قل هذه سبيلي. ادعو الى الله. على بصيرة انا ومن من اتبعني وسبحان الله وما انا من المشركين السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد فهذا مجلس من مجالس مدارسة سيرة النبي محمد صلى الله عليه وعلى اله وسلم فقد تقدمت عدة دروس في هذا الصدد والليلة ان شاء الله تعالى دراسة ما يتعلق بمقدم النبي صلى الله عليه وسلم الى المدينة قضايان احوال اهل المدينة فيها عند قدوم رسول الله صلى الله عليه وسلم اليها قال يخفى عليكم ابتداء ان المدينة كان يطلق عليها اسمه يثرب قال تعالى واذ قالت طائفة منهم يا اهل يسرب لا مقام لكم فارجعوا وبعده اطلق عليها المدينة وبعده اطلق عليها طيبا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم انها طيبة تنفي تنفي في رواية من اهل النفاق كما ينفي الكير خبث الحديد في مجمل الاحاديث الواردة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا الصدد وبيان احوال اهل المدينة مطلب وبيان احوال المسلمين فيها ايضا مطلب اخر فمدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم تختلف في طبيعتها عن مكة البلد الحرام وذلك ان المدينة اهلها اهل زراعات وبها ابار تسقى منها انا راضي اما مكة فليست كذلك ليس بها الا زمزم ولذا فان اعمال اهل مكة كانت تتمثل في التجارات ما رعي بعض الاغنام انتزارا للمطر للغيث النازل من السماء اما اهل المدينة فهم اهل نخيل واهل زرع وكذا اهل تجارات ايضا كانت المدينة على النحو التالي اعني ساكنيها كانوا على النحو التالي اه جلهم وهم الذين اطلق عليهم بعد ذلك الانصار قبيلتان قبيلة الاوس فقبيلة الخزرج وكان بينهما احن شديدة وان كان يرجعان الى اصل واحد وعنصر واحد ولكن كما هو الحال والعادة والشأن فان الاخوين يفترقان دارت بينهما حروب عظيمة ولعل هذه الحروب كانت توطئة لمقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم دارت بين الاوس والخزرج حروب طاحنة قتل فيها عدد كبير من الطرفين وكان هؤلاء يدالون على هؤلاء مرة فهؤلائك يدالون على هؤلاء مرة اخرى فكثر فيهم القتلى وكثرت فيهم الجراحات كثرت فيهم القتلى وكثرت فيهم الجراحات واسخن وانهكتهم الحروب وكان من اخر تلك الحروب الحرب التي يقال لها بعاث والتي قتل فيها صراطهم وعدد كبير منهم فكانت الطائفة منهم لا تنتصر الا وقد ابيد منها عدد فوبيد من القبيلة الاخرى عدد اخر فكانت هذه الفرقة وهذا الاختلاف توطئة ايضا لمقدم النبي صلى الله عليه وسلم وكان اهل المدينة وقبيل مبعث النبي صلى الله عليه وسلم ولما سئموا تلك الحروب بدأوا يلتفون حول بعضهم عن كره فالتفوا حول عبدالله بن ابي بن سلول رأس المنافقين وكادوا ان يتوجوه بالتاج عليهم جميعا ولكن الله بعث رسوله صلى الله عليه وسلم فامنوا به وصدقوه في اغلبهم فصرف الامر عن عبدالله بن ابي بن سلول فكانت بين الاوس والخزرج محن واحن ولذا ففي حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الم اجدكم متفرقين فالفكم الله بي قالوا الله ورسوله امن يعنون ان المنة لله عز وجل ثم لرسوله صلى الله عليه وسلم فكانت الحروب وكما يقول القائل رب ضارة نافعة ضاقت نفوسهم الى من يجمعهم من غير ان يكسر انفتهما من غير ان يكسر عزتهم ومن غير ان يظهر ان فريقا ما ذليلا وان ذليل وان الاخر عزيز فجاء الاسلام بنوره فكان اختلافهم سببا في التفافهم حول رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان السواد الاعظم كما سمعتم هم الاوس والخزرج هم سكان المدينة وقبائل المدينة وكان في المدينة ايضا اقوام اخرون وهم اليهود وهم على سلاسة انحاء يهود بني النظير هم الذين نزلت فيهم سورة الحشر ويهود بني قينقاع ويهود بني قريظة وكانوا قريبين من المدينة في اطرافها يعني يهود بني قريظة فهزه سلاس قبائل من اليهود كانت تعيش بالمدينة وحول المدينة كذلك يهود بني النضير ويهود بني قوم قينقاع ويهود بني قريظة وكما هو الحال وكما هو الشأن شأن اليهود وحال اليهود انهم يفسدون في الارض فكانوا يؤججون الفتن ويشعلونها يواجهون الفتن بين المهاجرين وبين الانصار وقسم منهم يظهر انه يتحالف مع عفوا ان كان اليهود يشعلون الفتن بين الانصار انفسهم قبيل مقدم النبي صلى الله عليه وسلم فكانوا يشعلون الفتن بين الاوس وبين الخزرج ويمدون هذا بالسلاح تارة وذاك بالسلاح تارة اخرى وكان منهم من يحالف الاوس ومنهم من يحالف الخزرج فكانت بنو قينقاع وبنو النضير حلفاء للخزرج وكانت بنو قريظة حلفاء لليهود عفوا كانت بني قرازة حلفاء للاوس بنو قينقاع وبنو النضير حلفاء للخزرج وبنو قريزة حلفاء للاوس هكذا كانت التحالفات فيما بينهم وقد نقم الله سبحانه وتعالى عليهم صنيعهم اعني على اليهود وذلك انهم كانوا لا يرون ان يقاتل احدهم اخاه سواء القرازي لا يقاتل النضيري ولا يقاتل القينقاعي قال تعالى واذ اخذنا ميثاقكم لا تسفكون دمائكم ولا تخرجون انفسكم من دياركم ثم اقررتم وانتم تشهدون ثم انتم هؤلاء تقتلون انفسكم اي اليهود يقتل بعضهم بعضا وتخرجون فريقا منكم من ديارهم تظاهرون عليهم بالاثم والعدوان ويأتوكم اسارى تفادوهم يعني هو يقاتل الاوسي عفوا القرزي يقاتل قال له دايرين يقاتله لان هذا متحالف مع الاوس وهذا متحالف مع الخزرج. فاذا وقع فاذا وقع القرزي في في الاسر سعى النضيري في استنقاذه. كيف تستنقزه انت تقاتله ثم انتم هؤلاء تقتلون انفسكم وتخرجون فريقا منكم من ديارهم تظاهرون عليهم بالاثم والعدوان ويأتوكم اسارى تفادوهم وهو محرم عليكم اخراجهم افتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض فكان هذا من التناقضات كيف انت تقاتلني تريد قتلي وتصافي ثم اذا انا اسرت او انت اسرت تسعى في فكاكي وانت المتسبب في قال تعالى افتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض فما جزاء من يفعل ذلك منكم الا خزي بالحياة الدنيا ويوم القيامة يردون الى اشد العذاب فما الله بغافل عما تعملون واليهود كما لا يخفى كانوا يسعون في الارض بالفساد يشعلون الفتن كما هو حالهم وكما هو شأنهم فيحرض اليهودي القرزي اولياءه من الاوسيين على القتال ويمده ويعينه بالسلاح ويحرض اليهودي النضيري والقينقائي اولياءه من الخزرج على القتال ويمده بالسلاح فين اجتهدت الفتن اعتزلوا هؤلاء واولئك وسعوا في المطالبة باموالهم ويقررون قروضا بالربا كثيرة كما هو شأنهم قال تعالى ويسعون في الارض فسادا والله لا يحب المفسدين وكانوا كلما تفطن لهم الانصار وفطنت لهم الاوس وتفطنت لهم الخزرج يقولون عما قريب سيخرج نبي فقد اظل زمانه نتبعه ونقتلكم نحن هو قتل عاد وثمود قال تعالى ومن قبل كانوا يستفتحون على الذين كفروا يستفتحون يقولون سيبعث نبي فيقضى لنا وله عليكم بهزيمتكم قال تعالى فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به فلعنة الله على الكافرين. فكانت اليهود انذاك تنتظر زمانا او تنتظر خروج النبي صلى