الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله. يقدم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله الامين وعلى اله واصحابه الطيبين الطاهرين ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين اما بعد فمن جملة ما ينبغي الرد عليه في بعض الفتاوى التي انتشرت وعمت البلوى بها الفتوى التي تقول بجواز التوسل الى الله عز وجل بذات احد من الانبياء لا سيما بذات النبي صلى الله عليه سلم او بجاهه او بذوات الاولياء والصالحين وجاههم وذكر من افتى بجواز ذلك بان هذه المسألة ليست من مسائل العقيدة وان اول من منع التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم اي بذاته انما هو شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله. واما العلماء من قبله فانهم متفقون على جواز التوسل بذات الانبياء والصالحين الى غير ذلك الكلام الذي كثر الخلط والغلط فيه على الدين والشريعة وعلى العلماء والائمة وقد ابتلينا في هذا الزمان ببعض من يفتي بذلك والادهى والامر كثرة متابعيه ممن يغتر بكلامه لانه يلبس مسوح العلماء ويتكلم بكلام العلماء ويتكلم في الادلة والاستدلال ويتكلم بالقواعد وهي عليه لا له. فكان من الواجب علي ان ابين الغلط في في هذه الفتاوى التي انتشرت بوسائل التواصل من ان التوسل بذوات الانبياء والاولياء والصالحين والتوسل بجارهم انه امر جائز وانه مجرد مسألة مسألة فقهية يقبل فيها الخلاف وابين ما استدلوا به وهو قليل مقارنة بالادلة التي توجب المنع كما ستراه وتسمعه ان شاء الله عز وجل فاقول اولا لا بد ان نتكلم عن حكم التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم وانواع ذلك والتفريق بينها وبيان حكم كل منها مقرونا ذلك بالادلة وبشيء من كلام اهل العلم الله تعالى فاقول اولا لابد ان تعلم وفقك الله ان السلف قد اتفقوا بل المسلمون جميعا قد اتفقوا على علو منزلة النبي صلى الله عليه وسلم عند الله وهذا لا يشكك فيه احد. ممن ينتسب للاسلام فالنبي صلى الله عليه وسلم اعظم الناس جاها عند الله تعالى فليس ثمة منزلة كمنزلته ولجاها كجاهه ولا شرفا كشرفه صلى الله عليه وسلم ولا قدرا عند الله كقدره. عليه الصلاة والسلام فهذا كله مما يقطع به المسلم ويؤمن به وقد ثبتت بذلك الادلة التي لا ينكرها الا جاهل فان النبي صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم من اعظم الناس جاها فهو اعظم جاها عند الله عز وجل من موسى الذي قال الله عز وجل فيه يا ايها الذين امنوا لا تكونوا كالذين اذوا موسى فبرأه الله مما قالوا. وكان عند الله وجيها والنبي صلى الله عليه وسلم اعظم جاها من اخيه عيسى عليهم الصلاة والسلام كما الذي قال الله عز وجل فيه اذ قالت الملائكة يا مريم ان الله يبشرك بكلمة منه اسمه المسيح عيسى ابن مريم وجيها في الدنيا والاخرة ومن المقربين. فاذا كان موسى وعيسى وجيهين عند الله عز وجل. فكيف بسيد ولد ادم صاحب المقام المحمود الذي يغبطه به الاولون والاخرون وصاحب الكوثر والحوظ المورود الذي انيته عدد نجوم السما وماؤه اشد بياضا من اللبن واحلى من العسل. ومن شرب منه شربة لم يظمأ منها بعدها ابدا. وهو صاحب الشفاعة يوم القيامة حين يتأخر عنها اخوانه من الانبياء ادم فهو يتقدم عليهم اجمعين فيشفع عند رب العالمين بان يفصل القضاء بين الخلائق اجمعين فلا جرم ان النبي صلى الله عليه وسلم اعظم الناس جاها عند الله عز وجل ومن المناسب جدا ان اقدم بهذه المقدمة لان من الناس هداه الله ومنهم هؤلاء الذين افتوا بجواز التوسل بجاهه وذاته ينسبون السلف ينسبون من يفتي بالمنع من ذلك انه لا احترموا رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا يعترف بجاهه ولا بشرفه ولا بعلو مقداره. فكان لزاما على ان اقدم بهذه المقدمة حتى يثبت التفريق بين اثباتنا لمنزلته وعظم جاهه وعلو شرفه وسمو قدره عند الله عز وجل وبين زواج التوسل بذاته او جاهه فهذا شيء وذاك شيء اخر فمع اننا نؤمن بانه اعظم الناس جاها واعظمهم شرفا واعظمهم قدرا عند الله الا ان سلف الامة رحمهم الله تعالى مع اقرارهم بكل لذلك لم يفهموا من ذلك تجويز التوسل بذاته الى الله تعالى ولم يفهموا من ذلك جواز الحلف بجاهه. ولم يفهموا من ذلك جواز التمسح بجدران الغرف التي على قبره ولم يفهموا من ذلك جواز دعائه من دون الله تعالى او الاستغاثة به من دون الله عز وجل ولم يفهموا من ذلك جواز شد الرحال الى زيارة قبره ولم يفهموا من ذلك اصلا تعليق كمال الحج على زيارة مسجده او قبره ومن المعلوم عند علماء الحديث باتفاقهم ان كل حديث في زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم على وجه الارض فلا يصح ولم يفهم السلف ايضا من ذلك اي من علو قدره وجاهه وشرفه ومقداره. لم يفهموا من ذلك تجويز الدعاء مع استقبال حجرته اصلا ولم يفهموا من ذلك كثرة التردد الى قبره للسلام والصلاة عليه. ولم يفهموا من ذلك جواز تكلف قطع المسافات لمجرد والصلاة عليه فقط وغير ذلك مما يعتقده بعض الناس من الاعتقادات الباطلة فيه صلى الله عليه وسلم. فاي انسان يفهم من علو منزلته وعلو جاهه شيئا من ذلك فقد فهم فهما مخالفا لفهم السلف رحمهم الله تعالى. والمتقرر عند العلماء باتفاق اهل السنة ان كل امين يخالف فهم سلف الامة فانه باطل. والمتقرر عند اهل السنة ان خير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وهدي صحابته الكرام وهدي السلف الصالح فلذلك ليس من المشروع ان يطلب من الاموات لا دعاء ولا غيره وفي موطأ الامام مالك ان ابن عمر رضي الله عنهما كان يقول اذا زار قبر النبي صلى الله عليه اذا اتى الى قبر النبي صلى الله عليه وسلم وقبر ابي بكر وعمر السلام عليك يا رسول الله السلام عليك يا ابا بكر السلام عليك يا ابتي ثم ينصرف وعن عبد الله بن دينار قال رأيت عبدالله بن عمر يقف على قبر النبي صلى الله عليه وسلم فيصلي على النبي صلى الله عليه وسلم ويدعو لابي بكر وعمر. وكذلك ثبت عن انس ابن مالك وعن غيره كما نقل ذلك علماء الحديث انهم كانوا يسلمون على النبي صلى الله عليه وسلم فاذا ارادوا الدعاء استقبلوا القبلة يدعون الله تعالى لا تدعونا مستقبلي الحجرة وان كان قد وقع في بعض ذلك بعض الطوائف من الفقهاء او من ينتسبون للصوفية او العامة. ولكن هؤلاء لا اعتبار بهم فلم الى ذلك امام متبع في قوله ولا من له في الامة لسان صدق عام. كما قال ذلك ابن تيمية رحمه الله تعالى بل الاثابت في مذاهب الائمة الاربعة مالك وابي حنيفة والشافعي واحمد رحمهم الله تعالى وغيرهم من ائمة الاسلام ان الرجل اذا سلم على النبي صلى الله عليه وسلم عند قبره فاذا اراد دعاء الله لنفسه فانه يستقبل القبلة لا يستقبل القبر بل انه مختلف في وقت القاء السلام على النبي صلى الله عليه وسلم. هل يلقي السلام مستقبلا القبلة او مستقبلا القبر فقال مالك والشافعي واحمد رحمهم الله تعالى يستقبل الحجرة حال السلام لان حال السلام عليه بعد مماته كحال السلام عليه في حياته ويسلم عليه من تلقاء وجهه لكن الامام ابو حنيفة رحمه الله قال لا يستقبل الحجرة وقت السلام كما لا يستقبلها وقت الدعاء فهم اتفقوا على ان وقت الدعاء لا يستقبل الحجرة النبوية. ولكنه اختلفوا في وقت السلام فقط فاذا المسألة مفصولة باقوال العلماء رحمهم الله تعالى. بانه ليس من من لوازم الاقرار بشرفه وعلو جاهه وعلو مقداره وسمو رتبته عند الله عز وجل لا يستلزم من ذلك ان نفعل بعض الافعال التي لم تثبت عن صحابته عند قبره ولا غير قبره صلى الله عليه وسلم ولا ان نحدث في دينه صلى الله عليه وسلم ما لم يأذن به الله عز وجل والعجيب ان هؤلاء قد استندوا في بعض فتاويهم الى حكايات لا خطام لها ولا زمام. كالحكاية التي تذكر عن ما لك انه قال المنصور لما سأله عن استقبال الحجرة فامره بذلك وقال هو وسيلتك ووسيلة ابيك ادم. وهذا كذب على مالك رحمه الله ليس تلها اثنان ليس لهذه القصة اسناد معروف. بل هي في ذاتها خلاف الثابت المنقول عن الامام مالك رحمه الله تعالى باساليب الثقات في كتب باصحابه في كتب اصحابه فانه لما سئل عن اقوام يطيلون القيام مستقبلي الحجرة يدعون لانفسهم انكر مالك ذلك وذكر انه من البدع التي لم الصحابة ولا التابعون لهم باحسان وقال كلمته المشهورة لا يصلح اخر هذه الامة الا ما اصلح اوله فان الاثار المتواترة عن الصحابة والتابعين تبين ان هذا لم يكن من عمله. ولا من عادته. ولو كان استقبال الحجرة النبوية عند دعائي مشروعا لكانوا اعلم الناس بذلك وكانوا اسبق اليه ممن بعدهم فلا ينبغي ان يغتر بمثل هذه الحكايات التي تروى من ها هنا وها هنا مما لا خطام لها مما لا خطام لها ولا زمام فاذا نحن نقر بعلوم رتبته وعلو جاهه لكن لا يجعلنا ذلك او يحملنا على ان نفعل عند قبره او ان نحدد في دينهما ليس ما ليس منه. وفعل الصحابة رضي الله تعالى عنهم في ذلك هو الفيصل بيننا وبين القوم فاعطوني صحابيا اقسم بذات النبي صلى الله عليه وسلم او بذات غيره من الانبياء. واعطوني صحابيا واحدا توسل احد من الانبياء سواء النبي صلى الله عليه وسلم او غيره من اخوانه الانبياء اعطوني رجلا من الصحابة قد توسل بذات النبي صلى الله عليه وسلم لا نعلم ثبوت ذلك عن احد لا من الصحابة رضوان الله تعالى عليهم ولا عن احد ممن له قول متبع في الامة والحكايات التي تروى من ها هنا وها هنا لا خطام لها ولا زمام ولا ينبغي للعاقل الحصيف المنصف ان يثبت بها دينا يأمر الناس به او يسوغه او يسوغه للناس فالاقسام بذات الامن بذوات الانبياء والتوسل الى الله بجاههم او بجاه الاولياء والصالحين ليس هذا مشهورا عند الصحابة والتابعين بل عمر بن الخطاب ومعاوية ابن ابي سفيان رضي الله عنهما ومن كان بحضرتهما من الصحابة من اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم والتابعين لهم باحسان لما اكذبوا استسقوا بمن؟ عمر رضي الله عنه استسقى بالعباس اي بدعائه. وتوسلوا واستشفعوا بمن كان حيا. فهذا توسل بالعباس واهل الشام توسلوا بيزيد ابن الاسود ولم يتوسلوا ولم يستشفعوا ولم يستسقوا في هذه الحالة الحرجة. حال القحط بالنبي صلى الله عليه وسلم لا عند قبره ولا عند قبر غيره بل عدلوا الى البدن كالعباس وكيزيد فلو كان التوسل بذات النبي صلى الله عليه وسلم مشروعا لما عدل هؤلاء عن هذه الوسيلة العظيمة التي يقرون بجواز التوسل الى الله عز وجل بها الى التوسل بدعاء العباس او بدعاء يزيد ابن الاسود او التوسل بدعاء غيرهم وقد ثبت في البخاري من حديث عمر انهم كانوا اذا قحطوا في المدينة قال اللهم انا كنا نتوسل اليك بنبينا فتسقينا وانا نتوسل عليك بعم نبينا فاسقنا فجعلوا هذا بدلا عن ذلك لما تعذر ان يتوسلوا به على الوجه المشروع الذي كانوا يفعلونه في حياته اي التوسل الى الله عز وجل بدعائه وهذا انقطع بوفاته فلو كان توسلهم به في حياته توسل بذاته لما انقطع هذا التوسل في حياته ولا بعد مماته فان منزلته وجاهه ومقداره عند الله لا ينقص بعد موته فمنزلته وجاهه بعد الموت كمنزلته وجانيه عند الله في الحياة فلو كان توسلهم بجاهه او بذاته في حياته كان موجودا لكان بعد مماته موجودا اذ انهم يعلمون انه لا ينقطع ذلك ابدا لكنهم عدلوا عن الامر الذي انقطع. وهو التوسل الى الله عز وجل بطلب الدعاء منه. وهذا قد انقطع في حياته فحينئذ لما اقروا بانقطاعه وعلموا انقطاعه استبدلوه بالتوسل بالعباس وبيزيد ابن الاسود اي بدعائهم فقد كان من الممكن ايها الاخوان لو كان التوسل بذات النبي او بذاته جائزا كان من الممكن ان يأتي الصحابة الى قبره صلى الله عليه وسلم فانه ليس بينه وبينهم الا مجرد خطوات فيتوسل به ويقولون في دعائهم يا رسول الله اشفع لنا عند الله يا رسول الله ادعوا لنا الله انا نتوسل اليك يا رسول الله ان تشفع لنا عند الله ونحو تلك الالفاظ التي يجيزها من يجيزها من هؤلاء ولكن كل ذلك لم يقع. فمن اين اتى هؤلاء بمثل هذا بمثل هذا التجويد من اين اتى هؤلاء بمثل هذا التجويد مع اننا نجزم جزما انه لا يخفى على علمهم بان كل حديث في التوسل بجاه النبي صلى الله عليه وسلم فانه كذب موضوع كما يروي بعض الجهال عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال اذا سألتم الله فاسألوه بجاهي فان جاهي عند الله عظيم. هذا الحديث يا اخواني كذب ليس بشيء من كتب المسلمين التي يعتمد عليها ولا ذكره احد من اهل العلم بالحديث وليس هذا يلزم منه انه لا جاه له لا ولكن ليس هناك حديث مرفوع بمثل هذا اللفظ فجاهه عند الله تعالى اعظم من جاه جميع الانبياء والمرسلين كما بينا لك كما بينا ذلك سابقا ولذلك ينبغي ان نعلم ان الصحابة عدلوا في عهد عمر رضي الله عنه عن التوسل به الى التوسل بعمه العباس. لماذا؟ لان التوسل الذي جائزا في حياته في هذه المسألة قد انقطع بموته وهو التوسل الى الله بدعائه لانه صلى الله عليه وسلم قد مات ولحق بالرفيق الاعلى فلو كان دعاؤه والتوسل به جائزا لما عدلوا عن الافضل الى الى المفضول