نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام السلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. قال المؤلف رحمه الله تعالى في كتاب الجنائز عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اكثروا ذكر هذه اللذات الموت رواه الترمذي وصححه ابن حبان هذا الحديث في كتاب الجنائز. يقول عليه الصلاة والسلام اكثروا ذكر هادم اللذات الموت لفظ الاحاديث اكثروا ذكرى المعجمة. يعني المنقوتة ويروى اكثروا وذكرى هادم بالدال المهملة. والمعنى متقارب الا ان هادم ابلغ من هادم منقص منغص هادم قاظ على اللذة. الموت يروى في الموت ويروى الموت ويروى الموت يصلح لغة في كل هذه اكثروا ذكر هادم اللذات الموت بدل او عط بيان من اللذات. هذه اللذات الموت بدل او عطف بيان. اكثروا من لذات الموتى منصوب بفعل مقدر تقدير واعني الموت. اعني الموتى. ويروى بالظم اكثروا ذكر هادم اللذات الموت هو الموت خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو الموت. وجاء في الحديث من اكثر ذكر الموت خفف الله عنه وسكرات الموت لانه غالبا الذي يكرر الذكر ذكر الموت يستعد له وكلما استعد المرء له خفظ الله عنه. والمراد من قوله صلى الله عليه وسلم اكثروا ذكره. يعني استعدوا واذكروه في مجالسكم. لان الانسان اذا غفل ونسي قد لا يستعد. فاذا ذكر الموت في كل في جلسة وبكل ما يجلس عالمه ان يستعد ويأخذ استعداده لهذا النازل به وانه نازل به لا محالة والموت هو اعظم واعظ يعظ المرء في التقلل من الدنيا والاستعداد لقاء الله جل وعلا. جاء في بعض الاحاديث لا تذكرونه في كثير الا قلله. ولا قليل الا كسره يعني ان الانسان اذا ذكره في كثير من حاله ذكره في امور موجودة متيسرة يقلل المرء في هذا الشيء. وان ذكره حال قلة الشيء اقتنع به المرء فاصبح كثيرا بدلا من كونه قليل قال عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه ورحمه الدنيا سريعة الفناء قريبة الانقضاء تعد بالبقاء ثم تخلف وتنظر اليها فتراها ساكنة مستقرة وهي سائرة سيرا عنيفا ومرتحلة ارتحالا سريعا ولكن الناظر قد لا يحس بحركتها فيطمئن اليها وانما يحس عند انقضائها المرأة عنده امل طويل في الدنيا. فاذا نزل به الموت عرف انه جاء وانتهى امله. ويقول عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه اي الناس اخيس؟ لما قيل له قال اكثرهم للموت ذكرا واحسنهم لما بعده استعدادا الاكياس يعني كلما اكثر المرء ذكر الموت فانه يستعد له غالبا ويزهده في الدنيا بخلاف الذي ينساه يظن انه مطيل في الدنيا ومستمر وباق فيها. والاستعداد للموت بماذا يكون العمل الصالح والتقلل من الدنيا. التقلل من الدنيا استعداد للموت. والعمل الصالح استعداد للموت لان المرء كلما ذكر الموت واستعد له يجتهد في الاعمال الصالحة ويذكر فلان الذي مات قبله وفلان الذي مات قبله. وفلان الذي مات قبله يتمنى هؤلاء ان يصلوا لله ركعتين. وانت ممكن ان تصلي وتطيع الله جل وعلا وتتحلل من المظالم الان فافعل ذلك قبل ان يباغتك الاجل فلا تستطيع ان تعمل شيئا عن ابي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اكثروا ذكر هادم اللذات الموت بدل من هاد. رواه الترمذي والنسائي وصححه ابن حبان وابن طاهر واهله الدار القطني بالعرسال. وفي الباب عن عمرو عن انس وما تخلو ثم قال قال قال المصنف نقلا عن السهل ان الرواية في هذا في هذه بالذال المعجمة معناها القاطع واما بالمهملة فما نهى المزيل للشيء وليس مرادا هنا؟ قال المصنف وفي هذا النفي لا يخفى قلت يريد ان المعنى على الدال المهملة صحيح. فان الموت يزيل اللذات كما يقطعها. ولكن العمدة الرواية والحديث دليل على انه لا ينبغي للانسان ان يغفل عن ذكر اعظم المواعظ وهو الموت. وقد ذكر في اخر الحديث فائدة الذكر بقوله فانكم لا تذكرونه في كثير الا الا الا قلله ولا قليل الا كثره وفي رواية للدريمي عن اب للديلمي عن ابي هريرة اكثروا ذكر الموت وما من عبد اكثر ذكره الا احيا الله قلبه. وهون عليه الموت. وفي لفظ لابن حبان والبيهقي في شعب في شعب الايمان اكثروا ذكر هادم اللذات فانه ما ذكره عبد قط الا ظيق في ظيق الا وسعه. ولا في ساعة الا ظيقها وفي حديث انس انت ابني انت ابن هلال في مكارم الاخلاق اكثروا ذكر الموت فانه ما ذكره احد في ضيق من العيش الا وسعه عليه. ولا بسعة الا ضيقها عند ابن ابي الدنيا اكثروا من ذكر الموت فانه يمحق الذنوب. ويزهد في الدنيا. فان ذكرتموه عند الغنى هدمه. وان ذكرتموه عند الفقر بعيشكم ارجو الله جل وعلا ان يمن علي وعليكم بالاستعداد للقائه انه سميع مجيب. وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين