سابقوا الى مغفرة من ربكم وجنة عرضها كعرض السماء والارض اعدت للذين امنوا بالله ورسله والقاعدة ان عطف الخاص عن العام لبيان مكانته وعلو درجته كقوله جل وعلا من كان عدوا لله وملائكته ورسله وجبريل وميكال فجبريل وميكال من الملائكة ومن الرسل وخصا بالذكر لبيان مكانتهما ورفعة درجتهما فلما خص الله الرفعة للمؤمنين ثم اه بذكر عام ثم خص اهل العلم علمنا ان لهم فضل وفي قوله يرفع الله الذين امنوا منكم والذين اوتوا العلم درجات فهنا امران الامر الاول الرفعة وهي حاصلة لجميع اهل الايمان فانهم فوق اهل النيران في الجنان. جعلني الله واياكم من اهل الجنان ثم هناك امر اخر وهي الدرجات المتفاوتة وجاءت بعد ذكر الذين اوتوا العلم فعلمنا ان الرفعة شيء والدرجات شيء اخر نعم. يخشى الله من عباده العلماء فالعلماء هم الذين يخشون الله على وجه الكمال وانما قدم معمول الفعل معمول الخشية لماذا لان العلماء لا يخشون غير الله عز وجل هذه قضية مهمة وهذه ميزة من ميزات العلماء انهم لا يخشون الا الله لاجل كمال توكلهم وعظيم ارتباط قلوبهم بخالقهم ولشهودهم ربوبية في كل الامور هذه هي القراءة المعروفة المشهورة المتواترة واما القراءة الشاذة التي لا تجوز القراءة بها انما يخشى الله من عباده العلماء فهذه قراءة من كرة شاذة ولكن لو صح فان معناه انما يعظم الله من عباده العلماء فالله الله ما اعظم درجته الله يرفع درجة المؤمنين فتكون هذه القراءة ان ان صحت وهي لا تصح انما يخشى الله اي يخشى الله ان يعظم الله من عباده العلماء فتكون مثل قوله يرفع الله الذين امنوا منكم والذين اوتوا العلم درجات نعم لان الخشية تأتي في اللغة العربية بمعنى الخوف مع التعظيم وبمعنى التعظيم وحده نعم ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء الله ذو الفضل