الله عليه وسلم فقد اظل زمانه وكانوا يتوقعون ان يكون الرسول صلى الله عليه وسلم من بني اسرائيل ولكنه جاء عليه الصلاة والسلام من نسل اسماعيل صلى الله عليه وسلم فالرسول يمتد نسبوه الى اسماعيل عليه السلام ومن ثم الى ابراهيم اما اليهود فنسبوهم يمتدوا الى يعقوب الذي هو اسرائيل ومن ثم الى اسحاق الى ابراهيم صلى الله عليه وسلم فهذا الصنف هو الصنف الثاني من اليهود الذين كانوا ينشرون الرذيلة ويدعون انهم اهل علم ويحتقرون العرب ويصفونهم بانهم اميون ويقولون ليس علينا في الاميين سبيل اي ليس علينا اثم اذا قتلنا هؤلاء الجهلة العرب اوس بين نسائهم او اخزن اموالهم قال تعالى ومن اهل الكتاب من ان تأمنوا بقنطار يؤديه اليك ومنهم من انتمنه بدينار لا يؤدي اليك الا ما دمت عليه قائما ذلك بانهم قالوا ليس علينا في الاميين سبيل ليس علينا اثم اذا قتلنا العرب او سبينا نساءهم او سرقنا اموالهم فكان هذا المعتقد دفينا عندهم الا وهو قولهم ليس علينا في الاميين سبيل فكانت نظرتهم الى العرب نظرة احتقار نظرة ازدراء وكانوا يتعالون عليهم ويحسبونهم جهلة واموالهم حلال ونسائهم كذلك حلال وآآ زراريهم حلال وكانت اليهود اهل تجارات واهل معرفة ببعض العلوم والصناعات يختلفون شيئا ما عن سائري الانصار الذين يعملوا جلهم في الزراعات هذا الصنف الثاني من الاصناف التي كانت موجودة الانصار الذين كانوا يطلق عليهم الاوس والخزرج واليهود بطوائفهم الثلاثة وكان ايضا وكانت الانصار ايضا على قسمين قسم منهم امن بالرسول صلى الله عليه وسلم هم الطلائع الذين ذهبوا اليه وبايعوه بيعة العقبة الاولى وبيعة العقبة الكبرى بايعوا الرسول صلى الله عليه وسلم واسلموا وكانوا من قبائل المدينة ومن اعينها وآآ قبائل اخر بقي اكثرها على الشرك عند مقدم النبي صلى الله عليه وسلم الى المدينة فكانوا يقفون موقفا ليس بالعدائي السافر الشديد للرسول الا اهل النفاق منهم انما يقفون لان اخوانهم من سرعة القوم وسادات القوم قد اسلموا كسعد ابن معاذ كعبادة ابن الصامت يا سعد بن عبادة كغير هؤلاء السادة اسلموا وفرحوا بالاسلام الذي يؤلف بينهم ويعصم دماءهم ويؤصل اواصر الاخوة فيما بينهم فلا فرق لاوسي ولا فضل لاوسنا على خزرجي ولا لخزرجي على اوسي ولا لابيض على اسود ولا لاسود على ابيض ولا لعجمي على عربي ولا لعربي على عجمي الا بالتقوى فهذا وجد قبولا عند المتحاربين فالشاهد ان من قبائل الانصار من اسلم وحسن اسلامه وكان يوطأ لمقدم النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم ومنهم فريق لم يزل على شركه ووقف مرتابا ايسلم ام ينتظر وآآ تربص فريق اخر بالمسلمين الدوائر وهم اهل النفاق ولكن لم يظهر امرهم الا بعد ان قويت شوكته المسلمين وكان سمى بالمدينة اقوام سبقوا النبي صلى الله عليه وسلم اني سبقه في الرسول الى المدينة بامر منه فدعوا الى الله سبحانه وتعالى واسسوا بالمدينة اسسا وقواعد للاسلام وعرفوا كثيرا من اهل المدينة على الاسلام ودخل كثير من اهل المدينة فيهم كان من اهل الكتاب يعني كان من اليهود من ينتظر ايضا قدوم النبي صلى الله عليه وسلم كي يسلم حقيقته فكان منهم من هو على ايمان كعبدالله بن سلام الذي كان ينتزر وبصبر فارغ مقدم النبي صلى الله عليه وسلم كي يسلم كما وعد وكما امر في التوراة وكما امر في الانجيل اذ الله اخذ الميثاق على الرسل ومن ثم على اممهم كما قال تعالى اذ اخذ الله ميثاق النبيين لما اتيتكم من كتاب وحكمة اي ما اتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنون به ولتنصرن قال ااقررتم واخذتم على ذلكم اصري قالوا اقررنا قال فاشهدوا وانا معكم من الشاهدين فكان بالمدينة قوم يتربصون مقدم النبي صلى الله عليه وسلم الاعلان عن ايمانهم به كما كما سمعتم عن عبدالله بن سلام وكان ثم ايضا سلمان الفارسي وقصته معروفة مشهورة كان ينتظر قدوم النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم كان فريق ايضا اخر من اهل الكتاب يكنون العداوة لرسول الله قبل مقدمه ككعب ابن الاشرف وعبدالله بن ابي الحقيقي وغير هؤلاء من اليهود الذين كانوا يكنون كل عداوة لرسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فالحاصل ان هذه هي الاحوال في المدينة على وجه الاجمال وكان عندهم الكيل والوزن وكان الوزن اشد تفشيا عندهم من الكيل هذه هي الحال في مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل مقدمه فلما من الله عليهم بقدوم رسول الله صلى الله عليه وسلم التفوا جميعا حول الرسول صلى الله عليه وسلم اعني جميع المؤمنين بغض النزر عن اهل الشرك واليهود واهل النفاق فالتف اهل الايمان كلهم حول الرسول صلى الله عليه وسلم يجلونه ويعزرونه ويوقرونه صلوات الله وسلامه عليه وكان اول عمل قام به الرسول صلى الله عليه وسلم عند قدومه المدينة ان اسس مسجده المسجد النبوي وهو اول مسجد اسس على التقوى وهو المسجد الذي اسس على التقوى وايضا قباء اسس على التقوى وقد اختلفت اقوال المفسرين في تفسير قوله تعالى لمسجد اسس على التقوى من اول يوم احق ان تقوم فيه فيه رجال يحبون ان يتطهروا والله يحب المتطهرين قال فريق من اهل العلم انه المسجد النبوي وقال فريق اخر انه مسجد قباء ذلك لما ورد من احاديث وان كان في سندها مقال الا ان البعض يحسننا بمجموع طرقها ان النبي قال لاهل قباء ما هذا الثناء الذي اثنى الله عليكم يا اهل قباء اذ الله قال فيه رجال يحبون ان يتطهروا والله يحب المتطهرين فذكروا الاستنجاء ذكروا الاستنجاء الذي هو غسيل مكان الحاجة بالماء وهذا لم يكن معروفا كثيرا عند اهل مكة انما الذين كانوا يستعملونه هم اهل قباء ولعل ذلك لقلة المياه في مكة والله تعالى اعلى واعلم فاعودوا قليلا اول ما قدم النبي صلى الله عليه وسلم الى المدينة كل كان يريد ان عند بيته ناقة رسول الله عليه الصلاة والسلام وان ينزل النبي صلى الله عليه وسلم ضيفا عنده والنبي يأمرهم بترك لجام الدابة ويقول انها مأمورة فبركة الدابة عند بستان لبني النجار قريبة من بيت ابي ايوب الانصاري رضي الله تعالى عنه لما اراد النبي صلى الله عليه وسلم ان يبتلي المسجد قال يا بني النجار ثامنوني بحائطكم اي قولوا الثمن الذي تريدونه كي نعطيكم الثمن ثمن الارض التي يبنى عليها المسجد قالوا لن لا نطلب ثمنه الا الى الله عز وجل ببعض الطرق انه كان ليتيمين من بني النجار وان بني النجار اشترت منهم وابت المسجد لرسول الله صلى الله عليه وسلم وهذا يحتاج الى مزيد من التحرير والبحث والثابت ان بني النجار قالوا للرسول صلى الله عليه وسلم لما قال ثامنوني بحائطكم ايطلب الثمن الذي تريدونه في بستانكم حتى نشتريه ونقيم مكانه المسجد قالوا لا نطلب ثمنه الا الى الله. ويا هنيئا لهم فكل رأى كان يركع الان لهم من ركوعه ثواب وكل ساجد يسجد لهم من سجوده ثواب وكل معتكف يعتكف له من اعتكافه ثواب فوفقوا ايما توفيق اذ قالوا لا نطلب ثمنه الا الى الله عز وجل كذا قالوا رضي الله تعالى عنهم فبنى النبي صلى الله عليه وسلم المسجد وشارك في بنائه عليه صلوات الله وسلامه عليه ما افاضل الصحابة وكان الرسول يعمل والانصار يقولون لانقاذنا والنبي يعمل فذاك منا اذا السعي المضلل اي سنكون ضالين اذا تركنا الرسول يعمل في بناء المسجد مع المهاجرين كان المسجد عبارة عن خرب سويت ونخل قطة وقبور نبشت لاهل الشرك مكان المسجد كان قبورا قد نبشت وخرب قد سويت ونخل قطع ففي هذا ما يدل على انه اذا نبش القبر واقيم مكانه مسجد جازت الصلاة فيه بمسجد الرسول كان عبارة عن الذي ذكر قبور نبشت نخيل قط قرب سبيت فقام النبي صلى الله عليه وسلم اعمدة المسجد بالنخيل اعمدة المسجد كانت هي النخيل وايضا النخيل في الجوانب وآآ بني بنيان المسجد وسقف المسجد فكان منارة خير للاسلام وكان بداية العمل المسمر البناء في تأريخ المسلمين ثم ما لبثوا ان من الله عليهم بان رأى بعض الصحابة رؤيا الاذان وهو عبدالله بن زيد رضي الله تعالى عنه وايضا اقره على رؤياه وانه مثل الذي رأى عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه فجلجلت الاصوات بالتكبير بالنداء الله اكبر الله اكبر الله اكبر الله اكبر اشهد ان لا اله الا الله اشهد ان لا اله الا الله بهزا النداء بهزا الازان ولم يكن شيئا عهد من قبل على وجه الارض وكان من اعظم اسباب جمع الناس فكان شعارا وشعيرة من شعائر الاسلام والمسلمين من اعظم شعائر الاسلام الاذان فبني مسجد النبي صلى الله عليه وسلم واذن فيه بعد مدة بعد رؤيا الاذان التي رآها بعض اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وبهذا اكرم هذا الصحابي الذي رأى الاذان كرامة من الله له ان رأى رؤيا الاذان ومن مناقبه ومن فضائله ان وفق لرؤيا الاذان فكانت رؤياه حق واقر الاذان في مدينة رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم فحينئذ وقد بدأت الاجتماعات في بيت الله والصلاة تصلى جهرا بعد ان كانت تصلى سرا في مكة صلى الناس جهرا يؤمهم جميعا رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يكن بالمدينة كبير خوف وكبير هلع الذي بمكة فاصبح الشخص يظهر دينه لا يخشى احدا الا الله يظهر دينه وبقوة والقبائل وان كانوا وان كان كثير منهم لم يسلم الا انه ولقراباته الذين اسلموا لم يكن يعتدي عليه فبدأت للاسلام دولة وبدأت للاسلام صولة وبدأ النبي صلى الله عليه وسلم يرسي بازن الله قواعد الدولة الاسلامية في شتى الجوانب بما يوحي الله سبحانه وتعالى اليه من الوحي في شتى جوانب الحياة فكانت سور القرآن التي تنزل في مكة اكثرها يعالج قضية التوحيد والبعث والايمانيات اما اكثر الذي كان ينزل بالمدينة لترتيب امور الدولة دولة المسلمين بترتيب امور الدولة ولترتيب شؤون الدولة وتعاملاتها وتعاقداتها مما صنعه الرسول صلى الله عليه وسلم وبعد بناء المسجد انه اخى بين المهاجرين والانصار مؤاخاة كانت تستلزم في بدايات امرها التوارث فكان احدهم اذا مات ورثوه ورثه الذي اخى الرسول بينه وبينه كانت مؤاخاة تقتضي التوارث على سبيل المثال اخى الرسول صلى الله عليه وسلم بين سلمان وابي الدرداء اخى الرسول صلى الله عليه وسلم بين عبدالرحمن بن عوف وسعد بن الربيع صور كثيرة من المؤاخاة تمت بين كل مهاجري وبين كل انصاري كما قالت ام السائب قسم لنا النبي صلى الله عليه وسلم المهاجرين قرى فجاء عثمان ابن مظون في نصيبنا اي انه الرسول اخى بينهم وبين عثمان ابن مظغون فوجد المسلمون الذين هاجروا من مكة الى المدينة حفاوة بالغة من الانصار اثنى الله على الانصار ثناء حسنا اذ قال والذين تبوأوا الدار والايمان من قبلهم يحبون من هاجر اليهم ولا يجدون في صدورهم حاجة مما اوتوا ويؤثرون على انفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فاولئك هم المفلحون فقدم الانصار الى النبي صلى الله عليه وسلم وقالوا يا رسول الله اقسم النخيل والاراضي بيننا وبين اخواننا من المهاجرين فقال فقال المهاجرون لا قال المهاجرون لا لا نرضى ان نأخذ نصف اراضيهم والنصف اموالهم قالوا اذا يكفلنا العمل ويشركوننا في الثمرة قال قد فعلت فكانت المهاجرون يعملون والناتج بالنصف بينهم وبين الانصار حتى يشعر المهاجرون ايضا لانهم اخذوا المال عن طيب نفس وبجهد بذل وبجهد وكد قد بذل ولا تخفى عليكم قصة عبدالرحمن بن عوف سعد ابن الربيع لما قال له سعد يا عبدالرحمن قد علمت الانصار اني اكثرها مالا وعندي امرأتان تعالى اقسم ما لي بيني وبينك وانظر الى اي امرأة من نسائي شئت اطلقها لك حتى تتزوجها فقال عبدالرحمن بارك الله لك في اهلك وفي مالك. ولكن دلوني على السوق فدلوه على السوق فطفق يتاجر يبيع ويشتري حتى ربح ربحا عظيما وسع الله عليه ولعفافه زاده الله من فضله فما هي الا ايام وقد جاءه عليه اثر صفرة قال له الرسول صلى الله عليه وسلم ما هي مياه عبدالرحمن؟ قال قد تزوجت يا رسول الله تذكر الحديث قال اولم ولو بشام فالشاهد ان الرسول اخى بين المهاجرين وبين الانصار ولانها دولة لها قواعد ولها معاملاتها التي تخصها بدأت تحالفات لاتقاء الشرور. لان انشاء الدولة لا يأتي في يوم وفي ليلة فلابد ان تتعرف على اوضاع البلاد وعلى احوال العباد وكيف تدخل لهم من اعدائك من احباؤك ما المشاكل التي تواجهك من اي شيء تأتيك الدخول التي تنفق بها على المسلمين لابد ان تدرس احوالك دراسة متأنية فاحتاج الامر الى تهدئة في اوائله فبدأت بعض التحالفات فحالف النبي عقد النبي عليه الصلاة والسلام معاهدة مع اليهود يهودي بني قريظة ومعاهدات اخر على خيفة من غدر اليهود وقد كانوا قد اشتهروا بالغدر وبالخيانات لكن على اية حال تمت عدة معاقدات ومعاهدات حتى يهدأ الامر شيئا ما حتى يستطيع الرسول صلى الله عليه وسلم ان يؤسس دولة الاسلام وان يرسي قواعد الاسلام وكانت منارة خير مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم. فلم يكن للصلاة فحسب بل كان فيه اهل الصفة الذين هاجروا وليس لهم مأوى كانوا ينامون في المسجد وكان من عنده طعام زائد يأتي به الى المسجد سواء كان رطبا عزقا من رطب في علق في المسجد ويأكل من شاء منه ان يأكل او اي نوع من انواع الطعام الاخر يؤتى به الى اهل الصفة. الذين كانوا ينامون في المسجد وفي المسجد ترتب السرايا وترتب الغزوات وترتب الاتفاقيات وآآ انشأ الرسول صلى الله عليه وسلم حجرات لازواجه مجاورة للمسجد ابوابها تفتح على المسجد كما ترون الان من غرف رسول الله صلى الله عليه وسلم بغض النزر عن التطور في البنيان الذي قد عدل تأسس غرفا لازواجه حجرات لازواجه فكان يخرج من الحجرة الى المسجد عليه الصلاة والسلام ولكن كما لا يخفى عليكم ان قريشا راعها وازعجها غاية الازعاج ان يستقر امر رسول الله صلى الله عليه وسلم وان يستقر امر اصحابه وخاصة وهم في المدينة لانها ممر لهم في رحلاتهم الى