ذلك ان مؤلفه ابو بكر الاجري رضي الله عنه رحمه الله وقد كان اماما في المسجد الحرام اه عالم رباني يعتني احوال القلوب وافات النفوس فكان بالفعل كأنما ينظر الى نفوس الناس واحوالهم فلا تحسبنهم بمفازة من العذاب. الاية فان هذه الاية انما نزلت فيمن هذه صفاته. وهذا الوصف اعني طلب المدح من الخلق ومحبته والعقوبة على تركه لا يصلح الا لله وحده لا شريك له قد من الله تعالى علينا في هذا المسجد وقرأناه في مثل هذه السلسلة من الدروس واكتشفنا ما فيه من الكنوز العظيمة وكيف لامس حبات القلوب وهو كما قال ابن رجب رحمه الله من احسن ومن اجل ما صنف في ذلك العقيدة والحياة والله يعلم متقلب وقد صنف ابو بكر الاجري وكان من العلماء الربانيين في اوائل المئة الرابعة نفى في اخلاقه مصنفا مصنفا نسبة الى المؤلف يقول وقد صنف ابو بكر الاجري مصنفا في اخلاق العلماء اذا كانت مصنفا فعلى الحال يعني لكني الاقرب ان تكون صنف مصنفا في اخلاق العلماء مصنفا في اخلاق العلماء وادابهم. وهو من اجل ما صنف في ذلك. ومن تأمله علم منه علم علم منه طريقة السلف من علم منه طريقة السلف. علم منه طريقة السلف من العلماء والطرائق التي حدثت بعدهم المخالفة لطريقتهم فوصف فيه عالم السوء باوصاف طويلة منها انه هذا المصنف ويوصفها توصيف الخبير وسيسوق ابن رجب رحمه الله طرفا مما ذكره في صفاتهم قد فتنه حب الثناء والشرف والمنزلة عند اهل الدنيا يتجمل بالعلم كما يتجمل بالحلية بالحلة الحسنة بالحلة الحسنة للدنيا ولا يجمل علمه بالعمل به وذكر كلاما طويلا الى ان قال فهذه الاخلاق وما يشبهها تغلب على قلب من لم ينتفع بالعلم. فبين هو مقارب لهذه الاخلاق اذ ذهبت نفسه في حب الشر والمنزلة فاحب مجالسة الملوك وابناء الدنيا واحب ان يشاركهم فيما هم فيه من رخاء عيشهم من منظر بهي ومركب هني وخادم سري ولباس لين وفراش ناعم وطعام شهي. واحب ان يفشى بابه من يغشى ان يخشى بعضهم ان يغشى بابه وان يسمع قوله ويطاع امره فلم يقدر عليه يغشى بالغين لا لا تستقيم ان يفشى عندكم يعتنى؟ ايه لا الاقرب دائما الغشيان يتعلق بالابواب واحب ان يغشى بابه وان يسمع قوله ويطاع امره فلم يقدر عليه الا من جهة القضاء فطلبه فطلبه فلم يم ولم يمكنه فلم يمكن ولم يمكنه فلم يمكنه الا ببذل دينه فتذلل للملوك واتباعهم فخدمهم بنفسه واكرمهم بماله وسكت عن قبيح ما ظهر له من الدخول في ايواناتهم وفي منازلهم من افعالهم. ثم قد زين لهم كثيرا من قبيح فعلهم بتأوله الخاطئ. ليحسن الخطأ بتأوله الخطأ ليحسن موقفه عندهم. فلما فعل هذا مدة طويلة واستحكم فيه الفساد ولوه القضاء. ولوه القضاء فذبح بغير سكين. فصارت عليهم من فصارت لهم عليه منة عظيمة. ووجب عليه فالم نفسه لئلا يغضبهم عليه فيعزلوه عن القضاء. ولم يلتفت الى غضب مولاه. فاقتطع اموال اليتامى والارامل والفقراء والمساكين واموال الوقف على المجاهدين واهل الشرف بالحرمين واموال واموال يعود نفعها على جميع المسلمين فارضى بها الكاتب والحاجب والخادم فاكل الحرام واطعم الحرام وكثر الداعي عليه فالويل من اورثه علمه هذه الاخلاق وهذا العلم سبحان انظروا هذا التصوير الدقيق لسريان الافة في النفوس كيف يحرص في مبدأ امره على التزلف والتزين لكي ينال الحظوة والرتبة. ثم لا يتم له ذلك الا ببذل شيء من دينه والسكوت عن بعض المنكرات والمحرمات. حتى اذا بلغ الغاية القصوى ولوه القضاء وتنفس الصعداء لم تنتهي المعاناة. بل صار ذلك بابا ليفتح ابوابا اخرى من ابواب الظلم المنكرات فصار سببا في اهدار الاموال واكل اموال اليتامى والاوقاف وغير ذلك وصرفها لارضاء فلان وعلان وغير هذا. فلا يزال يزداد اثما وكلما امعن في هذا الطريق صعبت عليه العودة لان المبدأ كان خطأ المبدأ كان خطأ اما لو كان بدأ بنية صالحة صادقة فان الله سبحانه وتعالى يجعل له مهابة وتعظيما في النفوس فلا يجرؤ عليه اهل الدنيا والسلاطين على شيء يكرهه. بل يحسبون له الف حساب اما اذا رأوا منه وهم عندهم مقياس دقيق يعرفون فيه انواع النفوس. يعرفون من يلاينهم يجاريهم ويلبي مرادهم. ويصغر في اعينهم. يحقرونه. وان بدوا انهم يقدمونه يجلونه. لكنهم يعلمون ان الدنيا تقيمه وتقعده. وتقدمه وتؤخره فهذا امر قد ارتضاه لنفسه. واستزله فيه الشيطان انظر كيف اه يتم هذا الامر بطريقة متدرجة وكلما مضى الانسان فيه واوغل شق عليه الرجوع الى حال السواء ونسأل الله العافية نعم وهذا العلم هو الذي استعاذ منه النبي صلى الله عليه واله وسلم وامر ان يستعاذ منه وهذا العالم الذي قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم ان اشد الناس عذابا يوم القيامة عالم لم ينفعه الله بعلمه. وكان صلى الله عليه وسلم يقول اللهم اني اعوذ بك من لا ينفع ومن قلب لا يخشع ومن نفس لا تشبع ومن دعاء لا يسمع وكان عليه السلام يقول اللهم اني اسألك علما نافعة واعوذ بك من علم لا ينفع. هذا كله من من كلام الامام ابي بكر الاجري رحمه الله تعالى. وكان في ثلاثمئة ولم يزل الفساد بعده متزايدا على ما ذكرناه اضعافا مضاعفة. فلا حول ولا قوة الا بالله. الله المستعان اذا كان ابن رجب يذكر هذا عن الاجري في اواخر الثلاثمائة وابن رجب قد كان في اه في اه اواخر السبع مئة فكيف نحن الان بعد الف واربع مئة الى مآل الحال لا شك ان الامر كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لا يأتي على الناس زمان الا الا والذي بعده شر منه. فقد اتسع الخرق ووجد من انواع الممارسات ما يطول ذكره من الفساد العريض واستغلال المناصب الوصول الى ما حرم الله عز وجل واهدار الدين قربانا للشرف والمال فلهذا ينبغي لطالب العلم في بداية سلوكه وتدينه وتنسكه ان يعظم هذا الامر في قلبه. ويسد جميع المنافذ التي يمكن ان تتسع عليه فلا يستطيع بعد ذلك سدها عليك يا طالب العلم ان تنظر من اين تؤتى فلا تستزل ولا تستدرج بامر انت في عافية منه. بل سل الله تعالى العافية واعمل التقوى فان التقوى برهان يا ايها الذين امنوا ان تتقوا الله يجعل لكم فرقانا تقوى الله عز وجل فرقان عند مفارق الطرق يتبين به الانسان الحق من الباطل ولم يزل علماء السوء منذ القدم يزينون للسلاطين باطلهم ويتقربون اليهم بدينهم حتى انه لربما وضعوا الحديث على رسول الله صلى الله عليه وسلم قربة لهم كما حدث عن رجل كان يأتي المهدي فرآه يلعب بالحمام فلما رآه على هذا الحال احب ان يتقرب اليه فركب اسنادا في الحال بلغ به النبي صلى الله عليه وسلم وقال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا سبق الا في خف او حافر ثم زاد من عنده او جناح وليست في الحديث هذا والعياذ بالله مما يعني يحمل بعض اصحاب النفوس الضعيفة على الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم نعم ومن افات ومن دقيق افات حب الشرف طلب الولايات والحرص عليها. وهو باب غامض لا يعرفه الا العلماء بالله. العارفون به المحبون له الذين يعادون له من جهال من جهال خلقه المزاحمين له المزاحمين لربوبيته والهيته مع حقارتهم وسقوط منزلتهم عند الله. وعند عباده العارفين به. كما قال الحسن رحمه الله فيهم انهم وان طقطقت بهم البغال وهملجت بهم البرادين. فان ذل المعصية في رقابهم ابى الله الا ان يذل من عصاه. الله اكبر الحسن ان كلماته وقع عظيم انظر كيف يقول انهم وان طقطقت بهم البغال وهملجت بهم البرادين. انواع من المراكب الحسنة التي كانوا يركبونها. فان ذل المعصية في رقابهم بمعنى ان المواكب والزخارف والحشم والخدم هذا لا يرفع منزلتهم وربما اتى من هو في اسمال بالية وحال متواضعة ووقع عند الناس موقعا عظيما بما يجعل الله تعالى له من المحبة والقلوب آآ من المحبة والقبول في قلوب عباده. قال ان ذل المعصية لفي الله الا ان يذل من عصاه عافانا الله واياكم نعم ثم قال واعلم ان حب الشرف بالحرص على نفوذ الامر والنهي وتدبير امر الناس. اذا قصد بذلك مجرد علو المنزلة على الخلق والتعاظم عليهم واظهار صاحب هذا الشرف واظهار واظهار صاحب هذا الشرف حاجة الناس وافتقارهم اليه ودلهم له في طلب حوائجهم منه فهذا نفسه مزاحمة. مزاحمة فهذا نفسه مزاحمة لا فهذا نفسه موزاحمة لربوبية الله والاهيته فهذا نفسه مزاحمة لربوبية الله والاهيته. وربما تسبب بعض هؤلاء الى قاع الى ايقاع الناس في امر يحتاجون فيه فيه اليه ليضطرهم بذلك الى رفع حاجتهم اليه. وظهور افتقارهم واحتياجهم اليه ويتعاون بذلك ويتكبر به هذا لا يصلح الا لله وحده لا شريك له. كما قال تعالى ولقد ارسلنا الى امم من قبلك فاخذناهم بالبأساء لعلهم يتضرعون. وقال جل شأنه وما ارسلنا في قرية من نبي الا اخذنا اهلها بالبأساء والضراء لعلهم يتضرعون وفي بعض الاثر ان الله تعالى يبتلي عبده بالبلاء ليسمع تضرعه. وفي الاثار ايضا ان العبد اذا دعا الله تعالى وهو قال الله تعالى يا جبريل لا لا تعج لا تعجل لا تعجل لا تعجل لا تعجل بقضاء حاجته لا تعجل بقضاء لا تعجل لا تعجل بقضاء حاجته فاني احب ان اسمع تضرعه. فهذه الامور اصعب واخطر من مجرد ظلم. وادهى وامر وادهى وامر من الشرك والشرك اعظم الظلم عند الله. هذا معنى عزيز. يعني وقع عليه المؤلف رحمه الله لعله لم يسبق اليه وهو قوله رحمه الله فهذا نفسه مزاحمة لربوبية الله والاهيته اي ان طلب الشرف والحرص على الشرف في نفوذ الامر والنهي والتصدر والجاء الناس اليه نوع من مزاحمة الله عز وجل في ربوبيته والهيته كيف ذلك حينما يطلب هذه الرفعة وهذا الشرف والولاية والسلطان لكي يأطر الناس اطرا الى الرجوع اليه. والاضطرار اليه ورفع حاجاتهم اليه. والشكاية اليه ونحو ذلك. وينتعش هذا يسر به ثم بعد ذلك يتلذذ اعطائهم او منعهم قبولهم او ردهم ففي هذا مزاحمة لله مزاحمة لله في ربوبيته والهيته لان الله سبحانه وتعالى هو المعطي الله تعالى هو المدبر. الله سبحانه وتعالى هو المالك. هو الخالق هو الرازق. فكأن هذا الانسان اراد ان يفعل هذا الشيء مع عباد الله ثم ما يحصل من سؤال الناس اياه وتلفهفهم اليه ووقوفهم على بابه هذا نوع نوع تعبد لا يجوز ان يصرف فلغير الله عز وجل هذا معنى دقيق في الحقيقة آآ يعني وقع عليه ابن رجب رحمه الله ولهذا قال فهذه الامور اصعب واخطر من مجرد الظلم وادهى وامر من الشرك والشرك اعظم الظلم عند الله عز وجل. فقد ادى ذلك الى وقوع في شرك الربوبية وفي شرك الالوهية ولهذا قال هو مزاحمة لله تعالى لربوبية الله والاهيته عافانا الله واياكم نعم وفي الصحيح عن النبي صلى الله عليه واله وسلم انه قال يقول الله تعالى الكبرياء يقول الله تعالى الكبرياء ردائي والعظمة ازاري فمن نازعني فيهما عذبته كان بعض المتقدمين قاضيا فرأى في منامه كأن قائلا يقول له انت قاظ والله قاظ فاستيقظ منزعجا وخرج عن القظاء اي وتركه وكان طائفة من القضاة الورعين يمنعون الناس ان يدعوهم ان يدعوهم بقاضي القضاة فان هذا الاسم يشبه ملك الملوك الذي ذم النبي صلى الله عليه واله وسلم التسمية به وقال لا ما لك الا الله وحاكم الحكام مثله او اشد منه. نعم ها هنا معنيان احدهما ما ذكره انفا من ان الله سبحانه وتعالى يحب ان يسمع تبرع العبد وقد يؤخر الله تعالى الاجابة لتحقيق هذا المعنى فان كثيرا من النفوس تكون جافة لا تستكين الى الله عز وجل. لاهية في دنياها لا تحمل على الافتقار الى الله والتعبد اليه الا ان يمسها صوت عذاب فاذا نالها شيء من الاذى الى الله وانصاعت اليه وذكرت عادت الى ربها تحققت فيها معاني عبودية لم تكن لتتحقق لو ان الامر استمر في حال سواء وهذا من لطف الله الخفي بعبده ولهذا اذا ابتلاك الله يا عبد الله بشيء من هذه الضراء فاحسن الظن برب العالمين لعل الله سبحانه وتعالى اراد ان يستنبط من قلبك معاني العبودية من الخوف والرجاء والسؤال كثير من الناس ربما لا يركع ركعتين في جوف الليل فاذا ابتلاه الله تعالى بشيء قام من فراشه وترك الدفء وقام وصلى لله ركعتين وجرأ اليه جرأ اليه بالدعاء وتضرع والله تعالى يستنبط العبودية من عبده احيانا بانواع الابتلاء ولله الحكمة البالغة. ولا شك ان العبد الذي يعبد الله في السراء والضراء هو اكمل انواع العبودية لكن قد لا تقع العبودية الا بهذا اللون من الايلام اما المعنى الثاني فهو ما ذكره من تورع اه اه بعض القضاة الصالحين من امر القضاء لما يرون فيه من وجود سلطة ومكنة على عباد الله فيحملهم ذلك على الخروج منه تارة وعلى الاستعفاء منه تارة خوفا من الله عز وجل وهذا معنى لا شك انه ينبغي ان يقوم في قلب القاضي سواء مضى في قضائه او او استعفى ويروى ان القاضي اياس وهو المشهور حكمته وعلو منزلته في القضاء انه لما اريد على القضاء آآ كان قد رشح هو واخر فجمعهما امير ذلك البلد وقال ان امير المؤمنين كتب الي ان اولي احدكما القضاء ابتدر اياس وقام وقال ايها الامير والله الذي لا اله غيره ان فلانا احق مني بالقضاء يقصد صاحبه فان كنت بارا في يميني فليس لك الا ان ان تفعل ذلك فكيف تولي من ليس باحق؟ وان كنت كاذبا في يميني فكيف تولي من من يكذب في يمينه سبحان الله يريد بذلك الخلاص فقام صاحبه وقال ان رجلا بلغ هذا المبلغ من الفقه والذكاء لحري ان يتولى القضاء. وفعلا ولاه القضاء قال المؤلف غفر الله لنا وله ومن هذا الباب ايضا ان يحب الشرف ذو الشرف والولاية ان يحمد على افعاله ويثني عليه بها ويثنى ويثنى عليه بها ويطلب من الناس ذلك ويتسبب في اذى من لا يجيبه اليه. وربما كان ذلك الفعل الى الذم اقرب منه الى مدح وربما اظهر امرا حسنا في الظاهر واحب او احب المدح عليه وقصد به في الباطن شراء وفرح بتمويه ذلك وترويجه على الخلق على الخلق وهذا يدخل في قوله تعالى لا تحسبن الذين يفرحون بما اوتوا ويحبون ان يحمدوا بما لم يفعلوا قد تقدم ان ابن رجب رحمه الله قسم الحرص على الشرف الى قسمين وجعل احدهما طلب الشرف بالولاية والسلطان والمال وبين خطر هذا وذكر له امثلة متنوعة ثم انه ذكر الان بعض ذخائر النفوس وتسلل هذا الوباء وهذه الافة الى النفس وظهورها بمظاهر متعددة منها ما ذكر. وهو ان يحب ان يحب حمد الناس له وثنائهم عليه يستدعي ذلك ويستجلبه. ويحزن لفقده. ويعتب على من قصر فيه فان هذا كله دليل على حرصه على الشرف وطلبه ذلك وفرق بين ان يجد الانسان في نفسه استرواحا وسرورا لثناء المؤمنين عليه وبين ان يطلب ذلك ويحزن لفقده فان النبي صلى الله عليه وسلم قد سئل عن مثل ذلك فقال تلك عاجل بشرى المؤمن فاذا وقع ذلك من غير طلب من المرء ولا استجلاب له وانما سمع ثناء المؤمنين عليه فسره ذلك فهذا من عاجل بشرى المؤمن ولا يكون ذلك نقصا في الاخلاص او نقصا في التوحيد او علامة على امر سوء وانما هو امر جبل عليه ابن ادم ساقه الله تعالى اليه دون ان يبحث عنه وانما المحظور ما وصفه رحمه الله ان يسعى اليه ويعتب على من منعه ذلك فهذا في الحقيقة دليل على فساد النية وخبث الطوية ثم قال اعظم اية في هذا قول الله تعالى لا تحسبن الذين يفرحون بما اتوا ويحبون ان يحمدوا بما يفعلوا فلا تحسبنهم بمفازة من العذاب طلب الحمد واستجلابه من صفات هؤلاء المنافقين ومن هنا ومن هنا كان ائمة الهدى ينهون عن حمدهم على اعمالهم وما يصدر منهم من الاحسان الى الخلق ويأمرون باضافة الحمد على ذلك لله وحده لا شريك له. فان النعم كلها منه. وكان عمر بن عبدالعزيز رحمه الله العناية بذلك وكتب مرة الى اهل الموسم كتابا يقرأ عليهم وفيه الامر بالاحسان اليهم وازالة المظالم التي كانت عليهم وفي الكتاب ولا تحمدوا على ذلك كله الا الله فانه لو وكلني الى نفسي كنت كغيري وحكايته مع المرأة التي طلبت منه ان يفرض لبناتها اليتامى مشهورة فانها لها اربع بنات ففرظ باثنتين منهن وهي تحمد الله ثم فرض بالثالثة فشكرته. فقال انما كنا نفرض لهن حيث كنت تولين الحمد اهله. فاموري هذه الثلاث الرابعة او كما قال رضي الله عنه. نعم هذه قصة عجيبة. وهي مما يقع لبني ادم امرأة لها اربع بنات تقدمت الى امير المؤمنين عمر بن عبدالعزيز ان يفرض لبناته اليتامى من بيت مال المسلمين ففرظ للاولى ثم ادلت عليه بالثانية فحمدت الله ثم ادلت عليه بالثانية. ففرظ لها حمدت الله عز وجل وادلت اليه ان يفرض للثالثة فلما فرض للثالثة شكرته هو فقال يا هذه لما كنت تولين الحمد اهله كنا نفرض لهن. فالرابعة مري اخواتها ان يواسينها. يعني يعطينها مما فرضت اراد ان يربيها تربية ايمانية ويذكرها بان الفضل والمن لله عز وجل وانما هو وسيط والا فالفضل لله وهذا امر اخوتي الكرام واخواتي الكريمات ومن بلغ ينبغي ان نتفطن له احدنا احيانا يقع في شيء من الاقدار المؤلمة والمآزق الشديدة فلا يزال يسأل الله سبحانه وتعالى حتى يفرج الله كربته فاذا تنفس الصعداء واسفهل جعل يقول فعلت وفعلت وينسى نعمة المنعم او ربما يقول ذهبت الى طبيب او ذهبت الى مستشار او غير ذلك ثم ينسب الفضل للوسيط وينسى المنعم الحقيقي وهو الله عز وجل يجوز ان يغيب هذا عن البال ابدا سليمان عليه السلام حين رأى عرش بلقيس مستقرا عنده رأسا قال هذا من فضل ربي ليبلوني اشكر ام اكفر المعاني الايمانية يجب ان تبقى حية نابضة في قلب المؤمن في السراء والضراء لا يغيب عنه ان الله سبحانه وتعالى هو الذي يكتنفه بلطف القديم ومعروفه الجميل سبحانه وبحمده ثم قال اراد ان يعرف ان ذا الولاية انما هو منتصب لتنفيذ امر الله. وامر العباد بطاعته تعالى وناه لهم عن محارم الله وناصح لعباد الله بدعائهم الى الله. فهو يقصد ان يكون الدين كله لله. وان تكون العزة لله وهو مع ذلك خائف من التقصير من التقصير في حقوق الله تعالى ايضا. رحمهم الله. هكذا كان السلف لم يكن السلف الكرام سواء كانوا ذوو سواء كانوا ذوو ولاية ده ده ذوي ولاية ام غير ذلك يحبون ان يتجملوا ويتزينوا بالمآثر بل كانوا ينسبون فضل الله سبحانه وتعالى سواء منهم من كان من اهل القضاء او الفتيا او التعليم او الرواية او نحو ذلك او من كان من السلاطين كعمر بن عبدالعزيز رحمه الله كانوا يربون الناس على ايلاء الحمد اهله ومستحقه. وهو الله سبحانه وبحمده فكل هذا المسلك يدل على برائتهم ونزاهتهم رحمهم الله عن طلب او عن الحرص على طلب الشرف المحبون لله غاية مقاصدهم من الخلق من يحب الله ويطيعه ويفردوه بالعبودية والالهية. فكيف من يزاحمه في شيء من ذلك؟ فهو لا يريد من الخلق جزاء ولا شكورا وانما يرجو ثواب عمله من الله كما قال الله تعالى ما كان لبشر ان يؤتيه الله الكتاب والحكم والنبوة. ثم يقول للناس كونوا عبادا لي من دون الله. ولكن كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب وبما كنتم تدرسون. ولا يأمركم ان تتخذوا الملائكة والنبيين اربابا ايأمركم بالكفر بعد اذ انتم مسلمون. نعم ومن ومن تطبيقات ذلك معشر طلبة العلم انه ينبغي للعالم اه اذا من الله تعالى عليه ونشر له ذكرا في العالمين وانتفع منه الطلبة الا يحتسب هؤلاء الطلبة اتباعا له مأسورين باسره وان له عليهم حقا يجب ان يوفوه اياه. بل ينبغي ان يعلم ان الفضل لله ان كان سببا في نفع عباد الله فلا يعتب ان يفارقه احد منهم او يتوجه الى غيره او ينتقل الى من سواه فان هذا ان وقع في نفسه فانه يدل على انه له نوع تعلق بشيء من حظوظ الدنيا بل ينبغي له ان يحمد الله تعالى على ان جعله سببا للخير. واذا رأى انتقال طالب منه الى غيره فليسأل الله له التوفيق نسأل الله تعالى له مزيد العلم وانه كان سببا في دلالته على الخير ولا يتوجس من ذلك ريبة ولا يجد في نفسه غضاضة ان يكون آآ قل من عنده او نحو ذلك. فان الاخلاص يقتضي ان يكون همه وقصده ان يحب الناس الله ويطيعوه ويفردوه بالعبودية والالهية ووطن نفسك يا طالب العلم ربما كنت يوما من الايام في موقع التعليم الا تتأثر لمثل هذا بل يسرك ان يجري الله تعالى الخير على يدك على يد غيرك وقال صلى الله عليه وسلم لا تطروني كما اطرت النصارى المسيح ابن مريم انما انا عبد فقولوا عبد الله ورسوله. وكان رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ينكر على من لا يتأدب معه في الخطاب بها هذا الادب كما قال لا تقولوا ما شاء الله وشاء محمد بل قولوا ما شاء الله ثم ما شاء محمد وقال لمن قال ما شاء الله اجعلتني لله ندا بل ما شاء الله وحده اي انه لو كان هناك احد احق بالفخر وطلبه لكان سيد ولد ادم محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم. ومع ذلك فكان اعظم الناس اتضاعا لله. وابعدهم عن اه الفخر وكان يقول لمن لقيه فارتعدت فرائسه انما انا ابن امرأة كانت تأكل القديد بمكة يهون عليه انه من سائر بني ادم ويقول لا تطروني كما اطرت النصارى المسيح ابن مريم وبالمقابل فانا نجد ممن ينمي نفسه الى العلم او الفضل. من يحب ان يكون له رياسة ينخدش خاطره اذا اه نيل من شيء من من قدره او لم يصدر او لم يقدم او فاته شيء مما جرت به المراسم او نحو هذا كل هذه الامور معالجتها معشر طلبة العلم منذ البدايات اسهل من النهايات تنبه لمساربها في نفسك وتحسسها حتى