السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته مغفرته كيف امسيتم يا شيخنا امسينا وامسى الملك لله والحمد لله بارك الله فيكم ورفع بكم. الله يحفظكم وكيف انتم الحمد لله. شيخنا. نعم. امامي هنا نحو خمسمائة من الاخوة. ما شاء الله. دين الودودين الطالبين للحق المبين ان شاء الله تعالى. ما شاء الله بارك الله فيكم جميعا لسان حالهم يسلم عليك وبعض ولسان قالهم من بعضهم وبغزة نعم. جزاكم الله خيرا. وانا اقول نستغل الوقت يا استاذي. تفضل. اذا يعني كانت نصيحة متعلقة في الاجتماع او المؤتمر الذي اجتمعنا نحن مع الاخوة بسببه وهو عنوانه واقع الامة الاسلامية اسباب الوهن وسبيل النهوض وجزاكم الله خيرا اه نسأل الله عز وجل ان يوفقنا واياكم لمعرفة الحق ولاتباعه وجوابا على ما سألت اقول ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله يا ايها الذين امنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن الا وانتم مسلمون يا ايها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والارحام ان الله كان عليكم رقيبا يا ايها الذين امنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم اعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما اما بعد فان خير الكلام كلام الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه واله وسلم وشر الامور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار وبعد فانه مما لا يخفى عليكم جميعا ان ما عليه المسلمون اليوم من واقع الامر السيء في هذا العصر الذي نعيشه هو بلا شك اسوأ ما اصاب المسلمين في كل عصورهم المتأخر مما لا يحتاج احد الى ان يوصف له لانه يحيى يحياه ويعايشه وكلنا يعلم انتشار الفسق انواع الفسق والفجور في العالم الاسلامي وقليل ممن لا يزالون يعتصمون بكلمة الحق وباتباع الكتاب والسنة اما الاكثرون فمكفاك ما قال رب العالمين ولكن اكثر الناس لا يعلمون وكما قال في الاية الاخرى وما يؤمن اكثرهم بالله الا وهم مشركون مواقع الامة اليوم مما تحدث عنه رسول الله صلى الله عليه واله وسلم اه قبل ان نرى ما رأينا بل وقبل ان يرى ما رأى واجدادنا من قبل من الفرقة والتحزب والتطرق في الدين خلافا لقول رب العالمين ولا تكونوا من المشركين من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا كل حزب بما لديهم فرحون وكما قال رب العالمين بالاية الاخرى وان هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل اتفرق بكم عن سبيله وقد بين رسول الله صلى الله عليه واله وسلم هذه السبل في الحديث الصحيح الذي صور تفرق المسلمين وخروجا من الكثيرين منهم عن الخط المستقيم فيما رواه عبدالله بن مسعود رضي الله تعالى عنه قال خط لنا رسول الله صلى الله عليه واله وسلم يوما خطا على الارض مستقيما ثم خط حوله خطوطا قصيرة ثم تلا قوله تبارك وتعالى وان هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل اتفرق بكم عن سبيله ثم قال عليه السلام وقد مر باصبعه الشريفة على الخط المستقيم هذا صراط الله واشار الى الخطوط القصيرة التي على جانبي الطريق بقوله عليه الصلاة والسلام هذه طرق وعلى كل طريق منها شيطان يدعو الناس اليه فقد بين النبي صلى الله عليه واله وسلم في هذا الحديث ان الطريق الموصل الى الله عز وجل انما هو طريق واحد وليس كما يقول بعض الصوفية او على الاقل بعض المتصوفة قالوا او زعموا ان الطرق الموصلة الى الله عز وجل هي بعدد انفاس الخلائق هذا كانوا يقولونه قديما اما اليوم فقد تعدلت تعدلت الطرق الى تعدد الجماعات والاحزاب وكل حزب بما لديهم فرحون مع ان هؤلاء المسلمين اليوم جميعا يعلمون قول الله عز وجل ولا تكونوا من المشركين من الذين فرقوا من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا كل حزب بما لديهم فرحون ويعلمون ايضا قول النبي صلى الله عليه واله وسلم تفرقت اليهود على احدى وسبعين فرقة وتفرقت النصارى الى اثنتين وسبعين فرقة وستفترق امتي على ثلاث وسبعين فرقة قلها في النار الا واحدة قالوا ما هي يا رسول الله؟ قال هي الجماعة هذه هي الرواية المشهورة والصحيحة ورواية اخرى وهي مفسرة للاولى قال هي التي تكون على ما انا عليه واصحابي فقوله عليه الصلاة والسلام في هذه الرواية الثانية وهي رواية حسنة كما بينت ذلك في بعض كتبي فقوله عليه السلام ما انا عليه واصحابي يحدد منهج الفرقة الواحدة والطائفة المنصورة الناجية وهي التي تأخذ بما كان عليه رسول الله صلى الله عليه واله وسلم واصحابه رضوان الله عليهم اجمعين وهنا نكتة لابد لي من ذكرها بمناسبة قوله عليه السلام واصحابي لانه من الواضح ان النبي صلى الله عليه واله وسلم لو اقتصر على قوله ما انا عليه لكان جوابه وافيا كافيا ولكنه لحكمة بالغة زاد على ذلك وعطف فقال واصحابي والحكمة هي ان اصحاب النبي صلى الله عليه واله وسلم كانوا جميعا على هدى من ربهم لانهم تلقوا الوحي النازل على قلب نبيهم صلى الله عليه واله وسلم غضا طريا كما انزله الله عز وجل قبل ان يتسلط على مفاهيمه وعلى دلالاته العجمة او الهوى الذي ران على قلوب بعض الذين جاءوا من بعد السلف الصالح من الاراء والافكار المباينة والمخالفة لما كان عليه اصحاب النبي صلى الله عليه واله وسلم لهذا ذكرهم وعطفهم على ما كان عليه صلى الله عليه واله وسلم لانه يعلم اليقين ان اصحابه سيكون له متبعين تمام الاتباع وكذلك اثنى رسول الله صلى الله عليه واله وسلم على القرون الذين يأتون من بعد اصحابه صلى الله عليه واله وسلم ومجموع تلك القرون هي كما قال عليه السلام في الحديث الصحيح بل للحديث المتواتر في نقد وفي علمي وتتبعي الا وهو قوله صلى الله عليه واله وسلم خير الناس قرني وبعض الناس يروونه بلفظ خير القرون قرني فارى من الواجب علي ان اذكر والذكرى تنفع المؤمنين ان لفظ الحديث الصحيح خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم فهؤلاء القرون الثلاثة هم الذين شهد لهم النبي صلى الله عليه واله وسلم بالخيرية وهم المقصودون بالاية الكريمة وهي قول الله عز وجل ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا وقوله تبارك وتعالى في هذه الاية الكريمة ويتبع غير سبيل المؤمنين منه اقتبس نبينا صلى الله عليه واله وسلم قوله سابقا واصحابي فالنكتة في هذا الحديث كالنكتة في هذه الاية الكريمة وفي ذلك دلالة واضحة على ان المسلمين جميعا في هذه العصور المتأخرة انه لا يجوز لهم ان يخالفوا سبيل المؤمنين سبيل المؤمنين الاولين لانهم كانوا على هدى من ربهم ولذلك ايضا ذكر رسول الله صلى الله عليه واله وسلم اصحابه من المفضلين على اصحابه الاخرين الا وهم الخلفاء الراشدون المهديون كما جاء في حديث العرباض ابن سارية رضي الله تعالى عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم اوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة ويولي عليكم عبد حبشي. وانه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي عضوا عليها بالنواجز واياكم ومحدثات الامور فان كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة هكذا ذكر رسول الله صلى الله عليه واله وسلم مع سنته في هذا الحديث سنة الخلفاء الراشدين لتلك النكتة التي اشرنا اليها في الاية وفي حديث الفرقة الناجية وفي كل هذه النصوص الثلاثة اه منهاج يوجب على المسلمين في العصر الحاضر ان يلتزموه والا يكونوا بعيدين عنه كما هو شن كثير ممن يشاركنا في الدعوة الى الكتاب والسنة ولكنهم يخالفوننا في منهجنا في رجوعنا الى فهم الكتاب والسنة الى فهم هؤلاء السلف الصالح من الصحابة والتابعين واتباعهم ذلك مما يجب على كل مسلم ان يتخذه منهجا له لكي لا ينحرف عن ما كان عليه سبيل المؤمنين فلا يكفي اليوم ان نقول نحن على الكتاب والسنة ثم يختلفون في فهم الكتاب والسنة الرجوع الى السلف الصالح هو ضمان وصيانة من ان يقع المسلمون اليوم بمثل ما وقع المسلمون الذين جاؤوا بعد السلف واختلفوا اختلافا كثيرا ذلك لانهم قد كانوا لم تتوفر لديهم اولا نصوص السنة التي تتولى بيان القرآن الكريم كما قال رب العالمين وانزلنا اليك الذكر لتبين للناس ما نزل اليهم هذا هو السبب الاول الذي كان من اسباب الخلاف الذي وقع بين المتقدمين حتى بين بعض الائمة المجتهدين من العلماء والزهاد والصالحين ولكن هناك اسباب اخرى وهي تسلط الاهواء والاراء الخاصة في بعض الناس ولو كانوا على شيء من العلم بل والزهد والصلاة ولذلك فنحن نقول انه لا ضمان لكي لا يقع المسلمون في مخالفة الكتاب والسنة الا بالرجوع الى ما كان عليه سلفنا الصالح انا اعتقد ان من واقع الامة الاسلامية اليوم هو اختلافهم في تفسيرهم لبعض نصوص الكتاب والسنة بسبب اعتمادهم على غير هذا المنهج الذي نسميه بالمنهج السلفي هذا ما ينبغي ان نعرفه في واقع الامة الاسلامية اليوم لكي يتمكنوا من العودة الى ما كان عليه السلف الصالح والذي اقترن بهم ان الله عز عز وجل اعزهم ومكن لهم في الارض كما هو معلوم في التاريخ الاسلامي الامجد هذا ما يحضرني الان جوابا عن هذه القطعة من السؤال وهو واقع الامة الاسلامية دامية وقبل ان انتقل الى التحدث عن الاسباب الوهن اريد ان اسمع من بعضكم على الاقل لكي يطمئن هل وصلكم كلامي وصوتي واضحا بينا ان شاء الله حتى اتابع الكلام والجواب اه واضح جدا يا شيخنا بشرك الله خيرا وانا اتابع ان شاء الله فاقول اما اسباب الوهن وهي عند العلماء كثيرة وكثيرة جدا وقد يعلمون كلهم او على الاقل بعضهم ان النبي صلى الله عليه واله وسلم جمعها في جملة واحدة في الحديث الثابت الصحيح عنه صلى الله عليه واله وسلم وهو قوله يوشك ان تداعى عليكم الامم كما تداعى الاكلة الى قصعتها قالوا او من قلة نحن يومئذ يا رسول الله قال لا بل انتم يومئذ كثير ولكنكم غثاء كغثاء السيل ولا ينزعن الله الرهبة من صدور عدوكم ولا يقذفن في قلوبكم الوهن قالوا وما الوهن يا رسول الله قال حب الدنيا وكراهية الموت وصدق رسول الله صلى الله عليه واله وسلم فليس يخفى على كل مسلم عاقل ان حب الدنيا رأس كل خطيئة وانه سبب كل معصية وبلية كيف لا وهو الذي يحمل الناس على الشح بالمال والنفس التي تجاهدها بالانفاق بالمال العزيز لديها وبالنفس التي هي اعز من المال. ولذلك قال صلى الله عليه واله وسلم اتقوا الشح فان الشح اهلك من كان قبلهم قبلكم حملهم الا ان سفكوا دماءهم واستحلوا محارمهم كما ورد في كثير من كتب السنة ومنها صحيح الامام مسلم وان مما يجب ذكره وبيانه بهذه المناسبة ان استحلال المحارم المهلك يكونوا على وجهين اثنين الاول ارتكاب المحارم مع العلم بحرمتها وهذا امر مشاهد فاش مع الاسف الشديد بين المسلمين اليوم بكل اشكاله وانواعه حتى الكبائر الا وهو الاشراك بالله عز وجل الذي يتجلى واضحا في بعض الجماعات او لافراد الذين ينادون غير الله عز وجل في الشدائد ويستغيثون بالله وينذرون ويذبحون لغير الله فضلا عن ان اكثرهم يحلفون بغير الله كل هذه من الشرك من انواع الشرك الفاشية اليوم بين المسلمين واكثرهم لا اقول اكثر عامتهم بل اقول اكثر خاصتهم لا يدندنون حول التحذير من هذه الانواع من الشركيات والوثنيات هذا اكبر الكبائر كما جاء في بعض الاحاديث الصحيحة الاشراك بالله عز وجل ومنها قتل النفس بغير حق وعقوق الوالدين واكل الربا وما ادراكم ما اكل الربا وقد انتشر ايضا في هذا الزمان بسبب قيام ما يسمونه بالبنوك وكذلك من الكبائر شرب الخمر وتبرج النساء وبناء المساجد على القبور وغيرها كثير وكثير والقسم الاخر من المحرم من المحارم المحرمة ارتكابها دون معرفة دون معرفة حكمها او حرمتها وذلك للجهل بها وهذا بلا شك شر منتشر ايضا بين كثير من المسلمين واما استحلال واما باستحلالها بطريق الاحتيال عليها على نحو احتيال اليهود على صيد السمك المذكور في القرآن كما هو معلوم مشهور وكحتيالهم على اكلهم الشحوم كما في قوله صلى الله عليه واله وسلم في الحديث الصحيح لعن الله اليهود قرمت عليهم الشحوم فجملوها ثم باعوها واكلوا اثمانها وان الله اذا حرم اكل شيء حرم ثمنه هذا الحديث من الاحاديث التي قلما نسمعها من السنة الخطباء والوعاظ وهو من الاحاديث المهمة جدا جدا التي تحذر المسلمين ان يقعوا فيما وقع فيه اليهود من قبلهم وحذرهم رسول الله صلى الله عليه واله وسلم من ان يقعوا في مثل ما وقعوا هم فيه في الحديث الذي اخرجه البخاري وغيره في صحيحه من حديث ابي سعيد الخدري رضي الله تعالى عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم لتتبعن من قبلكم شبرا بشبر وذراعا بذراع حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه قالوا يا رسول الله اليهود والنصارى قال فمن او قال فمن الناس واقول محذرا وهذا النو من الارتكاب والاستحلال لما حرم الله عز وجل بادنى الحيل قد وقع ايضا فيه كثير من المسلمين في بعض معاملاتهم وعقودهم من اشهر ذلك نكاح التحليل الملعون فاعله في السنة الصحيحة بقوله صلى الله عليه واله وسلم لعن الله المحلل والمحلل له ومع ذلك فلا يزال في المسلمين اليوم بعض المتفقهة ممن يجيزون نكاح التهليل رغم لعن النبي صلى الله عليه واله وسلم فاعله كمثل ما سمعتم انفا وكذلك مما فشى في العصر الحاضر بيع التقسيط بزيادة في الثمن على ثمن بيع النقد وكذلك بايع العينة المنتشر في بعض البلاد الاسلامية واسف ان اقول ولا يتسع المجال الان لشرح ذلك كله وانما اردت ان اذكر الاخوان بحديث يناسب المقام وهو قوله الا وهو قوله عليه الصلاة والسلام اذا تبايعتم بالعينة واخذتم اذناب البقر ورضيتم بالذرع وتركتم الجهاد في سبيل الله تلة الله عليكم ذلا لا ينزعه عنكم حتى ترجعوا الى دينكم ففي هذا الحديث بيان واضح جدا لبعض الادواء والامراض الناتجة من حب الدنيا وهو التكالب عليها والانغماس بالاخذ باسباب جمع المال الذي يترتب منه ما هو واقع المسلمين اليوم مما ذكره عليه الصلاة والسلام في هذا الحديث عطفا على داء التبايع بالعينة والاخذ باذناب البقر والرضا بالزرع فقال عليه الصلاة والسلام وتركتم الجياد في سبيل الله عز وجل فترك الجهاد الذي اصبح عاما اليوم يشمل مع الاسف الشديد كل الدول العربية والاسلامية رغم كونها عندها من وسائل الجهاد والقتال ما لا تملكه الشعوب المسلمة المتحمسة للدفاع عن بلادها وعن اراضيها بل وعن اعراضها كان هذا كنتيجة طبيعية سنة الله عز وجل. ولن تجد لسنة الله تبديلا ان يقعوا في مثل هذه المخالفات والاستهلال لما حرم الله عز وجل كان امرا طبيعيا ان يسلط الله عليهم ذلا هذا الذل الذي نراه قد ران على بلاد المسلمين كافة ولو انهم كانوا في الظاهر احرارا ولكنهم مع الاسف الشديد لا يستطيعون ان يتحركوا بما يأمرهم كتاب ربهم وسنة نبيهم صلى الله عليه واله وسلم كمثل ما جاء في الحديث الصحيح جاهدوا المشركين باموالكم والسنتكم وانفسكم نحن الان قد الغينا الجهاد بالنفس وركنا الى الجهاد بالاموال لوفرتها لدينا وباللسان لسهولة ذلك علينا. اما الجهاد بالانفس فذلك مما اصبح مع الاسف في خبر كان ولذلك فالنبي صلى الله عليه واله وسلم قد وصف في هذا الحديث الصحيح الداء مع الدواء حيث ذكر نماذج من الامراض التي ستصيب المسلمين في اول هذا الحديث خديجة العينة ثم بين في اخره عليه الصلاة والسلام الدواء فقال لا ينزعوا عنكم حتى ترجعوا الى دينكم هذا الدواء هو العلاج الوحيد للمسلمين اذا ارادوا ان يعود اليهم عزهم ومجدهم وان يمكن الله لهم في الارض كما مكن للذين من قبلهم فقال عليه الصلاة والسلام بشر هذه الامة بالثناء والرفعة والمجد والتمكين في الارض ومن عمل منهم عملا فليس له في الاخرة من نصيب اذا قوله صلى الله عليه واله وسلم في هذا الحديث حتى ترجعوا الى دينكم يفسح لي المجال للدخول بالاجابة عن ما جاء في اخر السؤال وهو ما هو سبيل النهوض بهذه الامة التي اصابها من الذل والهوان ما لم يصب الامة من قبل هذا الزمان فنقول ان النبي صلى الله عليه واله وسلم حينما وصف الدواء في هذا الحديث بالرجوع الى الدين ان منطلق من مثل قوله عز وجل ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم واذا اراد الله بقومه سوءا فلا مرد له وقوله تعالى ذلك بان الله لم يكن مغيرا نعمة انعمها على قوم حتى يغيروا ما بانفسهم بهم فما هو السبب الذي غير الله فينا نعمة القوة والعزة والتمكين في الارض الذي كان عليه المسلمون من قبل ذلك لاننا غيرنا نعمة الله عز وجل وبدلنا فاخذنا باسباب الدنيا وتركنا الجهاد في سبيل الله عز وجل كنتيجة شرعية وكونية ان المسلم اذا لم ينصر الله عز وجل لم ينصره الله كما هو صريح قوله تبارك وتعالى ان تنصروا الله ينصركم هنا لابد لي من وقفة اذا كان الله عز وجل قد جعل على لسان نبيه صلى الله عليه واله وسلم العلاج لهذا المرض العضال الذي اصاب المسلمين بارضهم الاسلامية كلها مع الاسف الشديد انما هو الرجوع الى دينهم والدين كما تعلمون انما هو الاسلام وقد قال رب الانام ومن يبتغي غير الاسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الاخرة من الخاسرين اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا ويعجبني بمناسبة هذه الاية ما ذكره الامام الشاطبي رحمه الله في كتابه العظيم الاعتصام ذكر عن الامام ما لك انه قال من ابتدع في الاسلام بدعة يراها حسنة فقد زعم ان محمدا صلى الله عليه واله وسلم قال الرسالة وحاشاه ثم قال اقرأوا قول الله تبارك وتعالى اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا قال رحمه الله ولا يصلح اخر هذه الامة الا بما صلح به اولها فما لم يكن يومئذ دينا لا يكون اليوم دينا كنا نستدل يا ذا يا ذا الاثر الثابت عن الامام مالك امام دار الهجرة انه لا يجوز للمسلم ان يحدث في الاسلام بدعة مهما كانت يعني يسيرة وفي الاخلاق او العبادات وليست الى عقائد كنا نحتج بهذا الاثر اعتمادا على هذه الاية الكريمة ان الله عز وجل اتم النعمة فعلينا باتمام ديننا الا والاسلام فما بالنا اليوم وقد اصبحنا بعيدين عن الاسلام ليس فقط فيما يتعلق بما يسمى بالسنن التي تخالفها البدع بل اصبحنا بعيدين كل البعد عن الاسلام ليس في هذه الجزئيات او في هذه الامور التي يسميها بعضهم بانها من الامور الثانوية والتي ليست بجوهرية وانما اصبحنا بعيدين عن الاسلام الذي ارتضاه الله لنا دينا حتى في قضائنا حتى في افكارنا وعقائدنا. فاذا اردنا فعلا وجادين مخلصين ان نتعاطى هذا العلاج الذي وصفه ربنا عز وجل على لسان نبيه صلى الله عليه واله وسلم وهو ان نرجع الى الدين فباي مفهوم نفهم هذا الدين هناك اولا مفهومان معروفان لدى كثير من العلماء الذين يعرفون الخلاف بين علماء السلف وبين علماء الخلف هناك مذهبان مذهب ينتمي الى السلف ومذهب ينتمي الى الخلف ومذهب السلف يقول اولئك الذين ينتمون الى مذهب الخلف يقولون عن مذهب السلف بانه اسلم لكنهم يقولون بان مذهب الخلف اعلم واحكم فيا ترى هل نعود في عقائدنا اولا الى ما كان عليه سلفنا الصالح ام نعود الى مذهب هؤلاء الخلف الذين يصرحون بان مذهب السلف اسلم ولكن مذهب الخلف احكم واعلم لا شك انه يتبين من النصوص التي ذكرناها ان واجبنا نحن في هذا الزمن الذي احيط بنا من كل جانب ان نعود اولا في العقائد الى ما كان عليه سلفنا الصالح ثم نعود فيما دون ذلك من العقائد واعني بذلك الاحكام والاخلاق والسلوك لابد ايضا لكل ذلك ان نرجع الى ما كان عليه سلفنا الصالح الذي كان لا يرضى له بديلا عن الاعتماد على الكتاب والسنة حينما يقع تنازع ما بين بعض افراد الامة كما قال ربنا عز وجل في القرآن الكريم الا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في انفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما اليوم مع الاسف الشديد لا نجد هذه الجماعات وهذه الاحزاب تتفق معنا على تعاطي هذا الدواء الذي لا علاج للمسلمين في الرجوع الى عزهم ومجدهم الغابر الا بالرجوع الى دينهم هذه النقطة ان الدواء هو الرجوع الى دين الاسلام نقطة لا خلاف فيها بين كل مسلم مهما كان اتجاهه ومهما كان تحزبه وتكتله ولكن الخلاف مع الاسف الشديد وفي فهم هذا الدين وهناك كما ذكرنا مذهبان مذهب السلف ومذهب الخلف السلف ما كانوا يختلفون في الاصول ما كانوا يختلفون اولا بان المرجع عند التنازع انما هو كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه واله وسلم فهم كانوا يتحاكمون الى هذه المصدرين ويسلمون لهما تسليما كما ذكرنا تلاوة الآية السابقة بذلك ولكن الاختلاف قد كان بينهم السبب الاول الذي سبقت الاشارة اليه وهو ان بعضهم كان لا يصله الحديث عن النبي صلى الله عليه واله وسلم فيجتهدوا فيقع في خطأ غير قاصد اليه ولذلك قال عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح اذا حكم الحاكم فاجتهد فاصاب فله اجران وان اخطأ وله اجر واحد ولذلك ينبغي الرجوع من هؤلاء المسلمين الى هذه القاعدة التي لا ينبغي ان يقع فيها اختلاف الا وهي فهم الكتاب والسنة على ما كان عليه السلف الصالح فاذا التفتنا الى هذا النظام وجعلناه لنا منهجا وسبيلا نتعاون على فهمي اولا وعلى تطبيقه ثانيا فهنا يأتي الامر الهام والهام جدا وهو خلاصة الجواب عن هذا السؤال الا وهو سبيل النهوض لابد للمسلمين اليوم من ان يفهموا دينهم فهما صحيحا ثم ان يطبقوه كل بحسبه تطبيقا صحيحا المحكوم غير الحاكم الحاكم له سلطة عليا المحكوم سلفته محدودة فاذا قام كل من الحاكم والمحكوم بفهم الاسلام اولا فاما صحيحا ثم بتطبيق هذا الاسلام تطبيقا كاملا كل بحسب ما يستطيعه كما اشرت اليه انفا باعتقادي يومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله ولكنني ارى ان كثيرا من الدعاة الاسلاميين الذين يلهجون دائما وابدا بدعوة الحكام الى الحكم بما انزل الله عز وجل وهذه دعوة حق لا شك ولا ريب فيها لقول الله عز وجل ومن لم يحكم بما انزل الله فاولئك هم الكافرون وفي الاية الاخرى فاولئك هم الفاسقون. وفي الثالثة فاولئك هم الظالمون هذا حق اي ان يقوم الحكام بتطبيق الاسلام بدساتيرهم وفي قوانينهم وعلى شعوبهم كلها. هذا حق واجب ولكن نحن نذكر افراد الشعوب المسلمة الذين ينادون بكلمة الحق هذه وهو الحكم بما انزل الله ان عليهم الا ينسوا انفسهم كما قال الله عز وجل يا ايها الذين امنوا عليكم انفسكم لا يضركم من ضل اذا اهتديتم فلذلك على افراد المسلمين ان يفهموا الاسلام فهما صحيحا ثم ان يطبقوه تطبيقا كاملا في حدود استطاعتهم على انفسهم وعلى من لهم ولاية عليهم من رعاياهم كما قال عليه الصلاة والسلام كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته. فالرجل راع وهو مسئول عن رعيته مرأة راعية وهي مسؤولة عن رعيتها الى هذا المعنى من التربية للنفس يشير اليه بعض الدعاة الاسلاميين بالكلمة التي يروى عنه الا وهي قوله اقيموا دولة الاسلام في قلوبكم تقام لكم في ارضكم اقيموا دولة الاسلام في قلوبكم تقام لكم في ارضكم في هذه الكلمة التي تعجبنا كثيرا ولكن لا يعجبني الذين ينتمون الى قائد هذه الكلمة حيث انهم لا يعنون بها ولا يهتمون بتطبيقها لان ذلك يكلفهم امرا يتطلب جهدا جهيدا الا وهو الرجوع الى فهم الاسلام على الوجه الصحيح الذي سبق بيانه انفا اعتمادا على كتاب الله واعلى حديث رسول الله وعلى ما كان عليه سلفنا الصالح فاقول العودة الى هذا الدين الذي هو الدواء لما اصاب المسلمين اليوم يتطلب امرين اثنين طالما اكني عنهما التصفية والتربية وعن بالتصفية ان يقوم علماء المسلمين الذين يتبنون هذا المنهج الصحيح من فهم الاسلام على ما كان عليه سلفنا الصالح ان يقوم كل منهم بتصفية هذا الاسلام مما دخل فيه مما هو بريء منه براءة الذئب من دم ابن يعقوب كما يقال في بعض الامثال وان يدعو الناس اليه سواء ما كان متعلقا بالعقيدة او بالاحكام التي اختلف فيها كثيرا او في الاخلاق وفي السلوك لابد من تصفية الاسلام في كل ما يتعلق بهذا الاسلام الذي اتمه الله عز وجل علينا كما سبق في الاية واؤكد ذلك بالحديث الصحيح وهو قوله صلى الله عليه واله وسلم ما تركت شيئا يقربكم الى الله ما تركت شيئا يقربكم الى الله ويبعدكم عن النار الا وامرتكم به وما تركت شيئا يبعدكم عن الله ويقربكم الى النار الا ونهيتكم عنه ومن كان يريد ان يتمشى مع هذا المنهج الصحيح وهنا يرد بيان لابد لي منه كثير من العلماء قديما وحديثا يعلمون فكرا ان السنة دخل فيها ما لم يكن منها حتى في القرن الاول حيث بدأ بعض الفرق الضالة ترفع اصواتها وتدعو الى مخالفة الكتاب والسنة باتباعها لاهوائها كما جاء عن بعض او احد الخوارج حينما هداه الله عز وجل الى السنة وقال انظروا من اين تأخذون دينكم فانا كنا اذا هوينا امرا صيرناه حديثا ولذلك جاء عن ابن سيرين رحمه الله وهو التبين الجليل الذي كان يكثر من الرواية عن حافظ الصحابة للسنة والحديث الا وهو ابو هريرة رضي الله تعالى عنه قال انظروا من اين تأخذون دينكم وقد روي هذا حديثا مرفوعا الى النبي صلى الله عليه واله وسلم ولكن لا يصح رفعه والصحيح انه مقطوع موقوف على ابن سيرين رحمه الله ولذلك قال بعض ائمة الحديث الاسناد من الدين لولا الاسناد لقال من شاء ما شاء لولا الاسناد لقال من شاء ما شاء في الدين اذا كان الامر كذلك باتفاق العلماء نظريا واعني ما اقول حينما اقول نظريا ذلك لاني اريد ان اقول حقيقة مرة الا وهي ان هذا الاسناد لم يهتم به جماهير العلماء الاهتمام الواجب به. وانما اهتم به طائفة من علماء المسلمين وهم ائمة الحديث الامام احمد بن حنبل والامام يحيى ابن معين وعلي بن المديني وتلامذتهم الامام البخاري ومسلم وغيرهم من ائمة الحديث والنقاد والذين تكلموا في الرواة جرحا وتعديلا هؤلاء هم الذين يجب الرجوع اليهم والاعتماد عليهم لاجراء التصفية في هذه السنة التي يجب الرجوع اليها بعد تصفيتها كتب السنة الان متوفرة وذلك من تمام عناية الله عز وجل في هذه الامة ووفاء منه بالحكم الذي ذكره في القرآن الكريم انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون وبهذه المناسبة لابد لي من التذكير بان هذه الاية الكريمة حينما تذكر انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون يتوهم بعض الناس ممن لا علم عندهم بالسنة او لا يقيمون وزنا للسنة يظنون ان الحفظ الذي ضمنه الله عز وجل في هذه الاية انما هو خاص بالقرآن الكريم اخوة الايمان تتمة الكلام في الشريط التالي انما هو خاص بالقرآن الكريم فاقول نعم ربنا عز وجل ذكر الذكر في الاية فهو قد حفظ القرآن الكريم بحروفه ولكنه حفظ معانيه بسنة نبيه صلى الله عليه واله وسلم ولذلك فلا يمكن اه تحقيق هذه التصفية للسنة الا من طريق علماء الحديث وبالتالي لا يمكن فهم القرآن الا بطريق هذه السنة المصفاة والا وقع المسلمون فيما وقعت فيهم فرق الخارجة عن الفرقة الناجية ان القرآن حمال وجوه. خزائن الرحمن تأخذ بيدك الى الجنة