السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. من القضايا التي تحتاج مصارحة ومكاشفة في واقعنا اليوم قضية الانتماء الى دين هذا الدين الذي يقدم للناس على انه مجرد انحياز حقوقي للدفاع عن النساء المضطهدات في العالم العربي الامر يحتاج الى تفصيل وتفكيك حتى لا تخدع بالشعارات. لا يمكن ان يجتمع في قلب مسلمة الايمان بالاسلام والايمان بالنسوية قد يستغرب آآ انسان هذا الكلام ويقول انا ما سمعت احدا يتحدث بهذه الحدة والحدية في الحديث عن النسوية واقول للاسف الشديد في واقعنا الدعوي اصبحنا نتجه بصورة كبيرة الى التصالح مع الواقع عوض التأثير في الواقع وتغيير الواقع وتصحيح الواقع يعني حتى بلغ الامر. زمان ملتقينا ثلاثين سنة كان الحديث في التيارات الدعوية او في العام في الحديث العلمي الدعوي عن ننزل على الركبة ام نزع اليدين وتصحيح للاحاديث وتضعيف الاخرى وهذا حديث مقلوب وغيره وهذا استبدال بالفعل السلفي وغير ذلك. اليوم وصلنا الى مرحلة ان في مسلسل رمضاني يتحدث المسلسل في الدفاع عن فعل قوم لوط باعتباره حرية شخصية يجب ان لا نتدخل هذا اين وصلنا اليوم بسبب هذه الحيادية و التجانس عن الحدية في هذه المواقف الاساسية الكبرى في القضايا العقدية لا يمكن ان تكون لينة عليك ان تكون مصارحا مكاشفا واضحا لانك تتحدث عن قضايا ايمان وكفر قضايا جنة ونار. هذا الخط اللين الذي تمدد في العالم الاسلامي في الغرب الاسلامي وفي بلاد الخليج وفي غير ذلك من البلدان سيقودنا ان سكتنا وصمتنا الى ما ال اليه الواقع في الغرب حيث اصبح الناس ينفرون من الدين المؤسسي النصراني يهودية الاسلام الى الاديان الروحية او الاختيار والانتقام في العقائد فتختار شيء وتترك شيء حتى انه عدد كبير من الناس في بريطانيا بالله ولا يؤمنون باليوم الاخر. اذا علينا ان نكون في مصارحة ومكاشفة. هل من الممكن ان تجمع المرأة المسلمة في قلبها بالاسلام والنسوية هذا امر محال لانه لا يجتمع دينان في قلب انسان واحد. قد تقول لي كيف تقول الكلام النسوية ليست انتماءا دينيا النسويت هي دفاع عن حقوق المرأة المستلبة. اتريدون ان تكمموا افواه النساء حتى تأثر بحقوقهن اقول رويدك فهذه الشعارات قد الفناها. الامر يحتاج تفكيكا وتحليلا. اقول النسوية ليست هي مجرد دفاع عن حقوق المرأة بامكانك ان تدافع عن حقوق المرأة من اكثر من زاوية ومن زاوية اسلامية من زاوية نصرانية ومن زاوية عالمانية الدفاع عن حقوق المرأة من زاوية نسوي هو انتماء الى التيار العالماني. الفكر العلمانية. العالم تقول كما ذكرت ذلك في كتاب العالمين طاعون العصر كشف المصطلح وفضح الدلالة العلمانية باختصار شديد جدا باختصار تبسيطي العلمانية هي ان تختار قيمك وافكارك قضايا الحق والباطل الخير والجمال تختارها من داخل العالم لا منهم متجاوز ما هو متجاوز العالم اي الوحي هو ان يكون العالم مغلق على نفسه ليكون العالم هو مصدر الحقيقة والمعرفة. العالم هو مصدر التقبيح والتحسين والحق والباطل هو اساس نظرية المعرفة اكتشاف ما يطلب ان نكتشفه ما يمكن ان نكتشفه في هذا العالم اذا قلنا ذلك فالنسوية هذا الطيار مثله مثل اي تيار اخر علماني مثل الليبرالية والحداثوية وغيره والوجوده وغير ذلك هي تيارات تستقي افكارها من داخل العالم وترفض الوحي. اذا كانت النسوية كذلك ان النسوية في حقيقتها هي القول آآ المسير يسميها التمركز حول الانثى ان تكون حقوق الانثى هي المعيار لكن كيف تكون حقوق الانثى هي المعيار اذا كان الشرع هو المعيار لا يمكن يجتمع ذلك. اذا المعيار حقوق الانثى لكن كيف نحدد حقوق الانثى؟ سنحددها من خلال ثقافة العصر. هذه الثقافة المقطوعة مقطوعة السلع بالوحي هي التي تحدث التحسين والتقبيح الحق والباطل هي اذا النسوية في حقيقتها لابد ان تكون لها خلفية عقدية. كل فكرة في في مسألة الحق والباطل والخير والشر لابد ان تكون هي فرع عن تصور اولي كوني. هذا التصور الاولي كوني للنسوية هو ليس تصورا اسلاميا لانك عندما تقول ان التصور الاسلامي هو الحاكم على الحق والباطل الخير والشر فما عدت نسويا اصبحت انسانا تلتزم بالشرع تسمى عند الغربيين اصولي تعود الى الاصول الدينية لتحدد لك رؤيتك للكون. النسوية رؤية عالمانية تقطع امرها بالوحي لتستنبط ما يتعلق المرأة وحقوق المرأة. هذه هي النسوية. التلفيق بين الاسلام والنسوية ضحك على الدقون. لانك حتى تعرف فوق المرأة ومقامها في الاسلام عليك ان تعود الى النصوص. وعندما تعود الى النصوص عليك ان تحدد مقام المرأة وحقوقها بالنظر الى كيف تفهم الفاظ اللغة وتفهم سياقات القرآن وتفسر القرآن بالقرآن وبالسنة وبفهم الاولين وبالخضوع لي مسألة الاجماع. هذا منهج لا علاقة له ابدا قضية النسوية. اذا لا توجد نسوية في الاسلام الا ان النصوص لا تفسر تفسيرا جندريا ولا يمكن الجمع بين الاسلام والنسوية لان نسويه فرع عن رؤية كونية هي دين اخر عندما اقول دين الدين في التعريف الاسلامي والدين في التعريف الفلسفي لهو وجهان وذكرت ذلك في كتاب العلمانية تاعون العصر التفسير الاول للدين انه هو هو هي المنظومة التي تعود الى الايمان باله تنبثق عن هذا التصور تصورات اخرى فرعية في باب الرؤية الكونية والفعل والامر والنهي والتحسين والتقبيح. هذا وجه لكن في الحقيقة هذا التفسير تفسير ضيق لا يوافق التفسير وهو ايضا تفسير يخرج منه حتى تصورات اخرى دينية يقينا مثل تصور البوذية البوذية دين يرفض في دين يرفض الايمان بالاله. اذا التفسير الثاني الفلسفي الموجود في المعاجم الفلسفية وهو تفسير القرآن الدين كل تصور كوني ينبثق عنه امر مسائل في التحسين والتقبيح ونظم سلوك الانسان في هذه الحياة على هذا الوجه فالنسوية فرع عن تصور عالمي يقطع الصلة بالاله ويعتقد ان الانسان سيد هذا الكون هو الذي يحدد كل ما يتعلق بمقامه وحقوقه وواجباته. اذا النسوية كالليبرالية وغير ذلك دي نص ده اخر هذا الدين الاكبر دين العلمانية لان العلمانية لا تقدم لك مقولات في الحق والباطل التحسين والتقبيح لا تقدم اذا تقول لك ذخيرة او شر. انا مع العالمانية تقول لك انت المحدد لهذه المسائل. انت تحرم وتحلل. بعد ذلك اذا اردت ان تحدد هذه الرؤية ضمن رؤية ليبرالية وضمن رؤية رأسمالية الشيوعية او ضمن الرؤية مزدكية وغيره فهذا شأنك انت. اذا هذه اديان لا يمكن ان تجتمع مع امر التسليم للاسلام. كيف اذا نحدد امر الحقوق في الاسلام نحددها بالعودة الى النص. طيب الانسان الذي ينكر دينا نسويا. هل هو انسان ينكر ان في واقعنا ظلم للمرأة غير صحيح. بل نقر ان في اعرافنا امور فاسدة تسيء للمرأة وتسيء للرجل نحن نعلم انه في بعض البلاد هناك مثلا حرمان المرأة من حقوقها في الميراث مثلا في الكثير من الارياف اعلم ان المرأة قد تحرم من حقها في التعليم. نعلم ان هناك نساء يعملن ويأتي والد الفتاة فيأخذ راتبها ويمنعها الزواج حتى يستبقي يعني ما تدره عليه ابنته من ما نعلم ان ان الظلم موجود لكن هذا الظلم سببه ماذا؟ سببه ابتعاد عن الشرع. طيب كيف نصلح ذلك؟ هل نعطي المرأة اكثر حقوق ام ماذا نفعل؟ باختصار شديد. اصلاح الواقع هو في صناعة المسلم السوي. صناعة الرجل السوي صناعة المرأة السوية. صناعة الطفل السويس صناعة المجتمع السويم. اذا اردنا ان نصلح هذا الامر بالقانون سوف نعطي المرأة هذا الحق وهذا حق وهذا حق على حساب الرجل ففي الاخر نحن سنصنع مجتمع ذويني متصارع. في تونس مثلا هناك عدوان في الدستور وفي مجلة الاحوال الشخصية على الشريعة فيما يتعلق ما آآ بالمرأة اين انتهى الامر؟ هل اخذت المرأة حقوقها في الاخر اصبحت نسبة الطلاق عالية جدا وهناك نشاط مستمر لتدمير الاسرة. امر الحقوق لا يصنع بالقوانين. المرأة في الغرب عندها حقوق كثيرة في باب التملك باب كثيرة جدا. لكن في الاخر المرأة مظلومة ومطهرة في المجتمع الغربي والطيار النسوي يلعن الرجال ليل نهار. ويلعن الواقع ليل نهار. اذا انت لا يمكن ان تصلح هذا الواقع امري القوانين الزجرية او انت تعطي هذا بعض المال وهذا انت ستصلح الانسان في ذاته. تصلح الرجل تصلح المرأة تصلح الأسرة كل يأخذ حقهم ضمن مفهوم العدالة لا مفهوم المساواة لأننا اذا قلنا بالمساواة سننفي المرأة ولن نعطي المرأة حقها بمعنى انا دائما اكرر هذه المسألة ان التيار النسوي في حقيقته لا يدعو الى الانتصار الى المرة. التيار السوري في حقيقته يدعو الى الغاء المرأة لصالح الرجل. التيار النسوي لا الى جنس واحد يونيسكس هو ان تكون رجلة المرأة. التيار النسوي في الحقيقة يتبنى مفهوم اللاهوتي النصراني الذي يعتبر مرأة كائن معيب حتى ينصلح لابد ان يصير رجلا. التيار النسوي يدعو الى ذكورية المرأة ولا يدعو الى ان تكون المرأة مثل الرجل. لان المرأة الرجل في التيار النسوي هو المعيار في تحديد الانسان السوي في حقوقه وفي واجباته. قد يقول لك لا والله انت تتحدث بهذه الصورة آآ لانك آآ تريد ان تكميم نساء آآ افواه النساء ما علاقتي انا بافواه النساء وتكميم افواه النساء؟ انا اعيش في مكتبي ويعني حياتي كلها متعلقة بالبحث العلمي. يعني اه هذه الصورة التأملية وكأن الرجال يجتمعون لقمع النساء. تصور سادة جدا يعني انا مثلا اذا اذا اذا ابنتي الصغيرة اسأل الله ان يحفظها ويحفظها بنات المسلمين كبروا كبرت. هل ساكون؟ هل ساتعاطف على الاقل قلبيا مع ابنتي ام مع زوجها؟ طبعا الاب ستتجه الى التعاصر للبنت فانا لن افضل آآ آآ زوج ابنتي على ابنتي لانه آآ يعني آآ رجل مثلي. هذا تفسير ساذج جدا نحن نتحدث عن قضايا عقدية. قضايا عقدية لا علاقة لها بتكميم افواه النساء ولا غير ذلك. الامر يتعلق المرجعية. ما معنى الدين؟ الدين في حقيقته هو امر المرجعية اذا قلت لي بمرجعية فلان كذا فاقول لك دينه كذا بعيدا عن التسميات نحن في حديثنا عن النسوية نتحدث في انها تصادم الاسلام صراحة في في باب المرجعية. اذا ادركت المسلمة ذلك علمت انه لا يمكن ان يجتمع في قلبها ايمان بالله وبالوحي والايمان بالنسوية. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته