعد اللفظي للاشارة وانما المقصود هنا بعد المكانة وهذا التقديم غير خير لكم واطهر لرفعة منزلتها تكون الدلالة في البعد هنا دلالة معنوية برفعة المنزلة. وهذا خذه مثالا لكل ما في القرآن من الاشارة بالبعد الى ما هو قريب فيراد به البعد المعنوي او رفعة المنزلة ورفعة المكانة كما هو مقرر في علم المعاني من علوم البلاغة. قال ذلك خير لكم واطهر خير في الدنيا والاخرة واطهر الطهارة هنا المراد بها طهارة القلب والنفس. قال ذلك خير لكم واطهر خير في الدنيا والاخرة واطهر الطهارة هنا المراد بها طهارة القلب والنفس من ما يدنسها. وهنا ما قد يدنس النفس في هذا المقام والجرأة على رسول الله صلى الله عليه وسلم والبخل بانفاق المال تحقيقا للرغبة بالقرب من رسول الله عليه الصلاة والسلام ثم قال بعدها جل جلاله فان لم تجدوا فان الله غفور رحيم يعني ان لم تجدوا شيئا تتصدقون به فالله جل وعلا غفور رحيم لمن اتقى الله ما استطاع وهذا الذي ليس عنده شيء قد اتقى الله ما استطعت هذه الاية كما سمعتم في تفسيرها من كلام الحافظ ابن كثير رحمه الله منسوخة وهي منسوخة بالاتفاق لم يكن يعمل بها وانما كانت اختبارا للمؤمنين وكانت تنبيها لهم الى عدم المسارعة لذلك وفعلا لم يسارعوا لما صار فيها صدقة قيل ذلك ذلك خير لكم واطهر فانهم اشفق وخافوا وكما قال علي رضي الله عنه لم بها سواه فهي منسوخة وما الذي نسخها بل هو الاية التي بعدها ام الزكاة هذا خلاف بين اهل العلم والصحيح في ذلك ان الاية التي بعدها هي التي نسختها لصلتها بها وظهور الدلالة على النسخ فيها. قال جل وعلا ااشفقتم ان تقدموا بين يدي نجواكم صدقات فاذ لم تفعلوا وثابوا الله عليكم فاقيموا الصلاة واتوا الزكاة واطيعوا الله ورسوله والله خبير بما تعملون قوله سبحانه اشفقتم الاشفاق ونوع من الخوف لكن الخوف اكبر منه لان الخوف يشمل المخوف منه ممن يكون له آآ يكون منه الخوف او يكون له هيبة من اجلها يخاف منه لكن الاشفاق يكون لي ما يهاب منه او يخاف منه من المعاني التي لا يكون لها الخوف الحقيقي الذي يكون في النفس من شيء يخاف منه ويهرب منه. فالاشفاق شيء من الخوف يبعث على الانصراف عن العمل فيقول تركت هذا اشفاقا من منه تركت الذهاب اشفاقا على نفسي فيكون فيه نوع خوف لكنه خوف معه الشفقة على النفس من تحقيق او تحقق الخوف. قال ااشفقتم ان تقدموا بين يدي نجواكم صدقات وهنا جمع الصدقات مع انه في الاية الاولى افردها قال فقدموا بين يدي نجواكم صدقة وهنا جمعها قال ااشفقتم ان تقدموا بين يدي نجواكم صدقات هذا رعاية لعموم المؤمنين فانهم اشفقوا ان يقدموا صدقة صدقة صدقة فيكون الجميع ان يقدم صدقة وناسب الجمع هنا لاجل التخفيف عليهم فان التخفيف جاء للمؤمنين جميعا في نسخ هذا الحكم فلذلك صار اللفظ جمعا رعاية لحال التخفيف. ثم قال تعالى فاذ لم تفعلوا وتاب الله عليكم فاقيموا الصلاة واتوا الزكاة اذ هنا ظرف للشرط يعني حين لم تفعلوا وتاب الله عليكم فاقيموا الصلاة واتوا الزكاة. وظاهر هنا في قوله فاذ لم تفعلوا وتاب الله عليكم انه فيه النسخ ووجه النسخ ان الله جل وعلا صرف الامر عن الفعل الى اقامة الصلاة وايتاء الزكاة قال فحين لم تفعلوا ذلك وتاب الله جل وعلا