قال واما الصواب من القول في رؤية المؤمنين ربهم عز وجل يوم القيامة وهو ديننا الذي الذي الله به ندين بفتح النون. احسن الله اليك. وهو ديننا الذي ندين الله به وادركنا عليه اهل السنة والجماعة وهو ان اهل الجنة يرونه على ما صحت به الاخبار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. صلى الله قال حدثنا ابو السائل سلم ابن مسلا مسألة رؤية المؤمنين ربهم عز وجل يوم القيامة من المسائل العقدية العظيمة التي اختلفت فيها الامة واول من نفى رؤية الله يوم القيامة الجهمية وتبعهم على ذلك المعتزلة وهم من اهل البدع وقال والله لا يرى عياذا بالله واهل السنة والجماعة مطبقون. مجمعون على ما في القرآن وجوه يومئذ ناظرة الى ربها ناظرة كلا انهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون قال الامام الشافعي فلما حجب اعداءه ها علمنا ان اولياءه يرونه قال الله عز وجل للذين احسنوا الحسنى وزيادة قال النبي صلى الله عليه وسلم الزيادة النظر الى وجه الله وتواترت الاحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم في رؤية المؤمنين ربهم يوم القيامة رزقني الله واياكم ذلك واما المعتزلة فاول الايات على غير تفسيرها الوارد عن السلف وانكروا الاحاديث الواردة في هذا الباب وتبعوا الخلف. نعم قال حدثنا ابو السائل سلم ابن جنادة قال حدثنا ابن فضيل قال وحدثنا تميم بن المنتصر ومجاهد بن موسى قال تميم انبأنا يزيد وقال مجاهد حدثنا يزيد ابن هارون ولو حدثنا ابن الصباحي قال حدثنا سفيان ومروان بن معاوية ويزيد ابن هارون جميعا عن اسماعيل ابن ابي خالد عن قيس ابن ابي حازم جريء بن عبدالله رضي الله عنه انه قال كنا جلوسا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم. فنظر الى القمر ليلة البدر فقال ان كن راؤون ربكم عز وجل كما ترون هذا القمر. لا تضامون في رؤيته. فان استطعتم الا على صلاة قبل طلوع الشمس وصلاة قبل غروبها فافعلوا. ثم تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم وسبح بحمد ربك ربك قبل طلوع الشمس وقبل الغروب ولفظ الحديث كحديث مجاهد قال مجاهد رحمه الله قال يزيد من كذب بهذا الحديث فهو بريء من الله ورسوله حلف غير مرة واقول انا صدق رسول الله وصدق يزيد وقال الحق هذا الحديث الذي اورده المصنف باسناده عن جرير ابن عبد الله رضي الله عنه فيه اشارة الى ان النبي صلى الله عليه وسلم اه بين رؤية المؤمنين لربهم بما لا يمكن المزيد عليه. قال انكم راؤون هذه رواية راؤون راؤون بمعنى ناظرون وفي بعض الالفاظ في الصحيحين انكم ترون تنظرون قال انكم راؤون ربكم عز وجل. كما ترون القمر كما ترون هذا القمر. الكاف هنا للتشبيه اي مثل ما ترون هذا القمر والمقصود بالتشبيه تشبيه الفعل بالفعل تشبيه الرؤية بالرؤية تشبيه النظر بالنظر لا تشبيه الرب بالقمر المقصود تشبيه الرؤية بالرؤية النظر بالنظر لا تشبيه الرب بالقمر فالله لا يشبه شيء ليس كمثله شيء وهو السميع العليم قال كما ترون هذا القمر ومما يؤكد ان المقصود تشبيه الرؤية بالرؤية التفسير الذي بعده قال لا تضامون في رؤيته بتشديد الميم لا تظامون اي لا ينضم بعضكم الى بعض. لا تتزاحمون التشديد معناه لا تنضمون لا تتزاحمون كل واحد يريد ان يرى لا كل واحد من مكانه بدون مزاحم او لا تضامون بالتخفيف. هذي الرواية الثانية وهي ثابتة لا تضامون في رؤيتك اي لا يلحقكم ظيم ما معنى الظيم؟ المشقة لا يلحقكم مشقة ولا يلحقكم ضرر في رؤية الله عز وجل لا تضامون في رؤيته ثم بين النبي صلى الله عليه وسلم الوسيلة التي بها ننال هذه المرتبة والمنقبة قال فان استطعتم ان لا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس. اي صلاة هذه الفجر او وصلاة قبل غروبها اي صلاة العصر قال فافعلوا والمراد ان دوام الحرص عليهما سبب لرؤية الله يوم القيامة بهما دوام الحرص عليهما سبب لحصول رؤية الله بسبب ذلك او بهما ثم نقل عن مجاهد عن يزيد قال من كذب بهذا الحديث فهو بريء من الله ورسوله لا شك هذا الحديث ثابت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. كيف يكذب به العاقل قال مجاهد واقول انا صدق رسول الله وصدق يزيد وقال الحق ونحن نقول صدق مجاهد وصدق يزيد وصدق ابن الجليل رحمهم الله. نعم