الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله اما بعد فسلام الله عليكم ورحمته وبركاته كان اخر ما ذكرنا ايها الاحبة في الليلة الماضية والحديث المخرج في الصحيحين حديث ابي هريرة رضي الله تعالى عنه الرجل الذي اوصى بنيه اذا مات ان يحرقوه ثم بعد ذلك ان يسحقوه ثم بعد ذلك اوصاهم ان يذروه في يوم عاصف وان الله تبارك وتعالى جمع خلقه وسأله عما حمله على ذلك فذكر خشية الله فغفر الله له فهذا كما قال شيخ الاسلام رحمه الله شك في قدرة الله في اقل حالاته والا فهو في ظاهر حاله يعتقد ان الله لا يبعثه يعني لا يقدر على بعثه وان الله تبارك وتعالى لا يقدر على بعث من كان بهذه المثابة سحق وذري فهذا لا شك انه كفر ومع ذلك لم يكفر وذكرنا بعد ذلك قول شيخ الاسلام رحمه الله فيمن خفي عليهم امور من المسائل العلمية او العملية ولم يكن ذلك عن تقصير منهم فكانوا معذورين فذكر اشياء من هذا بجماعة من السلف رضي الله تعالى عنهم انكروا بعضا القراءات الثابتة المتواترة فلم يخرجهم ذلك من الاسلام وكذلك ايضا ذكر المعتزلة والجهمية وان العلماء قد حكموا بكفر من قال بخلق القرآن او انكر الرؤيا ولكنهم لم يكفروا هؤلاء باعيانهم لا الخليفة ولا غير الخليفة وان الامام احمد رحمه الله ترحم على المعتصم وحلله وهو الذي تبنى ذلك بقوة وقد جرى ذلك لاربعة من الخلفاء تتابعوا على قول المعتزلة وتبني مذهب المعتزلة المأمون ثم المعتصم ثم الواثق ثم المتوكل الى ان رفعت المحنة على يد المتوكل بعد ذلك اربعة وذكرنا ما جرى على يد هؤلاء وعلى يدي كبير القضاة احمد ابن ابي دؤاد وانهم قد حملوا الصبيان في الكتاتيب على هذا المذهب الفاسد ولا يولى احد ولاية الا اذا تبنى هذا المذهب الفاسد ولا يعطى لاحد رزق من بيت المال يعني لا المؤذن ولا الامام ولا القاظي ولا غير ذلك الا اذا تبنى هذا؟ المذهب وما كانوا يفكون الاسير الا اذا اقر بمذهبهم الفاسد وقال بخلق القرآن والا تركوه بيد العدو وذكرت ما جرى للامام احمد ابن نصر الخزاعي وكذلك ما جرى للامام احمد ابن حنبل على سبيل الايجاز وما وقع للعلماء في ذلك الوقت حيث وضعوهم في القيود والاكبال واودعوهم في سجون مظلمة حتى ان من والراء وترخص اعتذر عن نفسه انه وضع في مكان لا يرى فيه شمسا ولا قمرا حتى خشي على بصره كل هذا وما جرى لاحمد بن نصر الخزاعي وتجدون خبره في ترجمته في سير اعلام النبلاء وفي تاريخ ابن كثير البداية والنهاية بشيء من التفصيل وكذلك في تاريخ بغداد وغير ذلك من المصنفات على سبيل المثال هذا سياق الحافظ ابن كثير رحمه الله ذكر ما وقع لاحمد بن نصر الخزاعي حيث جمع جماعة من رؤوس اصحاب احمد ابن نصر معه وارسلوا الى الخليفة بسرة من رأى يعني سامراء وذلك في اخر شعبان فاحضر له جماعة من الاعيان وحضر القاضي احمد ابن ابي دؤاد المعتزل واحضر احمد بن نصر رحمه الله فلما جيء به الى الواثق وكان قد احضر هؤلاء الاعيان والفقهاء والقضاة وعلى رأسهم احمد ابن ابي دؤاد قال له ما تقول في القرآن فقال هو كلام الله هذا الخليفة يسأل قال امخلوق هو؟ قال هو كلام الله وكان احمد بن نصر قد استقل وباع نفسه يعني تحضر وتجهز وتحنط وتنور يعني ازال الشعر الذي دعت الفطرة والشرع الى ازالته. وشد على عورته ما يسترها فقال له فما تقول في ربك اتراه يوم القيامة؟ قال يا امير المؤمنين لاحظ ما قال يا كافر يا عدو الله يا ابا جهل الان هؤلاء الشبيبة بعضهم يقول عن امام العصر سماحة الشيخ عبد العزيز ابن باز رحمه الله يلقبونه بابي جهل اذا كان هذا الامام الذي اجمع الناس على محبته يكون بهذه المثابة فمن يقبل قوله ويرتضى من ولذلك اقول ايها الاحبة بان اذى الخليفة الواثق لما سأله قال يا امير المؤمنين قد جاء القرآن والاخبار بذلك. يعني في اثبات الرؤية قال الله تعالى وجوه يومئذ ناضرة الى ربها ناظرة وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم انكم ترون ربكم كما ترون هذا القمر لا تضامون في رؤيته فنحن على الخبر يقول فنحن على الخبر زاد الخطيب البغدادي قال الواثق ويحك ايرى كما يرى المحدود المتجسم ويحويه مكانا ويحصره الناظر قال الخليفة بعد ما سأل هذا السؤال الذي لا يصلح يقول عن نفسه انه يكفر برب هذه صفته. هذا الخليفة يكفر برب هذه صفته ثم قال احمد ابن نصر للواثق وحدثني سفيان بحديث يرفعه يعني زاده على ما سأل. ان قلب ابن ادم باصبعين من اصابع الله يقلبه كيف شاء. وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقول يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك فقال له اسحاق بن ابراهيم ويحك انظر ما تقول فقال انت امرتني بذلك تقول لي اسحاق ابن ابراهيم فاشفق اسحاق من ذلك وقال انا امرتك؟ قال نعم انت امرتني ان انصح له. فقال الواثق لمن حوله ما تقولون في هذا الرجل؟ فاكثروا القول فيه. فقال عبدالرحمن بن اسحاق وكان قاضيا على الجانب الغربي يعني من بغداد. فعزل وكان موادا لاحمد ابن نصر قبل ذلك. يا امير المؤمنين هو حلال الدم. وقال ابو عبد الله الارمني صاحب احمد ابن ابي دؤاد اسقني دمه يا امير المؤمنين. فقال الواثق لابد ان يأتي ما تريد وقال ابن ابي دؤاد هو كافر يستتاب لعل به عاهة او نقص عقل فقال الواثق اذا رأيتموني قمت اليه فلا يقومن احد معي. فاني احتسب خطاي ثم نهض اليه بالصمصامة وقلنا بانها كانت سيفا لعمرو ابن معدي كرب اهديت لموسى الهادي في ايام خلافته. فلما انتهى اليه ضربه بها على عاتقه. هنا. وهو مربوط بحبل قد اوقف على نطع يعني على جلد من اجل ان الدم لا يلوث المكان. ثم ضربه اخرى على رأسه ثم طعنه بالصمصامة في بطنه هذا الخليفة الان. فسقط صريعا رحمه الله على النطع ميتا. يقول ابن كثير فانا لله وانا اليه راجعون ثم انتظر سيما الدمشقي سيفه فضرب عنقه وحز رأسه وحمل معترضا حتى اتي به الحظيرة التي فيها بابك الخرمي فصلب فيها وفي رجليه زوج قيود يعني عليه قيود مزدوجة ضعف. وعليه سراويل وقميص وحمل رأسه الى بغداد. فنصب في الجانب الشرقي اياما وفي الغرب اياما وعنده الحرس في الليل والنهار وفي اذنه رقعة لاحظ هذا امام من ائمة المسلمين ابيظ اللحية والرأس في اذنه علقوا رقعة مكتوب فيها هذا رأس الكافر المشرك الضال احمد ابن نصر الخزاعي. ممن قتل على يد عبدالله هارون الامام الواثق بالله امير المؤمنين مؤمنين بعد ان اقام عليه الحجة في خلق القرآن ونفي التشبيه وعرض عليه التوبة ومكنه من الرجوع الى الحق فابى الا المعاندة هو التصريح فالحمد لله الذي عجله الى ناره واليم عقابه بالكفر فاستحل بذلك امير المؤمنين دمه ولعنه. هذه معلقة باذن الامام احمد بن نصر خزاعي ثم امر الواثق بتتبع رؤوس اصحابه فاخذوا منهم نحوا من تسعة وعشرين رجلا فاودعوا في السجون وسموا بالظلمة ومنعوا من الزيارة وقيدوا بالحديد ولم يجري عليهم شيء من الارزاق التي كانت تجري على المحبوسين وكان احمد ابي النصر هذا هذه عبارة ابن كثير رحمه الله. يقول من اكابر العلماء العالمين القائمين بالامر بالمعروف والنهي عن المنكر. وسمع الحديث بن حماد بن زيد وسفيان بن عيينة هؤلاء شيوخه اشيم ابن بشير وكانت عنده مصنفاته كلها. وسمع من الامام ما لك بن انس احاديث جيدة يقول وحدث عنه احمد ابن ابراهيم الدورقي ويحيى ابن معين وذكره يوما يعني يحيى ابن معين فترحم عليه وقال قد ختم الله له بالشهادة واثنى عليه كثيرا وذكره الامام احمد رحمه الله يوما فقال رحمه الله ما كان اسخاه بنفسه لقد جاد بنفسه له يعني لله يقول ابن كثير ولم يزل رأسه منصوبا من يوم الخميس الثامن والعشرين من شعبان من تلك السنة يعني سنة احدى وثلاثين ومئتين. الى بعد عيد الفطر بيوم او يومين من سنة سبع وثلاثين ومئتين فجمع بين رأسه وجثته ودفن بالجانب الشرقي من بغداد بالمقبرة المعروفة بالمالكية يعني كم بقي ست سنوات الرأس في جهة والجسد مصلوب في جهة ومعلق في اذنه هذه الرقعة المكتوب فيها مثل هذا الكلام القبيح. ماذا حصل بعد هذا كان ذلك سببا لي حمل طلاب العلم فضلا عن غيرهم السلاح او تكفير الخليفة الواثق؟ الجواب. لا. لم يكن شيء من ذلك تصور لو كان هؤلاء يعيشون في تلك الحال وفعل بهذا الامام هذا الفعل وهم شهود حضور ماذا سيفعلون ولذلك لاحظوا حينما كان العلماء رحمهم الله من ائمة اهل السنة جبال في ذلك العصر يعني في هذا العصر كان يوجد الامام الشافعي ويوجد يعني هذا تتلمذ على الامام ما لك يوجد الامام احمد ويحيى ابن معين علي ابن المديني وامثال هؤلاء من الجبال الكبار ويجري ذلك في عصرهم ويفتي هذا العدد الكبير منهم بكفر من قال بخلق القرآن خمس مئة افتوا بكفر من قال بخلق القرآن ولكن هذا لم يتعدى الى تكفير المأمون والمعتصم والواثق والمتوكل مع انهم تبنوا هذا بقوة وامتحنوا العلماء وغير العلماء على هذا القول ولم يكن ذلك ايضا سببا لحمل العامة واشباه العامة على قتل من يرتبط بهؤلاء بسبب من فقيه او جندي او هي ذلك ما حصل ولم ينقل انه قتل جندي واحد في عهد هؤلاء الخلفاء جميعا ولم تتحول هذه القضية الى جدل واختلاف وفرقة بين اهل السنة هذا يكفر زيدا وهذا يتوقف وذاك الذي يكفره يكفر هذا المتوقف الذي لم يستبن له كفره ويقول من شك في كفر الكافر فهو كافر. ما حصل اطلاقا وانما كانوا يريدون ذلك كما تورد نصوص الكتاب والسنة في الوعيد العام فيقولون من قال كذا فهو كافر دون الاشتغال بالمعين من قال ومن لم يقل وهل قامت عليه الحجة او لم تقم وهل تحققت الشروط وانتفت الموانع او لم يحصل ذلك؟ ثم بعد ذلك يحصل لغط وخلاف وجدال وشقاق وتهم وتخوين ما كان يحصل هذا انما هذا يحصل حينما يتصدى ويترأس الجهال فيحصل مثل هذا العراك والاتهام والصراع والتفرق والشقاق والاختلاف والشر ولذلك لا تجدون هذا التفرق بين اهل السنة والجماعة منذ عهد الصحابة رضي الله عنهم الى عصرنا هذا لكن ما الذي حصل في عصرنا هذا؟ ما الذي حصل الذي حصل انه صار يتكلم من شاء بما شاء ويتصدر من شاء. ووجد من الوسائل ما يستطيع معه المغمور الجاهل ان يكتب ما يريد تحت اسم صريح او اسم مستعار. ويوجد من يتلقف مثل هذه الامور ويتشربها والمقدمة التي توصل الى هذا يعني نحن الان الحال الطبيعية ان يقال ارجعوا الى اهل العلم. والله عز وجل يقول فاسألوا اهل الذكر ان كنتم لا تعلمون فعندنا باذن الله عز وجل معتصم الكتاب والسنة على فهم السلف الصالح يرجع في ذلك الى من العلماء الذين يفهمون ويفقهون النصوص وليس كل احد فهؤلاء العلماء الذين يرجع اليهم في كل عصر ما الذي حصل؟ عمد الشياطين والاشرار الى تحطيمهم بمكر الليل والنهار تحطيم لهؤلاء العلماء حتى تحول هؤلاء في نظرهم الى خونة والى لربما كفرة وضلال لا يستحقون السماع منهم فعندها يسمع لمن يسمع للغراب يسمع للغراب الذي يقود الى الجيف ومن رضي ان يكون الغراب دليلا له فما ظنكم مشائيم ليسوا مصلحين عشيرة ولا ناعب الا ببين غرابها هذا الذي يحصل اذا اسقط العلماء واسقاط هؤلاء العلماء قد يحصل بطريقة مقصودة وقد يحصل بطريقة غير مقصودة. الطريقة المقصودة الى الهجوم على هؤلاء بالتضليل والتجهيل ورميهم بالقبائح واتهامهم بالتهم التي هم برءاء منها وهذا تجده كثيرا في حسابات لم يتق الله فيها ولا اظن ان من كتب يراقب الله عز وجل ويستحضر ان كتابته ستعرض عليه في يوم لا تخفى على الله فيه خافية النوع الثاني من اسقاطهم يحصل بغير قصد وذلك بالتوارد توارد ماذا العالم هذا ما وفق بكلمة ما وفق بعبارة زل كان له موقف برر موقفا لا يصح تبريره فيؤخذ هذا المقطع المرئي او المسموع ثم يذاع وينشر ويتلقفه الناس عبر هذه الوسائط والوسائل. تويتر وفي الواتساب وغير ذلك يتناقله انشر وهذا يتندر وهذا يضحك وهذا يسخر وهذا يشمئز وهذا يقول حسبنا الله ونعم الوكيل. وهذا يقول انا لله وانا اليه راجعون. وهذا يقول هزلت وهذا يقول طيب حينما ارسلت هذا ماذا تريد انت ارسلت هذه والثاني ارسل تلك والثالث ارسل تلك والرابع ارسل تلك. هل من شأن هذه الرسائل انها تبني؟ انها توجب توقير هؤلاء العلماء الذين رفعهم الله عز وجل على غيرهم من اهل الايمان وقرن شهادتهم بشهادته كل احد يخطئ. وكل احد يزل قديما وحديثا ولو تتبعت زلات العلماء عبر القرون فانك تجمع من ذلك مجلدات لكن كما قيل لم يحمل الخبث وان الكبير من عدت سقطاته وكثر صوابه فالعبرة بما غلب والكلام في هذه المسألة يطول لكن هذا هو الطريق وهؤلاء العلماء الذين نعرفهم علماء اهل السنة من جعل الله عز وجل لهم القبول وقدم صدق صوابهم كثير وان اخطأ الواحد منهم في مسألة او مسألتين او عشر مسائل او مئة مسألة كما قال ذلك جمع من اهل العلم كشيخ الاسلام ابن تيمية وابن رجب والحافظ الذهبي وغير هؤلاء كثير فهذا هو الطريق لا ان تذاع هذه الاخطاء وتنشر فهذا اسقاط لهم لكن بغير قصد فهذا الذي يرسل يقال له ماذا تريد في النهاية انت ارسلت هذا السهم والثاني ارسل هذا السهم والثالث ارسل سهما اخر في زلة اخرى وخطأ اخر في النهاية قضيت عليه صار عند الناس لا قيمة له ولا شأن ولا يقبلون منه هل كنت تريد الوصول الى هذه النتيجة؟ وهل اسقاطه بسبب هذه الزلة لكننا نتصرف في كثير من الاحيان بلا وعي بلا وعي فهذا ما يتعلق هؤلاء العلماء الاعلام حينما يكسرون ويهشمون ويسقطون في النهاية تقول للناس ارجعوا يقولون نرجع الى من فالخوارج اسقطوا اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وكفروهم فما بقي لهم مرجع يرجعون اليه لم يكن معهم صحابي واحد وكان الصحابة كثر في زمانهم فكان الذي يقودهم هو الغراب الابطع هذا الذي حصل والكلب العقور حتى اودى بهم الى هذه النهايات التعيسة فهذا امر لابد من التفطن اليه بعد ذلك تأتي نصيحة اختم بها فلا بأس ان اتحدث قليلا في الغد واختم هذا الموضوع ان شاء الله واسأل الله عز وجل ان ينفعنا واياكم بما سمعنا وان يجعلنا واياكم هداة مهتدين غير ضالين ولا مضلين ويعيذنا واياكم من مضلات الفتن وان يهدي ضال المسلمين اللهم ارحم موتانا واشفي مرضانا وعافي مبتلانا واجعل اخرتنا خيرا من دنيانا. والله اعلم وصلى الله على نبينا محمد واله وصحبه