وان ندرأ ما نستطيع من المفاسد وهذا هو الذي يوافق الاصول الشرعية. وهذه من القواعد الهامة المتفق عليها وهي ان الشريعة جاءت برعاية المصالح ودرء المفاسد السياسة الشرعية النظر الثاني فيها متعلق بالمصالح والمفاسد كما قال العرب كما قال اهل الحكمة كل انسان يعرف الخير من الشر. لان الله جل وعلا قال وهديناه نجدي طريق الخير وطريق الشر وقال قد افلح من زكاه وقد خاب من دساه. يعني الخطوط العامة هذا حق وهذا باطل وهذا سحر الرجال هذا اكثر الناس يشتركون في ذلك خاص خاصة الناس طلبة العلم امثالكم الحكماء العقلاء هم الذين يعرفون خير الخيرين وشعر كما قال احد السلس قال ليس العاقل من يعرف الخير من الشر وانما العاقل الذي يعرف خير الخيرين وشر الشرايين هذا هو الصحيح فاذا الفقيه العاقل هو الذي يعرف الحكم الاكثر خيرية ليحكم به ويدعى الناس اليه والاكثر شراء لينهى الناس عنه وهذا الفقه هو الذي نحتاجه اليوم اكثر ليس حاجة الى بث فقط بل الى تدريسه والى ترسيخه لانه اذا لم يؤصل مبدأ السياسة الشرعية وفقه السياسة الشرعية وكيفية رعاية المصالح وضرر المفاسد فانه لا نرى صحيح بالشرع اصلا فالباب الذي فيه مصلحة موجودة او المصري هيرجى تكسيرها فهذا نجزم ان الشريعة جاءت به. والباب الذي فيه مفسدة موجودة او مفسدة ان فنجزم ان الشريعة جاءت برصده في ذلك. وبحسب الحال قد لا نستطيع فتح كل المصالح. وقد لا نستطيع درع كل النفاس لكن نجتهد في ان نفتح ما نستطيع من المصالح