بل انها تمثل البنية الاساس لخطابه الذي عليه يتفرع كل شيء مما قرره في العقيدة والشريعة على السواء. ان جماع الامر في في هذه النصوص كلها انه تعالى خلقنا وخلق لنا. هذا مبدأ قرآني كوني عظيم وهو ما سميناه بحق الخالق ان تدبر قضية الخلق لا يحيل المرأة على تدبر حقيقة الوجود الزمني للإنسان اي مفهوم العمر هل قضية جديدة جدا كما صاغها القرآن في سورة الانسان؟ قال تعالى هلتا على الانسان حين من الدهر لم يكن شيء في ان مذكورة. انا خلقنا الانسان من نطفة لمشاج نبتليه. فاجعلناه سميعا بصيرا. انها لمن اعظم الايات القرآنية الباهرة ترى اية تملأ القلب رغبا ورهبا. فلنتدبر كيف ان الانسان دأب على التذكر والتفكر في الزمان من عمره الفردي وعمره الاجتماعي سواء تعلق ذلك بالماضي او الحاضر او المستقبل ولكن لا شيء بعد ذلك لا يتفكر في مرحلة ما قبل العمر وهي مرحلة العدم ونحن معشر جنس انسان. اذ ندرك اننا لم نكن ثم كنا نصاب بنوع من الرهبة والرغبة فيما يتعلق بقضية الوجود والعدم. وهذا فضل علينا من الله الذي قال وهذا فضل علينا من الله الذي جعل لنا حقيقة الوجود بهذا المن الذي من به علينا من الخلق. نعم حق الخالقية اذا هو مفتاح التعرف الى الله جل وعلا. ان هذا الحق بقدر ما هو متعلق بذمة الانسان لربه الذي خلقه. فانه يستفيد منه معنى عظيما ان احساسه بوجوب هذا الحق عليه يخرجه من التيه الوجودي الذي ضاعت فيه افكار الجاحدين من العالمين. او بعبارة قرآنية يخرجه من الظلمات الى النور. واي ظلام اشد من التصور العبثي للحياة؟ او كما قالوا ان هي الا ارحام تدفع وارض تبلع فباي نفسية يعيش الانسان هذه الحياة وهو يرى ان مغايتها الى العدم المطلق والفناء الرهيب الذي ما بعده حياة ان السالك حينما يذوق من معرفة الله لمعات وانوارا. يتعلق قلبه بحب الله تعالى. لانه هو الذي اوجده وخلقه انما يجد الجمال الحق في تلك المعرفة. وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم ان الله تعالى جميل يحب الجمال. فمن ذاق عرف ومن عرف اشتاق وليس عبثا ان يكون ضمن السبعة الذين يظلهم الله يوم القيامة يوم لا ظل الا ظله جل وعلا رجل معلق في المساجد. ولا يتعلق القلب الا اذا احب. ولا يحب الا من شهد الجمال. وانما نرى جمال الله جل جلاله في شعورنا القوي بجمال خالقيته تعالى وكمال قيوميته وحسن اجابته وكرم رعايته وقرب رحمته وانسه فلم يكن عبثا اذا ان يتوارد ذكر الاسماء الحسنى والصفات الالهية العلى عبر كل فصول القرآن سواء في ذلك سياق والعقائد او التشريع او القصص او الوعد والوعيد وسواء في ذلك مطالع الصور وخواتيمها او اواسطها كان ذلك خلال الامر او خلال التقرير والتخدير فهي كالنجوم الذرية تتلألأ بالنور الرباني العظيم في تلك المساقات جميعا ما بين الطوابق واللواحق والقرائي مما يجلي للعبد الذاكر جمال الله وجمال المعرفة به في عبد له طريقها سالكة ولكن كل ذلك انما يكون على قدر شهود القلب وصفاء البصيرة وصدق الاقبال على الله الدخول في مشاهد الذكر والتلاوة للكتاب. ان العبد يا امير المؤمنين ان العبد الذي ايقن بمعرفة الله يفيض قلبه من محبة محبة كل شيء. اذ يجد اخوة ايمانية في وجدانه مع كل شيء من الكائنات. عدا من تولى. فالكل مستغرق في عبادته سائر اليه عبر مسالك المحبة تسبح له السماوات السبع والارض ومن فيهن واني لشيء الا يسبح بحمد ولكن لا تفقهون تسبيحهم. انه كان حليما غفورا. ولقد جعل الله لنبيه داوود معجزة كشف لبعض فكانت الجبال والطير تسبح بتسبيحه وتدعو بدعائه في مجالس تفيض بالنور والجمال تلتقي على موعد في الغدو والاصال كما في قوله تعالى انا سخرنا الجبال معه يسبحن بالعشي والاشراق والطير محشورة كل له ان الكون يا امير المؤمنين قل له في وجدان المسلم مثل طيور داوود عليه السلام مجالس انس وذكر تشعره القوة الكبرى في السير الى الله عبر اسلاك العبودية. كل في فلك يسبحون. فالمعرفة طريق لا تنفد تجلياتها. ولا اشراقاتها الا بلقاء الله. حيث ينكشف سر السير الى الله. واعبد ربك حتى ياتيك اليقين. ويرى العبد هنالك بعين اليقين حقيقة الوجود الدنيوي من خلال وجوده الاخروي لقد كنت في غفلة من هذا فكشفنا عنك كغطاءك فبصرك اليوم حديد. ان المعرفة ان المعرفة بالله تملأ القلب انسا بالله. ثم انسا بالحياة وانسا بالكون الكائنات وانسا حتى بالموت الذي لن يرى فيه العبد المحب اذ يقف عليه الا موعدا جميلا للقاء جميل مع رب فذلك ذوق الاحسان في قمة المشاهدات الايمانية وانما الاحسان ان تعبد الله كأنك تراه فان لم تكن تراه اه فانه يراك. وعليه فان هذا الانسان يا امير المؤمنين بما هو مخاطب بهذا القرآن اساسا. بابعاده الامرية الكرة هو انسان كوني بامتياز. فهو لا يسكن الأرض الا بقدر ما يسكن الكون كله حقيقة. فعلاقاته لو تبصر تمتد الى اعلى انطلاقا من هذا القرآن لانه وحده دون سواه. الكفيل بايصاله الى مصدره الاول. وربطه بحقيقة الوجودية كما جاء في الايات منطلق الدرس ما كنت تدري ما الكتاب ولا الايمان ولكن جعلناه نورا نهدي به النشاء من عبادنا. وبما ان البشر شتى خلقا وتقديرا وسعيا وتدبيرا. فقد كان هذا القرآن على نفس تلك والشمول من الامكانات المتصورة من النشاط الانساني في الارض على الاطلاق. ولذلك جاء جامعا لكل معارج الكتب السماوية السابقة بدون استثناء ففيه معارج ابراهيم ومعارج موسى ومعارج داوود ومعارج عيسى ثم فيه معارج اخرى فضلى تفرد بها القرآن الكريم. لم تفتح قبله قط في التاريخ. وكل ذلك جميعه كان معارج لنبي هذه الامة الرسول الجامع المانع سيدنا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم. وهذا انما هو صريح حديثه الصحيح المليح الذي رواه الطبراني والبيهقي ازكى الصلاة والتسليم. قال اعطيت مكان التوراة السبع الطوال. والسبع الطوال انما هي الصور السبع الطويلة التي في اوائل المصحف اعطيت مكان التوراة السبع الطوال واعطيت مكان الزبور الميئين والميئون هي والميئون هي الصور التي تبلغ او تكاد او تفوق قليلا مئة اية واعطيت مكان الانجيل المثاني. والمثاني على خلاف في القول. قيل هي التي تسني المئين. وقيل سميت المثاني لانه يثنى فيها الوعد والوعيد قال عليه الصلاة والسلام في في تتمة الحديث وفضلت بالمفصل والمفصل هو القسم الآخر من القرآن يبتدأ على خلاف اثم بصورة الحجرات او بسورة قاف وقد رجح العلامة عبد الله قنون رحمه الله انه يبتدأ بسورة الحجرات كما فسره في تفسيره فجعل لكل كتاب من الكتب السماوية السابقة ما يقابله من فصول القرآن واقسامه. ان هذا القرآن بعمقه الكوني هذا المطلق عن الزمان والمكان يحقق اخوة انسانية كبرى. لا يمكن ان تتحقق على هذا الميزان بسواه. لانه شبكة اتصال وجودية ذات انسجة افقية وعمودية فيها مداخل لا حصر لها للإمكانات البشرية ولذلك فهو يتيح لكل انسان مهما كان كانت ميوله وان كانته الطبيعية والفطرية والاجتماعية والثقافية ان يتصل بحقائق الوجود الحق وانك لتهدي في الى صراط مستقيم. صراط الله الذي لهما في السماوات وما في الارض. وبما ان شبكته موئلها في نهاية المطاف واحد فهي تصل في الختم الى الحق الواحد. الا الى الله تصير الامور. وهنالك يجد المؤمن لذة التعرف الى الله جل وعلا بناء على ما تقرر من ان غاية الخلق الالهي للانسان انما هي التعرف الى الله جل علاه فقد جعل له سبحانه وتعالى وسيلة من اعظم الوسائل التعبدية. الا وهي التعارف. فالانسان فالانسان بما هو مفطور خلقة على سنة الاجتماع البشري اذ خلق من ذكر وانثى وجعل شعوبا وقبائل