قل هذه سبيلي. ادعو الى الله. على بصيرة انا ومن من اتبعني وسبحان الله وما انا من المشركين السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد فمع درس من دروس سيرة النبي محمد صلى الله عليه وعلى اله وسلم فيقول وبالله تعالى التوفيق لقد مرت بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم جملة من الابتلاءات وجملة من الهموم والاحزان وصدق الله اذ يقول ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين ونبلو اخباركم وفي الحديث القدسي ان الله قال لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم اني مبتليك ومبتل بك وذكر الحديث الطويل في ذلك فابتلي النبي صلى الله عليه وسلم وبعد بعثته بعدة من الابتلاءات وقد مضى كثير منها منها تكذيب قومه له ومنها حصاره ومن معه في شعب ابي طالب ومنها امتداد اهل الشرك اليه بايديهم بالاذى الى غير ذلك من صور الابتلاءات التي مرت به وباصحابه حتى جاءه خباب ابن الارت وقال يا رسول الله الا تدعوا الله لنا الا تستنصر لنا يا رسول الله فقال النبي صلى الله عليه وسلم انه قد كان يؤتى بالرجل ممن قبلكم فينشط بامشاط من حديد ما بين لحمه وعظمه وما يصده ذلك عن دينه وكان يؤتى بالرجل فيوضع المنشار في مفرق رأسه حتى يرجع عن ديني فيابى فيشق نصفين وما يرجع ذلك وما يرجعه ذلك عن دينه ولكنكم تستعجلون فاشتد الاذى برسول الله صلى الله عليه وسلم ثم جاءه ابتلاء اخر بعد موته بعد موت عمه ابي طالب وازداد البلاء عليه بموت خديجة رضي الله عنها وازداد البلاء عليه بتكذيب اهل الطائف له فتوالت عليه جملة من الابتلاءات ولكن وكما قال تعالى فان مع العسر يسرا ان مع العسر يسرا ففي خضم هذه الابتلاءات يأتي الفرج يأتي الفرج ويأتي النور من فضل الله فوصي رسول الله صلى الله عليه وسلم بعدة امور وفي خضم هذه الابتلاءات جاءه قوم من اهل المدينة او اتوا الى الحج فبعض من امن بالنبي صلى الله عليه وسلم التقوا ببعض القادمين من المدينة للحج وكما لا يخفى عليكم ان اهل الشرك كانوا يحجون ولكن حجهم كان يشوبه الشرك فكانوا يقولون لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك الا شريكا هو لك تملكه وما ملك فيوقفهم النبي صلى الله عليه وسلم عند قولهم لبيك لا شريك لك فيأبون الا ان يقولوا الا شريكا هو لك تملكه وما ملك فيقعون بذلك في الكفر والعياذ بالله الحاصل ان فئة من اهل المدينة اتوا للحج وكان منهم على ما ذكره اهل السير خمسة من اهل المدينة اشهرهم اسعد بن زرارة رضي الله عنه وكان شابا نجيبا كان شابا فهما فطنا من الله عليه بان يستمع الى ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم وكان معه انذاك جابر بن عبدالله وثلاثة اخرون فاستمعوا وبفهم ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم واسلموا فكانت هذه بداية خير على اهل المدينة اسلم منهم هؤلاء الشباب او الفتية فرجعوا الى اهاليهم ونقلوا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم صورة حسنة وكما لا يخفى ان اهل المدينة ولامور يريدها الله سبحانه وتعالى ويقدرها كانت بينهم حروب طاحنة بين قبيلتي المدينة الاوس والخزرج واسخنتهم تلك الحروب وذهبت برجالهم وشبابهم واموالهم واسخنتهم بالجراح فرأوا في مبعث النبي صلى الله عليه وسلم نورا واملا ان تلتئم كلمة اهل المدينة على رجل واحد وطفق اسعد بن زرارة رضي الله عنه يوطئ لذلك ويمهد له على ما ذكره اهل السيادي في ذلك فكانت هذه فرجة من الفروجات التي فرج الله بها عن نبيه محمد صلى الله عليه وسلم ففي العام المقبل اقبل وفد من المدينة اعظم من الوفد الاول فبايعوا الرسول صلى الله عليه وسلم عند العقبة البيعة الاولى عند العقبة العقبة التي بمنى العقبة التي ترمى عندها الجمار فبايعوه سرا على الاسلام وكان منهم افاضل كعبادة ابن الصامت رضي الله عنه وكما قال كما في الصحيح بايعنا رسول بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على الا نشرك بالله شيئا ولا نسرق ولا نزني ولا نقتل اولادنا ولا نأتي ببوتان نفتريه من بين ايدينا ومن خلفنا قال فمن وفى منكم فاجره على الله فمن اصاب من ذلك شيئا فعوقب به فهو كفارة له ومن اصاب من ذلك شيئا فستره الله فامره الى الله ان شاء عاقبه وان شاء عفا عنه قال فبايعناه على ذلك هؤلاء الفضلاء رجعوا الى بلادهم فرجع معهم بعض اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم على ما اطبقت عليه كتب السير مصاب ابن عمير رضي الله عنه وعلى ما ذكر في كتب السير انه كان من اسرياء قريش ومن الشباب المدلل فيها قبل اسلامه فلما من الله عليه بالاسلام وشرح له صدره ترك الدنيا وراء ظهره يبتغي ما عند الله سبحانه وكان شابا فطنا فهم على خلق كريم وقويم فكان له قبول في الناس فهاجر الى المدينة كما يقول اهل السير كاول سفير الى اهل المدينة فكان معه من اهل المدينة الشاب النجيب اسعد ابن زرارة رضي الله عنه فبدأ عملهم يسري في مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم فبدأوا دعوة الى الله سبحانه وتعالى في خفاء احيانا وفي اعلان احيانا فلقيت دعوتهم شيئا من القبول طيب في اول امرها وايضا تعوزنا الاسانيد لاثبات كثير مما نقل في هذه الرحلة الى مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم لانها اهل السيار ذكروا من ذلك ان الاسلام لما انتشر شيئا ما وكان اسيد بن حضير وهو من سادات الاوسي ما سميه سعد بن معاذ لم يكونا قد اسلما فجلس فيما بينهما مع قومهما يتوعدان من جاء بهذا الدين الى المدينة قال سعد بن معاذ لاسيد بن حضير يا اسيد الا تكفيني هؤلاء اسعد بن زرارة ومصعب بن عمير اللذين اتيا الى المدينة يسفهون يسفهان احلامنا. ويغيروا ايران ديننا والله لولا ان اسعد ابن خالتي لكفيتك لكفيتك هذه المؤونة فقال انا اذهب فذهب مستلا سيفا وذهب اليهما بادرهما بكلام شديد وقال له مصعب ابن عمير هلا جلست واستمعت في انشاء اعجبك كلامنا ان شاء ان اعجبك كلامنا اتبعتنا والا فلك ما تريد فجلس اليهما وسمع منهما وتليا عليه شيئا من كتاب الله فرؤي نور الاسلام في وجهه قبل ان يتكلم بالاسلام فاسلم ورجع الى سعد ابن معاذ فقال سعد لما رآه عن بعد لقد جاءكم الرجل بوجه غير الوجه الذي ذهب به فجاء وعرض على سعد الاسلام فذهب سعد يستمع منهما فاعجبه كلامهما فاسلم وكان نصرا قويا للاسلام في المدينة مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا من المواساة التي اوصي بها النبي صلى الله عليه وسلم فوان ضاقت الدعوة عليه في مكان فقد انفسحت له في اماكن اخرى والله لن يضيع دينه سبحانه وتعالى وايضا اوزي النبي صلى الله عليه وسلم بصور من المواساة والتي منها ان داعي الجن اتوه صلى الله عليه وسلم وطلبوا منه ان يتلو عليهم القرآن وهذا ايضا من المواساة اولا قرأ النبي صلى الله عليه وسلم القرآن قال الجن فاستمعوا له وهو لا يعلم كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ القرآن حيلة بين الجن وبين خبر السماء وكانوا يتلصصون على السماء سماء الدنيا فيتسمعون للاخبار فلما عززت السماء بشهب تقزف من كل مكان