الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله. يقدم الشبهة التي بعدها قالوا اننا لو نظرنا الى الاجزاء التي ركبت منها السيجارة وجدنا الاصل فيها الحل والاباحة. فهي عبارة عن نبات وحشائش وكذا الى اخر تزويرهم. وتلبيسهم للحقائق وقلبهم للاوراق بعضها مع بعض فهذا الكلام كلام فاسد. الا ترى الى الخمر؟ ما اصل الخمر؟ اصلها عنب لغة عسل اصلها تفاح اصلها تمر اصلها بعض النباتات هل احد عاقل يقول بان الخمر تعتبر حلالا بالنظر الى ان موادها التي ركبت منها الاصل بها الحزب؟ هل ثمة عاقل في الدنيا يعرف ما يقول؟ يمكن ان يقول هذا الكلام فنحن لا ننظر في الاشياء الى موادها الاولية وانما ننظر الى تركيبتها النهائية مواد الخمر الاولية لا ينبغي النظر لها بعين الاعتبار وانما ننظر الى نهاياتها وتركيبها وما الت اليه. فهي خمر باعتبار نهاياتها وان كانت من مواد حلال باعتبار اولياتها وكذلك الدخان اذا نظرت اليه وجدته مجموعة من الحشائش المسماة بالتبغ او غيرها ان قلنا ان قلنا بانها جرت حسائس والاصل في النباتات الحلوة الاباحة لكن هي بعد تركيبتها تعفنت تعفنت وصارت حراما باعتبار نهاياتها فكيف تغرون الناس وتخدعونهم وتغشونهم؟ وتفتون بالجواز نظرا الى حل المواد الاولية التي ركبت منها هذه الاشياء الخبيثة الضارة لما لا تقولون للناس بان العبرة بالنهايات لا بالبدايات هذا من الغش والتلبيس على الناس. فالسيجارة باعتبار نهاياتها كلها خبيثة. وكلها مواد تامة ومواد ضارة ترجع على البدن بالضرر وعلى الصحة بالعطب والهلاك فاتقوا الله في الناس واتقوا الله في دين الناس فسبحان من خلق هذه العقول وسبحان من طمث هذه البصائر التي لم تعد تبصر الحق ثم قالوا لنا ايضا ان الدخان ملحق بالبصل والثوم فيكون مكروها كما ان الشارع كره البصل والثوم في وقت الصلاة. فقاسوا التدخين في كراهية رائحته. على كراهية الشارع بحضور الجماعة لمن اكل الثوم والبصل وهل هذا قياس صحيح ايها المسلمون العقلاء يا ايها المسلمون دعونا من هؤلاء المفتين. الذين نصبوا انفسهم زورا وبهتانا وظلما وعدوانا لافتاء الناس. لكن انا اخاطب العقلاء هل يمكن ان يكون هذا قياسا صحيحا سليما عند العقلاء؟ فضلا عن العلماء لا والله انه من جنس قياس المشركين في قول الله عز وجل ذلك بانهم قالوا انما البيع مثل الربا فرد الله عليهم بقوله واحل الله البيع وحرم الربا. وكذلك نقول لهم احل الله البصل والثوم في ذاتها. ولكن حرمت التدخين بذاته وكراهة اكل البصل والثوم ليست على اطلاقها في كل وقت. وكذلك ليست لضرر في ذات البصر او لضرر في ذات التوب. وانما لكراهة رائحتها فقط. ولذلك من قدر على ازالة رائحتها فانه لا يكره اكلها في حقه فلا يكره اكلها لمن قدر على ازالة ريحها ولا للمريض الذي لا يريد الصلاة لا يقدر على الصلاة جماعة. او التي ليس من شأنها صلاة الجماعة لكنها مكروهة في حق من يصلي جماعة وهذه الكراهة لا ترجع الى امر في ذات البصر وذات الثوم او لخبث في ذاتهما وانما يرجعان يرجع هذا التحريم الى كراهة الملائكة لرائحتها وكراغة المؤمنين لرائحتها فقط التدخين حرام في وقت الصلاة وفي غير وقت الصلاة ثم رائحة التدخين امتن امتن واخبث من رائحة الثوم والبصل. والتدخين ضرره ضرر ذاتي وخبثه خبث في وليس وليس كالبصل والثوم. فهذا قياس مع الفارق يا مسلمون. والقياس مع الفارق باطل لا يجوز هذا دمع بين امرين مختلفين كل الاختلاف. والشريعة لا تأتي بجمع بين المختلفين. كما انها لا تأتي بالتفريق بين المتماثلين ثم قالوا لنا ايضا هناك دليل يدل على جواز التدخين. قلنا وما هو؟ قالوا هل انتم تقرون بان الشارع في الدليل الصحيح وصف البصل والثوم والكرات بانها اشجار خبيثة انها خبيثة؟ الجواب نحن نقر بذلك. يقول من اكل من هاتين الشجرتين الخبيثتين والحديث في الصحيح قالوا اذا يلزم عليكم ان تحرموا اكل البصل والثوم والكراس قلنا لا نحن لا نقول بالتحريم. قالوا اذا كان وصفها بالخبث لم يقتظي تحريمها فوصف قالب الخبث لا يوجب تحريمه ايضا. قياسا على هذا بجامع وصف الخبث في كل ويا سبحان الله اي كلام هذا اويعقل ان طويلب علم صغير لا يزال مبتدأ في العلم يقول مثل هذا الكلام؟ ما نتصور فكيف بهؤلاء الذين نصبوا انفسهم لافتاء الناس ولمناصحة الجبال في فتاوى من فتاوى اهل العلم وتخطئة الجمهور وعوام اهل العلم نصب هؤلاء انفسهم لابراز الاقوال المرجوحة والشاذة في الامة. ونصرها وتجريء الناس على الاخذ بها فهذا والله ظلال مبين من الذي يقول هذا الكلام كما وصف البصل والثوم بالخبث ولم يقتضي التحريم فكذلك الدخان وان سلمنا لكم انه موصوف بالخبث فلا يوصي فلا يوجب تحريمه. هذا كلام فاسد. هذا كلام فاسد. وبيان فساده ان نقول ان الخبث له عدة اعتبارات. فليس الخبث اعتبارا واحدا. وانما له اعتبارات فمثلا وصف النبي صلى الله عليه وسلم كسب الحجام بانه خبيث. كما في الصحيح قال وكسب الحجاج خبيث. ومع ذلك ثبت انه احتجم واعطى الحجام اجرته فلماذا يصفه بالخبث ويعطيه اجرته؟ هل الخبث هنا يقتضي التحريم؟ الجواب لا. لان الخبث هنا بمعنى دناءة اذا الخبث في كسب بمعنى الدناءة. اذا هذا اعتبار اول ثم وصف الشارع الثوم والبصل بانها شجرة خبيثة. ما الخبث فيها؟ الجواب هو خبث الرائحة. اذا الخبث الاول خبث الدناءة الخبث الثاني خبث الرائحة. لان رائحتها منتنة. فالخبث في البصل والثوم انما هو لمتن رائحتهما وليس لضرر فيهما كالتدخين. بل ثبت للثوم منافع طيبة كثيرة كما نص على نصت على ذلك المجامع الطبية وليس هذا مجال تفصيلي فالحاقكم التدخين بالثوم والبصل هذا الحاق فاسد. فان الخبث في الدخان خبث ذاتي وضرره ضرر ذاتي. فضلا عن خبث الرائي ايضا. فاذا الدخان جمع بليتين. جمع خبث الذات وخبث الرائحة. البصل والثوم والكراس ليست خبيثة بذاته. فكيف تلحقون ما هو خبيث في ذاته وبار في ذاته بما هو خبيث في رائحته ولكنه طيب في اصله. وحلال في ذاته. هذا من الذي الذي قال به من العلماء والاصوليين. هذا الحاق فاسد. هذا الحاق فاسد. بل ان الدخان لو نظرتم له لوجدتموه مشتملا على نبات التبغ هذا. الذي هو ثاني اكثر اسباب الوفيات في العالم فالدخان جمع بين خبثين خبث الذات وهو الذي يقتضي تحريمه. وزاد الطين بلة انه خبيث في الرائحة ولذلك حرمت التدخين كل المجامع الفقهية. اعطوني مجمعا فقهيا اجازه وحرمته كل الهيئات الطبية. وحرمته كل الهيئات العلمية. بل اغلب والعلماء وجماهيرهم على تحريمه فقد حرمه كل عالم بالشرع فيه ولم يخالف فيه الا سواد للعلماء ولذلك ينبغي ان نحذر من فتوى هؤلاء بتجويده. فان هذه الفتوى الظالمة الجائرة لم تبنى على علم ولم تبنى على اصل شرعي ولا على دليل مرعي وانما بنيت على تتبع الشهوات واعتماد الشبهات فاني احذر المسلمين من قبولها. احذر المسلمين في مشارق الارض ومغاربها من قبولها واحذرهم من قبول كلام هؤلاء. المتمشيخين الذين ضلوا في ذات وارادوا نشر ضلالهم على الامة فالذي نخلص منه في هذا التعليق هو ان الفتوى هذه التي تقتضي اجازة التدخين وشرب الدخان انها فتوى باطلة. وان الحق الذي لا يجوز الاخذ بغيره لدلالة الادلة عليه ودلالة اصول الشريعة عليه. ودلالة العقل السليم عليه ولدلالة الحس والواقع عليه. ولدلالة الفطرة السليمة عليه هو القول بحرمة الدخان وشربه. هذا الذي ندين الله عز وجل به ونسأله ان يعيننا واخواننا على رد هذه الشبهات التي فتح ابوابها هؤلاء. ونسأل الله ان يكفينا شرهم وشر فتاويهم. وان يعصم الامة من بلاياهم ومن قيحهم وصديدهم. الذي صاروا يؤذون به الامة ويزكمون بروائحهم المنقنة القذرة الوف اهل الحق واهل الاسلام. نعوذ بالله منهم ونعوذ بالله من فتاويهم ونسأل الله ان يعصم الامة من شرهم وبلائهم. وان يرد كيدهم في نحورهم. ان لم يكتب لهم هداية ويريد لهم استقامة. والله اعلى واعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا