بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. واشهد ان محمدا عبده ورسوله. صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين. اللهم لا علم انا الا ما علمتنا اللهم علمنا ما ينفعنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين. اللهم واجعلنا لك ذاكرين. لك شاكرين. اليك اواهين منيبين. لك مخبتين لك مطيعين. اللهم تقبل توبتنا واغسل حوبتنا. وثبت حجتنا واهدي قلوبنا وسدد السنتنا واسلل سخيمة صدورنا اللهم انا نسألك قلبا سليما ولسانا صادقا. ونسألك شكر نعمتك وحسن عبادتك. ونسألك التوفيق لما تحبه وترضاه. من سديد الاقوال وصالح الاعمال والا تكلنا الى انفسنا طرفة عين. فاعلموا ظعفنا وقصورنا وان لا حول لنا ولا قوة الا بك. اللهم عليك توكلنا واليك انبنا واليك المصير اما بعد موضوع هذا اللقاء عن ذكر الله جل وعلا. الا بذكر الله تطمئن القلوب ومجالس الذكر خير المجالس واطيبها وازكاها وقد جاء في صحيح مسلم عن نبينا عليه الصلاة والسلام انه قال ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم الا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده وجاء في صحيح مسلم من حديث معاوية رضي الله عنه قال خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن حلقة في المسجد نتذاكر فقال ما اجلسكم؟ قالوا جلسنا نذكر الله. وما من الله علينا قال عليه الصلاة والسلام الله ما اجلسكم الا ذلك؟ قالوا والله ما اجلسنا الا ذلك. قال اما والله اني لم استحلفكم تهمة لكم ولكن اتاني جبريل انفا فاخبرني ان الله يباهي بكم ملائكته ولهذا جاء في الحديث الصحيح عن نبينا عليه الصلاة والسلام ان الله جل وعلا قال انا مع عبدي ما ذكرني وتحركت بي شفتاه وفي القرآن قال الله عز وجل اذكروني وفي الحديث القدسي قال الله تعالى من ذكرني في ملأ من ذكرني في ذكرته في نفسي ومن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منه اقول ذلك لاذكر نفسي واخواني بنعمة الله سبحانه وتعالى علينا ان هيأ لنا هذا المجلس ومن علينا به وهو وحده جل وعلا المان والمتفضل لا شريك له فنسأله عز وجل الذي من علينا بهذا الجلوس ان يجعله جلوسا لوجهه خالصا. ولنا نافعا وان يتقبله منا وان يجعله في موازين حسناتنا. وان يجعل ما نقوله فيه ونسمعه حجة لنا لا علينا. وان يعيننا اجمعين على ذكره وشكره وحسن عبادته يقول الله عز وجل في سورة الرعد الذين امنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله. الا بذكر الله تطمئن القلوب هذه الاية العظيمة فيها فضيلة للذكر عظيمة الشأن جليلة القدر رفيعة المكانة الا وهي ان من اثار الذكر العظيمة وثماره الجميلة. ومنافعه مباركة انه الطمأنينة للقلوب. وسكون للنفوس زوال لقلقها واضطرابها وضجرها. فما اطمأنت القلوب ولا حصل لها راحة وطمأنينة بمثل ذكر الله سبحانه وتعالى فذكر الله عز وجل هو الفرج بعد الشدة. واليسر بعد العسر والراحة بعد الغم والهم والحزن. وهو قرة عيون اهل الايمان وراحة نفوسهم وطمأنينة قلوبهم مفزع لهم في كل كرب وشدة وفي كل غم وهم. فاذا اصيب قلب المؤمن بشيء من الكرب او الهم او الحزن لجأ الى ذكر الله سبحانه وتعالى. فانزاحت عن قلبه همومه وانقشعت غيوم احزاني والامه وكدره وابدله الله سبحانه وتعالى فرحا وفرج وراحة وطمأنينة والقلب انما خلق ليكون ذاكرا لله جل وعلا فاذا غفل عن ذكر الله عز وجل توالت عليه الهموم. ولا تنكشف عن قلبه الا اذا اعاد قلبه الى الذكر لله عز وجل. ولهذا لو تأملنا عامة ادعية الكرب المأثورة عن النبي صلى الله عليه وسلم لوجدتها كلها عائدة الى هذا المعنى. فانه لا تنزاحوا عن القلب الهموم ولا تنقشع الغموم. الا بشر بذكر الله سبحانه وتعالى. والغفلة عن الذكر افة عظيمة ومهلكة للانسان. ومضرة علي. يقول الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى ان حاجة القلوب الى ذكر الله سبحانه وتعالى كحاجة السمكة الى الماء. فما حال السمكة اذا فارقت الماء تراها كيف تضطرب اضطرابا شديدا وهكذا الشأن في القلوب اذا فارقت ذكر الله عز وجل اضطربت. وبدأ يدخلها من من القلق والهم والغم والحزن بحسب بعدها عن ذكر الله وانصرافها عن وغفلتها عن العناية به ولهذا فان ذكر الله سبحانه وتعالى حياة القلوب الحقيقية. فلا تحيا الا به وقد كان الله سبحانه وتعالى يا ايها الذين امنوا استجيبوا لله الرسول اذا دعاكم لما يحييكم. ويقول جل وعلا الم يأن للذين امنوا ان تخشع قلوبهم لذكر الله ما نزل من الحق ولا يكونوا كالذين اوتوا الكتاب من قبل. فقال عليهم فقست قلوبهم وكثير منهم فاسقون. اعلموا ان الله يحيي الارض بعد موتها. قد بينا لكم الايات لعلكم تعقلون انتبه لهذا المثل ما اعجبه اعلموا ان الله يحيي الارض بعد موتها. فكما ان الارض موات اذا انزل الله تبارك وتعالى عليها الماء اهتزت وربت وانبتت من كل زوج بهيج فكذلك القلوب. حاجتها الى ذكر الله سبحانه والعناية بذكر الله جل وعلا كحاجة الارض الى كحاج في الارض والنبات الى الغيث. فان الارض اذا انحبس عنها المطر ماتت والقلوب اذا عنها ذكر الله واعظمه القرآن ماتت. ولهذا تم الله جل وعلا الوحي في كتابه سماه جل وعلا روحا سماه تبارك وتعالى روحا لان الحياة الحقيقية انما تكون به. فلا حياة لها الا بذكر الله سبحانه وتعالى. قال الله عز وجل وكذلك اوحينا اليك روحا من امرنا. ما كنت تدري ما الكتاب ولا الايمان. ولكن جعلناه نورا. نهدي به من نشاء من عبادنا وانك لتهدي الى صراط مستقيم. صراط الله الذي له ما في السماوات وما في الارض الا الى الله تصير الامور. وقال جل وعلا اتى امر والله فلا تستعجلوه. سبحانه وتعالى عما يشركون. ينزل الملائكة بالروح من امرهم وقال جل وعلا نزل به الروح الامين وفي هذه الاية سمى جبريل سمى الله جبريل روحا لانه ينزل بالوحي. الذي به حياة القلوب فلا حياة للقلوب الا بذكر الله عز وجل واعظم ذلكم القرآن الكريم واعظم ذلكم القرآن الكريم. كتاب رب العالمين. الذي هو حياة القلوب وسعادتها وفلاحها في الدنيا والاخرة ومن شأن الذكر في هذا الباب باب طمأنينة القلوب انه طارد للشيطان عن العبد. وقرب الى العبد مجلبة للهموم. ومجلبة للغموم والمخاوف والاحزان. قال الله عز وجل انما ذلكم الشيطان يخول اولياءه. وقال ليحزن الذين امنوا. وهو الصارف للناس عن ذكر الله عز وجل. بوساوسه وهمزه ونفه ولهذا شرعت الاستعاذة بالله منه. قال الله عز وجل قل اعوذ برب الناس ملك الناس اله الناس من شر الوسواس الخناس هذان وصان للشيطان. وسواس خناس. فان اذا غفل عن ذكر الله وسوس. واذا ذكر الله خمس. فذكر الله عز وجل مطردة للشيطان ومبعد له عن العبد المؤمن. والغفلة عن ذكر الله مجلبة للشيطان. والله عز وجل يقول ومن يعش عن ذكر الرحمن يقيض له شيطانا هو له قريب اي ملازم ومصاحب. واذا جثم الشيطان قال على قلب العبد ملأه والعياذ بالله بكل بلاء وحاشاه بكل رذيلة. واوقعه في انواع من الانحرافات انواع من الانحرافات الشديدة التي تبعده عن طاعة الله سبحانه وتعالى وكثير من الهموم التي تصاب بها القلوب بسبب غفلة اصحابها عن ذكر الله جل