فصبره النبي صلى الله عليه وسلم وجعله يتريس لعله ان يكون رفيقا له في الهجرة قال اترجوها يا رسول الله اه اجاب بما يفيد نعم فانتزر ابو بكر رضي الله تعالى عنه صلى الله عليه وعلى اله وسلم كما لا يخفى كان النبي صلى الله عليه وسلم قد تزوج في مكة بسودة بنت زمعة بعد وفاة خديجة وبعدها بمدة ايضا عقد على عائشة اما ان الشرك في مكة فقد شعروا بالخطر العظيم من هجرة الصحابة الى المدينة على وجه الخصوص وذلك لان المدينة كانت في طريقهم وفي طريق تجارتهم من الشام قد كانوا يذهبون الى الشام قل هذه سبيلي. ادعو الى الله. على بصيرة انا ومن من اتبعني وسبحان الله وما انا من المشركين السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد فهذا مجلس من مجالس مدارسة سيرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم نسأل الله ان يحشرنا واياكم معه في الفردوس اللهم امين اقول وبالله تعالى التوفيق الدرس في هذه الليلة متعلق بهجرته صلى الله عليه وسلم وبدايتها فاقول وبالله التوفيق اشتد الكرب والخطب برسول الله صلى الله عليه وسلم وباصحابه فازن ازن رسول الله صلى الله عليه وسلم لعدد من اصحابه بالهجرة وكان ثم فريق من اصحابه هاجروا الى الحبشة هجرة اولى ثم هاجروا هجرة ثانية ايضا الى الحبشة ثم ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اني اريت دار هجرتكم وهي ارض ذات نخل وفي نهاية الامر تحقق الامر او تحققن المدينة وقد كان ذهن بعضهم يذهب الى انها هجر التي هي الان بلاد الاحساء بالمملكة العربية السعودية ولكن كانت الهجرة انما هي الى مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم والتي كانت تدعى بيثرب قبل هجرة النبي صلى الله عليه وسلم اليها فذهب الصحابة ارسالا الى المدينة وكذا كما سلف قد سبقهم مصعب بن عمير رضي الله تعالى عنه في طائفة من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ونزلوا على رجال من الانصار كاسعد بن زرارة وغيره وبدأوا دعوتهم الى الله في المدينة كتوطئة لمقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم وتقدم ايضا ان وفودا من المدينة اتت وبايعت النبي صلى الله عليه وسلم بيعتين سنة بعد سنة بيعة العقبة الاولى وبيعة العقبة الثانية تلك البيعتين الشهيرتان وآآ اراد ابو بكر رضي الله تعالى عنه ان يهاجر يأتون منها ببضائعهم وتجاراتهم فوجود النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه بالمدينة يشكل مصدر قلق على تجارتهم وعلى ما يسمونه بلغة العصر اقتصادهم فخشوا على اموالهم وعلى تجارتهم وخشوا ايضا ان يستفحل امر الصحابة بالمدينة ويأتون غزاة لهم في ديارهم لعبت بهم الشياطين وهزتهم على الشر ازا ودفعتهم الى الشر دفعا فعلى ما اورده بعض اهل السير ان للشرك اجتمعوا لاتخاذ رأي في شأن النبي صلى الله عليه وسلم وتأتي القصة الشهيرة وان كانت ايضا الاسانيد تعوزنا لاثباتها الا وهي اجتماع القرشيين في دار الندوة للبت في امر رسول الله صلى الله عليه وسلم وحضور ما اطلقوا عليه الشيخ النجدي اي ابليس في صورة شيخ من نجد يشاركهم الاجتماع بمناقشة ما يفعل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي ايجاد طريقة للتخلص منه صلوات الله وسلامه عليه على ما ورد في كتب السير وكما اسلفت الاسانيد تعوزنا في هذا المقام ولكن سياق الكتاب العزيز يشهد للمعنى انهم اجتمعوا وكل ادلى برأيه في الذي يفعل بالرسول عليه الصلاة والسلام فمن قائل نحبسه كما حبس شعراء كانوا قبله كنابغة بني زبيان او زهير بن ابي سلمى حتى يموت ونستريح منه وفريق يقول نتركه يخرج من البلاد ونستريح من شره وفريق يقول نقتله ونتخلص منه ورأوا رأيهم فقد يحسن بالاتي حديث على ان تجتمع من كل قبيلة منهم رجل ويقفون عند بابه ويضربونه ضربة واحدة اربعون رجلا من القبائل اربعون شابا من شباب قبائلهم فيتفرق دمه في العرب ولا تستطيع قبيلته انذاك ان تقاتل قريشا كلها فترضى من ثم بدي ايا على هذا اتفقت كلمتهم ولقد قال تعالى ذكره في كتابه الكريم واذ يمكر بك الذين كفروا ليسبتوك اي يقيدوك ويحبسوك ليسبتوك او يقتلوك او يخرجوك ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين فرتبوا امورهم على ذلك على انهم من ليلتهم يرسلون شبابهم الى بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فاذا خرج للصلاة ضربوه كلهم ضربة واحدة سيف ضربة رجل واحد فيتفرق دمه ولكن وكما قال تعالى انهم يكيدون كيدا واكيد كيدا وكما قال تعالى ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين وكما قال تعالى والله غالب على امره ولكن اكثر الناس لا يعلمون فاخبر الله بما اوحى الى نبيه بفعل هؤلاء اخبر الله نبيه بما انه هؤلاء ورد باسناد يحسن على اغماض خفيف في بعض السند ان النبي صلى الله عليه وسلم زهب الى ابي بكر رضي الله عنه في نفس اليوم فاخبره بعزمه على الهجرة او قبيل ابي يومين او ثلاث اخبره بعزمه على الهجرة وجهز ابو بكر لذلك راحلتين واراد ان يعطي النبي صلى الله عليه وسلم راحلة بلا ثمن فاصر رسول الله صلى الله عليه وسلم على شرائها وان يأخذها بالزمن اصر رسول الله صلى الله عليه وسلم على ان يأخذها بالزمن فالحاصل ان رسول الله صلى الله عليه وسلم بهذه الليلة ارسل الى علي فاتاه علي رضي الله تعالى عنه طلب منه ان ينام في فراشه تلك الليلة وهذا الذي قلت انه يقبل التحسين على اغماض في عن بعض العنانات التي في السند نام علي في فراش النبي صلى الله عليه وسلم والشباب الاربعون وقوف على باب الرسول عليه الصلاة والسلام فاخذ النبي بعض التراب وقذفه في وجوههم قائلا شاهت الوجوه ورد في ورد في اخبار ضعيفة الاسناد انه تلا الاية واجعلنا من بين ايديهم سدا ومن خلفهم سدا فاغشيناهم فهم ليبصرون ولكن سند تلاوته صلى الله عليه وسلم بهذه الاية لا يصح والقدر الثابت قوله شاهت الوجوه فما من احد منهم الا واصابه من ذلك التراب ما اصابه وغشيه منه ما غشي فخرج النبي ولم يروه انعم الله بصائرهم وعلي رضي الله عنه يتقلب في فراشه خرج النبي صلى الله عليه وسلم الى ابي بكر وسلك طريقا غير طريق الجادة التي يسلكها الناس في رحلتهم ومسيرهم الى المدينة امتلك طريقا واتجه الى غار ثور وهو يغار في قمة جبل ثور اتجه مع صاحبه ابي بكر الى هذا الغار وشباب قريش ما زالوا ينتزرون خروجه ويرون علي يتقلب في الفراش يحسبونه رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما طال الانتزار وخرج علي سقط في ايديهم ورأوا انهم ضلوا تسألوه عن الرسول عليه الصلاة والسلام قال لا علم لي به وما اخزوا منه جوابا فردهم الله خائبين مدحورين ورجعوا الى ائمة الضلال من كبار كفار قريش جبابرتها الذين خططوا لهذه الخطة التي بائت بالفشل وكانوا يتوقعون ان يأتيهم الشباب بخبر قتله فاذا بهم يأتونهم بخبر هروبه او خروجه دون ان يشعروا فسقط في ايدي كفار قريش كبي جهل وعتبة ابن ربيعة وشيبة ابن ربيعة امية ابن خلف الوليد ابن عتبة وغير هؤلاء يا جبير بن مطعم انذاك وكان كافرا وكزا مع ابن الاسود وغير هؤلاء الذين كانوا يتربصون برسولنا ريب المنون عليه الصلاة والسلام فرجعوا الى ائمة الكفر واخبروهم بما كان من الامر فارسلوا في كل صوب وحدب من يبحث عن النبي صلى الله عليه وسلم وعدوه بالجوائز على ذلك فرصدوا لذلك مبالغ واموالا اما الرسول صلى الله عليه وسلم فثبت انه وهو خارج من مكة وقف على جبل الحازوراء ينظر الى دور مكة وجبالها واطلالها وعناه تذرفان الدمع وهو يقول والله يا مكة انك لاحب بلاد الله الى الله فاحب بلاد الله الي ولولا ان قومك اخرجوني منك ما خرجت هكذا قال عليه الصلاة والسلام ولكن كل ذلك يهون مقابل السلامة في الاخرة ومقابل مرضات الله عز وجل ولقد قال تعالى يا عبادي الذين امنوا ان ارضي واسعة اياي فاعبدون ثم واساهم بقوله كل نفس ذائقة الموت ثم الينا ترجعون تهاجر الهجرة التي كتبها الله عليه كما ان من قبله من الانبياء قد هاجر وكما ان جده الخليل ابراهيم عليه السلام قد هاجر قد قال الخليل من قبله اني ذاهب الى ربي اه دين كما قال تعالى فامن له لوط فقال اني مهاجر الى ربي قد هاجر رسل كرام واخرجوا من ديارهم قبل رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم فلا قيمة للديار ولا قيمة للبلاد امام اقامة دين الله سبحانه وامام اقامة شرع الله سبحانه وتعالى فالبلدة وان كان لها فضل لكن هذا الفضل لا يقاوم ابدا ضياع الدين فيها ازا كنت ستضيع ويضيع دينك فيها ولقد قال تعالى في شأن مكة ضرب الله مثلا قرية كانت امنة مطمئنة يأتيها رزقها رغدا من كل مكان فكفرت بانعم الله اي كفرة اهلها بانعم الله فازاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون فنحن لا نعبد بلادا ولا نوقر بلادا كتوقيرنا لديننا ولا نعبد اوطانا انما نعبد الله سبحانه وتعالى وحده لا شريك له وحيثما طابت لنا عبادته عبدناه عز وجل فالارض ارض الله والبلاد بلاد الله سبحانه وتعالى فاعود قليلا ان النبي صلى الله عليه وسلم اتجه هو وصاحبه ابو بكر رضي الله عنه وان رغمت انوف الشيعة البعداء البغضاء الذين يطعنون في ابي بكر وان رغمت انوفهم فصاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم في الغار هو ابو بكر دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلكم الغار الذي على قمة جبل ثور هو وصاحبه وارسلت قريش رسلها وكما يقولون جواسيسها وجندها للبحس عن رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم فالذين اتجهوا منهم صوب الغار رأوا اثارا فتبعوها فاذا بالاسار تنقطع عند غار ثور فوقفوا امام الغار وصرفهم الله وقفوا امام غار ثور وهموا بدخوله حتى ان ابا بكر ليقول ليقول لرسول الله صلى الله عليه وسلم يا رسول الله لو ان احدهم نظر تحت قدميه لابصرنا يجيبه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله يا ابا بكر ما ظنك باثنين الله ثالثهما وفي ذلك يقول الله سبحانه اذ اخرجه الذين كفروا ثاني اثنين الا ثالث لهما اذ هما في الغار اذ يقول لصاحبه لا تحزن ان الله معنا فانزل الله سكينته عليه وايده بجنود لم تروها وجعل كلمة الذين كفروا السفلى وكلمة الله هي العليا والله عزيز حكيم وردت روايات ضعيفة الاسانيد في قصة نسجي العنكبوت نسيجا على باب الغار او بيض الحمامة على باب الغار وذكر البعض انها كانت امورا زهد الله بها اهل الشرك في دخول الغار ولكن سند هذا لا يثبت ولا يصح فربنا هو الذي صرفهم من عند قد يكون حصل شيء كان سببا في انصرافهم قد لا يكون الله تعالى صرفهم باي نوع من انواع الصرف الذي يريده شاء سبحانه وتعالى هذا ومن باب الاخذ بالاسباب ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان ايضا يتحسسوا اخبار القوم وما الذي يكيدون به لرسول الله صلى الله عليه وسلم ولصاحبه فكان عبدالله بن ابي بكر يذهب الى اهل مكة يتسمع منهم الاخبار وينقلها لرسول الله صلى الله عليه وسلم ولابي بكر وهما في الغار فلا يسمع امرا يكادان به الا اخبرهما به وايضا ومن باب الاخذ بالاسباب كان عامر بن فهيرة يرعى اغناما لابي بكر ويحلب هذه الاغنام ويأتي ليلا مستترا الى الرسول صلى الله عليه وسلم بالرسل اعني باللبن وكانت اسماء ذات النطاقين ايضا قد اخذت نطاقا او اخزت بطاقة فقسمته لنصفين جزء انتزرت به واخر تأتي فيه بالطعام الى رسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحبه ومن باب الاخذ بالاسباب ايضا فان رسول الله صلى الله عليه وسلم استأجر رجلا من بني عبد الديل هاديا خريطا قيل اسمه عبدالله بن اريقط وقيل انه رجل من بني عبد الدين اخر فالله اعلم وكان هذا الرجل كافرا وكانت بينه وبين قريش بعض العداوات وهذا الرجل الكافر الذي استأجره النبي صلى الله عليه وسلم كان ماهرا وعالما بالطرق مهارة فائقة كان عالما بالطريق وماهرا بمعرفة الطرق فاخذ الفقهاء من ذلك جواز استئجار الكافر كدليل في الاسفار اذا كان الكافر امينا ولان هذا امر خطر فاخذوا من هذا ايضا فقها اخر وهو جواز التطبب عند كافر آآ تجار الرسول صلى الله عليه وسلم لهذا الرجل من بني عبد اخطر من العلاج عند طبيب نصرانيين او كافر ازا كان امينا فهكذا اخذ بعض الفقهاء هذا الحكم واستلوه هذا وبعد مضي ثلاث ليال خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحبه وما هو وما هما هذا الرجل الدليل الذي هو من بني عبد الديل خرجوا في طريقهم الى مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم وعامر ابن فهيرة يرعى الاغنام ويأتيهما باللبن ففي الطريق فقد ارسلت قريش رجالا للبحث عن رسول الله ورصدت لذلك الجوائز التي رصدتها في الطريق وصل سراقة ابن ما لك ابن جعشم على فرس لهو ورأى سوادا وكان جالسا مع قومه يتحدسون في شأنه النبي وما اعد من الجوائز لمن اتى به فرأوا شرابا فلو صورة فاسرع سراقة ابن مالك ابن جعشم بفرسه الى ان اقترب من رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى طريقتهم طريقة اهل الجاهلية استقسم بالازلام كما قال اتى بالازلام يستقسم بها والازلام احجار سلاسة تدار دورة مكتوب على واحد منه افعل وعلى الاخر لا تفعل والثالث ابيض لا كتابة عليه فاذا ادار دورتها وجاء الحجر الذي في نفذ الذي يريد لا تفعل ترك الذي يريد جاء الحجر اسودا اه ابيضا عفوا اعاد الكرة من جديد استقسم بالازلام شرعنا نهينا عن ذلك قال تعالى وان تستقسموا بالازلام ذلكم فسق لكن الرجل لم يكن مسلما فاستقسم بالازلام هل يؤذي الرسول وصاحبه او لا يؤذيهما وجات الازلام على الوجه الذي يكرهه هو لا تؤذيهما تكرر الاستقسام بالازلام مرتين او ثلاثة كل ذلك تأتيه على الوجه الذي هو لا يهواه وكان يهوى ان يؤذيهما ولكن جاء الاستقسام بالازلام على غير هوى فالشاهد انه ايضا تقدم توب النبي صلى الله عليه وسلم ساحت رجل فرسه في الارض كادت رجل فرس ان تندك في الارض نزل عدل من وضعه وكلما خطأ ساحة رجل الفرس في الارض فقال لرسول الله صلى الله عليه وسلم ادعو الله لي ولن اقربكما بسوء دعا الله له فسلمه الله وعاهد الرسول عهدا ان يصد عنه المشركين المشركين الذين يتبعونه من هذا الجانب فبعد ان كان ضد الرسول ويطلب دم رسول الله كي يتقاضى اجرا اذا به يصبح درءا لرسول الله عليه الصلاة والسلام وجنديا جنده الله للصد عن نبيه فكان كلما قابل شخصا من الكفار يريد البحس عن رسول الله هذا الطريق يقول ارجع انا قد بحثت في هذا الطريق ما وجدت احدا ويصد اهل الكفر عن الرسول صلى الله عليه وسلم ويذكر ان النبي صلى الله عليه وسلم اعطاه عهدا ان اظهره الله واعلى الله كلمته ان يعطيه بعض العطايا او لا يؤذيه فاخذ عدن بنحو من ذلك رضي الله تعالى عنها اذ اقبل الى ابي بكر يريد خطبتها فقال يا رسول الله انت اخي قال انا اخوك في دين الله وهي حلال لي تزوجه ابو بكر رضي الله عنه فسار النبي صلى الله عليه وسلم فذكرت اشياء ضعيفة ضعيفة الاسانيد كقصة ام معبد التي رآها النبي في طريقه وزكر ايضا كما قال عروة ابن الزبير ان الزبير كان راجعا مع بعض اصحابه من الشام بتجارات ومعهم ثياب بيضاء فكسا الرسول صلى الله عليه وسلم وصاحبه كل واحد منهما ثوبا ابيضا فالحاصل ان النبي ايضا كان مع ابي بكر ومن باب الاخذ بالاسباب والاحتياط اخذ الحزر كان ابو بكر وهو اصغر سنا من رسول الله صلى الله عليه وسلم لكن اذا رأيت تزن انه اكبر من رسول الله صلى الله عليه وسلم. كان ابو بكر شيخا كبيرا يعرف ورسول الله شابا لا يكاد يعرف فمع انه اكبر سنا من ابي بكر لكنه اشد من ابي بكر كلما مر بقوم سألوه يا ابا بكر من معك قال هذا هاد يهديني السبيل وصدق فقد قال تعالى ولكل قوم هاد هذا هاد يا ديني السبيل استمر الرسول صلى الله عليه وسلم في مسيرته واكرمها الله ببعض الكرامات في طريق هجرته الى ان وصل الى مشارف المدينة وصل عليه الصلاة والسلام الى مشارف المدينة وكانت الانصار يستقبلون النبي كل يوم يخرجوا قد اتاهم خبر الهجرة فكانوا يخرجون لاستقباله فينتزرون ما شاء الله ان ينتزروا ثم ارجعوا بذات يوم انتظروا ثم رجعوا على عادتهم ولكن كان ثم رجل من يهود على سطح بيت له على سطح بيت له وكان حد البصر فرأى عن بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحبه فلم يملك نفسه وسبحان من حفظ نبيه صاحب نبيه فلم يملك الرجل نفسه ونادى باعلى صوته يا بني قيل يعني الاوس والخزرج هذا نبيكم الذي تنتزرون هذا نبيكم الذي تنتظرونه فاتوا مسرعين من كل صوب وحدب لاستقبال رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال انس ما رأيت يوما كاليوم الذي قدم فيه الرسول صلى الله عليه وسلم كأن المدينة اضاءت واذا برجالها وشبابها الذين امنوا ونسائها كل يستقبل الرسول صلى الله عليه وسلم التفوا حوله وفرحوا بمقدمه غاية الفرح وجعل الله للرسول من بعد عسر يسرا صلوات الله وسلامه عليه هذا وآآ لما كان ذلك او يجدر بالذكر اولا التنويه على ابيات الشهر التي يقولها الناس اذ يقولون طلع البدر علينا انسانيات الوداع وجب الشكر علينا ما دعا لله دعا الى اخره وهذه الابيات لم يسبت بها سند لم يثبت ان الصحابة قالوا ذلك لاستقبالهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم في هجرته وستر البعض ان يكون ذلك قد قيل لما رجع النبي صلى الله عليه وسلم من تبوك لان الثنيات ثنيات الوداع ليست في طريق المهاجرين او القادم من مكة الى المدينة انما الثنيات في طريق القادم من الشام الى المدينة وتبوك من ناحية الشام اذا قال البعض لعلها قيلت لاستقباله اذ كان راجعا من غزوة تبوك فالله تعالى اعلى واعلم التف الصحابة الذين سبقوا الرسول بالهجرة والتف من امن قول رسول الله من اهل المدينة التف كل هؤلاء حول الرسول عليه الصلاة والسلام بل الذين لم يؤمنوا خرجوا لرؤية هذا المشهد العظيم مشهد مقدم النبي صلى الله عليه وسلم وكيفية الاحتفاء به وفرح المسلمين بقدومه الى مدينتهم وفرح المهاجرين بقدومه اليهم فكان قدومه على المدينة فيه خير وبركة على هذه المدينة وعلى اهلها كان قدومه عليهم فيه كل خير على اهل المدينة وعلى الاسلام وعلى المسلمين عموما فبعد ان كان مستضعفا بمكة يطلب لقتله ها هو بالمدينة لتأسيس دولة بها تعلو كلمة الله عز وجل كل يريد ان يأخذ ناقة النبي صلى الله عليه وسلم الى بيت كل يريد ان ينزل النبي صلى الله عليه وسلم ضيفا عنده كل يريد النبي معه وكل يأخذ بلجام الناقة فالرسول عليه الصلاة والسلام قال دعوها فانها مأمورة دعوها فانها مأمورة المكان الذي يريده الله لها ستنزل فيه فبركت عند بيوت بني النجار اقوال النبي صلى الله عليه وسلم فكان في هذا شرف عظيم وكان فيه كرامة عظيمة لبني النجار لان الله هو الذي جعل الناقة تبرك عند بيوتهم وهم اخوال رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكروا فيما ذكروا ان نساء الانصار تفقن يغنين تعييدات فرحات بمقدم الرسول صلى الله عليه وسلم يقلن نحن جوارم من بني النجار يا حبذا محمد من جار بعائشة رضي الله عنها قدم الرسول الى المدينة صلوات الله وسلامه عليه والتف به ومن فضل الله اصحابه والمؤمنون به وكانت المدينة انذاك فيها فصائل شتى كان فيها الصحابة الذين هاجروا والمؤمنون الذين امنوا وكان فيها طائفة من اهل المدينة لم يزالوا على الشرك والكفر وكان ايضا بالمدينة كذلك اليهود بفصائلهم الثلاث بنو قينقاع وبنوا النظير وبنو قريظة وبنوا قينقاع وبنو النضير كانوا حلفاء الخزرج وبني قريظة كانوا حلفاء الاوس فهذا الجو الذي كانت تعيشه المدينة وقد سئم اهلها الحرب لان دمرتهم وانهكتهم فكانوا يتطلعون الى احد يجمعهم بعد فرقة وشتات ويؤلف يكون سببا بالتأليف بين قلوبهم فلذا كان ما حدث من اقتتال بينهم كان توطئة لقبولهم دعوة رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم فالقوى كما يقولون كادت ان تكون متكافئة في بدايات الهجرة الرسول ومعه مؤمنون مهاجرون ومعه انصار مؤمنون وثم طوائف من الانصار ايضا من اهل المدينة ما زالوا على الشرك وسمى الطوائف اليهود ولم يكن النفاق تفشى في مقدم الرسول بل النفاق تفشى بعد بدر على وجه الخصوص ففش النفاق بعد غزوة بدر على وجه الخصوص رسول الله صلى الله عليه وسلم ها هو ما وصل الى المدينة بدأ باول خطوة وتلك التي ينبغي ان يبدأ بها ببناء المسجد ترى وكان هذا بوحي ايضا وتوفيق من الله مكانا يبنى فيه المسجد فوقع الاختيار ووقع التوفيق والتوجيه من الله على بستان لبني النجار قائط بستان وكانت به خرب سويت وقبور نبشت قبور نبشت وخرب سويت ونخلو قطع فقال عليه الصلاة والسلام لبني النجار يا بني النجار ثامنوني بحائطكم قولوا ما كم اموال تريدونه تريدونها اخذ بعض الفقهاء من ذلك ان صاحب السلعة هو الذي يحدد ثمن ثمن السلعة فقالوا لا نطلب ثمنه الا الى الله عز وجل وكانت خطوة موفقة منهم فكل مال كل عفوا كل صلاة تصلى في الحرم لهم منها ثواب الى هذه الساعة لا نطلب ثمنه الا الى الله عز وجل يا رسول الله لا نطلب ثمنه الا الى الله عز وجل يا رسول الله فقلت النخل وسويت الخرب ونبشت قبور المشركين واسس مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم وسيأتي ان شاء الله لذلك مزيد باذن الله وجزاكم الله خيرا وصل اللهم على نبينا محمد وسلم تم جنازة الصبر علينا لا تعجل علينا ابدا