وهي ان تكون سببا للازدياد من الخير. واجعل الحياة زيادة لي في كل خير. هذه هي قيمة الحياة. هذا هو شرف الحياة ان تكون زيادة في كل خير. وها هنا الذي هو عصمة امري واصلح لي دنياي التي فيها معاشي واصلح لي اخرتي التي فيها معادي واجعل الحياة زيادة لي في كل خير واجعل الموت راحة لي من كل شر السلام عليكم ورحمة الله وبركاته هذا ذكر جديد ضمن المشروع المبارك لمبادرة رواء وهذا الذكر الذي سنتحدث عنه الان من الاذكار الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم اخرجه الامام مسلم من حديث ابي هريرة رضي الله عنه وهذا الذكر ذكر جليل جدا وهو من اجمع جوامع الدعاء النبوي الشريف. فيه كل خير فيه كل خير في الدنيا والاخرة كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول ويدعو اللهم اصلح لي ديني بهذا الدعاء في هذا الذكر يتضرع العبد الى الرب جل وعلا. اللهم اللهم ويرجوه اصلح لي ديني اصلح لي ديني وهذا اللفظ اصلح لي ديني لفظ مطلق اي اصلح لي جميع ديني اصلحه من كل وجه اصلحه من كل خلل يلم به من الشك والريبة من الغفلة والرقدة من نقصان الايمان وفساد العمل من الرياء والسمعة اصلحه من كل خلل ممكن ثم بعد ذلك العبد يصف دينه وصفا يقوم مقام التعليل لذلك الرجاء. العبد يقول اصلح لي ديني الذي هو عصمة امري فكأنه يعلل رجاءه لصلاح دينه. لماذا يطلب صلاح دينه العلة في ذلك انه عصمة امري اي الذي يحفظ امري ويصلحه ويمنع عنه الفساد وامري اي شأني شأن الدنيا وشأن الاخرة جميع امري جميع شأني ما هو عصمة امري؟ ما هو صلاح امري؟ ما الذي يحفظ امري؟ دنياي واخرتي ديني يبقى اذا العبد يقول يا رب اصلح لي ديني فانه ان اصلحته لي وحفظته علي كان ذلك سببا لصلاح دنياي واخرتي ولذلك يذكرهما العبد بالفعل بعد ذلك فيقول واصلح لي دنياي. اي حياتي الدنيا التي فيها معاشي التي احيا فيها واتقلب واعمل والتي اسعى فيها لعبادتك ونيل مرضاتك بالاخرة فهي دار العمل والمعاش ثم يقول واصلح لي اخرتي اي حياة الاخرة كيف يصلحها رب العالمين جل وعلا؟ يصلحها بصلاح اسباب السعادة فيها بصلاح اسباب السعادة فيها. وبصلاح بنيانها الذي يبنيه المرء شيئا فشيئا بسعيه في الدنيا يقول العبد واصلح لي اخرتي التي فيها معادي المعاد اي المرجع اخرتي التي ارجع اليها تارة اخرى ثم يقول واجعل الحياة زيادة لي في كل خير. يعني يا رب اجعل بقائي في الحياة سببا للزيادة في كل كل صورة ممكنة من صور الخير والبر والقربى. ثم يقول واجعل الموت راحة لي من كل لشر يا رب اجعل موتي راحة من سهام الفتن واثقال المحن وجهد البلاء وسوء القضاء. يعني يا رب ان قدرت ذلك وكتبته فاجعل موتي راحة من جميع ذلك وهذا يشبه قول النبي صلى الله عليه وسلم واذا اردت بعبادك فتنة فاقبضني اليك غير مفتون والذكر يا اخواني يسمى ذكرا لان العبد يذكر فيه ربه جل وعلا. لكن من جماليات الذكر المأثور في ان الذكر ايضا يذكر الانسان بكليات الدين ومركزيات العقيدة واصول فلسفة الحياة في عين المؤمن وحيد هذا الدعاء القصير البليغ العظيم مثلا ليس مجرد طلب ودعاء. بل هو ترويض للنفس الانسانية وتزكية لها وتعليم لها فالعبد يذكر نفسه بعلوية الدين في مراتب مطالبه فهو في اعلى سلم المراتب وفي اعلى سلم الرجاءات فهو اول شيء قد قدمه العبد وهو يسأل صلاح شأنه كله اول شي دعا به العبد ان هو الله جل وعلا يصلح له دينه. لماذا قدم الدين؟ لانه عصمة امره كله فاذا يذكر نفسه بعلوية الدين في مراتب المطالب ويذكر نفسه ان دينه عصمة امره كله بالدنيا والاخرة. وانه اذا صلح الدين صلح كل شيء ذو قيمة واذا فسد الدين فقد اظلمت الدنيا والاخرة. فدين المرء هو المبتدأ والمدار والمآب دينك دينك لحمك ودمك لحمك ودمك ثم يذكر المؤمن نفسه بان صلاح الدنيا جزء من صلاح منظومته الانسانية ايضا وهذا يهفو بالنفس الى حالة التوازن الفطرية المطلوبة شرعا وينأى بها عن الرهبانية والنسك الاعجمي الذي يعود بالسلب على دين المرء واخرته كذلك الدنيا هي محل الطريق الى الاخرة هي المكان الذي يسعى فيه والمرحلة التي يسعى فيها الانسان الى الاخرة ويسير فيها الى الاخرة والمعاش الطيب في الدنيا من زاد الطريق الى رب العالمين سبحانه وتعالى. وان كانت بلا شك الدنيا لا تخلو بطبيعة الحال من الفتن والكدر لكي تبقى دنيا في النهاية والا ستكون جنة الاخرة قد عجلت. لكن الانسان يسأل ايضا صلاح الدنيا لانها فيها المعاش وفيها المتقلب وفيها السعي الى رب العالمين سبحانه وتعالى ثم يذكر المرء نفسه بان الاخرة هي المرجع والمآب والمآل انها المعاد انها المعاد في الاخرة هي دار المرء وموطنه الذي خرج منه واسر عنه. فهو في الدنيا كانه غريب او عابر سبيل في طريق العودة الى دياره الى ميعاده فحي على جنات عدن فانها منازلنا الاولى وفيها المخيم. ولكننا سبي العدو فهل ترى؟ نعود الى اوطاننا ونسلم. وقد زعموا ان الغريب اذا نأى وشطت به اوطانه فهو مغرم ثم بعد ذلك يذكر العبد نفسه بمعيار قيمة الحياة وشرفها يقف المرء يعني هذا يدفع الانسان لكي يقف لحظة ويسأل نفسه الشهر الماضي من حياتي السنة الماضية الخمس سنوات الماضية هل كانت زيادة لي في كل خير لو قلنا ان هذا هو معيار قيمة الحياة فهل معيار قيمة الحياة متحقق انها زيادة لي في الخير؟ هل الحياة هل حياتي الزيادة دي في الخير الشهر الماضي السنة الماضية كانت زيادة لي في كل خير ام العكس هل معيار قيمة الحياة متحقق في حياتي انا املا ما الخير في الحياة اذا ان لم يكن الامر كذلك ان لم يكن معيار خيرية الحياة متحقق وما للمرء خير في حياة اذا ما عد من سقط المتاع ثم اخيرا يؤكد العبد على غائية الاخرة ووسيلية الدنيا فلو كان البقاء في الدنيا سببا للفتنة وضياع الدين ونزول الشر فان الموت حينئذ مقدم على البقاء وجوار ربك خير وابقى وهذا يشبه قول يوسف عليه السلام رب السجن احب الي مما يدعونني اليه يا رب السجن احب الي من الفتنة فكذلك لو كان هناك فتنة وهناك شر فالموت احب اليه الموت راحة لي من كل شر. فلو كان هناك شر فاحجب عني ذلك الشر ولو بالموت الموت احب الى الانسان في تلك الحالة لان الحياة وسيلة وسيلة لصلاح الدين فلو كانت سببا لفساد الدين فاذا الموت مقدم في تلك الحالة وهذا ليس خاصا بالموت. فالحياة نفسها قد تكون اشق على المرء من الموت. الحياة في سبيل الله قد تكون اشق كثيرا من الموت في سبيل الله. لكن الانسان في الحالين لا يختار بالتشهي وانما يختار الخير لدينه واخرته حيث كان ذلك. لذلك ان كان لابد من الدعاء فان العبد يقول اللهم احييني ما كانت الحياة خيرا لي وتوفني اذا كانت الوفاة خيرا لي السلام عليكم ورحمة الله وبركاته