بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين واله وصحبه اجمعين قال الامام المصنف رحمه الله تعالى باب المواقيت الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين الصلاة والسلام الاتمان الاكملان على اشرف الانبياء والمرسلين وخيرة الله من الخلق اجمعين وعلى اله وصحبه ومن سار على سبيله ونهجه واستن بسنته الى يوم الدين اما بعد فلا زال الحديث موصولا عن مقدمات الحج ومن عادة العلماء رحمهم الله سواء كان ذلك في كتب الحديث او كتب الفقه ان يعتنوا ببعض الامور المقدمة لكتاب الحج وبينا في المجلس الماضي ما يتعلق بحقيقة الحج وتعريفه واليوم ان شاء الله نكمل بالتنبيه على بعض الامور المتعلقة في هذه الشعيرة العظيمة والفريضة الجليلة وقد جرت عادة العلماء رحمهم الله بعد بيان فرض الحج ان يبينوا الشروط المعتبرة للحكم بوجوب الحج على المكلف يشترط الاسلام والعقل والبلوغ والحرية والاستطاعة خمسة شروط لابد من توفرها لكي يحكم بفرض الحج ووجوبه على المكلف الشرط الاول وهذه الشروط منها ما يتعلق بالوجوب والصحة والاجزاء فلا يجب الحج ولا يصح ولا يجزئ الا اذا كان مسلما عاقلا بشرط الاسلام والعقل شرط وجوب وصحة واجزاء فلا يجب الحج على مجنون ولا على كافر ولا يصح منهما ولو انهما حجا فانه ثم اسلم الكافر وافاق المجنون فانه لا يجزي الحج في حال الكفر والجنون عن حجة الاسلام ومن هنا قالوا العلماء رحمهم الله شرط العقل شرط الاسلام والعقل هو شرط وجوب وصحة واجزاء ومن هذه الشروط ما هو وجوب واجزاء بشرط البلوغ فانه شرط وجوب فلا نوجب الحج على الصبي وكذلك هو شرط اجزاء فان الصبي لو حج صح حجه نافلة ولكنه اذا بلغ الزمناه بحج الفريضة وقالوا هو شرط وجوب واجزاء. ومثله شرط الحرية واما شرط الاستطاعة فانه شرط وجوب فقط فلو ان الانسان كان غير مستطيع للحج فانه لا يجب عليه الحج لو انه حج وتجشم المشاق والمتاعب فحجه صحيح ويجزئ عن حجة الاسلام اذا هو شرط وجوب فقط واما الاجزاء والصحة فانه ليس بشرط اجزاء ولا صحة. هذه خمسة شروط لابد من توافرها للحكم بوجوب الحج وفرضه ومن تأمل هذه الشروط وجد سعة رحمة الله وعظيم لطفه بعباده وخاصة في شرط الاستطاعة فانه وهو ارحم الراحمين قد نبه عباده على سعة رحمته حينما قال ولله على الناس حج البيت من استطاع اليه سبيلا وتكاليف الاسلام والاحكام الشرعية في الاسلام متعلقة بالاستطاعة. فاتقوا الله ما استطعتم وقال تعالى ولا يكلف الله نفسا الا وسعها فهذه الشروط اذا توفرت فالحمد لله حكمنا بوجوب الحج هناك شرط خاص وهو يتعلق بالمرأة فلا يجب عليها الحج الا اذا كان معها محرم بشرط ان يكون ما بينها وبين مكة مسافة القصر. مسافة القصر فان كانت من اهل مكة فلا يجب وجود المحرم اذا وجدت الرفقة المأمونة لخروجها داخل المشاعر والمناسك واما بالنسبة لسفرها فان النبي صلى الله عليه وسلم قال للرجل انطلق حج مع امرأتك. قال يا رسول الله انك كتبت في غزوة كذا وكذا وان امرأتي خرجت حاجة قال عليه الصلاة والسلام انطلق فحج مع امرأتك ولما سئل عليه الصلاة والسلام عن سفر المرأة بدون محرم قال بابي وامي صلوات الله وسلامه عليه لا يحل امرأة تؤمن بالله واليوم الاخر ان تسافر مسيرة يوم الا ومعها ذو محرم وفصلنا في هذه الشروط وذكرنا تفصيلاتها في الشروح وفي مذكرة الحج هنا امر اعتنى العلماء رحمهم الله ببيانه في كتاب الحج والاشارة اليه ونظرا لان المصنف رحمه الله انما اعتمد كتابه وبناه على الاختصار وهذا الامر يتعلق بفظل الحج الحج والعمرة فضائلهما كثيرة عديدة وكفى في ذلك قوله سبحانه ليشهدوا منافع لهم اخبر ان الحج فيه منافع وهي منافع دينية ودنيوية واخروية ليست منفعة واحدة ولكنها منافع لا يعلمها الا الله جل جلاله واعظم منفعة واعظم امر حج الناس بيت الله من اجله ومن اجل تحقيقه والقيام بحقوقه هو توحيد الله الحج الاصل انما شرع لاقامة ذكر الله وتوحيده اعظم ما يجد الحاج في حجه ان يخصص لربه وان يفرد الله بالعبادة وهو يقول لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك من اول لحظة يهل بها في نسكه وقد قال جابر كما تقدم معنا في منسكه رضي الله عنه كما في صحيح مسلم واهل رسول الله صلى الله عليه وسلم بالتوحيد هذا الامر يجده العبد وهو متجرد حينما يتجرد من مخيطه من اجل ان يدخل في النسك فانه يذكر باركان الايمان كلها واعظمها الايمان بالله ولذلك يذكر بخلق الله له خروج دخوله الى هذه الدنيا وخروجه منها ولذلك يجد المؤمن الموفق الذي احيا الله قلبه بالايمان وبالتفكر والتدبر يجد هذه المعاني العظيمة من اعظم الدلائل في توحيد الله سبحانه وتعالى انه يرى الخلق عن اختلاف الوانهم واجسادهم واجسامهم واشكالهم وصورهم وبلدانهم وجميع صفاته كلهم ينادي الله جل جلاله فهو الذي لا يخفى عليه امره ولا يخفى عليه شيء من شأنهم خلق الخلق فاحصاهم عددا ولم ينسى فردا ولا احدا سبحانه لا اله الا هو لا يخفى علي ما يقولون بل لا يخفى عليه ما في ضمائرهم وفي نفوسهم فكيف بما تلفظت به السنتهم وهو يعلم حوائجهم وهو الذي يسر لهم وهداهم ودلهم الى هذا التوحيد والايمان. ان يخرجوا من بيوتهم ملبين. ان يخرجوا من بيوتهم مهللين. فاذا اقبلوا على الله سبحانه وتعالى نظر فيهم فنظر من الذي خلقهم؟ من الذي انطقهم؟ من الذي دعاهم؟ ودعوا الى اي شيء الى مكرمته؟ الى رحمته الى سعة رحمته التي وسعت كل شيء ينظر عن يمينه وينظر عن شماله وينظر امامه ومن خلفه فيرى دلائل عظمة الله جل جلاله في خلقه كلهم يناديه وكلهم يناجيه لا يخفى عليه صوت ولا يلتبس صوت على مع صوت ولا حاجة عن حاجة كل هذه الاصوات التي عجت ببابه لا يخفى عليه منها صوت واحد وكل هذه الحوائج وكل هذه المسائل علمها منهم قبل ان يخلقهم ويفطرهم. سبحان الله الذي لا اله الا هو كل شيء لا يعزب عنه مثقال ذرة في السماوات ولا في الارض يقول سبحان الله من انا امام هؤلاء ومن انا امام هذه الجموع مما يجد الذاكر والخاشع والمنيب الى ربه والتائب يعتبر بانابته ويعتبر بخشوعه ويعتبر بادكاره. واذا رآه نشيطا في طاعته نافسه في طاعة ربه امور وخيرات وبركات. من حج بيت الله وهو يستشعرها حي القلب يتذكر ويتبصر وينظر فيها يجد الخير الكثير ثم من المنافع من اعظمها كذلك اخوة الاسلام هؤلاء اخوانه في الدين واخوانه في الاسلام ثم ينظر الى احوال الغني منهم والفقير كيف جاؤوا؟ كيف خرجوا يعتبر العبد بالادكار والاعتبار والنظر في هذه الجموع يجد من البصائر التي ينور الله بها قلبه ما لا يحصيه الا الله جل جلاله ثم كذلك يجد المنافع لنفسه. ففي الحج يجوز البيع والشراء والاخذ والعطاء. المنافع التي لا تعارض الشرع ومن اعظم فضائل الحج التي دلت عليها النصوص الشرعية ما ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال العمرة الى العمرة مكفرة ما بينهن ما بينهما والحج المبرور ليس له جزاء الا الجنة الحج المبرور فإذا حج الانسان حجة الاسلام وكانت حجة مبرورة لو حج حجة نافلة وكانت حجة مبرورة فانه مبشر بالجنة اذ لا يوفق لهذا الامر العظيم الا من اراد الله به الخير في دينه ودنياه واخرته وهو مبشر بالجنة اذا استقام بعد حجه على طاعة ربه حتى لقاه على ذلك الامر الذي فيه محبته ومرضاته الحج المبرور بنص حديث النبي صلى الله عليه وسلم ليس له جزاء الا الجنة ولن يوفق الله عبدا لحج مبرور الا وهو مبشر بالجنة وقد وعده الله والله لا يخلف الميعاد الله لا يضيع اجر من احسن عملا. ولا يكون الحج مبرورا الا اذا استجمع امورا من اعظمها الاخلاص فهو حج لا رياء فيه ولا سمعة وحج لا يراد به الا وجه الله. ولا يكون الحج مبرورا الا اذا كان صوابا موافقا لهدي النبي صلى الله عليه وسلم لان العمل لا يكون صالحا الا بالصواب الذي بعث الله به نبيه عليه الصلاة والسلام وارسله به ولا يكون الحج مبرورا الا اذا كان ما من كسب طيب اذا حججت بمال لست تملكه فما حججت ولكن حجت العير لا يقبل الله الاكل صالحة ما كل من حج بيت الله مبرور الحج لا يكون مبرورا الا بالنفقة الطيبة والله طيب لا يقبل الا طيبا كذلك ايضا يكون الحج مبرورا اذا استجمع الانسان فيه خصال الكرام وشيم اهل الاسلام فاطاب الكلام واطاب الفعل فلم يرفث ولم يفسق ومن حج هذا البيت فلم يرفث ولم يفسق رجع من ذنوبه كيوم ولدته امه من هذا الذي اذا حج حفظ سمعه حفظ بصره وحفظ لسانه وحفظ جوارحه واركانه. وتوجه الى الله بحجه قلبا وقالبا هذا هو السعيد واسعد الناس بالحج ومن دلائل البرور في الحج ان العبد لا يقف موقفا ولا يشهد مشيدا من مشاهد العبادة سواء في الطواف او في السعي الوقوف بعرفة او بالوقوف بالمشعر الا كان على اكمل الهيئات وافضلها ووقف بين يدي الله وهو يرجو من ربه ان يكون احسن الناس واصدقهم في موقفه بين يدي الله جل جلاله يخشع لله قلبه وتبكي من خشية الله عيناه كذلك العبد الذي اذا وقف في مقام العبودية كان على اكمل الاحوال في قلبه وقال به تجد منا القنوت يقوم بين يدي الله قانتا خاشعا متخشعا متذللا متبذلا الى ربه واذا وقف هذا الموقف خاصة اذا بدا عليه الشعث والغبر ودلائل السفر وعناء السفر فوقف بين يدي الله وقوف المنيبين ووقوف الخاشعين عندها يباهي الله به ملائكته في الموقف العظيم انظروا الى عبادي اتوني شعثا غبرا من كل فج عميق هذا مقام من حج من كان حجه مبرورا ومن دلائل الحج المبرور ان العبد اذا رجع بعد حجه يكون حاله اصلح مما كان عليه قبل حجه. لان الحسنة تدعو الى اختها كما ان السيئة والعياذ تدعو والعياذ بالله تدعو الى اختها. ومصداق ذلك في قول الله عز وجل فسنيسره لليسرى وفي قوله سبحانه فسنيسره للعسرى. اللهم يسرنا لليسرى وجنبنا السوء والعسر. واغفر لنا في الاخرة والاولى يقول الامام المصنف رحمه الله باب المواقيت المواقيت جمع ميقات اصل ميقات ميقات وقعت الواو ساكنة بعد كسر وقلبت ياء على الاصل المعروف في الصرف كميعاد وميزان والمواقيت الميقات مأخوذ من الوقت والوقت هو الزمن المحدد لذاته الوقت التعقيد وتأقيت الشيء وضع زمن محدد له المواقيت الميقات في الاصل يقال الشيء يؤقته تأقيتا وميقاتا والمواقيت في الاصل في الزمان ولكنها وسع فيها حتى شملت المكان والله سبحانه وتعالى في دينه وشرعه يؤقت العبادة بالزمان وتارة يؤقتها في الزمان والمكان وتارة يؤقتها بالمكان وحده يؤقتها بالزمان كالصلاة ان الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا هذا توقيت الزمان موقوتا هو قول ابن مسعود انه تأقيت الزمان وعن ابن عباس مفروضا لان التاقيد تستعمل بمعنى الفرض كما سيأتي ان شاء الله في حديث ابن عباس رضي الله عنهما الذي ذكره المصنف والتعقيد يكون في في العبادة يكون بالزمان كما في الصلاة قال تعالى ان الصلاة كانت عن على المؤمنين كتابا موقوتا وبين ذلك في قوله اقم الصلاة لدلوك الشمس الى غسق الليل تبين وقرآن الفجر ان قرآن الفجر كان مشهودا تبين ميقاتها الزماني فقال اقم الصلاة لدلوك الشمس وقد بينا هذه الاية في تفسير ايات الاحكام. وكيف دلت على الفرائض الخمسة ومواقيتها وقد والصلاة ليس لها ميقات الصلاة ليس لها ميقات مكاني ولذلك قال بابي وامي صلوات الله وسلامه عليه وجعلت لي الارض مسجدا وطهورا فايما عبد ادركته الصلاة فليصلي فان معه مسجده وطهورا وكان من قبلنا يصلون في مكان الصلاة واركعوا مع الراكعين. قيل الزامهم بالبيع والكنائس واما ما وسع الله به على هذه الامة فانه ليس لها ميقات مكاني الصلاة المفروضة وكذلك النافلة ثانيا العبادة التي خصها بالمكان قوله تعالى هديا بالغ الكعبة الهدي الواجب في الحج لا يصح ذبحه الا في حدود الحرم فلو ذبح خارج حدود الحرم لم يجزي لو ذبح هدي التمتع او هدي القران او هدية او الدم الجبران. الواجب عليه او جزاء الصيد ذبحه في غير خارج حدود الحرم فانه لا يجزيه. لان عبادة مؤقتة بمكان محدد وتارة يجمع في العبادة بين تأقيت الزمان والمكان كما في الحج الحج فيه ميقاتان. ميقات زماني لا يصح ايقاع الحج قبله وافعال الحج ومناسكه قبله ايضا ان يعقد نيته او يفعله بعد خروج هذا الميقات الزماني وميقات مكاني لا يهل ولا يدخل في نسك الحج من اراد الحج لا يدخل الى اي موضع من جهات الكعبة الاربعة مجاوزا هذه المواقيت الا وهو محرم بالنسك وهذه تسمى المواقيت المكانية الكتاب كتاب الله عز وجل بين ميقات الزمان اشار الى ميقات الزمان والسنة بينت الميقات المكاني في الحج القرآن بين الميقات الزماني وذلك في قوله تعالى يسألونك عن الاهلة قل هي مواقيت للناس والحج قال حبر الامة وترجمان القرآن في تفسير رضي الله عنهما وارضاهما في تفسير هذه الاية الكريمة قال رحمه الله يعلمون ان الله يقول يسألونك عن الاهلة قل هي مواقيت للناس والحج قال يعلمون بها ديونهم وعدة نسائهم ووقت حجهم يعلمون بها الا ديونهم وعدة نسائهم ووقت حجهم فهذا كله ميقات زماني الاهلة بدايات الشهور يعلم بها اه توقيع حل الدين. اذا قال اقرضتك الى نهاية الشهر فانه يستحق في نهاية الشهر وذلك يكون بظهور هلال الشهر الذي يليه وكذلك ايضا عدة النساء فانه اذا كانت تعتد بالاشهر بدل الاقراء فانها تلتزم بالاهلة على تفصيل عند العلماء بيناه في كتاب العدل وقت حجهم ما في مسألة هنا وقت حج اي يعلمون مواقيت الحج اخبر الله سبحانه وتعالى ان الزمان ان للحج زمانا يعلمونه بالاهلة اما هذه الاية الكريمة من سورة البقرة يسألونك عن الاهلة قل هي مواقيت للناس والحج مجملة ما بينت قال عن الاهلة قل هي مواقيت فاحتمل ان السنة كلها ميقات للحج ان الاهلة تكون في شهور السنة الاثناعش اثني عشر شهرا في اثني عشر شهرا هذا بلا اشكال وقد تكون في بعض الشهور فجاءت الاية الثانية مبينة انها في بعض الشهور لا في كل الشهور الحج اشهر معلومات وصار من تفسير القرآن بالقرآن ايضاح لمجمل لمجمل في الاية وبناء على ذلك لما قال الله عز وجل الحج اشهر معلومات اي اشهر الحج اشهر معلومات وقت الحج اشهر معلومات طوقت عمل الحج اشهر معلومات. من باب حذف المضاف واقامة واقيم المضاف مقامه هذه الاشهر اه بين الله سبحانه وتعالى فيها انها اشهر. ودل على انها ليست شهرا واحدا ثانيا ان الله سبحانه وتعالى قال معلومات بمعنى ان قريشا واهل الجاهلية كانوا يعلمون هذه الاشهر لان من بقايا الحنيفية ومن هنا لم يبين النبي صلى الله عليه وسلم ما هي هذه الاشهر بعينها وانما ورد عن الصحابة كما في الصحيح البخاري عن ابن عمر آآ تعليقا بصيغة الجزم اشهر الحج شوال وذو القعدة وعشر من ذي الحجة وهذا اثر بين به الصحابي لانه كان معلوما. كان معلوما عندهم ان هذه اشهر الحج ما كانوا يرون حاجا في ربيع ولا كانوا يرون حاجا في جمادى انما كانوا يرون الحج في الحاج في اشهر الحج. ولذلك قال الله معلومات يعلمها العرب ومن بقايا وهذا مما اقر اقر من بقايا الحنيفية ثانيا ان السنة دلت على الميقات الزماني آآ حينما في حديث عبد الله بن عباس رضي الله عنهما وفيه آآ لا يصلح ما قال رضي الله عنه وارضاه من السنة الا يهل بالحج قبل اشهره السنة الا يحرم بالحج قبل اشهره الصحابي اذا قال من السنة له حكم مرفوع الى النبي صلى الله عليه وسلم لماذا وهذا قول جمهور علماء الاصول الاصول؟ لماذا؟ لانهم لا يقولون ذلك الا في معرض الاحتجاج والاحتجاج انما هو بسنة النبي صلى الله ولانهم اذا اطلقوا السنة فان السنة تنصرف الى اعظم السنن وهي سنة النبي صلى الله عليه وسلم دون سنة الخلفاء الراشدين وغيرهم وبناء على ذلك اه اذا قال من السنة قال امرنا قال نهينا الصحابي يقول هذا اللفظ لكنه يدل على انه الى النبي صلى الله عليه وسلم امرت او نهيت قل وامر الرفع حكمه على ما شهر اي على المشهور عند الاصوليين ان الصحابية اذا قال من السنة آآ ان اذا قال امرنا او نهينا انه له حكم الوفوع الى النبي صلى الله عليه وسلم ثانيا الاثر آآ هذا الاثر طبعا رواه عن آآ البيهقي عن ابن عباس رضي الله عنهما وصححه والحاكم وصححه وكذلك ايضا الاثر عن الصحابة كما ذكرنا عن عبد الله ابن عمر رضي الله عنهما كما في صحيح البخاري تعليقا بصيغة الجزم انه قال رضي الله عن اشهر الحج شوال وذو القعدة وعشر من ذي الحجة وهذا المعلق طبعا بصيغة الجزم ذكر الحافظ بن حجر رحمه الله انه اه ورد موصولا باسانيد صحيحة هذا المعلق آآ وصله الطبري والبيهقي عن اه ورقاء عن عبد الله بن دينار عن عبد الله بن عمر هذا الطريق الاول والطريق الثاني موصولا عند البيهقي وحده وهو من طريق عبد الله ابن نمير عن عبيد الله ابن عمر عن نافع عن عبد الله ابن عمر رضي الله عنهما وقال كلا الاسنادين صحيح هو ثابت عن ابن عمر وصحيح عن ابن عمر رضي الله عنهما ان اشهر الحج هي هذي هنا اشكال انه قال وعشر من ذي الحجة وهذا قد بيناه في الشروح والعرب تطلق على جزء الشهر كل الشهر هذا معروف في لغة العرب وقيل اراد ابتداء الحج ان ابتداء الحج ينتهي في عشر من ذي الحجة وذلك انه اذا طلع الفجر من ليلة العاشر من ذي الحجة وهي ليلة النحر وليلة الحج الاكبر فحينئذ اذا لم يقف في عرفة ولم ينوي الحج فلا حج له وبين ذلك النبي صلى الله عليه وسلم في حديث عروة بن مدرس رضي الله عنه في السنن وكذلك حديث ابي عمرو عبدالرحمن الديلي رضي الله عنه وارضاه وكل هذا يدل على ان العبرة اليوم العاشر ان العبرة بفجره فجر العاشر انه اذا لم ينوي الحج قبل طلوع الفجر فقد فاته الحج الامر الثاني كذلك ايضا جاء عن ابن عباس رضي الله عنهما انه قال لان هذا يروى مرفوعا وموقوفا عن ابن عباس لا يحرم بالحج الا في اشهر لا يحرم بالحج الا في اشهره فهذان الاثران عن هذين الصحابيين الجليلين. آآ مع ما تقدم من دليل الكتاب والسنة جعل العلماء ان يجمعون على ان الحج له ميقات زماني وان هذا الميقات الزمني من حيث الاجمال يبتدأ بشهر شوال اول ما يبدأ الميقات الزماني باجماع العلماء كلهم في شهر شوال فاذا رؤي الهلال ليلة الشك لو اتموا رمظان ثلاثين يوما ودخل شوال فبمغيب الشمس يجوز ان يحرم الانسان بالحج قال بعض العلماء من اللطائف ينتهي المسلمون من ركن ويستفتحون ركنا توسعة من الله على هذه الامة في العبادة وهم يفرغون من ركن الصيام ويدخلون في ركن الحج الى بيت الله الحرام هذا الميقات الزماني واما اذا احرم بالحج كلهم مجمعون على ان الحج يبدأ ميقاته في هلال شوال وكلهم متفقون على صحة الاحرام بعد هذا سواء في شوال او في ذي القعدة على التفصيل الذي ذكرناه ما دام انه اه لم يطلع عليه الفجر الا وهو قد احرم النسك ودخل بنسك الحج اما العمرة ففي سائر العام. العمرة تصح وهي تجوز في سائر العام. هذا ما فيه اشكال الميقات الزماني لذلك قال الله الحج اشهر معلومات فهذا الميقات الزماني لو ان انسانا احرم بالحج قبل ميقاته الزماني وقال لبيك حجا جاء الميقات وقال لبيك حجا في شعبان وقال لبيك حجا في رمضان او في ربيع او في جمادى فانه يلغى لا يصح تصح منه النية البتة البتة وتلغى نيته بالكلية وهذا نحكي عن عمر ابن الخطاب رضي الله عنه مروي عن ابن عمر ابنه ابن مسعود وعن جابر ابن عبد الله وعن عبد الله ابن عباس رضي الله عن الجميع. ويرون ان انه لا ينعقد لا حجا ولا عمرة. فاحرامه باطل والجمهور يرون ان احرامه صحيح بالحج غير صحيح ولكنه بالعمرة ينقلب عمرة. لان الحج حج اكبر وحج فاذا تعذر الاكبر انصرف الى الاصغر لكي يخرج من عهدة الاحرام. وقد قال الله تعالى واتموا الحج والعمرة لله تنقلب نيته الى نية العمرة يمضي وهذا مذهب الجمهور وهو ارجح في نظري والعلم عند الله بناء على ذلك يمضي ويصحح نيته اداء نسك العمرة ولا يلزمه شيء لا يلزمه شيء لان نية الحج لا واما انتهاء الاحرام بالحج انه ينتهي كما ذكرنا بطلوع الفجر من صبيحة يوم النحر اذا طلع الفجر ولم يحرم بالحج فحينئذ لا لا يصح حجه ولا يعتبر كما قضى به عمر بن الخطاب رضي الله عنه في قصة هبار ابن الاسود وامره ان ان يتحلل بعمرة وان يحج من قابل. فلما امره ان يتحلل بعمرة فهم من هذا ان الحج اذا نواه انه يصححوا بنية العمرة ان كان في القياس ان كان هناك فرقا المحل في الشروح لكن الخلاصة ان الحج يبدأ بهلال شوال وينتهي بطلوع الفجر الصادق يوم النحر هذا كل ما يتعلق بالميقات الزماني اما الميقات المكاني فهي اماكن ثبتت بها السنة واعتنت السنة ببيانها هددها الشرع للدخول في نسك الحج او العمرة او هما معا لا يجوز للمسلم ان يجاوز هذه الاماكن اذا كان من اهلها او ممن مر عليها الا وقد دخل في النسك والاصل فيها احاديث منها حديث عبد الله بن عباس رضي الله عنهما في الصحيحين والذي ذكره المصنف رحمه الله وصدر به باب المواقيت ومنها حديث عبد الله ابن عمر رضي الله عنهما وهو في الصحيحين ايضا وذكره الحافظ رحمهم الله عقيد حديث عبد الله ابن عباس رضي الله عن الجميع ومنها حديث جابر ابن عبد الله رضي الله عنهما في صحيح مسلم اه اختلف في رفعه ووقفه وصحح الحافظ رفعه الى النبي صلى الله عليه وسلم برواية البيهقي في سننه ومنها حديث اه عبدالله بن الاول حديث جاه بن عبدالله حديث عائشة رضي الله عنها عند ابي داود النسائي والترمذي وحسنه ومنها حديث ابن عباس الاخر في ميقات ذات عرق وفي ميقات العقيق. فهذه مجمل الاحاديث التي وردت في المواقيت اه اجمعها واعظمها واشملها لاحكام المواقيت حديث حبر الامة وترجمان القرآن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما وهو مقدم على جميع هذه الاحاديث اولا انه صرح بانه من ان هذا التوقيت من رسول الله صلى الله عليه وسلم وجزم به في الاربعة المواقيت ذي الحليفة والجحفة وقرن المنازل ويلملم فصرح فيها خلاف حديث ابن عمر رضي الله عنهما الذي شك في الذي قال انه لم يسمع النبي صلى الله عليه وسلم في يلملم ميقات اليمن وذكر انه قيل له وهي رواية سالم عنه في صحيح مسلم حتى قال ولم اسمع صرح بانه لم يسمع ميقات يلملم من النبي صلى الله عليه وسلم لكن ابن عباس سمع من النبي صلى الله ثانيا ان حديث ابن عباس جمع المواقيت الاربعة ولكن حديث ابن عمر مثله الا انه لم اه يصرح في قضية يلملم ثالثا انه مما اتفق عليه الشيخان فهو في اعلى مراتب الصحة على الصحيح ما عليه اتفقا فما روى الجعفي فردا ينتقى رابعا انه بين لزومها لاهلها قال هن لهن اي لاهل هذه المواقيت خامسا انه بين لزومها لمن مر بها ولمن اتى عليهن من غير اهلهن سادسا انه بين خصوص الحكم بوجوب الاحرام منها لمن كان في نيته النسك فصحح دخول الانسان الى مكة اذا لم يرد النسك صار حجة على هذه المسألة الخلافية المشهورة التي سيأتي بيانها ولمن سابعا ان هذا الحديث حديث عبدالله بن عباس انفرد ببيان ميقات من كان بين الحرم وبين المواقيت وهم اهل الحل قال فمن كان دون ذلك فاحرامه من حيث انشأ اي من حيث انشأ الحج او انشأ نية العمرة وهذا غير موجود في بقية الاحاديث التي وردت في المواقيت وسابعا انه بين ميقات اهل مكة حتى اهل مكة يهلون من مكة فهذا الحديث يعتبر عند العلماء اصلا في باب المواقيت لانه جمع من المسائل والاحكام ما لم يجمعه غيره ما من الاحاديث وبين فيه اه احكام الاحرام من المواقيت بصورة دقيقة صار اصلا فيها في كثير من مسائل المواقيت هذا الحديث عن حبر الامة وترجمان القرآن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما. صدر به الامام الحافظ باب المواقيت وهذا يدل على علم الحافظ دقته ما اعطاه الله من علم الاثر فقد كان موفقا مسددا في علم النظر انه راعى ما دلالة الحديث وما اشتمل عليه فقدمه على حديث ابن عمر رضي الله عنهما في هذا الحديث حديث ابن عباس احكام المواقيت جاءت مرتبة النبي صلى الله عليه وسلم بدأ بأبعد المواقيت عن الحرم وهم ميقات ذي الحليفة ثم ميقات الجحفة ثم ميقات قرن المنازل ثم ميقات الملم فان الحليفة اه تبعد عن مكة بعشر مراحل ومصيته الى عشرة ايام وابعد المواقيت من مكة والعجيب ان الانسان يخرج من حرم المدينة الى حرمة العبادة لان الميقات ميقات ذي الحليفة عند خشم جبل عير وجبل عير هو حد الحرم في المدينة يقع الشمال الغربي من المدينة رأس هذا الجبل يقول النبي صلى الله عليه وسلم كما في الصحيح من حديث علي رضي الله عنه اه ما بين عين الى ثور المدينة حرم من عين الى ثور من احدث فيها حدثا او اوى محدثا فعليه لعنة الله والملائكة والناس اجمعين. اللهم انا نسألك وقال من عير وعير هذا الجبل الذي في قبلة المدينة لماذا سمي عيرا العرب اه اسماؤها دقيقة وفيهم من الفطنة والذكاء. وكانوا لا يظيعون اماكن الاودية والجبال ولها اسماؤها. قل ان تجد شجرة الا وهم يسمونها ولا يجدون واديا ولا صعودا ولا لانهم يحتاجون الى ذلك ليس هناك علامات ارشادية وليس هناك هم يحتاجون في سفرهم وطعنهم واقامتهم تسموا هذا الجبل الجبال بعضها تجدها عليها كاسوار يقولون ثور معايريني الى ثور من اسوار الاقم وقيل لان جد سفيان الثوري الثور بن اد بن طابخة سكن هذا الجبل فسمي باسمه جبل ثور في مكة فتجده كزكمة الثور في اعلاه لكن عير هذا مثل الحمار اكرمكم الله ظهره مستوي تجده قرابة اكثر من سبعة قرابة خمسة كيلو او ستة كيلو كلها مستوية يقولون هذا عير مثل الحمار اكرمكم الله ظهره وثور تجده ثور في طرف المدينة الشرقي مشابه للثور. وكنا اذا رأيناك انه عاطف برأسه وهو مقابل لعيب تماما والمدينة وسط بينهما. هذا الجبل الذي يقال له جبل الخزان على طريق المطار القديم. فالشاهد من هذا انه ينتهي حرم الحرم عند وعير الميقات ما بين البيداء وجبل عير خشم عير ما بينهما في منتصف وادي العقيق. لان الاحرام كان من وادي العقيق قال اتاني الليلة ات من ربي وقال اهل في هذا الوادي المبارك وقل عمرة في حجة فنزل من عند البيداء على الوادي في في داخل الوادي كانت شجرة اه من شجر الحلفا واذا قيل ذو الحليفة فهذه الشجرة في منتصف ما بين آآ طرف عين بالوادي هذا بداية الميقات وهو موضع ذي الحليفة ويسمى بابيار علي لان الرافضة تزعم ان عليا في بئر