وعلا فيجثم الشيطان على القلب فلا يكون في القلب طمأنينة ولا راحة ولهذا فان الطمأنينة التي تكون لقلوب اهل الايمان باقامتهم لذكر سبحانه وتعالى من اثارها وثمارها طرد الشيطان عن قلب العبد والشيطان لا يطيق ذكر الله. ارأيتم كيف جاء في الحديث عن نبينا عليه الصلاة والسلام ان الشيطان اذا سمع الاذان ولى وله ضراب مدبرة من شدة عدم اطاقته لذكر الله سبحانه وتعالى والاذان كله ذكر لله جل وعلا. ولهذا فان الله عز وجل حصن حصين للمسلم يحميه لله سبحانه وتعالى ويقيه من الشيطان الرجيم. وقد جاء في المسند والجامع للترمذي وغيرهما عن نبينا عليه الصلاة والسلام ان يحيى ابن زكريا عليهما السلام قال لقومه ان الله امرني بخمس كلمات وامرني ان امركم بهن. فذكر الامر بالتوحيد والصلاة والصيام والصدقة. ثم ذكر الامر الخامس. قال وان امركم قم بذكر الله فان مثل الذي يذكر ربه كمثل رجل انطلق او خرج وراءه العدو سراعا. فاوى الى حصن حصين فاحرز نفسه منه فالذي يذكر الله عز وجل الذي يذكر الله سبحانه وتعالى بمثابة شخص دخل في حصن حصين وحرز منيع يحميه من اعدائه. فالذكر لله عز وجل حصن للمسلم. ولهذا فان عددا من اهل العلم قديما وحديثا سموا كتبهم في ذكر الله سبحانه وتعالى وايراد الاذكار المشروعة سموها بالحسن. لماذا؟ لان في ذكر الله عز وجل حرزا للمسلم ووقاية من الشيطان الرجيم وسلامة من وساوسه. على ان هذا الشيطان عداوته عباد الله المؤمنين عداوة مستمرة لا تتوقف ثم لاتينهم من بين ايديهم ومن خلفهم وعن ايمانهم وعن شمائلهم ولا تجدوا اكثرهم شاكرين. فهو يأتي العبد من جميع جهاته. قد ضرب الامام ابن القيم رحمه الله تعالى بحال الشيطان مع العبد المؤمن في في ايقاعه في الغفلة صرفه عن ذكر الله سبحانه وتعالى بان مثل ذلك مثل رجل معه قطعة لحم بين يديه. وحوله كلب جائع يطوف به من كل جهة. ينتظر ادنى غفلة ليخطف لحمته. وهكذا حال الشيطان. فما احوج وهكذا حال الشيطان مع العبد المؤمن فما احوج العبد المؤمن الى مداومة على ذكر الله سبحانه وتعالى في كل احواله اذا خرج من بيته يذكر الله بسم الله توكلت على الله فاذا قالها قيل هديت وكفيت ووقيت وقال الشيطان لشيطان اخر كيف لك السبيل بعبد هدي وكفي ووقي واذا دخل البيت وسمى الله لم يتمكن الشيطان من الدخول. فاذا دخل دون تسمية قال الشيطان ادركتم المبيت. واذا لم يسمي على الطعام قال الشيطان ادركتم العشاء ومن ذا الذي يرضى لنفسه ان يبيت الشيطان معه وان يجلس معه على طعامه. وهو الد اعدائه واشد خصومه. ومن ترك ذكر الله عند دخوله لبيته فهذا اذن منه للشيطان للدخول. واذا ترك ذكر الله عند طعامه فهذا اذن منه للشيطان بالطعام. واذا دخل المسلم بيت الخلاء وقال بسم الله اللهم اني اعوذ بك من الخبث والخبائث كان ذلك حرزا له من الشيطان. كما جاء في الحديث ستر عورات بني ادم عن اعين الجن قال بسم لا ستر عورات بني ادم عن اعين الجن او كما جاء عن نبينا الكريم صلوات الله وسلامه عليه او عن نظر الجن فهي ستر للعبد. اذا قرأ اية الكرسي لم يزل اذا اوى الى فراشه لم يزل عليه من الله حافظ ولا يقربه شيطان حتى يصبح. والنصوص في هذا المعنى كثيرة جدا ولهذا ما احوج العبد الى ان يعنى دقيقة بالاذكار المأثورة سواء منها الموظفة الراتبة او العامة المطلقة فيعتني بذكر الله عز وجل ليطمئن قلبه وتسكن نفسه ويبعد عن الشيطان وتتحقق له السعادة وهناءة العيش. وراحة البال وطمأنينة الخاطر. وقد جاءت النصوص في كتاب الله عز وجل امرة بذكر الله جل وعلا بالكثرة. لشدة حاجة العباد الى عناية مستمرة دائمة بذكر الله. ومن ذلكم قول الله عز وجل والذاكرين الله كثيرا والذاكرات اعد الله لهم مغفرة واجرا عظيما. وقال الله عز وجل يا ايها الذين امنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا. وسبحوه بكرة واصيلا. هو الذي يصلي وملائكته ليخرجكم من الظلمات الى النور. وقال عز وجل فاذكروا الله كذكركم اباءكم او اشد ذكرا. والايات في هذا المعنى كثيرة فالعبد بحاجة ماسة الى عناية دائمة ومستمرة. وذكر لله تبارك وتعالى اقرأ والسنة جاءت بذكر فضل الذكر وعظيم شأنه. وعظيم ثوابه وما يترتب عليه من خيرات عظيمة. وبركات عميمة. ومنافع متنوعة بل جاء في الجامع للترمذي وغيره من حديث ابي الدرداء رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال الا انبئكم بخير اعمالكم وازكاها عند مليككم وخير لكم من ان ان تلقوا عدوكم فتضربوا اعناقهم ويضربوا اعناقكم وخير لكم من انفاق الذهب والورق؟ قالوا بلى يا رسول الله. قال ذكر الله. قال ذكر الله عز وجل وثبت في الصحيح من حديث ابي هريرة عن نبينا صلى الله عليه وسلم انه يقال سبق المفردون قالوا وما المفردون يا رسول الله؟ قال الذاكرون الله كثيرا ذاكرات وهذا الحديث كأنه يصور حال اهل الايمان وكأنهم في ميدان ومضمار السباق وان الذاكرين الله وان الذاكرين الله بالكثرة والذاكرات هم اهل السبق في هذا الميدان. لا يسبقهم احد. الا من جاء بمثل عملهم وزاد على فاهل الذكر هم اهل السبق كما قال نبينا عليه الصلاة والسلام سبق المفردون وذكر الله عز وجل هو مقصود العبادات كلها. فالصلاة والصيام والحج وغير ذلك من الطاعات انما شرع انما شرعت لاقامة ذكر الله واقم الصلاة لذكري. يقول عليه الصلاة والسلام انما شرع الطواف بالبيت والسعي بين الصفا والمروة ورمي الجمار لاقامة ذكر الله ولهذا فان اهل العبادة من صلاة او صيام او حج او غير ذلك تتفاوت اجورهم فيها بحسب فيها من ذكر الله. وقد جاء في هذا المعنى حديث حسن بشواهده عن نبينا الكريم عليه الصلاة والسلام انه سئل اي المصلين؟ اعظم اجرا؟ قال اكثرهم لله ذكرا. قيل اي الحجاج اعظم اجرا؟ قال اكثرهم لله ذكرا. قيل اي الصوام اعظم اجرا قال اكثرهم لله ذكرا. وقد اخذ اهل العلم من هذا وغيره ومنهم الامام ابن القيم رحمه الله تعالى في كتابه الوابل الصيب قائدة عظيمة في باب المفاضلة في العبادة. الا وهي ان اعظم الناس اجرا في كل عبادة اكثرهم ذكرا لله لها. اعظم الناس اجرا في كل عبادة اكثرهم لله ذكرا فيها. ارأيتم شخصان ارأيتم لو ان شخصين صاما احدهما شغل يوم صيامه بالذكر. والاخر شغل يوم صيامه او جزءا من يوم صيامه بالنوم ايستوي صوم هذا وصوم هذا؟ اتستوي صلاة عمرها من اولها الى اخرها بالذكر لله قلبا ولسانا قلبا وقالبا وشخص وقف في صلاته بجسمه وقلبه اما في متجره او عمله او مصلحته او غير ذلك من شؤونه. اتستوي صلاة هذا وصلاة هذا؟ تكون صورة العمل ملايين واحدة ولكن الفرق بين العملين في الاجر والثواب كالفرق بين السماء والارض فاعظم الناس اجرا في كل طاعة اكثرهم ذكرا لله سبحانه وتعالى فيها. والذكر يكون بالقلب واللسان. وهذه اعلى مراتب الذكر وارفعها قد ذكر العلماء للذكر ثلاث مراتب الاولى الذكر بالقلب واللسان وهي اعلى مراتب الذكر. ثم الذكر بالقلب ثم باللسان. واعلى مراتب الذكر ان يشغل المرء قلبه ولسانه بذكر الله سبحانه وتعالى. ومن اعظم ما يعين على ذلك التأمل في معاني الاذكار المشروعة. والفهم لمدلولاتها. وهذا امر يغفل عنه كثير من الناس وقد نبه السلف رحمهم الله تعالى على اهمية العناية بمعاني الاذكار ومدلولاتها اذ ان كثيرا من الناس قد قد يأتي بالفاظ الذكر او كذلك بالفاظ الادعية المأثورة دون فهم لما دلت عليه. دون فهم لما دنت عليه. والنفع انما يتحقق بتمامه الى العبد اذا عني فهم معاني الاذكار ومعرفة مدلولاتها. ولنتأمل في هذا قصة مفيدة الا وهي ان الفضيل ابن عياض وقصة رواها ابو نعيم في الحلية في ترجمة الفضيل رأى رجلا عنده شيء من التفريط فقال له كم تبلغ من العمر؟ قال ابلغ ستين سنة قال اوما علمت انك في طريق وقد اوشكت ان تبلغ نهاية تلاتة فقال الرجل انا لله وانا اليه راجعون فقال له اوتعرف تفسيره؟ وهذا موضع الشاهد. او تعرف تفسيره؟ يعني هل تعرف على قولك انا لله وانا اليه راجعون. انظر هذا الكلام في زمن التابعين. قال تفسيره قال وما تفسيره؟ قال وما تفسيره؟ فكثير من الناس يأتي بالالفاظ يقول لا حول ولا قوة الا بالله لكن وقيل ما معناه؟ يقول ما ادري. يقول انا لله وانا اليه راجعون وقيل ما معناه؟ قل لا ادري. وهكذا في كثير من الاذكار والادعية المأثورة. فقال له اوتعرف تفسيره؟ قال وما تفسيره؟ قال انا لله اي انا لله عبد. وانا اليه راجعون اي وانا اليه راجع. فاذا علمت انك لله عبد وانك اليه راجع فاعلم انه سائلك. واذا علمت الاذان الاذان تفضل. واذا علمت انه سائلك فاعد للمسألة جوابا. قال وما الحيلة؟ قال يسيرة. احسن فيما بقي يغفر لك ما قد مضى فانك ان اسأت فيما بقي غفر لك فانك ان اسأت فيما بقي اخذت فيما بقي وفيما مضى. هذه القصة العظيمة تفيد فائدة جليلة للغاية. من حيث العناية بمعاني الاذكار والعناية بمعرفة مدلولاتها. ومن ثم تحقيق ما دلت عليه من اخلاص وتمجيد وتقديس وتعظيم لله تبارك وتعالى او استعانة والتجاء وتوكل عليه او غير ذلك مما تشتمل عليه الاذكار المأثورة من المعاني العظيمة والدلالات المباركة. وقد قال العلماء ان مجيء العبد بالفاظ الاذكار دون عناية بمعرفة يكون ضعيف الفائدة وضعيف الاثر ان لم يكن عديم الاثر. والمصيبة واعظم والبلية اكبر اذا كان المرء يأتي بالفاظ الاذكار المشروعة وينقضها بفعاله وهذه مصيبة المصائب. وبلية البلايا. حتى انه يوجد من الناس من يقول لا لا اله الا الله هكذا يشير باصبعه لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل كل شيء قدير. ثم اذا مد يديه يدعو قال مدد يا فلان. ملتجئا الى غير الله سبحانه وتعالى التجاؤه في دعائه لغير الله سبحانه قوله لا اله الا الله. لانه قالها وهو لا يعيه ما دلت عليه من التوحيد والاخلاص لله سبحانه وتعالى. فان لا اله الا الله وهي اعظم ذكري وافضله كما قال نبينا عليه الصلاة والسلام افضل الذكر لا اله الا الله وهي اعلى شعب الايمان كما قال عليه الصلاة والسلام الايمان بضع وسبعون شعبة اعلاها قول لا اله الا الله وهو ارفع مباني الاسلام كما قال عليه الصلاة والسلام بني الاسلام على خمس شهادة ان لا اله الا الله الى غير ذلكم من النصوص الدالة على عظيم فضل هذه الكلمة وانها خير الكلمات. كما قال عليه الصلاة والسلام خير ما قلت انا والنبيون من قبل لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير. فلما وجد في الناس من يأتي بهذه الالفاظ الفاظ الاذكار المشروعة دون فهم لمعناها دون دراية بمدلولها اصلح في فعال بعضهم ما ينقض ويصادم ما تدل عليه تلك الكلمات واحب الكلام الى الله اربع سبحان الله والحمدلله ولا اله الا الله والله اكبر اما التسبيح فهو تنزيه لله وتقديس. واما لا اله الا الله فهي كلمة التوحيد واما الحمد فهو الثناء