اعوذ بالله من الشيطان الرجيم يا ايها الذين امنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد واتقوا الله ان الله خبير بما تعملون ولا تكونوا كالذين نسوا الله فانساهم انفسهم اولئك هم الفاسقون لا يستوي اصحاب النار واصحاب الجنة اصحاب الفائزون لو انزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله وتلك الامثال نضربها للناس لعلهم يتفكرون هو الله الذي لا اله الا هو عالم الغيب والشهادة هو الرحمن هو الله الذي لا اله الا هو الملك القدوس السلام السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر سبحان الله عما يشركون هو الله الخالق البارئ المصور له الاسماء الحسنى يسبح له ما في السماوات والارض وهو العزيز بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين الصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين واله وصحبه اجمعين قال الامام المصنف رحمه الله تعالى باب الفدية قال رحمه الله عن عبد الله بن معقل رحمه الله قال جلست الى كعب بن عجرة رضي الله تعالى عنه فسألته عن الفدية فقال رضي الله تعالى عنه نزلت في خاصة وهي لكم عامة حملت الى رسول الله صلى الله عليه وسلم والقمل تتناثر على وجهي فقال صلى الله عليه وسلم ما كنت ارى ما كنت ارى الوجع بلغ بك ما ارى او ما كنت ارى الجهد بلغ بك ما ارى. اتجد شاة فقلت لا قال فصم ثلاثة ايام او اطعم ستة مساكين لكل مسكين نصف صاع وفي رواية فامره رسول الله صلى الله عليه وسلم ان يطعم فرقا بين ستة او يهدي شاة او يصوم ثلاثة ايام قال رحمه الله تعالى باب الفدية الله الرحمن الرحيم الحمدلله رب العالمين الصلاة والسلام لا تمان الاكملان على اشرف الانبياء والمرسلين وخيرات الله من الخلق اجمعين وعلى اله وصحبه ومن سار على سبيله ونهجه بسنته الى يوم الدين. اما بعد قد ذكر الامام الحافظ رحمه الله هذا الباب باب الفدية وباب الفدية رتبه رحمه الله على باب محظورات الاحرام لكي يبين ما ينبغي على المحرم اذا اخل بهذه المحظورات ان يفعله وهذا الباب المناسبة فيه واضحة من هذا الوجه ولذلك اعتنى العلماء رحمهم الله ببيانه وذكر مسائله واحكامه في كتب الحديث والفقه وفي هذا الباب ذكر الامام الحافظ رحمه الله هذا الحديث حديث كعب بن عجرة رضي الله عنه وارضاه ولم يذكر غيره وهذا الحديث اصل عند العلماء رحمهم الله في بيان فدية الاذى وقول العلماء والائمة رحمهم الله الفدية مأخوذة من قولهم فدى الشيء يفديه فداء وفدا فالفدية والفداء هو ما يدفع لخلاص الشيء ولما كان ما يدفع للاسير من اجل استخلاصه من الاسر فدية وصف هذا وصفت هذه الفدية ووصفت خصالها بهذا الوصف لانها تخرج المكلف من تبعات المحظور الذي ارتكبه وهذا المصطلح دلت عليه نصوص الكتاب والسنة ان الله سبحانه وتعالى قال في اية البقرة فمن كان منكم مريضا او او به اذى من رأسه او به اذى من رأسه ففدية من صيام او صدقة او نسك فلما ذكر الله سبحانه وتعالى هذا الحكم ووصف هذه الخصال بهذه الصفة اعتنى العلماء رحمهم الله بهذا المصطلح وذكروه في كتبهم خاصة الفقهاء وكذلك ائمة الحديث كما صنع الامام الحافظ في مصنفه يقول رحمه الله باب الفدية في هذا الموضع ساذكر لك ما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في حكم الفدية سؤال في الفدية للعهد والمراد بها الفدية الشرعية المخصوصة في النسك. نعم قال رحمه الله عن عبد الله ابن معقل رحمه الله قال جلست الى كعب بن عجرة عبدالله ابن معقد المزني من التابعين ومن اجلاء التابعين رحمه الله حتى انه ام الناس في عهد عبيد الامارة عبيد الله بن زياد على العراق فلما انتهى من صلاة العيد ارسل له عبيد الله مالا فقال انا لا نأخذ على على الصلاة اجرا جالس هذا الصحابي الجليل كعب بن عجرة رضي الله كعب بن عجرة رضي الله عنه وارضاه يقول رحمه الله جلست الى كعب بن عجرة اي مع كعب بن عجرة والى في لغة العرب تستعمل بمعنى مع لقوله تعالى وايديكم الى المرافق اي مع المرافق كقوله تعالى من انصاري الى الله وقوله ولا تأكلوا اموالكم اموالكم الى اموالهم ولا تأكلوا اموالهم الى اموالكم اي مع اموالكم هذا كله بمعنى واحد قوله جلست الى كعب ابن عجرة هكذا ينبغي للموفق السعيد ان يعمر اوقاته في هذه الدنيا بما يرضي الله سبحانه وان خير ما تعمر به الاوقات والاعمار مجالسة الصالحين ولا سيما اذا كانوا من اهل العلم واهل البصيرة الذين اذا جالسهم الانسان استفاد من علمهم واستفاد من حكمتهم ان كانوا من العلماء والحكماء وكذلك يجالس الانسان من يستفيد منه في دنياه العاقل لا يضيع وقته بمجالسة من لا خير فيه ولما قيل للامام ما لك عن من اخذت هذا الحديث قال رحمه الله قولته المشهورة والله ما جالست قط العلماء والحكماء مجالسهم خير ونور ولما كان التابعون رحمهم الله برحمته الواسعة اقرب الناس سمتا وهديا ودلا واخلاقا مشابهة باصحاب اقرب الناس الى اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في ودلهم واخلاقهم كانوا احرص ما يكونون على هذا الامر العظيم ولذلك استفادوا من الصحابة رضوان الله عليهم وكانوا اذا جلسوا مع الصحابة رضوان الله عليهم اشتغلوا اوقاتهم بما يرضي الله وهذا هو المنبغي على من جلس او جالس عالما ان يحرص على سؤاله الاستفادة من علمه حتى يكون سعيدا بذلك المجلس فان المجالس التي تعمر بذكر الله وتعمر بما يرضي الله من العلم النافع فانها شاهدة للانسان اذا قصد بها وجه الله وابتغى بها ما عند الله سبحانه وتعالى جعلنا الله واياكم ذلك الرجل وكانوا اذا دخلوا على الصحابة سألوهم وفي الصحيحين من حديث ابي المنهال بن سلامة رحمه الله انه قال دخلت انا وابي على ابي برزة الاسلمي رضي الله عنه وارضاه فقلت فقال ابي كيف كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي المكتوبة وجلس التابعي الى الصحابي فقال له كما تقدم معنا في الحديث في الصحيحين من حديث عبدالله بن زيد رضي الله عنه وارضاه قال له هل تستطيع ان تريني كيف كان النبي صلى الله عليه وسلم يتوضأ هكذا كان التابعون وهكذا ولا زال الصالحون اذا جالسوا العلماء حرصوا على سؤالهم عما ينفع وينبغي على العلماء ايضا اذا جالسوا الناس ان يعمروا اوقاتهم بما ينفعهم خاصة بتعليمهم وارشادهم ودلالتهم على الخير فان المجالس اذا لم تعمر بذكر الله فانها لربما عمرت والعياذ بالله بما لا يرضي الله ومن هنا كانت وصية اهل العلم لطلاب العلم وللناس كافة اذا جالسوا العلماء ان يحرصوا على الاستفادة منهم والاخذ عنهم فما من مجلس تجلسه مع احد من اهل العلم وانت تستطيع ان تسأله عن مسألة او تسأله عن حكم تنفع به الامة الا سألك الله عن ذلك فلذلك يحرص الموفق السعيد على عمارة وقته اذا جالس العلماء واذا جالس الناس ان تكون مجالسه فيما يرضي الله فاما ان تستفيد واما ان تفيد واما ان تكف عن الشر فحينئذ يكون المجلس لا لك ولا عليك. نسأل الله بعزته وجلاله ان يوفقنا الى عمارة الاوقات بما يرضيه. نعم سألته عن الفدية فسألته عن الفدية السؤال هو طريق العلم ولذلك قال الله في كتابه المبين يشهد همة همم همم الصالحين من عباده الموفقين فاسألوا اهل الذكر ان كنتم لا تعلمون والسؤال هو طريق العلم وطريق النفع وطريق الخير. ولذلك قيل لابن عباس رضي الله عنهما كيف اصبحت عالما قال انه كان لي لسان سؤول وقلب عقول فمن رزق اللسان السؤول ورزق القلب العقول. حوى كثيرا من الخير والحكمة فقال نزلت في خاصة فسألته عن الفدية اي سألته عن اية الفدية من باب حذف مضاف واقامة المضاف اليه مقامه وقد جاء في رواية اخرى فسألته عن اية الفدية وفي بعضها عن قوله ففدية من صيام او صدقة او نسك افضل ما يسأل عنه علم القرآن وعلم السنة وعلم الوحي هذا النور الذي تنشرح به الصدور ويهدى به العبد من الغي والهوى والفجور ولذلك سأله عن الفدية اي عن اية الفدية وهذا افضل السؤال وافضل ما يكون عنه السؤال الوحي في كتاب الله وسنة النبي صلى الله عليه وسلم نعم. فقال رضي الله تعالى عنه نزلت في خاصة وهي لكم عامة. فقال كعب عجرة رضي الله عنه وارضاه نزلت في خاصة وهي لكم عامة هذا يدل على سبب من اسباب النزول القرآن وايات القرآن لها حالتان الحالة الاولى لها حالتان الحالة الاولى ان تنزل ابتداء بدون سبب القصص عن الاولين في غالب احوالها وقد يكون ذلك في ايات التوحيد وايات الاحكام يا ايها الناس اعبدوا ربكم او ايات الاحكام التي لا يوجد سبب لنزولها الحالة الثانية ان ينزل القرآن بسبب وهذا السبب اما سؤال او حادثة اما سؤال يقع واستفتاء من اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لرسول الله صلى الله عليه وسلم سينزل عليه الجواب وينزل عليه الوحي بجواب ذلك السؤال وهذا يقع في احوال كثيرة ولذلك يسمى بسبب النزول ومعرفة اسباب النزول والعلم بها لا شك انه فضل عظيم من الله على العبد باب نزول القرآن قد تكشف للانسان الخطأ في فهم الاية وكم من اية فهمت خطأ بسبب جهل الفاهم او الناظر فيها بسبب نزولها وفي الصحيحين عن مروان ابن الحكم انه قال لرافع مولاه حاجبه البواب قال له اذهب الى ابن عباس حبر الامة وترجمان القرآن وقل له ان كان الذي يفرح بما لم يؤتى ويحب ان يحمد بما لم يفعل فان هالكون اجمعون يشير الى قول الله تعالى لا تحسبن الذين يفرحون بما اتوا ويحبون ان يحمدوا بما لم يفعلوا فلا تحسبنهم بمفازة من العذاب ولهم عذاب اليم فذهب رافع الى حبر الامة وترجمان القرآن وسأله عن هذه الاية قال حبر الامة بعد ان سمع ما قاله مروان ابن الحكم ونقله له رافع قال رضي الله عنهما ما لكم ولهذه الاية انما نزلت في اهل الكتاب ان رسول الله صلى الله عليه وسلم سألهم عن امر فكتموه ثم ظنوا انهم قد بلغوا بكتمانه قد اخذ الله على الميثاق عليهم ان يبينوا ما في الكتاب والا يكتموه فانزل الله هذه الاية اسباب النزول معرفة اسباب النزول علم عظيم روى روي عن محمد ابن السيرين الامام الجليل من ائمة التابعين وكان من اعلم الناس واعرفهم واكثرهم رواية عن عبيدة ابن عمرو السليماني رحمه الله وهو ممن ادرك النبي صلى الله عليه وسلم لكنه لم يلقه فهو من التابعين سأله عن اية من كتاب الله فقال له عبيده رحمه الله برحمته الواسعة اتق الله وقل سديدا اتق الله وقل سديدا اي وقل سدادا اي قل قولا سديدا يشير الى قوله تعالى يا ايها الذين امنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا ائمة كانوا ينطقون بالقرآن وكانوا يعلمون بالوحي فقال له رحمه الله هذه المقالة اتق الله وقل قولا سديدا فقد ذهب الذين يعلمون فيما انزل القرآن. يعني الصحابة رضوان الله عليهم وهذا كله من تعظيم امر سبب النزول سبب النزول مهم لمعرفة الاية ودلالتها قال كعب رجل رضي الله عنه نزلت في خاصة وهي لكم عامة وهذا يدل على ان من القرآن ما يكون فيه اللفظ او يكون فيه السبب خاصا والمراد به العموم والعكس قد يكون عاما ويراد به الخصوص وهذا معروف ومن تتبع علوم القرآن وائمة القرآن خاصة في علوم القرآن اه قد بسطوا ذلك وذكروا امثلته قال رضي الله عنه نزلت في خاصة وهي لكم عامة. وهذا معنى قول العلماء العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب ثم بين رضي الله عنه وارضاه كيف نزلت وفي قوله هي نزلت في خاصة وهي لكم عامة اشارة الى العموم والخصوص وهو علم من علوم اصول الفقه اصول الفهم لكتاب الله وسنة النبي صلى الله عليه وسلم. وهذا يدل على ان الصحابة رضوان الله عليهم كانوا يعلمون هذه القواعد التي توارثها الخلف عن السلف كانوا يعلمونها بالسليقة بالطبيعة وبما فطروا عليه وجبلوا عليه وقال نزلت في خاصة وهي لكم عامة. نعم. قال رضي الله عنه حملت الى رسول الله صلى الله عليه وسلم والقمل يتناثر على وجهي حملت الى رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي الرواية الاخرى في الصحيح رآني النبي صلى الله عليه وسلم وفي رواية فارسل الي رسول الله صلى الله عليه وسلم في الصحيح وفي رواية فأتيته وقال ادنه فدنوت هذه الروايات كلها صحيحة والقصة واحدة لكنها لا ينافي بعضها بعضا فان النبي صلى الله عليه وسلم مر على كعب وهو ينفخ ينفخ على قدر الله ورأى حاله الذي كان عليه ولم يكن يظن عليه الصلاة والسلام ان الامر سيزيد عليه حتى يبلغ المبلغ هذا معنى انه مر عليه فقال مر علي النبي صلى الله عليه وسلم ثم اختصر الكلام وجاء بالحكم ونزول الاية هذه في الرواية الاولى والرواية الثانية انه ارسل اليه لما بلغه وبلغه شأنه فلما ارسل اليه حمل رضي الله عنه وهو يقول ارسل الي ثم يختصر لانه تارة يسأل في المجالس يختصر الكلام وهذا معروف في رواية الصحابة رضوان الله عليهم للاحاديث يختصر ثم يذكر حكم رسول الله صلى الله عليه وسلم بالفدية وهنا قال حملت الى رسول الله صلى الله عليه هذا لما بلغ الامر مبلغه فلما بلغ اليه المبلغ ارسل اليه النبي صلى الله عليه وسلم فحمل الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فكلها روايات لا ينافي بعضها بعضا. نعم والقمل تتناثر على وجهي. نعم والحال ان القمل يتناثر على وجهي القمل تتناثر وهذا من ابلغ ما يكون فانه اذا كان الشعر كثيرا كانوا في القديم لا يحلقون رؤوسهم. ولذلك لما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم الخوارج ذكر ان سماهم التحليق حلق الرؤوس كانوا يتركون الشعر واوصى النبي صلى الله عليه وسلم بالعناية به ولما رأى الصحابي ثائر الرأس المهم ان الشعر امر باكرامه كان عليه الصلاة والسلام يدهن ويترجل كما في الصحيحين حديث ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها وكانت له لمة صلوات الله وسلامه عليه العرب كانت شعورهم طويلة والشعر اذا ابتلي بالقمل انه يؤذي صاحبه كثيرا ويضر به وربما ينهكه وخاصة اذا حصل امتصاص للدم ان هذا يرهقه وربما يسقط عاجزا ويبلغ به الجهد والمشقة مبلغها مر النبي صلى الله عليه وسلم عليه كما ذكرنا المرة الاولى وظن ان الامر لا يصل الى ما وصل اليه فلما اشتد به الامر ذكر الصحابة للنبي صلى الله عليه وسلم فارسل اليه جيء به فقال حملت الى رسول الله صلى الله عليه وسلم حملت معناه ان الامر قد بلغ المبلغ بحيث انه لا يستطيع ان يمشي وهذا معروف انه اذا اشتد وعظم ضرره انه يؤذي صاحبه وهو محرم لا يستطيع ان يحلق رأسه وبقي بالشعر ليس له الا ان يفلي الشعر تفلية الشعر لا لا يمكن في كل الاحوال ان يصل صاحبها الى السلامة. نعم وقال صلى الله عليه وسلم ما كنت ارى ما كنت ارى اي اظن الرأي يعتبر يستعمل بمعنى الظن وما اريكم الا ما ارى عن الرأي والمبني على الظن والفهم التقدير للاشياء يستعمل بمعنى الرؤية البصرية رأى اي اذا قدر ورأى اذا نظر وابصر والرؤية البصرية هي الاساس وهي الحقيقة وقال عليه الصلاة والسلام ما كنت ارى اي اظن ان يبلغ بك الجهد ما ارى اي ما ابصره فيك الان هذا من استعمال رأى بالمعنيين رأى بمعنى ظن وقدر ورأى بمعنى نظر وابصر الى المعنيين جاءت في هذا وهذا من فصاحته بابي وامي صلوات الله والسلام عليه. نعم ولا تجد شاة ان يبلغ بك قال ما كنت ارى الوجع بلغ بك ما ارى او ما كنت ارى الجهد بلغ بك ما ارى. الوجع بلغ بك ما ارى بلغ اي والصلاة البلوغ هو الوصول ومنه البلوغ اذا وصل الانسان الى حد الحلم اذ يصير مكلفا سمي بلوغا لانه بلغ حتى يبلغ الحلم البلوغ هو الوصول ما كنت ان يبلغ بك الجهد ان يبلغ بك الوجع ما ارى اي ما ابصره وهذا لانه مر عليه في المرة الاولى ثم بعد ذلك اخبر بحاله. نعم الا تجد شاة ما كنت ارى ان يبلغ بك الجهد ما ارى فيه دليل على ان النبي صلى الله عليه وسلم لا يعلم الغيب صلوات الله وسلامه عليه وان الله يطلعه على الغيب اذا شاء وتعالى امر الغيب امر عظيم وصى الله به اختص به سبحانه قل لا يعلم من في السماوات والارض الغيب الا الله يا عالم الغيب وحده لا شريك له وهو الذي يعلم الغيب ما يكون وما لم يكن ان لو كان كيف يكون لا يعزب عنهم مثقال ذرة السماوات ولا في الارض وهذا الامر مفتاح الخير كله اذا حقق العبد فيه توحيد الله اعتقده لله وحده ولم يسنده لا الى ملك مقرب ولا الى نبي مرسل لان الله استأثر به سبحانه وتعالى الشياطين وظلت واظلت وادعت انها تعلم الغيب ولذلك جعلهم الله في العذاب ولو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا في العذاب المهين الله سبحانه وتعالى استأثر بعلم الغيب ولا يجوز لاحد من يدعي علم الشيء من المغيبات وكل شيء يسند الى الغد لا يجوز لاحد من يدعي علمه الا فيما جعل الله فيه الدلائل والتقديرات يقول يغلب على ظني ان يكون كذا وكذا بمقدمات جعلها الله في تدل عليه فهذا شيء ما اخر اما الاصل فان علم الغيب مما استأثر به سبحانه وتعالى وهنا لطيفة نذكر ان البعض يعترض على قوله تعالى ويعلم ما في الارحام انهم اصبحوا يعلمون ما في الارحام. والله لا انت الذي تقول هذا ولا من بيدعي انه يعلم الغيب حصلتم شيئا علم الغيب من الله علم احاطة وعلم الاحاطة يعجز الخلق كلهم قد يلموا بذرة من علم الاحاطة اذا علموا بالوسائل انه يكون ذكر او انثى فلا يعلمون هل هو كامل الخلقة او ناقص واذا علموا انه على اي حال من الاحوال لا يستطيعون يعلم تقدير الاشياء تفصيلية في هذا المخلوق ولذلك قال تعالى وما تغيظ الارحام وما تزداد اذا قذفت النطفة في الرحم وانطوت فانه لا تستطيع اجهزة الدنيا كلها ان تعلم اي حيوان من هذه الحيوانات علق ثم اذا علمت لا تعلم. هل يكون ذكرا او انثى اولا هل هل سيحيا او يموت؟ وثانيا هل اذا حي؟ هل يبقى بعد حياته او يموت واذا بقي فهل يبقى هل يكتمل خلقه او لا يكتمل واذا اكتمل خلقه هل يبقى على حياته كامل الخلقة فيخرج او لا يخرج وكم من كامل خلقة في بطن امه مات في في رحم امه والله سبحانه وحده الذي يعلم اذا غاضت الارحام لا يمكن لاحد ان يعلم ما الذي يجري وما الذي يكون ثم اذا علموا انه ذكر او انثى في هذه الحالة فمن الذي يعلم حياته وما الذي يعلم دقائق وثواني وساعات عمره وما يقضي فيها ان كان حيا ومن الذي يعلم انه يموت وكيف يموت ومتى يموت امور لا يعلمها الا الله نعم اذا اطلع الله العباد على شيء من هذه الامور نقول سبحان الله العظيم ونحمد الله على ما وفق من هذا العلم الذي يتوصل به الى هذه العلوم لكنه لا يساوي شيئا من علم الله جل جلاله علم الاحاطة ولا يحيطون بشيء لو اخذت ذرة من الذرات على ان يستطيع اي شخص يعطيك دقائق ما في هذه الدرة كلما اكتشفوا شيئا يبين حقائق هذه الذرات اكتشفوا بعد ذلك ما يبين ما هو ادق منه ان الاحاطة بالله وحده ثم قال بشيء نكرة في سياق النفي التي تفيد العموم المستغرق ايا كان هذا الشيء علم الاحاطة لله وحده لا شريك له قال ما كنت ارى يبلغ بك الجهد ما ارى. وهو الحليم الرحيم بامته. صلوات الله وسلامه عليه. ولو كان يعلم ان كعب بن عجرة يصاب بهذا العناء والتعب لأمره بالفدية ابتداء. ولما جعله يتحمل هذا العناء والتعب ولكن الله سبحانه وتعالى هو وحده المستأثر بعلم المغيبات جل جلاله قال تجد شاة قال اتجد شاة والله سبحانه وتعالى ذكر الفدية ثم ذكر في الفدية ثلاثة امور يسميها العلماء خصال الفدية. بخصال الفدية وهي فدية من صيام الاولى الصيام او صدقة الخصلة الثانية الاطعام او نسك والخصة الثالثة ان نسيك او الذبيحة هذه ثلاث خصال وهذه الخصال ذكرها الله سبحانه وتعالى على سبيل الترتيب على سبيل التخيير لا على سبيل ترتيب الذي يوجب الاعتناء بالاول فلا يجوز له الانتقال الى الثاني الا بعد ان يعجز عن الاول. كما في ايات الكفارات قتل النفس المحرمة. فالمقصود من هذا ان هذه الفدية يسمونها الفدية التخييرية قال عبدالله بن عباس رضي الله عنهما ما كان في القرآن باو فهو للتخيير وما كان بثم فهو على الترتيب الله قال في اية الفدية ففدية من صيام او صدقة او نسك فلما ابتدأ بالشاة صلوات الله وسلامه عليه وهي النسيكة والذبيحة في هذه الرواية ولا في بعض الرواية الاخر انه اخره وقال او انسك نسيك في اخر شيء قال بعض العلماء في شرح هذا لا يدل على انه ينبغي ان يبدأ الذبيحة قال له اتجد شاة قال لا الشاة هنا مطلقة ولكنها جاءت مقيدة بحكم الشرع الدماء الواجبة والسنن المؤكدة عند من يقول بانها سنن مؤكدة كالاضحية فلا يجزئ الشاة التي تذبح في فدية الاذى الا اذا بلغت السن المعين كانت ثنيا من الماعز او جذعة من الضأن فلا يجزئ ما كان دون ذلك ان تكون سالمة من العيوب ولا يجزئ العوراء البين عورها ولا المريضة البين مرضها ولا العرجاء البين ضلعها ولا الكسيرة التي لا مخ فيها لا نقي فيها ما جاء في حديث البراء في عنه رضي الله عنه وارضاه اذا هذا الاطلاق في السنة ايضا جاء ما يقيده تجد الشاة ليس المراد به كل شاة نعم ولا تجد شاة فقلت لا هذه الشاة لا يجب ذبحها في مكة اذا كانت فدية للاذى انما يجزئ ان يذبحها في كل في اي مكان لان الحادثة وقعت في الحديبية كما في الرواية الصحيحة قد صرح بانه كان بالحام الحديبية وكان بالحديبية انه كان موضع قبل دخوله لمكة قال اتجد شاة دل على انه لا يتعين ان يهديها الى البيت. هذا في فدية الاذى واما بالنسبة للجزاء الصيد وهدي التمتع والقران هذا الدم الواجب يجب ذبحه بمكة لذلك قال صلى الله عليه وسلم نحرت ها هنا وفجاج منى ومكة كلها وشعابها وشعاب مكة كلها من حر ها هنا وفجاج مكة وشعابها كلها منحر. وقد قال الله تعالى هديا بالغ الكعبة بالغ الكعبة اي حدود الحرم من باب اطلاق الجزء وارادة الكل. نعم فقلت لا. قال فصم ثلاثة ايام قال فصم ثلاثة ايام هذه الخصلة الثانية صيام ثلاثة ايام ولا يجب تتابعها صم ثلاثة ايام فاذا صام ثلاثة ايام اجزأه وهذا الصوم على التخيير يصوم سواء كان في حال الاحرام او بعد النسك. نعم او اطعم ستة مساكين لكل مسكين نصف صاع. او اطعم ستة مساكين كل مسكين نصف صاع هذه هي الخصلة الثالثة الثانية والثالثة الاطعام وهذا الاطعام بين النبي صلى الله عليه وسلم صدره القدر وبين لمن يعطى المستحق وقال اطعم في بعض الروايات فرقا بين ستة مساكين وفي بعضها صرح فقال لكل مسكين نصف صاع الفرق هو ثلاثة اصل وصاع النبوي اربعة امداد سيكون الفرق اثني عشر بدا يكون اثني عشر مدا يمد النبي صلى الله عليه وسلم مد النبي صلى الله عليه وسلم هو ملء الكفين او اليدين المتوسطتين لا مقبوضتين ولا مبسوطتين هذا القدر هو مد النبي صلى الله عليه وسلم. وقد تقدم الكلام على المد والصاع في احاديث الغسل من الجنابة انه كان يغتسل بالصاع ويتوضأ بالمد عليه الصلاة والسلام نصف الصاع يعطيه لكل مسكين والمسكين هو الذي يجد بعض الكفاف لا كل الكفاف يجد بعض قوته لا كل قوته ولا يمتنع ان يكون الانسان مسكينا وعنده مال لكنه لا يكفيه كما قال تعالى واما السفينة فكانت لمساكين يعملون في البحر اخبر انهم مساكين ووصفهم بكب المسكنة مع كونهم يملكون السفينة فدل على ان المسكين افضل حالا على ان المسكين افضل حالا من الفقير الفقر اشد ولذلك استعاذ النبي صلى الله عليه وسلم من الفقر وسأل ان يحييه مسكينا وان يحشره في زمرة المساكين وهذا هو اصح قول العلماء ولذلك لما قال اطعم فرقا بين ستة مساكين دل على انها اذا اعطيت للفقراء اجزأت من باب اولى واحرى اختاروا المسكين لكي ينبه على ان ما دونه يجزئ ايضا هذا بالنسبة للمستحق وهذا ما ينبغي انه عند بيان الخطأ والخلل ان يبين ما يترتب عليه في بعض الروايات انه دعا الحلاق وفي بعض الروايات انه امره بالفدية قبل ان يحلق ولذلك بعض العلماء يأمر بالترتيب بناء على هذا فالاحوط انه يفدي ثم يحلق لكن لو حلق ثم فدى فله وجه انه يفعل ذلك ولا حرج عليه ان العبرة ان تكون هناك الفدية بعد ارتكاب المحظور بعضهم يرى جواز تقديم الفدية قبل ارتكاب المحظور ومن امثلته قوله عليه الصلاة والسلام اني والله لا احلف على يمين وارى غيرها خيرا منها الا كفرت عن يميني ثم اتيت الذي هو خير ان فقه المسألة كيف يكفر ولم يفعل للمحظور ينبغي ان تكون الكفارة بعد فعل المحظور. فلما قال عليه الصلاة والسلام الا كفرت عن يميني واتيت الذي هو خير. على انه الترتيب اخذوا من انه لا حرج في تقديم الكفارة على الفعل. ومن هنا في الايمان والنذور. ومن هنا في فدية الاذى قالوا يجوز انه يقدم الفدية على الحلق والتقصير نعم في رواية فامره رسول الله صلى الله عليه وسلم ان يطعم فرقا بين ستة او يهدي شاة او يصوم ثلاثة ايام فيه دليل على ان اطعام المسكين يكون بنصف صاع اطعم المسكين نصف الصاع فقد اطعمه ان الله تعالى يقول ففدية من صيام او صدقة او نسك وقالوا هذا اطعام واجب اجزأ فيه نصف الصاع فاذا وجب اطعام كاطعام الفدية في الصوم قالوا يكون بنص صاع منهم من قال يجزئ ربع الصاع والذين قالوا بنص الصاع احتجوا بهذا الحديث والذين قالوا انه يجزئ ربع الصاع يحتج بحديث الوطء في نهار رمضان في القصة المشهورة لسلامة ابن صخر البياضي رضي الله عنه وفيه انه اوتي النبي صلى الله عليه وسلم بمقتل كان قد جامع اهله في نهار رمضان وهو صائم كما في الصحيحين من حديث ابي هريرة رضي الله عنه فامره النبي صلى الله عليه وسلم ان يطعم المكتل لستين صاعا لستين مسكينا المكتل فيه خمسة عشر صاع كما قال سعيد ابن المسيب وهو من اهل المدينة اعلم الناس وعاد سعيد بن المسيب عهد التابعين. قريب من عهد الصحابة تبين ان المكتل في المدينة بهذا القدر خمسة عشر صاعا فاذا كان خمسة عشر صاع ستقسم على ستين مسكينا فمعناه ان لكل مسكين سيكون نصفه ربع صاع نعم قال رحمه الله تعالى باب حرمة مكة اثابكم الله فضيلة الشيخ وغفر الله لك ولوالديك اسعدكم سعادة الابرار واطال الله في عمرك على عمل صالح يرضيه فضيلة الشيخ هذا سائل يقول امي اصابها العذر الشرعي وهي في الحج طواف الافاضة الى اخر شهر ذي الحجة هل تدخل نية الطواف الوداع في طواف الافاضة اثابكم الله بسم الله الحمد لله الصلاة والسلام على خير خلق الله وعلى اله وصحبه ومن والاه. اما بعد هذا السؤال فيه مسألتان المسألة الاولى وقوع طواف الوداع في اخر ذي الحجة ان الاصل ان الطواف الوداع النبي صلى الله عليه وسلم يوم النحر وهذا افضل ما يكون وهل يجوز تأخيره الى ذي الحجة الى نهاية ذي الحجة قبل خروج شهر ذي الحجة قال بعض العلماء ان وقته متسع ومذهب بعض العلماء انه ليس لاخر الطواف حد الزمان كما هو في مذهب الشافعية وغيرهم رحمهم الله قال بعض العلماء ان الحد هو نهاية ذي الحجة. كما عند المالكية ومن وافقهم رحمة الله على الجميع هؤلاء يقولون قوله تعالى الحج اشهر معلومات انها ثلاثة اشهر بالنسبة لنهاية الحج ومن هنا اذا اخر طواف الوداع اه طواف الافاضة الى ما بعد ذي الحجة من دون عذر لزمه الدم عندهم ومنهم من يلزم الدم اذا اخره عن ايام التشريق انه يقول هذا هو حده وايا ما كان فالمرأة عندها عذر كما ورد في السؤال يجوز لها ان تؤخره ان النبي صلى الله عليه وسلم قال كما في الصحيحين في ام المؤمنين لما اخبر انها قد حاضت قال عقر حلق وحابستنا هي ودل على انها ان المرأة اذا اصابها العذر انها تؤخر الطواف يحبس من اجل ان تؤدي الطواف طواف الافاضة. لانه طوافه ركن اجمع العلماء على انه طواف ركن في قوله تعالى نذورهم وليطوفوا بالبيت العتيق وليطوفوا امر هذا الطواف ركن من اركان الحج. المقصود انها اذا اخرت العذر لا شيء عليها بالنسبة للتأخير هذي المسألة الاولى اه المسألة الثانية اننا انما نبهنا على خلاف العلماء حتى لا يفهم منه انه يترك الانسان السنة ويتمادى كما يفعل بعض الناس يؤخر طواف الافاضة ويتساهم في الحرص على السنة وهدي النبي صلى الله عليه وسلم في يوم النحر تيسر ولا في ايام التشريق والامر الثاني في كونها تجمع بين طواف الافاضة والوداع فاذا طافت طواف الافاضة ونوت وداع البيت اندرج الاصغر تحت الاكبر وهذه المسألة وهي مسألة الاندراج يقال بصحتها واعتبار الاندراج فيها بشرط ان يتحقق مقصود الشارع المقصود الشرع ان يكون عهد الانسان بالبيت اخر عهده بالبيت طوافا وهذا يتحقق بطواف الافاضة اذا طافه ثم صدر مباشرة وبناء على ذلك اذا فعلت ذلك فانه يجزيها باذن الله والله تعالى اعلم اثابكم الله فضيلة الشيخ هذا سائل يقول جدي تزوج ابنة اخو زوجته بعدما حرمت عليه العمة فما جدي تزوج من ابنة اخو زوجته بعد ما حرمت العمة فما الحكم هو يكون المانع المرأة وان يجمع بين المرأة وعمتها والمرأة وخالتها اذا كانت في العصمة مانع الجمع في النكاح يوصف بكونه مانعا مؤقتا وليس مانعا مؤبدا مانع الجمع بين الاختين والجمع بين المرأة وعمتها والمرأة وخالتها هذا من موانع النكاح المؤقتة وليست بالمؤبدة والموانع المؤبدة كالنسب والمصاهرة والرظاع هذي مؤبدة. تمنع الى الابد واما مانع الجمع بين المرأة وعمتها والمرأة وخالتها شرط ذلك ان تكون الاولى مع الثانية في عصمة عصمة واحدة ما اذا خرجت الاولى من العصمة فانه حينئذ اه يحل له ان ينكح الثانية بشرط ان تخرج الاولى من العدة لان اذا طلقت طلاقا رجعيا كانت في حكم الزوجة فلا يجوز ان ينكح ابنة اخت زوجته ولا ابنة عمتها ولا ينكح ايضا الا بعد ان يطلقها وتخرج من العدة فاذا خرجت من العدة فحينئذ يجوز له النكاح الثانية اما ما ورد في السؤال حفظكم الله تزوج ابنة اخ زوجته بعد ما حرمت عمته حرمت عمته نعم اذا ما في اشكال بمعنى انها طلقت خرجت من العدة لكن مثل ما ذكرنا انطلاق التحريم لابد ان تخرج من تخرج من العصمة ان تخرج من عدتها حتى تزول العصمة. والله تعالى اعلم. نعم. اثابكم الله فضيلة الشيخ هذا سائل يقول لقد اشتريت قطعة ارض من عدة سنوات وانا متردد هل ابيعها ام ابني عليها منزلا؟ فهل عليها زكاة؟ وكم مقدارها عن كل سنة اثابكم الله الزكاة في عروض التجارة بالنسبة للعقار اذا كان ناويا به التجارة عند شرائه له ما ورد في السؤال فلا يدخل في هذا خاصة وانه متردد بين ان يبيع او لا يبيع وبناء على ذلك شرط ان يكون الملك بنية التجارة ما دام ان الشرط غير متحقق انه لا يجب عليه تجب عليه الزكاة والله تعالى اعلم اثابكم الله فضيلة الشيخ هذا السائل يقول ما الحل لمن كان في قلبه شحناء وبغض وحسد لاحد اخوانه المسلمين وهو يريد ظاهر السؤال انه مخطئ في شحنائه وبغضاءه وحقده اما اذا كان معذورا شرعا كالبغظ في الله هذا غير داخل في السؤال من كان والعياذ بالله يعادي اخوانه المسلمين بدون حق لا شك انه على مهلكة لان الله يحاسب على اعمال القلوب قد بين النبي صلى الله عليه وسلم خطر ان يضمر المسلم لاخيه السوء وبين انه مفتاح الشر بحسب امرئ من الشر ان يحقر اخاه المسلم فكيف اذا حقد عليه واضمر له الشحناء وغيب في قلبه البغظ له بدون حق هذا من الظلم ولا شك ان الله سبحانه وتعالى اه يحاسبه على هذه هذا السوء الذي اضمره في قلبه خاصة وان مثل هذا السوء يحمل الاذى ويحمل على الاضرار لا يجوز للمسلم ان يبغض اخاه المسلم بدون حق ولا يجوز له ان يحقر فضلا عن يظهر له الشحناء والعداوة واما اذا كانت دنيوية فيعادي من اجلها ويوالي من اجلها الحمد لله الصلاة والسلام الاتمان الاكملان