الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله يقدم شيخنا الله يحفظك تقول السائلة طبعا يا شيخ انا سألت هذا السؤال لكن لم يسجل قف. تقول السائلة ارسلت الرسالة مرارا وتكرارا. استحلفكم بالله يا شيخنا نحن في بلد كثر فيها الفتوى بعدم اه وجوب صلاة الجماعة. فهلا دللتنا على الصحيح حفظ الله في هذا الحمد لله رب العالمين وبعد المتقرر عند العلماء ان فيصل النزاع في المسائل المختلف فيها انما هو الكتاب والسنة لا اقوال العلماء. لان الحاكم حكما ذاتيا انما هما الكتاب والسنة فهي حجة بالذات. واما اقوال العلماء فانها تبقى حجة بالغير. فاقوال العلماء يستدل لها لا بها فلا ينبغي لنا ان تتشوش اذهاننا والله عز وجل قد اعطانا هذا الاصل العظيم في قوله وما اختلفتم فيه من شيء فحكمه الى الله. وقول النبي وقول الله تبارك وتعالى فان تنازعتم في شيء فردوه الى الله والرسول ان كنتم تؤمنون بالله واليوم الاخر. فحين اذ ينبغي طلب الدليل في مثل هذه المسائل المتنازع فيها ونترك اقوال العلماء جانبا وانما ننظر الى الادلة فثم نأخذ اقرب القولين ليه الادلة ونتعبد لله عز وجل به. لما نظرنا الى الادلة في مسألة صلاة الجماعة كتابا وسنة وجدنا ان القول الصحيح هو ان صلاة الجماعة واجبة على الرجال القادرين. فالرجل الذي يقدر على شهود المساجد والصلاة جماعة لا يجوز له ان يتخلف عنها مطلقا. فصلاة الجماعة بالنسبة للرجل فرض فصلاة الجماعة بالنسبة للرجل فرض عين. يأثم الانسان اذا خالفه وقد دلت على ذلك الادلة الكثيرة. فمن ذلك مثلا قول الله عز وجل واركعي مع الراكعين اركعوا مع الراكعين. ايتان في كتاب الله. فالله عز وجل لم يأمرنا بالركوع فقط وانما امرنا بايقاع هذا الركوع مع الراكعين هو حقيقة صلاة الجماعة. ومن الادلة ايضا اننا لو نظرنا الى صلاة الخوف لوجدنا انه اختل فيها نظام عظيم جدا وسقطت فيها اركان كثيرة وجازت فيها الحركة الكثيرة. مع ان الشارع يكره كثرة الحركة في الصلاة. ويراعي اركان الصلاة مراعاة عظيمة لكن لو نظرتم الى صفات صلاة الخوف لوجدتموها مختلفة كثيرا عن صلاة الامن. وما هذه المخالفة الا لمراعاة ايقاع صلاة الخوف جماعة. فاذا سقطت هذه الاركان الكثيرة بسبب الجماعة. وجازت هذه الحركة الكبيرة بسبب اقامة الصلاة جماعة مع ان الحال حال خوف فاذا وجبت الجماعة على المجاهدين في حال الخوف فوجوبها في حال الامن او في حال الامن اولى فلا ان يخل الشارع بواجبات من اجل شيء مندوب. فلو قلنا ان الجماعة مجرد ندب او سنة فلماذا يخل الشارع بتلك في صلاة الخوف افيخل الشارع بالواجب مراعاة للمندوب فهذا لا يقوله فقيه ولا يقوله عاقل. ومن الادلة ايضا ما في الصحيحين من حديث ابي هريرة رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم والذي نفسي بيده لقد هممت ان امر بحطب واحتطب ثم امر رجلا فيؤم الناس. ثم اخالف الى رجال لا يشهدون الصلاة فاحرق عليهم بيوتهم بالنار والذي نفسي بيده لو يعلم احدهم انه يجد عرقا سمينا او مرماتين حسنتين لشهد العشاء. ووجه الدلالة منه ان المتقرر عند العلماء ان النبي لا يهم بامر محرم. والامر الثاني عند المتقرر عند العلماء ان العقوبة لا تكون الا على ترك واجب. فلما هم النبي صلى الله عليه وسلم بعقوبتهم بهذه العقوبة دل ذلك على انهم ارتكبوا امرا محرما. ما هو هذا الامر المحرم؟ هو قول النبي صلى الله عليه وسلم لا يشهدون الصلاة. وانتبه لقوله لا يشهدون ولم يقل لا يصلون وانما قال لا يشهدون الصلاة هي معنى صلاة الجماعة لان العبد اذا صلى منفردا فانه وان صلى الا انه لم يشهد الصلاة لم يشهد الصلاة جماعة فقوله يشهدون الصلاة دليل على وجوب صلاة الجماعة لان العقوبات لا تكون الا على ترك الواجبات. ويؤيد هذا ما في الصحيحين من حديث ابي هريرة رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم اثقل الصلاة على المنافقين صلاة العشاء وصلاة الفجر ولو يعلمون ما فيهما لاتوهما ولو حبوا ووجه الشاهد منه انه قال اثقل الصلاة على المنافقين فوصفهم بسبب هذا السبب انهم منافقون ومن المعلوم ان الوصف بالنية لا يكون على اه ترك شيء مندوب. فلو ان الانسان ترك شيئا مندوبا فلو ترك مندوبات الشريعة كلها جملة وتفصيلا لما وصف بانه منافق. فالانسان لا يوصف بالنفاق الا اذا ترك شيئا واجبا او فعل شيئا محرما فحين اذ يوصف بانه منافق. فلما وصف النبي صلى الله عليه وسلم المتخلفين عن صلاة الجماعة في الفجر والعشاء بانهم منافقون دل ذلك على انهم اخلوا بشيء واجب لا امر مندوب وهذا واضح لمن تأمله. فاذا قلنا بان صلاة الجماعة سنة فلا يستحق من تخلف عن ادائها جماعة بانه منافق وانتبه لقوله اثقل الصلاة على المنافقين. انتبه المقصود ثقله ثقل ايقاعها جماعة. لا ثقلها في ذاتها فهم يصلون في بيوتهم اذ لو تركوا الصلاة لكفروا. لكنهم استثقلوا ايقاع صلاة الفجر والعشاء جماعة. فاذا لما تخلفوا عن جماعة هاتين الفريظتين وصفوا بانهم منافقون فدل ذلك على انه اختل عندهم شيء واجب. ويؤيد ذلك ايظا ما في صحيح الامام مسلم من حديث ابي هريرة الله عنه قال قال جاء رجل اعمى الى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله انه ليس لي قائد يقودني يقودني الى المسجد فرخص النبي صلى الله عليه وسلم له. فلما ولى دعاه وقال هل تسمع النداء بالصلاة؟ قال نعم. قال فاجب. اجب ماذا؟ باداء صلاة لادائها جماعة. جماعة. نعم. هذا الرجل قد بين للنبي صلى الله عليه وسلم اشياء ها جعلته يرخص له بسبب كثرة الاعذار التي عنده فهو رجل اعمى ورجل ليس له قائد يقوده الى المسجد وفي بعض الروايات ان بينه وبين المسجد نخل ووادي وغير ذلك من الاعذار يعني باستجماع الروايات تبين انه ان هناك اعذار كثيرة ومع ذلك الزمه صلى الله عليه وسلم بشهود الجماعة. فلو كان الامر مجرد ندب افكان يعرض هذا الاعمى ها لهذا الامر العظيم في تحقيق او لمراعاة امر مندوب لا يمكن هذا فالشارع ارحم. ارحم من ذلك الشارع ارحم من ذلك. لكن لم يأمره بذلك الا لان الصلاة جماعة من جملة الواجبات. واضف الى هذا ما رواه الامام ابن ماجة رحمه الله تعالى في سننه باسناد على شرط مسلم. قال من حديث ابن عباس رضي الله عنهما. قال قال النبي صلى الله عليه وسلم من سمع النداء ام يأتي يأتي وين؟ يأتي جماعة فلم يأتي فلا صلاة له الا من عذر. ولا يمكن ابدا ان ينفى الفعل في قوله لا صلاة لا وضوء لا صيام لفوات شيء مندوب. لما قال لا صلاة له دل ذلك على انه فرط في شيء هم واجب ولذلك الصحابة رضي الله تعالى عنهم كانوا يعرفون المنافق بعدم شهوده للجماعة. ففي صحيح مسلم من حديث ابن مسعود رضي الله عنه موقوفا عليه. قال من كان من سره ان يلقى الله غدا مؤمنا فليحافظ على هذه الصلوات حيث ينادى بهن. وين ينادى بهن؟ في المساجد يعني تصلون في المساجد ثم قال فانهن من سنن الهدى وان الله وان النبي وان النبي صلى الله عليه وسلم قد سن لكم سننا الهدى. ولو صليتم في بيوتكم كما يصلي هذا المنافق. قال ولو صليتم في بيوتكم فاذا المنافقون يصلون في بيوتهم. لكن مع ذلك كان ابن مسعود يصف هذا الذي يصلي في بيته بانه منافق. قال ولو صليتم في بيوتكم كما يصلي هذا المنافق لتركتم سنة نبيكم ولو تركتم سنة نبيكم لبررتم ثم قال اسمع ماذا قال وهو حكاية اجماع عن الصحابة. قال ولقد رأيتنا وما يتخلف عنها اي عن شهود الجماعة الا منافق معلوم النفاق. معلوم النفاق. ولقد كان الرجل اي من الصحابة الصادقين. قال ولقد كان الرجل يؤتى به يهان بين الرجلين بسبب مرضه طبعا حتى يقام في الصف. افبعد ذلك يأتينا رجل ويقول بانها سنة ما دليلك على انها سنة؟ قال عندنا ادلة تدل على انها سنة. قلنا اعطنا. قال مثلا عندكم في الصحيحين من حديث ابي موسى الاشعري رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم اعظم الناس اجرا في الصلاة ابعدهم فابعدهم ممشى. والذي ينتظر الصلاة اي العشاء حتى يصليها مع الامام خير من الذي يصلي اي المغرب ثم ينام. فهنا خيرية. فهذا دليل على ان من تخلف جماعة العشاء فانه لم يترك شيئا واجبا لان القضية قضية خيرية. فنقول يا اخي ان الخيرية لا لا لا تستلزم استواء الطرفين. في اصل الخير. الا تسمع الى قول الله عز وجل خير ام ما يشركون؟ االله خير ام ما يشركون؟ فهل هذا دليل على ان الاصنام فيها مطلق الخيرية؟ الجواب لا الخيرية لا تقتضي استواء الطرفين لا في كمال الخيرية ولا في اصلها. فقد فقد يقرن الشارع بين امرين فيقول هذا افضل من هذا مع ان احد الطرفين ليس فيه مطلق الفضل اصلا. ليس فيه مطلق الفظل. ثم اضف الى هذا ان الاستدلال بهذا الدليل على سقوط صلاة مع انما هو استدلال بالمحتمل المتشابه. وقد جرى في قواعد اهل العلم ان المحتمل يرد الى الصريح وان المتشابه يرد الى المحكم فلا ينبغي للعاقل الناصح لنفسه ان يجعل دلالته. هذا الحديث على اسقاط صلاة الجماعة مسوغة له ان يتغافل عن دلالة الادلة التي ذكرناها سابقا لقول الله عز وجل منه ايات محكمات هن ام الكتاب واخر متشابهات. فاما الذين في بهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله. والمتقرر باجماع اهل السنة ان المتشابه يرد الى المحكم وان محتمل يرد الى الصريح. فهب ان في هذا رائحة دلالة على اسقاط صلاة الجماعة لكنها ليست بدلالة يقينية. ولا قطعية لكن الاحاديث الاولى والايات الاولى دليل قطعي على وجوب صلاة الجماعة. ومن ادلتهم ايضا قول النبي صلى الله عليه وسلم في حديث ابن في الصحيحين صلاة الجماعة افضل. من صلاة الفذ بسبع وعشرين درجة. فاذا هذا دليل على ان صلاة الفذ فيها اجر وفضل. فنقول نعم ثم ماذا؟ قالوا اذا كان فيها فضل فهذا دليل على ان الجماعة غير واجبة فنقول ليس بصحيح. لانه لا بد ان نفرق بين امرين بين الواجب للصلاة والواجب في الصلاة. بين الواجب للصلاة والواجب في الصلاة. ففوات الواجب في الصلاة هو الذي يبطلها. فلو ان الانسان لم يركع عمدا لم يسجد عمدا لم يقرأ الفاتحة عمدا فهنا قد فوت واجبا في الصلاة عمدا. فهذا هو الذي يبطل الصلاة. لكن الجماعة ليست من الواجبات في وانما هي من الواجبات للصلاة. كالاذان والاقامة. فلو ان الانسان صلى بلا اذان لكانت صلاته صحيحة لكنه اثم لتفويته واجب الاذان. فان الاذان واجب. طيب لماذا لم تبطل صلاته مع فوات واجب؟ الجواب لانه فوت واجبا للصلاة لا في الصلاة. كذلك لو ان الانسان صلى بلا اقامة فيكون قد صلى بلا واجب. ومع ذلك ذلك فصلاته صحيحة الا انه اثم عليه التوبة. لماذا لم يكن هذا الواجب لماذا لم يكن فوات هذا الواجب مبطلا لصلاته الجواب لان الاقامة واجبة للصلاة لا في الصلاة. وكذلك صلاة الجماعة. فاذا كان الانسان قادرا على المجيء الى الجماعة وصلى منفردا فان صلاته فيها خير لانها صلاة. لكنه اثم لتفويته الجماعة. طيب لماذا لم تبطل صلاته فردا مع انه فوت واجب الجماعة. لماذا لم تبطل صلاته؟ مع انه فوت واجب الجماعة؟ الجواب لانه فوت واجبا صلاة لا واجبا في الصلاة فليس هذا بدليل على سقوط صلاة الجماعة. افهمتم هذا؟ بدليل ان النبي صلى الله عليه وسلم لم يأمر هؤلاء المنافقين باعادة تلك الصلوات التي يصلونها في بيوتهم تخلفا عن الجماعة. لكنهم اثمون ومتقحمون للامر المحرم ومتنكبون عن صراط الله عز وجل في تفويتهم للجماعة في المسجد. فاذا يا اخواني فلنتقي الله في انفسنا ولا نسوغ الحرام للناس ولا نجرأ الناس على التخلف او التكاسل عن طاعة الله عز وجل. فلم يبق من شرائع الاسلام الظاهرة. الشيء الكثير الذي تحافظ عليه الدول الاسلامية الا صلاة الجماعة غالبا والاذان والاقامة فهل تريدون منا بمثل هذه الفتاوى وهي اسقاط شعار الاسلام وهو صلاة الجماعة هل دون منا ان ان ان نلغي جميع شعائر الاسلام. ما الذي يبقى لنا من شعائر الاسلام اذا ذهبت صلاة الجماعة؟ ما الذي يبقى لنا من شعائر الاسلام اذا ذهبت صلاة الجماعة فلنتقي الله في انفسنا ولننظر الى المصالح والمفاسد التي تترتب على فتاوانا. والخلاصة من ذلك لاني اظن اني اطلت. لكن لعله خير ان شاء الله الخلاصة من ذلك هو ان صلاة الجماعة فرض واجب عيني على كل رجل قادر. واما المعذور اما المعذور فهذا له كلام اخر والله اعلى واعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد