الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله. يقدم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. يقول السائل احسن الله اليك رشحوه لتدريس حلقات التحفيظ. يقول هو يشعر بالنقص فما توجيهكم في ذلك الحمد لله رب العالمين وبعد المتقرر عند العلماء ان محاسبة النفس ان كان يؤدي الى مطالعة وتكميلها فانها محاسبة محمودة. واما اذا كان يؤدي الى تدسيتها وترك معالي امور فانها محاسبة مذمومة. فكلنا ذاك الرجل المقصر في جنب الله عز وجل. فلو ان هذه الاعمال التعبدية الطيبة لا يستحقها الا الكمل من الناس. ممن ليس عندهم نقص لبقيت معطلة لم يتبظف فيها او لم يلتحق بها احد فكلنا ذو نقص. فالعلماء ناقصون. لانهم بشر والوجهاء ناقصون لانهم بشر والقضاة ناقصون لانهم بشر والحكام ناقصون لانهم بشر. فكلنا ذوو خطأ وكلنا ذوو تقصير. فمن الذي يدعي في نفسه الكمال حتى يكون مدرسا للقرآن او معلما للعلم او مفتيا من المفتين. فاذا كانت قلعتك لعيوب نفسك وتقصيرها سيدفعك الى تكميله الى تكميل هذه العيوب. والى السعي قدما الى ما يجعلك تحرص على معالي الامور فهي محاسبة محمودة. واما اذا كان نظرك الى تقصير نفسك سيدفعك الى تدسية والتراجع وترك الامر الذي فيه خير وعبادة ونفع للمسلمين فان هذا من الشيطان اتاك من باب الورع وحقيقته ليس ورعا بل هو تراجع وفتور وتكاسل عن نفع نفسك والمسلمين في هذا المجال فالذي ارى ان تلتحق بركب تدريس كتاب الله عز وجل في المساجد او في المدارس. والا تترك هذا المنصب طيب فتحرم من قول النبي صلى الله عليه وسلم خيركم من تعلم القرآن وعلمه. ومع ذلك فاسعى جاهدا الى تكميل نقص نفسك وناظر عيوب عيوبها وحاول في تكميلها واستعن بالله عز وجل ولا تعجز والله اعلم