الشام فخشوا خشية شديدة على تجارتهم التي بها بعد الله قوامهم. وقوام معيشهم فكانوا يستجلبون اطعمة وملابس وغير ذلك من الشام ومن بلاد اخر والمدينة في طريقهم فانزعجوا انزعاجا شديدا لاستقرار رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة فبدأوا الكيد وبدأت اتصالات اهل الكفر برؤوس الكفر من اهل الكتاب ومن اهل النفاق فبدأوا يراسلون كبار اليهود كعب بن الاشرف وغيره ويستدعونه الى بلادهم كزائر يكرمونه ويضيفونه للترتيب وللكيد لرسول الله صلى الله عليه وسلم ويسألونه انحن اعداء ام محمد يسألون كعب ابن الاشرف انحن ادى سبيلا ام محمد قال الله تعالى الم تر الى الذين اوتوا نصيبا من الكتاب يؤمنون بالجبت والطاغوت ويقولون للذين كفروا هؤلاء اهدى من الذين امنوا سبيلا فكان كعب بن اشرف يجيب ظلما وعدوانا يقول كيف انتم افضل انتم افضل بكثير من محمد انتم سدنة الكعبة وانتم خدام البيت الحرام. وهو يفرق بين الولد ووالده. وينشأ الحروب بين الناس ويشعل الفتن فكان ابن كان كعب ابن الاشرف يقول مثل هذه الاقوال لكفار قريش انتم ادم من محمد سبيلا قال تعالى في كتابه ما قد سمعتموه المتر الى الذين اوتوا نصيبا من الكتاب يؤمنون بالجبت والطاغوت ويقولون للذين كفروا هؤلاء اهدى من الذين امنوا سبيلا اولئك الذين لعنهم الله ومن يلعن الله فلن تجد له نصيرا وكم هو معلوم من حال اليهود انهم كانوا اهل شر واهل فتن ففضلا عن الكيد الزائر للاسلام كانوا يكيدون كيدا باطنا للمسلمين ولغيرهم فكانوا قد اشتهروا بالسحر واشتهروا بالكهانة والتنجيم فكانوا يفسدون ويسعون في الارض بالفساد كانوا يفسدون ويسعون في الارض بالفساد الحاصل ان الرسول لما قدم المدينة واسس المسجد وبدا دعوة الى الله سبحانه وتعالى بدأ المسلمون في ازدياد وجاء عبدالله بن سلام رضي الله عنه الى النبي صلى الله عليه وسلم وكانت طليعة خير وكان طليعة من طلائع الخير وجهه منير جاء الى الرسول عليه الصلاة والسلام يسأل عن ثلاثة اشياء او عفوا يسأله عن امور فاجابه النبي خير جواب فقال اشهد ان لا اله الا الله واشهد ان محمدا رسول الله. سم قال يا رسول الله ان اليهود قوم بهت اذا سألتهم عني تاب خاص واخبرتهم باسلام سيبخسونني حقي ولكن لا تخبرهم باسلامي فقدمت اليهود وابن سلام مختفي في بيت الرسول فقال لهم الرسول صلى الله عليه وسلم اي رجل فيكم عبدالله بن سلام قالوا خيرنا وابن خيرنا وسيدنا وابن سيدنا. وعالمنا وابن عالمنا وافضلنا وابن افضلنا قال ارأيت من اسلم قالوا اعاذه الله من ذلك فخرج عليهم يقول اشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله. قالوا سفيهنا وابن سفينا وجاهلنا وابن جايلنا وانتقصوا قال ذاك ما كنت اخشى يا رسول الله تفضل الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد هكذا بارك الله فيكم بدأت دولة الاسلام ترسى بفضل الله قواعدها وكان المسلم يعبد ربه امنا مطمئنا وان كانت ايضا تم احتياطات اخذها النبي صلى الله عليه وسلم لما علمه عليه الصلاة والسلام من مكر اليهود ومن حيل كفار قريش للفتك برسول الله صلى الله عليه وسلم كان الرسول صلى الله عليه وسلم في مقدم مبعثه في مقدم هجرته يتخذ حراسا كما هو الشأن في حديث ليت رجلا صريحا من اصحابي يحرسني الليل فسمع جلبان السلاح فاذا بسعد بن ابي وقاص رضي الله عنه قال له النبي ولما رأه عليه سلاحا عليه سلاح ما اتى من ما اتى بك قال جئت احرسك يا رسول الله ثم ان رسول الله صلى الله عليه وسلم وكما لا يخفى عليكم كان في مكة لم يؤمر بقتال فلما هاجر الى المدينة جاء بتوفيق من الله الاذن بالقتال قال تعالى اذن للذين يقاتلون بانهم ظلموا فرفع الاستضعاف الى حد كبير واصبح من حق الرسول واصحابه وبازن الله لهم في القتال ان يقاتلوا وان يقتصوا ممن زلمهم فكان هذا ايضا له شأن وستأتي تتمة الحديث عن ذلك ان شاء الله تعالى وبدايات غزوات النبي صلى الله عليه وسلم وما كان من امر اليهود وامري المنافقين مع الرسول صلى الله عليه وسلم فضلا عن امر اصحابه رضي الله عنهم معهم من تبجيله وتوقيره والاستنان به صلوات الله وسلامه عليه بهذا القدر اجتزئ وجزاكم الله خيرا والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته اخوكم يسأل سؤالا يسأل عن قول رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة في مسجدي هذا تعدل الف صلاة فيما سواه من المساجد الا المسجد الحرام يسأل هل الصلاة في عموم المدينة تأخذ حكم الصلاة في المسجد النبوي وتكون بالف صلاة ام انها قاصرة على اعني الاجر قاصر على الصلاة في مسجده هذا السؤال الاول والسؤال الثاني اذا اتسع المسجد هل اتساعه يضير والاجر لمن صلى في البقعة التي كانت زمن النبي صلى الله عليه وسلم ام كل يأخذ حكم المسجد فعن الاول يرى جمهور اهل العلم ان الصلاة المضاعفة في المدينة هي الصلاة في مسجده فقط ومن كانوا مؤتمين بامام المسجد اذا اكتظ المسجد بالزحام اما اذا صليت في بيتك في المدينة فصلاتك بصلاة واحدة اما مكة فليست كذلك قالوا ان الصلاة في مكة كلها وكذا الصلاة في اجوار مكة التي هي من الحرم كمنا والمزدلفة التضعيف يكون فيها جميعا فاذا صليت في اي مسجد في مكة او في بيتك في مكة الصلاة بمائة الف صلاة هذا عن الشق الاول من السؤال اما الشق الثاني من السؤال اذا اتسع المسجد عن بقعته التي كانت زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم فما زال يطلق عليه اسم مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم والصلاة فيه كله كله بالف صلاة وحتى ان صليت خارجه مؤتما بامامه فالجمهور على ان الصلاة مضاعفة ايضا والله اعلم اخوكم يقول اوضح سؤاله لما قدم الرسول صلى الله عليه وسلم المدينة وجد اليهود يصومون عاشوراء فسأل قالوا هذا يوم نجى الله فيه موسى واغرق فرعون ومن معه. قال نحن احق او اولى بموسى منهم فصامه وامر بصيام فاخوكم يقول وردت رواية عند مسلم ان اليهود والنصارى يعظمونه فهل كان بالمدينة نصارى النصارى الذين كانوا بالمدينة كانوا قليلين جدا ولم يكن لهم كبير زكر وكبير شأن لكن اقول لك ادرس الحديث دراسة مقارنة فان لفظة النصارى فيها ريب النصارى لم يعهد عنهم تعظيم صوم عاشوراء والله اعلم هل يجوز لاحد ان يقيم في المسجد كأهل الصفة الان يعني يعني هل يجوز لشخصي ان ينام في المسجد نعم يجوز له ان ينام في المسجد الا اذا خشينا السرقة هنفترض شخص قال انا اريد ان انام في المسجد وقد جرب قوم فنام في المسجد فاصبحوا وقد سرقت ماكينته الصوتيات فالاصل الجواز طبعا الاصل الجواز. اصل الجواز ولكن محله اذا امنت السرقات طبعا يا ليت المساجد تفتح نطالب وزير الاوقاف ووزارات الاوقاف بفتح المساجد وتأمين الحراسة فيها. حتى ينام من شاء ينام يصلي من شاء يصلي يتهجد من شاء يتهجد كما كان الحال في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم والله اعلم