وانما يهمنا الان الاجابة عن ذاك السؤال هناك الحديث المشهور لا عدوى وهناك حديث اخر يبدو انه معارض لهذا الحديث الاول وهو ارجع فانا قد بايعناك ولا بد من ذكر كل من الحديثين حتى اولا يتقوى في الظاهر التعارض بينهما لكن في الحقيقة سنتمكن من القضاء على التعارض قضاء مبرما وان نتفهم الصواب من المعنى المراد من كل من الحديثين معا اما الحديث الاول لا عدوى وهو فقرة وقطعة من حديث له تتمة لا عدوى ولا طيرة ولا هامة ولا صفر ولا غول فلما تحدث النبي صلى الله عليه واله وسلم بهذا الحديث قال في المجلس اه بدوي اه صاحب جمال فعرض له شبهة في قوله عليه السلام الذي فيه لا عدوى. قال يا رسول الله انا نرى الجمل السليم يدخل الجمال بين الجمال اصوات نرى الجمل الاجرب يدخل بين الجمال السليمة فيعديها فقال عليه السلام فمن اعدى الاول فمن اعدى الاول انتهى الحديث الاول الحديث الثاني جاء رجل الى النبي صلى الله عليه واله وسلم ليبايعه على الاسلام وفي يده داء الجذام وداء الجذام مرض معدي معروف فقال له عليه السلام ارجع فانا قد بايعناك يعني لم يرض الرسول عليه السلام ان يصافحه وبايعه خلاف مبايعته لعامة الصحابة حيث كان يبايعهم بالمصافحة فجاء الرجل ايضا يريد ان يبايع الرسول على الاسلام بالمصافحة فاعتذر له وقال له ارجعت انا قد بايعناك من هنا جاء التعاضد ولكن الحقيقة ان الحديث الاول لا يذهل عدواه لكنه ينفي عدوى معينة موصوفة بصفة خاصة ولا ينفي العدوى بصورة عامة كيف لما قال عليه السلام لا عدوى تبادر الى ذهن العربي الاعرابي البدوي انه ما يتبادر الى اذهان كثير من الناس انه الشرع ينفي العدوى ولذلك اورد الاشكال الذي هو يلمسه بيده ويراه بعينه جماله السليمة التي كما جاء في بعض الاحاديث وبرها كالذهب فاذا دخل فيها الجمل الاجرب اه سرى الجرب الى بدنها وصار يعني رؤية مكذبة جدا. اه عرض على الرسول هذه الشبهة النبي صلى الله عليه واله وسلم سلك معه سبيلا حكيما جدا لم يقل له انت لم تفهم الحديث لم تفهم قصدي ومرادي وانما قال له كلمة واحدة يفهم مقصود الرسول عليه السلام من باب الاشارة تعني عن صريح العبارة قال له فمن اعدى الاول بهذا الجواب يمكننا ان نقول ووضع الرسول عليه السلام نقاط على الحروف كما يقال في هذا الزمان فهو حينما قال لا عدوى نفى العدوى التي يعتقدها اهل الجاهلية وهي انها تنتقل بذاتها بمجرد مخالطة الجمل الاجرب. الجمل السليم لابد ان يعاديه بجربه الرسول عليه السلام نفى هذه العقيدة الجاهلية وهي عقيدة يمكن ان نقول انها رجعت اليوم في جاهلية القرن العشرين ذلك لان اطباء لا اقول اطباء الكفار فقط بل وبعض الاطباء المسلمين الذين ليس عندهم الفقر الاسلامي الصحيح اصبحوا قد وقر في نفوسهم ان هيك طبيعة الداء انه يعدي بذاته بطبيعته والامر ليس كذلك هناك فرق كبير جدا بين العدوى وبين اسباب اخرى جعلها الله عز وجل اه اسباب مطردة لا تختل الا بصورة خارقة للعادة. المعجزات والكرامات ونحو ذلك مثلا شخص يعاني يأكل يشفى ما بنقدر نقول ما بيشبع هكذا سنة الله في خلقه انسان عطشان بيشرب ماء بيرتوي انتهى الامر لكن ليس كذلك مجرد ما انسان سليم يخالط شخص اخر مريضا بمرض يعدي انه لا بد هذا المرض ان ينتقل الى الى هذا السليم. قد وقد قد وقد فحينما يقع المسلم في افتراض امر في شيء خلقه الله لحكمة بالغة فيبالغ في هذا المخلوق ويصفه بما يخالف الواقع حينئذ يكون قد وقع في الخطأ وهذا ما كان عليه اهل الجاهلية الاولى وما عليه كثير من الاطباء في هذا العصر كما ذكرت انفا فالنبي صلى الله عليه واله وسلم حينما قال لا عدوى ابطل عدوى الجاهلية اي التي تنتقل بذاتها. والدليل على هذا ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لذاك الاعرابي انت تقول كذا وكذا وقولك لا لا نرده لانه امر مشاهد ولكن من اعدى الجمل الاول هل بدأ يعدي في نظركم الجواب هو الله اذا الامر كله بيد الله تبارك وتعالى فاذا فهم المسلم ان هناك عدوى في بعض الامراض وهذه حقيقة علمية بل وشرعية لا يمكن انكارها اي العدوى حقيقة شرعية قبل ان تكون حقيقة علمية ولذلك لا يمكن انكارها الذي ينصب عليه انكار النبي صلى الله عليه واله وسلم بقوله لا عدوى انما هي عدوى الجاهلية التي كانوا يغفلون عن الله عز وجل وانه هو ان شاء اذن بذلك الداء بان ينتقل الى السليم من الداء او لم يأذن هذا هو مقصود الحديث وهو قوله عليه السلام لا عدوى فهو لا ينكر العدوى مطلقا ولا ينفيها مطلقا العدوى ثابتة كما قلت انفا شرعا وعلما اما شرعا الحديث الثاني يرجع فانه قد بايعنا وعندكن حديث يعتبر من المعجزات العلمية الطبية النبوية وهو ما يسمى اليوم بالحجر الصحي حيث قال عليه الصلاة نعم واضعا الاصل للحجر الصحي الذي جاءنا من اوروبا واوروبا اخذوها من ديننا الا وهو قوله عليه الصلاة والسلام اذا وقع الطاعون بارض انتم فيها فلا تخرجوا منها واذا وقعت وقع الطعام في ارض لستم فيها فلا تدخلوا اليها اذا لماذا نهى من كان في ارض الطاعون ان يخرج الى ارض لا طاعون فيها خشية ان ينقل داء الطاعون ان يسمى بالكوليرا مثلا وامر من كان الطاعون في ارض غير ارضه ان لا يدخل اليها خشية ماذا ان يصيبه الطاعون فاذا هناك عدوى لا يمكن انكارها شرعا فضلا عن تجربة وعلما ثم العدوى هذه يمكن ان تشاهدوها بغير الحيوان واعني بالحيوان الجنسين الحيوان الناطق وهو الانسان والحيوان الصامت وهو الدواب والحيوانات التي سخرها الله لنا يمكن ان نرى العدوى في غير الحيوان ببعض النباتات مثلا وفي بعض النتائج من بعض الحيوانات مثلا البصل اذا بصري وحدي فسدت تعدي من حولها البيضة العفنة اذا وضعتها بين بيت سليم طازج باليوم بعد ايام تلاتة يشفي اليها الفساد هذه هي العدوى فهذه حقيقة لا يمكن انكارها لكن هذا بمشيئة الله عز وجل وبتقديره اهذه النقطة هي التي اراد الرسول عليه السلام ان يغفر ان يلفت نظر العرب يومئذ لانهم كانوا يعيشون في جاهلية جهلة كانه لا يعرفون الله عز وجل ولذلك كانت افكارهم تنطب على المظاهر في الحياة الدنيوية وهم عامل الاخرة هم غافلون اذا لا عدوى باختصار بذاتها لا عدوى بذاتها اما بمشيئة الله وارادته هذا يقع وهنا يأتي حديث يرجي فانا قد بايعناك حديث الحجر الصحي كما ذكرنا وهكذا وهناك احاديث كثيرة جدا من هذا النوع ومن اراد التوسع فعليه بالكتابين المذكورين انفا مختلف الحديث لابن قتيبة ومثل الاثار لابي جعفر الطحاوي. خزائن الرحمن تأخذ بيدك الى الجنة