قال اي جنين يحاول الاقتراب من السماء للتصنت قالوا ما بالنا نرى هذه الشهب امر امر لم نعهده من قبل تضربوا مشارق الارض ومغاربها انظروا ما الذي حدث في الارض حتى حيل بيننا وبين خبر السماء زهبت فرق الجن تبحس ذات اليمين وذات الشمال شرقا وغربا شمالا وجنوبا كل يبحس ما الذي حدث في الارض فجعلنا نحرق بهذه الطريقة وتلقى علينا الشهب فذهب الذين اتجهوا الى ناحية تهامة يبحسون فوجدوا الرسول يقرأ القرآن فتكالبوا حول رسول الله صلى الله عليه وسلم والتفوا حوله ومن ازدحامهم ركب بعضهم بعضا كل يريد ان يستمع كما قال تعالى وانه لما قام عبدالله يدعو كادوا يكونون عليه لبدا. تلبدوا عليه واجتمعوا. كل يريد ان يسمع على وجه قوي من وجوه التفسير للاية فلما قضي قالوا هذا الذي حال بيننا وبين خبر السماء ولم يكن النبي صلى الله عليه وسلم يشعر بهم انذاك حتى انزل الله تعالى قل اوحي الي انه اجتمع نفر من الجن يستمعون القرآن قل يوحي الي انه استمع نفر من الجن فقالوا انا سمعنا قرآنا عجبا يهدي الى الرشد فامنا بها فكان من صور المواساة التي اوصي بها النبي صلى الله عليه وسلم انه وان كذب من الانس وقد اسلمت على يديه طائفة من الجن. وهذه ايضا بشارة فالرسول صلى الله عليه وسلم مرسل الى الثقلين عليه الصلاة والسلام ثم ايضا ولما بلغ الجن امر النبي صلى الله عليه وسلم اتاه داعيهم يطلب منه ان يخرج اليهم يقرأ عليهم القرآن ويتفقهون في الدين اتاه داعي الجن فخرج معهم وتلا عليهم وعلمهم كثيرا من امور دينهم وبعض هذا قد ورد عند قوله تعالى واذ صرفنا اليك نفرا من الجن يستمعون القرآن فلما حضروه قالوا انصتوا فلما قضي ولوا الى قومهم منزلين قالوا يا قومنا انا سمعنا كتابا انزل من بعد موسى مصدقا لما بين يديه يهدي الى الحق والى طريق مستقيم فخرجت منهم طائفة تدعو الى الله يا قومنا اجيبوا داعي الله وامنوا به يغفر لكم من ذنوبكم ويجركم من عذاب اليم فسرت الدعوة الى الله في صفوف الجن وتلك نعمة عظيمة اوصي بها النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم وان كان اهل مكة قد كذبوا الرسول الا ان الله قال فان يكفر بهؤلاء فقد وكلنا بها قوما ليسوا بها بكافرين فقد اسلم رجال من اهل المدينة بل وسادتهم واسلم الطوائف من الجن على يد رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم ثم ان النبي صلى الله عليه وسلم تزوج ايضا وبعد وفاة خديجة بمدة تزوج بسودة بنت زمعة رضي الله تعالى عنها بعد وفاة خديجة رضي الله عنها وكان زوجها السكران بن عمرو هاجر معها الى الحبشة فمات هنالك فتزوجها النبي صلى الله عليه وسلم بعده على ذلك ايضا فامنا سودة بنت زمعة رضي الله عنها كانت مؤمنة تقية اسرت ما عند الله فاسلمت وابوها من كبار سادات قريش وهو زعما من كبار سادات قريش اسرت ما عند الله وهاجرت فلما مات زوجها تزوجها النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك نوع من انواع المواساة لرسول الله صلى الله عليه وسلم الا ان البلاء اشتد ايضا برسول الله عليه الصلاة والسلام وكلما اشتد البلاء اقترب الفرج كلما جاء البلاء جاءت الفروجات والحمد لله وهذا من رحمة الله باهل الايمان اسري برسول الله صلى الله عليه وسلم واراه الله عز وجل من اياته الكبرى ما يثبت به فؤاده ويقوي به جأشه وبأسه صلى الله عليه وعلى اله وسلم اسري به فرأى من ايات ربه الكبرى في الاسراء وفي المعراج قال الله سبحانه سبحان الذي اسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام الى المسجد الاقصى الذي باركنا حوله لنريه من اياتنا انه هو السميع البصير وقال تعالى في شأن معراجه بنبيه صلى الله عليه وسلم كما في سورة النجم لقد رأى من ايات ربه الكبرى ففجأة وبلا مقدمات جاءت رحلة الاسراء فاخذ النبي صلى الله عليه وسلم وكان في الحطيم فشق صدره واستخرج قلبه وغسل في طست من ذهب بماء وحكمة في طزتي من ذهب غسل بماء وملئ بحكمة غسل ثم لئم قلب النبي صلى الله عليه وسلم بعد ان استخرج ما فيه اسري به صلى الله عليه وسلم وقصة اسرائيل النبي صلى الله عليه وسلم معلومة لديكم اسري به على البراق الى المسجد الاقصى ورأى في اسناء الرحلة امورا عظيمة رأى نبي الله موسى عليه السلام قائما يصلي عند الكثيب الاحمر اراه الله اياه والله قادر على كل شيء في ان قال قائل كيف رأى النبي موسى عليه السلام فنقول لا مانع ابدا ان يحييه الله عز وجل له فالله على كل شيء قدير ولا مانع ايضا ان يراه مرة اخرى في المسجد الاقصى لما صلى بالانبياء ولا مانع ايضا ان يراه مرة ثالثة في السماء السادسة في رحلة المعراج فجوابنا على كل هذا ان الله عز وجل على كل شيء قدير فرأى رسول الله صلى الله عليه وسلم عجبا في رحلته وكما لا يخفى انه رأى اقواما تقرض شفاؤهم بمقاريض من نار وهم خطباء الامة الذين يقولون ما لا يفعلون ورأى او شم ريحا كريهة وريحة الذين يغتابون الناس ورأى اقواما لهم اظفار من نحاس يخمشون بها وجوههم وصدورهم وسأل عن ذلك قيل له هم الذين يغتابون المسلمين ويقعون في اعراضهم والعياذ بالله يخمشون وجوههم وصدورهم باصفار من نحاس فخير النبي بين اللبن والخمر فاختار اللبن فاصاب الفطرة بهذا الاختيار الجيد والحمد لله فصلى بانبياء الله الكرام عليهم الصلاة والسلام في المسجد الاقصى وربط البراق عند الحلقة التي يربط بها الانبياء سم عرج به الى السماوات زمان بعد سماء فرأى في رحلة المعراج ايات رأى ادم عليه السلام في السماء الاولى ارى يحيى وزكريا في السماء ان يحيى وعيسى في السماء الثانية ويوسف في السماء الثالثة وادريس في السماء الرابعة وهارون في السماء الخامسة وموسى في السماء السادسة وابراهيم عليه السلام في السماء السابعة ورأى سدرة المنتهى وعند جنة المأوى وراء البيت المعمور يدخله كل يوم سبعون الف ملك لا يعودون وكلمه ربه وفرض عليه الصلوات خمسين صلاة في اليوم والليلة ثم رجع فمر بموسى فرده وامره ان يسأل ربه التخفيف مرة بعد مرة بعد مرة حتى خففت الى خمس صلوات في اليوم والليلة ورجع رسول الله صلى الله عليه وسلم الى مكة فكانت رحلة عظيمة كانت رحلة عظيمة اوصي بها النبي صلى الله عليه وسلم مواساة اروع صور المواساة فماذا عساهم ان يصنعوا بك يعني اهل الكفر وها هو ربك سبحانه يكرمك بهذه الكرامات ويكلمك ويرفعك من سماء الى سماء فتقوى قلب النبي بذلك غاية القوة صلوات الله وسلامه عليه ونال اعظم المناقب فصاد الى اعلى المنازل التي لم يصعد اليها بشر من قبله صلى الله عليه وسلم ولم يصعد اليها بشر حي بعد وفاته وقبل وفاته صلى الله عليه وعلى اله وسلم واكرم غاية الاكرام بهذه الرحلة العظيمة وسبحان الله علمنا ادابا منها عند قوله ما زاغ البصر وما طغى ان النبي لما وصل الى حيث وصل وبعد السماء السابعة قال تعالى اذ يغشى السدرة ما يخشى وقال عندها ما زاغ البصر وما طغى حتى الفقه يستفاد منها ما زاغ البصر ما مال يمينا ولا شمالا ولا تجاوز الحد المأمور المأزون له بالنزر اليه فما اطال النظر ما امتد ببصره الى بعيد ولا زاغ بالبصر يمينا ولا شمالا فاخذ بعض العلماء من ذلك انك اذا دخلت بيتا فلا تلتفت يمينا وشمالا تزرعها اهل البيت ولا تمتد ببصرك الى حيس يجرح اهل البيت وانما المأزون لك فيه اما عرفا او نصا هو الذي تنظر اليه رجع النبي صلى الله عليه وسلم الى مكة بعد هذه الرحلة العظيمة وفي نفس الليلة رجع وماذا يصنع فهذا ايضا ابتلاء كيف سيواجه القوم كيف سيواجه القوم بامور ينكرونها ولا يصدقونها فلن يصدقوها الا من هداه الله وطمأن الله قلبه بالايمان ولكن لزاما من التبليغ وقد قال تعالى كتاب انزل اليك فلا يكن في صدرك حرج منه لتنذر به وذكرى للمؤمنين فلابد من البلاغ ولا نستحي ابدا ونحن نبلغ شرع الله لخلق الله فان قوما اوجزوا في انفسهم خيفة من الحديث بالمعجزات التي حصلت للرسول عليه الصلاة والسلام فحملهم هذا الخجل المذموم حملهم هذا الانهزام على ان يحرفوا بعض اي الكتاب العزيز تحرفوا المعنى فانكر كثير منهم المعجزات فقالوا كيف نواجه الغرب الكافر ونقول له ان الماء نبع من بين اصابع النبي صلى الله عليه وسلم او ان الحجر كلم الرسول او ان الطعام الكثير بورك فيه ففرت الصحف قالوا كيف نواجه الغرب الكافر بذلك فنقول لهم قد كان اجل من ذلك واعظم في الكتاب العزيز سبح الحصى سبحت الجبال مع داود وسخرت الريح لسليمان واضرب البحر بالعصا فانفلق فكان كل فرق كالطود العظيم وضرب الحجر بالعصا فانبجزت منه اثنتا عشرة عينا وخرجت ناقة هائلة عشراء من صخرة صماء لصالح عليه السلام ومسى عيسى اين الاعمى فابصر بازن الله ومسعى جلد الابرص فبرئ بازن الله وكذلك احيا الموتى بازن ربي الاعلى كل هذا في الكتاب العزيز فسترد ماذا الم تعلم ان الله على كل شيء قدير فلزاما من البلاغ قد كانت النار بردا وسلاما على ابراهيم عليه السلام تلك النار التي من شأنها الاحراق كانت بردا وسلاما على ابراهيم عليه الصلاة والسلام فلا ينبغي ابدا ان نتوارى ونحن نبلغ شرع رب العالمين لا ينبغي ان ننخلس بل نجهر بما امرنا الله سبحانه لقد قال لرسوله فاصدع بما تؤمر واعرض عن المشركين انا كفيناك المستهزئين فماذا يصنع رسول الله صلى الله عليه وسلم مع القوم المكذبين ما سمى بد من تبليغ ما امر النبي صلى الله عليه وسلم بتبليغه. فقد نزل عليه قرآن سبحان الذي اسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام الى المسجد الاقصى الذي باركنا حوله لنريه من اياتنا. والنبي مأمور بالتبليغ. يا ايها الرسول بلغ ما انزل اليك من ربك وان لم تفعل فما بلغت رسالته فبلغ النبي صلى الله عليه وسلم بلغ القوم ذكرت روايات وفي اسانيدها بعض المقال ان الصديق لقب بالصديق لتصديقه ذلك فلما بلغ النبي وعلى ما ذكره جمهور اهل السير لما بلغ قريشا بذلك وذكر اهل السير انه بلغ ابا جهل بذلك. والاسانيد تعوزنا فما رد عليه ابو جهل برد الا انه قال وان كان السند بذلك فيه بعض المقال هل تعقل ما تقول هل انت متأكد مما تقول قال نعم فلم يرد وذهب الى قريش فقال اذهبوا فاستمعوا الجديد من محمد فاتوه فسألوه هل حقا قلت لابي جهل انك اسري بك ليلا من المسجد الحرام الى المسجد الاقصى ثم عرج بك الى السماوات قال نعم فما بين متعجب واضعا خد على يد وما بين ضارب كفا بكف وما بين واضع ناصيته على كف ناصيته على كفه كل يتعجب ويتحدس وزهبوا الى ابي بكر وكان ايضا تناقلته كتب السير انه قال ان كان قال ذلك فقد صدق فلقب ابو بكر بالصديق قال اني اصدقه فيما هو اعظم اصدقه في خبر السماء فهكذا فسألوه عن مسائل انت تقول انك رأيت المسجد الاقصى وسافرت هذه الليلة الى المسجد الاقصى ثم انت بين اظهرنا ونحن نشد الرحل اليه في شهور ونرجع في شهور فصف لنا المسجد الاقصى قال فكربت لذلك كربا عظيما لاني ما كنت اتقنت النظر في اركانه الا ان الله سبحانه جلاه لي فكأن صورة المسجد الاقصى اصبحت امام عينيه صلى الله عليه وسلم فطفق ورفع له المسجد الاقصى هو يراه وهم لا يرونه فوصفه ادق الوصف عليه الصلاة والسلام فقالوا اما الوصف فقد صدق محمد اما الوصف لقد صدق محمد فكانت رحلة عظيمة اوصي بها الرسول صلى الله عليه وسلم الى سائر ما اوصي به صلى الله عليه وعلى اله وسلم وهل ارتد احد من اصحابه الذين امنوا به بسبب هذه الرحلة لم اقف على اي خبر بسند ثابت يشعر بذلك. نعم قد ورد خبر ولكن في سنده بعض المقال والله تعالى اعلى واعلم ورد خبر في فارتد قوم ممن كانوا امنوا ولا اعلم سندا ثابتا له والسند الذي اورده البعض وقفت به على علة لا يحضرني الان ذكرها هذا وقد قال هرقل لابي سفيان هل يرتد احد منكم سخطة لدينه بعد ان يدخل فيه قال لا فقال وكذلك الايمان حين تخالط بشاشته القلوب جنت رحلة عظيمة اوصي بها النبي صلى الله عليه وسلم مواساة عظيمة الى جانب امور اخر اوصي بها النبي عليه الصلاة والسلام سأله سأله المشركون اية فانشق القمر قال تعالى في كتابه الكريم اقتربت الساعة وانشق القمر وان يروا اية يعرضوا ويقولوا سحر مستمر فانشق القمر فلقتين فالقى على هذا الجبل وفلقى على ذاك قالوا ان يسهرنا محمد فلن يسحر الصفار فاتى المسافرون فاخبروا ان القمر قد انشق صلوات ربي وسلامه على نبيهم محمد صلى الله عليه وسلم وبعد ايها الاخوة ومن صور المواساة ان جاءت في اعوام مقبلة اعداد هائلة من الانصار وقد سئموا الحروب التي في مدينة رسول الله ورب ضارة نافعة فالمقاتل والمجازر والحروب الطاحنة التي كانت بين الاوس والخزرج كانت سببا عظيما من اسباب دخولهم في الاسلام فكانت بعاث حرب بعاث التي كانت بينهم قتل فيها سراطهم وسادتهم كانت سببا في اقبالهم على الاسلام بعد ان سئموا تلك الحروب وكانت مقولات اليهود الذين يستفتحون عليهم ويقولون لهم سيخرج نبي نتبعه نقتلكم نحن وهو قتل عاد وسمود كانت سببا ايضا في اسلامهم فاذا اراد الله نشر فضيلة طويت اتاح الله لها لسان حسود فاليهود حسدوا الرسول ولكن شاء الله ان يجري الاخبار على السنتهم قبل مبعث الرسول فامنت الاوس والخزرج وكفرت يهود. فجاءت الانصار في سبعين رجل منهم او اكثر من سبعين رجلا منهم الى الحج تبايعوا الرسول سرا واتفقوا معه ووطؤوا معه لامر الهجرة على ان يستقبلوه هنالك صلى الله عليه وسلم فكانت بيعة العقبة الكبرى وعندها اتى سادات اهل المدينة فاسلموا وبايعوا الرسول صلى الله عليه وسلم بيعة شهيرة وهي بيعة العقبة على ان يمنعوه مما يمنعوا منه انفسهم واهاليهم بايعوه على عدة نقاط ولكن وقبل ان ينهي البيعة على ما ذكره ايضا اهل السير تقدم الشاب النجيب اسعد بن زرارة رضي الله عنه فقال يا معشر الانصار يا معشر ال يثرب يا للمدينة انظروا على ماذا تبايعون انكم الان اذا بايعتم هذا الرجل فستحاربكم العرب كلها تنتبه لما تبايعه عليه هذا النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا اليك عنا يا سعد يا اسعد وبايعوه فكان لاسعد بن زوارة فضل على اهل مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانت هذه مواساة ايضا للرسول صلى الله عليه وسلم وكان في المبايعين بيعة العقبة الكبرى كان منهم كعب بن مالك الصحابي الشهير وكان منهم عبدالله والد جابر وكان منهم ايضا عبادة ابن الصامت في فريق كبير من اهل المدينة وساداتها. هذا والله اعلم. وصلي اللهم قال نبينا محمد وسلم الحمد لله رب العالمين