سلسلة الفتاوى المختارة لفضيلة الشيخ الدكتور عبدالكريم بن عبدالله الخضير احسن الله اليكم هذا سائل من مصر هو محمد الحصري يقول السلام عليكم ورحمة الله وبركاته سؤالي فضيلة الشيخ ما سبب بتر البخاري لحديث انما الاعمال بالنيات حيث قال فيه انما الاعمال بالنيات وانما لكل امرئ ما نوى فمن كانت هجرته لدنيا يصيبها الحديث. ولم يقل فمن كانت هجرته لله ورسوله ما هو السبب؟ وما هو مقصده بذلك وهل هو نسيان ام آآ لم تصله؟ وفقكم الله وجزاكم الله خيرا حديث الاعمال بالنيات حديث عمر الشهير مخرج في صحيح الامام البخاري في سبعة مواضع. في سبعة مواضع في الموضع الاول منها في بدء الوحي وبه افتتح الامام البخاري كتابه حتى قال الشراح انه انه جعله كالخطبة لو جعلوا الحديث كالخطبة للكتاب كالافتتاحية للكتاب البخاري رحمة الله عليه لما ساق الحديث في هذا الموضع الاول اقتصر على الجملة الثانية الشق الثاني فمن كانت هجرته لدنيا يصيبها او امرأة يتزوجها فهجرته الى ما هاجر اليه. ولم يقل فمن كانت هجرته بالله ورسوله فهجرته الى الله ورسوله مع انه اثبتها في مواضع اخرى. لكنه في هذا الموضع الاول لم يثبتها مما يرجح ان الحذف منه الحذف منه وقالوا ان السبب في هذا الحذف ان قوله فمن كانت هجرته الى الله ورسوله فهجرته الى الله ورسوله قد يفهم منها ان قصده ونيته خالصة لله جل وعلا كأنه يزكي عمله بهذا. الله المستعان. وهذا ملحظ دقيق بعيد جدا. الله. نعم. كانه يزكي عمله وان عمل خالص لله جل وعلا كمن كانت هجرته لله ورسوله. فحذفها من هذا الموضع رحمة الله لان لا يظن به انه يزكي عمله واثبتها في المواضع الاخرى والمرجح كما قال قرر الشراح ان الحذف منه لانها ثابتة في مواضع اخرى وهي ثابتة عند الحميدي الذي من طريقه روى البخاري هذا الحديث. فتعين ان الحذف منه. يبقى ان الحذف من الحديث ما حكمه الامام البخاري جرت عادته رحمه الله انه يقطع الاحاديث ويقتصر على الجمل التي يحتاج اليها. والحكمة يقتصر البخاري قد يورد حديث واحد في عشرين موضع ويستنبط من في كل موضع من الحديث ما يناسبه من الاحكام والاداب واذا كرره في المواضع كلها بكامله فانه يطول بذلك الكتاب. الله. ولا يعرف عن الامام البخاري رحمة الله عليه في كتابه آآ بطوله نعم وكثرة تكراره تصور سبعة الاف واكثر من خمس مئة حديث ما يصفو منها دون تكرار الا الفين وخمس مئة وحديثهم نعم هذا التكرار كله لا يعرف ان الامام البخاري كرر حديثا بسنده ومتنه في موضعين الا نحو عشرين حديث من هذا الكم الكبير من الاحاديث. الله اكبر. فهو لا يكرر الا بفائدة زائدة يأتي الى الحديث الواحد فيقطعه ويجعل في كل باب او كتاب ما يناسبه من هذا الحديث. وهذا عند جمهور اهل العلم وجائز آآ شريطة الا يكون المذكور من الحديث يتوقف فهمه على المحذوف يعني لا يمكن فهمه الا بالمحذوف فلا يجوز حينئذ يحذف منه شيء. لانه يخل بالماء. اما اذا كان الحديث جمل كل جملة تستقل بحكم وتستقل بمعنى فلا مانع كما هو الشأن في الاية. الواحدة اذا كانت مركبة من جمل لا يتعلق بعضها ببعض ولا يترتب فهم بعضها على بعض فانه حينئذ يجوز الاقتصار على موضع الشاهد منها كما في قوله جل وعلا ان الله يأمركم ان تؤدوا الامانات الى اهلها واذا حكمتم بين الناس ان تحكموا بالعدل. هل يلزم من اراد ان يتحدث عن الامانة ان يقولوا انت واذا حكمتم بالناس تحكموا بالعدل او يقتصر على قوله ان الله يأمركم ان تؤدوا الامانات الى اهلها. ومن يتحدث عن العدل هل يلزمه ان يأتي اول الاية واخرها يأتي بموضع الشاهد منها وهذا امر مقرر عند اهل العلم ولا اشكال فيه. بالشرط المعروف عندهم. انه لا يحذف شيء يترتب وقف عليه فهم الحديث. نعم. واحسن الله اليكم ونفع بما قلتم فضيلة الشيخ