في ابارها. وذكر هذا شيخ الاسلام رحمه الله. وبين انه من الكذب والفرية ومما لا اصل له الشاهد انه ميقات ذو الحليفة ينتهي بحدود الحرم ثم يحرم الانسان فيدخل في حرمة العبادة فينتقل من حرم الى حرمة وهذا كله فيه طاعة وفيه قربة لله سبحانه وتعالى لانه حينما يكون في الحرم يراعي حدود الحرم حرمة الحرم وهو متقرب الى الله سبحانه وتعالى بذلك وذو الحليفة هو ابعد المواقيت ميقات اهل المدينة كما ذكرنا وذكر وذلك ميقات الجحفة وهو الذي يليه يبعد عن مكة اربعة مراحل والمرحلة مسير الابل وفي الزمان المعتدل الذي ليس بشديد الحر ولا شديد البرد اه تقارب الى ما بين السبعين الى ثمانين كيلو متر هذا بقول اهل الخبرة ولذلك تجد الفتاوى متقاربة يعني بهذا القدر ولذلك ابن عباس رضي الله عنهما كما صح عنه حينما قيل له هل نقصر الى عرفات قال لا قال هل نقصر الى الى الجموم اللي هو وادي فاطمة قال لا ولكن الى جدة والطائف وعسفان لكن الى جدة لان على مسيرة يوم وعسفان على مسيرة يوم وليلة يقولون يوم يقصدون النهار بالليل اربعة وعشرين ساعة. ويقولون نهارين مسيرة نهارين ويقولون مسيرة ليلتين كله بمعنى واحد وهي هذه المراحل اذا قطعت تقارب ما اقصر شي ثمانين كيلو وذكر هذا بعض اهل الخبرة ويقول انها خمسة وثلاثين كيلو على الاقل اقل ما يكون منها يصبح السبعين الى ثمانين فهذا القدر هو الذي اه طبعا اه تحد به المرحلة فبين الجحفة وبين مكة اربعة مراحل مئتين كيلو الان وذو الحليفة اربعمئة وثلاثون كيلو مترا فهذا يطول ويقصر بحسب العمران وعدمه لانه اذا اتسع العمران نقصت المسافة وهذا الذي جعل بعض العلماء حينما يحدون ميقات ذي الحليفة بعده من المدينة تضطرب اقوالهم منهم من يقول عشرة اميال منهم من يقول تسعة اميال لانه يأتي اختلاف الزمان مؤثرا الحكم وسنتم ان شاء الله الحديث عن بقية المسائل نسأل الله ان يرزقنا العلم النافع وعمل الصالح والله تعالى اثابكم الله فضيلة الشيخ ونفع بعلمك المسلمين احسن الله لك الخاتمة على الكلمة الطيبة واسعدك ووالديك سعادة الابرار فضيلة الشيخ هذا سائل يقول رجل من اهل جدة ذهب الى مكة بنية العمل وكان متردد هل يحج او لا ويوم التروية نوى هل يلزمه ان يرجع الى جدة؟ ام يحرم من مكة اثابكم الله بسم الله الحمد لله والصلاة والسلام على خير خلق الله وعلى اله وصحبه ومن والاه. اما بعد اذا ذهب الى مكة مترددا لا يدري هل يحج او لا يحج؟ هل يتيسر له ذلك او لا ما تيسر له ذلك فانه يحرم في الوقت الذي يتيسر له الاحرام لقوله عليه الصلاة والسلام فمن كان دون ذلك فاحرامه من حيث انشأ اي من حيث انشأ نية النسك وعليه فانه قد انشأها دون المواقيت فلا يلزمه الرجوع الى اهله ولا يلزمه الرجوع الى اقرب ميقات. وانما يحرم من الموضع الذي انشأ منه العمرة. ولذلك عائشة رضي الله عنها في حجة الوداع لما انشأت العمرة من مكة جعلها في حكم اهل مكة. وامرها ان تخرج الى ادنى الحل. لم يذكر التنعيم ولا غيره فاحرمت من ثم دل هذا فدل هذا على ان من انشأ النية دون الميقات فانه يصح ان يحرم من موضعه ولا الميقات والله تعالى اعلم اثابكم الله فضيلة الشيخ هذا سائل يقول هل تصح صلاة الفرض حيث يقف الرجل مع ابنه دون سبع سنين امام وامام وصبي وجزاكم الله خيرا نعم يصح صلاة الصبي المميز اذا كان سبع سنين فاكثر يصح اهتمامه ولذلك ثبت بالحديث الصحيح عن ابن عباس رضي الله عنهما حينما بات مع النبي صلى الله عليه وسلم انه قام عن يساره فاداره عن يمينه فدل على صحة اقتداء الصبي المميز. وانه تنعقد به الجماعة والله تعالى اعلم اثابكم الله فضيلة الشيخ هذا سائل يقول هل مراجعة العلم يدخل في كثرة التقرب الى الله بالنوافل اثابكم الله بسم الله الحمد لله الصلاة والسلام على خير خلق الله وعلى اله وصحبه ومن والاه اما بعد هذا السؤال محتمل هل يراد النوافل نافلة العلم ان العلم فيه فرض وفيه نافلة ما يجب على الانسان ان يتعلمه صلاته الصحة عبادته وتصح معاملته هذا فرض عليه ان يتعلمه هذا لا اشكال انه افضل العلم والاجر في تعلمه اعظم ان الله تعالى يقول في الحديث القدسي ما تقرب الي عبدي بشيء احب الي مما افترضته عليه يتعلم الفرض ويتقنه حتى يؤدي عبادته على الوجه الذي يرضي الله فتبرأ ذمته من الحق لله سبحانه وتعالى