او تجبرا او قولا بغير علم او تقرفا في اعراض الناس او في دمائهم او في حقوقهم او ما الى ذلك فهذا يفرط علمه عن الحق وعن الحكمة وعن الصواب ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب اليه ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له وان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه واله وصحبه وسلم تسليما كثيرا ثم اما بعد ايها الاخوة احترام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ونسأل الله جل وعلا باسمائه وصفاته ان يجعلنا هداة مهتدين وان يرزقنا الفقه في الدين وان يثبتنا على القول الثابت في الحياة الدنيا وفي الاخرة وان يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون احسنه ثم ما يتعلق بهذا المجلس فهذا هو اليوم السادس من الشهر السابع من سنة سبع وعشرين واربع مئة والف من هجرة النبي صلى الله عليه واله وسلم ينعقد هذا المجلس الاول في منهج القراءة في علوم الشريعة في جامع خالد ابن الوليد بمدينة جدة سيكون هذا المجلس فيه ذكر لقدر من الاشارات والتنبيهات التي لابد لطالب العلم من اخذها واعتبارها اللي ما درج عليه اهل العلم رحمهم الله من العناية بهذه المقامات التي تشير اليها فيما يأتي من الكلمات وهي قدر من المعارف المقولة على قدر من الاختصار والاجمال لانك تعرف ان القول في المنهج العلمي من الامور التي فيها بسط وكتب من كتب من المعاصرين شيء من ذلك ولهذا ما سنذكره في هذه المجالس هو قدر من الاشارات التي هي من صيد الخاطر ويسير النظر وطالب العلم البصير له نظره وله تتبعه وانما المقصود هنا ان نقف على هذه الاشارات وعلى هذه التنبيهات ويعنى طالب العلم بجمعها وتأملها ولا شك ان المنهج العلمي لابد لطالب العلم من اخذه وتدبره واعتباره حتى ينتظم قوله وينتظم فقهه فينتظم نظره وهذا المجلس نخصه بخمس من المسائل هي جملة من المعارف خمس من المسائل هي جملة من المعارف تكون بين يدي المنهج العلمي بل هي مقدمته الاولى واصله الاول ثم بعد ذلك اعني بعد هذه المسائل الخمس نأتي على شيء من الاشارات الى مفصل علوم بداية بعلم التوحيد ووصول الدين ثم ما يلتحق بعد ذلك من العلوم علم اصول الفقه والقواعد علم الفقه وقبل ذلك التفسير الى غير ذلك هذه امور نلتحق معها ان شاء الله تعالى في المجالس وهذا المجلس نذكر فيه المقدمة الاولى في المنهج العلمي وهي تتضمن خمس مسائل هي جملة من المعارف التي يذكرها على سبيل الاختصار كما اسلفت المسألة الاولى معرفة المنهج المسألة الاولى معرفة المنهج وقدره ويقال هنا ان المنهج العلمي هو نظام العلم فان العلم كيان وترتيب فاذا لم يأخذ الطالب والناظر في هذا العلم اذا لم يأخذه على منهج حسن وذوق منظبط ونظر بصير فانه يكون قد تقرف شيئا وتلقى شيئا دون ان يعرف النظام الذي يحكم هذا الشيء فان انه ما من علم اذا التفت اليه من علوم المادة او غيرها الا وتجد ان له نظاما وان له قواعد وله منهج وما الى ذلك فكذلك علم الشريعة الفقه فيه عزيز. ولهذا كان من دعاء الرسول عليه الصلاة والسلام ابن عباس كما ثبت في الصحيح اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل. فابتغاء هذا العلم و ظبطه والقصد الى تحقيقه لابد ان يكون على قدر من النظام. فنقول المنهج العلمي في قراءة علوم الشريعة هو بمعنى النظام التي تقرأ فيه هذه العلوم. فالمنهج لماذا يتحدث عنه؟ وهل هو لازم العلم نعم هو لازم في العلم لان من لم يأخذ العلم على منهج محكم وعلى منهج بصير ولا نقول على منهج واحد وانما المقصود ان يكون منهجا محكما منتظما. وهذا والا يكون اخذه للعلم جمعا محضا. وهو لا يعرف مداخل العلم ومفاصل العلم ومعنى الاستدلال ومعنى الدليل ومتى يرجح هذا القول ومتى يترك وما الى ذلك. بناء الملكة الفقهية يتكون النظام الذي هو المنهج لينبغي لطالب العلم ان يعرف انه درجتان. الدرجة الاولى اصل وقاعدة لا ينبغي ان ينفك طالب علم فعنها فمن انفك عن هذه الدرجة التي هي اصل في العلم وقاعدة سقطت اهليته في تحقيق العلم. والدرجة الثانية هي تمام واختيار والدرجة الثانية نقول انها تمام واختيار. فاذا المنهج العلمي هو نظام العلم. وهذا النظام درجتان الدرجة الاولى اصل في العلم وقاعدة. فمن سقط في حقه هذه الدرجة فانه قد سقطت اهليته في العلم ومن مثال هذه الدرجة وليس من تفسيرها المفصل لكن من مثالها المعرفة بكتاب الله فان من لم يكن عارفا بايات كتاب الله واصول سنة النبي صلى الله عليه واله وسلم فان هذا لا يكون عالما ولا يكون فقيها ومن مثال الدرجة الثانية التي هي تمام في العلم واختيار ان يكون بحثه او نظره في بعض علوم الشريعة كالفقه مثلا على منهج امام معين فهذا مما يختلف الامر فيه وانت ترى ان المدارس الفقهية التي ظهرت في تاريخ المسلمين ظهر جملة من هذه المدارس وهذه المدارس البقية الاربع هي بقيتهم التي بقيت الى يوم الناس هذا اعني مدرسة الحنفية والشافعية والمالكية والحنبلية فهذا مما يقال انه ومن تمام العلم ومن اختياره. فمن انتحل احد هذه المدارس فهذا منهج في العلم وهذا نظام في العلم لكن هل هذا من اصل العلم وقاعدته؟ فيقال انه من تمامه واختياره. ولهذا تجد ان قوما من السالفين اصبحوا من ائمة العلم قبل ظهور هذه المدارس وظهر بعض اهل الحديث الذين يأخذون بتتبع الرواية والعناية بكلام ائمة الحديث وفقههم وما الى ذلك دون ان يلتزموا بمذهب معين فهذا ايضا اذا ضبط واحكم وانتظم فانه نوع من الاختيار والتمام. فاذا المنهج العلمي ان لا يفترظ الطالب والناظر فيه لا ينبغي له ان يفترض انه وجه واحد. ومن فرض منهجا علميا واحدا و شبكه ورأى ان هذا هو المنهج الفاضل من كل جهة فهذا فيما ارى لا يقع الا عن نقص في نظره فانه لا ينبغي ان يقال ان المنهج الفاضل هو هذا الذي رسم بهذه الكلمات المعينة لماذا؟ لان المنهج كما اسلفت منه ما هو ذوق واختيار وتمام ومنه ما هو اصل وقاعدة فما كان اصلا وقاعدة فينبغي ان يتفق عليه الناظرون والطالبون للعلم ولهذا اذا قرأت سير الفقهاء والائمة من متقدمين وممن بعدهم وجدت ان قدرا من العلم يتفقون على ظبطه واتقانه وانتحاله وتتبعه وجدت ان قدرا اخر اختلفت سيرهم فيه. فمنهم من غلب عليه الجمع للاثر. ومنهم من غلب عليه النظر في رجال الاسناد ومنهم من غلب عليه النظر في الرأي والقياس ومنهم من غلب عليه وجه اخر وهلم جرا ولكنك تجد ان قدرا من هذا العلم يجمع اولئك العلماء. فاذا نظرت في ابي حنيفة وهو من كبار ائمة الفقهاء وفي يحيى ابن معين مثلا وهو من كبار ائمة في الحديث وجدت ان ثمة قدرا مشتركا بين هؤلاء ووجدت ان ثمة اختصاصا لابي حنيفة ووجدت ان ثمة اختصاصا ليحيى ابن او ابن المدينة او ما الى ذلك من ائمة الرواية والاسناد. فاذا لا ينبغي ان نفرط في مسألة المنهج ولا ينبغي ان نسقط مسألة المنهج. بل من الحكمة في هذا المنهج ان يكون طالب العلم وسطا فيها. لا نسقطه ويأخذ الطالب للعلم العلم بشكل متقطع وبشكل متقلب وربما بشكل متظاد وينتقل من اليسير الى طرف العلم وربما دخل في كبار من المسائل وما الى ذلك واخذ يتكلم فيما لا يحسن من مسائل العلم فهذا سقط في المنهج او عدم في المنهج. ولكن بالمقابل لا ينبغي ان يفرض في المنهج العلمي انه قدر من النص وقدر من النظام المستتم المحكم الذي لا يصح التحول فيه ولا يصح التعدد فيه لا يصح التنوع فيه. فاذا قلت هل المنهج العلمي في قراءة علوم الشريعة هل هو وجه واحد ام انه اوجه متنوعة قيل هو باعتبار اصله وقاعدته ايش؟ وجه واحد فان ثمة قدرا من العلم لا يكون الشخص فقيها عالما الا اذا اخذه. ومن ذلك ما اسلفت الاشارة اليه ان يعرف كتاب الله وان يعرف اصول سنة النبي صلى الله عليه وسلم ومسائل اخرى معروفة عند العلماء. فهذه شرط لكل عالم ولكل فقيه ولكل يتكلم ويفتي الناس في العلم. وثمة قدر اخر او تكون درجة ثانية وهي تمام واختيار هي تمام واختيار. فاذا سقطت الدرجة الاولى قيل سقطت اهليته. واذا اخر عنه شيء من الدرجة الثانية فهذا هو الذي تختلف به رتب العلماء. ولهذا تجد ان من اهل العلم من غلب عليه انه فقيه اهل العلم من غلب عليه انه محدث ومن اهل العلم من غلب عليه علم الاصول ومن اهل العلم من جمع ذلك فصار من كبار ومن كبار الفقهاء وهلم جرا واذا نظرت الائمة الاربعة ما امامتهم في الدين ومع سيادتهم وفي العلم فانك تجد ان ثمة فروقا فان ابا حنيفة رحمه الله كان اوسعهم قاعدة في الفقه لانه اشغل نظره في بهذا العلم وصار له من الفقه والتوسع في الرأي ما ليس لغيره حتى قال الشافعي رحمه الله الناس في الفقه عيال على ابي واذا نظرت الشافعي وجدت عنايته اصول الفقه وقواعده والناسخ والمنسوخ ولغة العرب واثر اللغة في تفسير النص وما الى ذلك ما لم يقع لغيره من الائمة الاربعة وان كان وقع لهم من ذلك لكنه اعلاهم عن الشافعي درجة في هذا في عنايته باللغة حتى قال الامام احمد فيما روي عن ما عرفنا الناسخ والمنسوخ الا لما جالسنا الشافعي والمقصود بذلك استتمام هذه المادة وهذا العلم. واذا جئت ما لك رحمه الله او مالكا رحمه الله وجدته على عناية بفقه اهل المدينة واثارهم وسيرهم وعنايته رحمه الله بالاثر مع فقه واسع امتاز به. واذا جئت احمد وجدت انه امام في الحديث وامام في الفقه فهو من فقهاء المحدثين. فهذه من الدرجة الثانية الذي هو تمام في العلم واختيار وهذا لا بد ان يختلف فيه طلبة العلم وموجب هذا الاختلاف الى جملة من المقارنات والاحوال من هذه المقارنات البيئة التي يعيش فيها طالب العلم. فان من كان في بيئة غلب عليها فقه ابي حنيفة فتجد انه يتفقه مذهبه ومن كان في بيئة غلب عليهم التمذهب بمذهب الشافعي او بمذهب احمد او بمذهب مالك فهلم جراء. وحتى من جهة الاخذ لعلوم الشريعة فان من جالس اهل الحديث غلب عليه الاشتغال بالحديث ومن جالس الفقهاء غلب عليه الاشتغال بالفقه وعن ام جراء فاذا اول ما يذكر في هذا المقام وهي المسألة الاولى ان المنهج هو بمنزلة ضامن العلم فعلم بلا منهج كشيء بلا كشيء بلا ايش؟ كشيء بلا نظام ولهذا كان الصحابة رضي الله تعالى عنهم يأخذون هدي النبي صلى الله عليه وسلم هديا شموليا حتى في اخذهم للعلم فانه عليه الصلاة السلام علمهم كيف يأخذون العلم وعلمهم كيف يستمعونه وذكر الله جل وعلا في كتابه قواعد اخذ العلم ومن اخص ذلك ما ذكره في قوله ولا تفهم ما ليس لك به علم. ومن ذلك ما ذكره النبي صلى الله عليه واله وسلم كفى بالمرء اثما ان يحدث بكل ما سمع ثم جرا ولهذا لما جاء المحدثون وظعوا نظاما لظبط هدي النبي صلى الله عليه وسلم حتى قال بعظ ائمتهم ان هذا من الدين وان هذا العلم لا يؤخذ الا من اهله. فيقال القصد الاول هو المسألة والمسألة الاولى في هذه المعارف الخمس وان يعرف الطالب والناظر في العلم ان العلم له منهج ومنهجه هو نظام وهو درجتان الدرجة الاولى اصل في العلم وقاعدة والدرجة الثانية نقول انها تمام واختيار ولماذا نقول تمام واختيار؟ اما انها تمام فلان العلم كما تعرف لا يتناهى. ولهذا ما من قدر من العلم الا وفوقه زيادة عليه فهو لا يتناهى من هذه الجهة ولهذا نقول انها تمام. ولهذا يختلف العلماء من جهة علمهم على مدار التاريخ ونقول انها ايضا اختيار وفرق بين التمام والاختيار كما ترى نقول انها اختيار لان طالب العلم على جملة من التعدد فقد يكون له اختصاص بالفقه واخر يكون اختصاصه بالحديث والثالث يكون اختصاص التفسير يكون التنوع ايضا من جهة ثانية من جهة المدارس الفقهية فمن اهل العلم من هو حنفي وشافعي ومالكي الى اخره الدرجة الثانية الدرجة الثانية هي تمام من جهة واختيار من جهة اخرى وهذا المعنى اؤكد ان طالب العلم ينبغي له ان يكون وسطا فيه. فلا يفترض ان المنهج وجها واحدا. ولهذا من يذكر من طلبة العلم آآ طريقة علمية معينة ويرى انها هي الطريقة الصحيحة اللازمة ويخطئ غيرها فهذا هو ابتداء لان العلم ليس وجها واحدا وليس طريقة واحدة وانما فيه قدر من الاصل وقدر من هذه الاشارة الى المسألة الاولى ثم انت ايها الناظر في العلم تتبع الفرق بين ما نقول انه اصل بينما يقال انه تمام واختيار فان هذا له تفصيل اعني ما هو اصل في العلم وكذلك ما هو تمام واختيار وانما اردت الاشارة الى بعض الامثلة حتى يتضح المقصود بذلك المسألة الثانية ان يحرص الناظر في العلم على معرفة شرطه. فالمسألة الثانية هي معرفة شرط العلم فان العلم له شرط وشرطه من اربع جهات الجهة العبادية والجهة الاخلاقية والجهة المنهجية والجهة الفقهية فالعلم له شرط عبادي وشرط اخلاقي وشرط منهجي وشرط فقهي فمن جمع هذه الجهات الاربع او الشروط الاربعة فكأنه ان شاء الله حقق معنى العلم الذي امتدحه الله جل وعلا في كتابه وتجد ان الله في كتابه ذكر وصفين هما من اخص الاوصاف لاهل العلم. الوصف الاول هو الرسوخ في العلم والوصف الثاني هو العلم الرباني ولهذا لما ذكر الله سبحانه وتعالى ما في كتابه من المحكم والمتشابه قال فاما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة ولما ذكر الراسخين في العلم قال وما يعلم تأويله الا الله؟ والراسخون في العلم يقولون امنا كل من عند ربنا فاذا اذا ابتغى طالب العلم ان يكون ربانيا وان يكون راسخا وهذا هو العلم المحمود. من كان صاحبه وراسخا في العلم وهذا اتقانه وكان ربانيا في في العمل به وتبليغه فالرسوخ في العلم يتعلق باتقانه وظبطه وفهمه والرباني في العلم هو الذي حقق العمل به وايش وحسن التبليغ حقق العمل به وحسن التبليغ فهذان الوصفان ينبغي لطالب العلم ان يقصد اليهما ان يكون راسخا من حيث الفهم والاتقان وان يكون ربانيا من حيث العمل وحسن التبليغ لانه ما من شيء الا وله وجه حسن ووجه مستقبح. ولهذا لما ذكر الله جل وعلا اتباع الصحابة رضي الله تعالى عنهم قال والسابقون الاولون من المهاجرين والانصار والذين رظي الله والسابقون الاولون من المهاجرين والانصار والذين اتبعوهم باحسان فلا بد ان يكون الاقتداء باحسان وكذلك التبليغ للعلم لا بد ان يكون بقدر من الحكمة والاحسان هذان الوصفان المفضلان في كتاب الله اعني وصف الرسوخ في العلم والوصف بكون العالم عالم ربانيا يتحقق اذا جمع الناظر في العلم شرط العلم بجهاته الاربع الشرط او الجهة العبادية والاخلاقية والمنهجية وايش؟ والفقهية اما الجهة الاولى من الشرط وهي الشرط العبادي فالمقصود بذلك ان يكون طالب العلم على عناية بتحقيق الاخلاص لله جل وعلا في طلبه للعلم لان هذا العلم دين ولان هذا العلم يعني علم الشريعة عبادة محضة لله سبحانه وتعالى فهو كالصلاة والصيام والزكاة والصوم والحج لا بد ان يكون خالصا لوجه الله سبحانه وتعالى ولابد ان يصان اهم ما يشينه وينقص مقام الاخلاص. والعبودية فيه لله عز وجل. ولهذا جعله النبي صلى الله عليه واله وسلم ميراث الانبياء فهذا الميراث ميراث النبيين والمرسلين لا بد ان يكون طالب العلم محققا لشرطه العبادي وهو ان يكون خالصا لله وان يبتغي بعلمه وتبليغه وجه الله جل وعلا وان يكون عاملا بعلمه. وان يكون عاملا بهذا العلم فان هذا هو معنى العلم عند السلف رحمهم الله من الصحابة والتابعين والائمة فاذا جملة الشرط العبادي هو الاخلاص لله في طلبه وتبليغه والعمل بهذا العلم ولهذا لا ينبغي لطالب العلم ان يكون مقصرا في اصول العبادة ولا سيما الفرائظ فان هذا سقطوا في علمه وفقهه ولهذا قال الله جل وعلا واتقوا الله ويعلمكم الله فلا بد لطالب العلم ان احفظ شرط العلم العبادي واعني به الاخلاص في طلبه والاخلاص لله جل وعلا في تبليغه وايضا وان يكون عاملا بهذا العلم. واخص العمل هو ما امتدحه النبي صلى الله عليه وسلم في قوله ما تقرب او فيما ذكره الرسول عليه الصلاة والسلام كما في الصحيح في الحديث القدسي عن ربه عز وجل قال الله تعالى وما تقرب الي عبدي بشيء احب الي مما افترضته عليه. فالمحافظة على الفرائض ولا سيما الصلوات الخمس والجمعة والجماعة والعناية باصول العبادات الزكاة والصوم والحج واصول الاخلاق واصول العمل فينبغي لطالب العلم ان يكون محققا لذلك. وانت تعلم ان العبادة اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الاقوال والاعمال الظاهرة والباطنة. فينبغي لطالب العلم ان يكون مقبلا على العبادة. لانه متى ما حقق هذا الشرط العبادي فانه قد اتى باحد السببين الشرعيين اللذين ذكرهما الله في كتابه ووعد سبحانه ان من حققهما هداه جل وعلا. قال الله تعالى والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا كلمة جاهدوا اي انهم نظروا وبحثوا وتتبعوا واخذوا العلم ثم قال جاهد توفينا وهذا هو الاخلاص لله سبحانه وتعالى. فكل من جاهد مخلصا لله سبحانه وتعالى فان الله وعد وهو سبحانه وتعالى لا يخلف الميعاد وعد انه جل وعلا يهديه ولهذا نؤكد على هذا الاصل من شرط العلم وهو الشرط العبادي المتعلق بالاخلاص لله الاقبال على دعائه والدعاء هو العبادة كما قال الرسول عليه الصلاة والسلام كما في السنن الدعاء هو العبادة ومن الدعاء الفاضل هنا ان يدعو الطالب والناظر في العلم والعالم والفقيه ان يدعو ربه كثيرا ان يهديه لما اختلف فيه من وانت ترى ان الرسول عليه الصلاة والسلام كما روت عائشة رضي الله عنها في الصحيح كان من دعائه في صلاة الليل اللهم رب جبريل وميكائيل واسرافيل فاطر السماوات والارض عالم الغيب والشهادة انت تحقر بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون اهدني لما اختلف فيه من الحق انك تهدي من تشاء الى صراط مستقيم. وهذا من تعليمه عليه الصلاة والسلام لامته. ولهذا كما جاء في من حديث علي ابن ابي طالب قال علي رضي الله عنه قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم يا علي قل اللهم اهدني وسددني فخشي الرسول عليه الصلاة والسلام ان عليا يفرط من ذهنه هذا فاراد ان يثبت ذلك في عقله هو ايه؟ فقال يا علي قل اللهم اهدني وسددني واذكر بالهدى هدايتك الطريق. وبالسداد سداد السهم يعني حتى اعطاه مثلا من الامثلة المادية يتذكر بها علي رضي الله عنه هذا الدعاء اذا نسيه فاذا العلم هو توفيق من الله وسداد من الله سبحانه وتعالى وهداية من الله جل وعلا فمن حقق تركه العبادي ورغب الى الله سبحانه وتعالى ان يهديه وان يرزقه الفقه في الدين وان يرزقه حسنا البيان وحسن البلاغ وحسن التمام فان الله جل وعلا يهديه الى ذلك لانه سبحانه وتعالى وعد من صدقه الاجابة ولهذا تجد ان الرسل عليهم الصلاة والسلام مع ان الله اصطفاهم بالوحي الا انهم في مقامات كثيرة ومن اخصها مقامات البلاغ لقومهم يلجأون الى الله سبحانه وتعالى ويرغبون اليه ويدعونه ان يسر امرهم في هذا ولهذا تجد ان موسى عليه الصلاة والسلام لما امره الله جل وعلا بان يبلغ الدعوة ويبلغ الرسالة قال ربي اشرح لي صدري ويسر لي امري واحلل عقدة من لساني يفقه قولي واجعل لي وزيرا من اهلي. فهذا مما ينبغي لاهل العلم طلبته ان يلتزموه اعني دعاء الله جل وعلا ان يوفقهم للخير وان يوفقهم للسداد وان يوفقهم لما يحبه سبحانه وتعالى ويرضاه وان يكفيهم شر فتنة العلم لان العلم يقع عنه اذا كان علما ليس ربانيا يقع عنه قدر من الفتنة في صاحبه. ولهذا قال بعض السلف كما ذكره الحافظ ابو عمر ابن عبد البر قال ان للعلم طغيانا كطغيان المال. ان للعلم طغيان كطغيان المال فان بعض الناس قد يكون علمه تكبرا فاذا هذا هو الشرط الاول الشرط العبادي وهو اعلى هذه الشروط قدرا ولزوما. الشرط الثاني هو الشرط اخلاقي او الجهة الاخلاقية في هذا الشرط وانت تعرف ان مقام الاخلاق حقيقتها في شريعة النبي صلى الله عليه وسلم انها اصل في الشريعة وان كان درجة عند العامة وبسطاء العلم والفقه ان مقام الاخلاق كانه من تمام الاحوال ويسير الاحوال وهذا من سببه انهم لم يفقهوا مقام الاخلاق على حقيقتها. فان بعض الناس اذا حدثته بالاخلاق تبادر الى ذهنه فهما مختصرا لهذه الاخلاق يتعلق ببساطة الوجه ويتعلق ببشر النفس وما الى ذلك طرف من الاخلاق والا فان الخلق هو مقام من الديانة عظيم. وقد قال الله جل وعلا عن نبيه وانك لعلى كخلق عظيم. ولهذا لما جاء رجل الى عائشة كما في صحيح مسلم وغيره. فسألها عن خلق رسول الله صلى الله عليه عليه وسلم قالت عائشة رضي الله عنها كان خلقه القرآن حتى قال هذا الرجل قال فهممت ان حكومة ولا اسأل احدا عن شيء حتى اموت. فالعناية بمقام الاخلاق اذا ما فهمت الاخلاق على حقيقتها في الشريعة وانها مقام من علم ومقام من الدين ومقام فيه قدر من اللزوم والتعظيم في كلام الله ورسوله صلى الله عليه واله وسلم. والمراد ايها الاخوة بالشرط الاخلاقي هو ان يعنى طالب العلم بمعرفة اخلاق العلم فان العلم له اخلاق فاذا اخذه حتى ولو احتسب علمه عند الله وقصد الى الاخلاص ولكنه لم يعرف اخلاق العلم في اخذه ولا اخلاق العلم في تبليغه فانه يقع عنه فتنة في صاحبه ويقع عنه شر يتعلق بصاحبه وهذا الشر ليس من العلم نفسه فان الخير كما قال الرسول عليه الصلاة والسلام في الصحيح ان الخير لا يأتي الا بخير ولكن هذا الشر ياتي من هذا النقص في نفس الانسان. او في نفس العبد فان نفسه امارة بالسوء الا ما رحم الله جل وعلا. فاذا هذا الشرط الاخلاقي هو اصل في العلم. فمن اخذ علمه ولو قصد به احتسابا لله ولكنه لم يعرف شرطه الاخلاقي فانه يقع عنده كثير من الغلط وكثير من السقم. ومن اخص ما امثل به في الشرط الاخلاقي ومن اخص امثلة اخلاق العلم خلقان. ذكرهما الله جل وعلا في كتابه معظما لهما الخلق الاول ما عظمه الله في كتابه وعظمه النبي صلى الله عليه وسلم من لزوم تبليغ العلم. فان الله في كتابه نهى عن كتمان العلم واذ اخذ الله ميثاق الذين اوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه. ولهذا تجد ان الله ذم في كتابه كثيرا بل ولا انا سبحانه وتعالى الذين يكتمون ما انزل من البينات والهدى فاذا كتمان العلم من اعظم الموبقات. ومن اعظم اسقاط او سقوط اخلاق العلم هذا ما يتعلق بكتمان العلم فانه من اعظم الموبقات ومن اعظم ما يقع به سقوط الاخلاق في العلم ان يعرض والفقيه والعالم عن علمه فلا يقوم على تبليغه وبيانه عند قيام سببه ولكنك ترى في كتاب الله سبحانه وتعالى وفي كلام النبي صلى الله عليه وسلم تعظيما لخلق اخر كانه هذا الخلق الاول او يفسره. واعني بذلك تعظيمه سبحانه وتعالى القول بغير علم فان الله من اخص ما نهى عنه في القرآن القول بغير علم كما في قوله جل وعلا ولا تفقه ما ليس لك به علم قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله قال ان الله في كتابه حرم القول بلا علم عموما وحرم القول عليه بلا علم خصوصا فالقول بغير علم منهي عنه في كتاب الله. واخص ذلك واعظمه هو القول على الله بغير علم. ولهذا قال جل وعلا ولا تقولوا لما تصف السنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله الكذب فاذا كثير من طلبة العلم ربما يحملون على بعض اهل العلم ويقولون انهم لم يبلغوا العلم او كتموا هذا العلم هنا مقامان لابد من الاعتدال فيهما وكل عالم فانما امره بينه وبين ربه فهو يجتهد مخلصا لله والله جل وعلا هو الذي يعلم ما في روع الانسان ويعلم ما في الصدور. فان العالم والفقيه والناظر في العلم هو بين امرين. بين امره سبحانه وتعالى بتبليغ العلم وبين نهيه سبحانه وتعالى ايش عن القول بغير علم بين امره سبحانه وتعالى بتبليغ العلم والنهي عن كتمانه هذه درجة وهذا مقام ولكنه ايضا لا ينبغي ان ينفك عن باستصحاب مقام اخر معظم في القرآن وهو الذي عظم الله جل وعلا امره وهو القول بغير علم واخص ذلك القول على الله بغير علم. ومن القول على الله القول في شريعته. ولهذا قال سبحانه ولا تقولوا تصف السنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله الكذب ولهذا الذي ارى ان كثيرا من النقص يقع فيه هو المقام الثاني وان كان يقع النقص في المقام الاول دون ان نلتزم في انفسنا ان فلانا نقص او لم ينقص لان هذا علمه عند الله جل وعلا ولكن الذي يفوت كثير من طلبة العلم انهم يكثرون من القول ويقول ان هذا من باب ابراء الذمة وحتى تبرأ ذمته فربما قال في امر كان ينبغي الا يقول فيه. اما لكونه قال فيه بغير علم واما ان الذي قاله علم ولكن ليس كل ما يعلم ايش؟ يقال في هذا المحل. الست ترى ان علي ابن ابي طالب رضي الله عنه كما روى البخاري في صحيحه معلقا قال علي رضي الله عنه حدث الناس بما يعرفون اتريدون ان يكذب الله ورسوله. يقول الامام ابن تيمية رحمه الله عند اثر علي هذا يقول ومراد علي ان شيئا مما دل عليه الكتاب والسنة سنة قد يقصر عن الحديث فيه عند بعض العامة. لماذا لانه قد يكون في هذا المقام او في هذا الزمان او في هذا المكان قد يكون ايش قد يكون فتنة لقوم ولهذا قال ابن مسعود رضي الله عنه كما في البخاري معلقا ايضا ما انت بمحدث قوما حديث لا تبلغوا وعقولهم الا كان لبعضهم فتنة. فهذا هو الذي ينبغي لطالب العلم ان يعتبره ان يحذر القول على الله بغير علم. ومن القول عليه بغير علم ان يقال ما هو من العلم في غير ما اراد الله سبحانه تعالى وحتى لو كان هذا الشيء علما فانه لا ينبغي ان يختص الانسان به بل لابد ان ينظر في حكمته. فاذا كانت الحكمة تقتضي هذا القول وهذا البيان فانه يقوله واما اذا كانت الحكمة لا تقتضيه فانه يحدث بامر تقتضيه هذه الحكمة ولهذا تجد ان الله سبحانه وتعالى ذكر في كتابه ارى الترغيب والترهيب وذكر الحلال والحرام وهلم جرا ولهذا لو جاء شخص مثلا الى قوم على اقاموا على قدر من شرب الخمر والمعاصي وما الى ذلك فهل يناسب في مجلسه هذا ان يحدثهم باحاديث ربما يفهمون منها التيسير لما هم عليه؟ الجواب لا لان فلا يقع به انفكاك عن المعاصي وانما يحدثهم بما هو من مقتضى كفهم عن هذه المعصية. ولهذا اذا كان الانسان بين الخوف والرجاء فانه يكون على هدى من الله سبحانه وتعالى. فاذا اخلاق العلم او الشرط الاخلاقي في العلم هذا اصل فيه ولكن نقول ان هذه الاخلاق هي جملة واسعة وما اشرت اليه من المثلين او المثالين فهما من باب التنبيه على معنى هذه الاخلاق وهذين المثلين ينبغي لطالب العلم ان يفقههما وان يحفظهما في تحقيقه وتبليغه بيده واخذه للعلم ان لا يقول على الله بغير علم والا يكون في المسألة الا وهو بصير فيها وان يحذر معنى العلم فان الله جل وعلا حذر من هذا وحذر من هذا ولهذا من معنى هذا الخلق وهذا الفقه الا يبالغ الطالب في لوم اهل العلم عند سكوتهم فان العالم قد يسكت لانه يرى ان هذا الامر يستدعي السكوت. وليس معنى هذا ان كل سكوت يكون بل قد يكون من السكوت ما ليس بصواب. ولكن كما اسلفت العلم بمفصل هذا لا يعلمه الا الله جل وعلا لا يعلمه الا الله سبحانه وتعالى وقد يختلف نظر اهل العلم في القول ولهذا تجد ان ابا هريرة رضي الله تعالى عنه قال اخذت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وعاء عين. وعاء حدثت به ووعاء لو حدثت به لقطع هذا واشار الى حلقه هل معنى هذا ان ابا هريرة كتم شيئا من السنة؟ لا ولكن وعاء من العلم ينشره في كل مجلس. وفي كل مكان وعند العام وعندي الخاصة وقدر من العلم الذي بلغه ما احب ان يفاتح به كل احد لان بعض الناس قد يكون هذا العلم الذي يبلغه حجة له على فتنة قامت في نفسه او على خطأ قام في نفسه او على ما صيامة قامت في نفسها فهذا من الفقه في دين الله سبحانه وتعالى. الشرط الثالث الشرط المنهجي واقصد به ان يعرف طالب العلم لغة العلماء واصطلاحهم. ان يعرف طالب العلم لغة العلماء واصطلاحهم فان الفقهاء لهم لغة واهل الاصول لهم لغة واهل اللغة لهم لغة والعلم بمغفله لغته معينة وتجد ان الاصطلاح ايضا يختلف فبعض اهل العلم لهم اصطلاح في كتاب معين بعض المذاهب لها اصطلاح مثال ذلك اذا اخذت كتابا من كتب اهل الحديث الجامع للامام الترمذي رحمه الله فلا بد ان تعرف اصطلاحه ومقصوده بهذا الاصطلاح كقوله عن حديث من الاحاديث التي رواها انه حسن وانه حسن غريب او غريب من هذا الوجه او حسن صحيح او ما الى ذلك. فمن عرف اصطلاح العلماء او معرفة اصطلاح العلماء في كتبهم هذا شرط في ماء فهم العلم. وكذلك اذا اخذت كتابا من كتب الفقهاء فاذا كتاب الفروع مثلا فلا بد ان تعرف تلك الرموز او المراميز التي ذكرها الامام ابن مفلح رحمه الله على شرحه المقنع لمقنع الامام الموفق ابي محمد ابن قدامة رحمه الله فانه كتب كتاب الفروع على كتاب المقنع لابن قدامة واذا قرأت في كتاب الفروع لابن منفع وجدت انه يذكر رموزا فسر هذه الرموز في مقدمة كتابه اشار ببعض الرموز الى مذهب احمد وبعضها الى مذهب مالك وبعض هذه الرموز الى ما اتفق عليه الائمة الاربعة وما الى ذلك فلابد من معرفة الاصطلاح لكل مؤلف الاصطلاح للكتاب المعين الاصطلاح للمذهب المعين تجد في كتب الفقهاء مثلا يقول هو هذه المسألة فيها وجهان وهذه فيها قولان وهذه فيها روايتان وهذه فيها وجه ورواية مخرجة وهذه رواية موصوفة لا بد ان يعرف الناظر هذه ومثل ذلك اذا قرأ في كتب المفسرين او كتب المحدثين او كتب اهل اللغة لا بد ان يعرف الاصطلاح فان معرفة اهل العلم ومقاصدهم في لغتهم هذا لا بد منه. ولكن هذه المصطلحات كما ترى هي قدر من العلم الذي يسهل ضبطه ومعرفته من خلال الكتب المداخل العلمية ومن خلال مقدمات كتب العلماء. ولكن التي اؤكدها على طالب العلم اكثر هو ان يعنى بمعرفة لغة العلماء يتكلم حينما يتكلم في المسائل بلغة علمية منضبطة لان من الامور التي كثر اشكالها في هذا العصر هي رداءة الاسلوب العلمي عند كثير من المعبرين. وانت اعرف ان اللغة العلمية لها دلالتها الخاصة. لها دلالتها الخاصة. احيانا لابد ان تكون عبارة المفتي والمخاطب بالعلم والمدرس للعلم لابد ان تكون عبارته عبارة محكمة. ولهذا ينبغي لطالب العلم ان يقرأ لاولئك العلماء الذين انسكب يعني انتظمت عبارتهم وسبكوا عبارة محكمة في ضبط العلم لتنطبع في ذهنه ويكون اسلوبه اه عنده قدر من المحاكاة للغة العلمية الصحيحة احيانا البعض يحاول ان يتجاوز هذه المسألة بقضية تسهيل العلم فتجد انه يحدث في العلم باساليب ربما ركيكة وربما انه يحتج بان هذا من باب ايش؟ التبسيط والتيسير للعلم ولست ارى ان هذا جوابا صحيحا هو الانسان اذا اوتي لغة علمية صحيحة ليس معنى هذا انه نسي اسلوبه الاول البسيط الذي يحتاجه عند مخاطبة العوام او ما الى ذلك. ولكن اذا تحدث مع اهل العلم او مجالس العلم فينبغي بان تكون اللغة لغة علمية مدركة. ولا سيما اللغة الخاصة فاذا تكلم في الفقه فينبغي ان يكون مدركا للمسائل التي يتكلم بلغتها واذا تكلم فيك علم اصول الفقه مثلا لابد ان تكون لغته لغة يفهم فيها الفرق بين الالقاب والاسماء التي نظمها الاصوليون في كتبهم. واذا تكلم في الحديث كذلك فانك تعرف ان مراتب الرجال في الجرح والتعديل سميت في كتب ائمة الحديث باسماء وبعضها انتظم عند اهل الحديث وبعضها صار من اختصاص بعض اهل الحديث دون بعض وبعضهم اذا عبر بهذا الاسم اراد به مرادا يختلف عن مراد غيره وهلم جرا فاذا الشرط الثالث ان يتعرف الطالب على اصطلاح اهل العلم ولغتهم ولا يكون منتقض العرى ويقلب كلام اهل العلم وهو لا يفقهه على وجهه. الشرط الرابع على بقدر من الاختصار قلنا هو الشرط ايش؟ الفقهي وهذا الشرط ليس المراد به الفقه بمعناه الاصطلاحي الخاص الذي ينتظم لك مع علم التفسير واصول الفقه والحديث والتوحيد وما الى ذلك في ذكر الفقه على انه قدر من العلم الخاص بمسائل الحلال والحرام مفصل العبادات والمعاملات والعقود. انما المراد بالشرط الفقيه هنا الفقه بمعناه الشمولي المذكور في السنة واعني به ما ذكره الرسول صلى الله عليه واله وسلم كما في الصحيحين في قوله من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين وفي دعائه لابن عباس الثابت في الصحيح ايضا لما قال اللهم فقهه في الدين. فلابد لطالب العلم ان يعنى بقيام هذا الشرط فيه ولا شك ان هذا الشرط هو من حيث الابتداء فطرة. ومنة من الله جل وعلا ولكنك تعلم انه ما من احد من العقلاء الا وفيه قدر من الاستعداد او تقول الا وعنده قدر من ايش؟ من الاستعداد لفقه الاشياء ما من انسان من العقلاء الا وعنده قدر من هذا الاستعداد ولكن الناس لا شك فيما خلقهم الله جل وعلا يتفاوتون في ذلك فهذا القدر من الاستعداد ايا كان سواء كان على رتبة عالية او دون ذلك ينبغي لطالب العلم ان يعنى ببنائه واقصد هنا ان يعنى او ان يعنى الطالب ببناء الملكة الفقهية من خلال العناية باخذ العلم اخذا محكما على طبقاته التي سنذكرها ان شاء الله في المسألة الثالثة ويتتبع لغة المحققين من العلماء وطريقتهم في الصبر والتقسيم وطريقتهم في تحقيق المسائل وطريقتهم وفي الترجيح وما الى ذلك اشير الى مثال او معنى لعله يفسر المقصود هنا الكثير من طلبة العلم مثلا يقرأون لفلان من العلماء ولنضرب مثلا بالامام ابن تيمية رحمه الله فيقرأ له ليأخذ المعاني العلمية التي انتهى اليها اي المسائل العلمية التي انتهى اليها. او يقرأ للامام الشافعي في الام اذا قرأ جملة وسألته ماذا استفدت من هذه الساعات التي قرأت؟ قال النتيجة ان الشافعي رجح في مسألة كذا كذا واختار في تلك المسألة كذا واختار في تلك المسألة كذا واستبعد في تلك المسألة القول الفلاني. هذه نسميها ايش نتائج اخذها القارئ للشافعي في كتاب الام. هذا نوع من القراءة هو المتداول وهو المعروف. ولابد ان يكون ولكني اريد ان نصل الى ان نقرأ لائمة بالتحديد اه يعني علو بناء اه او تجد ان في كتاباتهم بناء للملكة الفقهية ان تقرأ له لتعرف نظامه في ايش؟ اخذ المسألة امالها فانت تقرأ للشافعي في الام ليس لتجمع الفروع الفقهية التي انتهى اليها الشافعي وتعرف اختياره قدر من القراءة مهم ولكن اهم منه فيما ارى خاصة مع الامام الشافعي لان جمع فقه الشافعي معروف في كتب الشافعية اكثر مما في الام بمعنى ان ما في الام ليس هو كل ما في فقه الشافعي. فقه الشافعي رحمه الله كثير منه ما ذكره في الام تجد ان ائمة الشافعية جمعوه في شروحهم ومختصراتهم وكتبهم. ولكن كتاب الام ينبغي لطالب العلم ان يأخذه على انه نوع من ايش ماذا؟ التدريب العلمي. الان اذا جئنا لعلم الطب وجدت انهم يأخذون المعلومة الطبية في السنوات الاولى ثم بعد ذلك يدخلون فيما يسمونه بالزمالة وما الى ذلك ويدخلون في التطبيق والتدريب وما الى ذلك. كذلك العلم لا يكون الطالب بنى ملكة فقهية. يعرف بها حسن الاختيار وحسن الترجيح ومتى تكون الاقوال اه راجحة ومتى تكون مرجوحة؟ وما الى ذلك الا اذا عني ببناء الملكة الفقهية الملكة الفقهية لها جملة من اللزومات والضرورات العلمية لا بد من اجتماعها من اهم الشمولي للعلم وما الى ذلك لكن من المقصود فيها ان يقرأ لائمة عرفوا بالعارضة الفقهية الواسعة والعارضة العلمية الواسعة وخاصة العلماء الذين كتبوا لاننا نعرف علماء اه كبارا في هذا الامر ولكن الاشكال انه ما وصل الينا من علمهم الا النتائج فتجد ان عندهم مسائل لكن من كتب من هؤلاء العلماء فان كتابته تلك ينبغي ان تكون مدرسة طلبة العلم من حيث التدريب. الامام احمد مثلا وان كان رحمه الله ما الف في الفقه لكنه جمع كثير من فقهه في كتب المسائل التي رواها جملة من كبار اصحابك عبد الله وابي بكر وابي داود وغيرهم هذه الكتب التي هي مسائل الامام احمد فرق بين ان طالب العلم يقرأ في كتب المسائل ليعرف ماذا اختار الامام احمد في ايش هذه المسألة او تلك هذا نوع من القراءة ولكن هنا نوع من القراءة ان يقرأ ويعرف النظام الفقهي لدى الامام احمد في طريقة في تقديمه للمسائل وتأخيرها. يعني هناك مسائل كما تعرفون توقف فيها الامام احمد. هناك مسائل جزم فيها الامام احمد هناك مسائل اجاب الامام احمد فيها اجابة فيها قدر من او اشارة الى جزء من التردد هناك مسائل حلف عليها الامام احمد حتى ذكر بعض اصحابه جزءا وهو موجود ومطبوع المسائل التي حلف عليها الامام احمد رحمه ووالله يعني يسأل يا ابا عبد الله تقول كذا؟ فيقول اي والله. تذهب الى حديث كذا؟ فيقول اي والله. فاذا القراءة للكبار و سواء الكبار من المتقدمين او من المتأخرين من المحققين ليعرف الطالب او ليبني الطالب والناظر في العلم ملكة علمية حقيقة ايها الاخوة ارى انه من اخص ما ينقص طلبة العلم اليوم بل كثير منهم هو انه يتمتع بملكة فقهية واسعة كتلك الملكة التي كان يربى عليها العلماء من قبل. اول كانوا يربون على المذهب الواحد في الغالب ولكنه في الاخير وان كان حنبليا محضا او شافعيا محضا او حنفيا محضا الا انه يتمتع بملكة فقهية في داخل مذهبه. يتمتع بملكة فقهية في داخل مذهبه. ولكن لما صار في الكثير من الناس ينقصون عن هذا العمر ويتباعدون عن التمدد مع ان هذا ليس على اطلاقه كما شاء ان شاء الله في الايام القادمة اه ظهر نقص في الملكة الفقهية فصار الشخص او صرت ترى احيانا عجبا في اختلاط المسائل لماذا نقول الملكة الفقهية وما هو قدرها؟ قدرها حتى ينتظم القول وتنتظم الفتوى بمعنى لا تفرق بين خلاف لان الله لما ذكر هذا الكتاب الذي تضمن هذه الشريعة وهذا العلم قال الله عن كتابه افلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا فهذا القرآن ما فيه اختلاف وكذلك الشريعة ما فيها يعني لا تفرق بين المتماثلات ولهذا تجدون ان العلماء اجابوا عن المسائل مع ان النصوص الصريحة فيها قليلة. وهذا من باب استعمال العموم واستعمال المطلق واستعمال القياس وانواع الدلالات المعروفة في كتب اهل العلم. فاذا الملكة الفقهية ينبغي لطالب العلم ان يجعلها اصلا في منهجه وان يعنى ببناء ملكته الفقهية وان يأخذ بعض الكتب كأنها كتب تدريب له. وكأنه في ميدان تدريبي علمي ليحاكي تلك الاساليب والطرق التي كان الكبار من اهل العلم يقفون عندها لينتهي الى نتيجة يعرف متى يقف؟ ومتى يجزم ومتى يتردد ومتى يتوسع في الامر ومتى يضيق الامر ومتى يأخذ بالاحوط ومتى يأخذ البراءة الاصلية الى ذلك الاشكال الان انه الكثير من طلاب العلم يحكمهم الطبع اكثر مما تحكمهم الفقهية المقصود بهذا انه تجد ان الشخص الذي طبيعته متساهلة يعني هو طبيعته النفسية فيها انفتاح من هكذا يعني جاءت سجيته فتجد انه حتى في شأنه الخاص واموره العادية والاجتماعية وربما التجارية عنده كانفتاح في هذه الامور فتجد ان هذه الطبيعة تنعكس عليك شخصية علمية فيميل الى الاقوال التي تسهل الامور ولا يحاول ان يعني يضيق امرا وما الى ذلك. وتجد ان الانسان الذي طبيعته حادة وشخصيته ربما تكون صعبة حتى مع اهله ومع او مجتمعة تجد انه حتى اذا تكلم في العلم يميل الى الاغلاق ويميل الى اصبحت الطبيعة ايش مهيمنة على العلم. هنا سؤال هل ممكن انه انسان او الناس هل طبيعتهم واحدة؟ بالطبع ان الله خلقهم متفاوتين هذا لا اشكال فيه ان الناس تختلف طبائعهم. وهكذا خلقهم الله سبحانه وتعالى حتى الصحابة ما كانوا طبيعة واحدة. كما ترون. هل ان الانسان ينفك عن طبيعته هذا ليس مطلوبا لماذا؟ لانه ليس ايش؟ ليس مقدورا عليه لا يستطيع احد ان ينفك عن عن طبيعتها هكذا خلق الله الانسان فطبيعته موجودة ما دام ان الطبائع مختلفة وانه لا يمكن احدا ان ينفك عن طبيعته. فاذا ما هو المقصود في الطلب هنا المقصود ان العلم يهيمن على الطبيعة وليست الطبيعة ايش؟ غاية من اهل العلم. اعطيكم مثلا هل ترون ان طبيعة ابي ابي بكر الشخصية او النفسية مماثلة لطبيعة عمر لا حتى الرسول عليه الصلاة والسلام شبه ابا بكر بعيسى ابن مريم وشبه عمر بموسى عليه الصلاة والسلام فاذا كان بينهما ايش فرق في الطبيعة ولكن هل طبيعة ابي بكر هيمنت على دينه وعلمه الشرعي الجواب لا تجدون مثلا في اسارى بدر لما استشار الرسول عليه الصلاة والسلام الحديث في الصحيح من حديث ابن عباس قال النبي ابي بكر وعمر يا ابا بكر ويا عمر ما ترون في هؤلاء الاسرى فقال ابو بكر يا رسول الله انظر الى اثر الطبيعة على الرأي هو لا بأس ان طبيعتك تؤثر على رأيك لكن المشكلة متى؟ حينما تهيمن دائما على الرأي. فيكون الرأي ليس رأيا من وحي العلم وانما هو من وحي الطبيعة وتأثيرها. قال ابو بكر يا رسول الله هم بنو العم والعشيرة لاحظ حتى العبارات. وما فيها من التقريب للامر. قال يا رسول الله هم بنو العم والعشيرة ارى ان تأخذ منهم فدية فتكون لنا قوة على الكفار فعسى الله ان يهديهم اسلام فقال ما ترى يا ابن الخطاب؟ قال لا والله يا رسول الله ما ارى الذي رأى ابو بكر ولكن ارى ان تمكني من فلان نسيب لعمر قريب لعمر فاضرب عنقه وتمكن علي من عباس لانه عمه كما هو معروف فيضرب عنقه فان هؤلاء هم ائمة الكفر الان ترى ان هذا الرأي مختلف مع هذا الرأي وهذا طبيعته اتصلت برأيه وهذا طبيعته اتصلت برأيه ولكن لكنه اتصال ايش اتصال صحيح لان مناطات ابي بكر في رأي مناطات شرعية ومناطات عمر في رأيه مناطات شرعية ولهذا الرسول عليه الصلاة والسلام ما انف واحدا او خطأ واحدا منهما وانما ترك فالامر الى نزول الوحي لكن لو انتقلنا مسافة حتى نتبين ان طبيعة عمر لم تهيمن على رأيه وانما تتصل برأيه لما جاء المرتدون بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم ماذا كان الموقف ابو بكر هو الذي يقول والله لو منعوني عقالا كانوا يعدونه لرسول الله لقاتلتم عليه وعمر هو الذي يقول ايش؟ يا ابا بكر كيف تقاتلهم وهم يقولون لا اله الا الله لو كانت طبيعة عمر مهيمنة عليه لكان هو الذي في موقع هو المطالب بالقتال ولكن من فقه اولئك السادة رضي الله تعالى عنهم ان طبيعتهم ايش؟ تتصل برأيهم وهذا هو المعنى او الحقيقة الفطرية ولا تهيمن عليها نستكمل بعد الاذان الله اكبر اشهد ان لا اله الا الله اشهد ان لا اله الا الله اشهد ان محمدا رسول ضيعت الصلاة لا اله الا الله اذا هذا ما يتعلق هذا الذي اشرت اليه في قصة ابي بكر وعمر وما يمكن ان نسميه الشرط الفقهي والمقصود به كما سلف هو العناية ببناء ببناء الملكة الفقهية لان من حقق الملكة الفقهية انفك عن تأثير ايش عن تأثير طبيعته من حيث الهيمنة. فنقول ان الملكة الفقهية هي التي تعدل الطبيعة فتنقلها من الهيمنة لا الاتصال والا لا يستطيع احد وليس مقصودا ان احدا ينفك عن طبعه فان من ادعى انه انفك عن طبعه فان هذا ادعاء لا يكون محققا في نفس الامر لان الله خلق الانسان هكذا. وانما هذه الطبيعة تؤدب بادب الرسالة وتؤدب بادب الاسلام. فاذا ما غني طالب العلم ببناء ملكة فقهية و فاقتدى باثار العلماء وهديهم وفقهم وسيرتهم فانه يكون بذلك متخصصا من هذا الامر ويصل به حاله الى ان تكون طبيعته متصلة بعلمه وليست مهيمنة على علمه ولهذا لما ضربنا المثل ائمة الصحابة رضي الله عنهم وجدت فرقا بينا بين الامرين فانك ترى ان ابا بكر اتصلت طبيعته برأيه اتصالا حسنا في قصة الاسرى في بدر وعمر اتصلت طبيعته برأيه اتصال حسنا محكما منطقيا في اعتبار مناطته لانه يقول هم ائمة الكفر وهذا شيء صحيح هم ائمة الكفر اناديدها ومقتضى دين الله سبحانه وتعالى اه انهم محاربون لله ورسوله وتجد ان كلام ابي بكر رظي الله عنه ايظا اتى على مناطات شرعية فانه يقول عسى الله ان يهديهم للاسلام وكان الامر كذلك فان قوما منهم اسلموا بعد ذلك وهلم جرا لكن فلما نظرت اليهم في مسألة او في قصة المرتدين وجدت ان ابا بكر رضي الله عنه هو الذي كان عازما ابتداء على القتال وعمر هو الذي تردد فهذا يدلك على ان اولئك السادة ما كانت طبيعتهم ايش الطبيعة الذوقية الشخصية ماذا؟ مهيمنة والذي اقوله الان هو اننا نرى ان الطبيعة كانت كثيرا من الناس من حتى من طلاب العلم في كثير من الاحوال تجد ان البعض منهم تحكمه طبيعته ربما من حيث لا يشعر فهذا ينبغي لطالب العلم ان يتعاهد نفسه فيه فتكون طبيعته متصلة اتصالا حسنا لكنها ليست مهيمنة انت ترى ان سعد ابن ابي وقاص رضي الله تعالى عنه كان من ائمة القادة ومن ائمة الشجعان فكان شجاعا آآ راميا بل قائدا من كبار قواد المسلمين وخاصة في فتاحات عمر رضي الله تعالى عنه فان سعدا رضي الله عنه سجل امامة في القيادة وما الى ذلك لكن لما جاءت الفتنة بين الصحابة رضي الله تعالى عنهم ووصل الامر الى القتال بين علي ومعاوية وما الى ذلك. هذا القاعد الذي ما كان ينقصه اي شيء من المؤهلات القيادية للامور. وانغمس في الفتنة اقوام من غير الصحابة ليسوا على شيء في العلم ولا في قيادة ولا في الشأن العسكري ولا في غيره. ولكن هذا الامام القائد العظيم علي سعد رضي الله عنه برأيه اعتزل في لم يعتزل حتى في داخل المدينة بل خرج الى ابله في الصحراء وصار كراعي ابل ليس له شأن في هذه الفتنة حتى كان اذا قبل اليه شخص من الصحراء قاصدا اليه كان يتعوذ بالله من شر هذا القادم اليه. حتى قال ابنه عامر قال قدمت عليه لما رأى سوادي قال اعوذ بالله من شر هذا الراتب. هذا المقام الذي قامه سعد بن ابي وقاص في اخذ الامر وان كان الصحابة اختلف اجتهادهم في تلك الامر لكن علي رضي الله تعالى عنه مع امامته وفقهه كان يقول نعم المقام مقام قامه سعد ابن مالك يعني انه اعتزل العمر فيقول ان كان برا اي اعتزاله ان اجره لعظيم وان لم لم يكن يعني وان كان البر فيما نحن فيه فانما فاته ايش؟ يسير من الامر فهكذا لا تكون الطبيعة حاكمة للناس. ولذلك من اخص ما اراه مشكلة ان اليوم في كثير من اه الشباب وفي طلاب العلم وعامة المسلمين ان طبائعهم تحكم كثيرا من تصرفاتهم. المشكلة في هذا الامر ان فهذا امرا ليس مشاهدا ليس مقننا بحروف معينة هو امر من داخل النفس وانت تعرف ان النفس تتقلب بصاحبها وهو لا يشعر ولهذا قال الامام ابن تيمية رحمه الله وكثير من الناس ربما قال في هذه الشريعة ما يرى انه من تقوى الله وهو مما يغضب الله جل وعلا لامور معروفة عندكم لا احب ان نستطرد فيها لان الوقت لا يسع لذلك اذا هذه المسألة الثانية فيما ذكرناه وهي معرفة شرط العلم الشرط العبادي الشرط الاخلاقي الشرط المنهجي الشرط الفقهي. بقي ثلاث مسائل كنت مفترضا اننا ننتهي منها. ولكن الحديث انجر الى القدر ونقف اليها ان شاء الله ونقف عندها وغدا ان شاء الله نستكملها فتكون عندنا المسألة الثالثة في هذه قدماه وهي المتعلقة بمعرفة طبقات العلم وهي خمس طبقات كما قال الامام الشافعي رحمه الله العلم طبقان ونذكر هنا خمس طبقات في العلم المسألة الرابعة العلم بين الشمول والتخصص او الاختصاص والمسألة الخامسة العلم بين الاجتهاد والتقليد فاذا بقي معنا ثلاث مسائل مسألة طبقات العلم ومعرفة الاجتهاد او الشمول والاختصاص في العلم والفرق بين الاجتهاد والتقليد في العلم وهل بينهما اه تضاد ام اختلاف؟ هذا امر ان شاء الله نستكمله في المجلس مقابل نسأل الله جل وعلا ان ينفعنا بما سمعنا وان يجعلنا هداة مهتدين ونقف بعض الدقائق قبل الاقامة مع بعض الاسئلة من مما ورد من الاخوة الله اثابكم الله فضيلة الشيخ واتابعكم هو مستعد حفظك الله اطلب العلم منذ زمن طويل ولكنني اشعر اني لا اصل شيئا وحصلت شيئا لا بأس به والسبب في ذلك انني مشغول بطلب العلم فما نصيحتكم لي واخر يقول انه ليتطلع للعلم ويسعى اليه ويحاول تحصيله والفراش يجد العقبات الكثيرة وضعف قدراتي الشخصية كما يلبس ان ينقطعت وما توجيهكم لهذا الانسان بارك الله فيك. نعم اما الاخ الاول فهو يقول انه يشعر انه لم يحصل شيئا او حصل شيئا لا بأس به وبينهما فرق فاذا كان حصل شيئا لا بأس به فقد حصل خيرا كثيرا الذي يتكلم عنه الاخ في سؤاله وكذلك الاخ هو امر آآ هو من طبيعة الاشياء لماذا؟ لان العلم اي علم فظلا عن علم الشريعة اي علم وخاصة علم الشريعة هو اكبر من كيان الانسان ولهذا لا تستطيع ان تقول ولا تجد في التاريخ كله ان تقول عن عالم من العلماء انه قد حوى جميع العلم فما يتحدث عنه الاخ من انه ما حصل كثيرا العلم اكثر من الانسان بطبيعته الانسان كيان محدود وطاقة محدودة العلم ليس له نهاية بل هو نظام متسلسل ومتصل. ايضا مسألة العقبات كل شيء يدخل فيه الانسان فيه عقبات لماذا؟ لان الانسان داخل حياة معينة مليئة بالعقبات والمتطلبات لكن هذه الحياة كما تراها وكما ان فيها هذه العقبات فيها دروب للسير فهي اشبه ما تكون بالجواد التي يمشي فيها الناس. فان الانسان لو التفت الان في طرف او خارج المدن وقال اين الطريق لا يجد ربما طريقا لكن اذا التفت الى الجهة الثانية وجد مسارا معينا فلست ارى ان الانسان ينبغي طالب العلم ان يقف مع نظرية العقبات لانه لا يمكن ان يأتيه يوم من الايام ويجد انه ايش انه ما في عقبات لا توجد عقبات قد تكون عقبة مادية اجتماعية صحية الى اخره. عقبات تتعلق بنقص القدرات او تفاوت القدرات هذي امور موجودة ولست تظن ان العلماء الذين حققوا علما ووصلوا الى علم واصبحوا علماء لا تتصور انهم ما مروا بعقبات ولا عانوا من مثل هذه الامور. انما الانسان ينبغي ان يكون عازما. واذا رأى العقبة امامه حاول ان يميل يحيد عنها يمينا او شمالا حتى يصل به الامر الى نتيجة واضحة. اما انه هناك علاج للعقبات لا. من يقول في علاج العقبات فهو يخطئ على نفسه. الحياة هكذا نظام فيها عقبات فيها مشاكل لكن انت اذا شاهدت الشيء ابتعد عنه قدر ما تستطيع اذا اصطدم بك حاول ان تتصالح معه مثل ما اذا صدمت سيارة بسيارة يتصالحون ويستمر السير فهكذا نظام الاشياء على هذه الطريقة اما الانسان يقول لا عندنا كذا عقبة اهلي منعوني اشتغلت عندي هذا امر لا ينتهي واذا انتهى اليوم ستأتيك امور جديدة في مستقبل عملك فالعزم وحسن الادارة هو الذي قلص الانسان او يتجاوز بالانسان من هذا الاشكال. نعم الله اليكم يقول السائل هل المقصود بنظام العلم ومنهجه هو خطة لطلب العلم والمنهج في طلبه نعم هو من هذا القبيل هو خطة لطلب العلم ولكن كما اشرت سابقا ليس معنى هذا انها شيء محدد وانما هي معاني منها ما هو اصل متفق عليه ومنها ما هو مما يختاره الناس او يختلف فيه اهل العلم من حيث التمام او من حيث الذوق والاختيار. نعم يقول السائل هل من فساد المنهج الاخلاقي التسلق في العلماء والتلطف منهم بغير حق وبغير نظر هو الله جل وعلا كما تعرفون حرم القول في الاعراض في اعراض المسلمين وجعل النبي صلى الله عليه سلم ذلك من موبقات الاسم ان يقول المسلم في اخيه ما لا يحب وهذه الغيبة التي حرمها الله جل وعلا ورسوله. وفي اهل العلم من باب اولى. القدر الذي صار في كتب العلماء في كتب الجرح والتعديل ما كان من باب التتبع لعورات الناس انما كان من باب ظبط الرواية وظبط الاسناد ومعرفة المؤهل لقبول روايته ومن هو ليس كذلك فيعرف هل هو اوليس بحافظ ويعرف هل هو صدوق او ليس بصدوق وهل هو ثقة او ليس بثقة وهل هو كذاب وما الى ذلك هذا لضبط كلام الشارع لضبط السنة المروية عن رسول الله عليه الصلاة والسلام. ومثلهما وقع في كلام الائمة رحمهم الله في بعض هذه المقتضيات. واما ان طالب العلم ولا سيما المبتدع تجد ان ذهنه اكثر ما يكون مشغولا بالقول في بعض اخوانه من سواء كانوا طلبة علم او علماء او كانوا ليسوا من اهل العلم. فان الاشتغال والاكثار من ذلك يفسد ذوق الانسان فضلا عما يقع في نفسه من الاثم والظلم والعدوان على اخوانه المسلمين ولهذا اوصي طالب العلم ان يكون حافظا للسانه وان لا يكون لعانا لا يكون سبابا لان الرسول عليه الصلاة والسلام يعني الانسان الذي يعود نفسه القدح حتى ولو كان يقدح آآ فيما يرى انه صحيح اذا غلب ذلك على النفس افسدها الرسول عليه الصلاة والسلام لما بعث رجلا يدعو دوسا ودوس هي قبيل من العرب لا تكون ربما قبيلة بالمعنى الكبير لكنه قبيل او حي من العرب من آآ القوم الذين بعث الرسول اليهم من يدعوهم الشاهد ان ان الداعي لهذه القبيلة رجع الى الرسول عليه الصلاة والسلام. فقال يا رسول الله انظروا التعبير الذي حمل وهذا الصحابي رضي الله عنه في بيانه لموقف اولئك القوم من الدعوة قال يا رسول الله ان دوسا قد كفرت وابت يعني عالجت رفضوا الدعوة وما استجابوا وابوا واستكبروا. قال فادعوا الله عليهم هو طلب من الرسول ان يدعو على من ان يدعو على قوم رفضوا الدعوة واستكبروا ولكن الشارع عليه الصلاة والسلام كما قال الله عنه وما ارسلناك الا رحمة للعالمين قال ما قال انه لا يدعى عليهم وما قال استغفر عما قلت وما قال انهم كذا وانما قال اني لم ابعث لانا وانما بعثت رحمة يعني حتى مع الكفار كون الانسان دائما يلعن يلعن يلعن يلعن يلعن طيب هم فهموا تلعنهم لكنهم يحتاجون الى ايش؟ ان تبين لهم سبب هذا اللعن تبين لهم ما هم عليه من الانحراف ما هم عليه من الضلال ما هم عليه من الخطأ ادعوهم الى الاسلام تدعوهم الى الهداية فقال اني لم ابعث لعانا وانما بعثت رحمة اللهم اهد دوسا واعت بهم لا شك انه مما يسوء كثيرا اننا نرى بعض اخواننا من الشباب وطلاب العلم بعضهم في بعض وهم على عقيدة واحدة وعلى منهج واحد وعلى سنة واحدة وعلى كتاب واحد. فهذا التفرق لا شك انه مما عظم الله في كتابه النهي عنه. والدين تحقيقه بامرين ان اقيموا الدين وايش؟ ولا تتفرقوا فيه. من يفرق في الدين فما اقام الدين. تحقيق الدين بالاجتماع عليه وآآ الاهتداء بهدي النبي صلى الله عليه وسلم. نعم يقول السائل كيف لي ان اجمع ان اجمع بين العلوم؟ علم الفقه وعلم الحديث وعلم القرآن هو ليس من جهة كيف وانما من جهة الاستطاعة والتأهيل الذي يكون عليه الانسان. فان بعض الناس قد يكون مؤهلا لاخذ اكثر العلم وبعض الناس قد يكون مؤهلا لتتبع علم واحد وذوق الانسان ايضا يختلف فان بعض الناس يميل عقله وذوقه وتفكيره الى تخصص معين وبعض الناس يكون عنده ساعة من الذوق والاختيار والتنوع في الذهن فربما اصاب اكثر من لغة لغة العلم يعني علم الاحاديث او الفقه والاصول فصار له باع في اكثر من جهة وهذا كما اسلفت يرجعوا الى توفيق الله سبحانه وتعالى وبعد ذلك الى ما اتاه الله الانسان من القوة الذهنية والملكة العلمية وفعل التتبع والاطلاع نسأل الله جل وعلا لنا ولكم التوفيق والسداد وصلى الله وسلم على نبينا محمد واله وصحبه وسلم