الستم خير من ركب المطايا واندى العالمين بطون راح. انت لفضيلة الشيخ ابو اسحاق الحويني الحمد لله رب العالمين الصلاة والسلام على نبينا سيد المرسلين. وعلى اله واصحابه اجمعين. فلا زلنا مع حديث عمر بن الخطاب رضي رضي الله عنه فانه لما دخل المسجد وجد رهطا من الصحابة حول المنبر يبكي بعضهم. قال عمر فجلست معهم قليلا ثم طلبني ما اجد فجئت المشربة التي فيها النبي صلى الله عليه واله وسلم فقلت لغلام له اسودا استأذن لعمر فدخل الغلام فكلم النبي صلى الله عليه وسلم ثم رجع فقال كلمت النبي صلى الله عليه وسلم وذكرت فصمت فهذا فهم منه عمر انه لم يؤذن له ومع ان النبي صلى الله عليه وسلم لم يتكلم بشيء. ولكن السكوت ليس دائما علامة رضا. كما يقول الناس السكوت علامة الرضا انما هذا يكون فيما اذا تقدم رجل لامرأة وسأل الزواج من وليها فسكتت المرأة فحينئذ يقال السكوت على علامة الرضا. لكن السكوت لا يكون دائما علامة رضاء كهذا الموضع من هذا الحديث. فلم افهم عمر رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم بسكوت انه موافق على دخوله. قال عمر فانصرفت حتى فجلست مع الرهط الذين عند المنبر ثم غلبني ما اجد فجئت فقلت للغلام استأذن لعمر فدخل ثم رجع قال ذكرتك له فصمت كما ان السكوت لا يكون دائما علامة رضا. فكذلك الابتسام مثلا لا يكون الابتسام دائما علامة رضا. يعني مثلا هناك ابتسام يدل على الغضب كما في حديث كعب بن مالك رضي الله عنه في تخلفه عن غزوة تبوك يقول كعب بن مالك ان النبي صلى الله عليه وسلم لما رجع من غزوته قال ودخلت المسجد فلما رآني تبسم تبسم المغضب وقال لي ما خلفك الابتسام لا يكون دائما على الرضا انما يدور مع القرائن. والعلماء يقولون السياق من المقيدات. هذه قاعدة عند العلماء السياق هو الذي يبين الابتسام ان كان علامة رضا او ان كان علامة غضب في حديث كعب بن مالك لما دخل المسجد بعدما رجع النبي صلى الله عليه وسلم من الغزوة ودخل كعب بن مالك تبسم تبسم مغضب. ولما نزلت توبة كعب بن مالك قال دخلت المسجد فاذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يتبسم وكان اذا فرح وتبسم صلى الله عليه وسلم يبرق وجهه من السرور فهذا ابتسام وهذا ابتسام ولزلك مسلا في سورة النمل في قول سليمان رضي الله عنه تعليقا على قول النملة ادخلوا مساكنكم لا يحطمنكم سليمان وجنوده وهم لا يشعرون يقول الله عز وجل فتبسم ضاحكا من قولها. سليمان كان يحكم الانس والجن والطير فهل تبسمه هذا؟ لو قال فتبسم من قولها ما علمنا هل الابتسام سيكون عن غبطة وسرور؟ ولا عن غضب؟ لانه كبير والنملة النملة واحدة من رعيته. فلما كان الابتسام بمفرده لا يبين منه انه يبتسم عن سرور ذكر ربنا تبارك وتعالى كلمة ضاحكا بعد الابتسامة لان الابتسامة وحده لا نعرف ان كان ابتساما عن غبطة او كان ابتساما عن فرح فلما احتمل الابتسام هذا ذكر ربنا تبارك وتعالى كلمة ضاحكا والضحك عادة لا يكون الا من سرر بخلاف الابتسامة وقال فتبسم ضاحكا من قولها ففهمنا ان سليمان عليه السلام لم يغضب من قول النملة. يقول عمر رضي الله عنه انه كرر الكلام على الغلام ثلاث مرات وفي المرة الاخيرة خرج عمر او اراد عمر ان يخرج من المسجد فلما وصل الى عتبة المسجد ناداه الغلام وقال له قد اذن لك قال عمر فدخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فاذا هو مضطجع على رمال حصير ليس بينه وبينه فراش قد اثر الرمال بجنبه وكان متكئا على وسادة من ادم حشوها ليف فسلمت عليه ثم قلت وانا قائم يا رسول الله اطلقت نساءك فرفع الي بصره وقال لا. فقلت الله اكبر آآ رفع عمر صوته بالتكبير حتى ان يا ام سلمة رضي الله عنها سمعت تكبير عمر وعلمت من خلال التكبير ان ان النبي صلى الله عليه وسلم لم يطلق. قال عمر وانا قائم استأنس يعني لا يريد ان يجلس حتى يستأنس يعني ان النبي صلى الله عليه وسلم رضي وزال جزء جزء من همه قال يا رسول الله لو رأيتنا وكنا معشر قريش نغلب النساء فلما قدمنا المدينة اذا هم قوم تغلبهم نساؤهم فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم طبعا تبسم النبي صلى الله عليه وسلم يدل على انه راضيا سيرة الانصار في التعامل مع النساء وكان كثيرا ما يقول خيركم خيركم لاهله وانا خيركم لاهلي. قال عمر فاردت ان استأنس يريد ان يقول شيئا اخر يضحك به النبي صلى الله عليه واله وسلم قال يا رسول الله لو رأيتني ودخلت على حفصة فقلت لها لا يغرنك ان كانت جارتك اوضأ منك واحب الى النبي صلى الله عليه وسلم فتبسم النبي صلى الله عليه وسلم تبسمة اخرى فجلست حين رأيته تبسم طبعا لغير خاف على احد ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يفضل عائشة رضي الله عنها على ازواجه وهذا فيه احاديث كثيرة جدا من اشهرها الحديث الذي رواه البخاري ومسلم من حديث عائشة رضي الله عنها قالت وهذا اللفظ آآ بداية لفظ البخاري. كن ازواج النبي صلى الله عليه وسلم حزبا بيني الحزب فيه عائشة وحفصة وآآ جويرية والحزب الاخر على رأسه ام سلمة رضي الله عنه. كان الصحابة رونا بهداياهم ليلة عائشة رضي الله عنها. على اساس انه حبيبي حبيبي. يعني القاعدة التي تقول هكذا يعني. فكان الصحابة يطلبون رضا النبي صلى الله عليه وسلم فكانوا يدخرون هذه الهدايا الى ليلة عائشة حتى صار عندها هدايا كثيرة. ازواج النبي صلى الله عليه وسلم نفسن عليها ذلك. فقلنا لام سلمة اذا دار عليك وكانت النوبة لك فقولي له ان سوء ازواجك يسألنك العدل في ابنة ابي قحافة. ابنة ابي قحافة اللي هي عائشة رضي الله عنها قالت ام سلمة رضي الله عنها فلما جاء يومي والنبي صلى الله عليه وسلم كان عندها فقالت يا رسول الله ان ازواجك يسألنك العدل في ابنة ابي قحافة قالت فسكت ولم يرد فاصبحنا فاتينها فقلنا ماذا عندك؟ قالت سكت ولم يعقب. قلنا لها اذا دار وجاءت النوبة لك ففاتحيه ايضا. فجاءت النوبة الثانية ففاتحته فسكت ولم يعلق. فقلنا له ايضا اذا مر عليك فقولي له ان ازواجك يسألنك العدل في ابنة ابي قحافة. فقال لها هذه المرة يا ام سلمة لا تؤذيني في عائشة. فوالله ما نزل الوحي في لحاف امرأة غيرها. فلما اصبحنا قلنا لها ماذا عندك؟ قالت والله لا اراجعه في فيها ابدا. ليه اخترنا ام سلمة؟ لان ام سلمة رضي الله عنها لما اراد النبي صلى الله عليه وسلم ان يتزوجها وارسل اليها رسولا اعتذرت ان تكون من ازواج النبي صلى الله عليه وسلم وعللت ذلك باشياء. قالت انا كبيرة وانا معيلة وانا غير. فقال النبي صلى الله عليه وسلم اما غيرتك وساسأل الله ان يذهبها عنك. واما صبيانك فالى الله ورسوله واما انك تقولين انت كبيرة فانا اكبر منك فلزلك لم تكن ام سلمة رضي الله عنها تغار تماما ويدل على ذلك حديث رواه الامام احمد في مسنده عن عروة بن الزبير انه ذهب الى ام سلمة فقال لها الا تنظرين الى عائشة وهي تقول ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يقبلها وهو صائم قالت لعله كان لا يتمالكها حبا. اما اياي فلا يعني هذا واضح ان ام سلمة قد عافاها الله عز وجل من داء الغيرة. لان الغيرة تنغص على المرأة وتنغص على الرجل اذا كانت المرأة غيرة حتى انه ورد في بعض الاحاديث التي لا تثبت ولكن انا استشهد به على قول العرب ان الغيراء لا تبصر اعلى الوادي من اسفله. يعني ورد حديث ضعيف بمثل هذا المعنى. فام سلمة لما قالت هذا للنبي صلى الله عليه وسلم لم ييأسنا وآآ يعني قلنا لفاطمة رضي الله عنها ان ترفع يعني حاجتهن الى النبي صلى الله عليه وسلم تقول فاطمة رضي الله عنها وكانت بضعة النبي صلى الله عليه وسلم وكان يحبها وكانت اسيرة عنده كان يقول عليه الصلاة والسلام ان يا فاطمة يريبني ما ربها ويؤذيني ما اذاها رضي الله عنها. فجاءت تقول عائشة فجاءت فاطمة لا تخطئ مشيتها مشية النبي صلى الله عليه وسلم. فجاء وانا في في لحافي مع النبي عليه الصلاة والسلام فجلست على طرف السرير وقال النبي صلى الله عليه وسلم اهلا بابنتي فقالت يا رسول الله ان زوجاتك يسألنك العدل في ابنة ابي قحافة. قال لها اي بنية اتحبينني قالت اجل قال فاحبي هذه اي عائشة رضي الله عنها. فلما ذهبت اليهن قالت والله لا اراجعه فيها ابدا. فلم ييأسن ايضا وارسلن بنت جحش رضي الله عنها فتقول عائشة وكانت زينب امرأة فيها حدة. فيها حدة اي كانت قوية النفس فجاءت فوقعت في واضجعت اي قالت كلاما شديدا فقالت عائشة فنظرت الى النبي صلى الله عليه وسلم هل يكره ان انتصر؟ قالت فلما نظرت ورأيت انه لا يكره ان انتصر قمت لها فافحمتها فتبسم النبي صلى الله عليه وسلم وقال انها ابنة ابي بكر. يعني كما نقول نحن في الامثال ابن الوز عوام يعني انها ابنة ابي بكر كما ان ابا بكر رضي الله عنه لا يغلب فكذلك ابنته رضي الله عنهما جميعا. وللحديث صلة ان شاء الله تعالى والسلام عليكم ورحمة