بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله لا ينبغي لنا معاشر طلبة العلم ان نيأس من هداية احد مهما بلغ في الظلال مبلغه كما انه لا ينبغي لنا ان نأمن من ضلال احد حتى وان بلغ في الطاعة مبلغها فان الله عز وجل قد ارسل الى فرعون رسولين موسى وهارون عليهما الصلاة والسلام مع علمه عز وجل انه لن يستجيب لهما وقد بلغ في الكفر منتهاه. وفي الطغيان والعدوان حده ومع ذلك يأمر الله عز وجل هذين الرسولين بان يقولا له قولا لينا لعله يتذكر او يخشى ولا اظن احدا يبلغ كما بلغ فرعون في خبثه وحربه لله عز وجل ولوصوله ولشريعته فلا ينبغي ان يذهب الامل من هداية احد من قلب الدعاة اتى وان رأيناه يتقحم في الذنوب والمعاصي التي لا عد لها ولا حصر فما دامت روحه بين جنبيه فان هدايته متصورة في يوم من الايام وقد كان عمر رضي الله تعالى عنه وارضاه من اجد كفار قريش على النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه حتى يروى وان كان ضعيفا انهم كانوا يقولون لو اسلم حمار ال خطاب لما اسلم عمر استبعادا لاسلام عمر ولكن يابى الله الا ان يهتدى عمر وان يدخل عمر في الاسلام وان يعتز الاسلام والمسلمون باسلام عمر حتى يكون هو الرجل الثاني في الدولة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم وابي بكر رضي الله عنه فلا ينبغي ان نيأس من هداية احد او ضلال احد ولا ينبغي ان نفقد الامل من هدايته ما دامت روحه بين جنبيه. وكذلك في المقابل مهما بلغ العالم او الداعية او الصالح او العارف بالله او الزاهد ما بلغ من الطاعة من صيام النهار وقيام الليل وقراءة القرآن وذكر الله عز وجل. فلا ينبغي انه ان ينظر الى نفسه نظرة الامن من الحور بعد الكور او من الرجوع للقهقرة بعد التقدم والمضي فلا ينبغي للانسان ان يأمن من مكر الله عز وجل لذلك من دأب الصالحين انهم كانوا يقولون لاء انه كان يقول احدهم لا امنوا من مكر الله حتى وان كانت يميني في الجنة واليسرى ولا يأمن مكر الله فلا يأمن مكر الله الا القوم الخاسرون فعلينا ان ننظر الى العاصي نظرة الشفقة والرحمة وان بلغ في معصيته المنتهاها فلعله يتوب وينوب في يوم من الايام وينبغي ان ننظر الى الطائع نظرة الخوف عليه ولذلك يقول الله عز وجل في حق نبيه ولولا ان ثبتناك لقد كدت تركن اليهم شيئا قليلا. فاذا كان هذا يقال في حق النبي وسلم فنحن احوج ولا جرم من الاكثار ان ندعو الله عز وجل بالثبات على الامر نسأل الله ان يثبتنا واياكم على قوله الثابت في الحياة الدنيا وفي الاخرة