هذه الارادة يا اخواني من دعا الى هدى كان له من الاجر مثل اجور من تبعه لا ينقص ذلك من اجورهم شيئا ومن دعا الى ضلالة كان عليه من الاثم مثل اثام من تبعه. لا ينقص ذلك من اثامهم شيئا. صاحب همة العالية والارادة الصادقة يسابق الزمن بالفرائض والنوافل يسابق الزمن بالغرس في هذه الحياة الدنيا بعمارة الارض والكون. فنحن لا نفصل بين العمل للدين والعمل للاخرة فالدنيا هي المزرعة التي عرفها الفطناء الاخيار فحرثوها وزرعوها وهم على يقين انه في اخرتي تجنى الثمار. ولذا قال نبينا المختار اذا قامت القيامة. قامت انتهت قامت وفي يد احدكم فسيلة اي شتلة صغيرة. فان استطاع ان يغرسها فليغرسها. لا تقل قامت القيامة ولا تقل هذه فسيلة. متى ستنمو؟ ومتى ستثمر؟ بل من الذي سيأكل منها؟ ليس هذا من شأننا يا احبابي شأننا ان نغرس شأننا ان نعمل لدين الله. شأننا ان نتحرك الان بين الناس لاطعام الجوعى للاحسان الى الفقراء هذا العام يا اخواني يختلف عن كل الاعوام. على مستوى الامة. هناك في الامة الان من يموتون جوعا من يموتون من شدة البرد لا يجدون كساء ولا غطاء فسارع وسابق وخصص جزءا من مالك ولو كان قليلا لا تدري ما الذي سيوصلك الى مرضات ربك سبحانه وتعالى انفق على الفقراء. احسن الى المساكين. احسن الى المرضى. اجبر خواطر الخلق. ليجبر الله ترك وليتولاك بفضله وعنايته ورعايته سابق الزمن قبل ان يمضي الزمن وصاحب الهمة العالية والارادة الصادقة يستحيي من نظر الحق اليه في الخلوة كالجلوة لا يخون الله في الخلوة صاحب الهمة العالية يراقب الله في الخلوة بل ولا يستشعر بلذة الانس وحلاوة القرب من ربه الا وهو في خلوته حيث لا يطلع عليه احد من الناس بل يراه ربه سبحانه وتعالى فمن يتجرأ على الله في الخلوة ليس من اصحاب الهمم العالية. وليس من اصحاب الارادات والنوايا الخالصة لاعلمن اقواما من امتي يأتون يوم القيامة بحسنات امثال جبال تهامة بيضاء. فيجعلها الله هباء منثورا. قالوا جلهم لنا يا رسول الله. بينهم لنا يا رسول والله حتى لا نكون منهم قال اما انهم من اخوانكم ومن جلدتكم ويأخذون من الليل كما تأخذون ولكن انهم قوم اذا خلوا بمحارم الله انتهكوها فلا تنتهك حرمات الله في الخلوة. فضلا عن الجلوة. اذا ما قال لي ربي اما استحييت تعصيني وتخفي الذنب من خلقي. وبالعصيان تأتيني. فما قولي له لما يعاتبني اوصيني اسأل الله جل وعلا ان يجعلني واياكم من اصحاب الهمة العالية والارادة الصادقة