النار. لاحظ هؤلاء نشأوا في اخر الزمان حيث تندرس معالم الدين. ولا اقصد من هذا ان من يكتفي بقول لا اله الا الله انه يكون ناجيا. نحن لا نقرر هذا الرجل وفيه في نفس الحديث قال رجل لم يعجل حسنة قط يعني ما عامل ولا حسنة قط قولي قال احرقوني. وجاء في بعض الفاظه في الصحيح انه كان نباشا يعني للقبور يسرق الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله. اما بعد فسلام الله عليكم ورحمته وبركاته تحدثنا في الليلة الماضية عن جملة من الاحاديث جاء في مضامين بعضها مدافعة من لا يتهم في ايمانه عن رأس من رؤوس المنافقين بل وعن حمايته له ولم يكن ذلك مخرجا له من الملة مع ان هذا الفعل هو نوع موالاة كما قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله. كذلك ايضا ذكرنا احاديث في امور تتصل بخفاء قضايا من الايمان وهي من القضايا الكبار على بعض اصحاب النبي صلى الله عليه واله وسلم كما خفي على عائشة رضي الله تعالى عنها هل يعلم الله تعالى ما يخفيه الناس في صدورهم فاجابها النبي صلى الله عليه وسلم النعم وكذلك قول الجارية في بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وفينا نبي يعلم ما في غد وكذلك قول مالك ابن عوف النصري ومتى تشأ يخبرك عما في غد يعني النبي صلى الله عليه وسلم ولا يعلم ما في غد الا الله فهذا من الخمس التي لا يعلمها الا الله ومن ادعى ان احدا يعلم ما في غد فقد كفر ومع ذلك لم يكفر احد من هؤلاء بذلك. لماذا لان هذا لا بد فيه من تحقق الشروط وانتفاء الموانع ومن الذي يستطيع ان يحقق مثل هذه القضايا هل هم صغار طلبة العلم او من لم يتعلموا العلم اصلا وما درسوه وما حضروا مجالسهم وما تخرجوا على يد العلماء ولا يعرف عنهم ميز فيه ثم بعد ذلك يدخل في مثل هذه المضائق فيضر نفسه يؤذي نفسه والله الهادي الى سواء السبيل وفي هذه الليلة اوجه سؤالا ايضا وذلك يتعلق بالحديث المخرج في الصحيحين والحديث المشهور حديث ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه واله وسلم قال اسرف رجل على نفسه فلما حضره الموت اوصى بنيه فقال اذا انا مت فاحرقوني ثم اسحقوني ثم ذروني في الريح في البحر فوالله لان قدر علي ربي ليعذبني عذابا ما عذبه احدا. قال ففعلوا ذلك به. فقال للارض ادي ما اخذت فاذا هو قائم فقال له ما حملك على ما صنعت فقال خشيتك يا رب او قال مخافتك فغفر له بذلك هذا الحديث يدل دلالة واضحة على ان هذا الرجل لم يكفر كفرا مخرجا من اصل الايمان لان الله عز وجل يقول ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء فدل على ان هذا دون الاشراك قطعا مع ان الرجل كما قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله يقول هذا الرجل ظن ان الله لا يقدر عليه اذا تفرق هذا التفرق فظن انه لا يعيده اذا صار كذلك وكل واحد من انكار قدرة الله تعالى وانكار معاد الابدان وان تفرقت كفر يعني وقع في امرين ان الله لا يقدر على اعادته وان الله لا يعيد الابدان اذا حصل لها هذا التفرق يقول لكنه كان مع ايمانه بالله وايمانه بامره وخشيته منه جاهلا بذلك ضالا في هذا الظن مخطئا فغفر الله له ذلك والحديث يقول صريح في ان الرجل طمع الا يعيده اذا فعل ذلك وادنى هذا ان يكون شاكا في الميعاد وذلك كفر اذا قامت حجة النبوة على منكره. حكم بكفره لاحظ هذه قضية واضحة رجل عنده شك في اقل حالاته في احسن حالاته عنده شك في قدرة الله على اعادته هذا ان لم يكن متيقنا بذلك ان الله لا يعيده وان الله لا يقدر على اعادته اذا احرق ثم سحق ثم حصل له ذلك يذرى في يوم عاصف وشيخ الاسلام له عبارات متعددة اذكر جملا من كلامه في هذا الموضوع وهو يذكر ان غاية ما في هذا انه كان رجلا لم يكن عالما بجميع ما يستحقه الله من الصفات وبتفصيل انه القادر يقول وكثير من المؤمنين قد يجهل مثل ذلك فلا يكون كافرا ومن تتبع الاحاديث الصحيحة وجد فيها من هذا الجنس ما يوافقه وذكر حديث عائشة رضي الله تعالى عنها حينما سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن علم الله ما تكنه بالصدور ويقول في موضع اخر مثل هذا من المؤمنين ان استفرغ وسعه في طلب الحق فان الله يغفر له خطأه. وان حصل منه نوع تقصير فهو ذنب لا يجب ان يبلغ الكفر ويقول فان التكفير المطلق مثل الوعيد المطلق يعني الوعيد المطلق لا يلزم انه يتنزل على الشخص المعين الذي فعل هذا واللعن المطلق لعن الله النامصات. اذا رأيت نامصة هل تستطيع ان تقول هذه هي الحق واللعن بعينها؟ ما تستطيع لان هذا متوقف على تحقق الشروط وانتفاء الموانع لكن نقول قولا عاما لعن الله النامصات. يقول شيخ الاسلام فان التكفير اطلاق مثل الوعيد المطلق. لا يستلزم تكفير الشخص المعين حتى تقوم عليه الحجة التي يكفر تاركها. يقول كما ثبت في الصحاح عن النبي صلى الله عليه وسلم في الرجل الذي قال اذا مت فاحرقوني. يقول فهذا الرجل اعتقد ان الله لا يقدر على جمعه اذا فعل ذلك او شك وانه لا يبعثه وكل من هذين الاعتقادين كفر يكفر يعني من قامت عليه الحجة لكنه كان يجهل ذلك ولم يبلغه العلم بما يرده عن جهله وكان عنده ايمان بالله وبامره ونهيه ووعده ووعيده فخاف من عقابه فغفر الله له بخشيته. يقول من اخطأ في بعض مسائل الاعتقاد من اهل الايمان بالله وبرسوله وباليوم الاخر والعمل الصالح لم يكن اسوأ حالا من الرجل يعني هذا فيغفر الله خطأه او يعذبه ان كان منه تفريط في اتباع الحق على قدر دينه واما تكفير شخص علم ايمانه بمجرد الغلط في ذلك فعظيم فقد ثبت في الصحيح عن ثابت ابن الضحاك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعن المؤمن كقتله. ومن رمى مؤمنا بالكفر فهو كقتله وثبت في الصحيح ان من قال لاخيه يا كافر فقد باء به احدهما واذا كان تكفير المعين على سبيل الشتم كقتل فكيف يكون تكفيره على سبيل الاعتقاد؟ فان ذلك اعظم من قتله. اذ كل كافر يباح قتله وليس كل من ان ابيح قتله يكون كافرا. ويقول في موضع اخر وكثير من الناس قد ينشأ في الامكنة والازمنة التي يندرس فيها كثير من علوم النبوات حتى لا يبقى من يبلغ ما بعث الله به رسوله من الكتاب والحكمة. فلا يعلم كثيرا مما يبعث الله به رسوله ولا يكون هناك من يبلغه ذلك ومثل هذا لا يكفر يقول ولهذا اتفق الائمة على ان من نشأ ببادية بعيدة عن اهل العلم والايمان. وكان حديث العهد بالاسلام فانكر شيئا من هذه الاحكام الظاهرة المتواترة فانه لا يحكم بكفره حتى يعرف ما جاء به الرسول. ولهذا جاء في الحديث انتبهوا يأتي على الناس زمان لا يعرفون فيه صلاة ولا زكاة ولا صوما ولا حجا الا الشيخ الكبير والعجوز الكبيرة يقول ادركنا ابائنا وهم يقولون لا اله الا الله. وهم لا يدرون صلاة ولا زكاة ولا حجا فقط يعرفون هذه الكلمة ولما سئل راوي الحديث الصحابي حذيفة رضي الله تعالى عنه عما تغني هذه الكلمة عنهم لا يعرفون صلاة ولا صوما ولا شيئا من شرائع الدين قال تنجيهم او تنقذهم من الكلام الان هو من اجل الوصول الى نتيجة واحدة ان هذه المسائل ليست بالشيء السهل انا لا اريد ان احدد الان ما الذي يخرج من الملة؟ وما الذي لا يخرج من الملة؟ ولا اريد ان ننحو منح الارجاء ايضا فاننا لا ننكر المنكر بمثله وكما قيل لا يغسل البول اعزكم الله بالدم وانما المقصود هنا بيان ان هذه المسائل ليست لكل احد. هذه تحتاج الى رسوخ في العلم. يقول شيخ الاسلام وقد دل على هذا الاصل ما اخرجاه في الصحيحين من حديث ابي هريرة رضي الله تعالى عنه وذكر قصة الكفن ونحو ذلك يقول شيخ الاسلام في موضع اخر يتحدث عن قول القدرية والمعتزلة يقول هذا قول هذا القول كفر وضلال وتكفير معين من هؤلاء ومن منكر بعض الصفات يتوقف على تحقق شروط وانتفاء موانع. ثم يتحدث عن مسألة التكفير. يقول وتحقيق الامر فيها ان الشخص المعين الذي ثبت ايمانه لا بكفره ان لم تقم عليه حجة يكفر بمخالفتها وان كان القول كفرا في نفس الامر. بحيث يكفر بجحوده اذا علم ان النبي صلى الله عليه وسلم قاله فقد انكر طائفة من السلف بعض حروف القرآن لعدم المهم انها منه فلم يكفروا. لاحظ مع انه من انكر حرفا من القرآن فقد كفر لكن هؤلاء لم يكفروا يقول شيخ الاسلام على هذا حمل المحققون حديث الذي قال لاهله اذا انا مت فاحرقوني فانه كان جاهلا بقدرة الله اذا فعل ذلك يعني احرق ثم سحق يقول شيخ الاسلام وليس كل جهل ببعض ما اخبر به الرسول صلى الله عليه وسلم يكفر ولهذا قال السلف من قال القرآن مخلوق فهو كافر. ومن قال ان الله لا يرى في الاخرة فهو كافر. ولا يكفرون المعين الذي يقول ذلك لان ثبوت حكم التكفير في حقه متوقف على تحقق شروط وانتفاء موانع فلا يحكم بكفر شخص بعينه الا ان يعلم انه منافق بان قامت عليه الحجة النبوية التي يكفر من خالفها ولم يقبلها. ومن الذي يقيم عليه الحجة من؟ هو يقول في موضع اخر والتحقيق في هذا ان القول قد يكون كفرا كمقالات الجهمية الذين قالوا ان الله لا يتكلم ولا يرى في الاخرة ولكن قد يخفى على بعض الناس انه كفر فيطلق القول بتكفير القائل كما قال السلف من قال القرآن مخلوق فهو كافر ومن قال ان الله لا يرى في الاخرة فهو كافر يقول ولا يكفر الشخص المعين حتى تقوم عليه الحجة كما تقدم. كمن جحد وجوب الصلاة والزكاة واستحل الخمر والزنا وتأول فان ظهور تلك الاحكام بين المسلمين اعظم من ظهور هذه. فاذا كان المتأول المخطئ في تلك لا يحكم بكفره الا بعد البيان له استتابته كما فعل الصحابة في الطائفة الذين استحلوا الخمر يعني قدامى بن مظعون رضي الله تعالى عنه من الصحابة شرب الخمر وكان في البحرين وهو من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فلما سئل عن هذا في عهد عمر رضي الله تعالى عنه قال مستحلا للخمر ليس على الذين امنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا اذا ما اتقوا وامنوا وعملوا الصالحات ثم اتقوا وامنوا الى اخر الاية. يقول فانا امنت وهاجرت وشهدت بدرا فانا ممن امن واتقى وعمل صالحا. يعني ان الخمر يجوز شربها فعلمه عمر وبين له المعنى الصحيح للاية. يقول شيخ الاسلام رحمه الله فيمن استحل ما استحل في هذه الامور يقول ففي غير ذلك اولى واحرى يعني مما قد يخفى. الامر واضح ومع ذلك عذر يقول على هذا يخرج الحديث الصحيح في الذي قال اذا انا مت فاحرقوني. الحديث يقول وقد غفر الله لهذا مع ما حصل له من الشك في قدرة الله واعادته اذا حرقوه ويقول في موضع اخر واسمعوا هذا الكلام من هذا الامام يقول هذا مع اني دائما ومن جالسني يعلم ذلك مني اني من اعظم الناس نهيا عن ان ينسب معين الى تكفير وتفسيق ومعصية الا لعلم انه قد قامت عليه الحجة الرسالية التي من خالفها كان كافرا تارة. وفاسقا اخرى وعاصيا اخرى. واني اقرر ان ان الله قد غفر لهذه الامة خطأها. وذلك يعم الخطأ في المسائل الخبرية القولية والمسائل العملية وما زال السلف يتنازعون في كثير من هذه المسائل ولم يشهد احد منهم على احد لا بكفر ولا بفسق ولا بمعصية كما انكر شريح قراءة من قرأ بل عجبت ويسخرون وهي قراءة متواترة. وقال ان الله لا يعجب. فبلغ ذلك ابراهيم النخاعي فقال انما شريح شاعر يعجبه علمه. ما كفره؟ يقول انما شريح شاعر يعجبه علمه. كان عبدالله يعني ابن مسعود اعلم منه وكان يقرأ بل عجبت وكما نزعت عائشة وغيرها من الصحابة في رؤية محمد ربه وقالت من زعم ان محمدا رأى ربه فقد اعظم على الله الفريا ومع هذا لا نقول لابن عباس ونحوه من المنازعين لها انه مفتر على الله. وكما نازعت في سماع الميت الحي وفي تعذيب الميت ببكاء اهله وغير ذلك. يقول وكنت ابين لهم ان ما نقل لهم عن السلف والائمة من اطلاق القول بتكفير من يقول كذا وكذا فهو ايضا حق. لكن يجب التفريق بين الاطلاق والتعيين. وهذه اول مسألة تنازعت فيها الامة من مسائل الاصول الكبار وهي مسألة الوعيد. لاحظوا اين هذا الكلام لشيخ الاسلام من حال هؤلاء؟ واين هذا الكلام ممن يطعنون في شيخ الاسلام ايضا من الفئة الاخرى الطرف الاخر الذين يقولون لن نستطيع التخلص من هذا الغلو وهذه المصائب الا اذا تخلصنا من ثلاثة كلهم احمد. احمد يعني محمد ابن عبد الوهاب واحمد ابن تيمية واحمد ابن حنبل والواقع فيما اظن او يغلب على الظن ان هذا لم يجترئ ان يرتقي حتى يقول احمد الحاشر العاقب صلى الله عليه واله وسلم. فهذا يريد ان يتخلص من هؤلاء الائمة ما وقفت على الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله جاءوا