او كان بعد النبوة وقد صارت المواقف التي فيها الفطنة متكاثرة كما فعله لما دخل مكة وهي تحت سلطان المشركين على صلح حصل وكان الكفار قد قالوا عن الصحابة وهنتهم حمى يثرب فبهتوا فسألوه وقد اعدوا له الاسئلة ما حال زوجة نبيكم تلك التي قيل انها كانت مع رجل اجنبي في سفر قال قد برأها الله كما برأ مريم من فوق سبع سماوات ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله اما بعد فان اصدق الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الامور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار عباد الله المؤمن كيس فطن وهذه الحكمة والفطنة مهمة في تعامل المسلم مع احكام الشريعة ومع الناس من حوله وقد كان لانبياء الله تعالى من الفطنة النصيب الاعظم ولما جيء ليعقوب عليه السلام بقميص مصبوغ بدم ليس فيه اثر تمزيق ولا خمش وقالوا له تركنا يوسف عند متاعنا فاكله الذئب قال بل سولت لكم انفسكم امرا لانه عليه السلام قد علم بفطنته كما قيل عنه اني لاعلم ان الذئب ليس حليما ولما وردت على داوود عليه السلام مسألة الحرف البستان والغنم التي نفشت في ذلك الحرف كما قال الله وداوود وسليمان اذ يحكمان في الحرف اذ نفشت فيه غنم القوم وتأمل في قوله نفشت لتعلم انه لا يوجد كلمة اخرى تقوم مقامها في التعبير عما حدث في تلك الواقعة دليلا على دقة النص القرآني وبلاغته اذ نفشت فيه غنم القوم فاتلفت واكلت وافسدت في كله اذ نفشت فيه غنم القوم وكنا لحكمهم شاهدين فقضى داوود عليه السلام في البداية ان لصاحب الحرف الغنم مقابل ما حصل من الاتلاف فلما خرجا على سليمان عليه السلام فسألاه قضى فيها بان يأخذ صاحب البستان الغنمة فيستفيدوا من لبنها وصوفها ويأخذ صاحب الغنم البستان فيعيده كما كان. فاذا عاد الى ما كان عليه اخذ صاحب الغنم غنمه وصاحب البستان بستانه ففهمناها سليمان وكما دخلت اختان كان لكل واحدة منهما رضيع فخرجتا الى البادية فعدا الذئب على ابن احداهما فاخذه فاختصمتا في الثاني فقضى به داوود للكبرى لانه قيل لانه كان في يدها فلما خرجتا على سليمان عليه السلام فعلم قال هات السكين اشقه بينكما فقالت الصغرى لا هو ولدها. يرحمك الله فقضى به للصغرى فتكلمت الامومة الحقيقية لصاحبة الولد الحقيقية نطقت بانقاذ الولد ولو لم يكن عندها فعلم انه ابنها فقضى به لها وهكذا كان نبينا صلى الله عليه وسلم له النصيب العظيم من هذه الفطنة قبل النبوة لما قضى في رفع الحجر في ذلك الثوب من اركانه من قبل المتنازعين ثم وضعه بيده الشريفة في موضعه واجتمع الكفار فوق الجبل من جهة الحجر انا فتى ان يختلطوا بالمسلمين وعنادا فقال عليه الصلاة والسلام لاصحابه بان يرملوا مع ما فيهم من الاجهاد حقيقة والتعب من الاركان الثلاثة ما بينها للكعبة وان يمشوا مستبقين انفسهم في راحة ما بين الركنين لان الكفار لا يرونهم في هذه الجهة ففعلوا ذلك فقال الكفار هؤلاء الذين قلتم وهنتهم حمى يثرب فكان في ذلك من الحرب النفسية عليهم ما كان وكان للصديق الفطنة العظيمة لما خطب النبي صلى الله عليه وسلم في اخر حياته خطبة اخبرهم فيها ان عبدا خيره الله بين البقاء في الدنيا وبين ما عنده فاختار ما عند الله فبكى ابو بكر من بين سائر الصحابة فقالوا ما يبكيه ان قال ان عبدا خيره الله بين البقاء في الدنيا وبين ما عنده فاختار ما عند الله فلما علموا بعد ذلك ان هذا هو رسول الله صلى الله عليه وسلم كان قد اعلمهم دنو اجله ففطن لها الصديق رضي الله عنه وهو الذي كان في الهجرة يمشي تارة بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم وتارة خلفه فسأله عليه الصلاة والسلام قال اذكر الرصد فامشي امامك واذكر تتبعهم من خلفك امشي وراءك رضي الله عنه وعلى ذلك قضاة المسلمين وعلماؤهم فلما جاءت امرأة الى الخليفة تقول زوجي رجل صالح مجتهد في العبادة يقوم الليل ويصوم النهار فاثنى عليه واثنى عليها لثنائها على زوجها وكان ذلك الفهم الفطن في المجلس قال يا امير المؤمنين قد ابلغت في الشكوى قال اشتكت من قال زوجها يعني انه لا يقربها وليس عندها ولا حولها قال كما فطنت لمسألتها فاقض بينهما قال فرضت ان له اربع نسوة وان لها ليلة من اربعة فاذا اجتهد في الثلاث في العبادة فلابد ان يكون عندها الرابعة يلبي حاجته فبعثه قاضيا الى البصرة المسلم يفطن لاحكام الله تعالى ويعرف ماذا اراد الله فاذا لاحظ على سبيل المثال قوله عليه السلام في الابناء في الاولاد مروا اولادكم او ابناءكم بالصلاة وهم ابناء سبع واضربوهم عليها وهم ابناء عشر وفرقوا بينهم في المضاجع ان الشرع اراد شيئا من وراء هذا ولما قال عليه الصلاة والسلام لو تركنا هذا الباب للنساء قال ابن عمر فما دخلت منه حتى الموت ما دخل منه وقال عليه الصلاة والسلام ليس للنساء ليس لكن ان تحققن الطريق. يعني في وسطه يمشين في جوانبه ولما قال الله ولا يبدين زينتهن وقالوا وليضربن بخمورهن على جيوبهن وقالوا ولا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض. وقال ولا تبرجن تبرج الجاهلية الاولى وقال عليه الصلاة والسلام ما خلا رجل بامرأة الا كان الشيطان ثالثهما علم مقاصد الشريعة بفطنته فحافظ على اهله والزم زوجته وبناته حكم الله قبيل الاولاد في المضاجع وحرص على العرض اللهم انا نسألك ان تفقهنا في دينك وان ترزقنا اتباع سنة نبيك صلى الله عليه وسلم. احينا عليها وامتنا عليها يا رب العالمين. اقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم فاستغفروه. انه هو الغفور الرحيم الحمد لله اشهد ان لا اله الا هو وحده لا شريك لا شريك له وربنا وخالقنا الهنا سبحانه خلق فسوى وقدر فهدى وانعم ولطف واعطى ووهب فله الشكر على ما اعطى ومن سبحانه وتعالى. اشهد ان لا اله الا هو وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبد الله ورسوله البشير والنذير والسراج المنير سيدنا وحبيبنا وقدوتنا واسوتنا محمد بن عبدالله. اللهم صلي وسلم وبارك عليه وعلى اله وذريته الطيبين وازواجه وخلفائه الميامين واصحابه والتابعين لهم باحسان الى يوم الدين. عباد الله ومن الفطنة العظيمة ما يكون في الاجابات في اثناء الدعوة غير المسلمين الى الاسلام ولما ذهب القاضي ابو