تقضي عليها. ولا تكبر معك فتكون جزءا من شخصيتك عافانا الله واياكم فمن هنا كان خلفاء الرسل واتباعهم من امراء العدل واتباعهم وقضاتهم لا يدعون الى تعظيم نفوسهم البتة بل الى تعظيم الله وحده وافراده بالعبودية والالهية. ومنهم من كان لا يريد الولاية الا للاستعانة بها على الدعوة الى الله وحده. وكان بعض الصالحين يتولى قضاء ويقول الا اتولاه ليستعين به على الامر بالمعروف والنهي عن المنكر. ولهذا كانت الرسل واتباعهم يصبرون على الاذى في الدعوة الى الله ويتحملون في تنفيذ اوامر الله من الخلق غاية المشقة وهم صابرون براظون براضون بذلك فان المحبة ربما يتلذذ يتلذذ بما يصيبه من الاذى في رضا محبوبه. كما كان عبدالملك ابن عمر ابن عبدالعزيز رحمه الله يقول في خلافته اذا حرص اذا حرص على تنفيذ الحق واقامة العدل يا ابتي لوددت اني اني اني غلت بي وبك القدور. يا ابتي لوددت اني غلت بي وبك القدور في الله عز والقدور في الله عز وجل في الله عز وجل. اقول هذا الشبل من ذاك الاسد عبد الملك ابن عمر ابن عبد العزيز رحمه الله واباه يقول يا ابتي لوددت اني غلت بي وبك القدور في الله عز وجل بما يجد من الحب في احقاق الحق حتى يرحمك الله حتى ان اباه لما فرغ من دفن آآ سليمان ابن عبد الملك الخليفة بعده في يوم شديد ثم انه اراد ان يأوي الى فراشه ليستريح. قال يا ابتي تنام وتدع المظالم اجلس في المظالم يذكر اباه فقام رحمه الله وجلس للمظالم قبل ان يستريح وقال بعض الصالحين وددت ان جسمي قرض بالمقاريض وان هذا الخلق كلهم اطاعوا الله عز وجل فعرض قوله على بعض العارفين فقال ان كان اراد بذلك النصيحة للخلق والا فلا ادري ثم غشي عليه ومعنى هذا ان صاحب هذا القول قد يكون لحظ لحظ نصح الخلق والشفقة عليه من عذاب الله واحب ان يفتيهم من عذاب الله باذى نفسه. وقد يكون لحظ جلال الله وعظمته ما يستحقه من الاجلال والاكرام والطاعة والمحبة اود ان ان الخلق قاموا بذلك وان حصل له في نفسه غاية وان حصل له في نفسه غاية الضرر غاية الضرر وهذا هو مشهد خواص المحبين العارفين بملاحظة وغشي على هذا الرجل العارف اي ان هذا الرجل العارف لما عرضت عليه مقالة الرجل اه تصورها احد هذين المعنيين اما معنى الشفقة على الناس والرغبة في استنقاذهم واما تعظيم جلال الرب. فلما قام في نفسه هذا الشعور غشي عليه وان كان لا ينبغي للانسان ان يقول مثل هذا القول لوددت كذا وكذا ولو قرضت بالمقاريض لانه كما قيل ان البلاء موكل بالمنطقي وربما يقول الانسان المقالة ثم يبتلى وقد يبتلى فيصدق وقد يبتلى في كذب ولا يكون ذلك مطابقا لما قاله فينبغي للانسان ان يلزم جانب العافية وان يقوم في قلبه من النصح والشفقة للناس لكن لا يفوه بلسانه لانه غالبا اذا تكلم الانسان ابتلي انت في سعة والنبي صلى الله عليه وسلم لما آآ غابت الشمس وكان في غزوة ولم يقع بينه وبين آآ الكفار قتال قال بعض اصحابه وددنا لو انا لقينا عدونا فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم لا تتمنوا لقاء العدو. واسألوا الله العافية واذا ابتليتم فاصبروا فعليك يا عبد الله ان ان تسأل الله العافية فاذا ابتليت فاستعن بالله واصبر لكن لا تستعجل في امر لك فيه سعة وقد وصف الله تعالى في كتابه ان المحبين له يجاهدون في في سبيله ولا يخافون لومة لائم. وفي ذلك يقول بعضهم اجد الملامس فيهاواك لذيذة حبا لذكر حبا لذكرك فليلمني اللوم. الله القسم الثاني طلب الشرف والعلو على الناس بالامور الدينية كالعلم والعمل والزهد. فهذا افحش من الاول طلب الشرف الولاية والسلطان وما اشبه هذا طلبه بالامور الدينية. نعم فهذا افحش من الاول واقبح واشد فسادا وخطرا فان العلم والعمل والزهد انما يطلب به ما عند الله من الدرجات العلى الزعيم المقيم والقرب منه والزلفة لديه. قال الثوري رحمه الله تعالى انما فضل العلم بانه يتقى به الله والا كان الاشياء فاذا طلب فاذا طلب بشيء من هذا عرظ الدنيا الفاني فهو فهو ايضا نوعان احدهما ان يطلب به المال فهذا من نوع الحرص على المال هكذا والا كان كسائر الاشياء ايه انتهى كلام الثوري. نعم. ثم استأنف ابن رجب كلامه. والمقصود ان هذا لا شك انه افحش من الاول ولعل المناسب في هذا المقام ان تتلى الاية وهي قول الله تعالى من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوفي اليهم اعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون اولئك الذين الذين ليس لهم في الاخرة الا النار. وحبط ما صنعوا فيها وباطل ما كانوا يعملون. فان معناها مناسب لهذا المقام جدا نعم ثم قال ابن رجب فاذا طلب بشيء من هذا عرض الدنيا الفاني فهو ايضا نوعان. طيب اذا هذان نوعان من القسم الثاني وانا اود منكم رعاكم الله ان تنتبهوا لهذه التقسيمات فانه في البحث السابق الذي طلبنا فيه تلخيص شرح حديث ابي الدرداء جرى من الذين شاركوا بتقديم البحوث بارك الله فيهم عرظا حسنا جيدا يذل وينم بحمد الله عن حسن تصور في تقسيم المؤلف وتفريعاته وهكذا سنطلب ان شاء الله في هذه الرسالة آآ اجراء بحث مختصر يقع في نحو عشر صفحات يتضمن ابرز ما فيها من التقسيمات اه والتعريفات احدهما ان يطلب به المال فهذا من نوع الحرص على المال وطلبه بالاسباب المحرمة وفي هذا جاء الحديث عن النبي صلى الله عليه واله وسلم من تعلم علما يبتغى به وجه الله لا يتعلمه الا ليصيب به عرضا في الدنيا. لم يجد عرف الجنة. لم يجد عرف. عرف؟ نعم عرف الجنة يوم القيامة. يعني ريحها اخرجه الامام احمد ابو داود وابن ماجة وابن حبان في صحيحه من حديث ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه واله وسلم وسبب هذا والله اعلم ان في الدنيا جنة معجلة وهي معرفة الله ومحبته والانس به والشوق الى لقائه وخشيته وطاعته والعلم النافع وطاعته والعلم النافع يدل على ذلك. فمن دله علمه على دخول هذه الجنة المعجلة في الدنيا دخل الجنة في الاخرة. ومن لم يشم ما رائحتها لم يشم رائحة الجنة في الاخرة. ولهذا كان اشد الناس عذابا في الاخرة عالم لم ينفعه الله بعلمه. وهو من اشد الناس حسرة يوم القيامة حيث كان معه الة يتوصل يتوصل بها الى اعلى الدرجات وارفع المقامات فلم يستعملها الا في التوصل الى اخس الامور وادناها واحقرها فهو كمن كان معه جواهر نفيسة لها قيمة فباعها ببعرة او شيء مستقظر لا ينتفع به لا ينتفع به فهذا حال من يطلب الدنيا بعلمه بل اقبح واقبح من ذلك من يطلبها باظهار الزهد فيها فان ذلك خداع قبيح جدا وكان ابو سليمان الدراني يعيب على من لبس عباءة وفي قلبه شهوة من شهوات الدنيا تساوي اكثر من قيمة العباءة. يشير الى ان اظهار الزهد في الدنيا باللباس الديني انما يصلح لمن لمن فرغ قلبه من التعلق بحيث من التعلق بها بحيث لا يتعلق قلبه بها في اكثر من قيمة ما ما لبسه ما لبسه في الظاهر حتى يستوي ظاهره وباطنه في الفراغ من الدنيا. وما احسن قولا بعض وقد سئل عن الصوفي فقال الصوفي من لبس الصوف على الصفا وسلك طريق المصطفى وداق الهوى بعد الجفا وكانت الدنيا منه خلف القفا. ما شاء الله. هذا سجع حسن اه ومراده رحمه الله ان العبرة ليست بالتزين. فابو سليمان الداراني وهو من العباد المشهورين والزهاد العارفين كان يعيب على من يلبس العباءة وفي قلبه شهوة من شهوات الدنيا ولبس العباء في وقتهم يدل على لبس خشن خشن فهو يلبس العباءة فمن رآه عده من اهل الزهد والتقلل من الدنيا. فاذا كان قلبه منطويا على شهوة من شهوات الدنيا باطنه يخالف ظاهره وكان لفظ الصوفي فيما مظى من الازمنة لفظ اه يدل على العبادة والنسك وان كان اه اصطلاح الصوفية اصطلاح في الواقع اه يحمل عدة دلالات من اهون دلالاته ان يدل على الزهد والتقلل من الدنيا والاشتغال بالاذكار والاوراد واعمال الاخرة كان يقال لهؤلاء صوفية واختلف في اصل الاشتقاق هل هو من الصفاء ام ام هو نسبة الى اهل الصفة من اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم هو نسبة الى بقلة معروفة يقال لها آآ صوفة اه تنبت في البردية لا يأكلها الا الجوعى. والمضطرون هو نسبة الى لبس الصوف ولعل هذا الاخير هو اقرب الاقوال وان كان ايضا ليس مسلما على كل حال المهم ان هذه الفئة فئة الصوفية كانت في مبدأ امرها تدور حول معاني التقلل من الدنيا والعناية باعمال القلوب والزهد وما اشبه ذلك على قلة بضاعة في العلم وبرز منهم شيوخ كبار من اهل العبادة والنسك كالجنيد رحمه الله وبشر الحافي رابعة العدوية وذو النون المصري واخرون كثر وبعض هؤلاء ينسب اليه اقوال لا تصح نسبتها اليهم لكنهم قولوا اياها لاغراض في نفسي من نسبوها اليهم والا فاننا نظن بهم خيرا ونعتقد انهم من سادات المسلمين الصالحين وان كانوا ليسوا من اهل الرواية والعلم لكنهم من اهل الصلاح واتباع السنة في عباداتهم ثم خلف من بعدهم خلف جهال صاروا يحاولون السير على طريقتهم مع الوقوع في بدع عملية واصطناع اذكار واوراد واحوال وهيئات خرق وبيعات وما الى ذلك فخرجوا الى حد البدعة العملية ثم خلف من بعدهم خلف والعياذ بالله وقعوا في الكفر الصراح حيث نقلوا التصوف الى نوع من الفلسفة الباطنية وصاروا يعتقدون بوحدة الوجود والاتحاد الخاص والعام ومزاعم تقشعر منها الابدان. فهؤلاء كثرة زنادقة بلا ريب فاول فاول الصوفية او اوائل الصوفية عباد نساك على السنة والاتباع واواسطهم مبتدعة اه ابتدعوا بدعا عملية وقولية ومتأخروهم والعياذ بالله زنادقة فلاسفة يقولون قولا عظيما فحينما تسمع هذا اللفظ لفظ الصوفي فانه بالمعنى الشائع العام عندهم يدل على الحرص على العبادة ولهذا قال في تعريف الصوفي من لبس الصوف على الصفا لا ان يلبس الصوف على على الجفا. بل يلبسه على صفاء قلبه وسلك طريق المصطفى وهذا قيد جيد. اي انه يسير على على السنة. لا يخرج بتصوفه الى البدعة وذاق الهوى بعد الجفاء اي انه وجد حلاوة الايمان حقا وكانت الدنيا منه خلف القفا بمعنى انه لم يتعلق في زخرف الدنيا بل اقبل على الاخرة اذا هذا نوع من انواع من انواع القسم الثاني وهو ان يطلب اه بذلك شيئا من الدنيا من تحصيل مال. النوع الثاني من يطلب بالعلم والعمل والزهد الرياسة على الخلق والتعاظم عليهم. وان ينقاد الخلق وان ينقاد الخلق ويخضعون له ويصفون وجوههم اليه وان يظهر للناس زيادة علمه على العلماء ليعلوا به عليهم ونحو ذلك. فهذا موعده النار نعوذ بالله لان لان قصد التكبر على الخلق محرم في نفسه. فاذا استعمل فيه الة الاخرة كان اقبح وافحش من ان يستعمل فيه الات الدنيا من المال والسلطان وفي السنن عن النبي صلى الله عليه واله وسلم من طلب العلم ليماري به السفهاء او يجاري به العلماء او يصرف وجوه الناس اليه ادخله الله النار. خرجه الامام احمد والترمذي من حديث كعب من حديث كعب بن مالك رضي الله عنه وخرجه ابن ماجة من حديث ابن عمر رضي الله عنهما وحذيفة رضي الله عنه وعنده فهو في النار وخرجه ابن ماجة وابن حبان في صحيحه من حديث جابر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه واله وسلم قال لا تعلموا العلم لتباهوا به العلماء ولا لتماروا به السفهاء ولا ولا لتحيزوا به المجالس. فمن فعل ذلك فالنار النار. وخرجه ابن عدي من ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه واله وسلم بنحوه وزاد فيه ولكن تعلموه لوجه الله والدار الاخرة. وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال لا تعلموا العلم لا تعلموا العلم لثلاث السفهاء او لتجادلوا به الفقهاء او لتصفوا به وجوه الناس اليكم وابتغوا بقولكم وفعلكم فعلكم ما عند الله فانه يبقى ويفنى ما سواه. نعم هذا الحديث آآ حديث صحيح بشواهده. وكذلك الحديث الذي سبق من طلب العلم آآ يبتغي به اه شيئا من الدنيا لم يجد يعرفها الجنة فان هذين الحديثين صحيح ان بحمد الله آآ سندا ومتنا بطرقهما وقد دلنا هذا الحديث على نوع من انواع الانحراف في النية وذكر النبي صلى الله عليه وسلم بعض صورها قال ليجاري به العلماء او ليماري به السفهاء او ليصرف اليه وجوه الناس او ليتحيز به المجالس. كل هذه وليست حاصرة ويقاس عليها ما شابهها يماري به السفهاء يقع من بعض من اصاب طرفا من العلم اه نهمة في الجدال والمناقشة. لما اصاب طرفا من العلم صار يبحث عن هؤلاء المتحذلقين الذين يحبون الاخذ والرد وكذا فيدخل معهم في جدال وملاسنات وغير ذلك وكأن الامر متعة لفظية او متعة ذهنية او ليماري به السفهاء يحب الجدل كأنما هو يستنبط اه ما في العقول لا انه يريد احقاق حق او ابطال باطل لكن نريد ان يقدح زناد عقله وفكره وزناد عقل غيره وفكره وهذا ايضا نية فاسدة. ليست مما يبتغى به وجه الله او ليصف اليه وجوه الناس. وهو ان يجعل الناس يتوجهون اليه وتشرئب اعناقهم اليه وينصرفون لمجلسه. فهذا هذه ايضا نية فاسدة ايضا ليتحيز به المجالس اي لكي يقدم في المجالس يقال تفضل هذا مكانك فيكون في اعلى المجالس وما اشبه كل هذه معشر طلبة العلم لا تغني من العبد شيئا. كلها هذه النوايا تضره ولا تنفعه. لا ينفعه الا ما ذكر. ان يقصد بذلك وجه الله والدار الاخرة. وما دخل تحت هذا المعنى من نفع عباد الله وما اشبه قسمنا الله واياكم وقد ثبت في صحيح مسلم عن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه واله وسلم قال ان اول الخلق تسعر بهم النار يوم القيامة ثلاثة. منهم العالم الذي قرأ القرآن ليقال قارئ وتعلم العلم ليقال عالم وانه يقال له قد قيل وانه يقال له قد قيل ذلك وامر به فسحب على وجهه حتى القي في النار وذكر مثل ذلك في المتصدق ليقال ليقال انه جواد. وفي المجاهد ليقال انه شجاع. نعم هذا حديث مشهور قد رواه ابو هريرة وكان ابو هريرة كلما هم ان بهذا الحديث ينشأ نشخة حتى يسقط لقفاه يغشى عليه ثلاث مرات كلما هم ان يحدث بهذا الحديث غلبه الحال فغشي عليه فرقا مما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم حتى لم تمكن من سياقه الا في المرة الرابعة عن علي رضي الله عنه قال يا حملة العلم اعملوا به فانما العالم من عمل بما علم. فوافق علم فوافق عمله عمله علمه وسيكون اقوام يتحملون العلم لا يجاوز تراقيهم. يخالف عن تراقيهم يخالف علمهم عملهم ويخالف سريرتهم على نيتهم يجلسون حلقا فيباهي بعضهم بعضا حتى ان الرجل ليغضب على جليسه اذا جلس الى غيره ويدعه اولئك لا تصعد اعمالهم في مجالسهم تلك الى الله عز وجل. هذا ما اشرت اليه قبل قليل انه ينبغي اه طالب علم او لمن جعل الله تعالى له قبولا الا يجده في نفسه اذا انصرف بعض طلابه الى غيره وطلب العلم على من سواه ان لا يجد في نفسه وها هو ابن رجب رحمه الله يحكي انه اذا جلس الى غيره وودعه انه يغضب على جليسه فالمسألة ليست تكثير او اه ربط اه الناس بخيوط حتى يصبح كانه له سيادة اه دنيوية او ما اشبه ذلك هذه تجارة مع الله عز وجل. ولا يعلم فيما يسري الخير. ربما يقول العبد الكلمة لا يصغي لها الا شخص واحد ثم الى من ورائه وهو لا يعلم. هذا حديث انما الاعمال بالنيات. سمعه من النبي صلى الله عليه وسلم عمر بن الخطاب رضي الله عنه. وسمعه عن عمر واحد وثم بعده هو حديث غريب. ومع ذلك بلغ الافاق. وصار اول حديث في صحيح البخاري فليكن همك هو فليكن همك هو نفع الخلق والاخلاص للحق سبحانه وتعالى. ثم دع الباقي على الله وقال الحسن رحمه الله تعالى لا يكون حظ احدكم من علمه ان يقول له الناس عالم وفي بعظ الاثار ان عيسى عليه الصلاة السلام قال كيف يكون من اهل العلم من يطلب العلم ليحدث به ولا يطلبه ليعمل به وقال بعض السلف بلغنا ان الذي يطلب الاحاديث ليحدث بها لا يجد ريح الجنة. يعني من ليس له غرض في طلبها الا ان بها دون العمل بها ومن هذا القبيل كراهية كراهية السلف الصالح الجرأة على الفتيا والحرص عليها والمسارعة اليها والاكثار منها. وروى ابن له عسى عن الله بن جعفر عن عبدالله بن جعفر مرسلا عن النبي صلى الله عليه واله وسلم قال اجرؤكم على الفتيا اجرا على النار وقال علقمة رحمه الله كانوا يقولون اجرأكم على الفتيا اقلكم علما وعن البراء قال ادركت عشرين من الانصار من اصحاب رسول الله صلى الله عليه واله وسلم. يسأل احدهم عن عن المسألة ما منهم من رجل الا ود ان اخاه كفاه. وفي رواية فيردها هذا الى هذا وهذا الى هذا. حتى يرجع الى الاول. وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال ان الذي يفتي الناس في كل ما يستفتونه به الى مجنون. وسئل عمر بن عبدالعزيز عن مسألة فقال ما انا على الفتي بجريء وكتب بعض عماله اني والله ما انا بحريص على الفتيا ما وجدت منها بدا. وقال ابن عيينة ليس هذا الامر لمن ود ان الناس احتاجوا اليه انما هذا الامر بمودة انه وجد من يكفيه وجد من يكفيه وعنه انه قال اعلم اعلم الناس بالفتاوى اسكتهم واجهلهم بها اسكتهم واجهلهم بها انطقهم. وقال سفيان الثوري ادركنا الفقهاء وهم يكرهون ان يجيبوا في المسائل والفتيا حتى لا يجدوا بدا من ان يفتوا واذا اعفوا منها كان احب اليهم ما السر في ذلك يرعاكم الله لان الفتيا فيها نوع ارتفاع منزلة عند الناس فان الانسان اذا افتى كانما قلد المستفتي قلادة في عنقه فيكون له نوع يد عليه فكأنما هو يستكثر من ايديه على الناس وترتفع بذلك منزلته عندهم. ويقصده الناس ويقفون على بابه ويتبعونه وغير ذلك. فيكون للنفس في الفتيا السلف رحمهم الله كانوا يكرهون الفتيا وقاية لدينهم وخوفا من ان يزلوا فيحملوا وزرهم ووزر من عمل بخطأهم. فلذلك كانوا يتقون الفتيا ما استطاعوا الى ذلك سبيلا ويتدافعونها بينهم وهذا لا يتعارض مع مسألة كتمان العلم. فانه من كتم علما الجمه الله يوم القيامة بلجام من نار لكن ما وسعهم ان يجدوا من يكفيهم في هذا الامر فعلوه فان توقف الامر عليهم اجتهدوا رأيهم ولم يألوا فهذا هو يعني فيصل التفرقة الا ان يحذر الانسان من الجرأة على الفتية والمبادرة والمسارعة اليها والبحث عنها. بحيث يقال افتى فلان كذا قال فلان كذا وكذا وربما يؤلم بعضهم ان تطرح المسألة من المسائل ولا يكون له فيها تعليقا وليس له في ذلك قول يجد في نفسه انه لا بد ان يظع له موضعا في الكلام. انت في عافية اه فهذا ما كان يتقيه السلف رحمهم الله واما اذا توقف الامر عليهم او على احدهم فانه ان كان عنده علم علم انه يجب عليه ان يفتي في ذلك وقد سئل مالك رحمه الله وهو من هو امام دار الهجرة وعاء الحديث رحمه الله سئل عن اربعين مسألة وقال في ست وثلاثين منها لا ادري او لا اعلم فقال له سائله اتيتك من مكان كذا وكذا مكانا بعيد بعثني قومي اليك ما اقول لهم؟ قال ارجع اليهم فقل لهم اني سألت مالكا اربعين مسألة فقال في ست وثلاثين لا ادري لم يجد في هذا غضاضة او ان هذا يغض من قدره على طالب العلم الا يستعجل. والواقع اننا بتنا في زمان يعني تجد ان من الناس من يفتي قبل ان يستفتى ومنهم من تجده يقول اه اني سألت فقلت كذا وكذا وهل هذا صحيح ام لا؟ سبحان الله الان تقول هل هذا صحيح ام لا؟ ومع وجود الوسائط الان الالكترونية تذهب هذه الكلمة في الافاق وتطير في كل مطار ثم كيف له ان ان يردها؟ وقد صار كل احد يسلمها الى من خلفه كل واحد يسلمها الى من خلفه لو امكنه ان يصحح لمن حوله ما امكنه ان يصحح الى من لا يعلم عنهم فينبغي للانسان ان يتوقع. كان الامام احمد يقول في مسائل قد ظبطها ورواها كان يقول لا ادري. ومراده بقوله لا ادري لا ادري وجه الرجحان فيها لا انه لا يدري آآ المسألة في الباب قد حفظ الروايات والاثار فيها لكن يقول لا ادري يعني لا ادري وجه الصحة فيها رحمه الله وها هو ينقل عن احمد فقال وقال الامام احمد من عرظ نفسه للفتية فقد عرظها لامر عظيم الا انه قد تلجأ اليه اليه الضرورة. قيل له فايما افضل الكلام الكلام ام السكوت؟ قال الامساك احب الي. قيل له فاذا كانت الضرورة فجعل يقول الضرورة الضرورة. وقال الامساك اسلم له. وليعلم المفتي انه يوقع عن الله امره ونهيه وانه موقوف ومسئول عن ذلك. قول الامام احمد الظرورة الظرورة اما انه قالها آآ انكارا على السائل لان من الناس من يسمي الشيء ضرورة وليس ضرورة واما انه اراد بقوله الضرورة الضرورة يعني ان الضرورة تحمل على الضرورة ولعل هذا اقرب والله اعلم قال الربيع ابن خثيم ايها المفتون انظروا انظروا كيف تفتون. وقال عمرو بن دينار لقتادة لما جلس للفتيا تدري في اي وقعت وقعت وقعت بين الله وبين عباده. وقلت هذا يصلح وهذا لا يصلح. هذا تصوير دقيق لحال المفتي لان المفتي موقع عن رب العالمين ولهذا سمى ابن القيم رحمه الله كتابه الحافل اعلام الموقع او اعلام الموقعين عن رب العالمين. يريد بذلك اهل الفتيا انهم يوقعون عن الله عز وجل هذه مسؤولية عظيمة. كيف وقد قال الله وان تقولوا على الله ما لا تعلمون. لكن من اجتهد وتحرى الصواب فانه لا حرج عليه وكذلك من نقل نقلا بان سئل عن مسألة فقال كذا وكذا على سبيل النقل فمن اسند فقد برئ فهذا اه مما يعني ينجي العبد ويجد له فيه مسارا العقيدة والحياة والله يعلم متقلبكم