لشيخ الاسلام وما وقفت عليه الى الامام احمد بل قال بعض الكاتبين ونشر ذلك في صحيفة بان اول من ابتدأ هذا الغلو والتكفير هو ابو بكر الصديق لما حكم على اهل الردة بالردة وحاربهم كبرت كلمة تخرج من افواههم فهؤلاء الذين يطعنون في شيخ الاسلام ابن تيمية صباح مساء ويقولون انه هو الذي جر هذه المصائب والذين يطعنون في الشيخ محمد ابن عبد الوهاب رحمه الله. هؤلاء الائمة لهم كلام كهذا الذي وكلام كثير نظير هذا. وهم ابعد ما يكونون عن هذه الانحرافات ولكن من الناس من يأخذ بعض كلامهم كما يأخذ بعض الناس بعض الايات الخوارج الذين ظهروا في عهد الصحابة رضي الله تعالى عنهم. كانوا يحتجون ببعض الايات والنبي صلى الله عليه وسلم قال يقرأون القرآن ولا يجاوز حناجرهم وهم يقرأون القرآن ما جاءوا بهذا من الانجيل. لكن كل الفرق المرجئة اخذت بعض الايات. والوعيدية من الخوارج المعتزلة اخذوا بعض نصوص الوعيد وتركوا الشق الاخر فوقع لهم الانحراف. والواجب هو ان يؤخذ كلام العالم بمجمله فيؤخذ كلامه المتفرق ويجمع حتى يعرف وجه قوله ورأيه ومذهبه. يقول شيخ الاسلام في موضع اخر والتكفير هو من الوعيد فانه وان كان القول تكذيبا لما قاله الرسول لكن قد يكون الرجل حديث عهد بالاسلام او نشأ ببادية بعيدة ومثل هذا لا يكفر بجحد ما يجحده حتى تقوم عليه الحجة وقد يكون الرجل لا يسمع تلك النصوص او سمع ولم تثبت عنده او عارظها عنده معارظ اخر اوجب تأويله وان كان مخطئا. يقول وكنت دائما اذكر الحديث وذكر حديث اذا مت فاحرقوني. يقول المتأول من اهل الاجتهاد الحريص على متابعة الرسول اولى بالمغفرة من هذا لاحظ وليست القضية في من نشأ ببادية بعيدة كما ذكرت في الليلة الماضية. عائشة عند النبي صلى الله عليه وسلم والجاريتان في بيت رسول الله صلى الله عليه عليه وسلم ومع ذلك لم يحكم عليهم بالكفر. يقول في موضع اخر والخطأ المغفور في الاجتهاد هو في نوعي سائل الخبرية والعملية. يقصد بالمسائل الخبرية القضايا الموقوفة على النقل والرواية. فيما يتصل الله عز وجل وما الى ذلك والمسائل العملية مثل الصلاة والصيام ونحو ذلك. يقول كما قد بسط في غير موضع كمن اعتقد ثبوت شيء لدلالة اية او حديث وكان لذلك ما يعارضه ويبين المراد ولم يعرفه مثل من اعتقد ان الذبيحة اسحاق لحديث اعتقد ثبوته او اعتقد ان الله لا يرى لقوله لا تدركه الابصار ولقوله ما كان لبشر ان يكلمه الله الا وحيا او من وراء حجاب ويقول في موضع اخر وكما نقل عن بعض التابعين ان الله لا يرى. لاحظ مع ان السلف قالوا من انكر الرؤية كفر. يقول وكما نقل عن بعض التابعين ان الله لا يرى وفسروا قوله وجوه يومئذ ناضرة الى ربها ناظرة بانها تنتظر ثواب ربها ويقول وتكفير الجهمية مشهور عن السلف والائمة ولكن ما كان يكفر اعيانهم فان الذي يدعو الى القول لاحظ مراتب الجهمية الان لاحظ خلفاء بني العباس الذين كانوا يحملون الناس على قول ما نقل عن مجاهد وابي صالح مع ان هذا في الواقع قول من؟ قول المعتزلة. وهؤلاء ليسوا من المعتزلة. لكنهم اخطأوا في التفسير يقول او من اعتقد ان الميت لا يعذب ببكاء الحي لاعتقاده ان قوله ولا تزر وازرة وزر اخرى يدل على ذلك. ويقول كما ذلك طائفة من السلف والخلف ويقول او اعتقد ان بعض الكلمات او الايات انها ليست من القرآن لان ذلك لم ات عنده بالنقل الثابت كما نقل عن غير واحد من السلف انهم انكروا الفاظا من القرآن. كانكار بعضهم وقضى ربك. قال انما هي ووصى ربك وانكار بعضهم قوله واذ اخذ الله ميثاق النبيين وقال انما هو ميثاق بني اسرائيل وكذلك فهي قراءة عبد الله وانكار بعضهم افلم ييأس الذين امنوا انما هي او لم يتبين الذين امنوا وكما انكر عمر على هشام ابن حكيم رضي الله عن الجميع. يقول لما رآه يقرأ سورة الفرقان على غير ما قرأها. يقول وكما طائفة من السلف على بعض القراء بحروف لم يعرفوها حتى جمعهم عثمان على المصحف الامام. وكما انكر طائفة من السلف والخلف ان الله تريد المعاصي لاعتقادهم ان معناه ان الله يحب ذلك ويرضاه ويأمر به. لاحظ هذه اقوال باطلة بعض الائمة الكبار من ائمة القراءات انكر بعض القراءات المتواترة لم تثبت عنده هذا غاية ما يقال. لم تثبت عنده بل نقل عن ابن مسعود رضي الله تعالى عنه انه كان يرى ان المعوذتين ليست من القرآن. وانما هي رقية وتعويذة وهو من اعلم الصحابة في القرآن ولم يقل احد بان ذلك يخرجه من الايمان اطلاقا فهذه المسائل لو عرظت على هؤلاء ما يقولون فيها ماذا سيحكمون على هذا الانسان؟ لو قال لهم هذه القراءة افلم ييأس؟ قال اولم يتبين مثلا افلم ييأس الذين امنوا؟ قال او لم يتبين او نحو ذلك وقضى ربك قال لا هي ووصى ربك ماذا يفعل بمثل هذا يبين له ان هذا خطأ ويبين له ان هذه القراءة متواترة ان هذا هو وجه القراءة. يقول شيخ الاسلام في موضع اخر لما ذكر حديث الذي قال لاهله اذا انا مت يقول وفي القول الحواريين هل يستطيع ربك ان ينزل علينا مائدة من السماء؟ يعني شيخ الاسلام حمله على ماذا انهم كانوا يشكون في قدرة الله على انزال المائدة مع ان بعض المفسرين قال غير ذلك. ليس الكلام هنا في بيان الوجه الراجح في معنى الاية لكن المقصود على قول بعض المفسرين فذلك كان جهلا منهم فعذروا به. يقول وكالصحابة الذين سألوا النبي صلى الله عليه وسلم هل نرى ربنا يوم القيامة؟ فلم يكونوا يعلمون انهم يرونه. يقول وكثير من الناس لا يعلم اعلموا ذلك اما لانه لم تبلغه الاحاديث واما لانه ظن انه كذب وغلط. ويقول في موضع اخر وحقيقة الامر في ذلك ان القول قد يكون كفرا فيطلق القول بتكفير صاحبه ويقال من قال كذا فهو كافر. ولكن الشخص المعين الذي قاله لا يحكم بكفره حتى تقوم عليه الحجة التي يكفر تاركها. وهذا كما في نصوص الوعيد فان الله سبحانه وتعالى يقول ان الذين يأكلون اموال اليتامى ظلما انما يأكلون في بطونهم نارا وسيصلون سعيرا فهذا ونحوه من نصوص الوعيد حق لكن الشخص المعين لا يشهد عليه بالوعي فلا يشهد لمعينا من اهل القبلة بالنار لجواز الا يلحقه الوعيد لفوات شرط او ثبوت مانع. يعني اذا رأيت رجلا يأكل اموال يتامى هل تستطيع ان تقول هذا يأكل في بطنه نارا؟ الجواب لا لان هذا موقوف على تحقق الشرط وانتفاء المانع يقول شيخ الاسلام فقد لا يكون التحريم بلغه وقد يتوب من فعل المحرم وقد تكون له حسنات عظيمة تمحو عقوبة ذلك المحرم وقد يبتلى بمصائب تكفر عنه وقد يشفع فيه شفيع مطاع ويقول وهكذا الاقوال التي يكفر قائلها قد يكون الرجل لم تبلغه النصوص الموجبة لمعرفة الحق. وقد تكون عنده ولم تثبت عنده او لم يتمكن من فهمها وقد يكون قد عرضت له شبهات يعذره الله بها. فمن كان من المؤمنين مجتهدا في طلب الحق واخطأ فان الله يغفر له خطأه ائنا ما كان كائنا ما كان. سواء كان في المسائل النظرية او العملية. هذا الذي عليه اصحاب النبي صلى عليه وسلم وجماهير ائمة الاسلام وما قسموا المسائل الا مسائل اصول يكفر بانكارها ومسائل فروع لا يكفر بانكارها. هذا كلام شيخ الاسلام بحروفه يقول ولكن المقصود هنا ان مذاهب الائمة مبنية على هذا التفصيل بين النوع والعين يعني يطلقون في نوع من قال كذا فقد كفر ولكن اذا جاءوا للمعين لم يكفروه الجهمية هذه عبارة شيخ الاسلام يقول فان الذي يدعو الى القول اعظم من الذي يقول به. والذي يعاقب مخالفه اعظم من الذي يدعو فقط والذي يكفر مخالفه اعظم من الذي يعاقبه ومع هذا فالذين كانوا من ولاة الامور يقولون بقول الجهمية ان القرآن مخلوق وان الله لا يرى في الاخرة وغير ذلك ويدعون الناس الى ويمتحنونهم ويعاقبونهم اذا لم يجيبوهم ويكفرون من لم يجبهم حتى انهم كانوا اذا امسكوا الاسير لم يطلقوه حتى يقر بقول الجهمية. ان القرآن مخلوق وغير ذلك يقول ولا يولون متوليا يعني على قضاء او ولاية ولا يعطون رزقا من بيت المال ما يعطون رواتب وما الى ذلك الا لمن يقول ذلك ومع هذا فالامام احمد رحمه الله تعالى ترحم عليهم يعني الخلفاء اذوه وضربوه وجلدوه وهو صائم استدعاه المأمون ومات وهو في الطريق ثم المعتصم ثم بعد ذلك جاء الواثق والمتوكل اربعة خلفاء يقول شيخ الاسلام رحمه الله ومع هذا فالامام احمد رحمه الله تعالى ترحم عليهم واستغفر لهم لعلمه بانهم لم يبين لهم انهم مكذبون للرسول ولا جاحدون لما جاء به ولكن تأولوا فاخطأوا وقلدوا من قال لهم ذلك الى اخر ما قال. لاحظ الان هؤلاء خلفاء فرضوا القول بخلق القرآن وعقائد الجهمية على الطلاب في الكتاتيب التلاميذ في الذين يتعلمون القرآن. ولا يطلق الاسير ولا يفتدى الا اذا اقر بخلقه في القرآن ولا يولون ولاية ولا يعطون لاحد رزقا الا اذا اقر بذلك. وجاؤوا بالعلماء وامتحنوهم وعذبوهم وقيدوهم ومات بعضهم وهو مقيد في السجن كما وقع للبويطي وهو من اعظم واجل اصحاب الشافعي رحمه الله. جيء به من مصر ومات في الحبس في قيوده الحديد في يديه ورجليه وسجن الامام احمد وضرب واخذوا الشافعي رحمه الله حتى ورى واخذوا يحيى ابن معين وعلي ابن المديني وائمة كبار وتوفي احمد بن نوح رحمه الله لما كان مع الامام احمد في الطريق قد ذهبوا به الى المأمون ومع ذلك الامام احمد يترحم عليهم وكانوا يكفرون من لم يقل بهذا. وكان قضاتهم كابن ابي دؤاد يفتون بكفر الامام احمد ويقولون دمه في عنقي. وهكذا بعض هؤلاء الخلفاء لما جيء باحمد ابن نصر الخزاعي رحمه الله في امر وقع فقال له الخليفة العباسي الواثق دعنا من هذا الذي قيل يعني عنك تقول في القرآن قال قل كلام الله غير مخلوق. قال فاني احتسب عند الله قتل هذا الكافر. لاحظ الان فاخذ الصمصامة قال الصمصامة سيف او صفيحة لعمرو ابن معدي كرب. اخذها فضربه فاصابت عاتقه خليفة بنفسه يتقرب الى الله بقتل هذا الامام العالم الكبير احمد بن نصر الخزاعي رحمه الله فجاء الحرس ومن حوله فاخذوها من يده فاجهزوا عليه قطعوا رأسه فصلب بعضه في بغداد وصلب بعضه في سامراء الرأس في بغداد والجسد في سامراء وعليه الحرس لا يستطيع احد ان يقترب من الجثة. سنين مصلوب حتى زالت الفتنة القول بخلق القرآن. ما سبب هذا ردود افعال عنيفة؟ وكل واحد اخذ كلاش ولا حزام ناسف وذهب الى الخليفة او الى قصر الخليفة او الى حرس الخليفة قال هذولا معتزلة خمس مئة من العلماء كما قال ابن القيم رحمه الله افتوا بكفر من قال بخلق القرآن هؤلاء الخلفاء بني العباس لم يقولوا بهذا فقط بل حملوا الناس عليه وعذبوا العلماء ومنعوا امام احمد رحمه الله من التدريس يدرس ماذا الحديث فبقي في بيته لا يأخذ الناس عنها الحديث وهو امام الدنيا. ثم ماذا؟ ما نتج عن هذا احزمة ولا حمل اسلحة ولا الحكم بتكفير المعين الخليفة او غير الخليفة وما تجرأ الارباع والانصاف والاثلاث والاستاذ من الشباب انصاف متعلمين وارباع المتعلمين واخماس المتعلمين وبدا كل واحد يطلق القول بالكفر او يؤلف رسالة في مسائل الجهل والعذر بالجهل كما يفعل بعض المجاهيل. انا ما اقول كل من كتب في هذا فهو مجهول. انا اقول كثير من الكتابات كتبها مجاهيل. يكتب اسمه نعم ولكن من هو؟ من هو لا يعرف من يكون هذا؟ لا يعرف بالتحقق بالعلم اليوم المطابع جاهزة ومن شاء لف انا سمعت من بعض الناس في غير هذا الموضوع يتصل بي شخص يريد ان يؤلف رسالة يريد مراجع في الموضوع تريد تؤلف رسالة وما تعرف المراجع في اي مستوى انت؟ وش حصيلتك العلمية؟ قال انا طالب في الثانوي تريد تؤلف رسالة؟ قال نعم. ما شاء الله يا ولدي تعلم ودع عنك التأليف قال اريد انفع المسلمين. تعلم وتعرف المصادر والمراجع. وهذا لا يقف عليه. تأتي رسائل عدد من الناس نساء ورجال يقول اريد ان اؤلف في الموضوع الفلاني ما هي المراجع مراجع الذي لا يعرف المراجع هو ليس باهل للتأليف وبعضهم قلت له انت لم تتأهل وانت لا تعرف المصادر. قال انا عزمت على هذا اتفقت مع دار النشر يعني هو مصر يريد بس ان يعرف المصادر حتى يكتب فمسألة التأليف والكتابة اليوم ميسورة لكل احد واما هذه الوسائل في الانترنت ووسائل التواصل وما الى ذلك فحدث ولا حرج كل من شاء نقش ركاكته وجهله ونادى على نفسه الجهالة لو كان يعقل او كان يعقل كثير من القضايا لربما يتفطن لها الانسان اذا تقدم به العلم والسن خبرة في الحياة لكن المشكلة اذا ذهبت نفسه قبل ان يدرك ومتى يفيق على اهوال القيامة او في البرزخ حينما يعاين الحقائق. واسأل الله ان ينفعنا واياكم بما سمعنا وان يجعلنا واياكم هداة مهتدين والله اعلم وصلى الله على نبينا محمد واله وصحبه