تعرض قضية طويلة تقول لي زوج من مع الناس من احسن الناس ومعي عبوسا واما اهلي فانه لا يسلم عليهم ولا يسأل عنهم واذا اتوا لبيتي فانه لا يستقبلهم ويدعي انه تعبان مع انه لا يوجد بينهم اي خصام. وهم لا يأتون الا في المناسبات او ليعودونه عندما يمرض ومع ذلك فانه لا يخرج لا يخرج لهم وهم لا يتكلمون ولكني احس بالاحراج انا اعامل اهله معاملة جيدة وهم يحبوني بحمد الله وهو يعاملهم احسن معاملة ويخشى ان يغضبوا عليه. والان بدأت امل فهل علي اثم اذا عملت اقاربه من غير والديه واخواته واخوانه كما يعامل اهلي مع العلم انني كلما كلمته قال لي هذا طبعي. فلماذا هذه المعاملة الجافة مع اهلي فقط وقراباتي؟ الذين لا يحرص ان اسأل عنهم او ازورهم ابدا هل هذه هي القوامة التي يتميز بها الرجل على المرأة ان يظلمها بدون ان تتكلم؟ وهل حقا هذا من حق الزوج على زوجته؟ اي ان يعامل اهلها معاملة اقل من معاملته لاهلها وجهوا له النصيحة وبينوا لي الطريقة المثلى احسن الله اليكم اما انت ايتها السائلة فما ذنب قرابته اذا اردتي ان تعامليهم بما يعامل به قرابتك هل اساءوا اليك هل اعوه اعانوه على هذا الخلق الشرس والطبع الجاف الذي تدعمينه هل لهم يد فيما يبدو منه معك ومع خراباته ام ان هذا شيء هو مبدأه ومنبعه انت كلما امعنت في الصبر كلما رافقك باذن الله النصر وصاحبتك السلامة وملكت القلوب بادب في وكرمك وجودك وحسن معاناتك لقراباته لا شك ان من كريم الاداب وجميل الخصال ان يكرم الزوج زوجته وان يكرم قراباتها والنبي صلى الله عليه وسلم اكرم الناس في هذا المجال فهو خير الناس لاهله صلى الله عليه وسلم وتذكر عائشة رضي الله عنها حبه لخديجة رضوان الله عليها وانه اذا ذبح الشاة ارسل هدايا للصديقات خديجة ولما استأذنت اختها هالة بنت خويلد سمع صوتها قال اللهم هالة وظهر بشرى عليه صلى الله عليه وسلم فاكرمها هذه من صفات الرجل الكريم ومن عاداتي السيد في مكانته والفظاوة والغلظة ليست من صفات اهل الايمان والجفاء وتصعير الخد مما لا يحبه الله جل وعلا والاستعلاء من الصفات الذميمة والانسان اذا زاره من لهم صلة به من قرابته او خرابة زوجته يجمل به ويحسن ان يكون هاشا باشا ظهرا السرور وان كان متعبا مبديا الراحة وان كان منهكا واذا كان اهلك كما تقولين فليس من العدل ان يعامل الوصين بالقطيعة والمجاملين بالجفا والمستبشرين بالعبوس بالعبوس والاشمئذان ومع ذلك انصحك بالصبر فقد يكون هذا الوقت الذي يحصل من زوجك من اجل ارتفاع درجاتك عند الله قد تكون لك المنزلة لم تبلغيها بعمل فاراد الله جل وعلا ان تبلغيها بما ترين من زوجك وبما تعانينه من الصبر وان الصبر مفتاح الفرج وان من صبر ظفر وعاقبة الصبر في غاية اللذة والحلاوة والله المستعان