كم من صائم ليس له من صيامه الا الجوع والعطش وكم من قائم او مصل ليس له من قيامه الا السهر والنصب. اي تعب اذا فنرجو من الله تبارك وتعالى والشراب وانما الصيام الانتهاء عما نهى الله عز وجل عنه او كما قال النبي صلى الله عليه واله وسلم ومن اراد ان يقف على هذه الاحاديث وما يشابهها في تحذير النبي صلى الله عليه وسلم عن اتيان المعاصي بالنسبة للصائم وان هذا النهي هو من عموم قوله تبارك وتعالى لعلكم تتقون. من اراد ان يقف على هذا النوع من الاحاديث وابتدأ كلمة مناسبة ان شاء الله للمكان او المقام والزمان الذي نحن فيه حيث نعلم جميعا قول الله تبارك وتعالى كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون هذه الاية طالما سمعتم تعليقا حولها وكلاما مفيدا اه فيما يتعلق بها ولكني اعتقد انكم قلما تكونون قد سمعتم تعليقا خاصا حول اخر هذه الاية لعلكم تتقون كتب هذا الصيام لماذا لعلكم تتقون هذه الاية من الايات القليلة بل ومن النصوص الشرعية القليلة التي يقترن الحكم الشرعي فيها مع بيان الغاية والعلة منها هنا تصريح بفردية صيام شهر رمضان وعلى المسلمين ان يباشر الى تبني وتطبيق هذا الحكم دون ان يسألوا لما وكيف وما شابه ذلك مما يكثر الان التساؤل عما يسمى بحكم التشريع كثيرا ما تسمع من بعض الناس لماذا كذا ولماذا كذا ولماذا كذا لهذا نحن لا نستحسن التوسع في تلمس حكم التشريع الا ما كان منها منصوصا في الشرع كمثل ما نحن فيه الان كتب عليكم الصيام الى اخر الاية. لماذا قال تعالى لعلكم تتقون. اي ان المقصد من الصيام هو ان يكون هذا الصيام وسيلة ليزداد الصائم تقوى لله عز وجل وتقربا اليه فاذا ما صام الصائم ولم يتطور وضعه عما كان عليه من قبل اي قبل رمضان فمعنى ذلك ان هذا الصائم لم يحقق الغاية المرجوة من فريضة هذا الصيام وقد جاءت بعض الاحاديث الصحيحة طبعا عن النبي صلى الله عليه واله وسلم تبين وتؤكد هذه الغاية التي نصت عليها الاية مثلا الحديث القدسية الذي يرويه يرويه النبي صلى الله عليه واله وسلم عن ربه عز وجل حيث قال من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة بان يدع طعامه وشرابه هذا حديث عظيم جدا ويلتقي كل الالتقاء مع خاتمة تلك الاية لعلكم تتقون اذا ليس المقصود اذا جمعنا بين الاية والحديث ليس المقصود كل كل القصد اقول كل القصد حتى لا يسيء البعض فهم كلامي ليس المقصود كل القصد من الصائم ان يمسك نفسه عن الطعام والشراب والجماع المنصوص على انها من المفطرات في القرآن وفي السنة فضلا عن المفطرات الاخرى التي فيها خلاف كبير بين الفقهاء ليس المقصود الامساك عن هذه المفضلات فقط وانما هناك من الواجبات الاخرى التي يجب على المسلم ان يمسك عنها ايضا كما امسك عن هذه المفطرات على ضوء التعديل المذكور في الاية والحديث الصريح الصحيح المذكور انفا استطيع ان اقول لكم شيئا قد يكون امرا جديدا في التعبير وليس شيئا جديدا في الاحكام. لان ذلك منصوص في القرآن والسنة التعبير الجديد هو ان كتب الفقه قاطبة مجرد على ذكر المفطرات وهذا شيء لا بد منه ولكن انا اقول بيانا وتوضيحا لما سبق من الاية والحديث اقول ان المفطرات قسمان قسمان يجب ان ان تكون هذه القسمة الحقة ثابتة في اذهان الجميع لاهميتهما القسم الاول المفطرات المادية المفطرات المادية وهي التي يتعرض لبيانها كتب الفقه كما ذكرت انفا والقسم الاخر من المخطرات لنسميها بالمفطرات المعنوية مخطرات المعنوية هذه المفطرات المعنوية هي التي اشارت اليها الاية الكريمة لعلكم تتقون واوضح ذلك قوله عليه الصلاة والسلام عن ربه تبارك وتعالى من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة بان يدع طعامه وشرابه. اذا يجب ان يقرن مع تركه لاطعام وشرابه وشهوته الجنسية يجب ان يضم الى ذلك الانتهاء او الانتهاء عما حرم الله عز وجل عليه وفرض على كل مسلم ان يكون بعيدا عنه عن النبي صلى الله عليه واله وسلم انه قال ليس الصيام بترك الطعام وعليه بكتاب الترغيب والترهيب للحافظ المنذري رحمه الله وختاما اقوله ان الصيام من حيث تعلقه بانه شرع من اجل ان يزداد المسلم به تقربا الى الله وتقوى له هو تماما كالصلاة التي ليس المقصود منها فقط ايضا ان يأتي المسلم شروطها واركانها وواجبها فقط بل عليه ايضا ان لينتبه للغاية والحكمة التي من اجلها ايضا شرع الله عز وجل على عباده المؤمنين امسى صلوات في كل يوم وليلة ذلك ما اشار اليه ربنا عز وجل في قوله ان الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر فبمقدار ما تكون صلاة المسلم ناهية له عن الفحشاء والمنكر تكون مقبولة عند الله عز وجل لقد اشار النبي صلى الله عليه واله وسلم الى هذه الحقيقة المتعلقة بالصلاة في الحديث الصحيح الا وهو قوله عليه الصلاة والسلام ان الرجل ليصلي الصلاة ما يكتب له منها الا عشرها ان الرجل ليصلي الصلاة ما يكتب له اي بتمامها وانما يكتب له ناقصة على نسب متفاوتة بين ذلك عليه السلام في تمام الحديث الا وهو قوله ان الرجل ليصلي صلاة ما يكتب له منها الا عشرها تسعها ثمنها تبعها قدسها انسها ربعها نصفها ووقف ها هنا اشارة الى ان الصلاة الكاملة نادرا جدا جدا ما يمكن ان ينهض بها المسلم خيرهم هو الذي يكتب له نصفها وهكذا الى العشر والعشر اذا كانت صلاته مقبولة عند الله عز وجل. والا فكثيرا ما تكون صلاة المصلي من تلك الصلوات التي يضرب بها وجهه يوم القيامة والعياذ بالله تبارك وتعالى ذلك لان النبي صلى الله عليه واله وسلم قد اشار الى هاتين الحقيقتين الحقيقة الاولى التي تحدثنا عنها متعلقة بصيام والحقيقة الاخرى المتعلقة بالصلاة. فقال عليه الصلاة والسلام كم من صائم ليس له من صيامه الا الجوع والعطش كم من صائم ليس له من صيامه الا الجوع والعطش. لم لانه لم ينتهي عما نهاه الله عز وجل عنه اقتصر فقط على ما سميناه بالمفطرات المادية وهو يظن انه صام هذا نقول في مثله صام وما صام طعم ممسكا عن المفطرات المادية وما صام لانه لم يمسك عن المفطرات المعنوية. لذلك قال عليه الصلاة والسلام ان يلهمنا الصيام عن المفطرات بقسميها المادية والمعنوية وان يلهمنا ان تكون صلاتنا مقبولة عنده تبارك وتعالى تلك الصلاة التي تنهانا عن الفحشاء والمنكر. خزائن الرحمن تأخذ بيدك الى الجنة