جل وعلا وكذلك لا يكن في صدرك شيء من الحقد على من اخطأ عليك. وثالثا عليك ان تكف عنه اذاك. فكونه عصى الله فيك لا يعني ان تعصي الله فيه الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين اما بعد فهذا هو اللقاء الثاني من لقاءاتنا في قراءة كتابه زاد المهاجر الى ربه. سبق ان ذكرنا ان من اعظم من انواع الزاد التي نستعين بها على الهجرة الى الله. الاعتماد على رب العزة والجلال وحضور بين يديه. ومن انواع ازداد الذين نستعين به في هجرتنا الى الله ان نفهمه وان يصدق القرآن على وقائع حياتنا الذي نحتاج اليها. وقلنا لان اكثر الناس يقرأ الايات القرآنية ولا يتفكر في المعاني العظيمة. التي تشتمل عليها هذه الايات ومثلنا لذلك بقصة ابراهيم عليه السلام بقول الله عز وجل هل اتاك حديث ضيفي ابراهيم المكرمين؟ حيث ان هذه الايات فيها معاني عظيمة لا ينظر اليها ولا يلتفت اليها الا من كان الا من كان مفكرا ومتدبرا بآيات الكتاب العظيم. وآآ من تلك المعاني الذي يشتمل عليها كتاب الله عز وجل في هذا الايات قوله جل وعلا هل اتاك حديث ضيف ابراهيم اذ دخلوا اذا هذا فيه مدح لابراهيم عليه السلام والثناء عليه. فيه ان اكرام الاضياف سنة شرعية على اهل الايمان ان يحرصوا على الاقتداء بها. والتخلق بهذه السنة الايمانية التي ابتدأها ابراهيم عليه السلام. كذلك في هذه الايات الفوائد ان نكون ان نكون ممن اقتدى بانبياء الله عليهم السلام. لان الله عز وجل ما قص علينا قصص انبيائه الا بهم وفي قوله فقالوا سلاما فيه استحباب ان ينتشر بين اهل الاسلام السلام التي هي تحية الانبياء عليهم السلام وتحية الملائكة و في قوله هنا فراغ الى اهله. فجاء بعيد سمين فقربه اليهم. فقال الا يقولون لهذا اداب من اداب الضيافة. قول فراغ الى اهله اي ذهب بسرعة مع عدم معرفة الاضياف بذهابه. وفيه اشارة الى استحباب المبادرة باكرام الضيف وعدم اظهار هذا الاكرام عند الضيف الا حال تقديمه اليه وفي قوله فراغ الى اهله معناها ان الضيافة كانت موجودة من قبل عند اهله. وفي قوله جاء في انه اكرم الاضياف بنفسه عليه السلام. وقال برجل يعني انه اكرمه بلحم وانه حيوانا تام ليختار الانسان من انواع اللحم ما ستوق نفسه اليه. وقول اي من احسن الاموال ومن احسن انواع الطعام التي يحتاج اليها فقربه اليهم. معناه ان الطعام اوتي به الى الاضياف. اوتي بالطعام الى الى ضياف وقوله الا تأكلون؟ يعني كانه تلطف وتأدب معهم في بمثل ذلك. فقوله فاوجس منهم غيبة. الان عندنا يقولون يكون بيني وبينك عيش وملح تقولون وانتم معروف عندكم بماذا؟ يعني قطعينه سويا. لكن اذا لم يطعموا سويا حينئذ يتوجس الانسان خيفة ومن هنا الضيف اذا اكل من طعام صاحب المنزل فان فانه الطمأنينة وانس لصاحب المنزل. قالوا لا تخف وبشروه بغلام عليم فيه البشارة في استعداد التبشير للاخبار الطيبة ومن ذلك الى ولاد. وفيه ان الابن ايكون من صالح الوالد الا اذا اتصف باصداف الطيبة. ولذا قال عليم فهو عليم بحقوق حقوق الله عز وجل وبحقوق ابويه عليه. قوله فاقبلت امرأته في صرة. فصكت وجهها فيه ذنب التسرع في عند سماع شيء من الاخبار وعدم التفكر في العوام التي سيفعلها الانسان وصكت وجهها وقالت عجوز عقيم اي كيف يولد لي؟ وانا امرأة كبيرة السن وفي نفس الوقت لا يولد لي وآآ في هذا اثبات قدرة رب العزة والجلال حيث يأتي بالاشياء في غير ما يتوقع ان يأتي بها سبحانه وتعالى في ذلك وقوله قالوا كذلك قال ربك لاثبات صفة القول لله عز وجل وانه يتكلم متى وقوله انه هو الحكيم العليم. ما معنى حكيم؟ هم. هل هو من او من الحكمة من المعنيين معا وهذي خاصية القرآن ان اللفظ الواحد قد يدل على ما اني متعددة فهو حكيم بمعنى انه حاكم. اذا امر بشيء وقع. ولذلك امر الله عز وجل المرأة الكبيرة في السن العقيمة ان تحمل فحملته. يعني حكيم. من الحكم. وفي نفس الوقت من الحكمة فيعطي من عباده ما يرى انه يناسبه ذلك العطاء. ومن ذلك اعطاء ابراهيم عليه السلام الولد. وقوله العليم. يعني العارف. يعني العليم يعني الذي يعلم بالاشياء قبل وقوعها وبعد وقوعها. ويعلم عواقب الامور جل وعلا قال المؤلف بان القضايا الكبرى التي يعرض لها القرآن يعرض بوجوه متعددة واساليب مختلفة. ومرة يخاطب الضمير. ومرة يخاطب العقل الحجج والاستدلالات ومن امثلة هذا مثلا قضية اثبات المعاد. فهذه قضية عظيمة وكبيرة تعددت الادلة في اثباتها على العباد. ثم بعد ذلك ذكر الله عز وجل قصة ابراهيم وهي قصة آآ اخبار الملائكة لابراهيم باهلاكي قومي نوح وانهم سيد قوم لوط وانهم سيرسل لهم الحجارة المعلمة وهذا يتضمن تصديق موعود الله عز وجل وان رسل الله اذا اخبروا بشيء فلابد ان يقع ثم قال سبحانه فاخرجنا من كان فيها من المؤمنين ما وجدنا فيها غير بيت من المسلمين في ان اولياء الله ينجيهم الله من العذاب. وآآ من المؤمنين فما وجدنا فيها غير بيت من المسلمين. لما كان الموجودون من ودين قطع عليهم اسم الاسلام. لان امرأة لوط كانت من اهل هذا البيت وهي مسلمة في الظاهر. فكانت تدخل في البيت في اسمى اهل البيت لكنها لا تدخل في القوم الناجين. وذلك لانها قد خانت لوط كما وردت كما ورد في القرآن والمراد بالخيانة انها كانت تدل قومها على اضياف ابراهيم لانهم كانوا يفعلون يريدون الرجال ثم قال تعالى وتركنا في فيها اية يعني علامة ودليل وبرهان للذين يخافون العذاب الاليم فيه انه انما يتعظ بما في القرآن ويستدير لي ويستفيد من مواعظه من كان يؤمن بالاخرة. ولذلك وعندما يكثر الالتفات الانسان الى الاخرة يكثر انتفاعه بالقرآن وعندما يكون هم الانسان مجرد الدنيا يظهر انتفاعه بالقرآن والا فان ان القرآن لو انزل على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله. لكننا نجد ان القرآن يتلى على بعض الناس فلا يستفيد منه. لماذا؟ لان ايمانه بالاخرة قليل. ولذا قال في هذه الاية وتركنا فيها آية للذين يخافون العذاب الاليم. وفي اية اخرى ان في ذلك لمن خاف عذاب الاخرة. وفي الاية الاخرى يقول سبحانه سيتذكر من يخشى. ولذلك على انسانا يكثر من تذكر احوال الاخرة وترداد كونه سيرد عليه الموت عاجلا ليكون بذلك ممن ينتفع بالقرآن. ختم هذه الفائدة ختم هذه الفائدة. ما هي الفائدة اذا اردت ان تستفيد من القرآن وان تفهم معاني القرآن فليجزد ايمانك بالاخرة ولتتذكر الاخرة في كل لحظة من لحظاتك. يقول القلب لما تحول الى سفر الهجرة الى الله جل وعلا. احتاج الى رفيق يأنس به في هذا الطريق لكنه في الحال لم يجد الا اللائمين الذين يلومونه ويتكلمون عليه لم يجد الا لم يجدوا الا الفارغين الذين لا هم لهم الا الاستهزاء والسخرية وحينئذ ماذا نفعل؟ نعرض عن لائمة اللائمين واستهزاء المستهدين وايذاء المؤذين ولو كان العبد وحده في هذا الطريق فانه حينئذ يتقرب الى الله عز وجل بالسير في هذه ولو وحده اذا من اهم ما يحصل به عاون على البر والتقوى ان نسافر جميعا سفر الهجرة الى الله ورسوله. وبالتالي انظر في اي عمل قبل ان نقدم عليه هل ينفعنا في الاخرة؟ هل يرضى رب العزة والجلال عنا فمن كان كذلك فانه هو الناجي وهو الذي يستفيد من السفر وهو المهاجر الى الله جل وعلا. قد لا تجد يقول المؤلف من اعظم انواع الهدايا كلمة طيبة ينتفع بها صاحبك تذكره بالاخرة وتجعله يستعد يوم الخلود الابدي اما في جنة واما في يا رب المؤلف كأنه مؤيد من الاحياء. فيقول اذا لم تجد من الاحياء ان يعينك فعليك حينئذ بمرافقة الاموات فانك ستبلغ بمرافقتهم المقصد العظيم تقرأ سيرة الاوائل وتقتدي بهم. من النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة الا والصالحين من عباد الله. قال بعض السلف شتان بين اقوام موتى لكن القلوب تحيا بذكرهم. وبين اقوام احياء تموت القلوب بمخالطتهم. فايهم في اموات لكن الله يحي قلبك بهم او تريد احياء لكنك لكن قلبك يموت بمخالطتهم. قال المؤلف فما على العبد اضر من عشائره وابناء جنسه فان كنت تسعى الى التشبه بهم ومباهاتهم والمظاهرة معهم فاحذر على نفسك بل قد يصل الحال ببعضهم انه لو دخل قومه جحر ضب لا حب ان يكون معهم ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم لا يكن احدكم امعة ايش معنى امعة؟ يعني يقول انا مع الناس ان احسن الناس احسن وان اساءوا واساء ولا توطدوا انفسكم فاذا احسن الناس واذا اساؤوا فتجنبوا اساءتهم. ومن هنا من صرف همته الى صحبة من ينتفع بهم من نفع العظيم فهذا هو الفائز. وهذا صاحب الهمة العالية لكن ليتحمل غربته بين الناس ولو كان مشهورا بالناس له نسب لكنه غريب. يرى من الناس فيه والناس لا يرون ما هو فيه حينئذ يحرص العبد على احسان التعامل مع الخلق. ويحاول ان يعذرهم في جميع افعالهم ولو اخطأوا ايه ولو حصل منهم ما حصل. وعليه ان يحثهم على ما ينفعهم بجهده ينظر الى امر الله وامر رسوله صلى الله عليه وسلم وفي نفس الوقت يؤدي الحقوق التي الى عبادة الله وينظر الى قضاء الله وقدره. فهو يرحم الناس ويدعو لهم ويستغفر لهم ويلتمس وجوه المعاذير. بشرط ان لا يكون ذلك مما يحل بمروءته. بين اليه قول الله عز وجل خذ العفو وامر بالعرف واعرض عن الجاهلين ما المعنى بهذه الاية؟ خذ العفو العبوا الشيء الذي يصدر من الناس بدون تكلف. ويكون زائدا عن حوائجهم. فما عاملك الناس به من معاملة حسنة فاقبلها واعتبرها شيئا كبيرا. مثال ذلك الاب عندما يكون عنده ابناء يتعاملون معه بالمعاملة الحسنة. او عندهم اخلاق سيئة لكن عندهم شيء حسن. فحينئذ يأخذ ما زاد من افعالهم وما فعلوه بدون تكلف. مثال لم يكونوا يزورون الوالد الا مرة في الاسبوع. هو يريدهم ان يزوروه كل يوم. فحينئذ يقبل هذا منهم ولا يقول اما ان تزوروني كل يوم او لا تزوروني ابدا. هذا ليس مرغوبا منه لانه يقبل ما صدر منهم بدون تكلف. هكذا لو احسنوا اليه بقليل لا يرد احسانهم بدعوى انهم لم يقوموا بكل حقوقه. فيقبل ما جاء منهم. ومثل هذا بالنسبة للاصحاب بالنسبة لما بين الرجل وزوجته بالنسبة للجيران يؤمرون خذ العفو. وخصلة الثانية وامر بالمعروف. وامر بالعرف. يعني حث الناس على ان يتخلى بالاخلاق الفاضلة التي يتعارف الناس على انها من الامور المستحسنة من الامور المستحسنة. ثم الصفة الثالثة واعرض عن الجاهلين. اي اذا اخطأ احد منهم في حقه ولا تقابل خطأ غويساته بخطأ مماثل لخطئه. فانك تريد اصلاح احوال اذا هذه ثلاث قواعد لو سار الناس عليها صلحت احوالهم. القاعدة الاولى خذ العفو اي احسن التعامل مع الاخرين و اقبل منهم ما سبح به نفوسهم ولا تطلب منهم جميع حقك بل ما دفعوه اليه بطيب ناس فاقبله وامر بالعرف اي اطلب منهم ان يفعلوا الافعال الحسنة الطيبة التي يتعارف الناس حسنها وتشهد العقول بحسنها. وهو ما امر الله به. والصفة الثالثة عن الجاهلين اي ما وجه اليك الاخرون من انواعه الى ذا فاصلح عنه وكأنه لم يصدر اليه. وبذلك نقول الاحسان الذي يأتي من الاخرين وعامله بما يأتيك. اولا اشكر صاحبه. فمن لم يشكر الناس لم يشكر الله. وثانيا ويدعو لصاحبه فانه قد احسن اليك فقابل الاحسان باحسان والثالث مجازاته على احسانه والرابع الزيادة له في الاحسان. واما اذا اخطأ صاحبك وجد منه خطأ فحينئذ اصبر على ما صدر منه من الخطأ واحتسب الاجر عند الله ورابعا ان كنت تريد الفضل والاجر العظيم فاحسن الى من اساء اليك كما قال سبحانه ادفع بالتي هي احسن السيئة. يعني اذا اساء اليك احد فادفع بالتي هي احسن. نحن اعلم بما لو تعامل الناس فيما بينهم على هذا المنهاج لصلحت الاحوال قامت الامور وتصافت القلوب ولسعد الناس فيما بينهم. ثم ذكر المؤلف بقول الله عز وجل ان الذين جاءوا بالافك رصبة منكم لا تحسبه شرا لكم بل هو خير لكم قد يسيء الانسان اليك فيكون ذلك من اسباب استجلاب الخير لك. وكم من مرة يصدر اذى او يصدر شر من انسان يريد به غيرة فيحميه الله عز وجل من شر اكبر خرج من بيته فوقف له في الطريق فمنعه من الخروج. وقد يكون الزمه بالدخول في بيته فكان ذلك من اسباب ان وقاه الله من شر حادث او من شر مفسد يريد الاعتداء عليه او من شر يريد سرقة بيته بل بعد ان يخرج منه اهله. ولذلك لا تجزم من ورود بعض الافعال غير المقبولة من غيره. فقد يكون من صالحك وانظر الى توجيه الله عز وجل لنبيه بقوله فبما رحمة من الله ليس لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك. فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم بالامر. فاعف عنهم معناها انه انهم قد يسيئون. ومع ذلك عنهم واستغفر لهم اي احسن اليهم بالدعاء اليهم. فان اساءوا في حقك فقابل هذه الاساءة بالعفو وان اساءوا في حق الله عز وجل فقابل ذلك بالدعاء لهم بالمغفرة وفي نفس الوقت شاورهم في الارض. اي استخرج ما عندهم من الراي. فان الناس يحبون ان استشاروه وانت تستفيد من الرأي والمشورة التي تقدم لك. فاذا عزمت على امر بعد ذلك فتوكل على الله اي فوض الامور على رب العزة والجلال. فوض الامور الى الله جل وعلا ثم ذكر بقول الله عز وجل في وصف النبي صلى الله عليه وسلم وانك لعلى خلق عظيم. وانك لعلى خلق عظيم. فسر رضي الله عنها ذلك بقولها كان خلقه القرآن. قال المؤلف لابد ان يكون لا يكون الانسان على اخلاق فاضلة الا اذا وجدت فيه ثلاثة امور. الامر الاول ان تكون نفسه طيبة اما النسا الخبيثة فانه لا يصدر منها الاخلاق الفاضلة. ولذلك علينا ان نعود الى انفسنا بجعلها نفوسا طيبة وذلك من خلال العلم والعمل والارادة. بثلاثة اشياء علم نعرف الاخلاق الفاضلة والسيئة ونميز بينها وارادة بان نكون قد اردنا ورغبنا في في افعال الخير وعملا بان نقدم على هذه الاعمال. والشرط الثاني ان ان ما يرد الى النفس من مخذلات لا تستجيب له النفس. اذا الشرط الثاني عدم الاستجابة مخذلات التي ترد الى النفس. فالشيطان يدعوك الى السوء. كما قال جل وعلا الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء. وكما قال جل وعلا ولا تتبعوا الشيطان انه لكم عدو مبين. انما يأمركم ايش؟ بالسوء والفحشاء وان تقولوا على الله ما لا تعلمون. والصفة الثالثة معرفة حقائق الاشياء وتنزيل الوقائع منازلها. اذا جانا انسان لا يعرف حقائق الاشياء فقد ينزل الامور على غير مراد الله عز وجل. ومن هنا نذكركم بان صلاح الانسان يمر بثلاث مراحل. المرحلة الاولى ان المرحلة الاولى ان تقوم يقوم انسان باحسان العلاقة بينه وبين رب العزة والجلال. وهذا له طرائق وسبل من هذه الطرائق والسبل ان اذا عندنا الحالة الاولى والعلاج الاول ما هو؟ تعليق القلوب بالله عز وجل قلوبنا اصلاح القلوب له اسباب وله طرائق ووسائل وله اثار اذا عندنا ما الذي يجعلك تصلح قلبك؟ يجعلك تصلح قلبك امور اولها معرفة حقيقة نفسك. وانك مجبول على ضعف وخلق الانسان ضعيفا. وانك لا وانك قد يقع منك الظلم والجهل وحملها الانسان انه كان ظلوما جهولا. فلابد تعرف حقيقتنا والامر الثاني ان تقدر الله حق قدره. او ما تستطيع من ذلك فتعرف ان الله المتصرف في القول وانه اذا اراد شيئا فانما يقول له كن فيكون وان قلبك بين اصبعين من اصابع الله لا يمكن ان تهتدي لا اذا اراد الله لك الهداية سبب الثالث الذي يجعلك تصلح ما في قلبك ان تجعل بين يديك امر الاخرة. وتعرف ان الحياة الدنيا قليل وقتها. سريع زوالها. وانه كما تخطى الموت الى غيرك سيتخطى غيرك اليه. وانك لا تأمن ان يأتيك الموت في اي لحظة. فكم من انسان جاءه الموت بسبب سهل يسير لم يكن يتوقعه وانتم تتعرضون في حياتكم الى امور لا يستبعد الوادي بكم الى الموت اليس كذلك؟ تركبون السيارة من الذي يأمن منكم من وقوع حاجة عليه. مثل انسان متهور زائل عقله. من الذي يأمن من على نفسه من مثل ذلك. بل في اثناء وجودك في البيت. من الذي يأمن ان تدخل دورة والمياه تقع قدمك على موطن رطوبة فتقع وين تندلق؟ رقبتك. من الذي يأمن منكم هذا؟ كذلك كيف انتم بل وانتم جالسون الان امامي؟ من الذي يأمن منكم ان يأتيه ملك الموت؟ يأتي سكتة دماء شتت قلب او جلطة دماغ. من يأمن؟ ما نأمن يسقط علينا السقف ونموت كلنا في لحظة. الله عز وجل عاجز ليس بعاجز. اذا استحضرنا هذه المعاني قوي اتصالنا بالله عز وجل. واما وسائل الاتصال بالله فعديدة منها عبادة رب العزة والجلال بانواع العبادات والتذلل له جل وعلا. ومنها الخوف من رب العالمين. هذا الخالق العظيم الذي اهلك الامم الماضية فاذا لا نخاف منه ما دام عندنا افعال مماثلة لافعالهم كذلك نرجو ما عند الله. نرجو ما عند الله جل وعلا جاني احد الأشخاص قال انتم تدعون الى خصال غير مرغوب بها قلت له كيف؟ قال كيف تدعون الى الخوف؟ والخوف صفة ذميمة. ينبغي بكم ان تدعوا اتى الى الشجاعة وعدم الخوف. فقلت له الجواب كيف ذلك؟ قال انتم تدعون الخوف من الله فقلت الجواب عن هذا من اوجه الوجه الاول انك عندما تخاف من شيء تحذر منه. وبالتالي تسلم. من العواقب غير محمودة. عندما تخاف من سيارتك التي لم ان تجهز فيها الكوابح فرامل فهذا يجعلك الى اصلاح هذه الكوابح. الامر الثاني ان الخوف انما هو بسببك انت فانت اه لا بسبب ظلم الله عز وجل بل الله عز وجل عادل لكنك تخاف ان يوقع الله عليك العقوبة بسبب ذنوبك. والامر الثالث ان مخافتك من الله ان مخافتك من الله تنفي عنك الخوف من غيرك فعندما تخاف من الله لا تخاف من ذئب ولا تخاف من صاحب قوة لانك تعلم ان جميع ما في الكون يتصرف فيه رب العزة والجلال. وبالتالي لا تخاف من المخلوق وانما تخاف من الخالق ان يسلط عليك المخلوق. ثم ان مصدر الخوف ان من تخاف منه هو ترجوه اذا اتحد عندك مصدر مكان الخوف محل الخوف من واحد والبقية لم تعد منهم امن قلبك. كمن في بيت في شقوق كثيرة. اذا اشتغل باغلاق هذه الشقوق واحدا واحدا فحينئذ سيتعب. بخلاف من كان في بيت محل واحد يحتاج الى المعاهدة. والمراقبة. ايهما اسهل عليه الاول ولا الثاني الثاني كذلك من وسائل الاتصال بالله عز وجل ان ترجوه جل وعلا. ان تستشعر مراقبته. ان ان تسلم لحكمه لا تعترض على شيء من احكامه. كل هذه وسائل للاتصال برب العزة والجلال. ما اثار ذلك يؤيدك الله وينصرك ويعقبك العاقبة الحميدة في الدنيا والاخرة. اما المرحلة الثانية من مراحل اصلاح النفس فان تصحح مفاهيمك. وان تصحح المعلومات التي لديك. فان الناس له مفاهيم مغلوطة يجب عليهم ان يصححوها. ومن امثلة ذلك مثلا ما قاله النبي صلى الله الله عليه وسلم ما تعدون المفلس فيكم المفلس عند الناس من لا درهم ولا ولا متاع فصحح النبي صلى الله عليه وسلم المفهوم وقال المفلس من يأتي يوم القيامة معه صلاة وصيام وصدقة. ويأتي وقد ضرب هذا وشتم هذا واخذ مال هذا من حسناته وهذا من حسناته حتى اذا لم يبقى من حسناته شيء اخذ من سيئاتهم فطرحت عليه في نار جهنم. اذا هذا تصحيح لمفهوم. يقول النبي صلى الله عليه وسلم ليس الشديد للصرعة انما الشديد الذي يمسك نفسه عند الغضب. لماذا لانك عندما تصارعي انسانا فتغلبه تصارع شخصا واحدا. واما عند الغضب انت تصارع ثلاثة اشياء نفسك وهواك الشيطان فايهما اعظم قدرة وقوة الذي يغلب ثلاثة ممن تعظم قواهم او الذي يغلب واحدا هذا تصحيح مفهوم ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم يقول ابن ادم مالي مالي وهل لك يا ابن ادم من مالك الا ما لبست فابليت؟ او اكلت فافنيت؟ او تصدقت فامضيت هذا هو المال الحقيقي. وكذلك قال صلى الله عليه وسلم ما نقص ما من صدقة ما نقص مال من صدقة وما زاد الله عبدا بعفو والا عزاء ومن تواضع لله رفعه. هذا تصحيح مفاهيم الامر الثالث ظبط الحياة بالظوابط الشرعية. بحيث يكون تعاملك مع الاخرين مظبوطا الظوابط الشرعية هيا وتعاملك في اي مجال ليكون بمراعاة الشروط الشرعية في الكذب تراعي المكاسب الحلال وفق الضوابط الشرعية. في التعلم لا تتعلم الا ما نزلت الشرع تعلمه او رغبك فيه. اذا سار الناس على هذه هي الطريقة صلحت احوالهم واستقامت امورهم. ومن الامور التي ينبغي المهاجر الى الله ان يلاحظها ان يلاحظ عدم شغل اوقاته فيما لا تعود عليه بالنفع فانه قد ينقطع بسبب ذلك. مثال هذا انت مسافر بين منطقة واخرى. اذا كنت تسير في طرقات لا تنتفع بها في سفرك. فحينئذ سيمضي وقتك بلا انتفاع حقيقي. وقد تفوتك المواعيد التي وعدتها الاخرين وفي نفس الوقت قد يكون سببا في انقضاء البنزين. وبالتالي لا نتمكن من الوصول الى البلد الذي تريد الوصول اليه. هكذا في حالنا. نحن نهاجر الى الله ونسافر الى الدار الاولى. فاذا اشتغل الانسان بما لا ينتفع به سيؤدي ذلك الى انقطاعه في الطريق قبل الوصول الى الله. ومن هنا عليك ان تتفكر في حياتك كلها وتعيد حساباتك. هذه الجلسة لا تفيدني. لا اريدها. هذا الصاحب لا انتفع به فحين اذ لا اريده ولا اريد صحبته ليس المعنى ان تهجره وانما لا تشغله اوقاتك بالذهاب معه. وهكذا في بقية حياة الانسان عليه ان في جميع اوقاته لا يبذلها بما يعود عليه او فيما لا يعود عليه بالنفع. فضلا ان يستعمله وفيما يعود عليه الظرر. هذا نجده كثيرا في حياة الناس اوقات كثيرة في ما لا نفعل به. خصوصا الان الاطفال بدأنا نعودهم على شغل اوقاتهم بما لا ينتفعون به. يشتغلون بالعاب. طيب ما الفائدة؟ وما الثمرة؟ ويل وما هي الاثار التي سيجنونها بسبب مثل هذا اللعب من الامور التي لا بد ان نعنى بها في هذا ان نعيد حياتنا مرة جديدة. وقتك الذي هو رأس ما لك. وهو قيمتك الحقيقية عليك ان تستعمله بما يعود عليك بالنفع. فابدأ فكر. يوم السبت انا ماذا افعل؟ وهل هذه الافعال ينتفع بها او لا انتفع بها. يوم الاحد بعد الفجر بعد الظهر بعد العصر بعد المغرب بعد العشاء ما هي افعالي التي افعلها؟ ومن ثم اغير ميزان حياتي. لاجعلها كل كلها نافعة. انتزع بها في الدار الاخرة. وليس هذا من الامور العسيرة سهلة وفي المقابل على الانسان ان يحرص على مسح ما مضى من السوء بالتوبة الصادقة. فان التوبة تجب ما قبلها كما قال النبي صلى الله عليه وسلم قال الله عز وجل واني لغفار لمن تاب وامن وعمل عملا صالحا ثم اهتدى وكذلك على الانسان ان يحرص على كذلك يحرص الانسان على ان من اسباب هداية الاخرين. يريد مصلحة نفسه ويريد مصلحة اخوانه. فان بالدعوة الى الحق تستمر في طريق الهجرة الى الله. لكن اذا كنت لا تسمي الا بنفسك فسيؤثر بك يا الى الفتور عما قريب. ومن هنا على الانسان ان يحرص على معالجة الفتور اذا كان عنده فتور قد يأتي اليك الشيطان في بعض الاوقات فيجعلك لا تستمر في الطاعة فتستجيب للشيطان. ومن ثم عليك ان تعالج هذا الفتور من الامور التي ينبغي للانسان ان يلاحظها في هجرته في هجرته الى الله جل وعلا ان يحرص على الابتعاد عن مواطن السوء والشر قد تكون عندك ايمان عندك يقين وعندك جزم وعندك طاعة وعندك محبة لله ورسوله لكن اذا قربت من المعصية قد تضعف نفسك في لحظة. اما اذا فتجد المنكر قريبا اما اذا كنت بعيدا عن موطن المعصية فضعفت نفسك لم تجد المنكر قريبا وبالتالي لن تقع في المعصية لانها ليست طيب اذا تحتاج منك الى عمل ومن هنا فكل وسيلة تؤدي بك الى معصية الله وتبعد سيرك في هجرتك الى الله فعليك بالتخلص منها. اشرطة في السماع او المشاهد المحرمة بادر. لا يقول الانسان انا عندي يقين وعندي تصديق وعندي طاعة وعندي في رغبة في الخير تقول لا تأمن على نفسك يأتيك وقف ضعف وبالتالي يضعف قلبك وتكون وسيلة بيت الحرام قريبة فتقع في المحرمات. ولهذا حرم الله عز وجل للحرام وحرم الوسائل الموصلة اليه. كما قال جل وعلا تلك حدود الله فلا تقربوها. ما قال لا تفعلوها ان لا تقربوها مجرد القربان. وجاء في الصحيحين من حديث النعمان ابن بشير ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان الحلال بين وان الحرام بين وبينهما امور مشتبهات. فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه ومن انواع الشبهات المسائل التي يختلف العلماء فيها هل هي حلال او حرام هذه من المشتبهات. فان كنت عاقلا فاجتنب هذه المشتبهات. ومن انواع المشتبهات الذي يقع التردد فيه هل هو من الحلال او من الحرام من الامور المتعلقة بهذا المبادرة الى طاعة الله عز وجل وعدم التسبيح والله يقول فاستبقوا الخيرات. ويقول وسارعوا الى مغفرة ولو اسابقوا ادعوا الى مغفرة انتم عندكم عندنا يا شيخ احداهما في سورة الحديد سابقوه وسابقوه وفي سورة ال عمران ايش؟ الشيخ وسارعوا هداك الله انت تقرأ بقراءة لو قرأتها انا بالواو لا بأس. وفقكم الله للخير. واسعدكم الله. وجعلكم الله من الهداة المهتدين. امين ان شاء الله بعد المغرب تريدون ان نأخذ موضوعا نناقشه او تريدون ان نجيب على اسئلتكم الذي يريد الموضوع يرفع يده. ثمانية عشر الذين يريدون اسئلة واجوبة. كتب. اه ثمانية عشر من المرجح؟ في احد اه يترك رأيه السابق في اخطاء رأيا جديدا؟ نعم ماذا كنت سابقا موضوع واصبحت الان تقول اسئلة نعمة يريد شخص يغير رأيه ليش طيب طيب اذا ما بين المغرب والعشاء ننصبه نصفين. نتدارسه موضوعا ثم بعد ذلك نجيبه على اسأل الله جل وعلا ان يجمعنا في الفردوس الاعلى كما جمعنا في هذا المكان مبارك كما اسأله جل وعلا ان يهيئ لنا من امرنا رشدا وان يعيننا في هجرتنا الى الله ان يكفينا شر العوائق التي تعوقنا عن هذا العمل الصالح الطيب. كما اسأله جل وعلا ان يجعلنا ممن يعظم الكتاب السنة ويقدمهما على غيرهما كائنا ما كان. واسأله جل وعلا ان يصلح احوال الامة وان يردهم الى دينه ردا جميلا وان يصبر عليهم نعمه وان يدر عليهم رزقه وان يؤلف بين قلوبهم وان يصلح ذات بينهم اسأله جل وعلا ان يحقن دماء المسلمين في كل مكان. وان يجمع كلمتهم على الحق. وان يحفظ عليهم دينهم وامنهم واموالهم واعراضهم وسائر ما يحتاجون اليه وان يولي عليهم خيارهم. هذا والله اعلم صلى الله على نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه وسلم تسليما كثيرا الى يوم الدين