نرجو من فضيلة شيخنا بيان حقيقة الدعوة السلفية وموقفها من الجماعات الاسلامية السلفية هي دعوة الكتاب والسنة بقيد على ما كان عليه السلف الصالح والمقصود بالسلف الصالح هم اصحاب الرسول صلى الله عليه واله وسلم واتباعهم والتابعين لهم باحسان ولا شك على رأس الجميع سيد الانام عليه افضل الصلاة واتم السلام لا يخفى على من كان عنده شيء من الثقافة الشرعية الاسلامية ان المسلمين جميعا على اختلاف مذاهبهم ومشاربهم وطرقهم كلهم يدعي انه على الكتاب وعلى السنة ولكن مع هذه الدعوة يختلفون بينهم اشد الاختلاف والسبب يعود الى ان كثيرا من نصوص الكتاب والسنة تحتمل من حيث الاسلوب العربي اكثر من معنى واحد فدي الخلاص من مثل هذا الاحتمال الذي لا يمكن ان ينكره من عنده ثقافة اسلامية كما ذكرنا لا بد من الرجوع الى حكم يفصل ويرفع الخلاف في فهم نص من تلك النصوص ولا شك ان هذا الحكم ليس هو الا شخص واحد الا وهو رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ثم بالتالي الذين نقلوا عنه ذلك الفهم منه اما ان المرجع في فهم النصوص انما هو النبي صلى الله عليه واله وسلم فذلك لان الله عز وجل قاطبه في كتابه بصريح كلامه قائلا له وانزلنا اليك الذكر لتبين للناس ما نزل اليهم لتبين للناس ما نزل اليهم ووظيفة الرسول صلى الله عليه واله وسلم من حيث التبليغ وظيفتان اثنتان احداهما تبليغ النص الموحى به من الله اليه والاخرى تفهيم هذا النص الى المبلغين له ثم يأتي دور اصحاب النبي صلى الله عليه واله وسلم والذين اتبعوهم من التابعين واتباعهم باحسان الى يوم الدين فهم الذين ينقلون ما بلغه الرسول عليه السلام من ربه ثم ما بلغه الى الناس عن ربه نصا وبيانا كما في الاية السابقة وانزلنا اليك الذكر لتبين للناس ما نزل اليهم فهو قد بلغ النص والمعنى ثم اصحابه رضي الله عنهم نقلوا ذلك الى من جاؤوا من بعدهم لكن المسلمين لسبب او اكثر اختلفوا من بعد النبي صلى الله عليه واله وسلم بنحو قرن من الزمان ومن الاسباب الواضحة في ذلك ان الدعوة الاسلامية اخذت تنتشر في الامم الاعجمية بسبب الفتوحات الاسلامية فدخل الناس في دين الله افواجا كما انبأ بذلك ربنا عز وجل بالسورة المعروفة اذا جاء نصر الله والفتح ورأيت الناس يدخلون في دين الله افواجا فسبح بحمد ربك واستغفره انه كان توابا لما دخل هؤلاء في الاسلام او من جهة نقلوا كثيرا من عاداتهم ومفاهيمهم وتقاليدهم الى ذرياتهم الذين جاؤوا من بعدهم ولما يكونوا قد تفقهوا في الاسلام تفقها صحيحا من جهة ومن جهة اخرى وربما ادخلوا بعض المفاهيم التي لا توافق الاسلام الى الاسلام بحكم وهذا بلاؤ عام هكذا وجدنا ابائنا على امة ولذلك وهذا هو المهم في الموضوع قد اخبر النبي صلى الله عليه واله وسلم ان المسلمين سيختلفون وليس من وظيفة الرسول عليه السلام ان يبين اسباب الاختلاف لان المهم ان يحذرهم من الخلاف وان يرجعوا الى ما اختلفوا وان يتحاكموا الى كتاب الله والى سنة رسول الله صلى الله عليه واله وسلم كما قال في الاية المعروفة فان تنازعتم في شيء فردوه الى الله والرسول ان كنتم تؤمنون بالله واليوم الاخر ذلك خير واحسن تأويلا وهذا امر اي من حيث الرجوع الى الله والى رسوله امر متفق عليه بين المسلمين الى اليوم والحمد لله ولكن قل من يتنبهوا من الاسلاميين اليوم للشرط الذي ذكرته في مطلع كلامي الا وهو ان يفهم الكتاب والسنة على ما كان عليه سلفنا الصالح طب من اين نحن اخذنا هذا القيد اولا اخذناه من بعض النصوص من كتاب الله ومن حديث رسول الله صلى الله عليه واله وسلم وثانيا اخذناه من التاريخ الذي يسجل لنا آآ صلة اصحاب النبي صلى الله عليه واله وسلم به من جهة وانهم كانوا عربا اقحاحا هم اقرب الى فهم الكتاب والسنة من الناحية العربية اكثر من الذين يأتون من بعدهم لا سيما اذا كانوا من العجم امثالنا نحن في هذا الزمان فلهذين السببين جاء الحض في كتاب الله وفي حديث رسول الله صلى الله عليه واله وسلم على التمسك فيما كان عليه هذا السلف الصالح من ذلك مثلا قول الله عز وجل ومن يشاقق الرسول من بعد ما يتبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا الشاهد في هذه الاية ان الله عز وجل يحذر فيها ليس من مشاققة ومخالفة الرسول فقط بل ويحذر ايضا من اتباع غير سبيل المؤمنين ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوليه ما تولى ونصغيه جهنم وساءت مصيرا فقد ذكر الله عز وجل هنا قبيل المؤمنين وحذر من مخالفة سبيلهم الى سبيل غيرهم من الكافرين او الضالين فالسؤال الذي يرد الان هو ان الله عز وجل ما اقتصر في هذه الاية على قوله تعالى ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى وانما عطف على ذلك فقال ويتبع غير سبيل المؤمنين فما الحكمة من ذلك الحكمة واضحة جلية والحمد لله الا وهي ان هؤلاء المؤمنين هم الذين كما اشرنا في مطلع كلامنا هذا هم الذين تلقوا القرآن من فم النبي صلى الله عليه واله وسلم مباشرة غضا طريا ثم تلقوا منه البيان الذي يحتاج المسلمون في زمنهم وفيما بعدهم من الازمان فاذا لهؤلاء مزية آآ ينفردون بها على المسلمين الذين جاؤوا من بعدهم في هذا ذكر الله عز وجل في الاية ويتبع غير سبيل المؤمنين معلوم يقينا عند كل مسلم ان الله عز وجل لا يذكر في كتاب الله حرفا واحدا عبثا فضلا عن ان يذكر جملة كهذه عبثا ويتبع غير سبيل المؤمنين لو ان الله عز وجل قال ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى نولي ما تولى ونسني جهنم وساءت مصيرا حصل الغرض والحكمة والمعنى الذي يريده الله عز وجل من هذه الاية ولكنه تبارك وتعالى رصد الى معنى اخر يضيف الى المعنى الاول وهو ان يلفت نظر المسلمين في كل مصر وفي كل عصر الى الاهتمام بسبيل المؤمنين الذين كانوا من قبل وهم بخاصة القرون الثلاثة المشهود لهم بالخيرية في الحديث المتواتر عن النبي صلى الله عليه واله وسلم انه قال خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم فهؤلاء لما كانت لهم هذه المزية نص الله عز وجل في تلك الاية على انه لا يجوز للمسلمين ان يخالفوا سبيلهم لا شك ان سبيل هؤلاء المسلمين ويكون وفق كلام رب العالمين واحاديث رسوله صلى الله عليه واله وسلم لكن الفرق بينهم وبين الذين يأتون من بعدهم انهم يكونون في فهمهم على الصواب بالسبب الذي ذكرناه انفا لقربهم من النبي صلى الله عليه واله وسلم تلقيا ولغة وفهما لهذا جاء الذكر الخاص بالاهتمام بما كان عليه اصحاب الرسول عليه الصلاة والسلام في بعض الاحاديث الصحيحة من اشهرها حديث العرباض بن سارية رضي الله عنه قال وعظنا رسول الله صلى الله عليه واله وسلم موعظة وجدت منها القلوب وذرفت منه العيون فقلنا اوصنا يا رسول الله قال اوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة وان ولي عليكم عبد حبشي وانه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا هنا الشاهد وانه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي عضوا عليها بالنواجذ واياكم ومحدثات الامور فان كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار فنجد في هذا الحديث الصحيح ان النبي صلى الله عليه واله وسلم في الوقت الذي حض الصحابة والذين يأتون من بعدهم على التمسك بسنته عطف على ذلك قوله وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي فما السبب في انه عليه السلام لم يقتصر على امره بالتمسك بسنته فقط الجواب هو الجواب السابق في قوله تعالى ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى فعطف على ذلك قوله ويتبع غير سبيل المؤمنين فسبيل المؤمنين هو سبيل ابو بكر وعمر وعثمان وعلي واصحاب الرسول عليه السلام الاخرين كاهل بدر وبايت اه رضوان ونحو ذلك من الاصحاب الكرام الرسول صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث قضى اذا على التمسك بالسنة وزاد على ذلك سنة الخلفاء الراشدين الحكمة من ذلك ما ذكرناه انفا انهم اقرب الى فهم الكتاب والى تطبيق السنة ممن قد يأتون من بعدهم وبخاصة من كانوا ليسوا من القرون الثلاثة المشهود لهم بالخيرية وهناك حديث اخر وهو بالاستدلال به او لا الا وهو قوله عليه السلام ففرقت اليهود على احدى وسبعين فرقة وتفرقت النصارى على اثنتين وسبعين فرقة وستفترق امتي على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار الا واحدة قالوا من هي يا رسول الله قال هي الجماعة في هذا الحديث ان الفرقة الناجية هي الجماعة من هي الجماعة؟ جاء تفسيرها في حديث اخر هي التي على ما انا عليه واصحابي هي التي على ما انا عليه واصحابي اي ان النبي صلى الله عليه وسلم احال المسلمين الذين يأتون بالقرون المتأخرة ليعرفوا كيف يكونون من الفرقة الناجية احدهم على ان يعرفوا امرين اثنين الامر الاول سنة النبي صلى الله عليه وسلم ان يعرفوها والامر الاخر ان يعرفوا على ما كان عليه ان يعرفوا ما كان عليه اصحاب الرسول عليه السلام فلماذا لماذا بسبب الذي ذكرناه ان اصحابه عليه السلام فهموا ما بلغهم الرسول عليه السلام من الايات والاحكام فهما صحيحا ثم طبقوه تطبيقا صحيحا وامرنا نحن الذين نأتي من بعدهم ونجد الاختلاف الكثير بين المسلمين مصداق هذا الحديث انهم سيتفرقون الى ثلاث وسبعين فرقة واحدة فقط هي الفرقة الناجية والاخريات اتنين وسبعين هي من الفرق الضالة او ما ورد ذلك السؤال الهام كيف يتمكن المسلم الذي يأتي في اخر الزمان من ان يعرف اذا كان هو من تلك الفرقة الواحدة الناجية او ان يكون فرقة من تلك الفرق الضالة قال لهم تمسكوا بما انا عليه وما كان عليه اصحابي فهنا تتجلى تلك الحقيقة الهامة جدا وهي لماذا نحن ندعو الى السلف الصالح لانهم قد فهموا الاسلام ما فهما صحيحا وطبقوه تطبيقا عمله ينمو ولان الرسول عليه السلام امرنا باتباعهم في ذلك ولم يأمرنا باتباع جماعة اخرى في هذه الارض ابدا مطلقا وانما حضنا على التمسك بسنته عليه السلام وبما كان عليه هؤلاء الاصحاب الكرام وعليهم نطلق نحن كلمة السلف الصالح واليهم ننتمي ولابد من ضرب بعض الامثلة التي تبين انه لا عصمة لكل من كان حريصا على التمسك بالكتاب والسنة فضلا عن من حاد عنهما انه لا مجال اطلاقا ليكون على الكتاب والسنة الا اذا اخذ بقيد ما انا عليه واصحابي لان المذاهب كما قلنا في مصدر الكلام كلهم ينتمون للكتاب والسنة حتى الفرق الضالة واضلوا الفرق في هذا الزمان هم طائفة القاديانية الذين جاءهم شخص ادعى لهم النبوة واتبعوه وصار له انصار في كثير من البلاد الاوروبية والامريكية واتبعه مسلمون في بعض البلاد العربية لماذا لانهم لم يتمسكوا بهذا المنهج منهج فهم الكتاب والسنة على ما كان عليه السلف الصالح اضرب على ذلك مثلا من مما فهموه من نصوص الكتاب والسنة ودعوا الناس الى فهمهم فظلوا واضلوا هم مما انحرفوا به عن الكتاب والسنة باسم الكتاب والسنة انهم ادعوا انه يأتي بعد النبي صلى الله عليه واله وسلم انبياء كثيرون وزادوا على ذلك انه قد جاء واحد منهم وهو الذي كان يسمى غلام احمد القادياني او ميرزا غلام احمد بالقادياني هذا الرجل جاء الى نصوص من الكتاب والسنة صريحة هي انه لا نبي بعد الرسول عليه السلام مع ذلك فنبيهم والذين اتبعوه على ضلالته ادعى انه نبي مع ان الله عز وجل يقول ما كان محمد ابا احد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين فماذا لماذا فسر قوله تعالى خاتم النبيين من حيث الاسلوب العربي قالوا خاتم النبيين اي زينتهم وليس معنى ذلك انه اخرهم وجاؤوا ببعض استعمالات العربية منها مثلا يقال فلان قاتم العلماء فلان خاتم الادباء لكن هذا ليس معناه انه لا عالم بعده ولا اديب بعده وانما المقصود انه زينة العلماء وزينة الادباء فسروا هذه الاية بهذا التفسير وهي تتحمل ككلام عربي تتحمل مثل هذا التفسير الباطل اذا ما وقفنا فقط عند فهم رجل من العرب لكن هذا المعنى ابطل ما يكون اذا رجعنا الى تلقي بيان الرسول عليه السلام المشار اليه في الاية السابقة وانزلنا اليك الذكر لتبين بالناس ما نزل اليهم فقد بين الرسول صلى الله عليه وسلم في احاديث كثيرة متواترة انه لا نبي بعده صلى الله عليه واله وسلم فبمثل قوله ان الرسالة والنبوة قد انقطعت الا رسول ولا نبي بعدي مع ذلك جاؤوا الى هذا النص اعني اولئك القادنيين جاؤوا الى هذا النص لا نبي بعدي فحرفوه وفسروه بتفسير اخر لا يعارض ما هم عليه من الضلال من دعوى جواز مجيئ انبياء بعده عليه السلام وان ميرزا غلام احمد القادياني كان صادقا في ادعاء النبوة لان معنى لا نبي بعدي فيما زعموه لا نبي معي وليس من بعد فلا نبي معي معنى يختلف كل الاختلاف عن جيلات الحديث هذا وغيره اي لا نبي بعده عليه السلام مطلقا الى ان تقوم الساعة فاذا هم حينما وقعوا في هذه الضلالة الكبرى ما خرجوا عن قولهم نحن على الكتاب والسنة لكننا نقول لهم ولامثالهم من الفرق القديمة والحديثة اه والدعاوي ما لم تقيموا عليها بينات ابناؤها ادعياء ازا ادعيتم ان معنى الاية السابقة قالت ان النبيين اي زينة الانبياء وادعيتم ان قوله عليه السلام لا نبي بعدي لا نبي معي فعليكم ان تثبتوا ان هذا المعنى هو الذي فهمه اصحاب النبي صلى الله عليه واله وسلم منه حيث تلقوا الاية والحديث منه مباشرة ثم جاء التابعون من بعدهم واتباعهم فاتبعوهم على هذا المعنى الذي زعمتموه لن يجدوا الى ذلك سبيلا على ذلك جاءوا ايضا اه عقائد جديدة لا يعرفها السلف الصالح اطلاقا مع انهم يقولون نحن على الكتاب والسنة فهم مثلا ينكرون خلقا من خلق الله ذكروا في كتاب الله غير مرة الا وهم الجن بل وفيهم سورة يسمى باسمهم هذا الخلق انكروه ليس انكارا لصورة الجن كلها نصوص اخرى تثبت هذا الخلق الذي آآ اثبته الله عز وجل في جملة ما اثبت كالملائكة مثلا فقالوا معنى الجن هم الانس وهم البشر فاذا الفرق الضالة حينما تضل عن سواء السبيل لا تقول نحن لسنا على الكتاب والسنة بل كلهم يدعي تلك الدعوة ولكنهم يضلون بسبب انحرافهم عن ما كان عليه السلف الصالح في فهمهم لنصوص الكتاب والسنة فاذا الفرق الضالة حينما تضل عن سواء السبيل لا تقول نحن لسنا على الكتاب والسنة بل كلهم يدعي تلك الدعوة ولكنهم يضلون بسبب انحرافهم عن ما كان عليه السلف الصالح في فهمهم لنصوص الكتاب والسنة وهذان مثالان حديثان في العصر الحاضر وعلى طالب العلم ان يقيس على ذلك الاختلافات القديمة التي حدثت من الفرق المعروفة المعتزلة وكالمرجأة والخوارج ونحو ذلك فما كان انحراف هؤلاء عن العقيدة السلفية الصحيحة بسبب اعراضهم عن التمسك بالكتاب والسنة قال له لم يكن شيء من ذلك وانما كان بسبب ركوبهم رؤوسهم وتسليطهم لافهامهم على الكتاب والسنة وفهمهم اياها كما بدا لهم دون ان يعتبروا بما حض عليه الرسول عليه السلام من التمسك بما كان هو عليه واصحابه ليس بما كان هو عليه فقط لان ما كان عليه قد يفسر بتفاسير مختلفة كما ضربنا على ذلك بعض الامثلة ولكنه قال ما انا عليه واصحابي. اضرب مثلا واحدا فقط من الخلافات القديمة وانهي حين ذاك الجواب عن هذا السؤال فاقول من الخلاف المعروف القديم بين طوائف المسلمين هو هل يرى المسلمون ربهم يوم القيامة اهل السنة يقولون صراحة وهذا هو الحق المعتزلة ينكرون ذلك اشد الانكار فحينما انكروا ذلك هل انكروا مثل قوله تعالى وجوه يومئذ ناضرة الى ربها ناظرة هل انت انهم ينظرون الى نعيم الله عز وجل عليهم في الجنة فليتأمل المسلم كم الفرق بين ان ينظر المؤمن الى خالقه يوم القيامة وبين ان ينظر الى مخلوقاته من الائه وانعامه في الجنة هذا انحرافهم في تفسيرهم لهذه الاية نبع من اعتمادهم فقط على فهمهم واعراضهم عن تفسير السلف الصالح في مثل هذه الاية الذي تلقوه عن رسول الله صلى الله عليه واله وسلم كذلك فعلوا بالنسبة للاية السابقة للذين احسنوا الحسنى وزيادة جاء تفسير هذه الاية الكريمة في صحيح مسلم من رواية سعد ابن ابي وقاص رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم للذين احسنوا الحسنى الجنة وزيادة رؤية الله فيها انكروا هذا التفسير ايضا لأنهم لم يعتمدوا على سلفنا الصالح وفي مقدمتهم كما ذكرنا اصحاب النبي صلى الله عليه واله وسلم هذا المثال من عشرات بل مئات الامثلة والمثالين السابقين بالنسبة لفرقة القاضيانية في العصر الحاضر يكفي المسلم ليفهم انه لا تستقيم لا تستقيم عقيدته ولا يكون على سبيل المؤمنين اذا لم يعتمد في فهم الكتاب والسنة على ما كان عليه سلفنا الصالح ينتج من وراء ذلك امر هام جدا وهو انه لا يكفي للمسلم ان يكون اطلاعه على الكتاب والسنة بل لابد ان يكون واسع الاطلاع على على اثار السلف الصالح هذه الاثار التي بها يستعيل على فهم نصوص الكتاب والسنة كما ذكرنا وشرحنا انفا هذا جوابي عن سؤال السلفية عن ما هي وما ادلة وجوب الرجوب اليها؟ حتى يكون المسلم على هدى من ربه تبارك وتعالى وبهذا انهي الجواب عن هذا السؤال والحمد لله رب العالمين. خزائن الرحمن تأخذ بيدك الى الجنة