النوع الثاني من العلم الذي هو زائد عن قدر الواجب فهذا تارة يتعين على الانسان فيما اذا تفرغ له ولم يوجد غيره الاصل المعروف في فروض الكفايات ومتى تصير فرض عين ومتى تبقى على الاصل من كونها فرض كفاية لكن اذا كان مرادك نافلة العلم نعم اذا اشتغلت بمراجعة العلم فهذا تستكثر به التقرب الى الله بنافلة العلم اذا استكثرت فانت مكثر من النافلة من هذا الوجه لكن اذا قصد نافذة العبادة وهي الصلاة العلم افضل من النوافل ان العلم افضل من العبادة قال صلى الله عليه وسلم ان فضل العالم ان فضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب والسبب في هذا انه ميراث النبوة لولا الله ثم اهل العلم لما ركع الراكعون ولما سجد الساجدون يركعون وكيف يسجدون وهم لا يعلمون السنة ولا يعلمون هدي النبي صلى الله عليه وسلم وكل من عبد الله على جهل فهو على هلكة ولذلك العلم لا يشك يعني في علو مرتبة صاحبه ومنزلته ولما سئل الامام احمد عن العلم والجهاد قال العلم لا يعدله شيء اذا اخلص فيه العبد لله العلم ما يعدله شيء ومنزلة العلماء العاملين هي منزلة الصديقين بعد منزلة الانبياء اولئك الذين انعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء. فالنبيون هم اعلى مرتبة بعدهم مباشرة الصديقون وهم العلماء العاملون فهذا من اعظم المنازل واشرفها طالب العلم الذي صدق مع ربه والذي لم يلتفت الى فتن الدنيا واقبل الى الله بحق مخلصا منيبا يرجو ثواب الله ثم يلتمس نفع العباد تأسيا بهدي النبي صلى الله عليه وسلم مقتديا بسنته. محققا للعلم وقائما بحقوقه. هذا في اعلى المنازل واعلى المراتب اذا هيأه الله فصار عالما عاملا. داعيا الى علمه هذا لا يعدله شيء ولذلك الحرص على مراجعة العلم. مراجعة العلم وظبطه هي العلم الحق لان العلم يقول الله فيه بل هو ايات بينات في صدور الذين اوتوا العلم ايات بينة واضحة ما فيها لبس ما تتبين ولا تتضح لاهل الكسل ولا لاهل الخمول. ولا للذي يمر على العلم بسهالة مرة مرتين. والذي يحظر مجالس العلم لا لا يقيد ولا يضبط والذي يحضر مجالس العلم ثم يمضي ويرجع الى بيته ولا يراجع ولا هذا ما هذه منزلة هشة منزلة العوام في العهود القديمة اما طالب العلم الذي تشبع العلم في روحه كل حديث كل اية كل حديث يسمعه يقيده يضبطه يقيده على صدره على صفحة صدره بل هو ايات بينات في صدور الذين اوتوا العلم يحفظه حفظا متقنا حينما يرى اهل الدنيا كيف يتنافسون في ظبط الدنيا يزيده ذلك اقبالا على الله وظبطا للعلم مرظاة الله لا يضعف ولا يخار مهما جاءت الشواغل والمشاغل يبتليه الله يمتحن كل ما صدق مع الله. فتح الله في وجهه لا يعدله شيء لا من كثرة نوافل ولا من غيرها ولذلك هذا العلم الذي يقيم على الضبط الذي صاحبه لا يبالي بالفتن ما ظهر منها ولا وما بطن. ويعلم انه سيبوأه الله نبوة صدق وانه اذا سار على منهج النبوة وانه اذا احب العلم والعلماء ومجالس الذكر وتفرغ للضبط عنهم والاخذ عنهم وابتعد عن اضاعة وقته في القيل والقال والترهات ونصب امام عينه قول قال الله وقال رسوله احب بها كل من قال بها وكل من عمل بها وكل من دعا الى كتاب الله وسنة النبي صلى الله عليه وسلم. وسار على هذا النهج وسهر ليله واتعب نهاره. فهذا بخير المنازل عند الله سبحانه وقد تمر عليك الساعة وانت تراجع مسألة لا تدري ان هذه المسألة ستتحدث بها في مئات الالوف ويكتب لك من الدرجات ما لا يعلمه الا الله يسمعها رجل وتسمعها امه فلا عملت ولا عملت بهذه السنة الا كان لك مثل اجرها ولعلمت غيرها الا كان اي من يعدلك من يعدل هذا العلم هذي منزلة عظيمة لكن بالاخلاص وجه الله والظبط للعلم والاتقان والاشتغال به. ليس هناك شيء يشتغل به اعظم بركة وخيرا من قال الله قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تجري في دمك وعرقك تحيا من اجلها وتموت من اجلها لان هذا العلم نور وهذا العلم كما وصف الله باهل وصفه به في كتابه وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام فكن ممن ورث هذا العلم واشتغل به حتى ولو شغلك عن نوافل اخرى لان العبادة قاصرة عليك نفعها. قاصر عليك نفعها. واما العلم فانه يتعدى الى الغير. اللهم انا نسألك علما نقرب اليك واجعلنا هداة مهتدين واخر دعوانا ان الحمدلله رب العالمين