على خير خلق الله وعلى اله وصحبه ومن والاه. اما بعد فان كان السبب الداعي للعداوة والشحناء من امور الدنيا هذا عظيم ولذلك من نعم الله على العبد العظيمة الا يجعل الدنيا اكبر همه ولا مبلغ علمه ولا غاية رغبته وسؤله يعادي فيها ويوالي والعياذ بالله فاذا كان على ذلك فان النبي صلى الله عليه وسلم اخبر ان هذا من اسباب قطع الرحمة عن العبد كما في الصحيح حينما قال يقال انظروا هذين حتى يصطلحا انظروا هذين حتى يصطلحا فيغفر الناس ويحرم هؤلاء بسبب ما بينهم من الشحناء اما العلاج فاولا الدعاء سل الله ان يطهر قلبك وان يصلح قلبك لان هذا من امراض القلوب فان القلوب لها امراض تمرض. كما ان الاجساد تمرض وامراض القلوب من اعظمها ما سببا في شقاء العبد في دينه ودنياه واخرته ما بينك وبين الله وما بينك وبين العباد وما بينكما بين العباد فيه هذا المرض والداء الذي يحرمك من الرحمة الله ويحول بينك وبين المغفرة مغفرة الله عز وجل وهل هناك بلاء اعظم من ان يحرم العبد من رحمة الله ومغفرته والعياذ بالله فلذلك ادعو الله سبحانه من قلبك ان ان يطهر قلبك لاخوانك المسلمين وسل الله ان يسلوا سخيمة قلبك وما فيه من الشحناء والبغضاء والعداوة للمسلمين وثانيا انظر في سبب العداوة فان كان بينك وبين اخيك عداوة ولها سبب انظر في هذا السبب وانصف الناس من نفسك ان الله اذا اراد بعبده النجاة من الاخرة جعله على خلق ان ينصف الناس من نفسه فاذا وجد انه هو المخطئ اذا كان لا يعلم هل هو هو المخطئ او اخاه؟ سأل العلماء وسأل من يوثق برأيه هل هو مخطئ او اخوه؟ فاذا علم انه مخطئ جاء الى اخيه واعتذر له واذا اعتاد الانسان الخوف من الاخرة ومراقبة الله سبحانه وتعالى. وانه كلما يخطئ يذهب الى من اخطأ اليه بكل شجاعة يسأله ان يعفو عنه فباذن الله سيقل شره ويعظم خيره كل ما اخطأ الانسان علم من نفسه او اعلمه اخوانه الصادقون انه مخطئ يذهب بكل شجاعة ويسأل اخاه ان يسامحه لان هذا حق لاخيك وانت تحب من اخطأ اليك اليك ان يأتي ويعتذر. كذلك انت يحب لاخوانك ما تحب لنفسك وتكره لهم ما تكره وتأتي لاخوانك مثل الذي تحب ان يؤتى اليك هذه هي شيمة المسلم كما اخبر النبي صلى الله عليه وسلم الامر الثالث ان تحرص كل الحرص على البعد عن الاسباب التي تجعلك تقع في شحناء وبغض الناس واعظمها اذا كانت الاسباب دنيوية اعظمها حب الدنيا والركون اليها والموالاة فيها والمعاداة من اجلها فقد يكون الانسان محبا للمال الى درجة انه يحسد الناس على ما اتاهم الله من فضله فاذا رأى جاره قد رزق السيارة كره له ذلك واذا رآه قد حاز شيئا من جاره في عمله او وظيفته او كذا كره له لانه يحب الدنيا انزع الدنيا من قلبك واعلم انه كم من انسان فرح بالدنيا فعادت وبالا عليه احمد نعمة الله عليك. واحمد الله على العافية. وقل اللهم قنعني بما اعطيتني. وارزقني الرضا بما اوليتني لا تنظر الى نعم الله التي انعم بها عليك نظرة النقص ولا تنظر الى نعم الله الى خلقه الا اذا كنت صادقا في ايمانك تحب لاخوانك ما تحب لنفسك هذا من الامر الذي يدعو الى العداوة محبة الدنيا تنظر الى السبب الذي دعاك. رابعا ان تحذر كل الحذر من النمامين والواشين الذين يفرقون الناس فكم فرقوا بين اب وابنه وبين اخ واخيه وارثوه الشحناء حتى على اقرب الناس منه. فاياك واياك والنمام واياك اياك اياك والنمام. اياك اياك اياك ممن لا يخاف الله ولا يتقيه فيك ولا في اهلك ولا في اولادك. لا تدخل بينك وبين زوجتك الناس تأتي الى كل شخص لكي يعطيك رأيه فتحقد على اولادك. وتحقد على امرأتك وتكون ابا سيئا وزوجا سيئا. لان هذا لا يعلم حقيقة الامر او يكون حاقدا على اهلك. ولذلك اتق الله حتى لا تقع في الشحناء والبغضاء مع اقرب الناس اليك وابعد الناس منك كن مسلما قد سلم المسلمون من يدك ولسانك وزلات جوارحك واركانك وابدأ بقلبك فاذا نظرت الى هؤلاء وجدتهم انهم لا يريدون بك خيرا. من نقل اليك النميمة فانه لا يحب الخير لك. من نم اليك سينم عنك ومن نقل السوء اليك سينقله عنك. فاياك اياك ان تدخل بينك وبين اهلك. وبين اولادك وبين اخوانك واصحابك احدا احب الناس لله ووالي في الله وكل سرير سريرتك الى الله فهو الذي يتولى ان الاصلاح فيما بينك وبين خلق الله واعلم انه اذا نصبت الدواوين ووضعت نصبت الموازين ونشرت الدواوين انه لا ينفع الانسان شيئا الا الحق ابحث عما يرضي الله واخر دعوانا