ما هي حقيقة الدعوة او الطريقة الصوفية وعلى ماذا تستند؟ وهل جميع الطرق الصوفية لها نفس الحكم التصوف بلا شك هو منهج خاص كان اصله متعلقا بسلوك الشخص في حياته ثم تطور فصار فلسفة لها افكار خاصة اه تخالف هذه الفلسفة ويخالف ذاك السلوك الاسلام في كثير من شؤونه وفي كثير من افكاره وسلوكه التصوف اشهده هو انه يشبه الرهبانية التي ابتدعها النصارى في دينهم وما كتبها الله عليهم ثم جاء الاسلام يؤكد بطلان الرهبنة في الاسلام فقال عليه الصلاة والسلام لا رهبانية في الاسلام التصوف في الحقيقة كانه تأثر بالرهبانية التي كان بعض النصارى ابتدعوها ثم التزموها وكما قال تعالى وما رأوها حق رعايتها فتأثر بعض المسلمين برهبانية النصارى واقتدوا بهم وقد اه انذرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا من ذلك في عموم قوله عليه الصلاة والسلام لتتبعن سنن من كان قبلكم شبرا بشبر وذراعا بذراع حتى لو دخلوا جحر رب لدخلتموه قالوا اليهود والنصارى قال عليه السلام فمن الناس فمما كان عليه النصارى الرهبنة. فتأثر بعض المسلمين وقلدوهم في ذلك حتى ان الرهبنة بدأت تظهر قرنها في عهد الرسول صلى الله عليه واله وسلم. لان الرهبنة في الحقيقة امر ترتاح اليه النفس البشرية الماء الى الى الاعراض عن زخارف الدنيا آآ تزين النفس لصاحبها مثل هذه الرهبنة ولذلك فقد ذرت قرنها في زمن الرسول عليه السلام في شخص بعض اصحابه صلى الله عليه واله وسلم من ذلك مثلا ما جاء في صحيح البخاري ان النبي صلى الله عليه واله وسلم كان اخى بين ابي الدرداء وبين سلمان الفارسي تلك المؤاخاة التي لا مثيل لها في الدنيا كلها وكان ذلك وسيلة لتقوية روابط بين المهاجرين والانصار المدينة اكان من جنة من اخى بينهما الرسول عليه السلام ابو الدرداء الانصاري وسلمان الفارسي وكان بحكم هذه المؤاخاة او كان من لوازمها الاكثار من التوائم من التزاور فجاء ذات يوم سلمان الفارسي الى دار ابي الدرداء فدخل وسلم فوجد زوجة ابي الدرداء ولم يرى اخاه ابا الدرداء فلفت نظره حالة ام الدرداء وهيئتها الرثة فقال لها ما هذا يا ام الدرداء قالت هذا اخوك ابو الدرداء لا حاجة له في الدنيا فاسرها سلمان في نفسه وسرعان ما رجع ابو الدرداء الى داره فبادر ووضع له الطعام فاتني شيء كان من كلام ابي ام الدرداء او قالت فهو قائم الليل الصائم النهار فلا حاجة له في الدنيا لما جاء ابو الدرداء بادر فوضع له الطعام فلما جلس هو امسك وكان قد عرف من ام الدرداء انه صائم فلم يأكل فاكد علي ابو الدرداء فقال والله لا اكل حتى تأكل ففطره وجلس يأكل معه ثم بادره سلمان بالكلمة التي اقرها الرسول عليه الصلاة والسلام فيما بعد عليها وقال له يا ابا الدرداء ان لجسدك عليك حقا ولنفسك عليك حقا ولزوجك عليك حقا فاعط كل ذي حق حقه ثم ذهب الى النبي صلى الله عليه واله وسلم فقص عليه القصة وقال صلى الله عليه واله وسلم الصدقة ابو الدرداء صدق سلمان ابو الدرداء نحى منحى الرهبنة وهو الاعراض عن الزاوية والتمتع بحلاله منها وعن الطعام والشراب الا بقدر. وعلى ذلك ايضا ظهر اثره في الصحابي الناشئ صغير السن لكنه نشأ في طاعة الله وفي عبادته وهو عبد الله ابن عمرو ابن العاص وقد زوجه والده عمرو بن العاص بفتاة من قريش وبعد ايام سألها عن زواجها بابنه وكان قالت انه لم يطأ لنا بعد فراشا يعني تزوجت وما تزوجت وذكرت امر انه قائم الليل صائم النهار وبطبيعة الحال لم يعجب عمرا مثل هذا الموقف فذهب الى الرسول عليه السلام كانه يشكو ابنه اليه قال عبدالله بن عمرو فاما لقيني الرسول عليه السلام واما ارسل الي فقال له يا عبد الله بلغني انك تقوم الليل وتصوم النهار ولا تقربوا النساء قال قد كان ذلك يا رسول الله فقال عليه السلام فان لنفسك عليك حقا ولجسدك عليك حقا ولزوجك عليك حقا ولزورك عليك حقا الحديث والحديث طويل ذكرناه اكثر من مرة والشاهد ان هذا ايضا ما لا الى شيء من الرهبانية فابطل الرسول عليه السلام ذلك بمثل هذه المعالجات الشخصية ثم بحديث عام لا رهبانية في الاسلام هذا النوع هو اسهل شيء في الصوفية لكن مع الزمن تطور التصوف حتى وصل الى الكفر الذي دونه كفر اليهود والنصارى جميعا حيث وصلوا الى القول لوحدة الوجود وذلك يعني ان ليس هناك خالق ومخلوق وانما هو شيء واحد يعني كما يقول الدهريون والطبيعيون والملاحدة جميعا آآ الشيوعية واذنابها انه ليس هناك الا الطبيعة هذا الذي وصلوا اليه من القول بوعد الوجود في الحقيقة اخطر من الالحاد المكشوف ذلك لان القائلين بوحدة وجود يستدلون عليها لبعض النصوص من الكتاب والسنة وذلك بطبيعة الحال بطريقة التلاعب بالنصوص وتأويلها بل تحريفها مثلا قوله تعالى وما رميت اذ رميت ولكن الله رمى لا يستدلون بمثل هذه الاية انه الرامي هو الله طيب ومحمد رسول الله اه يقولون محمد مظهر من مظاهر الربوبية الشاهد فلا ينبغي للمسلم ان يتورط بشيء يسمى بالتصوف لان ايسره واهونه ضلال واسوأه كفر وجهد لكل الشراية السماوية هذا ما يتيسر لنا جوابا عن السؤال السابق المتعلق بالصوفية علما بانه تفرق ترتب وراء ذلك الطرق المعروفة بكثرتها وبتباين آآ باساليبها وتقاليدها وعباداتها وكل ذلك ليس بالاسلام في شيء خزائن الرحمن تأخذ بيدك الى الجنة