بكر رحمه الله الى الروم ليحاورهم وكانوا في مجلس عظيم فيه راهبهم الاعظم وحبرهم الاكبر وصاحب صليبهم المعظم فبدأ به فقال كيف حالك وحال اهلك واولادك فنخروا في المجلس نخرا عظيما وقالوا ويلك وقر صاحبنا فوق مستوى الشهوات لا يليق به ان يتزوج وان يكون له اولاد هكذا احبارنا ورهباننا قال ويلكم نزهتم صاحبكم عن الزوجة والولد ولم تنزهوا ربكم عن الزوجة والولد غير ان مريم كان لها ولد وعائشة لم يكن لها ولد فبهتوا ثم قالوا لما تتزوجون من نسائنا ولا نتزوج من نسائكم قال نحن نؤمن بنبيكم فنتزوج من نسائكم فاذا امنتم بنبينا زوجناكم من نسائنا وهذه قصة وقفت عليها بنفسي من راويها الذي شارك فيها فيها فطنة جواب مسلم لغير مسلمة كانت سببا في نجاح عظيم قال كانت امرأة في بلد اوروبي عجوز نصرانية ثلاثة وتسعين سنة تسكن في عمارة وجارها مسلم فكان هذا الشاب اذا رآها دخلت باغراض نزل فحملها لها واوصلها واعانها وساعدها وربما نظف لها بيتها فقالت له مرة انت تأخذ اجرة على هذا احد يعطيك اجرة؟ قال نعم فظنت انه ولدها العاق الذي رماها وتخلى عنها كلف بمال هذا المسلم يرعاه فلما فعل لها خدمة كبيرة يوما قالت من الذي يعطيك الاجرة قال الله لم يقل ذلك في البداية قال الله قالت من هو عرفني به فاتى لها بما تسمع وتقرأ في التعريف بالله وكتابه ونبيه ودينه قال الذي يروي القصة فجائتنا في المركز الاسلامي صلاة العصر واعلنت اسلامه وفي صلاة العشاء اصابتها وعد وعكة مفاجئة ففارقت الحياة فماتت على الاسلام بحسن معاملة وفطنة جواب من مسلم انقذها الله به من النار قال فلما سمع ولدها بموتها جاء يسعى ودخل البيت واخذ المال وشرع يبيع الاغراض والاجهزة والاثاث فلما اردنا ان نأخذ امه لنغسلها ونكفنها وندفنها في مقبرة للمسلمين رفض قال ابدا هذه نأخذها لتدفن حسب طريقتنا في مقبرتنا قال وصار الشد والجذب وكل اسلمت قال لا. ورفض وصارت بيننا وبينه صراع فقال في الاخر انتم جادون في آآ انكم تريدونها فقلنا نعم قال ابيعكم اياها كم تريد قال خمسة الاف يورو قال فتقاطرنا وجمعنا المال من هنا ومن هنا واعطيناه اياه واخذنا اختنا في الله اعنا بها ما اوجبت الشريعة وباع الكافر امه عباد الله ديننا عظيم والله الذي لا اله الا هو ماذا يفعل بالبر وماذا يفعل من غيره بالعقوق وما خالف ديننا من اهله الا من شرد عنه اللهم انا نسألك ان تحيينا مسلمين وان تميتنا مسلمين وان تلحقنا بالصالحين غير خزايا ولا مفتونين اللهم تقبل توبتنا واغسل حوبتنا. اللهم اخرجنا من ذنوبنا كيوم ولدتنا امهاتنا. اغفر لنا ولوالدينا وللمؤمنين يوم يقوم الحساب ادخلنا الجنة بلا حساب يا سريع الحساب يا وهب اللهم اعتق رقابنا من النار. اللهم استر عيوبنا. واقض ديوننا واشف مرضانا وارحم موتانا واجمع على الحق كلمتنا واغث المسلمين يا رب العالمين وارفع الضر عن المكروبين يا رحيم امنا في الاوطان والدور واصلح الائمة ولاة الامور. واغفر لنا يا عزيز يا غفور واجعل بلدنا هذا امنا مطمئنا. وسائر بلاد المسلمين سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين