وفي نهاية الفصل فقدت وظيفتها. حاولت تحصيل عمل في مكان آخر، تحت عنوان: التفكير بشكل ناقد! وتجد على هذا الموقع [Discovery.org] مثلًا يبقى الأمر الأهم من كل ذلك -إخواني السَّلام عليكم. في 2 كانون الأول عام 1991، ولك أن تتصور... كم مرةً سيفكر المدرس بعد ذلك ويتردد أُجْرِيت انتخاباتٌ "حرَّةٌ" في دولةٍ عربيةٍ شقيقةٍ؛ لمعرفة ما إذا كان الشعب راغبًا في تجديد الفترة الرِّئاسية لفخامة الرّئيس، وطبْعًا لم يكن لفخامته منافسٌ، بل على المُنْتَخِب أنْ يختار موافقٌ أو غير موافقٍ على فخامة الرَّئيس. وأسفرت الانتخاباتُ عن فوز فخامة الرَّئيس بنسبة 99.99%. بنفس الطريقة، وبنفس المصداقية، نسمع أنَّ 97%، 98%، 99% من العلماء الغربيّين مؤيّدون لنظريَّة التطور. عبارةٌ تدَّعيها مواقعُ علميةٌ مؤيَّدةٌ للخرافة، ويكررها البعض. (د.نضال قسّوم) لماذا 98%، 99% من العلماء في العالم: (بالإنجليزية) أحيائيين، وغيرهم... كيميائيين، فيزيائيين، فلكيين، يقبلون بهذه النظريّة، ومقتنعون بها قناعة مطلقة؟ (د.عدنان إبراهيم) أُجريت إحصائيةٌ سنة 1995، تفيد... أنَّ زُهاء 99.85% من 100% أي تقريبا 100% إلا قليلًا... 99.85% من علماء (بالإنجليزية) علم طبقات الأرض، وعلماء الأحياء الأمريكيين، يؤيّدون نظريّة التطور. إذن، فهذه النسب يكررها البعض كأحد الأدلة على صحة النظرية، على اعتبار أنَّه ما دام المجتمع العلميُّ الغربيُّ -الّذي يتميز بالحرّية المطلقة، والنَّزاهة العلميّة، والحياديّة- ما دام كلّه تقريبًا مقتنعًا بالنَّظريّة، فلا بدّ من أن تكون صحيحة تعالوا نتعرّف على بعض الحقائق الموثَّقة الَّتي ستصْدمك وتغير انطباعك تمامًا عن هذه الصورة الوردية! ثمَّ أحدّثكم بعد ذلك عن تجربتي أنا الشَّخْصية في موضوع حرية التعبير عن الموقف من التطور في الجامعة الأمريكية التي درَسْت بها. سنبدأ أولًا بفيلم: "المطرودون" "The Expelled" والّذي أجرى فيه المحامي اليهودي الأمريكي بنجامين ستاين "Ben Stein" مقابلاتٍ مع دكاترةٍ وباحثين طُردوا من أعمالهم، وحُرموا من دعم الأبحاث العلمية لمجرد أنَّهم شككوا في "نظريّة التطور". هل سنأخذ كل ما ورد في الفيلم على أنه مُسَلَّمٌ به؟ لا طبْعًا إخواني، بل تعقّبت القصص الواردة فيه، واطلعت على ردود أتباع النَّظرية؛ لنعرف الصافي. حتى تفهم المقابلات، سيتكرر فيها مصطلح: "التصميم الذكي" [Intelligent Design]، ويقصدون به: أنَّ الكون والحياة لم يخرجا بالصُّدَفِية، ولا العشوائية، ولا الانتخاب الأعمى، بل لا بدَّ مِن وجود مَن صمَّمَه. الدكتور ريتشارد فون ستيرنبرغ "Richard Von Sternberg" مختص علم الأحياء التطوري، كان يعمل محرِّرًا لمجلةٍ علميةٍ تابعةٍ لمتحف سميثسونيان للتاريخ الطبيعي "Smithsonian Museum" نشر مقالًا للدكتور ستيفن ماير "Stephen C. Meyer" يطرح فيه أنَّ التّصميم الذَّكي قد يكون هو التفسير لنشأة الحياة، فوصَفَه رئيس القسم بأنَّه إرهابيٌّ فكريٌ؛ لأنَّه أعطى موضوع التصميم الذَّكي بعض المصداقية. وطُرد دكتور ستيرنبيرغ من مكتبه، وتُعُقُّبت انتماءاته الدّينية والسّياسية، وضُغِط عليه ليستقيل، أو على الأقل -حسب رواية أتباع الخرافة- لم يُجدد له عرض العمل كباحثٍ مشاركٍ في المعهد وانتهت حياته العلمية عند هذا الحدِّ. دكتور ستيرنبيرغ كان ينشر الأبحاث، لكن بعدها لا وظيفة ولا أبحاث. لأنه تجرّأ على نشر مقالٍ يمَسُّ قداسة فخامة الخرافة. الدكتورة كارولين كروكر "Dr.Caroline Crocker" متخصصة علم الأدوية المناعي في جامعة جورج ميسون "George Mason University" ذكرت التصميم الذكي في مساق علم الخلية الحيوي، فاستدعاها رئيس القسم، وقال لها إنها سوف تتعرض للضبط. "You will be disciplined" لكن وجدت نفسها كأنها وُضِعَت على القائمة السوداء من حلف التطور وشبكته الممتدة، فلا أحد يُعَيِّنُها. أتباع الخرافة يقولون: لا، بل وجدت لها وظيفة في كُليّة مجتمعٍ. لن أستعرض قصة حياة كلٍّ منهم -إخواني، لكن يكفي أن نعلم أنها تضررت أكاديميًا، لمعارضتها الخرافة. جرَّاح الأعصاب والبروفسور الأكاديمي دكتور مايكل إغنور "Michael Egnor" تجرّأ يومًا وكتب مقالًا يقول فيه: إنّ الأطباء ليسوا بحاجة إلى دراسة التطور ردًا على مقال نشره أتباع الخرافة. هاجمه اللوبي الدارويني ومارس عليه الإرهاب الفكري بالشتائم البذيئة، وانهالت الاتصالات على إدارة الجامعة مقترحةً أنه قد حان الوقت ليحال دكتور مايكل للتقاعد. طبعا -إخواني- لا يقتصر الأمر على التخصصات الأحيائية والطّبية إذا أشرت إلى أنَّ الصُّدف لا يمكنُ أن تُفسّر أيًّأ من الظواهر، فأنت مهددٌ بالطرد. روبرت ماركس"ٌRobert J. Marks II" بروفيسور الهندسة الكهربائية في جامعة بيلر "Baylor University" عندما اكتشفت الجامعة أنَّ أبحاثه لها علاقةٌ بقناعته بالتصميم الذَّكي، أجبرته على ردّ المنحة المخصصة لأبحاثه العلمية، وأغلقوا صفحته البحثية على موقع الجامعة فلا يستطيع أن يطلب الدعم من أيَّ مؤسسةٍ أُخْرى لأبحاثه. عالم الفلك الدكتور غوليرمو غونزاليس"Dr. Guillermo Gonzalez" الذي كان يعمل في جامعة ولاية أيوا "University of Iowa" والّذي كان متميزًا، ونشر في كبريات المجلات، مثل: نيتشر"Nature"، وساينس"Science"، ونشرت له أيضًا ساينتيفك أمريكان "Scientific American" تجرّأ يومًا وأصدر كتابًا بعنوان: "The Privileged Planet" "الكوكب المميز" الّذي يذكر فيه أنَّ كوكب الأرض وُجِد بعنايةٍ بقصدٍ، فطُرِد من جامعة آيوا ستيت عام 2005، ووَجَّه هذه النصيحة لمن يفكر في أن يتجرّأ على التصريح بأن الكون وُجِد بعنايةٍ وقصدٍ. وبقي هذا الدكتور مطرودًا من العمل الجامعي والبحث مدة (8) سنوات لا تجرؤ جامعةٌ على تعيينه، ثمّ قُبِلَ أخيرًا في جامعة بول ستيت "Ball State University"، فثارت ثائرة اللوبي الدارويني. لكن الدكتور غونزاليس تعهد بأنَّه لن يُدَرِّس التصميم الذّكي في محاضراته. وأكَّدت الجامعة أنّها ستراقب غونزاليس؛ للتّحقق من أنَّه لن يطرح هذا الموضوع مرةً أخرى، كما في مجلة "ساينس". أي أن الرجل تاب يا جماعة، تاب ولن يقول مرةً أخرى إن الكون أوجد بعنايةٍ وقصدٍ. لن يعارض القول بأنَّه كونٌ جاء بالصُّدَف العمياء بلا غايةٍ، ولا هدفٍ، ولا فعلِ فاعلٍ، فأعطوه فرصة! بعد هذا كله، لا تعجب -أخي عندما تعلمُ أن عددًا من العلماء رفض أن يُظهر وجهه في الفيلم الوثائقي "المطرودون"؛ لئلا يفقد وظيفته. هذه نتفٌ من فيلم: "المطرودون: غير مسموح بالذكاء". لا تكن ذكيا. عليك أن تنحني لفخامة الخرافة المقدس لا تشر إلى أن الكون أوجد بقصدٍ وإرادةٍ، ولو خفية. وإلّا، فالمصير الذي ينتظرك الطرد من الجامعة، وربّما عدم التعيين في جامعاتٍ أخرى، ووقف دعم البحث العلمي، ووقف الترقية، والتشهير بك، والانتقاد، والهجوم عليك، والسخرية منك، ووصفك بالإرهابي الفكري. إنها محاكم تفتيشٍ تابعةٌ للخرافة، والّتي تذكر بمحاكم التفتيش الكنسية. كنت أتساءل... علماء الكيمياء الّذين يعلمون أنَّ أكثر من (90) عنصرًا طبيعيًا مكتشفًا في هذا الوجود. رُتِبَت نيوترونات كلٍّ منها وبروتوناته في أنويةٍ محددة الحجم بدقةٍ، تجْذب الإلكترونات في مداراتٍ بالأبعاد اللازمة، وهذه العناصر تفاعلت بقوانين كيميائيةٍ دقيقةٍ، لتعطي مركباتٍ تتألف منها أجسام الكائنات. كيف يصدق هؤلاء العلماء هُراء التطور؟! تعالوا نسمع الجواب من البروفيسور جيمس تور "James Tour" من جامعة رايس "Rice University" وهو يتحدث عن الحرية الفكرية في التعبير عن الموقف من "نظرية التطور". بروفسور جيمس تور هو بروفيسور في الكيمياء، وفي هندسة النانو، وفي (بالإنجليزية) علوم الحاسبات، وهو مُصنَّف أحدَ أفضل 10 كيميائيين في العالم بحسب طومسون رويترز "Thomson Reuters" بناءً على إنجازاته المميزة جدًا. بل لا بدَّ من تجفيف منابع الإرهاب الفكري إذ له أكثر من (650) بحثًا منشورًا، وأكثر من (120) براءة اختراع. يقول الدكتور جيمس: إذن، دكتور جيمس يقول لك: من لا يفهم كيف تتركب المواد العضوية كيميائيا، يفهم التطور أي يكون من الأسهل أن يُضْحك عليه بعبارات مثل: تجمَّعت الذَّرات وكوَّنت الأحماض الأمينية بالصُّدفة، تجمَّعت المادة الوراثية بالصُّدفة. بينما يقول لك جيمس: أنا بصفتي أعرف الكثير عن التركيب العضوي، لا أفهم التطور. وهو تعبيرٌ عن أنَّ الَّذين يفهمون الكيمياء يرون التطور سخافة. طيّب، إذا كان سخافةً إلى هذه الدرجة، فلماذا لا ينكرها كبار العلماء في مجالاتهم؟! يخبرك جيمس: بروفيسور بهذا الحجم، يتهامس مع كبار العلماء في الكيمياء، لكنهم جميعًا خائفون من التصريح بعدم القناعة بخرافة التطور في العلن أمام الناس. تكلمنا عن الإرهاب الذي يُمارَس على من يُعارِض خرافة التطور من علماء الأحياء، والفلك، والهندسة، والكيمياء. ماذا عن علم طبقات الأرض؟ مايكل كريمو "Michael Cremo" الباحث في طبقات الأرض، يحدِّثك عن حالات الإرهاب والطرد من العمل الَّتي مورست على الباحثين الّذين جاؤوا باكتشافاتٍ جيولوجيةٍ تعارض سيناريوهات وتقديرات خرافة التطور مثل الدكتورة فرجينيا ستين ماكنتير "Dr.Virginia Steen McIntyre" والتي نشرت نتائجها المعارضة تماما لخرافة التطور، والمؤيدة لنتائج العديد من الباحثين قبلها، فتلقت هجوما من أنصار الخرافة، وطُرِدت من جامعتها. وكتبت لمُحرِّر مجلة "كوتيرنري ريسيرش" "Quaternary Research"، تشتكي هذا الهجوم الأعمى من الباحثين الَّذين يرفضون أيَّ نتيجة تُعارِض عقيدتهم الداروينية. وبإمكانك سماع المزيد من الوقائع في هذا الفيديو لإخواننا "الباحثون المسلمون" بعنوان: (مايكل كريمو يفضح التلاعب في أعمار الكائنات الحية والإنسان). بروفسور القانون فيليب جونسون "Phillip E. Johnson" الَّذي كان ملحدًا ومن أتباع الخرافة، ثمَّ آمن بالخلق. يجيب عن سؤال: لماذا لا يُبدي أكثر العلماء رفضًا لنظرية التطور؟ فيجيب: طيّب، إذا كان هذه هي الحال في الجامعات، فماذا عن المدارس؟ ألا يتعلم الطلاب في أمريكا حرية التفكير؟ وأنَّ لهم أن يتساءلوا عن صحة كل فكرة، وكل معتقد؟ تعالوا نر أصدرت ولاية لويزيانا قرارا بأن يُدَرَّس الطلاب في المدارس، أنَّ هناك تفسيرين للحياة: نظرية التطور، والخلق فأصدرت المحكمة العليا الأمريكية عام 1987 قرارًا يعتبر قانون لويزيانا مخالفًا للدستور الّذي ينص على حرية الاعتقاد. يعني اعتبرت خرافة التطور علمًا، والخَلْقَ دينًا، وممنوعٌ تدريس الدِّين. طيّب، تجنب منكرو الخرافة كلمة خلق، وخرجوا بمصطلح "التصميم الذّكي". وفكّر أنت أيها الطالب... هل هذا الكون والحياة جاءا بالصُّدَفِ العمياء؟ أم لا بدَّ لهما من موجدٍ عن علمٍ؟ بغض النظر من هذا الموجد؟ وماذا نسميه؟ و نعبده أم لا؟ تعالوا نر ماذا كانت ردة فعل القضاء الأمريكي؟ فيلم "يوم المحاكمة" وهو من إنتاج أنصار خرافة التطور يشرح ما حصل في مدينة دوفر بولاية بنسلفانيا الأمريكية. مجلس إدارة مدرسة انتخبه الأهالي، آباء الطلاب قرر أن يضيف إلى المقررات كتابًا فيه طرحُ وجهة نظرٍ أخرى: أنَّ الكون والحياة لم يأتيا صدفة فيقرأ الطلاب في مناهجهم: أنَّ نظرية التطور ليست حقيقةً مطلقةً، وأنها تحتوي على عيوبٍ. ثارت ثائرة بعض الأساتذة والأهالي، واشتكوا مجلس الإدارة للقضاء الأمريكي نعم، للقضاء! وبالفعل، تولى القاضي جون جونز "John E. Jones III" المحاكمة في القضية، واستمرت القضية لشهور، والشعب الأمريكي يتابع ما سيحصل في هذه القضية باهتمامٍ شديدٍ؛ فهي حرب بين أنصار الخرافة وخصومها. ونتيجة هذه الحرب ستقرر ما يمكن أن تفعله كثيرٌ من المدارس بعدها. وفي 20/12/2005، أصدر جونز قراره المطول، والذي جاء فيه: "استنتاجنا: هو أنَّه من غير الدستوري أن يُدَرَّس التصميم الذكي بديلًا من التطور، في صفوف المدارس الحكومية". وفي مقابلةٍ معه، برر جونز بأنه: أي إذا درَّست الأولاد حثالات، فسيكون النَّتاج حثالات. كما حُكم بتعويضات بأكثر من مليون دولار للآباء ومحاميهم على الأضرار التي تسبَّب بها مَن حاولوا تدريس التصميم الذَّكي علمًا بأنَّ هؤلاء لم يكونوا مفروضين من أحد، بل انتخبهم الأهالي أنفسهم. وعلى إثر الحكم في القضية، اختارت مجلة تايم "TIME" الأمريكية جونز واحدًا من أكثر مئة شخصية مؤثرة لذلك العام. سيأتيك من يقول لك: أكل شيء عندكم نظرية مؤامرة؟! سمها مؤامرة، ليست مؤامرة، سمها ما تشاء. حينما توجد منظومة متكاملة، ولوبي يُسارع إلى سحق من يعارض الدَّارونية وتكريم ومكافأة من يدعمها، فسؤالنا هنا: هل هذه أجواءٌ حرَّة؟ أم مثل الأجواء التي يفوز فيها فخامة الرئيس بـ 99.99%؟ في نفس الوثائقي عن هذه القصة تجدهم يتكلمون عن إحراق لوحةٍ أتى بها أحد الطلاب، وتؤيد الخرافة، يتكلمون عن انتزاعها من الحائط وإحراقها بأيدي مجهولين تمامًا كما يجري الحديث عن إحراق أو إسقاط صورة فخامة الرئيس. إذا فكر في الإشارة ولو مجرد إشارة إلى أن للكون والحياة خالقًا. إذا كانت مجرد الإشارة إلى تخطئة فكرة الصُّدَفية والعشوائية، وأنَّ خلف هذا الكون تصميما ذكيًا، هكذا بعبارات عامة. إذا كان هذا يؤدي إلى حلِّ مجلس الإدارة، ومقاضاة أعضائه متهمين، وغرامات مالية فاحشة فكيف لو ذكرت كلمة خلق وخالق؟! وكذلك الأمر في بريطانيا مثلا، إذ فُرِضَ على المدارس المستقلة أنْ تُدَرِّس خرافة التطور. هذه هي أجواء الحرية في المدارس الغربية. تصور عندما يُلَقَّن الأطفال في المدارس: أنَّ فخامة الرئيس هو سبب كل خير وُجد، أو يمكن أن يوجد وتنشأ على ذلك الأجيال. ثم يخرج عليك ذكي بقوله: لا شك أنَّ فخامة الرّئيس على حق، فـ 99% من الناس يحبونه. في أمريكا، يسألون الطلاب في مساق (بالإنجليزية) الأحياء في المدارس: هل تعتقد أنَّ الإنسان ما زال يتطور؟ "still evolving"؟ كما في كتاب هوت بيولوجي"Holt Biology". طبعا الجواب هنا: إمَّا: نعم، ما زال يحدث له تطور وهذا إقرارٌ بالخرافة وإما: لا، كف عن التطور وهذا أيضًا إقرارٌ بالخرافة؛ لأنه يعني أنه كان يتطور، وتوقف عن التطور. طيّب، ماذا إذا كان الطّالب لا يريد الإقرار بأن الإنسان حصل له (Evolution) تطور أصلًا؟ لا، لا، لا يُسمح لك أن تفكر بهذه الطريقة. ومع ذلك أين تجد هذا السؤال الغبي؟ وهكذا، تُنتَزَع مهارات التفكير الحر من الطلاب، بغسيل الدماغ الدَّارويني. أثناء دراسة الدكتوراة، تعرَّفت على أخٍ باكستاني الأصل، اسمه: حسن خان. كان يدرس في جامعة رايس. اختارت لهم دكتورة الآداب في الجامعة كتاب: "The Divine Comedy" الكوميديا الإلهية، والَّذي فيه رسوماتٌ حاقدةٌ على نبينا عليه الصلاة والسَّلام. كما عرضت الدكتورة العملية الجنسية كاملةً بين رجل وامرأة للطلاب (في مقطع مرئي) كجزءٍ من مساق الآداب "Literature". اعترض حسن، وقدَّم شكوى لإدارة الجامعة، فردّت الدّكتورة وساندها الطلاب: أنَّ هذا كله حرّية يضمنها الدستور الأمريكي. حرية! حرية في أن يسخر من شاء من الله، ومن أنبياء الله! حرية في أن تشجع كل الفواحش تحت مسمى: "الحرية الجنسية"! إلى درجة أن تُوزع واقيات من الحمل في المدارس. حرية الشذوذ الجنسي! حرية في تعليم الأطفال والطلاب أنَّ هذا الكون جاء بالصُّدف والعشوائية! لكن ليس لك أدنى حرية في أن تثير لدى الطلاب التفكير في أن: يا طلاب، تفكروا! ألا يدل كلُّ شيءٍ في هذا الوجود على أنَّ هناك من أبدعه وأوجده عن قصدٍ وإرادةٍ؟ بالقضاء على أيَّ محاولةٍ لتربية جيلٍ يثور على فخامة الخرافة. هكذا هي عبودية هذا العصر، ويحسبون أنفسهم أحرارا. طيّب، تكلمنا كثيرا -إخواني- عن الترهيب هل هناك ترغيب لمن ينحني لفخامة الخرافة؟ طبعا، تصور مسابقة شعرية يتنافس فيها الشعراء على مدح فخامة الرئيس والفائز له مكافأة مليون دولار من المال العام. قد تجد من الشعراء من يصف الطبيعة بكلامٍ جميلٍ، ويختم القصيدة كلّها بقوله: سماؤنا ما رُفِعت، وأرضنا ما سُطِحت، وكوننا ما كان، لولاك يا سلطان! لا بدَّ من الزَّج باسم فخامته في النهاية. نفس الشيء يحصل في عالم الأبحاث العلمية. وهذا ما رأيناه واضحا في حلقة: "في عهد فخامة الخرافة" فعندما تعلن منظماتٌ كبرى مثل: ناسا "NASA"، وإن إس إف "NSF" عن مِنَحٍ للأبحاث في مجالات أصل الحياة "Origin of Life" تجدهم ينطلقون من منطلق التطور، كحقيقة مسلَّمة. الَّذي حصل هو التطور، لا شك، لا ريب، لا نقاش، لكن أيُّ نوعٍ من التطور؟ من مستعد لإيجاد الجواب، ونعطيه مِنحة. كم مقدار هذه المنحة لعام 2017 مثلًا؟ (8) ملايين دولار. طبعا، سيسيل لعاب الباحثين، ويتنافسون في تحصيل المنحة. وتنشر مجلة نيتشر عن منحة أخرى أيضًا (8) ملايين وكسور. لماذا؟ للأبحاث التي تُناقِش كيف يمكن تعديل نظرية التطور؟ هو أمر مفروغ منه، أنَّه لا بد من تطور، لكن أيُّ شكلٍ من التطور؟ طيب، إذا أراد باحث أن يثبت كذب الخرافة برمتها هل سيخرج من مولد الدعم المادي من المؤسسات الكبرى بِنَزر يسير؟ لا، لا حاجة بنا إليك، كيف ما زال مثلك حيًّا أصلًا؟! أيُّ جامعةٍ هذه التي تضمك حتى نهجم هجمتنا ونجعلها تطردك؟ أذكر -إخواني- في عام 2001 عندما كنت أدرس دكتوراه علم الأدوية الجزيئي في هيوستن بأمريكا كان أحد المساقات بعنوان: "Biochemical Pharmacology" [علم الصيدلة الكيميائية الحيوية]. وفيه تركيزٌ على ما يحصل للمادة الوراثية من تفاصيلٍ مبهرةٍ، رائعةٍ، جميلةٍ. فقلت في إحدى المحاضرات للدكتور والطلاب: لا أتصور كيف يمكن لغبي أن يقتنع بأنَّ هذا كلَّه جاء بالصُّدفة؟! فانفعل دكتور المادة، ودار بيني وبينه نقاش حاد ثمَّ في الاستراحة، أخذني جانبًا وقال لي: إياد، أنا لا أتصور أن تعود إلى الأردن، ولا تُدَرِّس نظرية التطور! إن كنت لا تؤمن بها، فأنت خطير على المجتمع العلمي. You are dangerous to the scientific community من لا يؤمن بالخرافة خطيرٌ على المجتمع العلمي. هكذا يُهَدَّد ويُقمَع من يرفض فخامة الخرافة. ويحدثونك بعدها عن الـ 99% كنا قد رأينا معًا في حلقة: "تزييف العلم - الشذوذ مثالا" كيف يُجَرَّم من ينتقد الشواذ جنسيًا ويُجَرَّم أيّ باحثٍ يحاول تصحيح الميل النفسي الشاذ. واطلعنا على مقررات منظمات: منظمة الصحة العالمية، ومنظمة الصحة الأمريكية لمحاربة رهاب المثلية والتي تشبه تماما مقررات مكافحة الإرهاب وكيف تطالب المؤسسات التعليمية بتكريس تَقَبُّل الشذوذ. ورأينا القمع لأيّ بحثٍ علميٍّ يخالف ذلك وقصة الدكتور روبرت سبيتزر "Robert Spitzer" مثالًا كنا رأينا ذلك بما لا يدع أيّ مجال للشك أنَّ حرّية وحيادية البحث العلمي في أمريكا، هي خرافة مضحكة، لا أكثر. وأنَّ السَيَنْس (العلم التجريبي) يُسْتَخدم أداةً لفرض خطط سياسيةٍ للأحلاف المسيطرة. فلماذا يَستغرِب أحدٌ بعد هذا كله أن تكون مكافحةٌ مماثلةٌ، لمن يعارض خرافة التطور؟ بعد هذا كله -إخواني، يصبح الحديث عن نسب العلماء المؤيدين لنظرية التطور، مهزلة مضحكة تماما كالحديث عن 99.99% يؤيدون فخامة الرئيس. ففي هذه الأجواء الإرهابية، لا تعني النسب شيئا. هذه النقطة الأولى النقطة الثانية: هي أنَّ من يُرَدِّد هذه النسب، وببغاواتهم من العرب يأخذونها من المواقع المؤيدة للخرافة. وقد رأينا مرارًا وتكرارًا في الحلقات الماضية أنَّ أتباع الخرافة لا يتورعون عن ممارسة الكذب، لتأييد فخامة خرافتهم. ويكفي في ذلك ما رأيناه من الكذب في نسبة 99% تشابه بين مادة الإنسان والشمبانزي الوراثية (Genome) في حلقة "الغشّاش" سؤال كيف ترفض نظريةً يؤيّدها 99% من العلماء؟ ومع ذلك تجد من بني جلدتنا من ينبهر بهذه النِسَب، ويبقى يرددها في المحافل ويتخذها مبررا لإلغاء عقله وعقول متابعيه تمامًا، وإقناعهم بسخافات الخرافة. فإذا قال أتباع الخرافة: نسبة الدكاترة 97% أو 99%، فإنّا لا نصدقهم بل نقول لهم: قولوا أولا نسبَ العلماء المظهرين لتأييد الخرافة؛ خوفًا، أو طمعًا، أو قناعةً أو هربًا من القول بوجود خالقٍ إلى أيّ بديلٍ مهما كان سخيفًا. لا تقولوا نسبة العلماء المؤيدين، ولا المقتنعين، ولا المؤمنين بالخرافة. وحتى هذه النسبة تَكْذِبون بها فعلى الرغم من كل ما رأيناه من إرهاب فكري فهناك عدد كبير من الدكاترة المعارضين علنًا للخرافة والَّذين يتحملون ما يواجهونه من ضغوطات وعددٌ منهم أدرج اسمه في قائمةٍ معروفةٍ بـ"معارضةٌ علميةٌ للداروينية" المعنونة بجملة: "نحن نشك في دعاوى قدرة الطفرات العشوائية والانتخاب الطبيعي على تفسير تعقيد الحياة. يجب تشجيع التفحص الدقيق لأدلة النَّظرية الدَّاروينية" القائمة المذكورة، فيها عددٌ كبيرٌ من باحثين كبار من أمثال: جيمس تور، وفيليب سكيل ومنتمون إلى جامعات معروفة، مثل: هارفارد، ورايس، وكامبردج، وأوكسفورد. هؤلاء استطاعوا أن يثبتوا أنفسهم، ويفرضوها، بتميزهم العلميّ على الرغم من الإرهاب الفكري لعصابة الخرافة. ليست ميزةً لهم عند التوظيف أنّهم يعارضون فخامة الخرافة. ولن يكون هذا شيئًا يراؤون به ليكسبوا الوظيفة في الجامعة أو يكسبوا بها واسطات أحلاف الخرافة. لكنهم يعوضون ذلك بقوة أدائهم، وأبحاثهم في مجالاتهم المختلفة التي تستفيد منها المؤسسات العلمية، ماديًا وسمعةً. وهذه رسالة -بالمناسبة- للطلاب المسلمين أن يتفانوا في دراستهم، ولأصحاب الاختصاصات أن يتفانوا في أعمالهم ويتقنوها. فإن ذلك أدعى إلى أن يفرضوا أنفسهم، وينصروا عقيدتهم ويصبح من الصعب تجاوزهم، أو تهميشهم. يضاف إلى ذلك دور المؤسسة الكنسية القوية في أمريكا والتي انقسمت ما بين متصالحٍ مع اللوبي الدارويني، ومصارع له. وهذه المؤسسة الكنسية لديها أيضًا ميزانياتها، ونفوذها هي الأخرى مما يُوجِد متنفَّسًا لمعارضي الخرافة من الأكاديميين. فنعم، يوجد دكاترةٌ كثرٌ يعلنون رفضهم للخرافة وينشرون في ذلك أبحاثهم. وفي هذا ردٌّ أيضًا على بعض ضحايا الخرافة من شبابنا، الذين يرددون كالببغاوات -مع الأسف: "إذا كنتم تعترضون علميا على نظرية التطور، فاكتبوا بحثًا علميًا، وانشروه في مجلةٍ علميةٍ" وكأنهم اطلعوا على ما هو منشور. فعلى الرغم من عدم الحيادية، وعلى الرغم من طغيان اللوبي الدارويني فهناك الكثير من الأبحاث الْمُحَكَّمَة، تُصرح برفض نظرية التطور وبأنه لا بدَّ لهذا الكون من تصميمٍ ومصممٍ قائمةً بمئاتٍ من هذه الأبحاث الُمَحَكَّمَة، منشورةً في مجلاتٍ مرموقةٍ عالميًا. وتجد في الموقع تلخيصا لكلٍّ من هذه الأبحاث. فالَّذي يردد كالببغاوات كلام عرَّابي الخرافة سيستحيي من نفسه إذا قرأ هذه الأبحاث، والجهد الضَّخم الَّذي كانَ فيها. وهناك كذلك عشرات الكتب العلمية في نقد الخرافة كثيرٌ منها لحاملي شهادات الدكتوراة في تخصصاتهم. هذا كلُّه في العالم الغربيِّ الَّذي افْتُتِن به بعض شبابنا. ولم أتكلم في ذلك عن العلماء المسلمين الَّذين لهم نتاجهم العلمي أيضًا، وبَصْمَتُهُم والَّذين يرفضون الخرافة. وبالمناسبة -إخواني- فأنا نفسي- وأظنُّ كثيرًا من إخواني أصحاب الاختصاصات يشاركونني أيضًا- لا نُوَقِّع العريضة المذكورة لرافضي الخرافة فنحن لا نشك فحسب في دعاوى قدرة الطّفرات العشوائية، والانتخاب الطّبيعي على تفسير تعقيد الحياة -كما تقول العريضة- بل نوقن أنَّ هذه الدعاوى أغبى وأسخف فكرة في التَّاريخ. الصراع مستمر وأتباع الخرافة في بلدانٍ مختلفةٍ، يرصدون المدارس التي تعارض خرافتهم، وتؤمن بالخلق ويسمّونها بقائمة العار ويحددون أماكن تواجدها؛ للعمل على قصفها بالتحريض عليها، واستصدار القوانين لإيقافها. حربٌ بمعنى الكلمة ومجلة النيتشر المعروفة، عرَّابة الخرافة تتعقب أيَّة دولةٍ تسمح بتدريس الخلق، وتعتبر ذلك استسلامًا للخلقيين. ويقف بعض غير المسلمين في هذه الحرب موقفًا قويًا فيُفَضِّلُ أحدهم أن يترك وظيفته على أن يدرس خرافة باطلة، تتعارض مع عقله، وعلمه، ومعتقداته الدينية. في الوقت الذي نرى فيه -مع الأسف الشديد- معلّمين منتسبين إلى الإسلام في المدارس الدولية يدرِّس طلابه هُراء الخرافة، حِفاظًا على وظيفته فحبه للدين الحق، أقل من حب هؤلاء لدينهم المحرَّف. بيَّنا إذن -إخواني- في هذه الحلقة أنَّ هناك ترهيبًا في المجتمع العلمي يمارسه حلف الخرافة فعندما تُجبَر المدارس على تعليم الأطفال أنَّ الفضل