على الله سبحانه وتعالى مع حبه على اسمائه وصفاته ونعمه والاءه التي لا تعد ولا تحصى. واما التكبير فتعظيم لله واعتقاد انه لا اكبر منه سبحانه وتعالى قال عليه الصلاة والسلام لعدي يا عدي ما يفرك ايفرك ان يقال الله اكبر وهل شيء اكبر من الله وكلمة لا حول ولا قوة الا بالله وهي كلمة امر النبي صلى الله عليه وسلم بالاكثار منها كلمة استعانة وتوكل واعتماد على الله سبحانه وتعالى وتفويض للامور كلها اليه جل في علاه ولكن لما يكون المرء على عدم معرفة ودراية بالمعاني يقع في اخطاء متنوعة ومن ذلك ان يجعل بعض في غير موضعها. يقول شيخ الاسلام ابن ابن تيمية رحمه الله تعالى يخطئ كثير من الناس في كلمة لا حول ولا قوة الا بالله فيجعلونها في الاسترجاع وهي كلمة استعانة. يجعلونها في موضع الاسترجاع وهي كلمة الاستعانة وهذا مثال من الاخطاء التي تقع لدى الناس بسبب عدم تحقيق ذلك عودا على بدء وبه نختم هذا اللقاء يقول الله عز وجل الا بذكر الله تطمئن وهذه الطمأنينة التي تكون للقلوب بذكر الله عز وجل ليس بالذكر او بالاتيان بالفاظ الذكر اتيانا مجردا باللسان فقط. بل لا بد من عناية بالغة واهتمام عظيم بفهم معاني الاذكار ومعرفة مدلولاتها ومجاهدة للنفس على تحقيق ما عليه من توحيد وتعظيم وتمجيد وتقديس لله تبارك وتعالى او استعانة عليه جل في علاه او غير ذلك مما تشتمل عليه الاذكار من المعاني العظيمة والمقاصد الجليلة والمطالب الرفيعة. ونسأل الله عز وجل باسمائه الحسنى وصفاته العليا ان ينفعنا اجمعين بما علمنا وان يزيدنا علما وان يصلح لنا شأننا كله وان لا يكلنا الى انفسنا طرفة عين. اللهم اصلح لنا ديننا الذي هو عصمة امرنا. واصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا واصلح لنا اخرتنا التي فيها معادنا. واجعل الحياة زيادة لنا في كل خير. والموت راحة لنا من كل شر اللهم اغفر لنا ذنبنا كله دقه وذله اوله واخره علانيته وسره. اللهم اغفر لنا ولوالدينا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات. اللهم ات نفوسنا تقواها وزكها ان خير من زكاها انت وليها ومولاها. اللهم انا نسألك الهدى والتقى والعفة والغنى اللهم انا نسألك الثبات في الامر والعزيمة على الرشد ونسألك موجبات رحمتك وعزائم مغفرتك. ونسألك شكر نعمتك وحسن عبادتك ونسألك قلبا سليما ولسانا صادقا ونسألك من خير ما تعلم ونعوذ بك من شر ما تعلم نستغفرك لما تعلم انك انت علام الغيوب. اللهم اعنا ولا تعن علينا. وانصرنا ولا تنصر علينا. وامكر لنا ولا لا تنكر علينا واهدنا ويسر الهدى لنا وانصرنا على من بغى علينا. اللهم اجعلنا لك ذاكرين. لك شاكرين اليك اواهين منيبين لك مخبتين لك مطيعين. اللهم تقبل توبتنا واغسل حوبتنا وثبت حجتنا واهدنا قلوبنا وسدد السنتنا واسلل سقيمة صدورنا. اللهم يا ربنا جنبنا والمسلمين الفتن ما ظهر منها وما البطل اللهم واصلح ذات بيننا والف بين قلوبنا واهدنا سبل السلام واخرجنا من الظلمات الى النور وبارك لنا باسماعنا وابصارنا وازواجنا وذرياتنا واموالنا واوقاتنا واصلح لنا شأننا كله يا رب العالمين اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك. ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك. ومن اليقين ما يهون به علينا مصائب الدنيا. اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ما احييتنا واجعله الوارث منا واجعل ثأر على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا. سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه