ما لم يحدث عن عبدالله بن عباس رضي الله عنهما قال توضأ النبي صلى الله عليه وسلم مرة مرة. رواه البخاري. يذكر ابن عباس رضي الله عنهما ان النبي عليه الصلاة والسلام توضأ في بعض الاوقات مرة مرة بمعنى غسل كل عضو من اعضاء الوضوء مرة واحدة وقد اجمع المسلمون على ان الواجب في غسل الاعضاء مرة مرة وعلى ان الثلاث سنة حديث النور والصدق هو الداعي الى الحق يجمعه البخاري ويمديه الى الخلق هنا يا امة الاسلام تجمعنا لخير كلام سمائك للبخاري مخلدة على الايام. حديث جوامع الكلم الشهد عند فمي سنفهمها ونحفظها وننقلها الى الامم لتنظر هذه الدنيا الى اخلاقنا العليا الى الاسلام منصفة وتصفو عندها الرؤيا ان تنظر هذه الدنيا الى اخلاقنا العليا. الى الاسلام منصفا اتاني وتصفو عندها الرؤيا سبائك للبخاري هديتك اليوم تسع عشرة سبيكة. يضمها بابان الاول في الطهارة. فالمسلم نظيف طاهر. يميزه عن غيره من العباد والزهاد في الدنيا الطهارة للعبادة والتجمل للصلاة بالوضوء. الذي يبقى اثره على صاحبه ليميزه في الاخرة والباب الثاني سنن الفطرة. فقد حث الاسلام على نظافة البدن وحسن الهيئة وجمال المظهر فبائك للبخاري باب الطهارة. عن انس ابن مالك رضي الله عنه قال كان النبي صلى الله عليه وسلم اذا دخل خلاء قال اللهم اني اعوذ بك من الخبث والخبائث. رواه البخاري ريم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد. كان من ادب النبي عليه الصلاة والسلام انه اذا اراد دخول المكان الذي سيقضي فيه حاجته يقول اللهم اني اعوذ بك اي يا الله اني التجأ اليك والوذ بك لتعصمني وتحفظني من الخبث والخبائث الخبث هم ذكور الشياطين والخبائث اناث الشياطين فاذا كان النبي عليه الصلاة والسلام وهو المحفوف بالعصمة. يستعيذ بالله من الشياطين فجدير بنا ان نكون حريصين على ذكر الله تعالى عند دخول الخلاء. عن ابي ايوب الانصاري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا احدكم الغائط فلا يستقبل القبلة ولا يولها ظهره. شرقوا واو غربوا. رواه البخاري. يرشد النبي عليه الصلاة والسلام الى شيء من اداب قضاء حاجة بان الكعبة المشرفة لا يستقبلها المسلم ولا يستدبرها حال قضاء الحاجة لان الكعبة هي قبلة الصلاة. وموضع التكريم والتقديس ولكن شرقوا او غربوا. اي انحرف عن القبلة قبل المشرق او المغرب. اذا كان التشريق او قريب ليس موجها الى القبلة وقد اختلف العلماء في حكم هذه المسألة. فقال بعضهم يحرم استقبال القبلة واستدبارها عند قضاء الحاجة عموم ومن في الصحراء وفي البنيان وقال اخرون انه يحرم في الصحراء ويجوز في البنيان وهذا قول جمهور العلماء والله اعلم. عن ابي قتادة الانصاري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا بال احدكم فلا فيأخذن ذكره بيمينه ولا يستنجي بيمينه. رواه البخاري هذا الحديث الشريف يشتمل على جملتين من الوصايا المهمة التي تهذب الانسان وتجنبها الاقدار والاضرار والامراض. وهي اولا يكره ان يمس المسلم ذكره بيمينه حال التبول وثانيا الا يزيل النجاسة من قبل او الدبر بيده اليمنى لان هذا ينافي تكريم اليمين. اليد اليمنى اعدت للاشياء الطيبة المستحبة ومباشرة الاشياء المرغوبة فيها كالاكل والشرب فاذا باشرت النجاسات وتلوثت ثم باشرت الطعام والشراب والمصافحة ونحو ذلك ربما حملت معها شيئا من الاضرار او الامراض الخفية فالاسلام جاء بتعليم الانسان كيف يتوقى النجاسة؟ وكيف يتطهر منها مما يدل على كمال هذه الشريعة وتظمنها لكل ما تمس اليه الحاجة عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تقبل صلاة من احدث حتى يتوضأ. رواه البخاري. النبي عليه الصلاة والسلام كلام ارشد المسلم الذي اراد الصلاة. الا يدخل فيها الا على حال حسنة وهيئة جميلة لان الصلاة هي الصلة الوثيقة بين العبد وربه وهي الطريق الى مناجاته لذا امر النبي عليه الصلاة والسلام المسلم بالوضوء والطهارة قبل الصلاة واخبره ان صلاته مردودة غير مقبولة بغير الوضوء ولذلك يقول الفقهاء الطهارة شرط لصحة الصلاة. عن انس بن مالك رضي الله عنه قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يتوضأ عند كل صلاة. رواه البخاري. يحدثنا انس رضي الله عنه ان النبي عليه الصلاة والسلام كان يجدد الوضوء لكل صلاة فرضا او نفلا بمعنى انه كان يتوضأ قبل كل صلاة وهذا محمول على الفضيلة وليس على الوجوب لانه ورد ايضا انه عليه الصلاة والسلام صلى الصلوات كلها بوضوء واحد ولذلك قال العلماء يستحب الوضوء لكل صلاة. الا ان الوضوء الواحد يجزئ لعدة صلوات وقد جاءت الاحاديث الصحيحة بالغسل مرة مرة ومرتين مرتين وثلاثا ثلاثة واختلافها دليل على جواز ذلك كله وان الثلاث هي الكمال والواحدة تجزئ لكن كان اكثر احوال النبي عليه الصلاة والسلام الوضوء ثلاثة والله اعلم عن ابي هريرة رضي الله عنه قال اسبغوا الوضوء فان ابا صلى الله عليه وسلم قال ويل للاعقاب من النار. رواه البخاري اري كان الصحابة رضوان الله عليهم مرة في سفر مع النبي عليه الصلاة والسلام فنزلوا عند ماء في الطريق. فتوضأوا مسرعين. فجاء اليهم النبي عليه الصلاة والسلام ورأى اعقابهم تلوح بيضاء لم يمسها الماء فنادى باعلى صوته ويل للاعقاب من النار اسبغوا الوضوء اي هلاك وعذاب يوم القيامة للذين لا يغسلون اعقابهم والاعقاب جمع عقب وهو مؤخر القدم خوفهم النبي عليه الصلاة والسلام ليبين لهم انه يجب عليهم اسباغ الوضوء واتمام ايصال الماء الى كل الاعضاء. وبالاخص القدمين لان الماء قد يزل عن العقب فلا يصل اليه الماء اذا توضأ الانسان مسرعا وقد يعلق به تراب او طين او نحو ذلك. فيحتاج القدم الى تعهد اكثر. عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان امتي يدعون يوم القيامة غرا محجلين من اثار الوضوء. رواه البخاري. بشر النبي عليه الصلاة والسلام امته بان الله تعالى سيخصهم بعلامة فضل وشرف على بقية الامم حيث ينادون يوم القيامة فيأتون على رؤوس الخلائق تتلألأ وجوههم وايديهم وارجلهم بالنور غرا محجلين غرا اصلها لمعة بيضاء في جبهة الفرس. محجلين التحجيل هو بياض يكون فيه قوائم الفرس والمراد به هنا النور الكائن في هذه الاعضاء يوم القيامة تشبيها بتحجيل الفرس وذلك اثر من اثار الوضوء هذا الوضوء الذي كرره المسلمون على اعظائهم مرارا وتكرارا كل يوم ابتغاء مرضات الله فكان جزاؤهم هذه المحمدة العظيمة الخاصة محروم من ترك الصلاة والوضوء فيحرم هذا الفضل في الاخرة يحرم هذا الشرف والتكريم ففي الوجه لمعة بيضاء مشرقة وفي اليدين والرجلين نور مضيء نسأل الله تعالى من كرمه وفضله عن عائشة رضي الله عنها قالت كان النبي صلى الله عليه وسلم يعجبه التيمن في تنعله وترجله وطهوره. وفي شأنه كله رواه البخاري. تخبر امنا عائشة رضي الله عنها عن امر كان يحبه النبي عليه الصلاة والسلام وبالتالي حري بكل مسلم محب ان يقتدي به عليه الصلاة والسلام في هذا الامر وهو انه عليه الصلاة والسلام كان يطيب له ان يبدأ باليمين في جميع الاعمال الشريفة فيبدأ بالجهة اليمنى في تنعله. اي يلبس النعل في الرجل اليمنى قبل اليسرى وترجله ان يبدأ بالجهة اليمنى عند تسريح شعر رأسه وطهوره فيقدم غسل الاعضاء اليمنى على اليسرى في الوضوء ويقدم الميامن على المياسر في الغسل وتقول عائشة رضي الله عنها وفي شأنه كله اي وكذلك كان النبي عليه الصلاة والسلام يتيامن في جميع الاعمال الشريفة مثل لبس الخف او الثوب او الاكتحال ونحو ذلك قال الامام النووي اجمع العلماء على ان تقديم اليمين في الوضوء سنة. ومن خالفها فاته الفضل وتم وضوؤه عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الم لولا ان اشق على امتي لامرتهم بالسواك عند كل وضوء رواه البخاري. استخدام السواك سبب للحصول على مرضاة الله عز وجل. ولذلك كان النبي عليه الصلاة يداوم على السواك. في كثير من احواله وفي هذا الحديث الذي معنا يذكر النبي عليه الصلاة والسلام انه لولا ان تقع المشقة على هذه الامة لاوجب عليهم استخدام السواك عند الوضوء مبالغة في الطهارة والنظافة ويكون وقت السواك عند المظمظة لانه الاكمل في الانقاء وقيل قبل التسمية للوضوء والسواك هو عود من شجرة الاراك. ويستخدم في تنظيف الفم والاسنان. وهو يطيب الفم ويزيل الروائح الكريهة. عن عثمان بن عفان رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يتوضأ رجل يحسن وضوءه ويصلي الصلاة. الا غفر له ما بينه وبين الصلاة. حتى يصليها. رواه البخاري. في هذا الحديث يخبرنا النبي عليه الصلاة والسلام ان من احسن وضوءه ثم صلى الصلاة التي لاجلها توضأ فان الله سبحانه وتعالى يغفر له ما بين هذه الصلاة التي صلاها وبين الصلاة التالية لها وبهذا لو احسن العبد او الوضوء للصلوات الخمس لغفرت له ذنوب يومه كلها والمراد بها الذنوب الصغائر. عن انس بن مالك رضي الله عنه قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يغتسل بالصاع الى خمسة امداد. ويتوضأ بالمد رواه البخاري. كانت سنة النبي عليه الصلاة والسلام الاقتصاد في الماء الذي يتطهر به فكان يتوضأ بالمد والمد هو ملء كفي الانسان المعتدل اذا ملأهما. هكذا. الماء بهذا المقدار والغسل كان صلى الله عليه واله وسلم يغتسل بمقدار الصاع. وهو اربعة امداد. الماء بهذا المقدار اربع مرات وربما زاد على ذلك فاغتسل بخمسة امداد وقد جربت الوضوء بالمد والغسل بالصاع. فوجدت ان الماء يكفي والحمد لله. بل احيانا يزيد عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان مؤمن لا ينجس. رواه البخاري. لقي ابو هريرة رضي الله عنه النبي عليه الصلاة والسلام في بعض طرق المدينة وصادف ان ابا هريرة رضي الله عنه كان على جنابة فكان من تعظيمه للنبي عليه الصلاة والسلام انه كره مجالسته ومحادثته. وهو على تلك الحال. فانسل ابوه هريرة رضي الله عنه خفية من النبي عليه الصلاة والسلام. واغتسل ثم جاء اليه فسأله النبي عليه الصلاة والسلام اين ذهب فاخبره ابو هريرة رضي الله عنه انه كره مجالسته وهو على جنابة فتعجب النبي عليه الصلاة والسلام من تصرفه حين ظن نجاسة الجنب واخبره ان المؤمن لا ينجس. على اية حال بمعنى ان المؤمن طاهر الذات ولا تلحقه النجاسة ولو كان جنبا فلا ينجس بدنه ولا ذاته. لا حيا ولا ميتا يا الله والجنابة انما هي حدث طارئ يمنع المسلم من اداء بعض العبادات كالصلاة وقراءة القرآن ونحو ذلك. اما بدن المسلم فلا مانع للجنب من ان يأكل او يصافح الناس او يجالسهم وليس معناه ان بدن المسلم لا تصيبه النجاسة. فلو سقطت النجاسة على بدنه وجب عليه ان يزيلها ويطهرها عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا جاء احدكم الجمعة فليغتسل. رواه البخاري. من صفات وشيمه الحرص على النظافة وطيب الرائحة ويتأكد ذلك عند حضور المساجد في الجمع والجماعات لذا امر النبي عليه الصلاة والسلام المسلم اذا اراد ان يذهب للمسجد لصلاة الجمعة ان يغتسل غسلا كاملا مثل الذي يغتسله من الجنابة والمقصود من هذا الاغتسال النظافة وازالة الرائحة الكريهة كي لا يتأذى الحاضرون في المسجد بهذا وهذا من الادب في الحضور الى المساجد والجماعات وفي الحديث تأكيد غسل الجمعة وانه سنة مؤكدة للمؤمن يوم الجمعة. عن جابر بن عبدالله رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم جعلت لي مسجدا وطهورا. رواه البخاري. مما خصت به الامة المحمدية ان الله تعالى جعل الارض مسجدا بمعنى انه اباح للمسلمين ان يصلوا في اي بقعة بينما كانت الامم السابقة لا يصلون الا في كنائسهم ومعابدهم وطهورا وكذلك كان قبلنا من الامم لا يطهرهم الا الماء واما نحن المسلمين من فقد منا الماء او تضرر باستعماره فانه يجوز له ان يتطهر بالتراب وهذا ما يسمى بالتيمم وهكذا فان الله سبحانه وتعالى رفع الحرج والضيق عن هذه الامة. عن عمرو بن امية رضي الله عنه قال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يمسح على عمامته وخفيه رواه البخاري. من رحمة الله تعالى ان الاسلام جاء بالتخفيف والتيسير. ومن ذلك مشروعية المسح على العمامة والخفين في الوضوء ويكون المسح بامرار اليد المبللة بالماء من مقدمة الرأس. بما ظهر من الشعر ويكمل على العمامة ولا ينزعها عن رأسه وكذلك خفيه والخف هو حذاء من جلد يستر القدم وغالبا ما يستدفأ به والمسح يكون على ظهور القدمين لا بطونهما وتكون مدة المسح مسح الخوف للمقيم يوما وليلة وللمسافر ثلاثة ايام بلياليهن. عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا شرب الكلب وفي اناء احدكم فليغسله سبعا. رواه البخاري. لما كان الكلب الحيوانات النجسة والتي تحمل الاقذار والامراض امر النبي عليه الصلاة والسلام بغسل الاناء الذي ولغ فيه الكلب سبع مرات اذا اراد المرء استعمال الاناء في وضوء او غسل او غير ذلك وفي رواية مسلم يغسله سبع مرات اولاهن بالتراب فتحصر النظافة التامة من نجاسته والضرر الذي في لعابه. باب سنن الفطرة. عن ابي هريرة هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خمس من الفطرة الختان والاستحداد ونتف الابط وتقليم الاظفر طار وقص الشارب. رواه البخاري. هناك خصال تدعو اليها الفطرة السليمة وجبل عليها الانسان السوي زيادة في النظافة والتجمل والتزين. والاهتمام بالمظهر الخارجي للافراد ذكر منها في هذا الحديث الختان وهو معروف والاستحداد اي حلق شعر العانة ونتف شعر الابط لانه محل اجتماع العرق. فتنبعث منه الريح الكريهة. فمن الفطرة ازالته وتقليم الاظافر تقليم الاظفار اي قطعها لان الوسخ يجتمع اسفلها وقصوا الشارب بمعنى تخفيف الشارب. والاخذ من شعره حتى تبدو اطراف الشفاه فجميع هذه السنن تدعو للنظافة فالحمد لله تعالى الذي جعل ديننا دين نظافة وطهر وجمال. عن عبدالله بن عمر الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خالفوا المشركين وفروا اللحى واحفوا الشوارب. رواه البخاري الاسلام للحفاظ على الشخصية الاسلامية. ونبذ التشبه بالمشركين حتى في مظهرهم فامر بتوفير اللحى اي تكفير شعر اللحية وامر بحفر الشوارب. وهو ان يقصه حتى يبدو طرف الشفة وقيل الحف هو المبالغة في قص شعر الشارب. والله اعلم. نكتفي اليوم بهذه الدرر البخارية وفي الحلقة القادمة نلتقي باذن الله مع كنوز ثمينة وعلوم مفيدة واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين وصلى اللهم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه وسلم. صحيحه كان مكتملا لكل للدين مشتملا احاط العلم اجمعه وضم القول والعمل اليك حديثا ليس بالكذبين. كلام نبينا الغالي شفيع الخلق حديد ليس بالكذب كلام نبينا سبائك للبخاري