المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد بن ابراهيم بن عبداللطيف ال الشيخ دروس من تفسير القرآن الكريم. تفسير سورة الواقعة الدرس التاسع. نعم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا آله وصحبه اجمعين. اللهم الهمنا رشدنا وقنا شر انفسنا واغفر لنا وشركنا والحاضرين. والامام الحازم عماد ابن كثير رحمه الله تعالى في تفسير قول الله تعالى افرأيتم ما تحرثون؟ اانتم تزرعونه ام نحن الزارعون لو نشاء لجعلناه سقاما فظلتم تفكهون. انا لمغرمون بل نحن محرومون. افرأيتم الماء الذي تشربون انتم انزلتموه من المزن ام نحن المنزلون؟ لو نشاء جعلناه اجاجا فلولا تشكرون افرأيتم النار التي تورون؟ اانتم انشأتم شجرتها ام نحن المنشئون؟ نحن جعلناها تذكرة ومتاعا فسبح باسم ربك العظيم. يقول تعالى افرأيتم ما تحرثون وهو شق الارض واثارتها والبذر فيها انتم تزرعونه اي تنبتونه في الارض؟ ام نحن الزارعون؟ اي بل نحن الذين اي بل نحن الذي نقره قراره بالارض. قال ابن جرير وقد حدثني احمد ابن الوليد القرشي. قال حدثنا مسلم ابن ابي مسلم الجرمي. قال حدثنا مخلد الحسين عن هشام عن محمد عن قال ابن جرير وقد حدثني احمد ابن الوليد القرشي قال حدثنا مسلم ابن ابي مسلم الجرمي. كيف عندكم وهو انبات النبات وشق البذر ونمو الزرع فقال سبحانه فرأيتم ما تحرثون اانتم تزرعونه ام نحن الزارعون حقيقة حرث الارض انها سبب من الاسباب لما سيحصل بعدها ولكن الذي يجعل هذا السبب كلها الجرمي نسخ اللوحة نعم قال حدثنا مخلد بن الحسين عن هشام عن محمد عن ابي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يقولن احدكم زرعت ولكن قل حرجت قال ابو هريرة الم تسمع الى قوله تعالى ارأيتم ما تحرثون اانتم تزرعونه ام نحن الزارعون؟ ورواه البزار عن محمد بن عبدالرحيم عن مسلم الجرمي به. وقال ابن ابي حاتم حدثنا ابي قال حدثنا موسى ابن اسماعيل. قال حدثنا حماد عن عطاء عن ابي عبد الرحمن قال لا تقولوا زرعنا ولا لكن قولوا حرثنا وروي عن حجر المنذري انه كان اذا قرأ اانتم تزرعونه ام نحن الزارعون؟ وامثالها يقول بل انت يا رب وقوله تعالى ببل انها انها حجر حجر ها حجر المنذري ما هو بحجر نعم ايه يعني بحجة حجر معروفة هم؟ هنا بالدير عندي. ايه ايه هو حجر المودع. نعم صحيح او المدني نعم المدني لا حجر المدني نعم قال وقال ابن ابي حاتم حدثنا ابي قال حدثنا موسى بن اسماعيل قال حدثنا حماد عن عطاء عن ابي عبد الرحمن لا تقولوا زرعنا ولكن قولوا حرثنا وروي عن حجر المدني انه كان اذا قرأ اانتم تزرعونه ام نحن الزارعون؟ وامثالها يقول بل انت يا رب. وقوله تعالى لولا شاؤوا لجعلناهم فطاما. اي نحن انبتناهم بلطفنا ورحمتنا وابقيناه لكم رحمة بكم. ولو نشاءوا لجعلناه حطاما. اي لايبسناه قبل استوائه واستحصاده فضلتم تفكرون ثم فسر ذلك بقوله انا لمغرمون بل نحن محرومون اي لو جعلناه حطاما لظللتم تفكهون في المقالة تنوعون كلامكم فتقولون تارة انا لمغرمون اي لم القول. وقال مجاهد وعكرمة انا لموقع نعم. وقال قتادة معذبون وتارة تقولون بل نحن محرومون. وقال مجاهد ايضا انا لمغرمون ملقون للشر اي نحن محاربون قاله قتادة اي لا يثبت لنا مال ولا ينتج لنا ولا ينتج لنا ربح. وقال مجاهد بل نحن محرومون اي مجدودون يعني لا حظ لنا. قال ابن عباس ومجاهد فظلتم تفكرون تعجبون. وقال مجاهد ايضا فظلتم تفجعون وتحزنون على ما فاتكم من زرعكم. وهذا يرجع الى الاول وهو التعجب الى السبب الذي من اجله اصيبوا في مالهم فهذا اختيار ابن الجريد وقال عكرمة فضلتم تذكرون تلاومون وقال الحسن وقتادة والسدي فضلتم تفكرون تندمون او تندمون ومعناه اما على ما انفقتم او على ما اسلفتم من الذنوب. قال الكسائي تفكه من الاصداد. تقول العرب تفكهت بمعنى تنعمت وتفكهت بمعنى حزنت ثم قال تعالى افرأيتم الماء الذي تشربون. اانتم انزلتموه من المزن يعني السحاب. قال ابن عباس ومجاهد وغير واحد. ام نحن منزلون يقول بل نحن المنزلون. لو نشاء جعلناه اجاجا اي زعاقا مرا لا يصلح لشرب ولا زرع. سعاف زعافة ها انت راجعته جزاك الله خير عندكم القاف هم ماشي على كل حال مدى مراجعها انتهى نعم اي زعاقا مرا لا يصلح لشرب ولا زرع. فلولا تشكرون اي فهلا تشكرون نعمة الله عليكم. في انزاله المطر عليكم عذبا زلالا لكم منه شراب ومنه شجر فيه تثيمون. ينبت لكم به الزرع والزيتون والنخيل والاعناب. ومن كل الثمرات ان في ذلك لاية لقوم تفكرون وقال ابن ابي حاتم حدثنا ابي قال حدثنا عثمان بن سعيد بن مرة قال حدثنا فضيل بن مرزوق عن ابي جعفر عن النبي صلى الله عليه وسلم انه كان اذا شرب الماء قال الحمد لله الذي سقانا عذبا فراتا برحمته بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن اهتدى بهداه اما بعد فيقول الله جل جلاله افرأيتم ما تحرثون اانتم تزرعونه ام نحن الزارعون لو نشاء جهلناه حطاما فظلتم تفكهون انا لمغرمون بل نحن محرومون. هذا في سياق ما يعني تفرد الله جل وعلا بالخلق وبانواع الانشاء وهو في سياق اثبات المعاد واثبات توحيد الالهية للرب جل جلاله الايات التي قبل ذلك ذكر الله جل وعلا فيها نشأة الانسان من ماء فقال افرأيتم ما تمنون اانتم تخلقونه ام نحن الخالقون؟ قد ذكرنا لك ان نشأة الانسان دليل من ادلة البعث بعد الموت لان الذي انشأ الانسان اول قادر على ان يعيده ثانيا بل الاعادة اهون من الابتداء وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده وهو اهون عليه سبحانه وتعالى ثم ذكر دليلا اخر على تفرده بالربوبية والخلق نافعا ويفعل اشياء ليست في مقدور الحارث هو الرب جل جلاله ولذلك فان الحرث شيء مما يعمله ابن ادم والباقي على رب العالمين مثل جماع الرجل لاهله ثم ينتج من ذلك الولد كذلك وضع البذر في الارض او وضع الشتلة في الارض الغرس فينمو هذا وتنشق الارض عن ذاك هذا كله من الله جل وعلا نموا ورعاية وتدبيرا سبحانه وتعالى. لذلك قال هنا افرأيتم ما تحرثون اانتم تزرعونه ام نحن الزارعون لان الزرع يقتضي الرعاية وتنمية الشيء وتعاهده بما يصلح له والله جل وعلا جعل للانسان سببا واحدا وهو الحرث ووظع البذر يعني الحرث هو لوازم ذلك من وضع البذور او وضع الغراس ثم السقي اما النما وتفتق الارض عن البذور ونمو الشجر باصناف النمو فهذا ليس للانسان وانما هو بذل بعض الاسباب والله جل وعلا هو الذي ينفي ذلك كما تعاهد الجنين في بطن امه لهذا قال جل وعلا اانتم تزرعونه ام نحن الزارعون والزراعة ليست في معنى الحرف الحرث معه الرعاية والتعاهد وحصول ما يريده الحارث وهذا كله ليس الى الحارث في الحقيقة وانما هو على ان فعل السبب في الحرث ليكون السبب خاليا من المظاد والعبد يفعل الاول واما الثاني والثالث فليس اليه ولهذا يصح ان يثبت للعبد فعل السبب وينفى عنه تمام النفع او تمام الاثر بالسبب وهذا كما قال جل وعلا وما رميت اذ رميت ولكن الله رمى. وهنا يمكن ان يقال وما زرعت اذ حرثت ولكن الله جل وعلا زرع ونحو ذلك. وهذا يعني ان العبد يزرع في حقيقة لكن زرع الانتاج وحصول المقصود ليس اليه ولكن زرع السبب له مثل الرمي رمي الاصابة ليس للعبد لكن ابتداء الرمي له ولهذا لما صار صار المقصود لا يتحقق الا بهذه الثلاثة جميعا صح ان ينفى الزرع عن الحارس عن المزارع في هذا المقام الفائدة الثالثة ان قوله جل وعلا هنا اانتم تزرعونه ام نحن الزارعون لا ينفي ان يكون الحارث والمزارع يسمى زارعا ومزارع قد اثبته الله جل وعلا في اية اخرى في اخر سورة الفتح فقال جل وعلا يعجب الزراع ان يغيظ بهم الكفار. كزرع اخرج شطأه ازره فاستغلظ فاستوى على سوقه يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار فالانسان زارع وحارث لكن في هذا المقام الزرع بالمعنى الكامل الذي فيه تعهد الرعاية والانتاج الى اخره هذا وتمام المقصود هذا الى الله جل وعلا ولهذا تأدب طائفة من السلف رعاية لهذه الاية وصاروا لا ينسبون الزرع لانفسهم وهذا من باب الاجتهاد والادب رعاية لهذه الاية. والا فلو قال انا مزارع او انا زرعت فلا شيء في ذلك لانه يريد بذلك السبب قال جل وعلا هنا افرأيتم ما تحرثون والكلام عليها كالكلام على قوله افرأيتم ما تمنون وحقيقة الحرث انه العمل الدائم. ولهذا يسمى الانسان حارثا لانه دائم العمل ولا يخلو في حياته من من عمل. لهذا جاء في الحديث اصدق الاسماء الحارث وهمام لان الانسان لا يخلو ان يكون هما يعني كثير الهم يهتم بهذا ويهتم بهذا ويعمل انه حارث يعني يعمل العمل الكثير فحياته هي هي ذلك وقول ابن كثير هنا ان الحرث هو شق الارض هذا باعتبار هذا السياق لا باعتبار مدلول اللغة لان السياق يقتضي ان الحرث هنا هو العمل الدائم بشق الارض لوضع البذور او لغرس الغراس وهذا كثير تنتبه له في تقييد المفسرين للمعنى اللغوي العام بما يناسب السير هذا ليس حصرا وانما هو من باب مناسبة المعنى للصيام والا فمعنى الحرف اوسع من ذلك اانتم تزرعونه ام نحن الزارعون مر معك المعنى قال جل وعلا لو نشاءوا جعلناه حطاما لو نشاءوا لجعلناه حطاما فضلتم تفكرونا انا لمغرمون بل نحن محرومون يعني لو شاء الله جل وعلا ان يجعل هذا الذي رأيتم من من الزرع الذي استوى ومن النبات الذي مستوى مرتفع حمل ثماره لو يشاء الرب جل وعلا لجعل تلك الجنة المزدهرة تطاما في ليلة فبعد ذلك تظلون متفكهين انا لمغرمون بل نحن محرومون وقوله هنا نظلتم تفكهون حقيقة التفكر في اللغة التنوع سميت الفاكهة المعروفة فاكهة لكثرة انواعها ولتنوع الانسان في اخذها وفي استطابة هذا وهذا منها فحقيقتها التنوع حقيقة التفكه والفاكهة تنوع والانسان يكون فاكها اذا كان متنوعا فيما يعمل فيقال له فاكه اذا تنوع نعيمه كما انه يقال له فاكهة اذا تنوع سوءه وهكذا وهذا كله جاء في القرآن قال جل وعلا ان اصحاب الجنة اليوم في شغل فاكهون. هم وازواجهم في ظلال فاكهون يعني منعمون بانواع النعيم يعني متنوع نعيمهم وكذلك وصف الكفار بانهم فاكهون يعني يتنوعون في ما يتنعمون او يتنوعون في السوء الى اخره فقوله هنا فضلتم تفقهون سمعت اختلاف المفسرين فيها وابن كثير يقول فضلتم تفكرون تفسيرها ما بعدها وهو قولهم انا لمغرمون بل نحن محرومون وذلك لان قولهم انا لمغرمون نوع من انواع الكلام ثم بل نحن محرومون نوع اخر ومعناه انه ثم اشياء اخر من قولهم لم تذكر لاجل انهم تفكهوا بالكلام يعني نوعوا كلامه وقول من قال فضلتم تفكهون يعني تلاومون او نحو ذلك فيه تنوع الحديث لان اللوم هذا يلوم هذا وهذا يلوم هذا اذا كانوا جماعة كثيرين فكل واحد ينوع حديثه في لوم صاحبه المقصود من ذلك ان اختلاف السلف في تفسير تفكهون راجع الى فهمهم لمعناها في اللغة وفي السياق القرآني وحقيقتها التنوع فيما دل عليه السياق تارة التنوع في النعيم تارة التنوع في في العذاب مثل ما قال لك انها من الاضداد يعني تطلق على هذا وهذا لانها اصلها في التنوع تنوع ما يؤكل بخصوصه الاصناف المخصوصة سميت فاكهة التنوع في في التقلب في انواع الحياة كل هذا راجع الى هذا المعنى فاذا قولهم انا لمغرمون بل نحن محرومون هذا من انواع الاقوال في هذا في ما لو جعلت زراعتهم حطاما والمغرم هو الخاسر المدين والمحروم هو الذي حرم وفقد ما يأمله اذا حصل للزراعة افة فصارت حطاما وهو في الواقع خسر وغالب الناس يكون مدينا لان المزارعين في الغالب يحتاجون الى اشياء واشياء وايضا يكون محروما فاذا قولهم قول بعضهم انا لمغرمون هذا تنوع في وصف الحال بل نحن محرومون تنوع في وصف الحال فهم في الواقع مغرمون ومحرومون و ما شئت من الاوصاف وهذا من انواع التفكه في الاوصاف وفي المقال وفي مجيء تفقههم في قولهم مؤكدا بان انا لمغرمون بل نحن محرومون مؤكد بان وباللام المزحلقة ما يفيد انهم كانوا ينكرون قدرة الله جل وعلا عليه لان الكلام لا يؤكد الا اذا كان المخاطب في مقام الشك او الانكار او منزل منزلة الشاك و المنكر وهذا مبحث لغوي معروف كثير في القرآن ويفيدك في علم المعاني البلاغة فاذا اردت ان تلقي الخبر على من هو خال من المعلومة تقول له انا مغرم فاذا كان او تقول نحن مغرمون فاذا كان عنده بعظ الشك في هذا الامر او عنده بعض الانكار او منكر او تريد ان تنزله منزلة الشاك والمنكر لينتبه لكلامك وليتفكر وليتدبر فانك تأتي بان. فتقول انا مغرمون فاذا اردت ان ينتبه كان شكه اعظم او ينزل منزلة الشك باعظم تأتي بالتأكيد باللام الثاني لان اللامؤكدة وان مؤكدة فتقول ان لمغرمون. يعني انتبهوا انتم كنتم في سبات انتبهوا من هذه الغفلة انتبهوا مما مما كنتم فيه ايها الشاكون ايها المنكرون او ما اشبه ذلك. وهذا على نحو اه قوله مثلا في كتاب الله والعصر ان الانسان لفي الخسر ما قال جل وعلا والعصر الانسان في خسر لان الانسان في خسر في خسارة هذا معناه ان الناس يقرون بها. المخاطب يقر بهذه الحقيقة لكن في الواقع ان المشركين والكفار لا يقرون بهذا بل يرون انهم الرابحون ولذلك قال جل وعلا ان الانسان لانهم منكرون او شاكون او منهم من ينزل منزلة المنكر والشاك. ان الانسان لفي خسر. هذا ايضا عند يأتيك في مثل اه قوله جل وعلا مثلا في سورة ياسين واضرب لهم مثلا اصحاب القرية اذ جاءها المرسلون اذ ارسلنا اليهم اثنين ذووهما فعززنا بثالث فقالوا انا اليكم انا اليكم مرسلون. قالوا ما انتم الا بشر مثلنا وما انزل الرحمن من شيء ان انتم الا تكذبون قالوا ربنا يعلم انا اليكم لمرسلون فاول بدأت الرسالة ثم لما صاروا منكرين عززوا بثالث قالوا انا اليكم مرسلون لانهم صار عندهم نوع من الانكار فلما قال ان انتم الا تكذبون صار هنا التأكيد اكثر واكثر فقال ان قالوا انا اليكم لمرسلون لان هذا المقام مقام النهاية في التأكيد في مثل جملة انا مرسل اليكم او انا مرسلون اليكم هذي لها نظائر كثيرة اه وهي مفيدة في فهم معنى الاي و تقدير الكلام نعم ثم قال تعالى افرأيتم الماء الذي تشربون اانتم انزلتموه من المزن؟ يعني السحاب. قال ابن عباس ومجاهد واحد ام نحن المنزلون؟ يقول بل نحن المنزلون. لو نشاء جعلناه اجاجا اي زعاقا مرا لا يصلح لشرب ولا زرع. فلولا تشكرون اي فهلا تشكرون نعمة الله عليكم في انزاله المطر عليكم عذبا زلالا لكم منه شراب ومنه شجر فيه تسيمون. ينبت لكم به الزرع والزيتون والنخيل والاعناب ومن كل الثمرات. ان في ذلك لاية لقومية وقال ابن ابي حاتم حدثنا ابي قال حدثنا عثمان بن سعيد بن مرة قال حدثنا فضيل ابن مرزوق عن ابي جعفر عن النبي صلى الله عليه وسلم انه كان اذا شرب الماء قال. نعم. عندنا حدثنا فضيلة بن مرزوق عن جابر عن ابيه جعفر وفضيل بن مرزوق يروي عن ابي جعفر ادري جابر هذي المقصود منها النسخة كله عندك نسخته الاخيرة هذي ها ايه وجابر من هو هذا ما علق عليه مسكين هم طيب ماشي كمل قال عن النبي صلى الله عليه وسلم انه كان اذا شرب الماء قال الحمد لله الذي سقانا عذبا فراتا برحمته ولم يجعله ملحا دجاجا بذنوبنا ثم قال افرأيتم النار التي سورون اي تقدحون من الزناد وتستخرجونها من اصلها قوله افرأيتم الماء الذي تشربون اانتم انزلتموه من المزن ام نحن المنزلون لو نشاء وجعلناه هجاجا فلولا تشكرون الاية الظاهرة الايات ظاهرة في الدلالة على توحد الله جل وعلا وتفرده في ربوبيته وفي الانعام على خلقه وما بكم من نعمة فمن الله ثم اذا مسكم الضر فاليه تجأرون سبحانه وتعالى ذكرنا لك في الايات السالفة ان هذه الايات فيها دلالة على ثلاث مسائل توحيد الربوبية توحيد الالهية والبعث بعد الموت وكل دليل للربوبية هو دليل للالهية لكل دليل يستدل به على توحيد الله جل وعلا في ربوبيته وعلى تفرده جل وعلا بالخلق والرزق والاحياء والاماتة وتصريف الامر وتدبير الملكوت هو دليل على انه سبحانه هو المستحق للعبادة وحده دون ما سواه وذلك بطريق اللزوم فانه يلزم من ان الذي يدبر الامر واحد انه هو الذي يعبد فكيف يعبد من لا يدبر؟ كيف يعبد من لا يخلق؟ اي يشركون ما لا يخلق شيئا وهم يخلقون هذا ينفيه العقل البسيط فضلا عن العقل الكامل اما البعث كل هذه الايات فيها دليل على بعث الله جل وعلا الاموات يوم القيامة وذلك بانها فيها استخراج النشأة الاولى فيها استخراج والزرع فيه استخراج من الارض والماء ايضا اذا نزل من المزن فان العادة انهم يشربون منه مباشرة ثم يشربون منه باستخراج وهذا يدل على ان الذي اعطاهم ذلك قادر على ان يخرج الانسان بعد موته. ثم ايضا في خصوص الماء بانزاله من المزن فيه تنبيه على ان النشأة الاخرى شبيهة بذلك لما ثبت في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم ان الله جل وعلا يأمر السماء يوم القيامة يعني بين النفختين والذي انزل المطر اول مرة من المزن هو الذي انزل الثاني وهو الذي يبعث الاموات بعد موتي. والمزن هو السحاب الكثيف اانتم انزلتموه من المزن ام نحن المنزلون والانزال لا يطلق الا على ما كان من العلو. فانزل يعني جاء من العلو. ولهذا يسمى السحاب والمزن يسمى سماء لانه في العلو وهذا ايضا من ادلة اثبات علو الرب جل جلاله لانه وصف الماء الذي ينزل من السحاب الذي يأتي من السحاب بانه ينزل لاجل انه في العلو وكذلك انزال القرآن سمي انزالا لانه يأتي من العلو. كذلك انزال جبريل عليه السلام نزل به الروح الامين انه من العلو. وهذه كلها فيها اثبات علو الله جل وعلا على خلقه قال لو نشاء جعلناه اجاجا. والاجاج هو الفاسد الذي لا يصلح للشراب اما بانه مر او مالح او انه فاسد بانواع النتن ونحو ذلك غالب ما يستعمل الاجاج بما كان عدم مناسبته من جهة انه ليس بعذب كما وصف الله جل وعلا البحرين بان هذا عذب فرات وهذا ملح وجاج وفي قوله وهذا ملح اجاج ما يدل على ان اسم الفجاج ولفظ الفجاج لا يقتصر على كونه مالحة لانه قال وهذا ملح اجاي فهو تنقل من وصف الى الوصف الاعم اه كما هو معروف لولا شاؤوا جعلناه اجاجا فلولا تشكرون وهذا في التنبيه على ان كل نعمة استحدثها الله جل وعلا لعباده او استدامها انها توجب الشكر والنعم المستحدثة المستحدثة المستأنفة يشعر بها العبد فيشكو ويظهر عليها انها جديدة ونحو ذلك. لكن النعم المستدامة كانزال كانزال الماء من المزن حصول الامطار والماء الذي عند الانسان وما يستديمه من النعم هذه هي التي تحتاج الى تنبيه ولهذا قال جل وعلا هنا في ذكر النعم المستدامة فلولا تشكرون هذه بحاجة الى تنبيه تلو تنبيه للانسان في نفسه ولغيره في الا يأخذه الالف الف النعم على او الى لا يأخذه الف النعم الى عدم شكرها ونسيان المتفضل بها مثل الصحة ما يشعر الانسان بقيمتها لكن اذا مرض فاستحدث الله جل وعلا له شفاء احس بالنعمة لكن الصحة في نفسها المستدامة سنين طويلة هذه نعمة نعمة دائمة فهو يشكر على نعمة حدثت في وقت لكن هذه النعمة المستدامة يغفل عنها وهكذا في النعم اه المتنوعة ولهذا قال جل وعلا في النعم قال وان تعدوا نعمة الله لا تحصوها ان الانسان لظلوم كفار وقال في اية سورة النحل وان تعدوا نعمة الله لا تحصوها ان الله لغفور رحيم. والايتان فيما مقام الاية الواحدة وان تعدوا نعمة الله لا تحصوها. يعني لن تعدوها ولو عددتم فلن تحصوا ولو عددتم فسيقابل الانسان هذه النعم لو عدها بالظلم والكفران ومع ذلك فالله جل وعلا غفور رحيم ولهذا قال هنا فلولا تشكرون وقليل في الحقيقة من يشكر النعم المستدامة اما النعم الحادثة فالانتباه لها كثير حتى من الكفار فاذا ركبوا في الفلك دعوا الله مخلصين له الدين فلما نجاهم الى البر فمنهم مقتصد في هذه الاية التنبيه العباد على عدم الغفلة عن النعم المستدامة الحاصلة والا ليأخذهم الالف والسنة الى عدم الشكر او الغفلة عن شكر الله عليه ذكرنا لكم مرارا ان الشكر ان الشكر حقيقته في المقابلة باللغة. ولهذا يقال للنخلتين المتقابلتين الناشئتين من نخلة يعني الفرخين يقال لهما شكير ليش لان هذا في مقابلتها هذه في مقابلة هذه يعني خرجتا متقابلتين. اما الشكر الشرعي الشكر الشرعي فهو ان تقابل النعم بالاعتراف بها باطنا انها من الله جل وعلا وحده وانه هو المتفضل بها وان تقابل النعم بالاقرار بها لسانا وتحدثا واما بنعمة ربك فحدث وان تقابل النعم بالعمل الصالح شكرا فاذا يكون للشكر في الشريعة ثلاثة اركان شكر القلب بالاعتقاد والاعتراف وشكر اللسان بالتحدث بنعمة الله واما بنعمة ربك فحدث وبالعمل الصالح وهو الركن الثالث اعملوا ال داوود شكرا وهذا بخلاف الحمد ذكرنا لكم المبحث هذا قبل ذلك بخلاف الحمد فانه مخصوص. الحمد في هذا الموطن يعني يكون بالثناء باللسان و باعتقاد القلب وليس ثم عمل في الحمد الحمد ليس فيه عمل ومن الاستطراد في هذا البحث اللي بحثه بعض العلماء حول قول القائل الحمد لله حمد الشاكرين هل يصلح اللي يناسب ان يقول القائل الحمد لله حمد الشاكرين من اهل العلم من قال لا يصلح هذا لان الشكر يكون في مقابلة النعمة والحمد يكون ثناء بالقلب وباللسان لا في مقابلة نعمة لما يستحقه المحمود مما هو عليه من صفات الكمال فكأن قول القائل الحمد لله حمد الشاكرين يعني نثني عليه لاجل مقابلتنا بالنعم وهذا فيه قصور عن مجيء الشرع بالحمد لله جل وعلا مطلقا والقول الثاني ان هذا لا بأس به ام يقول قائل الحمد لله حمد الشاكرين لان الشاكر يثني على الله جل وعلا ويعترف بنعمه بقلبه وبلسانه وهذا داخل في الحمد ولهذا العبارة هذه ليست مستعملة عند السلف لاجل قصورها في المعنى هذا من باب الاستطراد نقف عند هذا مم واضح يعني الان الشكر في مقابلة نعمة صحيح فيقول افادتكم النعماء مني ثلاثة ثلاثة صحيح ايش هي يدي بالعمل ولسان النطق وايش؟ والظمير المحجب اللي هو بالقلب. واضح؟ يعني يكون المقابلة مقابلة النعمة بشكرها يكون بالموارد الثلاثة هذي ولذلك لما بحثوا في الحمد والشكر ايهما اعم وايهما اخص قالوا الحمد اعم والشكر اعم. والحمد اخص والشكر اخص باعتبار ايش؟ باعتبار الوجه ولهذا يصدق عليه ان بينهما عموم وخصوص وجهي كان يجتمعان في مادة ويفترقان في شيء. فالحمد من حيث المورد اه مختلف عن الشكر ومن حيث الحقيقة مختلف ايضا عنه. لان الشكر مقابلة والحمد ايش يعني؟ الان بحثك يعني من جهة اللي يمنعنا من ناحية التعلم افادتكم النعماء مني ها فادتكم النعماء ثلاثة. ثلاثة. نعم. مني ثلاثة. يعني النعماء. منه قائل او نعماءه قابلها؟ لا لا من النعماء جاية منهم وهو منه هذه الثلاثة يعني تقدير الكلام افادتكم النعماء ثلاثة مني وهي يدي ولساني والظمير