نسبة ذلك الى الشرع المطهر وان ذلك ما دل عليه القرآن وهدي النبي صلى الله عليه وسلم وهذا لا شك انه من الكذب على الله والافتراء على دينه كما ان ذلك الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله اما بعد فسلام الله عليكم ورحمته وبركاته بهذه الليلة ايها الاحبة لن يكون الحديث عن التدبر كما هو المعتاد وانما ساجعل الحديث متصلا بامر وفي غاية الاهمية نصيحة لله ولرسوله صلى الله عليه واله وسلم ولائمة المسلمين وعامتهم كما قال النبي صلى الله عليه واله وسلم الدين النصيحة ثلاثا فلما سئل عن ذلك ذكر هذه الامور فهذا الذي حدث ويحدث سواء كان ذلك في اخر الاسبوع الماضي او قبل ذلك وكما يقع في بعض بلاد المسلمين من العدوان على الناس باموالهم واعراضهم واموالهم باستحلال قتلهم وازهاق ارواحهم واراقة دمائهم تقربا الى الله تبارك وتعالى فان مثل هذا الامر هو بالغ الخطورة على الدين بالنظر الكلي الى الدين نفسه وما يحصل بسبب ذلك من الصد عن سبيل الله بكل ما تحمله هذه الجملة من المعاني صد عن سبيل الله بالنظر الى غير المسلمين فانهم حينما يرون ذلك فلن يجدوا تشويها للاسلام وصدا عنه ابلغ من مثل هذه الاعمال سواء كان ذلك يقع على المسلمين او كان يقع على اهل الذمة والمعاهدين او غير هؤلاء ممن لا يحل قتله فان هذا صد عن سبيل الله صد للناس عن الاسلام ومهما قال الاعداء عن الاسلام وصوروه بالصور المشوهة ليصدوا الناس عنه فانما يصدر عن بعض المنتسبين اليه من هذه الاعمال القبيحة لا شك انه اعظم ضررا وابلغ اثرا من افعال اولئك الكفار وتحريفهم وتشويههم لحقائق الدين وهو صد عن سبيل الله الذي هو الجهاد الصحيح فان الناس حينما يرون هذه الافعال تستر باسم الجهاد والتقرب الى الله تبارك وتعالى فلا شك ان هذا يكون صرفا عن الجهاد وتشويها له في نظر الكفار وكذلك ايضا يكون فتنة لكثير من المسلمين فقد لا يميزون بين الجهاد الصحيح وبين هذه الانحرافات والضلالات وكذلك ايضا هو صد عن سبيل الله بصرف الناس عن التمسك بالدين وصرف الناس عن البذل والانفاق تقربا الى الله تبارك وتعالى وهو صد عن سبيل الله اعطائي صورة مشوهة عن من ينتسب الى التدين والصلاح فان كثيرا من الناس من لا يميز بين المحق المبطل لان اهل الباطل اذا لبسوا عباءة وظهروا بصورة هي صورة اهل الصلاح فان الناس يلتبس عليهم المصلح بالمفسد وانما يعرف ذلك ان فتح الله عز وجل بصيرته وهو صد عن سبيل الله ايضا باشغال الناس عن ذكره وطاعته والاشتغال بالعلوم النافعة والاعمال الصالحة وتشتغل القلوب والالسن والعقول بمثل هذه الاعمال والجرائم العظام وهو صد عن سبيل الله ايضا يكون سببا لخسارة الانسان دنياه التي هي مزدرع للاعمال الصالحة وقد يكون سببا لخسارته باخرته الامر ليس بالسهل فاذا كان الذنب الذي توعد الله تبارك وتعالى فاعله بالخلود بالنار وهو الذنب الوحيد فيما دون الشرك بالله عز وجل وقتل المؤمن ومن يقتل مؤمنا متعمدا انظروا الى ما رتب عليه من الاحكام العظيمة فجزاؤه جهنم خالدا فيها فذكر الخلود اولا وغضب الله عليه ولعنه والخلود والغضب واللعن ثم بعد ذلك ذكر مأواه ومثواه وهو النار جهنم وبئس القرار فهذا الوعيد بالخلود لم يرد في ذنب من الذنوب فيما عدا الاشراك الا في القتل قتل النفوس المعصومة قتل المؤمن فهذا ايها الاحبة قد يذهب باخرة الانسان اذا كان هذا في القتل الذي لم يكن صاحبه مستحلا للقتل فكيف اذا كان هذا القتل مع الاستحلال لقتله فكيف اذا كان يتقرب الى الله عز وجل بقتل هذا المؤمن سواء كان جنديا او غير جندي فانه لا فرق في نفوس اهل الايمان وهذا الوعيد عام فاذا كان ذلك عن استحلال فهو اعظم واذا كان تقربا الى الله فهذا اشد ولذلك فان اهل العلم كثر قولهم في توجيه هذه الاية كيف يكون الخلود بفاعل ذنب دون الاشراك بالله عز وجل وبعضهم يقول هذا جزاؤه ان جازاه وبعضهم يقول غير ذلك ومنهم من يقول بان ذلك ان كان مستحلا له والواقع انه ليس في الاية ما يدل على الاستحلال فهي عامة كما ترون ولا شك ان الاستحلال يكون اعظم وهذه الاعمال ايها الاحبة اذكرها ان شاء الله تعالى في اخر الحديث عن هذه القضية اذا ينبغي ان يكون الحديث على شقين حديث وخطاب يوجه الى من وقع في مثل هذه الانحرافات وهذا يحتاج الى علم قلبت النظر فيها كثيرا لم ار وجها واحدا فيه مصلحة في الدين او في الدنيا لا يوجد فيها مصلحة واحدة اللهم الا ما جاء في قصة الافك من قول الله تبارك وتعالى لما قذف عرض النبي صلى الله عليه وسلم وهو افضل الخلق وعرض احب الناس اليه من الرجال وهو ابو بكر الصديق رضي الله عنه وعرض احب النساء اليه وهي زوجه عائشة الطاهرة الصديقة رضي الله تعالى عنها قال الله عز وجل لا تحسبوه شرا لكم بل هو خير لكم لكل امرئ منهم ما اكتسب من الاثم ووجوه الخيرية في هذه الواقعة من الافك في عرض النبي صلى الله عليه وسلم رفعة درجات اهل الايمان ممن وقع عليهم هذا الظلم والبلاء وانكشاف انكشاف المنافقين كعبدالله ابن ابي وكذلك ضعفاء الايمان وتكفير سيئات من وقع عليهم ذلك ويكون ذلك سبيلا للتمييز والتمحيص والله تبارك وتعالى يقول ما كان الله ليذر المؤمنين على ما انتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب وما كان الله ليطلعكم على الغيب وهذه الابتلاءات ايها الاحبة متنوعة وكثيرة يحصل بها التمييز بين اهل الحق والباطل والايمان والضلال هذه الاعمال ايها الاحبة تكشف عن حال اصحابها فلا يبقى هناك لبس ولا غبش ولا غموض من كان عنده شيء من التردد ان المسألة مجرد اجتهادات او اخطاء كل حدث يكشف ويبين عن حال لا تبقي شكا او لبسا او ترددا في قلب من له ادنى بصيرة لربما يسمع الناس الاخبار من بعيد في بلاد الشام او غيرها فيقول قائلون هذا كلام الخصوم ونحو ذلك مما قد يتلمسون فيه المعاذير ولكن حينما يبين الانسان عن نفسه بافعاله فان ذلك يكشف الحقيقة جلية كما هي من غير غبش ولا لبس ولا غموض هذه الاعمال ان كان فيها مصلحة للامة فهي كشف باطل هؤلاء هذا هو الوجه الوحيد الذي رأيته في مثل هذه الافعال ان ينكشف الباطل واهل الباطل مهما قيل قد يبقى في بعض النفوس شيء من التردد ولكن بمثل هذه الاعمال يكون الامر واضحا كالشمس برابعة الظهيرة والحديث في هذه القضية ايها الاحبة بنظر يكون على ناحية الخطباء ضحت اصواتهم وهم يريدون النصوص من الكتاب والسنة بوعيد من سفك الدماء وقتل النفوس المحرمة المعصومة والواقع ان هؤلاء لا يجدي معهم مثل هذا الخطاب ولا ايراد مثل هذه النصوص والسبب هو انهم بنوا هذه الافعال على مقدمة فاسدة هذه المقدمة الفاسدة ان هؤلاء كفار ثم بنوا على ذلك حكما وهو ان دمائهم حلال ثم بعد ذلك قاموا ب التنفيذ فهذه النصوص في وعيد من قتل النفوس ونحو ذلك لا يرون انها تتوجه اليهم لانهم يعتقدون انهم احرص الناس على حقن دماء المسلمين وانما يقتلون الكفار فهذا الوعيد لا يلحقهم هكذا يتصورون فمهما اوردت من النصوص فهو يهز رأسه ويقول نعم لا يجوز قتل المؤمن وهذا الوعيد متوجه لمن قتل اهل الايمان ولكنهم يعتقدونهم انهم يقتلون الكفار اذا نحتاج مع هؤلاء الى معالجة ومناقشة وابطال لهذه المقدمة الفاسدة التي بنوا عليها هذه الاحكام هذا هو الصحيح فهؤلاء قد فسدت تصوراتهم فجاءت احكامهم فاسدة فجاءت افعالهم في الواقع منحرفة بناء على فساد التصورات والناس كما قيل اسرى لافكارهم ومعتقداتهم ولذلك ترونهم يموتون هذه الميتة ميتة السوء بهذه الطريقة التي اجتمع فيها كراهة المنظر وسوء الميتة وسوء الخاتمة مع سوء وفساد القصد حيث استحلوا قتل اهل الايمان وهو يرى انه يتقرب الى الله لذلك وان هذا هو الطريق الى مرضاته وجنته اذا مثل هذا يحتاج الى معالجة في هذه التصورات ومن ثم نستطيع بعد ذلك ان نقوم السلوك المبني على هذا التصور فاذا صحت تصوراتنا صحت اعمالنا واذا فسدت التصورات والمعتقدات جاءت الاعمال فاسدة معوجة بقدر ما يكون من الاعوجاج في الافكار والعقائد والتصورات وهذا اصل كبير لابد من الوقوف معه اما المعافى من الناس فهؤلاء يحتاجون الى التحصين فهؤلاء يورد عليهم ما يذكرهم والذكرى تنفع المؤمنين بحرمة الدماء والاعراض وخطورة الخوض في مسائل التكفير وما الى ذلك هذا من جهة من اجل الا يقعوا في شيء من هذه البلايا كما يحتاجون الى شيء من التحصين في امور اخرى وبصر وحجج لتفكك هذه العقائد التي رسخت بهذه الاذهان من اجل ان يكف الشر ويرعوي العبد ويفيق من سكرته ويهتدي بعد انحرافه وضلالته الى هذا والخطاب الاخر يوجه الى الاصحاء بما ذكرت وما ينضاف الى ذلك من امور اذكرها في اخر هذا الحديث وسأورد اسئلة اوجهها الى هؤلاء الشباب الذين يضللون ويغرر بهم باسم الجهاد في سبيل الله وطلب ما عنده تقرب اليه بي مسائل كبار يصير معها الواحد منهم حربا على اقرب الناس اليه حربا على اهله وعشيرته وقومه ومجتمعه افة تفسد وتدمر تهلك ولا تصلح ونحتاج مع هذا الى شيء من الخطاب الذي لا ينقصه الصدق بعيدا عن العبارات الموحشة التي قد تصرف السامع عن قبول النصيحة فالمسألة ايها الاحبة ليست مقابلة لي السباب بالسباب والالقاب القبيحة بمثلها وان ذلك لا يرد به الباطل ولا يستعاد به مسلوب وانما نحن بحاجة الى ان ننصح انطلاقا من هذا المبدأ ان الدين النصيحة وان يكون المقصود بذلك ما عند الله تبارك وتعالى هذه مصالح الامة وقظاياها الكبار ولا يصلح لاحد ان يتكلم فيها يريد بذلك شيئا لنفسه او ان يفعل ذلك من اجل عداوة بينه وبين احد من الناس يتشفى بما يقول بحقه او غير ذلك من الاغراظ الفاسدة وليست القضية ايها الاحبة في مثل هذه الامور ان يتحدث الانسان من اجل ان يسجل حضورا فالامر اكبر من هذا الامر اكبر من هذا هذا العمل نعم منكر ولكن نحتاج الى معالجة صادقة لعل الله ان ينفع بها من ابتلي بشيء من هذه الافات وان يكون ذلك حاجزا من عوفي والرسالة التي اريد ان اصل اليها في النهاية هي ان هذه الخطوات والاعمال يا طريق في غاية الخطورة والكلام في مثل هذه المسائل الكبار من التكفير يا دحمو مزلة ليست بالسهولة التي يتصورها هؤلاء الشباب ولذلك ساورد اسئلة موجهة يسمعها من اراد الله تبارك وتعالى لعلها تحرك في النفوس اشياء يتوصل معها السامع الى ما قصد من هذا الحديث وهو ان يراجع نفسه ويتوقف عن الخوض فيما لا يحسنه توقف عن هذا ويشتغل فيما ينتفع به حفظ كتاب الله عز وجل ودراسة العلوم الشرعية على اهل العلم الثقات وقضاء الاوقات في الامور النافعة من الدعوة الى الله جل جلاله الاعمال الخيرة الجمعيات الموثوقة الخيرية وما اشبه ذلك هذه النفس ان لم تشغل بالطاعة شغلت صاحبها بالمعصية ايا كانت هذه المعصية فاذا كان لا يصلح لشيء من ذلك فمن الناس من يكون نومه خيرا من يقظته فان ابى فليشتغل بشيء من اللهو المباح ويستغرق ويستنفذ فيه جهده وطاقته ولا شك ان اشتغال المرء بي اللهو والغفلة مع انها مذمومة خير من اشتغاله بي الولوغ بالدماء وتكفير المسلمين بل ان حال الزاني والسارق وشارب الخمر افضل من حالي هذا مع انها من الكبائر ولكن حال هذا اسوأ واعظم شرا على الدين والدنيا كما ذكرت في اول هذا الكلام اتوقف عند هذا وفي الليالي الاتية ان شاء الله واصل الحديث واسأل الله عز وجل ان ينفعنا واياكم بما نقول ونسمع وان يجعلنا واياكم هداة مهتدين. وان يعيذنا واياكم من مضلات الفتن وان يهدي ضال المسلمين والله اعلم وصلى الله على نبينا محمد واله وصحبه