لفخامته فتغسل عقولهم من نعومة أظفارهم وعندما يفقد من يعارض فخامته كثيرًا من فرص العمل، بل وقد يتعرض للمحاكمة وعندما يُغْرى الباحثون بدعم مالي إذا زجّوا باسم الخرافة فإنَّ الحديث عن نِسَب المؤيدين لفخامته يصبح سخيفًا بلا قيمةٍ. وبيَّنا كذلك حقيقة ما يدَّعيه بعض من أن رافضي الخرافة شراذمُ، لا يُلتَفت إليهم في المجتمع العلميِّ. "اي اي اي إس" "AAAS" أصدرت بيانا في فبراير 2006، تقول فيه: نظريّة التّطور لم يعد أحد -تقريبًا- يُؤبه به يعارضها. أو حين يوهمونك أنه ليست هناك منشوراتٌ علميةٌ، مفصلةٌ، مُحَكَّمةٌ، تُفنّد الخرافة. هذا السؤال كان يُعْترض به عليَّ عند نشر كلِّ حلقةٍ. وقد تعمَّدت -مع ذلك- تأخير الجواب عنه بعد أن نشرت اثنتين وعشرين حلقةً من التفصيل العلمي الدقيق لأقول لك: نحن لسنا ببغاوات، ولا طحالب على هوامش العلم، لننظر أين يسير الناس فنتَّبِعَهم. إن كنت أيها المتابع تُقَدِّر عقلك، وتحترمه فإنَّك تنظر في الدَّليل، لا في نسبة المتّبعِين لقولٍ ما؛ لتقلدهم. لن نستنتج كما يفعل بعض -مع الأسف- أنَّ نسبة التَّأييد لنظرية التَّطور 97% وبالتالي فقبول نظرية التطور، يتناسب طرديًا مع زيادة الدَّرجة العلمية. فماذا أفعل أنا؟ أومن بالتَّطور أيضًا حتى أكسب هذا الوجاهة، وأصير في مصافّ العلماء. أخَّرت الرَّد على هذه النُّقطة لترى الحق بأدلته وبعد ذلك، فمهما كانت نسبة المؤيدين للخرافة فإنَّ هذا لن يزيدنا إلا تعجبًا من طمْس الله على بصائر من يُعْرض عنه فلا يرى الشمس وهي طالعة. ما ضرَّ شمْس الضُّحى في الأُفْق ساطعةً أن لا يَرَى نورَها من ليس ذا بصرِ. فعندما يكون الحق واضًحا بهذا الشكل فإنَّ إنكار مُنْكِرِه ليست له أيَّ قيمة مهما كانت شهاداته العلمية فإنَّ معرفة الحق تحتاج إلى سلامة القلب، وطُهْر النَّفس، لا ذكاء العقل فحسب. وقد رأينا في حلقة: "إله فجوات الملحدين"، كيف يصرُّ هؤلاء "العلماء" على نفي الخلق، مهما كلَّف ذلك من ثمن اتباعًا للهوى، ولِعُقَدِهم النفسية من موروثات الكنيسة، والدّين المحرَّف. إن كنت أُقدِّر نفسي وأحترم عقلي، فلن أُؤَجّره لأناس تُوجِّهُهُم عُقدُهم النفسية. بل إن إنكار هؤلاء دليلٌ آخرٌ على قُدرة الخالقِ القائل: ﴿أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَـٰهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَىٰ عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَىٰ سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَىٰ بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَن يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ ۚ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ﴾ [القرآن 45: 23] لذلك أخّرنا هذه الحلقة فنسبة العلماء المؤيدين والمعارضين ليست دليلًا، ولا حجةً نحتج بها بل إن الاحتجاج بالكثرة هي مغالطةٌ منطقيةٌ، معروفة والمغالطات المنطقية نتركها لمؤجِّري العقول، ومستأجريها وإنَّما تحدَّثنا عن هذه النسبة من باب: -وبالمناسبة- نسبتكم هذه كاذبةٌ عديمة المعنى بل وبعدما تَبَدّى لنا من الحقائق في الحلقات الماضية فإنَّ عبارة: "نسبة العلماء المؤيدين للتطور" هي عبارةٌ ناقضةٌ للذَّات (self-defying) لأنها تعني نسبة العلماء المؤيدين للخرافة ومن يؤيد الخرافات فليس بعالمٍ كما بيَّنا في حلقة: "إزالة السُّخام". والسَّلام عليكم ورحمة الله.