وكل ذلك وكل ذلك لنا دروس وعبر مفادها ان الله لا يتخلى على عبده ما دام مخلصا ولو كان واحدا وانما الشرط في ذلك صدق التوجه الى الله جل وعلا ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره. ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له. ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. واشهد ان محمدا عبده ورسوله بلغ الرسالة وادى الامانة ونصح الامة وجاهد في الله حق جهاده حتى اتاه اليقين. اما بعد فان اصدق الحديث كتاب الله تعالى وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الامور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار. نسأل الله النجاة والعتق لنا ولكم وللمسلمين اجمعين. ثم اما بعد ونستأنف حديثنا حول السياق المتعلق سورة القمر فيما يتعلق بحقائق الايمان والغيب وكان كلاما حول علاقة العبد بربه حينما يكون هذا العبد مخلصا لله جل وعلا ولو كان فردا والارض كلها على غير ذلك فان الله سبحانه وتعالى يلتفت الى عبده ذاك. ولو كان عبدا واحدا او شلة قليلة ما دام الوفاء والاخلاص اساس العلاقة بين العبد وربه وقد اشرنا الى شيء من القول في ذلك في قصة سلمان الفارسي ومن كان معهم من كان هو معهم من بقية اهل الكتاب ان الله في الحديث الذي ذكرناه قبل اطلع على اهل الارض ان الله اطلع على اهل الارض فمقتهم الا بقية من اهل الكتاب وهذه البقية يعني رغم قلتها بل صاروا صاروا في اخر الامر الى يعني خمسة اربعة ثلاثة اثنين واحد ثم انقرض اي او انقرض كل بصيص نور الذي كان موجودا على الارض انين وجاءت البعثة النبوية بالنور العظيم. تشرق على العالم رحمة من الله جل وعلا اخذنا ذلك كله من هذه القصة اللطيفة التي يحكيها يحكيها الله جل وعلا عن الانبياء الذين لم يفلحوا في استجلاب عدد كبير من الناس ومن بينهم سيدنا نوح يعني قصص اخرى موجودة كلوط وغيره ولكن نحن الان ازاء قصة نوح في هذا السياق من سورة القمر وفي اشارة لطيفة الى هذا المعنى كذبت قبلهم قوم نوح فكذبوا عبدنا وقالوا مجنون وازدجن. وقد بينا ما في هذا من الكلام على قدر الطاقة والاستطاعة. فدعا رب اني مغلوب فانتصر ونقف بحول الله جل وعلا مع هذه الاية وحدها فقط بما فيها من الدلالة العظيمة على ما نحن فيه. مما ذكرنا قبل في الحصة السابقة فدعا ربه اني مغلوب فانتصر ففتحنا ابواب السماء بماء منهمر الى اخر السياق مما يدل على ان الجواب والاستجابة قد حلت فعلا. وان دعاء نوح ربه قد استجيب واحببت قلت ان اقف مع هذه العبارات من هذه الاية فدعا ربه اني مغلوب انا مغلوب. وانت الغالب سبحانه. فانتصر والتعبير القرآني دقيق جدا كان يمكن ان يقول فدعا الله جل وعلا او رب العالمين وهو في كل الأحوال كذلك. او ربى الناس لكن قال ربه مما يؤخذ من ذلك ان نوحا عليه السلام كان عبدا كان عبدا لله على غرار ما قال في غيره من الانبياء في ايوب وفي سليمان نعم العبد نعم العبد انه اواب فكانت العلاقة الاضافية بين المضاف والمضاف اليه فردية لا جماعية هو رب العالمين سبحانه هو رب نوح. ورب كل شيء خالق كل شيء. وهو على كل شيء وكيل. رب العالمين ولكن مع ذلك قال رباه لما كان يقع بقلب سيدنا نوح من العبدية مما كان يتقلب فيه من مقامات العبدية ومنازلها في علاقتهم مع الله جل وعلا يشعر بخضوعه لله. بتعبده بين يدي الله. باخلاصه الكامل لله الواحد القهار فكان عبدا لله شهاد الخصوص من الإضافة في صيغة المفرد بين المضاف والمضاف اليه دل على هذا المعنى العظيم من اخلاص نوح لمولاه لخالقه في سيره وعبادته لله الواحد القهار ثم دل على المعنى الثاني وهو ان الكفار ملأوا الأرض ولم يكن من اهل الايمان الا نوح وسنة قليلة ممن اتبعه. وما امن معه الا قليل فدعا ربه الأرض كلها ممتلئة كفرا وفجورا والله جل وعلا مع عبده لا مع غيره. رب العالمين مع عبده ولو كان فردا وهذا المعنى ليس خاصا بالانبياء وحدهم فحسب. نعم هم المقدمة. لكنه عام عام في كل عبد كان عبدا لله حقا الى يوم القيامة. وفي اي زمان وفي اي مكان وفي كل الظروف والاحوال كن عبدا لله يكن الله معك. ويكون الله لك بإذن الله جل وعلا الشيء اللطيف هو الدعاء فدعا ربه يعني نوح امر بان يبلغ الرسالة. فبلغ السنوات بل القرون الطوال الف سنة الا خمسين كما تعلمون واستفرغ كل طاقاته وكل جهده ما من وسيلة امر بها او بينت له الا جربها ما من سبيل يمكن ان تصل الى عقل الانسان او الى قلبه الا وسلكها استفرغ طاقته وجهده ووصل الى نتيجة وهي انه مغلوب فدعا ربه اني مغلوب فانتصر وهذا شيء مهم اي انك حينما تستفرغ كل طاقاتك وكل جهدك اعلم ان الله جل وعلا ان اذ سيتمم عملك في الخير ولكن بشرط اسلك الطريق اولا. وابذل الجهد كاملا اولا واستفرغ الوسع. كله ابتداء لا ينبغي ان يبخل الانسان بطاقته بجهده يفني الانسان روحه ونفسه وبدنه في طاعة الله. فاذا صنع كان الله له وكان الله ناصره ونصيره فحينما تشتكي الى مولاك بانك مغلوب انئذ سبحانه هو جل وعلا سيتدخل باذن الله بقدرته وجلال سلطانه لصالحك. وتكون انت انئذ الغالب باذن الله