عليكم بعدم فعلكم ذلك فاقيموا الصلاة وعاتوا الزكاة فيكون ذلك كافيا واطيعوا الله ورسوله يكون كافيا عما امركم به من الصدقات ثم قال سبحانه في اخرها والله خبير بما تعملون وهو سبحانه يعلم ان يعظم نبيه يهابه ويسلك معه سلوك الادب الكامل من يجتنب عليه ومن يحقق اقامة الصلاة وايتاء الزكاة وطاعة الله ورسوله وطاعة الله ورسوله ومن لا يحقق ذلك هو سبحانه خبير بما يعمله العباد اليه مرجعهم جميعا فينبئهم بما عملوا احصاه الله ونسوه. والله على كل شيء شهيد سبحانه وتعالى. نعم نعم اقرأ قال وقال في تفسير قوله تعالى الم تر الى الذين تولوا قوما غضب الله عليهم ما هم منكم ولا منهم ويحلفون على الكذب وهم يعلمون. عند الحديث يطول حولها من صفات المنافقين وما يتعلق به. اه لعلنا نرجعها ان شاء الله الشيخ احسن الله اليكم نعم كيف لا النسخ للوجوب ان هنا بحث هل الاصل يعني النسخ هل يعود بالشيء الى اصله او يعود الى اصل الشيء او يعود الى حكمه معلوم ان ايجاب الصدقة هو خلاف العصر لان الاصل براءة الذمة فهنا اوجب الصدقة او شرح الصدقة واجبة ثم نسخ ما امروا به لكن هنا يقال اذا قلنا ان النسخ للوجوب يعني نسخ الحكم بالوجوب. فهل لاحد ان يعمل بها ينظر فيه الى فعل الصحابة رضوان الله عليهم بعد النسخ فلهذا قال علي رضي الله عنه لم يعمل بها احد غيري او سواي قبل وبعد يعني ان الصحابة لم يعملوا بذلك حتى بعد النسخ ولو على وجه الاستحباب فدل على ان النسخ لما كان للوجوب كان ايضا لاصل فكم لان الاصل والحكم جاء جميعا يعني الصدقة والوجوب جاء جميعا يختلف عن بعض المسائل اللي يكون فيها آآ مشروعية امر ثم بعد ذلك يأتي يأتي الوجوه. ويأتي الناسخ ينظر فيه هل هو ناسخ للاصل او ناسخ للوجوب بنفسه فيتجه الى احدهم هو جاءت الرواية لكن ما ادري عنه الى بحث فيه لقوله تعالى فان لم تفعلوا اذا اخبار من الله سبحانه وتعالى عن حاله اوله اثر في عقل الناس الظاهر انه انه لبيان وجه التخفيف عليهم بالنسف لانهم لم يفعلوا اشفاقا لان كل مرة يريدون ان يحدثوا النبي صلى الله عليه وسلم وان يسألوه في ما بينه وبينه يقدمون صدقة كل مرة هذا باش يكون كثير عليه اه الله جل وعلا علم اشفاقهم وقال فاذ لم تفعلوا يعني اشفاقا من هذا الامر وتاب الله عليكم ايه ما حصل منكم من الاشفاق فاقيموا الصلاة واتوا الزكاة معلوم ان تحقيق اقامة الصلاة وايتاء الزكاة وطاعة الله ورسوله هو اعظم من الصدقة اعظم من الصدقة ان هذه امور واجبة اقامة الصلاة وايتاء الزكاة. هنا سؤال هل في قوله واتوا الزكاة دليل على ان الزكاة قد فرضت قبل هذا فيشكل على ما سبق ان ذكرناه من وجه النسخ ما جاء في ذهنكم هالسؤال اذا كان الجواب واضحا فالحمد لله. يعني ايتاء الزكاة لفظ ايتاء الزكاة جاء في السور المكية جاء في مكة قوله تعالى في سورة اه المزمل اقرأوا ما تيسر منه واقيموا الصلاة واتوا الزكاة واقرضوا الله قرضا حسنا فامر بايتاء الزكاة والمقصود هنا مطلق الصدقة التي يحصل بها زكاة النفس اما الزكاة المحددة باوعيتها وانصبائها وما يتعلق بذلك من احكام هذه شرعت في المدينة قد يكون تكون المشروعية قبل الاية وقد تكون بعدها اه ما فيه ما يدل على تحديد لكن الصرف قصة الصرف