الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله يقدم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله الامين. وعلى اله واصحابه الطيبين الطاهرين اما بعد. فالحاقا المقطع الاول الذي يتكلم عن حكم التوسل وانواع التوسل والتفريق بين لفظ التوسل اذا اطلق في القرآن او اذا اطلق على لسان النبي صلى الله عليه وسلم او اذا اطلق على لسان احد من الصحابة رضي الله تعالى عنهم وارضاهم فاحب في هذا المقطع المختصر ان نكمل الكلام على رد شبهة هؤلاء في جواز التوسل بامور لم يأت الدليل بها. فاقول وبالله تعالى التوفيق ومنه استمد العون والفضل. واسأله عز وجل ان يشرح وصدور من يسمع كلامي للحق. المتفق مع الكتاب والسنة. اود ان على جمل من الاصول والقواعد السنية السلفية القاعدة الاولى الاصل في باب التوسل التوقيف على الادلة. لان الانسان انما توصلوا تعبدا لله عز وجل. فالتوسل من الامور التعبدية التي ينص العلماء على انها من جملة انواع ما يتعبد لله عز وجل به فاذا اثبتنا بان التوسل من العبادات فانه لا يجوز ان نثبته في شيء من الاشياء وعلى ذلك دليل من الشرع فلا يجوز لاحد ان يتوسل الى الله عز وجل بوسيلة الا اذا جاء الدليل المجيز للتوسل بها فاي انسان يتخذ وسيلة يريد ان يتوسل الى الله عز وجل بها بلا دليل فانه يطرق باب بدعة واحداث في الدين. والمتقرب عند العلماء ان كل احداث في الدين فهو رد. والمتقرر عند العلماء ان كل بدعة في الدين فهي ضلالة فالتوسل الى الله عز وجل لابد فيه من دليل. فهو من جملة الاحكام الشرعية التي تفتقر في ثبوتها الادلة الصحيحة الصريحة. فاذا قال انسان لك توسل الى الله عز وجل بهذا القول او توسل الى الله عز وجل بهذا هذا الفعل او توسل الى الله عز وجل بهذا الطريق المعين فقل له اين الدليل؟ الدال على جواز التوسل به. فان جاء بالدليل صحيحا صريحا فعلى العين والرأس. واذا لم يأتي به فان قوله مردود عليه. لانه يريد منك ان تتعبد لله عز وجل بما لا دليل عليه فهو يطلب منك ان تفعل بدعة. لان المتقرر عند العلماء ان البدعة هي التعبد لله عز وجل بما لا دليل عليه فاياك ان تقبل كلامه اذا لم يأتي بدليل وبرهان يدل على جواز التوسل بهذه بهذا الطريق. وقد سبق العلماء من اهل السنة والجماعة رحمهم الله تعالى الاشياء التي يجوز التوسل بها. فوجدوها كما يلي الاول التوسل الى الله عز وجل باسمائه الحسنى. لقول الله تبارك وتعالى ولله الاسماء الحسنى فادعوه بها فتقول يا الله يا كريم يا رزاق يا رحيم ونحو ذلك من التوسل بالاسماء بانك انت الله الذي لا اله الا هو الحي القيوم ان تغفر لي ان ترزقني ان تدخلني الجنة فهذا من التوسل الذي يحبه الله عز وجل وهو من اعظم ما يتوسل اليه به ان تتوسل الى الله عز وجل باسمائه الحسنى وسواء كان توسلك الى الله بها على وجه العموم او الخصوص على وجه العموم كان تقول اسألك باسمائك الحسنى فهذا توسل على وجه العموم. واما الثاني فهو توسل الى الله عز وجل باسم معين. وقد اشترط اهل السنة في التوسل اسماء توسلا خاصا ان يكون الاسم مطابقا او مقاربا او مناسبا للمطلوب الذي تريده. فاذا كنت تطلب اسقاء فتقول يا رزاق ارزقني. واذا كنت تطلب الرحمة فتقول يا غفور يا رحيم يا رحمن ارحمني. واذا كنت تطلب السترة تقول يا ستير استر علي ونحو ذلك. فهذا كله مما اتفقت كلمة اهل السنة والجماعة رحمهم الله تعالى على جوازهم الوسيلة الصحيحة الثانية التوسل الى الله عز وجل بصفاته العليا كأن تقول اسألك برحمتك ان تغفر لي اسألك ان تعزني اسألك بقدرتك ان تنصرني. اسألك بعفوك ومغفرتك ورضاك ان تدخلني الجنة ونحو هذا من الدعاء. هذا كله توسل الى الله عز وجل بصفاته العلى الوسيلة الصحيحة الثالثة ان تتوسل الى الله عز وجل بذكر الحال. ان تشرح حالك الله عز وجل شرح تعبد وافتقار. والحاح. لا شرح اعلام لان الله لا يخفى عليه شيء بحالك وانما تشرح حالك الى الله عز وجل من باب الانطراح بين يديه تبارك وتعالى. وهذا من اعظم التوسل التي ذكرت عن الانبياء في القرآن كما قال زكريا ربي لا تذرني فردا فشرح حاله الى الله. وقال الله عز وجل عن موسى ربي اني لما انزلت الي من خير فقير. هذا شرح حاله الى الله. ذكر الحال. توسل الى الله الحال وقال نوح عليه الصلاة والسلام ربي اني مغلوب فانتصر. وفي الاية الاخرى ربي ان قومي كذبوني بيني وبينهم فتحا ونجني ومن معي من المؤمنين وهذا اكثر احوال الانبياء انهم كانوا يتوسلون الى الله عز وجل بذكر الحال والادلة كثيرة. الوسيلة الصحيحة الرابعة التوسل الى الله عز وجل بالعمل الصالح. والذي منه بل من اعظمه الايمان بالله وبرسوله وبما محبة الله ورسوله كما قال الله عز وجل ربنا اننا سمعنا منادي ينادي للايمان ان امنوا بربكم فامنا ربنا فاغفر اي بايماننا اغفر لنا. فهذا توسل الى الله بالعمل الصالح. وكما في حديث الركب الثلاثة من بني اسرائيل الذين اواهم المبيت الى غار فانطبقت عليهم الصخرة. والحديث في الصحيحين من حديث ابن عمر رضي الله عنهما فاحدهم توسل الى الله عز وجل بعمل صالح عنده وهو بره بوالديه. وتقديمهما على الاهل والولد والمال وغيرهم. والثاني توسل الى الله عز وجل بمراقبته وعفته. والثالث توسل الى الله عز وجل بامانة ورعايته لحق الضعيف. والفقير والمسكين. فاستجاب الله عز وجل توسلهم هذا وفرج عنهم هذه الصخرة والادلة في هذا النوع كثيرة جدا. الوسيلة الصحيحة الخامسة التوسل الى الله عز وجل بدعاء الحي الحاضر القادر. فقولهم الحي يخرج التوسل الى الله عز وجل بالاموات توسل الى الله عز وجل بالاموات او بطلب الدعاء من الاموات او بالذهاب عند قبور الاموات. لدعاء الله عز وجل عند قبورهم طلبا كونهم وسيلة بينه وبين الله هذا كله من البدع والمحدثات التي ما انزل الله بها من سلطان. والروايات التي تروى عن ما لك هو والمنصور مكذوبة. والرواية التي تروى عن الامام الشافعي في مجيئه لقبر ابي حنيفة ايضا مكذوبة. ليست تصح عن الامام الشافعي ولا عن غيره. ولا يعرف عن احد من الصحابة رضي الله تعالى عنهم انهم كانوا يفعلون ذلك عند قبر من هو اعظم محبوب لله عز وجل وهو رسوله صلى الله عليه وسلم. فلا يجوز التوسل بالاموات جملة ولا لا تفصيلا فانهم بموتهم قد انقطع عملهم الا من ما اثبته النص فهذه هي الوسائل التي ثبت الدليل بها وهي التوسل الى الله بدعاء الرجل الحي. وقولهم الحاضر يخرج التوسل بالغائب. فالتوسل الى الله عز وجل بدعاء الغائبين. كل ذلك من الامور التي توصل الى الشرك والعياذ بالله فهي وسائل عظيمة من وسائل الشرك يجب سدها حماية لجناب التوحيد. هذه وسائل الخمس هي التي اثبتتها الادلة فلماذا ايها المفتون الذين تجيزون التوسل بذوات الصالحين مجيء الى قبورهم لماذا لا تفتونهم بهذه الوسائل التي اثبتتها الادلة؟ لماذا لا تهدون الناس وتدلونهم على تلك الوسائل الصحيحة الشرعية الثابتة بالكتاب والسنة واتفاق اهل العلم رحمهم الله تعالى. لماذا تفتحون للناس ابواب من الوسائل لا دليل عليها؟ ولا برهان ثم تلون اعناق الادلة لتستدلوا على ما ذهبتم اليه بادلة لا تدل على مطلوبكم مطلقا كقول بعضكم والله خلقكم وما تعملون. ما الدلالة الاصولية بالله عليكم في جواز التوسل بالاولياء والصالحين بهذه الاية هل دلت على جواز التوسل بهم دلالة مطابقة او دلالة تظمن او دلالة تلازم او دلالة اشارة او دلالة ايماء كل ذلك مما لا يدل عليه تدل عليه هذه الاية فليس فيها دلالة مطلقة. ولا يصلح ان تجعل فعل بعض اهل العلم او قوله بجواز ذلك دليلا على اثبات هذه المسألة العقدية. او المسألة الشرعية الفقهية سموها ما شئتم. فليس كونها او كونها فرعية شرعية يختلف فيه الحكم فهي محرمة ولا تجوز. فلا يجوز للانسان ان يتوسل باي وسيلة الا اذا كان على وسيلته هذه دليل من الشرع. وبناء على ذلك فالتوسل الى الله عز وجل بالدعاء عند قبور الصالحين هذا لا اصل له لا في الكتاب ولا في السنة ولا في عمل الصحابة. والتوسل الى الله عز وجل بذوات الصالحين ايضا لا دليل عليه. لا من الكتاب ولا من السنة ولا من عمل الصحابة. والتوسل الى الله عز وجل بذات بجاه الانبياء او جاه احد من الصالحين ايضا لا عليه لا من الكتاب ولا من السنة ولا من عمل احد من الصحابة. والتوسل الى الله عز وجل بالغائبين ايضا لا دليل عليه لا من الكتاب ولا من السنة ولا من عمل الصحابة فلماذا تفتحون للناس ابواب من التوسل لا دليل عليها ولا تخبرونهم بان هناك وسائل تكفيهم عن البلوغ او الولوج او او التوغل في هذه الوسائل الممنوعة هذا من خداع المسلم هذا من مخادعة المسلمين ومن تزيين الباطل للمسلمين. ومن الكيد الكبار لعقيدة الناس اخبروهم بان هناك وسائل قد دلت عليها الادلة من الكتاب والسنة. وامروهم بالاكتفاء بها. ولا يحملنكم بغظ اهل الحق على ان تخالفوا الحق. ولا يحملنكم العداوات الشخصية على ان تخالفوا الحق. ولا يحملنكم حرصكم على نشر الاقوال الاخرى في المسألة. او على على نشر الخلاف في المسألة او على وجود اقوال قال بها بعض الائمة في هذه المسألة لا يحملنكم ذلك على ان ان تنشروها بين الناس اذا لم يكن لها سنده صحيح ولا برهان مرعي صريح. فالذي ندين الله عز وجل به ان التوسل ينقسم الى قسمين الى توسل مشروع والى توسل ممنوع. فالتوسل المشروع هو ما كان توسلا باسماء الله. او توسلا بصفات او توسلا بذكر الحال او توسلا بالعمل الصالح من الايمان بالله ورسوله ومحبة الله ورسوله واتباع شريعته او التوسل الى الله عز وجل دعاء الحي. لا بدعاء الميت وبدعاء الحاضر. لا بدعاء غائب هذا هو التوسل المشروع الذي دلت عليه الادلة. واما القسم الثاني فهو التوسل الممنوع وهو التوسل بذوات الاولياء والصالحين. او التوسل الى الله عز وجل بالمجيء الى قبورهم. او التوسل الى الله عز وجل بذوات احد من الخلق كائنا من كان هذا المخلوق نبيا كان اوليا فكل هذا من التوسل للمملكة النوع الذي لا تجيزه الادلة ولم يجري عليه عمل الامة وفي الختام لا ازال احذر المسلمين في مشارق الارض ومغاربها من فتاوى هؤلاء. التي لم تبنى على علم ولا على هدى ولا على لم تبنى على كتاب الله ولا على سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم تبنى على فهم السلف الصالح. ولا على منهجهم الطيب الصافي فاحذر المسلمين من سماع هؤلاء واحذرهم من سؤالهم. واوصي المسلمين في الارض كلها بان يلزموا غرس الراسخين الصادقين. المأمونين في علمهم وامانتهم وخبرتهم ودرايتهم العلمية. في مدارك الادلة وعندهم الة الاستنباط. اوصيكم بالعلماء الذين يتقون الله عز وجل فيكم وفي دينكم. وفيما يعلمون انكم اياه واتركوا هؤلاء الذين لا يخافون الله عز وجل. والذين ناصبوا العلماء ويتكلمون فيهم ويردون اقوالهم وفتاويهم ويشككون في مصداقيتهم ويتهمونهم بانهم يخفون الاقوال الاخرى في المسألة. وانهم لا ينصرون الا قولهم فقط ويهملون اقوال العلماء الاخرى. هذه كلها اتهامات باطلة يريدون بها تشويه صورة العلماء فعليهم من الله ما يستحقون. والخلاصة من ذلك انني احذر المسلمين من هؤلاء. الذين يسمون انفسهم بالاسك انا احذر المسلمين منهم تحذيرا بليغا ولا ازال احذر منهم طيلة حياتي باذن الله عز وجل ما لم ينزعوا او يرجعوا عن هذا الغي والضلال. الذي اراء الذي تقحموا فيه وارادوا ان يقحموا فيه المسلمين بطرائق مشبوهة لم يجري عليها عمل السلف رحمهم الله تعالى في استنباط الاحكام ولا في معرفة الحق من الباطن والله اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد